صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي
الحلبي | الحلقة
الثانية عشرة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثانية عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي والتي سأناقش الحلبي في ملاحظة رابعة وهي (( دفاعه عن جمعية إحياء التراث وجمعية دار البر دفاعاً مستميتاً )) .
وإني أحمد الله تعالى على تلقي الشباب السلفي لهذه الحلقات بالقبول لما فيها من الحجة والبرهان، وعدم التعصب لأحد، إتباعاً للكتاب والسنة وسيراً على منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم في الرد على المخالف والتحذير منه، ورد الباطل على قائله كائناً من كان .
وما هذه الحلقات إلا بفضل الله تعالى أولاً وآخراً ثم من ثمرة جهود علمائنا السلفيين المخلصين الذين علمونا المنهج السلفي الصحيح، وحفظوه لنا من التبديل أو التحريف أو التعطيل فجزاهم الله عنَّا جميعاً خيراً .
ولا أطيل عليك أخي القارئ فإليك البيان من كلام الحلبي مع مناقشته بالحجة والبرهان :
أولاً : قال الحلبي فيما سماه بمنهج السلف الصالح (ص39) عن جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية (زرت قريباً بعض الناس! … فواجهني فوراً دون مقدمات !! بالامتحان في رأيي وموقفي من جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية ؟!!
فابتدأت معه : أنني لست معها، ولا تابعاً لها، ولا محسوباً عليها، مع إبدائي مجموعة من الملاحظات المتضمنة عدداً من النصائح والمناصحات – فأبى، وَاسْتَنْكَر؛ قَائِلاً: لاَ؛ بَلْ أَنْتَ تُؤَيِّدُهُم، وَتُدَافِعُ عَنْهُم!! وَهُم (قُطْبِيُّون)، (إِخْوَانِيُّون)، (تَكْفِيرِيُّون)!! ).أقول مستعيناً بالله تعالى :1- في النسخة المتداولة القديمة للكتاب وصف الحلبي بعض الناس بقوله (لَـمَّا تَشَرَّفْتُ بِزِيَارَةِ الشَّيْخ الفَاضِل) فلا أدري لماذا تغير أسلوبه.
2- وفي النسخة المتداولة القديمة للكتاب (فَابْتَدَأْتُ مَعَهُ: أَنَّنِي أُخالِفُهَا، وَلَسْتُ مَعَهَا، وَلَمْ أَزُرْهَا -قَطُّ-) فلا أدري ما الذي غَيَّر الكلام وهو مجلس واحد .
3- ويلاحظ أن سؤال هذا الشيخ الفاضل للحلبي يدل على أنه لاحظ على الحلبي تعاملاً وتواصلاً مع جمعية إحياء التراث بأي صورة كانت، فكان المتوقع أن يقول الحلبي لهذا الشيخ الفاضل : ما الذي لاحظته عليَّ حتى تسأل هذا السؤال ؟
4- لكن الحلبي راوغ في الجواب فحاد عن الصواب : فنفى أموراً – على فرض صحتها – لا تدل على عدم علاقته بهم، وتواصله معهم .
5- واستنكر الحلبي بعلامات التعجب قول هذا الشيخ الفاضل له (بَلْ أَنْتَ تُؤَيِّدُهُم، وَتُدَافِعُ عَنْهُم!!) مع أن جواب الحلبي وكلامه في الكتاب (39-51) خلاصته النتيجة التي ذكرها الشيخ الفاضل، فلا أدري لماذا هذا التعجب والنتيجة واحدة في الأخير! وسيأتي إن شاء الله تعالى دفاع الحلبي المستميت عن جمعية إحياء التراث، وجلبه لخيله ورجله في سبيل نصرتها.
وهذا الدفاع المستنكر على الحلبي قد صرح به الحلبي في جلسة (69-70-تنبيه الفطين) حيث قال : أما أن يقال : التراث تكفيريون ! والله هذا غير صحيح، والله التراث إنهم من أكثر من دافع عن عقيدة أهل السنة، ونصرة منهج الشيخ الألباني في مسائل الإيمان. كيف يقال تكفيريون ؟! هذا لا يقال، لكن في ملاحظات، في ملاحظات … ومع ذلك نحن نقول : ليس لنا صلة بالتراث حتى لا يؤخذ كلامي على أساس بأنه دفاع . ولكنه دفاع عن الحق ” . انتهى .
سمِّه ما شئت يا حلبي في الأخير : هو دفاع عنهم، فأنت منهم !
6- والحلبي نفى أن يكون معهم أو ذهب إليهم : ولم ينفِ الحلبي أموراً أخرى ثابتة عليه: كأن يكون هناك اتصال لهم به وزيارة منهم إليه واستضافة لأفراد من جمعية إحياء التراث في مركز الألباني بعمان في دوراتهم وزيارتهم له في بيته. وعلاقة الحلبي مع جمعية دار البر هي علاقة مع جمعية إحياء التراث؛ لأنها فرع عنها، وسيأتي من كلام الحلبي علاقته الحميمة والوطيدة مع هذه الجمعية !!
7- وقد صرح الحلبي بعلاقته بمشايخ جمعية إحياء التراث بقوله (مع إبدائي مجموعة من الملاحظات المتضمنة عدداً من النصائح والمناصحات ) كما سبق وبقوله (46) من منهجه (صلاتي العلمية كما أشرت قبلاً حسنة، أناصحهم وأتواصي وإياهم بالحق والصبر، من غير تبديع ولا تضليل) .
أقول هذا هو وجه الإنكار من ذاك الشيخ الفاضل عليك يا حلبي، كيف تكون علاقتك حسنة مع أناس هم حرب على المنهج السلفي، وكيف تتواصى مع المخالفين، وكيف مثلهم لا يبدع ولا يضلل !! وسيأتي إن شاء الله بيان حال جمعية إحياء التراث وأقوال أهل العلم فيها .
ثانياً : قال الحلبي فيما سماه بمنهج السلف الصالح (ص40) ( قَدْ رَأَيْتُ -فِي عَدَدٍ مِنَ البُلْدَانِ- خِلافاً كَبِيراً جِدًّا- إِلَى حَدِّ الفِتْنَةِ!- حَوْلَ (جَمْعِيَّة إِحْيَاء التُّرَاث الإِسْلاَمِي) -فِي الكُوَيْت- وَهِيَ جَمْعِيَّةٌ تَرْفَعُ في جلي أمرها شِعَارَ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّة، وَالعَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة. مجتهدة في تطبيق ذلك مما يجعلها تصيب أحياناً وتخطئ أحياناً أخرى.
وَسَبَبُ هَذا الخِلاف -ثَمَّةَ- طَعْنُ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ السَّلَفِيِّين بِهَا، وَنَقْدُهُم إِيَّاهَا. وبعض هؤلاء العلماء مصيبون في شيء من نقدهم وبخاصة فيما وقع من تفريق وفرقة في عدد من البلاد بسببها والبعض الآخر في كلامه نوع غلو ).
أقول مستعيناً بالله تعالى : 1- ما أدري لماذا هذه المبالغة والتهويل من الحلبي في القضية وإعطاؤها أكبر من حجمها! فهل وصل الخلاف بين السلفيين في قضية إحياء التراث الإسلامي إلى درجة الفتنة! كما يدعيه ويصوره الحلبي .
2- كثير من المشايخ السلفيين الذين عرفوا حال جمعية إحياء التراث على تضليلها؛ لأعمالها الخطيرة المخالفة لأهل السنة والمفرقة بين السلفيين في بلدان كثيرة مما اعترف الحلبي ببعضه .
3- ومن أثنى على جمعية إحياء التراث من مشايخ السلفية؛ فثناؤه بناء على ظاهر حالها، ولم يقف على ما فيها من أمور تقتضي الجرح والتضليل، بدليل أن المشايخ السلفيين الذين زكوا جمعية التراث : يبدعون المنهج الإخواني، وهو ما تسير عليه جمعية إحياء التراث الإسلامي.
4- ولم يستطع الحلبي أن ينكر أخطاء ومخالفات جمعية إحياء التراث، ولكنه راوغ بالتبعيض للعلماء وبتبعيض من أصاب الحق منهم.
فالذي طعن في جمعية التراث بعض العلماء السلفيين، ومراده أنه ليس كل العلماء السلفيين طعنوا فيها، وهذا ليس بشرط، بل لو تكلم عالم سلفي واحد بالحجة لكان الواجب قبوله قوله.
وهذا هو التبعيض الأول .
والتبعيض الثاني : أن هذا الطعن من بعض العلماء السلفيين بعضه صواب وبعضه فيه نوع غلو .
مع أن الحلبي في النسخة المتداولة القديمة قال ( وَهَؤُلاَءِ العُلَماءُ مُصِيبُون فِي كَثِيرٍ مِنْ نَقْدِهِم؛ وَلَكِنْ!!) انتهى
أي ولكن لا يصل إلى مرحلة التبديع والتضليل . ولكن يا حلبي ما الذي غيَّر الكثير إلى البعض وما الذي جعل الكثير بعضه صواب وبعضه فيه نوع غلو !
ألهذا الحد يا حلبي تراوغ مدافعة عن جمعية إحياء التراث المحاربة للمنهج السلفي والسلفيين، في الوقت الذي تشن فيه يا حلبي حملات شرسة شعواء على السلفيين مشايخ وطلاباً !!!
وأما رمي الحلبي لبعض كلام العلماء السلفيين بالغلو، فهذا من سوء أدبه، فالعلماء السلفيون بحمد الله تعالى من أبعد الناس عن الغلو، ومع ذلك لا يسلم من الخطأ أحد، فنحن نطالب الحلبي أن يثبت لنا الغلو في كلامهم .
وكيف يكون غلواً وهم تكلموا على القائمين على هذه الجمعية وأدانوهم بأعمالهم وأقوالهم المخالفة لمنهج السلف الصالح فهل هذا غلو !
وأما اتهامك لكلام العلماء السلفيين بنوع من الغلو فقد تكون المقولة في نظر المميعين المضيعين لمنهج السلف الصالح غلو فلا عبرة به ولا بك. فأهل العلم يتكلمون بعلم ودين وأمانة. وقد سبق رد هذه الفرية في ( الحلقة السابعة ) .
5- ومن دهاء الحلبي وتلبيسه ومحاولته المستميتة في الدفاع عن جمعية إحياء التراث الإخوانية قوله ( وبعض هؤلاء العلماء مصيبون في شيء من نقدهم وبخاصة فيما وقع من تفريق وفرقة في عدد من البلاد بسببها )
أقول : لبس الحلبي في كلامه هذا من جهتين :
الأولى : أنه وصف هذه الجمعية بأنها سلفية منتقدة ببعض الانتقادات . مما يفيد أنها لم تخرج في منهجها العام عن المنهج السلفي وإنما أخطأت بعض الأخطاء .
والثانية : أوهم كلام الحلبي أن هذا النقد من أبرز الأمور المنتقدة على هذه الجمعية الضالة، بينما هذا النقد هو سبب من أسباب منهج الجمعية الإخواني المحارب للمنهج السلفي .
والحلبي هنا يعترف أن هذه الجمعية سبب من أسباب الفرقة والاختلاف بينما في كتابه يرمي العلماء السلفيين بأنهم سبب الفرقة والاختلاف . بل ويتساءل كما في (ص66) (بالله عليكم ما السبب ؟ ومن السبب ؟ ! )
فمن الظلم رميك للمشايخ السلفيين بأنهم أهل فرقة واختلاف !! وأنت تقر وتعلم أن جمعية إحياء التراث هي المفرقة للشباب السلفي !
لكن هنا فرق : فالحلبي لمَّا رمى العلماء السلفيين بالفرقة والاختلاف لم يرقب فيهم إلاَّ ولا ذمة، بل تطاول عليهم وشنع وهاج وماج .
لكن مع هذه الجمعية ترى كلامه مليء بالرفق والليونة والخنوع والتمييع .
فما الفرق والقضية عند الحلبي واحدة ولكن تعامله اختلف .
ومن الذي يستحق المعاملة الحسنة من الفريقين !
هل هم أهل الوضوح والصراحة والصفاء ممن عُرِفوا بحرصهم على الدعوة السلفية، وتخليصها مما يشوبها من الانحرافات والبدع ؟
أم أهل الغموض والمكر والمغالطات من المندسين وسط الصفوف لإفساد الدعوة السلفية، وتفريق أهلها بتعبئة القلوب، وإيغار الصدور على العلماء السلفيين، وضرب بعض كلامهم ببعضه، وتهويل وتضخيم الخطأ – إن وُجِد – وفي مقابل ذلك المحاماة عن أهل الأهواء والبدع ممن يبغضون الدعوة السلفية وأهلها بتهوين طوامهم وبدعهم وضلالاتهم تارة، وتقليب الأمور تارة، ودفع الأموال تارة أخرى ؟
وقد سبقت مناقشة الحلبي في اتهامه للعلماء السلفيين بأنهم أهل فرقة واختلاف في (الحلقة الثامنة) .
6- والحلبي يكرر في كتابه المسمى بمنهج السلف الصالح مقولة العلامة الألباني رحمه الله تعالى ( من آثارهم تعرفونهم )، ويحاول تنزيلها على السلفيين منزلاً أحوال السوء عليهم؛ افتراءاً عليهم، فهل طبق الحلبي هذه القاعدة على المخالفين لمنهج السلف !
ومع ذلك إليك أخي القارئ بعض أعمال جمعية إحياء التراث وبعض آثارها ونتائج منهجها الدالة على انحرافها ومكرها ومكايدها للمنهج السلفي وأهله :
فمن تلكم الأعمال والمكايد:
أولاً- أن وفداً من وفودها وعلى رأسهم طارق العيسى ذهبوا إلى اليمن، وطلبوا من العلامة المحدِّث السلفي الذكي الزاهد العفيف الشيخ مقبل الوادعي التعاون معهم، فلما عرف منهجهم وأهدافهم السيئة رفض التعاون معهم، ورفض إغراءاتهم وأموالهم.
فدبّروا له ولدعوته السلفية مكيدة خطيرة، فذهبوا يبحثون عمن يسير على منهجهم، وينفذ خططهم من الطامعين في الأموال المتأكلين بدينهم، فوجدوا طلبتهم في مجموعة تتلمذوا على الشيخ مقبل –رحمه الله-، فكَوَّنُوا منهم جبهة تحت مسمى “جمعية الحكمة”؛ تلبس زوراً المنهج السلفي لمهاجمة وحرب الشيخ مقبل وإخوانه السلفيين الذين وصفتهم هذه الجبهة بأنهم مقلدون، وطعنت فيهم أشد الطعن ظلماً، فكم تجَنُّوا على الشيخ مقبل وكذبوا عليه، وألّفوا في الطعن فيه بعض المؤلفات، ودبجوا في طعنه وتشويهه المقالات، يجعلون من حسناته وذبه عن المنهج السلفي سيئات وسيئات، وجعلوا مخازيهم وذبهم عن أهل الضلال من العدل والورع والإنصاف.
1- انظر ملف الشيخ مقبل الذي نشر في مجلة الفرقان اليمنية التابعة لجمعية الحكمة التي تمدها جمعية إحياء التراث الكويتية بالأموال في العدد العاشر الصادر في ربيع الأول عام (1417هـ) (ص62) تحت عنوان “أسماء العلماء والدعاة والشخصيات الذين تكلم فيهم الشيخ مقبل”، وذكر عدداً كبيراً؛ منهم: محمد رشيد رضا وأبو الأعلى المودودي وحسن البنا وسيد قطب وسعيد حوى وعبد الرحيم الطحان وعبد المجيد الزنداني ومحمد بن سرور وعبد الرحمن عبد الخالق ويوسف القرضاوي وأسامة بن لادن وأبو غدة وصلاح الصاوي ومحمد متولي الشعراوي وعمر التلمساني وعمر أحمد سيف وغيرهم”.
وهذا يبين لك حقيقة منهج جمعية الحكمة التي تدَّعي السلفية، وتحارب الشيخ مقبلاً وتلاميذه من أجل هؤلاء ومناهجهم، وما هي إلا أداة بيد جمعية إحياء التراث.
وقد أحسن – رحمه الله رحمة واسعة – حيث ألّف رسالة فريدة في بابها سماها ( ذمُّ المسألة ) عالج فيها مشكلة الوله على المال ، وإضاعة بعض الناس لدينهم من أجله .
2- وفي (ص78) من هذا الملف قالت هذه المجلة عن الشيخ مقبل أنه لا يبلغ مد القطبيين ولا نصيفه ! فالشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى لا يبلغ مد أحد القطبيين ولا نصيفه؛ كأنهم من كبار أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهل وراء هذا تحزب؟ وهل وراء هذا احتقار لأهل السنة وعلمائهم؟
ومن هنا ومما سلف يتضح لك سلفية جمعية الحكمة وجمعية إحياء التراث التي أنشأت جمعية الحكمة وموّلتها وتُمولها.
3- في (ص79) كذب على الشيخ ربيع، ثم تباكٍ من نقد الشيخ ربيع لسيد قطب ولعبد الرحمن عبد الخالق، ووصف هذا النقد العلمي لهما بأنه طعن فيهما، ونسوا طعن سيد قطب في نبي الله موسى وفي أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم-، وطعنه في العلماء، وتكفيره للأمة الإسلامية من قرون…إلخ.
ونسوا طعن عبد الرحمن عبد الخالق لعلماء المنهج السلفي والسخرية بهم، وأنهم طابور من المحنطين، وأن سلفيتهم تقليدية لا تساوي شيئاً، ودعوته إلى التعددية الحزبية، وإشادته بالجماعة الإخوانية..إلخ.
فعلى ماذا يدل طعن جمعية الحكمة ومجلتها فيمن ينتقد بحق؟
وعلى ماذا يدل تباكيهم على سيد قطب الذي لم يحترم مقام النبوة ولا مقام الصحبة لأصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم-؟ بل حتى مقام الرب، فيقول في حقه بوحدة الوجود، ويُعطل صفاته.
وعلام يدل تباكيهم على عبد الرحمن عبد الخالق الذي يطعن في علماء السلفية وعقيدتهم وفقههم، ويمدح الجماعات الإخوانية؟، بل حتى جماعة التبليغ الغالية في الخرافات والصوفية.
ألا تدل هذه الفواقر على إخوانية وقطبية هذه الجمعية والجمعية التراثية التي تُمولها بسخاء؟
4- وفي (ص79) – أيضاً – إشادة بمؤلفات عبد الرحمن عبد الخالق المعروفة بالتأصيل الفاسد وبالفتن.
5- ارتباط جمعية الحكمة بجمعية إحياء التراث والدعم السخي الذي تتلقاه جمعية الحكمة من جمعية إحياء التراث.
في العدد الرابع عشر من أعداد جمعية الحكمة الصادر في شعبان عام (1418هـ) وفي (ص32-33) وجهت مجلة الفرقان سؤالاً لعبد القادر الشيباني أحد أعضاء جمعية الحكمة، وهذا نص السؤال والجواب:
“الفرقان: جمعية إحياء التراث، ما هو حجم مشاريعها لديكم، حبذا لو تذكرون بالأرقام، وما آخر مشروع تم التعاون بينكم وبينهم؟
الشيباني: الحقيقة جمعية إحياء التراث جمعية سلفية دعوية، تهتم بنشر منهج السلف وتهتم بمساعدة المسلمين أينما كانوا، وتهتم بتصحيح عقائد المسلمين، والتعاون بيننا وبينهم في جميع المجالات، ليس في مجال المشاريع فقط، نحن نتعاون مع جمعية إحياء التراث من بدء التأسيس، ولو أنه في الحقيقة كان يوم تأسيس جمعية الحكمة يوم عدم وجود جمعية إحياء التراث رسمياً في الكويت؛ لأن جمعية إحياء التراث راسخة وقديمة في المجتمع الكويتي، ولها نشاط فعّال في جميع أنحاء العالم(1)تكاد تكون تغطي القارات المعروفة، في كل قارة لها نشاط حيث ما يوجد المسلم يوجد لها نشاط مع هذا المسلم، وهذه الجمعية من أفضل الجمعيات الخيرية الإسلامية في العالم، ولا أبالغ إن قلت: إنها أفضل جمعية إسلامية خيرية(2) دعوية على الإطلاق.
فجمعية الحكمة تأسست في 21/8/1990م، والكويت غزيت من قبل صدام حسين العراقي 2/8/1990م، وبين غزو الكويت وتأسيس الجمعية حوالي 19 يوماً، وهذه الظروف توقفت فيها جمعية إحياء التراث عن العمل، ونقلت نشاطها إلى الخارج، فأنشأت لها مكتباً في لندن لإدارة أعمالها وأنشطتها، وجمدت أنشطتها في الكويت، ولم ينس إخواننا في جمعية إحياء التراث الإسلامي أن يقفوا مع إخوانهم في اليمن حتى وهم لم يخرجوا من محنتهم بعد، فأرسلوا المساعدات وأرسلوا الكتب وغير ذلك، وهم في هذه المحنة وقفوا معنا وفي بداية عملنا، وهم لما يخرجوا من محنتهم بعد.
بل عندما خرج صدام حسين من الكويت جاءنا وفد برئاسة رئيس جمعية إحياء التراث الشيخ/ طارق العيسى إلى اليمن، واطلع على أحوال الجمعية ومباشرة بعد عودته إلى الكويت بدأ ينسق جهوده في إعانة إخوانه في اليمن ثم بدأت الأعمال بيننا وبينهم تترى وإلى الآن مستمرة الآن مثلاً هم ينشئون مراكز ضخمة في اليمن لصالح جمعية الحكمة، ولصالح المجتمع المسلم في اليمن، مثل مركز عدن العلمي، وهو مركز سيكلف ملايين الريالات ولكنهم –جزاهم الله خيراً- على إنفاقهم في وجوه البر نسأل الله أن يأخذ بأيديهم، وأن يوفقنا وإياهم إلى مرضاته.
فهذه الجماعات التي تُقدم لها جمعية إحياء التراث الدعم المادي والمعنوي منها من لحق بجمعية الحكمة التي عُرفت بسوء حالها(3)، ومنها من يسير في الطريق ليلحق بها.
ومنها من فاقها في الانحراف عن عقيدة ومنهج السلف، وهناك مقالات نُشرت تبين بعض أحوال جمعية إحياء التراث.
انظر أخي مرة أخرى ماذا قدّمت إحياء التراث من جهود ودعم تجاوز الملايين، وحقق مشاريع كثيرة في اليمن لهذه الجمعية؛ جمعية الحكمة، وتذكر هجومها وحربها لأهل السنة، وذبها ودفاعها عن أهل الضلال، وزِن هذه الجمعية وجمعية إحياء التراث بميزان الإسلام الحق؛ ميزان السلف ومنهجهم العادل، وأدرس تاريخ الصحابة والسلف الصالح الذي تتمسح به هاتان الجمعيتان، هل ترى شبهاً بين منهجهما ومنهج الصحابة والسلف؟؟
“وإنك لا تجني من الشوك العنب”
“ومن آثارهم تعرفونهم”
“وكل إناء بما فيه ينضح”
“والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف”
والأمثال لا يعقلها إلا العالمون، وبها يعتبرون.
ولا يدركها المتأكلون المرتزقون، وبالشبهات يتعلقون، وبها على الناس يُلبسون.
وقول الحلبي عن جمعية إحياء التراث (وَهِيَ جَمْعِيَّةٌ تَرْفَعُ في جلي أمرها شِعَارَ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّة، وَالعَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة. مجتهدة في تطبيق ذلك مما يجعلها تصيب أحياناً وتخطئ أحياناً أخرى)أقول مستعيناً بالله تعالى : 1- الحلبي الذي يعتبر نفسه صاحب الحجج والبراهين يستدل على سلفية الجمعية بشعارها، ضارباً عرض الحائط بأقوال وأفعال الجمعية التي تدينها والتي حكم بضلالها العلماء السلفيون الذين خبروا وخالطوا هذه الجمعية من أهل بلدها ومن خارجها. فلا أدري أيهما أوهى: بيت العنكبوت أم حجج الحلبي ؟
2- فهل رفعها لشعار السلفية يكفي للثناء عليها ، مع مخالفتها لمنهج السلف الصالح! وسلوكها منهج الإخوان والقطبيين.
3- وجمعية إحياء التراث وإنادعت السلفية في شعارها أو في كلماتها؛ فإنما ذلك ذرٌ للرماد في العيون!
4- والحلبي وقف على انتقادات كبيرة للعلماء السلفيين لا تدفعها الشعارات البراقة ولا الكلمات الخطافة .
5- بل الحلبي نفسه اعترف بأن له عليها ثلاثة انتقادات كبرى ولكنها لم تؤثر عند الحلبي من باب نصحح ولا نجرح مع أهل الأهواء والمخالفين، أما أهل السنة فأخطاؤهم – على فرض صحتها – تجعلهم من أهل الغلو والتفرقة والاختلاف بل أفراخ للحدادية، بل من الديكتاتوريين .
6- ولست أريد الخوض في بيان ما عند جمعية إحياء التراث من انحراف ومخالفة للحق؛ فأمرها مشهور مفضوح عند العلماء وطلاب العلم بل حتى عامة السلفيين يعرفون حال هذه الجمعية بحمد الله تعالى ويحذرونها ولا أدل على ذلك أن الحلبي لم يستطع تبرئتهم مما وقعوا فيه ولكنه راوغ في تطبيق منهج السلف عليهم بمنهجه الأفيح الواسع الجديد. ولكني سأكتفي بأقوال العلماء الثقات وطلاب العلم فيهم، وهناك مقالات كثيرة جداً معروفة في شبكة سحاب وغيرها.
أقوال العلماء في جمعية إحياء التراث الإسلامي
أولاً : الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
جاء في الشريط (رقم 166) من سلسلة الهدى والنور :
السائل : وقفت على كتاب المسلمون والعمل السياسي مكتوبا أوفي شريط أو غير ذلك كتاب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ؟
الشيخ الألباني : يمكن أنا قرأته طبعاً لي ملاحظات عليه؛ لأنه نحن نرى أن العمل السياسي الآن سابق لأوانه من جهة وبعدين هو فياعتقادي إن الإخوان في الكويت ……… يصبحون كالإخوان المسلمين ما يهتمونبالدعوة ما يهتمون بما أسميه بالتصفية والتربيةهمهم هوالسياسة والمناصب والانتخابات والبرلمانونحو ذلك وأكثر من هذاكونه يصرح بأنه لا بدمن ارتكاب بعض المحرماتهذا لو صدر من إخونجي كان كثيراًفكيف من سلفي ”
جاء في الشريط (رقم 200) من سلسلة الهدى والنور :
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى : … إنني في الواقع أرى أن التكتل والحماسة في تكتيل جماعة السلفيين فيالكويت خاصة أنهم يسيرون على خطا الإخوان المسلمين قديماً وحديثاً وهو تكتيل الشبابالمسلم وتجميعهم دون العناية بتثقيفهم الثقافة الإسلامية الصحيحة القائمة علىالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح كما هي دعوة كل المسلمين المنتمين إلى هذاالمنهج الإسلامي الصحيح ولذلك فإني أخشى ما أخشى أن ترجع الدعوة السلفية في الكويتوفي بلاد أخرى قد تتأثر بهذا التكتل أو التحزب الجديد وترجع القهقرى ويتمثلون فيدعوتهم خطا جماعة الإخوان المسلمين ذاتها التي أشرت إليها آنفا وهي القائمة على قولبعضهم كتل ثم ثقف ثم لا شيء بعد ذلك إلا التكتل والتحزب وأكبر دليل على ذلك أنه قدمضى على جماعة الإخوان المسلمين ستون عاماً ولم نشاهد من أثر دعوتهم فيهم أنها أنتجتعالماً واحداً بين صفوفهم يرجع الناس إليه لمعرفة أمور دينهم …
ولذلك فنحن نريد أن يظل إخواننا السلفيون في الكويت في وفي كل بلاد الإسلام يعنونبالتثقيف وليس بالتكتيل؛ لأن هذه هي دعوة النبيصلى اللهعليه وآله وسلم بل والأنبياء كلهم ثم ينشأ بعد ذلك التجمعالمنشود والتكتل المرغوب لذلك” .
جاء في الشريط (رقم 700) من سلسلة الهدى والنور :
قال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني : … كنا نسمع بعض الخطباء هناك في سوريا يصعد متحمساً ويرد علىالحكام الذينيحكمون بغير ما أنزل الله وإذا هو يخالف الحكم في نفسه في صلاته فيعبادته فإذا بدأنا ننصحه ونذكره بيقول هذا مذهب أبي حنيفة سبحان الله طيب هناكالحكم لله فقط فيما يتعلق بالكفار حتى الذين ينحرفون عن الحكم وهم مسلمون هم أيضامكلفون أن يخلصوا في الحاكمية لله عز وجل حتى في أنفسهم فالشاهد نحن ننصح إخواننافي كل البلاد إن كانوا يريدون وجه الله ألا يدخلوا البرلمانات لأنهم أولا يخالفونالشرع؛ لأن الرسول عليه السلام قد خاطبه رب العالمين بقوله {لقد كدت تركن إليهم شيئاًقليلاً} فهؤلاء ركنوا إليهم شيئاً كثيراً حيث أنهم يقرون هذه النظم وفيها كما كتب إلي أحد اليمينين إقرار الربا وإقرار الزنا وإقرار بيع الخمر و..و..إلى آخره كيف يكونالإصلاح تحت هذه النظم وتحت هذه القوانين .
وعلق علي الحلبي بقوله : شيخنا تأكيداً لكلامكم في الحقيقة قرأتمقالاً في مجلة أهلها يريدونها سلفية مع أنها يبدوا أنها انحرفت عن المنهج بنوع مماذكرتم أستاذي!
فهناك عنوان لمقال ضبط بالحرف القسم الأخير منهأما القسم الأول فضبطه بالمعنى إيش يقول شيخنا!
قال العلامة الألباني : أخيراً أم أولا ؟
قال علىالحلبي : أولاً وأخيراً بالتالي يقول (( لا قيام لدولة الإسلام أو للعمل الإسلامي أولحكم الإسلام – هذا مالا أضبطه هذا معناه – إلا بالعمل السياسي))!!
قال العلامة الألباني : الله أكبر نعم هذا هو معروف هذا عنهم .
قال الحلبي : لا حول ولا قوة إلا بالله !
السائل : شيخنا ما حكم هؤلاءالإخوة السلفيين الذين يدعون عن طريق هذا المسلك السياسي حكمهم شرعاً إذا كانوا نوابثم ما يكون حكمهم إذا عرض عليهم أن يكونوا وزراء فهم قبلوا ذلك خاصة وأنت ذكرتشيخنا في شريط مسجل لك أنك قلت الدخول يكون بدعة لان الدعوة البرلمانية هي دعوة محدثة ؟
الشيخ الألباني :أي نعم لا شك أنهم في دخولهم هم يكونون مخطئين الدعوة التي ينتمون إليها يكونونمخطئين بل أقول :ضالين عن هذه الدعوة الصالحة لكنني أقول إنما الإعمال بالنيات وإنكان الحديث ليس له صله قويه بهذا الموضوع لكن افرق بين إنسان ضل وهو لا يريد الضلال وإنسان آخر ضل وهو يريد الضلال ! على مثل اليهود الذين نتكلم عنهم … والمشركين الذين عرفوا الحق ثم حادوا عنه فهؤلاء الإخوان الذين يدخلونالبرلمان إذا كان دخولهم إتباعا لأهوائهم وإيثاراً للحياة الدنيا على الآخرة فلا شكأنهم آثمون إثماً كبيراً وإذا كان ذلك بنوع من الاجتهاد مع إخلاصهم للدعوة دعوة الحق فهم بلا شك ضالون والله عز وجل هو حسيبهم … ” .
جاء في الشريط (رقم 725) من سلسلة الهدى والنور :
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى : … الاشتغال اليوم بالسياسة اشتغال يصرف القائمين على الدعوة عنهاتين الركيزتين، ألا وهما التصفية والتربية، فالاشتغال بالسياسة يصرف القائمين علىهذه الدعوة مقرونة بهذه التصفية والتربية عما هم في صدده.
الدعوة السلفية في الكويت مش يمرونبدور تحزب، لا ! دخلوا وانتهى الأمر! من يوم أجازوا لأنفسهم كـالإخوانالمسلمين دائماً وأبداً، وكـحزب التحرير في بعض في بعض أدوارهم، حينما سوغوالأنفسهم باسم الإصلاح أن يدخلوا في البرلمانات القائمة على – ما نقول: على الكفر بالله ورسوله وبالإسلام جملة وتفصيلاً – وإنما على الأقل نقول: هذه البرلماناتالقائمة على مخالفة الشريعة في جوانب كثيرة وكثيرة جداً، فحينما أباحوا لإخوانهم أنينتخبوا وأن ينتخبوا وأن يدخلوا في البرلمان هذا الذي لا يحكم بما أنزل الله، حتىصار منهم من كان وزيراً.
لهذا نحن نقول: إن الدعوة السلفية هناك أخذت طوراً سياسياًآخر.
فنحن ماضون على الدعوة على هذا الأساس: التصفية بناءً على الكتاب والسنة الصحيحة، وتربية المسلمين على هذا الأساس.
فمن اشتغل كجماعة من السلفيين إذااشتغلوا بالسياسة، وأباحوا لأنفسهم فضلاً عن غيرهم أن يدخلوا في البرلمانات، وأنيختاروا سبيلاً للانتخابات هو السبيل الذي انتخبه ما يسمى بالنظام الديمقراطي، وهوالذي يسمح للمسلم والكافر أن يرشح نفسه، وأن يرشح من غيره -أيضاً- في البرلمان المفروض أنه يريد أن يحكم بما أنزل الله، بل قد أباح هذا النظام المسمى بالنظام الديمقراطي أن يرشح المسلم المسلم الطالح المسلم الجاهل المسلم الفاسق، هؤلاءيرشحون غيرهم ويرشحون أنفسهم، وحينئذ تؤخذ القضية التي تطرح في مثل هالبرلمان بالأكثرية، وليس على أساس الكتاب والسنة انتهى .
ويلاحظ القارئ الكريم أن كلام الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى في جمعية إحياء التراث كان في بداية أمرها فكيف لو رأى رحمه الله تعالى ما تقوم به الجمعية من ضرب السلفية في مشارق الأرض ومغاربها ومحاربة العلماء السلفيين وتشويه صورتهم ونشر الفكر الثوري والحزبية والأمارة والبيعة إلى آخر ما عندهم من ضلالات !
ثانياً : الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى
قال رحمه الله تعالى في تحفة المجيب (93رقم11) : ” جمعية إحياء التراث بالكويتهي التي تجمع الأموال ثم ترسل عبدالرحمن بن عبدالخالق ليضل الناس ويشتت شملهم،فالدعوة غنية عن عبدالرحمن وعن أفكاره، فعليه بالجلوس في بيته وإن كان غيورًا علىالإسلام فليذهب إلى مصر، فإنّها محتاجة إلى دعاة، ولعله سيتفق مع الأزهريين في آرائهم، أفكار الضياع والميوعة…. انتهى
وسئل – رحمه الله تعالى – كما في تحفة المجيب (151رقم4) : عندنا جماعة إحياء التراث الإسلامي لعبدالرحمن عبدالخالق، فما نصيحتك للشباب الذين دخلوا معهم؟
الجواب: هذه جماعة فرقة، فقد زارنا بعضهم إلى اليمن وقالوا لنا: نحن لا نستطيع أن نساعدكم إلا أن يكون لكم مركزحكومي بمعنى أن يكون معترفًا بكم من قبل الحكومة فقلنا لهم: ونحن لا نريد مساعدتكم إلا أن تساعدونا بلا شرط ولا قيد، فعمدوا إلى بعض ضعاف الأنفس واستمالوهم بالعملةالغالية الدينار الكويتي حتى زهّدوهم في أهل العلم، وقال قائل الكويتيين في مجلس وهم في صنعاء: إن دعوتنا ما انطلقت إلا بعد أن تركت العلماء. فأقول: أفّ لهذهالمقالة النتنة، ورب العزة يقول في كتابه الكريم {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} … فأهل العلم هم الذين يعرفون ويضعون الأشياء في مواضعها … فهذه دعوةمفرّقة بين أهل السنة. وجاء في “صحيح البخاري” عن النبي صلى الله عليه وعلى آلهوسلم أنه قال: ((ومحمّد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرق بين النّاس)). وفي رواية : ((ومحمّد فرّق بين النّاس)). أي: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفرق بين الأب وابنه، فيكون الأب كافرًا والولد مسلمًا، أو ربما تكون المرأة مسلمة وزوجهاكافر، أو العكس، وكذا الأخ وأخيه. لكن دعوة عبدالرحمن بن عبدالخالق فرّقت بين أهل السنة في اليمن، وفي مصر، وفي أرض الحرمين ونجد، وفي الكويت نفسها، وفي الإمارات،وفي غير ذلك من البلدان … وفي كتب عبدالرحمن عبدالخالق طوام، وأنصح بمراجعة كتاب أخينا الفاضل ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في رده على عبدالرحمن عبدالخالق، لأن بعض الناس يظن أنهقد تراجع وتاب على يد الشيخ ابن باز، فهو قد تراجع في بعض المسائل فقط، فهل تراجع عن تفرقة المسلمين؟ وهل تراجع عن البعد عن الحزبية؟ وهل رجع إلى ما كان عليه عند أنكان في الجامعة الإسلامية؟ فقد كان على خير حتى عصفت به الأهواء يمينًا وشمالاً.
فهؤلاء أناس سواء أكانوا من جماعة عبدالرحمن عبدالخالق، أم من الإخوان المسلمين، أم من السرورية قد أصبحوا مثل الأعور ولا أقول عمياناً فإنّهم مبصرون،وكما قيل:
أعمى يقود بصيرًا لا أبا لكم قد ضلّ من كانت العميان تهديه
فأقول للأخوة البريطانيين: لن يضيعكم الله سبحانه وتعالى، ومن علم شيئًا من العلم فليعلم إخوانه. وأنصحكم بالابتعاد عن هؤلاء، ومطالبة العلماء الأفاضل بإرسال من يعلمكم فإن التعليم أنفع لكم، وإذا أتى شخص مستفيد وبقي عندكم ثلاثة أشهر لكان أنفع لكم ولبلدكم. انتهى
وقال رحمه الله تعالى في تحفة المجيب (167رقم2) : جمعية إحياء التراث مجروحة؛ فإنها فرَّقت بين الدعاة إلى الله، وجمعية الحكمة مجروحة، وجمعية الإحسان مجروحة، وكذلك الإخوان المفلسون… ” .
وقال رحمه الله تعالى في تحفة المجيب (195رقم1) : وصلني سؤال من الإخوة المسلمين في بريطانيا حول جمعية إحياء التراث الكويتية، ويشكون بأنّها فرّقت جمعهم وشتتت شملهم ؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله : إن هذه الجمعية أول من أنكر عليها هم أهل السنة من فضل الله؛ لأنه يقودها عبد الرحمن عبد الخالق …. وقد عمَّ الفساد وطم في الكويت، وعبد الرحمن عبد الخالق مشغول بمطاردة السلفيين وبتفرقة كلمتهم.
وأنا أعتبر هذه أكبر جريمة له، فقد فرق كلمة أهل السنة باليمن ….. جمعية إحياء التراث فرقت أهل السنة في السعودية، وفي السودان …وفرق أهل السنة بمصر وفرق أهل السنة بإندونيسيا فلا بارك الله في عبدالرحمن عبد الخالق.
فجمعية إحياء التراث مجروحة؛ فإنّها فرّقت بين الدعاة إلى الله، وجمعيه الحكمة مجروحة، وجمعية الإحسان مجروحة، وكذلك الإخوان المفلسون. وأول من دعا إلى هذا المنهج هم الحزبيون من سروريةوإخوان مفلسين وأصحاب جمعية الحكمة، وأصحاب جمعية الإحسان. انتهى .
وسئل رحمه الله تعالى كما في تحفة المجيب (209رقم6) ما هو موقف الشيخ ابن باز والشيخ الألباني – رحمهما الله – من جمعيةإحياءالتراث ؟
فأجاب – رحمه الله تعالى – بقوله : أما الشيخ الألباني فهو متبرئ منها منذ زمن، والشيخ ابن باز أنكر عليهم بعضالأشياء، والحزبيون ملبسون، فيأتون المشايخ الأفاضل بمن هوموثوق به عندهم من أهل السنة ويقولون: يا شيخ قد حقق الله الخيرالكثير على أيدينا وقد ذهبنا إلى إفريقيا -وهم في الحقيقة ذهبوا يفرقون كلمة المسلمين- وذهبنا إلى إندونيسيا وإلى باكستان وإلى كذا وكذا، والشيخ حفظه الله يصدق، وقد رد على عبدالرحمن عبدالخالق وأنا متأكد أن الشيخ إذا اتضح له أمرهم سيتبرأ منهم ” .
وقال رحمه الله تعالى كما في تسجيل صوتي مفرغ : جمعية إحياء التراث يهمها هو جمع الأموال ثم بعد ذلك تجميع الناس معهم وإلى دعوة ديمقراطية !!
ليس الخلاف بيننا وبينهم من أجل المال !
وليس الخلاف بيننا وبينهم من أجل المراكز !
وليس الخلاف بيننا وبينهم من أجل رتب عسكرية وغيرها !!!
الخلاف بيننا وبينهم أنهم يدعون إلى الديمقراطية !!
وهكذا أيضاً الإخوان المفلسون يدعون إلى الديمقراطية ويريدون أن يصورا للناس من أنها إسلامية ! والله المستعان ” .
ثالثاً : الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى
سئل رحمه الله تعالى كما في الفتاوى الجلية (2/320) : ماذا تعرفون عن جمعية إحياء التراث التي في الكويت حيث إنهافتحت لها فرعاً في العراق وفرقت الشباب السلفي وفتحت دروس وتصرف رواتب لكل من يحضرهذه الدروس وهؤلاء الذين يلقون الدروس ليسوا أهلاً للتدريس، أرشدونا مأجورين ؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله : – جمعية إحياء التراث عليها ملاحظات فلا ننصحكم إن كنتم سلفيين بالالتحاق بها خوفاً عليكم بالانخداع بما هي عليه.
وأنصحكم أن تصبروا حتى يهيئ الله لكم من يعلمكم على المنهج السلفي والطريقة الشرعيةالصحيحة : وهو الأخذ بكتاب الله وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على فهم السلف الصالح وأهل العقيدة الحقة والبراءة من الدعوات الدخيلة من شيعة و شيوعية وغير ذلك .
وأسأل الله – عز و جل – أن ييسر لكم من يكون من أهل العقيدة الصحيحةوالمنهج السلفي من تتعلمون على يديه و ينضاف إلى هذا أيضاً أنكم قلتم : إن الذين يتولون التدريس ليسوا بأهل للتدريس وليس عندهم علم؛ لهذا فإني أنصحكم بعدم الدخول فيها وفقكم الله وسدد خطاكم .
وصلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه ” .
رابعاً : الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى سئل حفظه الله تعالى : ما الموقف الشرعي من الجمعيات الإسلامية الموجودة في الساحة اليوم ؟ وبماذا تنصحون الذي يدخل في الجمعيات أو يتعامل أو يتعاون معها ؟
فأجاب حفظه الله تعالى بقوله : إن هذه الجمعيات الإسلامية أو الخيرية إنما هي في الحقيقة والواقع جمعيات سياسية، تحمل أفكاراً واتجاهات حزبية سياسية معروفة، يرفضها الإسلام والمنهج السلفي، وهي لاتتعاون مع السلفيين من أجل السلفية، وإنما من أجل سياستهم وأفكارهم الحزبية، فمن كان فيه استعداد لتقبلها أغدقوا عليه المعونات حتى يستوعب منهجهم الفكري والسياسي، ويصبح حرباً على السلفية والسلفيين، ومن أباها شنُّوا عليه الحرب بطرائقهم الحزبية السياسية وهذا أمر واقع وملموس، وبأعمالهم هذه فرقوا السلفيين ومزّقوهم شر ممزق وانحرف من تابعهم أيما انحراف في بلدان كثيرة، ومن آثارهم تعرفونهم، كيف لا واتجاهاتهم وسياستهم معروفة، وعليه فلا يجوز لسلفي أن يتعاون معهم مادام هذا حالهم وهذه أهدافهم وآثارهم والسعيد من وعظ بغيره، وبالتجربة والواقع من تعاون معهم سقط وسقطت دعوته في أعين الناس وما أكثر الساقطين على أيديهم ومن استغنى بالله عنهم وعن عونهم أغناه الله، وفتح الأبواب أمام دعوته فانتشرت بقوة ونجاح كما حصل للشيخ مقبل ودعوته في اليمن لما أدرك اتجاه هذه الجمعيات وأهدافها رفض التعاون معها هو وإخوانه فانتشرت دعوتهم في اليمن وخارجها وألقى الله في قلوب الناس حبها واحترامها فاعتنقوها عقيدة ومنهجاً وجفل الناس عمن خضع لهذه الجمعيات ومناهجها من أجل الدنيا والعاقبة للمتقين .وبالله التوفيق .
وقال حفظه الله تعالى : أحذر إخواني السلفيين من مكايد الجمعيات السياسة التي تلبس لباس السلفية، ولها اتجاهات ومناهج مضادة للسلفية و منهجها ، تتصيد هذه الجمعيات أهل المطامع الدنيوية بالدعم المالي والمعنوي تحت ستار دعم السلفية، فلا يشعر العقلاء النبهاء إلا وقد تحول أولئك المدعومون إلى معاول تهدم الدعوة السلفية ومناصبة أهلها العداء والخصومات الشديدة الظالمة والسعي في إسقاط علماء وإعلام هذه الدعوة . كما فعلت وتفعل ( جمعيةإحياء التراث السياسية الكويتية ) وفروعها في الإمارات والبحرين، حيث ضربوا الدعوةالسلفية في اليمن، ومصر، والسودان، والهند، وباكستان، وبنجلادش، فلا يقبل دعمها طامعون إلا رأيت الانشقاقات والصراعات والفتن بين عملائها والسلفيين الثابتين على الحق الذين أدركوا مكايد هذه الجمعيات وخططها السياسية الماكرة ولمسوا بأيديهم ،ورأوا بإبصارهم وبصائرهم النهايات المؤلمة المخزية لمن يمدون أيديهم الخائنةالذليلة إلى هذه الجمعيات وأموالها ، التي تجمع باسم الفقراء والمساكين والمنكوبين، ثم تكرس هذه الأموال إلى أولئك الخونة الذين باعوا دينهم فأصبحوا لعباً وأبواقاً لهذه الجمعيات، وإن شئت فسمهم جنوداً مجندين لحرب السلفية وأهلها في كل البلدان .
واليوم تحاول هذه الجمعيات تصيد بعض السلفيين في العراق لتحقق أهدافها الدنيئةلتفريق السلفيين ثم تجنيد من يطمع فيخنع لأموالها وخططها لإقامة الحروب والفتن ضدالسلفيين الثابتين الذين لم تدنسهم المطامع والمغريات السياسية الحزبية، فليحذرها السلفيون في العراق ـ وغيرها ـ كل الحذر وليقفوا موقف الرجال صفاً واحداً لإحباط مكايدها وصد بغيها وفتنتها.
اسأل الله إن يحفظ كل السلفيين في العراق، وأن يوفقهم بالاعتزاز بمنهجهم الحق والثبات عليه، وأن يرد عنهم كيد الكائدين ومكر الماكرين.
إن ربي لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وبالله التوفيق
وقال حفظه الله تعالى : إحياء التراث عليها مآخذ شديدة في الخارج أكثر من الداخل وأرى أن التعاون معها تعاون ضد المنهج السلفي .
فعليها أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى وتلتزم المنهج السلفي باطناً وظاهراً وتعلن الحرب على هذا الغلو وعلى هذه المناهج مناهج سيد قطب …
وقد نصحتكم في مرات كثيرة أن تبتعدوا عن أسباب الخلافات فالتعاون مع إحياء التراث
يؤدي إلى صراعات وخلافات بينكم ” .
خامساً : الشيخ العلامة : عبيد الجابري حفظه الله تعالى
سئل حفظه الله تعالى في( دورة حفر الباطن ) حول جمعية إحياء التراث : هناك بعضالجمعيات لدينا ما بين مؤيد لها ومحذر منها مثل جمعية إحياء التراث الإسلامي التي تنتشر في الخليج وفي بعض الدول الإسلامية فما هي المخالفات التي عندها و ما الواجب على طالب العلم تجاه ذلك ؟
فأجاب حفظه الله تعالى بقوله :
أولاً هذه الجمعية نحن أبدئنا فيها وأعدنا وبينا بما ثبت عندنا من الأدلة على انحرافها وضلالهاوأنها ليست على السنة، و الذي أدين الله به فيها أنها تخدم الدنيا بالدين تخدم السياسة بما تظهره من دعوة، دعوة خليط فيدعون من يدعون من أهل الأهواء … ولكن هكذا الجماعات الدعوية الحديثة التي تخلط السياسة بالدين أو البدعة بالسنة هذه حالهم تلبيساً على الناس واستجلاباً لمن يكثر سوادهم ونسأل الله – سبحانه و تعالى – أن يحق الحق بكلماته وأن يمحق الباطل وأهله وأن يجعل دائرة السوء على الباطل وأهله وأن ينجي أهل السنة من مكرهم وكيدهم وشرهم وأن يثبت أهل السنة بالقول الثابت على السنة في الحياة الدنيا و في الآخرة ” .
وسئل حفظه الله تعالى السؤال التالي: ماهي أبرز المفارقات التي تتخذ على جمعية التراث ؟
فأجاب حفظه الله تعالى : جمعيةإحياء التراث قام الدليل عندنا عليها أنها جماعة منحرفة ضالة مضلة بشهادة النقلةالعدول من أهل الكويت ومنهم أخونا الشيخ فلاح ابن إسماعيل مندكار وأخونا الشيخ محمدبن عثمان العنجري وأخونا الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان وأخونا الشيخ أحمد بن حسين السبيعي وشهادة آخرين من طلاب العلم الثقات وبسطنا القول عما ثبت لدينا من انحراف هذه الجمعية في أشرطة كثيرة، وأحيلكم عليها؛ لأنه لا يتسع المقام لذكرها، وعلى سبيل المثال جلسة كانت معي مع بعض من كانوا معهم عام اثنين وعشرين وأربعمائة وألف، في حفر الباطن كنت في دورة علمية ذكرت يعني تفصيلات وتفصيلات أوسع في أشرطة أخرى وأهم مخالفاتهم أنها مرتع للمبتدعة مرتع لأهل التكفير مرتع للإخوان المسلمين مرتع لكل ناعق كان تبليغياً أو إخوانياً أو سرورياً قطبياً أو غيره هي مرتع لهؤلاء تؤويهم وهم أعضاء فيها ومن لم يكن عضواً فإنه ينشر بلسانها الناطق باسمها مجلة الفرقان وعندي مجلد كبير فيه وثائق تدل على أن هذه الجماعة منحرفة لعلِّي إن شاء الله انشره في مقال خاص بعد الفراغ من استعراض ذلكم المجلد الكبير وثائق ثابتة ” .
وسئل الشيخ حفظه الله تعالى : هل تنصحون الشاب بالدخول مع جمعية إحياء التراث في حلقة تحفيظ القران وبعض دروسهم ؟
فأجاب الشيخ حفظه الله تعالى : … الذي أدين الله به أنه لا يجوز التعاون مع تلك الجمعية ولا غيرها من الجمعيات المنحرفة ولا الانخراط في سلكها ولا الدراسة في مدارس خاصة بها ولا حلقات خاصة بها ولا يجوز التعاون معها في أنشطتها الدعوية لأن هذه الجمعية ثبت عندنا أنها حرب على أهل السنة في الكويت, وكذلك تحتوي فيمن تحتويه من أعضائها المُكفِّرين : مثل ناظم المسباحالذي تنضح أشرطته بالتكفير إن لم يكن كلها فكثير منها!
ومن هَوَّن أمرهذه الجمعية ولَطَّف حالها فإنه يُرد عليه قوله بشهادة العدول من إخواننا وأبنائنا الكويتيين ومنهم مشيخة السلفية ومن المشيخة الذين يعرفون حالها ونحن نقبل قولهم وقول أبنائهم وإخوانهم فيما يجري في الكويت وهم أهلٌ:ومنهم أبو محمد الشيخ فلاح بن إسماعيل وأبو عثمان الشيخ محمد بن عثمان العنجري وغيرهم من مشيخة السلفية في الكويت ” .
سادساً : الشيخ الدكتور : محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
سئل حفظه الله تعالى : يوجد لجمعية إحياء التراث جهود في مجال الدعوة في المملكة فما ذا تعرفون عن هذه الجمعية ؟ وهل هي قائمة على المنهج السلفي؟
فأجاب حفظه الله تعالى : لا – والله – ما هي على المنهج السلفي !والله: على المنهج الإخواني قائمةوأصحابها متلونون والذي نعرفهمنهم لا يجوز لنا أن ندعه لحال من زكاهم
ممن تجملوا له وهو لا يعرفهم؛ فإن الله سبحانه وتعالى لم يكلفنا إلا بماعلمنا وهذه الجمعيةحزبية والبيعة عندهم ويسمونها العهدأو يسمونهاطاعة المسئول فانظرواإليهم في مواقفهم وأينما شرقوا أو غربوا في العالم الإسلامي وغيرالإسلامي لا تجدهم إلايفرقون الدعوات السلفية ما يجمعون وإنما يأتون إلى التجمعات السلفية فيفرقونها وذلك بسبب المال الذي معهم … عبد الرحمن عبد الخالق ليس بخافٍ علينا ولا بخاف عليكم جميعاً وهو شيخهم إلى هذه الساعةوإن حاولوا التنصل منه فنسأل الله العافية والسلامة ” .
سابعاً : الشيخ عايد الشمري حفظه الله تعالى قال حفظه الله تعالى كما في تسجيل ( حقائق ووصايا رقم 2) : لو كانت إحياء التراث انحرافها في أمور ماليه وغيرها والله مالنا دخل لكن لما نظرنا في الآونة الأخيرة رأينا أن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق بدأ يؤلف كتباً وبدأت إحياء التراث تنشر هذه الكتب باسمها ومجاناً وتنزلها بمجلةالفرقان وإذا بأفكار إخوانية تدخل مشروعية العمل الجماعي أن الجماعات يكمل بعضهابعضاً كل على ثغرة وإن كان عندهم بدع فنحن أخوان وشن الحملة على السلفيين الذين يفعلون ورميهم بشبه وكذب وو إلى آخره أصول العمل الجماعي وتنمية العمل ……. وغيره ننظر فإذا بالجمعية هي التي تنشر .
الشيخ الألباني مشايخ الدعوةالسلفية كلهم بل حتى السلفيون الكويتيون يعرفون هذا!
كتب عبد الرحمن عبد الخالق أن هذا ليس من الدعوة السلفية ومع ذلك أصبحت الجمعية تنشر لعبد الرحمن عبد الخالق ولا تنشر لمن يخالفه في الرأي …
طلعت مجلة الفرقان فرحنا بها كلنا واسمها الفرقان … بعد ذلك مجلة الفرقان كنا نريدها مجلة تنشر الدعوة السلفية وتقضي على الصوفية وتبين التوحيد وغيره فإذا بها مجلة سياسية بحته بعد ذلك رأينا أنك تجد في الفرقان مقال مقالين عبد الرحمن عبد الخالق أو طلاب عبد الرحمن عبد الخالق ……. عبدالرزاق الشايجي يا جماعة أين السلفيون ماتوا كلهم فرأينا أن مجلة الفرقان ما تنزل إلا عبد الرحمن عبد الخالق ثم أيش تنزل تغيير السلفيين في الكويت شيئاً فشيئاً كل يوم ينزل مقالة كل ما تنزل مجلة الفرقان ينزل مقالة يذكر شيء من فكر الأخوان المسلمين … فنظرنا فإذا بالقضية قضية فكر وإذا بالدعوة السلفية في الكويت تذهب نحو الأخوان المسلمين يكمل بعضنا بعضاً هجر المبتدع ما فيه أهل البدع ما أدري أيش إلى آخره ” .
ثامناً : الشيخ أحمد السبيعي الكويتي حفظه الله تعالى
قال حفظه الله تعالى في ( الدفاع عن الشيخ محمد العنجري – وفقه الله – وبيان بعض حقيقة نزاعنا مع ( التراث ) جماعة الأستاذ عبد الخالق ) : إن ما ينقم علينا من أن نزاعنا مع جماعة عبد الخالق ( التراث ) منحصرفي مسألة دخول البرلمان فقط – كما يصور البعض لأهل العلم – غير صحيح، بل إن نزاعنا معهم يمتد ليشمل كل ما يختلف فيه مع الإخوانالمسلمين، وعقيدتنا فيهم هي فرع من عقيدتنا في الإخوان المسلمين الذين حكم عليهم الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى – بأنهم من الفرق الهالكة .
وجميع الجماعات الإسلامية السياسية اليوم هي متفرعة منهذه الجماعة الأم .
وفيما يتعلق بدخول البرلمان، فليس نزاعنا معهم منحصر فيحكم دخول هذه المجالس فقط، فالكل يعلم أن هذه المسألة قد اختلف فيها قول علمائنا – .
فنزاعنا معهم في هذا الموضوع في مسائل قبل وبعد دخول البرلمان . منها – على سبيل المثال لا الحصر – :
– نقد ولاة الأمر علانيةً أثناءالانتخابات وفي الصحف وبعد الانتخابات و تحت قبة البرلمان فالذي نتدين لله – عز وجل – به أن عقيدة أهل السنة والجماعة في ولاة الأمر لا ينحصر اعتقادها و العمل بهافي السعودية و مع ولاة الأمر فيها بل إن هذا الحكم يشمل بلدنا الكويت وقد سألناالشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى – عن حكم ولاة الأمر عندنا، فقال لنا – بصراحة : إنهم ولاة أمر شرعيون . قد سألنا الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – عن حكم نقدولاة الأمر علناً إذا دعا ولي الأمر لنقده علانية كجزءٍ من أجزاء النظام الديمقراطي فأفتانا – رحمه الله – بعدم جواز ذلك، واطراد العمل بمذهب أهل السنة حتى لوقال الأمير بلسانه : انقدوني علانية …
– و من المسائل المتعلقةبالانتخابات – وليس لها صلة في حكم الدخول – شغلهم الشباب بهذه الأمور على طريقةالإخوان المسلمين، وإدخالهم العمل السياسي في صلب أصول التدين لله – عز و جل – الذي لا يصح تدين متدين إلا به عندهم وإدخالهم العمل السياسي في المسمى والحكم الشرعي للدعوة إلى الله – عز و جل، وهذا أمر يرفضه كل علماء السنة وعلى رأسهم الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى – والذي سئل عن الكلام في الأمور السياسية فقالما – معناه – : اتركوا الطعن في الأمراء و اشتغلوا بطلب العلم النافع …
– و كذلك من المسائل المتعلقة بدخول البرلمان ولا تنصب فقط في حكم الدخول إليه تحقير العلمالشرعي وحملته وتهوين شأن طلبه وأثره في الإصلاح الشرعي وقد نقلت ذلك صريحاًعلى لسان أحد قيادات التراث العلمية في شريطي في نصيحتهم بصوته، وهو يحقر من طلب العلم الشرعي وقت الانتخابات ويعظم من شأن العمل السياسي.
– ومن هذه المسائل – أيضاً – أن من جوز الدخول لمجلس البرلمان أو الأمة من أهل العلم – من أهل السنة – نظر إلى اعتبار المصالح والمفاسدالشرعية وفرض هذا النظام قسراً على الناس وربط مصالح الناس به وتدافع المبطلين والمنحرفين وسائر الطوائف إلى استثماره والولوج منه وأهل العلم هؤلاء بعيدون كل البعد عن المقولات البدعية التي تعتبر النظام الديمقراطي شرعياً أو أنه عوض عن الشورى كما يزعمه من يزعمه من الإخوان المسلمين ومن سار على مذاهبهم . فلا يلزممن القول بجواز الدخول القول بأن النظام الديمقراطي نظام صالح كما أنه لا تناقض بين من يقول بجواز الدخول لهذه المجالس مع اعتقاده بأن النظام الديمقراطي نظام فاسد ومن المعلوم أنه حتى الكفار أنفسهم – وهم واضعوا هذا النظام ومستحسنوه – يختلفون فيما بينهم في تطبيقه وطريقته وقد ينتقده بعضهم . ولهذه المسألة ذيول والنقدالموجه لجماعة عبد الخالق التراث هنا هو تقديم منسوبيها قرابين الإقرار بالنظام الديمقراطي – وما يؤيده في الدستور من كفالة الحريات وغيره – والإقرار به و مدحه والثناء عليه وذكر فضله وكل ذلك من المحرمات المغلظة إلى يوم القيامة ومن الموبقات ولا يجوز لمسلم أن ينسب أو يقول على الله – عز و جل – وعلى دينه حراماً ، بحجة ضغط المنافقين أو غيرهم ، فإن من صلب الديانةوالإصلاح بيان ما أنزل الله – عز و جل – على رسوله – صلى الله عليه وآله و سلم – وتفهيم الناس دينهم الحق وتعمد ترك لبس الحق بالباطل وقول الحق ولو كان مراً. واليوم أفضى الأمر إلى أن ما كان يقوله المنافقون والكفار بالأمس صار يقوله ويردده من يسمى بالإسلاميين، على وجه هو أضر على الدين وأهله من قول المنافقين – ومن يشايعهم أو يلتبس عليه أمرهم – لأن هؤلاء ينسبون أقوالهم إلى الإسلام و الدينمما لا يصنعه الآخرون.
– ولست هنا بصدد ذكر كامل نزاعنا مع التراث، لكنني أذكر – على اختصار – ما يتعلق بمسألة دخول المجالس، و إلا فأن الأمر يشمل عدداً من المسائل الجوهرية وأصول السنة مما لا مجال لسرده والتفصيل فيه هنا : 1- كمسألة التكفير بغير حق، والمتفشي في كلام شيوخ التراث وأئمتها كعبد الرحمن عبد الخالق . 2- ومسألة فقه الواقع . 3- ومسألة التحزب وإيجابه و غير ذلك كثير ” انتهى .
عودٌ على بدء :
فهذه أقوال أهل العلم وشهاداتهم الصادقة وحكمهم بالحجة والبرهان على ضلال جمعية إحياء التراث، وجرحهم مفسر وهو مقدم على تعديل من عدل الجمعية من أهل السنة فمن علم حجة على من يعلم
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
صباح الثلاثاء
9 / 6 /1430 هـ
ــــــــــــ الحواشي ـــــــــــــ
(1) إي والله “لها نشاط فعّال”، لكنه في تفريق السلفيين والاستيلاء على كثير منهم وتحويلهم عن المنهج السلفي إلى المنهج القطبي والإخواني؛ كما فَعلتْ بجمعية الحكمة وغيرها.
(2)يزكي هذا الرجل الذي يُمثل جمعية الحكمة يزكي إحياء التراث هذه التزكية، وهو يعلم أنها جمعية سياسية حزبية، وأنها نشرت فكر عبد الرحمن عبد الخالق السياسي الإخواني، والذي ضَمّنَهُ تحقير المنهج السلفي وعلمائه، نشرت هذا الفكر في العالم، ومن ثماره بعض ما أظهرته جمعية الحكمة، وما تخفيه قلوبهم وأعمالهم السرية أكبر وأخطر.
(3) مثل محمد حسان وأبي إسحاق الحويني، ومن على دربهما في مصر.
ــــــــــــ
تنبيه : ما نقلته من أقوال الشيخ الألباني في جمعية إحياء التراث الإسلامي أفادني به الشيخ خالد عبد الرحمن المصري جزاه الله خيراً من رده على كتاب الحلبي.
تكملة أقوال العلماء في جمعية إحياء التراث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
فهذا كلام للشيخ أحمد السبيعي الكويتي حفظه الله تعالى يكشف فيه حقائق عن جمعية إحياء التراث، وهو مكمل لكلامه السابق وكلام العلماء من قبله في جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت وفروعها في العالم الإسلامي .
وكلامه فرغه الإخوة في شبكة سحاب جزاهم الله خيراً من محاضرة له بعنوان ( نصيحة إلى إخواننا في جمعية التراث ) قال حفظه الله تعالى :
الكلمات التي استمعت إليها لكبار موجهي جمعية إحياء التراث كنا نعتقده من أن مذهب الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق قد ضرب بأطنابه في تكوين هذه الجماعة وقد غرست مذاهبه وأفكاره بدرجة أو بأخرى في كثير من قيادات هذه الجمعية وأنها متأصلة في جذور قلوبهم وإنه لمن العسير بمكان أن يزعم زاعم أن مذهب عبدالرحمن عبد الخالق ممكن محاصرته أوتقليصه في سير هذه الجمعية كما نسمعه من هذه الحيلة الخبيثة السياسية الماكرة التي قذفها الشيطان في عقل بعضهم فراح يسعى في تصديقها بأنواع من التلبيسات حتى زعموا أن الشيخ نفسه محاصر وأن حركته العلمية في الجمعية مقيدة وغير ذلك من الأكاذيب التي يواجه بها كثيراً من إخواننا السلفيين حين يظهرون في وجه دعاة جمعية التراث الإسلامي بعض أخطاء الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق فيواجهونهم بمثل هذا الكلام ويقولون لهم إن هناك إصلاح لما أفسده عبدالرحمن عبد الخالق وفي الحقيقة أن هذه الدعوة كما أنها معارضة لما سبق وذكرته فإنها كذلك مخالفة لواقع ما يجري في سير هذه الجمعية فهذه الجمعية من سعى في تكوينها وغذاها بأفكاره وكتاباته هو الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق ومازال إلى اليوم معظم قياداتها يظهرون له كل تبجيل واحترام واعتزاز ويأبون أن يصرحوا في حقه بما أوجب الله تبارك وتعالى من بيان انحرافه عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لمن عرف منهم وعلم السنة خيانة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وخيانة لأمانة العلم والسنة.
فالمقصود أنني لما سمعت هذه الكلمات علقت عليها بما يسر الله تبارك وتعالى وإرادة لتفنيد هذه الدعوة الكاذبة من أن مذهب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق محاصر وأنه لا يمثله إلا بعض الناس في هذه الجمعية فهذا في الحقيقة مجانب لواقع ما يجري بل إن مذهب الشيخ عبد الرحمن عبدالخالق هو الأصل في هذه الجمعية تاريخاًَ ومذهباً وانتماءً وهذه الكلمات التي تفوه بها هؤلاء الدعاة دالة على هذا الأمر فرجل منهم يمدح القاعدة جهاراً نهاراً لا حياءمن الله ولا حياء من المخلوقين وأنا أعلم أن أمثاله حينما ينشر عنهم مثل هذا الكلام فإن خوفهم سيتجه إلى الخوف من أمريكا أو الخوف من السلطان ……. إنهم لا يخافون ولا يحسبون حساب إلا …. القوى المادية فتجد مثلاً هذه الجمعية على طول تاريخها لايعلم عنها جهاد شرعي صحيح للمنحرفين من الأخوان المسلمين الذين …… ليل نهار على مر الزمان يفسدون على هذه الأرض الطيبة وينشرون بدعهم ويستعملون الدين مطيةلسياستهم فأين جهد هذه الجمعية التي تزعم أنها سلفية في مقاومة باطل الإخوان المسلمين بل أننا نجد نفس هذا الذي اسمه ناظم يتكلم في مدح وفي إرجاع الناس إلى فتوى كبار الإخوان المسلمين مثل عجيل النشمي وغيره وهذا أمر واضح وبين يعرفه كل الكويتيين الذين يعيشون ويتابعون مثل هذه المقولات فنحن نرى وئام من ناحية المذهب ونرى موافقة ومطابقة مع كل الأفكار والجماعات المنحرفة اللهم إلا أن يكون نزاعاً على المناصب المادية فإنه قد يحصل بينهم شيء من الاحتكاك الذي يفضحون به صورة الإسلام ويشوهن به حملة الدين كما حصل في حادث عندنا مؤخراً في البلد يعرفه أهلها من النزاع حول منصب في وزارة الأوقاف فتجد هذا الوزير التراثي الذي حين أعطي هذه الوزارة بدلاً من أن ينصر سنة النبي صلى الله عليه وسلم تجده يحرص على أن يزيد من نفوذ حزبه في هذه الوزارة حتى لو أدى ذلك إلى الاحتكاك العلني مع الإخوان المسلمين على صفحات الجرائد على نحو نفر وشوه صورة حملة الدين في نفوس ….. وأي مفسدة أعظم من هذه المفسدة بينما تجده يفتتح مؤتمراً يدعى إليه محمد سعيد رمضان البوطي المعروف الذي رد عليه الشيخ الفوزان الإخواني المنحرف، وعصام البشير الذي يزعم أن دعوةالإخوان سلفية وغير هؤلاء من المنحرفين يفتح مؤتمر ويحتضنهم ويتكلم في مقدمة هذا المؤتمر فأين العقيدة السلفية وأين مذهب السلف الصالح وأين الدفاع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأين كل هذه المعاني والأصول إنها عند هؤلاء السياسيين حبر على ورق يحرفونه كما شاءوا ويقلبونه كما يهوون؛ لأنه لا أصول ثابتة عندهم إنما هي الأهواءتتجارى في قلوبهم ودمائهم ويا ليت أن أهواءهم عاد عليهم بالمفسدة وبالضرر فهذا شأنهم فلا يهمنا ما يحدثه شخص في نفسه مما يعود عليه هو بالمضرة ولكنه تلاعب بسنةالرسول صلى الله عليه وسلم وتشويه للدين الحق الذي أكمله الله عز وجل لنا والمقصود أن عبد الرحمن عبد الخالق ليس له تأثير أو ليس له أثر في سير جمعية إحياء التراث الإسلامي من الكذب السامج الذي لا ينبغي أن ينطلي على عاقل كيف لا يكون له صلة ونحن قد رأينا بأم أعيننا في صفحات الجرائد وفيما تناقله الناس أنه حين تم الاستجواب في مجلس الأمة فكان أحد أعضاء مجلس الأمة الذين يمثلون التراث الإسلامي وهو أحمدالدعيج يعول في وقوفه مع الحكومة ضد باقي المجلس وهذا حسن لكن ليس من أجل ما تذرعبه أحمد الدعيج فإنه زعم أنه يقف في هذا الاستجواب موقفاً يمليه عليه فتوى عبدالرحمن عبد الخالق ويصرح بذلك وهو ينزل باسم جمعية التراث فقل لي بالله عليك كيف لايكون لعبد الرحمن عبد الخالق أثر في التراث ونائبهم الذي ينزل باسمهم يعول في موقفه على فتوى عبد الرحمن عبد الخالق تلكم الفتوى التي أكرمني الله عز وجل ووفقني والذي أسأله تبارك وتعالى أن يوفقني إلى المزيد من فضله فرددت على فتواه على صفحات الجرائد فكان لي من أتباعه من السب والطعن ما احتسبه عند الله عز وجل وكان مما قاله في هذه الفتوى إن المرجع للناس ينبغي أن يكون الدستور فهي الوثيقة التي رضيها الحاكم والمحكوم.
أي دعوى سلفية أو شرعية أو دعوة إلى الكتاب والسنة تقوم على اعتبار وثيقة اعتباراً مطلقاً دون تقييد بما يوافق الشريعة الإسلامية أقل الإيمان هل هذه هي الدعوة السلفية الشرعية الصحيحة في الحقيقة أن الذي يزعم أن عبد الرحمن عبد الخالق شيء وجمعية إحياء التراث الإسلامي شيء أخر هو في الحقيقة يعيش في كوكب آخر ويكذب على نفسه وكونه يكذب على نفسه فهذا كما قلت كل يبكي على ….. ويصنع ماشاء بنفسه لكن أن تخدر مشاعر أخواننا السلفيين وأن تغيب عنهم الحقائق بمثل هذه الدعوة فهذا مما ينبغي أن يفند ومما ينبغي أن يظهر للناس كافة أنه كذب وتزوير وأنه غير صحيح فالذي يزعم أن عبد الرحمن عبد الخالق شيء وجمعية إحياء التراث الإسلامي شيء أخر فهذا مثل الذي يقول إن الأخوان المسلمين ليس لهم صلة بحسن البنا فهل يصدق ؟قال إن الأخوان المسلمين لا صلة لهم بحسن البنا أو مثل الذي يقول كل هذه الحركات القطبية والسرورية شيء وسيد قطب شيء أخر لأن هذا تكذيب بما يشاهد فكيف تجرأ مثل هؤلاء أن يكذبوا مثل هذا الكذب وأن يسيروا هذا السير فمعنى هذا أحد أمرين :
إما أن الناس ممعنين في الغفلة وفي الجهل وفي الاغترار بهؤلاء المنحرفين عن السنة.
وإما أن هناك ضعف في جهود أهل الحديث في توضيح هذه الأمور لفك هذا اللبس عن السلفية التي يزعم هؤلاء أنهم عليها وأنهم مخلصون لها.
والمقصود أن هذه الكلمات لأعيان هذه الجمعية وهم أعضاء في مجلس إدارتها أعني ناظم والأخ عدنان والأخ حاي هي نموذج وأنا لا يهمني تقويم هؤلاء الثلاثة خاصة الشيخ عدنان والشيخ حاي أنا أريد ذلك دليلاً على أن هذه الجمعية تبعاً لعبدالرحمن عبدالخالق وأما هؤلاء الأشخاص في أنفسهم وذواتهم فهذه مسألة أخرى وهذا موضوع أخر لكن المقصود أن مثل هذه الشواهد تفيد لذي كل عقل ودين وإنصاف وإخلاص أن هذه الجمعية على مذهب عبد الرحمن عبد الخالق وليست على مذهب الألباني وليست على مذهب الشيخ عبد العزيز رحمه الله ليست على مذهب ابن عثيمين رحمه الله أبداً الشيخ ابن باز رحمه الله يصف المظاهرات يقول اتركوا هذه البدع وحاي يمدح بالخروج بالمظاهرات والشيخ ابن عثيمين وعلماء كلهم رحمهم الله يعلمون ويصرحون بأن الديمقراطية شيء وحكم الله عز وجل شيئاً أخر بينما نجد بعض من استمعت إلى كلمته في الشريط يمدح الديمقراطية ويدافع عنها.
أما ناظم فهذا ناظم في الحقيقة أنه من العيب علينا جميعاً ليس فقط من الناحية الشرعية ولكن من ناحية الرجولة من العيب علينا جميعاً نحن الرجال الذين نتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن يترك مثل هذا الرجل يرقى المنابر على مر السنين دون أن ينال قسطه من التبيين وتوضيح انحرافه وتلاعبه بدين الله جل وعلا الله عز وجل سيسألنا تبارك وتعالى عن مثل هذا كيف استطاع على مر السنين يوم بعد يوم في مختلف الدروس والمحاضرات أن يتكلم بما شاء وما يهوى . وكأن هذه البلد قد خلت من أهل علم يدافعون عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول من العيب علينا جميعاً أن نتأخر إلى هذا الحد ولكن علم الله عز وجل أننا كنا نقصد إلى النصيحة مر السنين وكنا نقصد أن نصبرعسى أن يرجعوا إلى رشدهم وأن يتوبوا إلى ربهم ولكنهم مستمرين فيما هم فيه لايلتفتون كما قلت إلا لمنطق القوة فإذا وجدت القوة أو وجد التأثير المادي فهنا …… هذه الأحزاب السياسية أما أمر الدين وأحكامه الشرعية وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فهي آخر ما يفكر فيه أمثال هؤلاء وقد بلغنا هذا الأخ ولا أقول أخ ما أدريوش يسمونه المقصود هذا أحمد باقر قد أبلغناه أن لناظم شريط يتكلم فيه في مدح القاعدة فلم يبالِ بذلك والكلام مسجل في الشريط بصوته وقد عرضنا عليه هذا الموضوع بما أنه وزير حتى يقوم بما يستحقه هذا الناظم هذا كما يصنع بأخواننا الذين يدرس أحدهم كتاب السنة في بيوت الله فيصدر قرار رسمي من وزارة الأوقاف بتوقيفه وأنا أقولهذا الكلام وأنا أعلم تماماً حكمه الشرعي فليس فيما أتكلم فيه هنا مناقضة كما قديظنه بعض الناس مبدأنا وأصلنا وهو أن الخطأ الذي يقع فيه ولاة الأمور فإنه يجب شرعاً أن يناصح فيه ولاة الأمور فيما بين الإنسان وبين ولاة الأمور ولا يشهر بهم كما جرت بذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعمل أهل العلم وذلك أنني لا أتكلم عن عمل الأوقاف من حيث نيابتها عن ولاة الأمور فقد صرح ولاة الأمور عندنا بأن الدولة ليست مع الحزبية والأحزاب وتعلم من تصريحات رسمية لولاة الأمور ومن النظام الذي يقوم عليه عمل الوزارة أن نصرة أفكار الأحزاب ومذاهبها ليس أمراً مشروعاً أو مقر به من ناحية رغبة ولاة الأمور فنحن نتكلم عن هؤلاء الحزبيين ومذاهبهم وأنا أتكلم من جهةعمل أحمد باقر الذي يرجع إلى مذهبه من حيث كونه رأس من رؤوس التراث وأما ولاة الأمور فمناصحتهم لها مقام آخر وهو الآن على أية حال ليس وزيراً فأنا أتكلم عن شخص ومذهبه فأنا أقول عنده خبر أن ناظم قد تكلم بهذا الكلام فماذا كان رد فعله كان ردفعله أن يصدر ناظم حتى يخطب في تلفزيون الكويت وأن يصدر زيادة وزيادة وأن يفتح المجال زيادة وزيادة لعبد الرحمن عبد الخالق ونشاطه نحن لا يهمنا من ناحية الدنياما تحقق هذه الأحزاب وزبانيتها من مكاسب لكن الذي يهمنا بالدرجة الأولى أن تكون الأمور من ناحية الشريعة واضحة ومن ناحية السنة واضحة وأن لا يلبس هؤلاء الحق بالباطل وأن لا يضحكوا على عقول إخواننا …. ونحن نعلم الحقائق ونسكت بل إن من الواجب الشرعي علينا في حق إخواننا المسلمين أن نبين وأن نتكلم بهذه الأمور حتى تتضح لهم هذه الأمور وتتضح لهم حقائق هذه الأحزاب المنحرفة عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى ينتبه إخواننا فينتصحوا ….. ويرجعوا إلى الله سبحانه وتعالى …… انتهى
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي
الحلبي | الحلقة
الثالثة عشرة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي – بحمد الله تعالى – والتي كشفت فيها عن بعض وسوسة الحلبي وتلبيساته في كتابه الذي سماه بـ”منهج السلف الصالح”.
وقد سبق في الحلقة الثانية عشرة مناقشة الحلبي في دفاعه المستميت عن جمعية إحياء التراث الإسلامي .
وفي هذه الحلقة – إن شاء الله تعالى – استكمل شيئاً من دفاع الحلبي عن جمعية إحياء التراث الإسلامي !
وأسوق لك أخي القارئ كلام الحلبي الذي يدافع فيه عن جمعية إحياء التراث الإسلامي :
أولاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص40) ( انْتَقَدْتُ هَذِهِ (الجَمْعِيَّة) -عِنْدَ بَعْضِ رُؤُوسِها، وَكِبَارِ أَفْرَادِهَا – مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً- ثَلاَثَةَ انْتِقَادَاتٍ كُبْرَى:
أَوَّلها: انْشِغَالُهُم الكَبِير بِالعَمَلِ السِّيَاسِي واستغراقهم فيه.
وَثَانِيهَا: بعض المَسَالِكُ الحِزْبِيَّةُ فِيهِم -وَقَد اعْتَرَفَ بِهَا كَبِيرٌ مِنْ كُبَرَائِهِم أَمَامِي-.
وَثَالِثُها: عَدَمُ تَبَرُّئِهِم مِنْ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِهِم السَّابِقِين -وَهُوَ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَبْد الخَالِق)- وَقَد انْحَرَفَ مَنْهَجُهُ! نازعاً منزع التكفير! وَهُمْ يَعْرِفُون-!! ) انتهى
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله (فقد سمعت عدداً من فضلائهم ينكر عليه مخالفاته ويشدد عليه في انحرافاته.
وقد فهمت منهم سددهم الله أن لهم اجتهاداً خاصاً في عدم البراءة منه علناً لأسباب خاصة بهم متعلقة ببلدهم ) انتهى .
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي انتقد هذه الانتقادات عليهم قبل عشرين سنة ! فكيف حالهم اليوم والبدعة تجر أختها، فأصحاب حلق الذكر في المساجد الذين أنكر عليهم ابن مسعود قاتلوا الصحابة يوم النهروان، قال البربهاري في شرح السنة (61رقم7) : واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغير البدع يعود حتى يصير كبيراً ” انتهى فقل لي بربك كيف حالهم الآن ! وهم لم يرجعوا ويتوبوا ولا هم يذكرون .
2- وقول الحلبي (انْشِغَالُهُم الكَبِير بِالعَمَلِ السِّيَاسِي واستغراقهم فيه) انتهى
فيه تلبيس؛ لأن حقيقة انشغالهم بالسياسة هو دخولهم في البرلمانات التي يبدعها العلماء السلفيون ومنهم الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني، ويراها بدعة ضلالة، كما سبق النقل عنه في ( الحلقة الثانية عشرة ) .
وهذا وحده عند أولي العلم والورع كافٍ في تبديع هؤلاء فكيف إذا انضم إليها أمور أخرى !
3- قول الحلبي (وثانيها: بعض المسالك الحزبية) في النسخة المتداولة القديمة (وَثَانِيهَا: المَسَالِكُ الحِزْبِيَّةُ فِيهِم). وقال الحلبي في جلسة (69-تنبيه الفطين) : (عندهم ممارسات وسلوكيات حزبية ) انتهى .
فلا أدري لماذا غَيَّر الحلبي كلامه الأول الذي يصدق نوعاً ما على جمعية إحياء التراث بخلاف كلامه الآخر الذي لا يصدق على الجمعية؛ فليست مسالك القائمين على الجمعية قليلة بل الغالب إن لم يكن الكل.
وليست القضية عندهم أنها مجرد مسالك وممارسات كما يصورها الحلبي تدليساً وتلبيساً بل القضية أنهم حزبيون ضالون منحرفون عن منهج السلف الصالح المحقق للمصالح والمطوح للمفاسد والقبائح.
ومن حزبيتهم ما عندهم الأمارة والبيعة والتحزب والولاء والبراء للحزب وهي أمور عدَّها أهل العلم من البدع والضلالات، بل الحلبي نفسه يعترف في منهجه بأنه كتب في ردها ونقدها إذ يقول الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص45) (مَوْقِفِي مِنَ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ التَّنْظِيمِيّ الحِزْبِيّ المبني على الولاء والبراء مَعْرُوف. وَقَدْ كَتَبْتُ رِسَالَة «البَيْعَةِ بَيْنَ السُّنَّة وَالبِدْعَة- عِنْدَ الجَمَاعَاتِ الإِسْلاَمِيَّة-» قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ قَرْن! ومثلها بعدها بيسير كتابي : الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي والتعاون الشرعي). انتهى
فلماذا يخالف قول الحلبي فعله ! ألازالت المصالح المرعية (الشخصية) قائمة عنده !
4- وقول الحلبي (عَدَمُ تَبَرُّئِهِم مِنْ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِهِم السَّابِقِين -وَهُوَ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَبْد الخَالِق)- وَقَد انْحَرَفَ مَنْهَجُهُ! نازعاً منزع التكفير! وَهُمْ يَعْرِفُون-!! )
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله (فقد سمعت عدداً من فضلائهم ينكر عليه مخالفاته ويشدد عليه في انحرافاته.
وقد فهمت منهم سددهم الله أن لهم اجتهاداً خاصاً في عدم البراءة منه علناً لأسباب خاصة بهم متعلقة ببلدهم ) انتهى .
الحلبي يعترف بأمرين :
الأول : أن عبد الرحمن عبد الخالق منهجه تكفيري.
والثاني : أن جمعية إحياء التراث، لم تتبرأ من هذا التكفيري المنسوب إليها .
إلا أن الحلبي لبَّس بقوله في عبد الرحمن عبدالخالق (من رؤوسهم السابقين) أي أن هذا التكفيري لا دخل له في الجمعية ولا يعمل معها !!
وإنما جعله من السابقين حتى لا تدان الجمعية به، ولا حتى لا يدان من يزكيها ويدافع عنها مع علمه بحالها !!
وهذا فيه تلبيس وتضليل؛ لأنه خلاف الحقيقة والواقع؛ فالمعروف أن عبد الرحمن عبد الخالق لا زال مع هذه الجمعية يديرها ويؤمر وينهى بل هو الأب الروحي لهذه الجمعية وله اتخاذ القرارات وقد شارك معهم في مؤتمراتهم وندواتهم ؟ ومن أواخرها مشاركة عبد الرحمن عبد الخالق في ندوة عامة بعنوان ( مأساة غزة محنة ومنحة ) وكانت هذه الندوة بتاريخ الخامس عشر من شهر الله المحرم عام ثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية كما أعلنته جريدة الوطن الكويتية في التاريخ السابق . أي في هذه السنة، وبعد صدور كتاب الحلبي الذي ذكر فيه أن عبد الرحمن عبد الخالق من رؤوسهم السابقين ! فأي تلبيس وتدليس تقع فيه يا حلبي دفاعاً عنهم .
وقد بَيَّن أهل العلم كذب ادعاء عدم علاقة عبد الرحمن عبد الخالق بجمعية إحياء التراث الإسلامي . وإليك أخي القارئ كلام الشيخ عبيد الجابري والشيخ أحمد السبيعي الكويتي في كشف حقيقة هذا الكذب :
فقد سئل الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى كما في لقاء مع الشيخ عبيد الجابري في دورة الحفر : قضية عبد الرحمن بنعبد الخالق فالرجل نحن نتفق معكم في خطأه لكن الأخوة في إدارة الجمعية فعلوا شيئاً جميلاً وكبيراً و هو تهميش عبد الرحمن بن عبد الخالق؟
فأجاب حفظه الله تعالى : هذا ليس بصحيح إلا أمامك بل هو القائم على اللجنة الشرعية وعندي على ذلك مستند ولكنهم أحياناً جميعالجماعات الدعوية الحديثة – وهي كلها منحرفة – عندهم مناورة تكتيك في العمل يظهرونأشياء ويبطنون خلافها فعبد الرحمن بن عبد الخالق القطبي هو قطبي محترق أنا عنديعليه وثائق هو إحدى البوابتين لإحياء التراث! وإحياءالتراث لها بوابتان:
إحداهما عبد الله السبت .
والآخر عبد الرحمن بنعبد الخالق .
فمن خرج عن طريق السبت دخل عن طريق ابن عبد الخالق !
ومن خرج عن طريق ابنعبد الخالق دخل عن طريق السبت !!
مناورات، لكني أنا أنصحكم إن كان لكم بهم حاجة أنتُفاصلوا هذه الجمعية وأن لا تنتموا إلى أحد !
كونوا سلفيين اجتمعوا مع إخوانكمالسلفيين الصافيين من التحزب … انتهى
وقال الشيخ أحمد السبيعي الكويتي حفظه الله تعالى في ( الدفاع عن الشيخ محمد العنجري – وفقه الله – وبيان بعض حقيقة نزاعنا مع ( التراث ) جماعة الأستاذ عبدالخالق ) : هنا مسألة فشا الضرر على طلابالعلم فيها بدعوى لا تثبت عند التحقيق، رفعها سياسياً بعض منسوبي التراث خاصة خارج الكويت، ألا وهي مسألة إقصاء عبد الرحمن عبد الخالق وإبعاده من التراث .
والذي يظهر لي أن هذه الدعوى قد زال الحماس لها بعد موت الأئمة الذين يحسب لهم ألف حساب ، و قد بدت تباشير الاعتداد بعبد الخالق والمدافعة عنه يعلن بها هنا وهناك،وقد حدثني من أثق به أنه ذهب إلى عبد الخالق نفسه فقال له : أنت أخرجت من الجمعيةفضحك، و قد رأيته بعيني في داخل الجمعية في مكتبته وقد حدثني أيضاً من أثق بهأنهم سألوا رئيس الجمعية عن استضافة عبد الخالق فقال : إن الأمر يرجع إلى المنطقة.
وهب أن بدن عبد الخالق قد أخرج من هذه الجمعية ، فماذا عن اعتقاده ومذاهبه وأقواله التي امتزجت بقلوب الأجيال وتربى عليها منسوبي الجمعية ؟
فكيف بمسؤوليةالملايين من نسخ كتيباته التي بثت في مشارق الأرض ومغاربها على عين ورعاية هذهالجمعية ؟
كيف بالمذهب والمنهج الذي اختطه عبد الخالق و سارت عليه الجمعية حذوالقذة بالقذة ؟
هل كل ذلك يسقط بدعوى لا يشفع معها ولا حتى قرطاس واحد فيه الإعلان بالبراءة من مذهب عبد الخالق – ومن على شاكلته – ؟ ” انتهى .
ثم هل وجود عبد الرحمن عبدالخالق هو المشكلة الوحيدة أم أن هناك مخالفات كباراً، مثل الفكر التكفيري والحزبية والأمارة والبيعة والبرلمانات وغيرها من الضلالات التي أصلها عبدالرحمن عبدالخالق في فكرهم وخطة سيرهم في الدعوة.
5- ثم هذه الانتقادات يا حلبي وحدها تكفي للطعن في جمعية إحياء التراث، ولرد مسالكها الغوية وعدم الدفاع عنها . فكيف تنتقد من حذر منها وبَيَّن حالها؛ نصحاً للمسلمين . وكيف تكون في صف المدافعين عنها وهي على هذا المنهج المنحرف باعترافك من أكثر من عشرين سنة . يا هذا اتق الله في نفسك وفي السلفية وفي السلفيين.
وقول الحلبي في التعليق (سمعت عدداً من فضلائهم)
أعجب جداً من أدبه وليونته مع المخالفين باعترافه، وسوء أدبه وبذاءة لسانه مع السلفيين الذي يدعي موافقتهم في المنهج!!
وقول الحلبي في التعليق ( فقد سمعت عدداً من فضلائهم ينكر عليه مخالفاته ويشدد عليه في انحرافاته)
هذا الإنكار منهم يلزم القائمين على جمعية إحياء التراث الإسلامي أن يحذروا منه ومن كتبه ومنهجه وأن يبدعوه ويضللوه وإلا ألحقوا به كما هو منهج السلف الصالح، كما في ( الحلقة السابعة ) فالمنهج التكفيري منهج خطير؛ فأين “صيحة نذير” وأين “التحذير من فتنة التكفير” أم أنك صرت لمصالحك لا في العير ولا في النفير .
ولكن معلوم أن هذا منهم جرياً على قاعدتهم المخالفة لمنهج السلف في التعامل مع أهل البدع (( نصحح ولا نجرح )) والتي يطبقها الحلبي والتراثيون .
وقول الحلبي ( وقد فهمت منهم سددهم الله أن لهم اجتهاداً خاصاً في عدم البراءة منه علناً لأسباب خاصة بهم متعلقة ببلدهم )
سبحان الله هل القائمون على هذه الجمعية تبرؤوا من عبد الرحمن عبد الخالق فعلياً وفي الخفاء !
وكيف جعلوه على رأس الإفتاء !
ما هذا التلبيس وما هذا التدليس !
وهل اجتهادهم الخاص يعذرون فيه لمخالفة منهج السلف الصالح ؟
وهل هم أهل للاجتهاد ؟
ألست القائل أيها الحلبي في جلسة كما في (69-تنبيه الفطين) عن موقفهم من عبدالرحمن عبدالخالق : ” هم يقرون بهذا لكن كأنهم يستصعبون إظهار هذه المفارقة … وهذا الاستصعاب خطأ، أنا أقول يجب أن يفاصلوا لكن قد يعرفون أكثر مما نعرف ” انتهى .
أقول : سبحان الله ما هذا التناقض والتلاعب بالقضية ! موقفهم خطأ ويجب أن يفاصلوا هذا الرجل ثم لهم عذر ما هو العذر الاستصعاب وأنت تراه خطأ ثم تعود وتعتذر عن ما تراه خطأ …
ولو فتح هذا الباب والتأويلات الفاسدة لرد الحق وضاع وانتشر الباطل وذاع !
ثانياً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص41) (وَهَذِهِ فُرْصَةٌ أُكَرِّرُ فِيهَا نُصْحِي لِهَؤُلاءِ الإِخْوَةِ -رُغْمَ مُخَالَفَتِي لَهُم- بِلُزُومِ التَّبَرُّؤِ مِنْ هَذا الرَّأْس؛ لِمَا يَنْتُجُ مِنْ عَدَمِ التَّبَرُّؤِ -مِنْهُ- مِنْ شَدِيدِ البلاء والبَأْس!!
فضلاً عن المُلاحظات الأخرى التي فَتَحَتْ عليهم أبوابَ شرٍّ كثيرة -عافانا اللهُ وإيَّاهُم مِنها-؛ هم -لِدَعْوَتِهِم- في غِنىً عنها.
… لعلهم يستجيبون ويتجاوبون! وليس ذلك ببعيد عنهم جزاهم الله خيراً فقد رأينا منهم بعض التجاوب عياناً زادهم الله توفيقاً .
وَلِلشَّيْخ مُقْبِل بِن هَادِي -رحمهُ اللهُ- فِي «قَمْعِ المُعَانِد» (ص149-153) رِسَالَةُ مُناصَحَة لهذه (الجَمْعِيَّة)-نَفْسِهَا- تَضَمَّنَت نَقْدَ (عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الخَالِق)!).
أقول مستعيناً بالله تعالى:
1- الحلبي يترفق كثيراً مع من يخالفهم بخلاف من يوافقهم فيما يزعم من السلفيين، فله معهم أسلوب شديد، غير سديد.
2- هل مخالفات جمعية التراث يسيرة أم شديدة ومستنكرة ؟ ظاهر كلام الحلبي أنها يسيرة لأنها ليست هي شر، ولكنها فتحت أبواب شر . وهذا خلاف الواقع كما سبق بيانه من كلام أهل العلم في هذه الجمعية .
3- ويلزم أتباع جمعية إحياء التراث التبرؤ من عبدالرحمن عبد الخالق قولاً وفعلاً، أما أن يتبرؤوا قولاً ويتعاملون معه فهذا لا ينفع بل هذا تلاعب ومراعاة للخلق لا للحق.
4- وما أظنك يا حلبي صادقاً في دعوة جمعية إحياء التراث إلى التبرؤ من عبدالرحمن عبدالخالق؛ لأنك تتولى من هو شر من عبدالرحمن، وتدافع عنهم !
5- هذا التجاوب الذي رأيته لا يخرجهم عن تضليل العلماء لهم وتبديعهم لهم، لأنه من باب ذر الرماد على العيون، فمنهجهم هو : هو ، ومحاربتهم للسلفيين هي: هي! فأي تجاوب تزعم أيها الحلبي .
6- ثم قولك (رأينا منهم بعض التجاوب)
هل كان السلف يتعاملون مع المخالفين للحق ببعض تجاوبهم أم كانوا يطالبونهم بالرجوع عن باطلهم كلياً ؟!
ثم أين هو هذا التجاوب المزعوم ولو في نصف ورقة ؟!!
7- ثم هؤلاء يرون أن ما هم عليه هو حق وأن غيرهم على الباطل ! فأي تجاوب تريد منهم يا حلبي ! كفاك تلاعباً بعقول الناس ومشاركة لمن يحاول الضحك على أهل الحق بمثل هذه التلبيسات !!!
8- ومن تلبيسك يا حلبي أنك نقلت أن الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى نصح هذه الجمعية في تعاملها مع عبد الرحمن عبد الخالق ! وكأنه هو فقط نقطة الخلاف بين السلفيين والجمعية ! بينما الحقيقة أن عبد الرحمن عبدالخالق هو أحد نقاط الخلاف الكبيرة ولكن هناك نقاط أخرى منتقدة على الجمعية تدل على وقوعهم في الباطل .
9- ثم الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى يبدعهم ويضلل ويحرم التعامل معهم ويحذر منهم . وقد سبق نقل شيءٍ من كلامه في الحلقة الثانية عشرة .
ثالثاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص41-42) ( وَمَعَ هَذِهِ الانْتِقَادَات -جَمِيعاً- إِلاَّ أَنِّي لاَ أَرَى مُعادَاتَها، وَلاَ وَمُخاصَمَتَهَا..وَلاَ أُقِرُّ -البَتَّةَ- ادِّعَاءَ أَنَّها (قُطْبِيَّة)، أَوْ (تَكْفِيرِيَّة)! -بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهم – على عَكْس ذَلِك-.
وَلاَ أَظْلِمُ مَنْ أُخَالِفُ -مَا اسْتَطَعْتُ إِلى ذَلِكَ سَبِيلاً-؛ مُتَبَرِّئاً إِلى الله مِنَ الخُنُوعِ لِمَا أَهْوَاه {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} .
وَحَالِي مَعَهُم -وَمَعَ مَشَايِخِهِم- مَعَ الفَارِق!- كَمَا قَالَ أَحْمَدُ فِي إِسْحَاقَ بن رَاهويه: «لَمْ يَعْبُر الجِسْرَ -مِنْ خُرَاسَان- مِثْلُ إِسْحَاقَ بنِ رَاهويه – وَإِنْ كَانَ يُخالِفُنا فِي أَشْيَاءَ -؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَل يُخالِفُ بَعْضُهُم بَعْضاً» كما في سير أعلام النبلاء (11/371) .
ومثله معهم ومع مشايخهم أيضاً مع الفارق ما قاله الإمام يونس الصدفي رحمه الله :” ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال :” يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة” كما في سير أعلام النبلاء (10/16).
وقال عقبها :” هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون”.
وعلق الحلبي في الحاشية بقوله (بل قد يكون الأمر أحياناً أعظم من ذلك فقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (9/229) إلى بعض المسائل العلمية العقدية والمسائل العملية ثم قال : ” وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد على أحد بكفر ولا بفسق ولا معصية…”
وقال أيضاً في (19/123) منه : وتنازعوا أي الصحابة في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحي وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة … ” انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي مع اعترافه بوقوع الجمعية في مخالفة الحق في مسائل كبار إلا أنه لا يرى معاداتها ومخاصمتها !!! بينما الحلبي يشن هجوماً شرساً قذراً على بعض المشايخ السلفيين الذين كشفوا عواره ومخالفته للحق، ويطعن في هؤلاء المشايخ في مجالسه الخاصة ليس بين شباب بلده بل حتى في أمريكا وأوربا وغيرها .
2- لكن فات الحلبي أمر مهم أن هذه القضايا لا دخل فيها للرأي والاجتهاد، فمن خالف منهج السلف الصالح فحكمه عند السلف الهجر والتبديع بعد النصيحة والبيان .
3- ولم يكتفِ الحلبي بعدم المعاداة والمخاصمة حتى نفى رميها بالقطبية والتكفيرية، بل أثبت لها خلاف ذلك بقوله ( بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهم – على عَكْس ذَلِك-.)
وفي النسخة المتداولة القديمة (بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهُم -بِالجُمْلَةِ- عَكْس ذَلِك.).
فلا أدري لماذا حذف الحلبي كلمة (بالجملة) التي تفيد أنهم وقعوا في شيء من منهج التكفير والقطبية !!!
ولا شك أن هذا القول منه إن كان مع علمه بحال جمعية إحياء التراث، يدل على خطورة حال الحلبي؛ لأنه يوافقهم فيما هم عليه من ضلال ويراه حقاً .
وإن كان مع جهله بحقيقة أمرهم فما كان ينبغي له التكلم في مسألة لم يحط بها علماً، وقد أحسن من انتهى إلى ما قد علم، وقد أساء من تكلم فيما لا يعلم وظلم.
4- وهذا الكلام من الحلبي فيه سوء أدب، وعدم لزوم منهج السلف الصالح ولا القواعد العلمية من عدة جهات :
الأولى : أنه بهذا الموقف – وبعد معرفته بحالهم ومنهجهم الفاسد واطلاعه عليه من أكثر من عشرين سنة – وعلمه باستمرارهم في ما هم عليه ! بل يزدادون بُعداً عن منهج السلف وتفريقاً بين السلفيين في العالم مع كل هذا هو يخالف من ينتقدها بحق ونصح من أهل العلم وخاصة من بلديهم الذين سبروا حالهم فجاء الحلبي ليضرب بقولهم عرض الحائط، ولم يعتبره أصلاً !
خالف جماعات من أهل العلم وجملة منهم من بلديهم أو من سار معهم فترة من الزمان خابراً لحالهم، فجاء الحلبي بكل صلافة فضرب بقولهم عرض الحائط، ولم يعتبره أصلاً .
الثانية : جعل الحلبي أهل العلم الذين خالفوا وردوا على جمعية إحياء التراث ظالمين لهم وأنهم فعلوا ذلك لهوى نفسهم .بقوله ( وَلاَ أَظْلِمُ مَنْ أُخَالِفُ -مَا اسْتَطَعْتُ إِلى ذَلِكَ سَبِيلاً-؛ مُتَبَرِّئاً إِلى الله مِنَ الخُنُوعِ لِمَا أَهْوَاه ).
وما أبعد الحلبي عما ادعاه .
الثالثة : أن الحلبي تقدم بين يدي العلماء الكبار ومنهم العلامة الألباني – رحمه الله تعالى – فلم يحترم كلمتهم وتوجيهاتهم ونصائحهم.
الرابعة : قول الحلبي (لا أرى) أقول : رأي الجماعة – الذين خبروا حال إحياء التراث – أحب إلينا من رأي الواحد الثقة. فكيف إذا كان مثلك ممن هو معروفة حاله ومواقفه التي ليس فيها نصرة للحق، بل خذلانه ونصرة أهل الباطل !!!
الخامسة : كيف تقول إنك على يقين وعندهم البيعة والحزبية والأمارة وأنت تضلل من وقع في هذه الأمور فأي ثقة في يقينك أيها الحلبي.
5- والحلبي لبس باستدلاله بكلام الإمام أحمد والإمام يونس الصدفي، فكلامهما في الاختلاف في المسائل الاجتهادية الفرعية التي لا نص فيها، وليس كلامهما في الاختلاف في الأصول والمنهج ولا في اختلاف الحق مع الباطل.
6- وقد أشار الذهبي بقوله (فما زال النظراء يختلفون) إلى أن الاختلاف سببه : الاجتهاد في المسألة لعدم الوقوف على الدليل أو لسبب آخر – كما ذكره ابن تيمية في رفع الملام – مع طلبهم للحق بلا هوى .
7- ويؤكده أن الإمام الشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه ويونس الصدفي كلهم أئمة في السنة والعلم .
8- ومما يبطل كلامك يا حلبي موقف هؤلاء الأئمة ممن خالفوا الحق، فقد سأل أَبُو دَاوُد الإمامَ أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ : أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ ؟
فقَالَ : لَا أَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْ تَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ”.أخرجه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/160).
وقال الحميدي ذكر الشافعي حديثاً. فقال له رجل: تأخذ به يا أبا عبد الله ؟
فقال : أفي الكنيسة أنا أو ترى على وسطي زناراً نعم أقول به وكلما بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت به ” .
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء وغيره .
وقال البيهقي في مناقب الشافعي (1/469) : كان الشافعي رضي الله عنه شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرتهم ” انتهى .
فأين ما تدعيه أيها الحلبي من التسوية بين أهل الحق والباطل .
ثم يقال للحلبي : أرأيت لو خالف أحدٌ (أحمد أو إسحاق أو يونس أو الشافعي) الحق معانداً أتكون مواقفهم منه مثل مواقفك أيها الحلبي وأمثالك من التمييع والمداهنات والدفاع عنه بالباطل؟
إن قلت : نعم ! فقد طعنت فيهم .
وإن قلت : لا ؛ فقد رددت على نفسك .
9- ولبس الحلبي إذ أوهم أن موقف السلف مع من خالف الحق، المصافاة والليونة والتمييع بينما كان موقف السلف مع من خالف الحق شديداً، وقد سبق تقريره كما في (الحلقة السابعة) .
10- وأساء الحلبي الأدب في مقارنته بين حاله وحال أولئك الأئمة : ففرق بينهم وبين جمعية إحياء التراث والحلبي فأولئك من أئمة السنة وأعلام الهدى أما الحلبي فمخالف للسنة ومنهج السلف الصالح وجمعية إحياء التراث فهي على ضلال بل ومحاربة لمنهج السلف .
11- ثم ما هذا الرفق واللين مع المخالفين للحق! والشدة والعنف على أهل الحق .
12- وأما قول الحلبي (بل قد يكون الأمر أحياناً أعظم من ذلك فقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (9/229) إلى بعض المسائل العلمية العقدية والمسائل العملية ثم قال : ” وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد على أحد بكفر ولا بفسق ولا معصية …”
وقال أيضاً في (19/123) منه : وتنازعوا – أي الصحابة – في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحى وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة … ” انتهى
أقول : هذا من تلبيس الحلبي وتدليسه عامله الله بما يستحق .
فكلام شيخ الإسلام ابن تيمية الأول في اختلاف السلف في المسائل العملية والعلمية مع طلبهم للحق، وحرصهم عليه لا لهوى ، ولا لبدعة وضلالة، لكن من خالف الحق ممن بعد الصحابة وقامت عليه الحجة فإنه يوصف بما يستحقه، من غير تمييع ولا تضييع.
ويدل عليه قوله قبل هذا الكلام في نفس الصحيفة التي نقل منها ما يريد :هذا مع أني دائماً ومن جالسني يعلم ذلك منى أنى من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية”
ولكن الحلبي من تدليسه لم ينقل كلام شيخ الإسلام الذي يبطل عليه استدلاله، وقد أحال على الجزء التاسع عشر بينما كلام شيخ الإسلام في الجزء الثالث من الفتاوى من نفس الصحيفة !!!
ثم هذه جزئيات فليس الخلاف بينهم في عذاب القبر، وليس الخلاف بينهم في رؤية الله في الدار الآخرة .
أرأيت أيها الحلبي لو كان الخلاف بينهم على هذا الوجه الأصولي أيتساهل فيه الصحابة أو شيخ الإسلام أو أحد من أئمة السنة .
ثم أليس لشيخ الإسلام ابن تيمية عشرات المجلدات في الرد على أهل الأهواء!
أليست حياته كلها جهاداً لأهل البدع ويرى أنه لا يسعه السكوت عنها وعنهم!
أتريد أن يترك أهل السنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ليكونوا كمن قال الله فيهم{ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } .
فيا لها من محنة ! ويا له من بلاء من أناس يزعمون أنهم سلفيون وهذا حالهم !
وأما كلام شيخ الإسلام الثاني فهو في مقام الكلام عن المسائل الاجتهادية التي تنازع فيها الصحابة رضوان الله عليهم واتفقوا على عدم تضليل المخالف، حيث قال رحمه الله تعالى (19/122-124) : ” وأما ما يشبه ذلك – أي تنوع شرائع الأنبياء – من وجه دون وجه فهو ما تنازعوا فيه مما اقروا عليه وساغ لهم العمل به من اجتهاد العلماء والمشايخ والأمراء والملوك كاجتهاد الصحابة في قطع اللينة وتركها واجتهادهم في صلا ة العصر لما بعثهم النبي إلى بني قريظة وأمرهم أن لا يصلوا العصر إلا في بني قريظة فصلى قوم في الطريق في الوقت وقالوا إنما أراد التعجل لا تفويت الصلاة وأخرها قوم إلى أن وصلوا وصلوها بعد الوقت تمسكا بظاهر لفظ العموم فلم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدة من الطائفتين وقال : ” إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر ” .
وقد اتفق الصحابة في مسائل تنازعوا فيها على إقرار كل فريق للفريق الآخر على العمل باجتهادهم كمسائل في العبادات والمناكح والمواريث والعطاء …. وهم الأئمة الذين ثبت بالنصوص أنهم لا يجتمعون على باطل ولا ضلالة ودل الكتاب والسنة على وجوب متابعتهم
وتنازعوا في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحي وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة
وهذه المسائل منها ما أحد القولين خطأ قطعاً ومنها ما المصيب في نفس الأمر واحد عند الجمهور إتباع السلف والآخر مؤدٍ لما وجب عليه بحسب قوة إدراكه … فهذا النوع يشبه النوع الأول من وجه دون وجه أما وجه المخالفة فلأن الأنبياء عليهم السلام معصومون عن الإقرار على الخطأ بخلاف الواحد من العلماء والأمراء فانه ليس معصوما من ذلك ولهذا يسوغ بل يجب أن نبين الحق الذي يجب إتباعه وإن كان فيه بيان خطأ من أخطأ من العلماء والأمراء وأما الأنبياء فلا يبين أحدهما ما يظهر به خطأ الآخر وأما المشابهة فلأن كلا مأمور بإتباع ما بان له من الحق بالدليل الشرعي كأمر النبي بإتباع ما أوحي إليه .
وليس لأحدهما أن يوجب على الآخر طاعته كما ليس ذلك لأحد النبيين مع الآخر وقد يظهر له من الدليل ما كان خافياً عليه فيكون انتقاله بالاجتهاد عن الاجتهاد ويشبه النسخ في حق النبي لكن هذا رفع للاعتقاد وذاك رفع للحكم حقيقة..” انتهى
فظهر بهذا الكلام الفارق السحيق العميق فالصحابة لم يخالفوا الحق متعمدين، بل هم مأجورون وإن أخطؤوا؛ لاجتهادهم وطلبهم للحق.
وقوله ليس لأحد أن يوجب على الآخر طاعته أي في المسائل الاجتهادية التي اختلفوا فيها وساغ فيها الاختلاف، أما من خالف الحق فإنه يرد عليه ويبين له، فإن رجع وإلا ضلل .
تنبيه : في مجموع الفتاوى (وتعذيب الميت ببكاء أهله) ولكن وقع في كتاب الحلبي (وتعذيب الحي ببكاء أهله) وهو خطأ ظاهر .
ثالثاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص43) : وَقَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِين -كَمَا فِي «جَرِيدَة المُسْلِمُون» (4730)- : «وَالوَاجِبُ عَلَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يُقَوِّمَ شَخْصاً -تَقْوِيماً كَامِلاً -إِذَا دَعَتِ الحَاجَةُ- أَنْ يَذْكُرَ مَسَاوِئَه، وَمَحاسِنَه». انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي أورد هذا الكلام ليدافع عن جمعية إحياء التراث الإخوانية القطبية، وليسوغ لنفسه ذكر ما عند هذه الجمعية من حسنات .
2- وليت الحلبي استعمل هذا المنهج مع بعض المشايخ السلفيين والشباب السلفي الذي شن عليهم حملة شعواء بلا هوادة ولكنها باءت بالخسران بحول الله وقوته.
3- وقد سبق في (الحلقة الرابعة) بيان أنه لا يوجد دليل من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح على إيجاب ذكر الحسنات مع السيئات في حال التقويم وحال الترجمة.
رابعاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص43-) : وَلَسْتُ فِي هَذا المَوْقِفِ بِدْعاً مِنَ النَّاسِ -وَأَيُّ نَاس
1- فَهَذا فَضِيلَةُ الشَّيْخ صَالِح الفُوزَان -وَفَّقَهُ الله- يُقَرِّظُ كِتَاب «حُكْم العَمَل الجَمَاعِي» لِلشَّيْخ عَبْد الله السَّبْت، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ مَشَايِخِ هَذِهِ (الجَمْعِيَّة)-.
2- وَهَذَا فَضِيلَةُ أُسْتَاذِنا الشَّيْخ ابْن عُثَيْمِين-رَحِمَهُ الله- يُسْأَلُ- فِي «لِقَاء البَاب المَفْتُوح» (رَقَم: 104/11):
«بِخُصُوصِ الدَّعْوَةِ عِنْدَنا بِالتَّنْظِيم خَاصَّة؛ فَنُوَزِّعُ المَنْطِقَةَ عِنْدَنا -خَاصَّة (جَمْعِيَّة إِحْيَاء التُّرَاث)-، حَيْثُ تَتَوَزَّعُ عَلَى عِدَّةِ قِطَع، وَكُلُّ قِطْعَةٍ لَها مَسْؤُول، وَهَذا المَسْؤُولُ يَرْجِعُ إِلَى مَسْؤُولٍ أَعْلَى مِنْه، كَتَنْظِيمٍ دَعَوِيٍّ -مِنْ نَاحِيَةِ دُرُوسٍ وَغَيْرِه-، فَالسُّؤَالُ هُنا:
هَلْ هَذا المَسْؤُولُ طَاعَتُهُ وَاجِبَة؟
فَأَجَابَ فَضِيلَتُهُ -رَحْمَةُ الله عَلَيْه-:
«إِذَا كَانَ هَذا التَّنْظِيمُ مِنْ قِبَل وَلِيِّ الأَمْر: فَإِنَّهُ يَجِبُ التَّمَشِّي بِما يَقُول؛ لِأَنَّهُ نَائِب عَنْ وَلِيِّ الأَمْر الَّذِي تَجِبُ طَاعَتُهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ الله.
وَأَمَّا إِذَا كَانَ تَنْظِيماً دَاخِلِيًّا؛ لاَ عَلاَقَةَ لِلحُكُومَةِ فِيه؛ فَهَؤُلاءِ إِنْ رَضُوا أَنْ يَكُونَ هَذَا أَمِيرَهُم: فَطَاعَتُهُ وَاجِبَةٌ؛ وَإِنْ لَمْ يَرْضُوا: فَلاَ يَجِبُ طَاعَتُه ». انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- من العجيب الغريب في حال الحلبي أنه يستدل بأمر لا يقول به بل يراه خطئاً بل بدعة، فالعمل الجماعي والأمارة والبيعة عند الحلبي من الأمور المبتدعة.
فلا أدري كيف استساغ لنفسه الاستدلال بأمر يراه خطأ، أليس هذا من التقليد الذي يحاربه الحلبي فيما يزعم ؟!
أم أنه من الكيل بمكيالين والوزن بميزانين ؟!
2- وقد نقض الحلبي غزله بنفسه حيث قال في كتابه (ص45) : ” أَمَّا الأُولَى: فَقَدْ طَلَبَ مِنِّي الشَّيْخُ عَبْدُ الله السَّبْت -نَفْسُهُ- تَقْرِيظَ كِتَابِهِ هَذا -قَبْلَ طَلَبِهِ مِنَ الشيخ الفُوزَان-، وَرَفَضْتُ -وَذَلِكَ فِي (دُبَيّ)-.
فَمَوْقِفِي مِنَ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ التَّنْظِيمِيّ المبني على الولاء والبراء ! مَعْرُوف.
وَقَدْ كَتَبْتُ رِسَالَة «البَيْعَةِ بَيْنَ السُّنَّة وَالبِدْعَة- عِنْدَ الجَمَاعَاتِ الإِسْلاَمِيَّة-» قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ قَرْن! ومثلها بعدها بيسير كتابي : ” الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي والتعاون الشرعي” .
أَمَّا الثَّانِيَّة: فَكَلاَمُ الشَّيْخ ابْنُ عُثَيْمِين -فِي فَتْوَاه- لاَ يَخْرُجُ-تَفْصِيلاً- عَمَّا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ السَّبْتُ فِي رِسَالَتِه -تَأْصِيلاً-، وَقَرَّظَهَا لَهُ الشَّيْخ الفُوزَان!
وَمَا قُلْتُهُ هُناك أَقُولُهُ هُنا! “
فَمَوْقِفِي مِنَ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ التَّنْظِيمِيّ الحِزْبِيّ مَعْرُوف.
وإني على يقين بأنه : لا واجب إلا ما وجب بالنص الشرعي، والدليل المرعي ..
ولم يدخل الحزبيون على أشياعهم بالتعصب إلا من باب الرضا بالإمارة ووجوب طاعة أربابها!!
نعم قد يكون تجويز الشيخين الفاضلين لهذا الأمر من باب الترتيب، والتنسيق، والنظام الإداري .. لا من باب الإمارة الحزبية أو البيعة غير الشرعية، والإلزام بما لا يلزم !! فتنبه ” انتهى
1- أقول هذا الكلام بطوله هو رد الحلبي على الحلبي .
2- وكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى والشيخ الفوزان من باب الترتيب والتنسيق لا من باب الإمارة الحزبية والبيعة غير الشرعية جزماً عند أهل العلم ! بخلاف ما أوهمه قولك أيها الحلبي (قد يكون تجويز الشيخين ….) فلا تستعمل القد قدة! التي يستعملها أهل السياسة والحيل للمرواغة. كما يقوله العلامة الألباني رحمه الله تعالى. وكلام الشيخ العلامة ابن عثيمين والشيخ العلامة الفوزان في هذه القضية مشهور معلوم عند صغار السلفيين.
3- ثم لماذا التلبيس أيها الحلبي بمثل هذا الكلام، فهل يفيد تقديم الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى لكتاب عبد الله السبت أنه يقر حال الجمعية أو أنه يشجعها على بث الفتن بين السلفيين وتمزيق شملهم .
4- وهل تدل فتوى الشيخ ابن عثيمين على أنه اطلع على ما عندهم من انحراف ومخالفة للحق وأيدهم .
5- أنت بهذا تصور هاذين العالمين السلفيين بأنهما يؤيدان أهل الفتنة والبدع والضلال، مع أن كلامهما لا ينطبق على واقع جمعية إحياء التراث الإسلامي الإخواني القطبي، والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان يريان أن جماعة الإخوان من الاثنتين والسبعين فرقة .
6- والعجيب أن تذكر أنك ألفت كتابين في الرد على من يرى البيعة والتنظيم الحزبي الدعوي وترى أنه من البدع والضلال، ثم تزكي وتدافع عمن وقع فيهما ! فلماذا خالف فعلك كتابتك ! نعم صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول : ” إذا لم تستح فاصنع ما شئت “. أم أنه من التغير والتبدل الذي حصل لك ! نعم صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث كان يدعو : ” يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي على دِينِكَ “.
خامساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص44) : “
3- وَهَؤُلاءِ أَئِمَّةُ الحَرَمِ المَكِّي -وَفَّقَهُم الله- يَزُورُونَ (الجَمْعِيَّة) -مِثْل الشَّيْخ مُحَمَّد السُّبَيِّل، وَالشَّيْخ صَالِح بِن حُمَيد، وَالشَّيْخ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدَيْس- وَيُثْنُونَ عَلَيْهَا.
مِنْ ذَلِك: كَلاَمُ الشَّيْخ السُّدَيْس -وَفَّقَهُ الله- فِي (الجَمْعِيَّة)،وَأَنَّهَا: «عَلَم مِنْ أَعْلاَمِ المَنْهَج السَّلَفِيِّ المُتَمَيِّز، وَالعَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة..» -كَمَا هُوَ مقطوعٌ عَنْهُ-.
4- وَأَمَّا تَزْكِياتُ الشَّيْخ ابْن بَاز، وَالشَّيْخ العُبَيْكَان والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ صالح آل الشيخ لِلْجَمْعِيَّة؛ فَمَشْهُورَة لا تدفع.) “
وعلق الحلبي فوق اسم الشيخ محمد السبيل في الحاشية رقم (1) بقوله:
انْظُر ثَناءَ فَضِيلَةِ الشَّيْخ ربيع بن هادي -وَفَّقَهُ الله- عَلَيْهِ فِي مُقَدِّمَتِهِ لِكِتابِهِ «النَّصْر العَزِيز…» (ص11) ، وكذا كتابه المجموع الواضح (ص463) .
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (2) بقوله : ” وَلاَ شَكَّ أَنَّهُمْ مُزَكَّوْنَ مِنْ قِبَلِ أَوْلِيَاءِ الأُمُور -أُمَرَاءَ وَعُلَمَاءَ-، إذ َلاَ يُمْكِنُ في الغالب أَنْ يَتَبَوَّأوا مِثْلَ هَذا المَنْصِبِ الفَخْم دُونَ أَهْلِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَنْهَجِيَّةٍ عَقَائِدِيَّةٍ مأمونةٍ..
فَالطَّعْنُ بِهِم -وَالحَالَةُ هَذِهِ- طَعْنٌ بِمَنْ زَكَّاهُم، وَبَوَّأَهُم..
نعم يخطئ الجميع؛ لكن البحث في البدع والتبديع”.
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- لا أدري ما الذي أوقع الحلبي في مثل هذا الاستدلال الذي لا يستدل بمثله إلا من أفلست حجته ! فالحجة في الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
2- والعجيب أن الحلبي نفسه رد على الصابوني في صلاة التراويح حين استدل الصابوني بمشروعية صلاة عشرين ركعة لا بزيارة أئمة الحرم ولكن بصلاة أئمة الحرم! وليس في العصر السعودي بل عبر العصور حيث قال الحلبي في الكشف الصريح (61) وما بين القوسين مني لإلزام الحلبي بقوله : نحن أهل السنة والحديث من المسلمين قدوتنا كتاب الله سبحانه، وصحيح سنة رسوله صلى الله عليه وسلم!!
والحرمان فأئمتهما غير معصومين، فهم معرضون للخطأ والصواب .
ثم ما الذي أعلم (الحلبي أن أئمة الحرم المكي الذين زاروا إحياء التراث الإسلامي كانوا يعلمون بحال جمعية إحياء التراث الإخواني ).
هل لديه (علم عن كل إمام) أم اطلع الغيب أم هو التهويش والتشويش.
ثم لو أن (أئمة الحرم المكي) جدلاً أقروا (حال الجمعية) فهل مجرد إقرارهم (حال الجمعية) يكون مسوغاً للأخذ بهذا القول دون دليل ؟!
الجواب على هذا عند أهل التحقيق : لا .
أما عند أهل التقليد الذين ارتضوا بالتقليد حكماً على دينهم ومنهجاً لهم فهو نعم !! وهذا عين الغلط والسقم ” انتهى .
فهذا من درر ردَّ الحلبي على الحلبي .
3- ومن زكى الجمعية من العلماء السلفيين فتزكيتهم صدرت على حسب ما جاءهم من الوصف لهذه الجمعية ولم يطلعوا على ما فيها من خبايا أو أنهم زكوها قبل أن تعرف حقيقتها أو ينقلب حالهم . ولذلك جزم الشيخ مقبل الوادعي أن العلامة الإمام ابن باز لو وقف على ما عند جمعية إحياء التراث من فتن وضلالات لتركهم حيث قال رحمه الله تعالى :وأنا متأكد أن الشيخ إذا اتضح لهأمرهم سيتبرأ منهم ” انتهى .
وقال الشيخ مقبل رحمه الله أيضاً : ” إنه لا يكفي انتقاد الشيخ عبدالعزيز بن باز في قضايا يسيرة ، بل الرجل أضلّ أمماً وفرّق كلمة أهل السنة، وغرّ الناس بديناره لا بأفكاره. فجمعية إحياء التراث بالكويت هي التي تجمع الأموال ثم ترسل عبدالرحمن عبدالخالق ليضل الناس ويشتت شملهم، فالدعوة غنية عن عبدالرحمن وعن أفكاره، فعليه بالجلوس في بيته! وإن كان غيوراً على الإسلام فليذهب إلى مصر ، فإنها محتاجة إلى دعاة، ولعله سيتفق مع الأزهريين في آرائهم، أفكار الضياع والميوعة”. انتهى
وقال أيضاً رحمه الله تعالى كما في تحفة المجيب (198) عن جمعية إحياء التراث :”هم يتلونون فقد ردَّ عليهم الشيخ عبد العزيز بن باز، ثم يأتي عبد الرحمن عبد الخالق، وأنا متأكد أنه ما أجاب بما أجاب به ولا تراجع عما تراجع عنه إلا أنه يخشى من الحكومة الكويتية؛ فإنها تثق بالشيخ ابن باز وتحبه، فلو قال لهم : رحلوه، هذا لا خير فيه، لرُحل .
من أجل هذا تراجع، ونحن نقول لعبدالرحمن عبدالخالق : هل تراجعت عن قولك أنه لا بأس بالتحالف مع العلمانيين … وقد عمَّ الفساد وطم في الكويت، وعبد الرحمن عبد الخالق مشغول بمطاردة السلفيين وبتفرقة كلمتهم.
وأنا أعتبر هذه أكبر جريمة له، فقد فرق كلمة أهل السنة باليمن ….. جمعية إحياء التراث فرقت أهل السنة في السعودية، وفي السودان …وفرق أهل السنة بمصر وفرق أهل السنة بإندونيسيا فلا بارك الله في عبدالرحمن عبد الخالق ” .
والعجيب أن الحلبي قال فيما سماه بـ “منهج السلف الصالح” (ص107) : وَفِي «تَهْذِيب التَّهْذِيب» (9/131) عَن أَبِي عَلِيٍّ النِّيسَابُورِيّ، قَال: «قُلْتُ لابْنِ خُزَيْمَة: لَوْ حَدَّثَ الأُسْتَاذُ عَنْ مُحَمَّد بن حُمَيد؛ فَإِنَّ أَحْمَد قَدْ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْه؟!
فَقَال: إِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْه؛ وَلَو عَرَفَهُ -كَمَا عَرَفْنَاه-مَا أَثْنَى عَلَيْهِ -أَصْلاً-».
وعلق الحلبي على قوله ( لو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه ) بقوله (وقد لا يفعل)
أي أن الإمام أحمد لا يقبل الجرح المفسر ولو وقف عليه !! كحال التراثيين وأتباعهم من المميعين والمضيعين لكن ثبت عن الإمام أحمد قبوله للجرح المفسر وتراجعه عن تعديله !
فهذه حجة تدين الحلبي وأمثاله ممن لا يقبل جرح العلماء المفسر، ويرده لهواه لا بحجة وبرهان . وقد سبق في (الحلقة السادسة) الرد على الحلبي في تعقيبه المتهافت .
4- ويدل على ذلك أن العلماء السلفيين الذين زكوا الجمعية يرون أن الإخوان المسلمين من فرق الضلال .
5- ثم من زكى الجمعية من العلماء فقولهم معارض بالجرح المفسر الواضح الصريح لهذه الجمعية، فكلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن كلام العلماء يستدل له ولا يستدل به.
6- فهل يصح لك أيها الحلبي أن تجعل دليلك التقليد دون طلب الحجة والدليل!!! فهل الحق معلق بالأشخاص!!!
7- ثم هل مجرد الزيارة لهذه الجمعية تعتبر تزكية! أم أن الجمعية والقائمين عليها يحكم عليهم على حسب أعمالهم وأقوالهم بالميزان السلفي القويم .
ومن رد الحلبي على الحلبي :
ما قاله الحلبي لسماحة المفتي في مقال ( مَعَ كلمة فضيلة الشيخ المُفتي في (سيّد قُطب) تأْييد ؛ لا تقليد! ) : ” وَالظَّنُّ الحَسَنُ بِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ المُفْتِي -نَفَعَ اللَّهُ بِه- لَوْ أُوقِفَ عَلَى هَذِهِ الحَقائِقِ-أَو بَعْضِهَا- أَنْ لا يُخَالَفَ فَتَاوَى مَشايِخِ العَصْرِ وَعُلَمائِهِ -مِمَّنْ هُم فِي طَبَقَةِ شُيُوخِه-؛ وَأَوَّلُهُم وَأَوْلاهُم سَلَفُهُ فِي مَنْصِبِ الإِفْتاءِ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الشَّيْخ عَبْد العَزِيز بِن باز -رَحِمَهُ اللَّهُ-تَعالَى- وَهوَ مَن هو – …
فعندما نُقل لسماحتِه -رحمه الله – كلامُ ( سيّد قطب) في نبيِّ الله موسى -عليه السلام -، وَقَوْلُهُ فِيهِ؛ أنّه: «نموذجٌ للزعيمِ المُنْدَفعِ العصبيِّ المزاجِ» !! قال سماحتُهُ : «الاستهزاء بالأنبياء ردَّةٌ مستقلةٌ» …
فَالظَّنُّ الحَسَنُ بِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ المُفْتِي -زَادَهُ اللَّهُ تَوْفِيقاً- أَنَّهُ لَوْ عُرِّفَ القَائِلَ (الحَقِيقِيَّ) لِهَاتيك البَلايَا -وَأنّه (سَيِّد قُطب)- لَثَبَتَ عَلَى أَحْكَامِهِ، وَلاَ غَيَّرَ فِيهَا، وَلاَ تَغَيَّرَ بِسَبَبِهَا؛ نُصْرَةً لِلْحَقِّ -نَصَرَهُ اللهُ بالحقِّ ، ونَصَر الحقَّ به- .
وَاللَّهُ العَاصِمُ…
وَقَدْ عَلَّقَ على فَتْوَى فَضِيلَتِهِ (البَعْضُ!) -قائِلاً -: ( فَلا شَكَّ أَنَّ رَأْيَهُ يَلْقَى قَبُولاً عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ المُسْلِمينَ..)!!
فَنقُول : هَذَا -هَكَذا- صَنِيعُ العَوَامِّ وَالمُقَلِّدَةِ ؛ أَمَّا أَهْلُ العِلْمِ المُحَقِّقُون -وَطُلاَّبُهُ المُتْقِنُون – : فَعِنْدَهُمْ مِيزَانُ الحَقِّ المُسْتَقِيم الَّذي يَقِيسُونَ بِهِ مَقَالاَتِ الخَلْقِ -صِحَّةً وَخَطَأً ، صَوَابَاً وَغَلَطاً!!
فَالكَبيرُ هُوَ الحَقّ بِبَهَائِهِ ، لا الأَسْمَاءُ ولا الأَشْخَاصُ -سِوَى رُسُلِ اللهِ وَأَنبيائِهِ -. ) انتهى
فلا أدري هل يعتبر الحلبي نفسه من العوام والمقلدة أم أنه من طلبة العلم !!!
8- وتعليق الحلبي في الحاشية بنقل ثناء الشيخ ربيع المدخلي على الشيخ محمد السبيل فيه دسيسة من الحلبي للطعن في الشيخ ربيع المدخلي؛ لأنه يريد أن يقول إن الشيخ ربيع المدخلي لم يطعن في الشيخ محمد السبيل لزيارته للجمعية وطعن فيمن له زيارة أو علاقة بالجمعية فهو يكيل بمكيالين ويزن بميزانين !!
وما درى الحلبي المسكين أن هذا هو العدل والإنصاف والمنهج السلفي، فالشيخ محمد السبيل معروف بسلفيته وتضليله لمنهج الإخوان المسلمون مما يدل على أنه لم يطلع على حال جمعية إحياء التراث الإخوانية، وقد يكون وصله الخبر بتزكيتهم فمثله والحال هذه يعذر بخلاف حالك أيها الحلبي الذي تعرف حالهم وخباياهم ولكنك تماحل بالباطل . لكن الله يعلم السرائر والخفايا فاعدد للسؤال جواباً !
فهل تريد من السلفيين أن يكونوا كالحدادية غلاة في التجريح !
أليس هذا ما تنكره فلماذا تريد أن نواقعه !
ما هذا التلبيس والتدليس يا حلبي !
9- وتعليق الحلبي في الحاشية بقوله (وَلاَ شَكَّ أَنَّهُمْ مُزَكَّوْنَ مِنْ قِبَلِ أَوْلِيَاءِ الأُمُور -أُمَرَاءَ وَعُلَمَاءَ-، إذ َلاَ يُمْكِنُ في الغالب أَنْ يَتَبَوَّأوا مِثْلَ هَذا المَنْصِبِ الفَخْم دُونَ أَهْلِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَنْهَجِيَّةٍ عَقَائِدِيَّةٍ مأمونةٍ.. فَالطَّعْنُ بِهِم -وَالحَالَةُ هَذِهِ- طَعْنٌ بِمَنْ زَكَّاهُم، وَبَوَّأَهُم.. نعم يخطئ الجميع؛ لكن البحث في البدع والتبديع”.
هو أيضاً : من نميمته ودسائسه؛ فالحلبي يريد أن يوقع العداوة بين السلفيين وبين ولاة أمرهم، ويظهرهم في مظهر السوء لكن سيرد الحلبي على نفسه فالحق ليس معلقاً بالأشخاص فقد نقل الحلبي في كتابه المسمى بـمنهج السلف الصالح (ص52-53) عن الشيخ محمد بازمول أنه قال (… الأَصْل أَلاَّ يُرَدَّ الكَلاَمُ بِالأَشْخَاص، بَلْ يُقْبَلُ الكَلاَمُ وَيُرَدُّ بِحَسْبِ مُوافَقَتِهِ لِلحَقِّ؛ أَوْ مُخالَفَتِهِ لَهُ؛ فَإِن وَافَقَ الحَقَّ قِبْلِنَاه، وَإِنْ خَالَفَ الحَقَّ رَدَدْنَاه.
أَمَّا أَنْ يُرَدَّ الكَلاَمُ عَلَى قَائِلِهِ لِمُجَرَّدِ أَنَّ قَائِلَهُ لَيْسَ مِنَ العُلَمَاءِ الكِبَار: فَلا؛ لِمُخالَفَتِهِ الأَصْلَ، وَهُو أَنَّ الحَقَّ لاَ يُعْرَفُ بِالرِّجَال).
وَمِنْهَا: أَنَّ كَوْنَ القائِلِ مِنَ العُلَمَاءِ الكِبَار: لاَ يَعْنَي أَنَّ كُلَّ كَلاَمِهِ حَقّ، وَكَذَا كَوْنُهُ مِنَ المَشَايِخِ الَّذِينَ لَمْ يَصِلُوا إِلَى دَرَجَةٍ العُلَمَاءِ الكِبَار: لاَ يَعْنِي أَنَّ كُلَّ كَلاَمِهِ بَاطِل.
وَكَمَا جَاءَ عَنِ الإِمَام مَالِك -رَحِمَهُ الله-: «مَا مِنَّا إِلاَّ رادٌّ وَمَرْدُودٌ عَلَيْهِ إِلاَّ صَاحِبُ هَذا القَبْر».
فَعَادَ الأَمْرُ إِلى النَّظَرِ فِي دَلِيلِ هَذا القَائِل، وَمَدَى مُوافَقَتِهِ لِلحَقِّ أَوْ مُخالَفَتِه”. انتهى
وعلق الحلبي على قول الشيخ محمد بازمول (أَمَّا أَنْ يُرَدَّ الكَلاَمُ عَلَى قَائِلِهِ لِمُجَرَّدِ أَنَّ قَائِلَهُ لَيْسَ مِنَ العُلَمَاءِ الكِبَار: فَلا)
بقوله في الحاشية رقم (1) (أَوْ أَنْ يَقْبَلَهُ لِمُجَرَّدِ أَنَّ قَائِلَهُ مِن العُلَمَاءِ الكِبَار؛ فَلاَ!) انتهى
فهذا الكلام يبطل على الحلبي دسيسته التي حاول أن يوقع السلفيين فيها فالله حسيبه .
10- ثم إن المنصب ليس دليلاً على أن صاحبه من العلماء، أو أن الحق معه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في المجموع ( 27/296) :” المنصب والولاية لا يجعل من ليس عالماً مجتهداً؛ عالماً مجتهداً، ولو كان الكلام في العلم والدين بالولاية والمنصب؛ لكان الخليفة والسلطان أحق بالكلام في العلم والدين، وبأن يستفتيه الناس ويرجعوا إليه فيما أشكل عليهم في العلم والدين”
11- ثم لو كنت صادقاً منصفاً لماذا رددت في عدة مؤلفات على هيئة كبار العلماء وهم صفوة من أهل العلم باختيار ولاة الأمور، وأزبدت وأرجفت ولم تقبل توجيههم ونصائحهم . أم أنه الكيل بمكيالين والوزن بميزانين !
سادساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص46) (صلاتي العلمية بمشايخها كما أشرت قبلاً حسنة أناصحهم، وأتواصى وإياهم بالحق والصبر من غير تبديع ولا تضليل … نعم انتقدهم برفق، وأناصحهم بشفقة. وقد يقع الانتقاد والمناصحة منهم إليَّ فكلنا ذوو خطأ) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي له صلة حسنة مع مشايخ جمعية إحياء التراث وهو يعرف أنهم على منهج إخواني حزبي إلا أنه يكابر ويماحل بالباطل .
2- وهذا من الحلبي نصرة لأهل الباطل، وتكثير لسوادهم وتغرير العوام بهم .
3- الحلبي لا يغار على دين الله فيخالط من خالف الحق مصراً عليه لأكثر من عشرين سنة ويصفها بالعلاقة الحسنة، بينما كان السلف يهجرون من خالف الحق ولو لم يكن عن بدعة . فعن سَالِم بن عبد اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ إذا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا قال فقال بِلَالُ بن عبد اللَّهِ والله لَنَمْنَعُهُنَّ قال فَأَقْبَلَ عليه عبد اللَّهِ [فزبره] فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا ما سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مثله قَطُّ وقال أُخْبِرُكَ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَقُولُ والله لَنَمْنَعُهُنَّ ” . أخرجه مسلم في الصحيح . وعن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ أَنَّ قَرِيبًا لِعَبْدِ اللَّهِ بن مُغَفَّلٍ خَذَفَ قال فَنَهَاهُ وقال إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى عن الْخَذْفِ وقال إِنَّهَا لَا تَصِيدُ صَيْدًا ولا تَنْكَأُ عَدُوًّا وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ قال فَعَادَ فقال أُحَدِّثُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى عنه ثُمَّ تَخْذِفُ لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له.
4- والحلبي صاحب لين ورفق مع المخالفين، وصاحب عنف مع السلفيين فلا أدري ما السبب !!! أهما المكيلان
5- والحلبي يقبل من القائمين على الجمعية المناصحة والانتقاد، بينما لما نصحه بعض المشايخ السلفيين هاج وماج واضطرب، وأخرج السم الزعاف في كتابه المسمى بـمنهج السلف الصالح.
سابعاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص46) (… لَمْ يصدر عني تزكية مطلقة للجَمْعِيَّة -قَطُّ-؛ بَل انْتَقَدْتُها عدة انْتِقَاداتٍ -مِنْ غَيْرٍ تَبْديعٍ وَلا تَضْلِيل-كَمَا قَدَّمْتُ-.
وَلَكِنِّي -لِلحَقِّ- (قد) أُدافِعُ عَنْهَا- كَمَا (قد) أُدافِعُ عَنْ غَيْرِهَا -بِالحَقّ-؛ وَذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُ مَا تُظْلَمُ بِهِ، أَوْ يُقَالُ فِيهَا بِغَيْرِ صَواب -كَتُهْمَةِ (القُطْبِيَّة)، وَ(التَّكْفِير)…وَهَذا -عِنْدِي- أَقْرَبُ إِلَى الحَقِّ مِن إِعْلاَنِ المُعادَاةِ لَهَا، وَإِشْهَارِ المُخاصَمَةِ مَعَهَا، وَجَعْلِ المَوْقِفِ مِنْهَا امْتِحاناً بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّة، وَفِتْنَةً لَهُم؛ مِمَّا يَزِيدُ الفِتْنَة، وَيُعْظِمُ البَلاَء … وليس هذا من مقاصد الإسلام في شيء) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي يزعم أنه لم يزكِ جمعية إحياء التراث تزكية مطلقة؛ لأنه زكاها لكن مع الانتقادات الكبرى التي وجهها لها، وهذا بناء على أصله الفاسد نصحح ولا نجرح، الذي جارى وشابه فيه فرقة الإخوان المسلمون .
2- ولم يطلب السلفيون من الحلبي أن يبدع الجمعية لكن طلبوا منه أن يسكت عن الدفاع عنها والثناء عليها مطلقاً أو مقيداً أو مقدقداً .
3- ولا يزال الحلبي يرمي العلماء السلفيين بأنهم يظلمون جمعية إحياء التراث بوصفها بالإخوانية القطبية، مع أن السلفيين تكلموا في هذه الجمعية بالحجة والبرهان وأثبتوا فضائحهم من إصدارات وكلام القائمين على الجمعية ولم يتكلموا جزافاً أو ظلماً وعدواناً كما يرميهم به الحلبي افتراء عليهم .
4- وقد سبق في الحلقة الثانية عشرة مناقشة الحلبي في اتهامه للسلفيين بأنهم ظلموا جمعية إحياء التراث في حكمهم عليها.
5- وقول الحلبي (وليس هذا من مقاصد الإسلام في شيء) انتهى
أقول : بل من مقاصد المنهج السلفي الحفاظ على أهل السنة من أهل الشر والفتنة، وليست مخالطة أهل البدعة والفتنة، والمخالفين والمحاربين للمنهج السلفي من مقاصد الإسلام في شيء.
والفتنة والتفرقة ليست من مقاصد الإسلام في شيء صحيح
وليس السكوت وعدم التحذير من أهل البدع مقصداً للإسلام في شيء.
وليس قلب الحقائق والطعن في السلفيين من الإسلام في شيء .
والقواعد المخالفة لمنهج السلف ليست من الإسلام في شيء .
ثامناً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص47) (….. وَلَسْتُ أَلُومُ غَيْرِي إِذا رَأَى غَيْرَ رَأْيِي؛ لَكِنْ: لِيَعْذِرْنِي…)
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- هل هذا هو المقصود من تأليفك للكتاب؛ ألا يتكلم عليك أحد ؟!
2- ماذا تريد: تريد أن تكون سلفياً موالياً لأهل البدع . تريد أن تكون السلفية منهجاً أفيح واسعاً يسع الجميع = موافقين ومخالفين ؟!.
3- وهذا تطبيق لقاعدة الإخوان (نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)، وقاعدتك الموافقة لهم (لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف بيننا) وكلاهما باطل من القول عند أهل العلم.
4- ثم هل دين الله مبني على الآراء فتحرف وتبدل على ما تريد وتريد من العلماء السلفيين أن يسكتوا عن تبديلك وتحريفك وتغييرك للحق بالباطل .
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
يوم الاثنين ظهراً
22 / 6 / 1430هـ
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي – بحمد الله تعالى – والتي كشفت فيها عن بعض وسوسة الحلبي وتلبيساته في كتابه الذي سماه بـ”منهج السلف الصالح”.
وقد سبق في الحلقة الثانية عشرة مناقشة الحلبي في دفاعه المستميت عن جمعية إحياء التراث الإسلامي .
وفي هذه الحلقة – إن شاء الله تعالى – استكمل شيئاً من دفاع الحلبي عن جمعية إحياء التراث الإسلامي !
وأسوق لك أخي القارئ كلام الحلبي الذي يدافع فيه عن جمعية إحياء التراث الإسلامي :
أولاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص40) ( انْتَقَدْتُ هَذِهِ (الجَمْعِيَّة) -عِنْدَ بَعْضِ رُؤُوسِها، وَكِبَارِ أَفْرَادِهَا – مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً- ثَلاَثَةَ انْتِقَادَاتٍ كُبْرَى:
أَوَّلها: انْشِغَالُهُم الكَبِير بِالعَمَلِ السِّيَاسِي واستغراقهم فيه.
وَثَانِيهَا: بعض المَسَالِكُ الحِزْبِيَّةُ فِيهِم -وَقَد اعْتَرَفَ بِهَا كَبِيرٌ مِنْ كُبَرَائِهِم أَمَامِي-.
وَثَالِثُها: عَدَمُ تَبَرُّئِهِم مِنْ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِهِم السَّابِقِين -وَهُوَ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَبْد الخَالِق)- وَقَد انْحَرَفَ مَنْهَجُهُ! نازعاً منزع التكفير! وَهُمْ يَعْرِفُون-!! ) انتهى
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله (فقد سمعت عدداً من فضلائهم ينكر عليه مخالفاته ويشدد عليه في انحرافاته.
وقد فهمت منهم سددهم الله أن لهم اجتهاداً خاصاً في عدم البراءة منه علناً لأسباب خاصة بهم متعلقة ببلدهم ) انتهى .
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي انتقد هذه الانتقادات عليهم قبل عشرين سنة ! فكيف حالهم اليوم والبدعة تجر أختها، فأصحاب حلق الذكر في المساجد الذين أنكر عليهم ابن مسعود قاتلوا الصحابة يوم النهروان، قال البربهاري في شرح السنة (61رقم7) : واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغير البدع يعود حتى يصير كبيراً ” انتهى فقل لي بربك كيف حالهم الآن ! وهم لم يرجعوا ويتوبوا ولا هم يذكرون .
2- وقول الحلبي (انْشِغَالُهُم الكَبِير بِالعَمَلِ السِّيَاسِي واستغراقهم فيه) انتهى
فيه تلبيس؛ لأن حقيقة انشغالهم بالسياسة هو دخولهم في البرلمانات التي يبدعها العلماء السلفيون ومنهم الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني، ويراها بدعة ضلالة، كما سبق النقل عنه في ( الحلقة الثانية عشرة ) .
وهذا وحده عند أولي العلم والورع كافٍ في تبديع هؤلاء فكيف إذا انضم إليها أمور أخرى !
3- قول الحلبي (وثانيها: بعض المسالك الحزبية) في النسخة المتداولة القديمة (وَثَانِيهَا: المَسَالِكُ الحِزْبِيَّةُ فِيهِم). وقال الحلبي في جلسة (69-تنبيه الفطين) : (عندهم ممارسات وسلوكيات حزبية ) انتهى .
فلا أدري لماذا غَيَّر الحلبي كلامه الأول الذي يصدق نوعاً ما على جمعية إحياء التراث بخلاف كلامه الآخر الذي لا يصدق على الجمعية؛ فليست مسالك القائمين على الجمعية قليلة بل الغالب إن لم يكن الكل.
وليست القضية عندهم أنها مجرد مسالك وممارسات كما يصورها الحلبي تدليساً وتلبيساً بل القضية أنهم حزبيون ضالون منحرفون عن منهج السلف الصالح المحقق للمصالح والمطوح للمفاسد والقبائح.
ومن حزبيتهم ما عندهم الأمارة والبيعة والتحزب والولاء والبراء للحزب وهي أمور عدَّها أهل العلم من البدع والضلالات، بل الحلبي نفسه يعترف في منهجه بأنه كتب في ردها ونقدها إذ يقول الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص45) (مَوْقِفِي مِنَ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ التَّنْظِيمِيّ الحِزْبِيّ المبني على الولاء والبراء مَعْرُوف. وَقَدْ كَتَبْتُ رِسَالَة «البَيْعَةِ بَيْنَ السُّنَّة وَالبِدْعَة- عِنْدَ الجَمَاعَاتِ الإِسْلاَمِيَّة-» قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ قَرْن! ومثلها بعدها بيسير كتابي : الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي والتعاون الشرعي). انتهى
فلماذا يخالف قول الحلبي فعله ! ألازالت المصالح المرعية (الشخصية) قائمة عنده !
4- وقول الحلبي (عَدَمُ تَبَرُّئِهِم مِنْ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِهِم السَّابِقِين -وَهُوَ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَبْد الخَالِق)- وَقَد انْحَرَفَ مَنْهَجُهُ! نازعاً منزع التكفير! وَهُمْ يَعْرِفُون-!! )
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله (فقد سمعت عدداً من فضلائهم ينكر عليه مخالفاته ويشدد عليه في انحرافاته.
وقد فهمت منهم سددهم الله أن لهم اجتهاداً خاصاً في عدم البراءة منه علناً لأسباب خاصة بهم متعلقة ببلدهم ) انتهى .
الحلبي يعترف بأمرين :
الأول : أن عبد الرحمن عبد الخالق منهجه تكفيري.
والثاني : أن جمعية إحياء التراث، لم تتبرأ من هذا التكفيري المنسوب إليها .
إلا أن الحلبي لبَّس بقوله في عبد الرحمن عبدالخالق (من رؤوسهم السابقين) أي أن هذا التكفيري لا دخل له في الجمعية ولا يعمل معها !!
وإنما جعله من السابقين حتى لا تدان الجمعية به، ولا حتى لا يدان من يزكيها ويدافع عنها مع علمه بحالها !!
وهذا فيه تلبيس وتضليل؛ لأنه خلاف الحقيقة والواقع؛ فالمعروف أن عبد الرحمن عبد الخالق لا زال مع هذه الجمعية يديرها ويؤمر وينهى بل هو الأب الروحي لهذه الجمعية وله اتخاذ القرارات وقد شارك معهم في مؤتمراتهم وندواتهم ؟ ومن أواخرها مشاركة عبد الرحمن عبد الخالق في ندوة عامة بعنوان ( مأساة غزة محنة ومنحة ) وكانت هذه الندوة بتاريخ الخامس عشر من شهر الله المحرم عام ثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية كما أعلنته جريدة الوطن الكويتية في التاريخ السابق . أي في هذه السنة، وبعد صدور كتاب الحلبي الذي ذكر فيه أن عبد الرحمن عبد الخالق من رؤوسهم السابقين ! فأي تلبيس وتدليس تقع فيه يا حلبي دفاعاً عنهم .
وقد بَيَّن أهل العلم كذب ادعاء عدم علاقة عبد الرحمن عبد الخالق بجمعية إحياء التراث الإسلامي . وإليك أخي القارئ كلام الشيخ عبيد الجابري والشيخ أحمد السبيعي الكويتي في كشف حقيقة هذا الكذب :
فقد سئل الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى كما في لقاء مع الشيخ عبيد الجابري في دورة الحفر : قضية عبد الرحمن بنعبد الخالق فالرجل نحن نتفق معكم في خطأه لكن الأخوة في إدارة الجمعية فعلوا شيئاً جميلاً وكبيراً و هو تهميش عبد الرحمن بن عبد الخالق؟
فأجاب حفظه الله تعالى : هذا ليس بصحيح إلا أمامك بل هو القائم على اللجنة الشرعية وعندي على ذلك مستند ولكنهم أحياناً جميعالجماعات الدعوية الحديثة – وهي كلها منحرفة – عندهم مناورة تكتيك في العمل يظهرونأشياء ويبطنون خلافها فعبد الرحمن بن عبد الخالق القطبي هو قطبي محترق أنا عنديعليه وثائق هو إحدى البوابتين لإحياء التراث! وإحياءالتراث لها بوابتان:
إحداهما عبد الله السبت .
والآخر عبد الرحمن بنعبد الخالق .
فمن خرج عن طريق السبت دخل عن طريق ابن عبد الخالق !
ومن خرج عن طريق ابنعبد الخالق دخل عن طريق السبت !!
مناورات، لكني أنا أنصحكم إن كان لكم بهم حاجة أنتُفاصلوا هذه الجمعية وأن لا تنتموا إلى أحد !
كونوا سلفيين اجتمعوا مع إخوانكمالسلفيين الصافيين من التحزب … انتهى
وقال الشيخ أحمد السبيعي الكويتي حفظه الله تعالى في ( الدفاع عن الشيخ محمد العنجري – وفقه الله – وبيان بعض حقيقة نزاعنا مع ( التراث ) جماعة الأستاذ عبدالخالق ) : هنا مسألة فشا الضرر على طلابالعلم فيها بدعوى لا تثبت عند التحقيق، رفعها سياسياً بعض منسوبي التراث خاصة خارج الكويت، ألا وهي مسألة إقصاء عبد الرحمن عبد الخالق وإبعاده من التراث .
والذي يظهر لي أن هذه الدعوى قد زال الحماس لها بعد موت الأئمة الذين يحسب لهم ألف حساب ، و قد بدت تباشير الاعتداد بعبد الخالق والمدافعة عنه يعلن بها هنا وهناك،وقد حدثني من أثق به أنه ذهب إلى عبد الخالق نفسه فقال له : أنت أخرجت من الجمعيةفضحك، و قد رأيته بعيني في داخل الجمعية في مكتبته وقد حدثني أيضاً من أثق بهأنهم سألوا رئيس الجمعية عن استضافة عبد الخالق فقال : إن الأمر يرجع إلى المنطقة.
وهب أن بدن عبد الخالق قد أخرج من هذه الجمعية ، فماذا عن اعتقاده ومذاهبه وأقواله التي امتزجت بقلوب الأجيال وتربى عليها منسوبي الجمعية ؟
فكيف بمسؤوليةالملايين من نسخ كتيباته التي بثت في مشارق الأرض ومغاربها على عين ورعاية هذهالجمعية ؟
كيف بالمذهب والمنهج الذي اختطه عبد الخالق و سارت عليه الجمعية حذوالقذة بالقذة ؟
هل كل ذلك يسقط بدعوى لا يشفع معها ولا حتى قرطاس واحد فيه الإعلان بالبراءة من مذهب عبد الخالق – ومن على شاكلته – ؟ ” انتهى .
ثم هل وجود عبد الرحمن عبدالخالق هو المشكلة الوحيدة أم أن هناك مخالفات كباراً، مثل الفكر التكفيري والحزبية والأمارة والبيعة والبرلمانات وغيرها من الضلالات التي أصلها عبدالرحمن عبدالخالق في فكرهم وخطة سيرهم في الدعوة.
5- ثم هذه الانتقادات يا حلبي وحدها تكفي للطعن في جمعية إحياء التراث، ولرد مسالكها الغوية وعدم الدفاع عنها . فكيف تنتقد من حذر منها وبَيَّن حالها؛ نصحاً للمسلمين . وكيف تكون في صف المدافعين عنها وهي على هذا المنهج المنحرف باعترافك من أكثر من عشرين سنة . يا هذا اتق الله في نفسك وفي السلفية وفي السلفيين.
وقول الحلبي في التعليق (سمعت عدداً من فضلائهم)
أعجب جداً من أدبه وليونته مع المخالفين باعترافه، وسوء أدبه وبذاءة لسانه مع السلفيين الذي يدعي موافقتهم في المنهج!!
وقول الحلبي في التعليق ( فقد سمعت عدداً من فضلائهم ينكر عليه مخالفاته ويشدد عليه في انحرافاته)
هذا الإنكار منهم يلزم القائمين على جمعية إحياء التراث الإسلامي أن يحذروا منه ومن كتبه ومنهجه وأن يبدعوه ويضللوه وإلا ألحقوا به كما هو منهج السلف الصالح، كما في ( الحلقة السابعة ) فالمنهج التكفيري منهج خطير؛ فأين “صيحة نذير” وأين “التحذير من فتنة التكفير” أم أنك صرت لمصالحك لا في العير ولا في النفير .
ولكن معلوم أن هذا منهم جرياً على قاعدتهم المخالفة لمنهج السلف في التعامل مع أهل البدع (( نصحح ولا نجرح )) والتي يطبقها الحلبي والتراثيون .
وقول الحلبي ( وقد فهمت منهم سددهم الله أن لهم اجتهاداً خاصاً في عدم البراءة منه علناً لأسباب خاصة بهم متعلقة ببلدهم )
سبحان الله هل القائمون على هذه الجمعية تبرؤوا من عبد الرحمن عبد الخالق فعلياً وفي الخفاء !
وكيف جعلوه على رأس الإفتاء !
ما هذا التلبيس وما هذا التدليس !
وهل اجتهادهم الخاص يعذرون فيه لمخالفة منهج السلف الصالح ؟
وهل هم أهل للاجتهاد ؟
ألست القائل أيها الحلبي في جلسة كما في (69-تنبيه الفطين) عن موقفهم من عبدالرحمن عبدالخالق : ” هم يقرون بهذا لكن كأنهم يستصعبون إظهار هذه المفارقة … وهذا الاستصعاب خطأ، أنا أقول يجب أن يفاصلوا لكن قد يعرفون أكثر مما نعرف ” انتهى .
أقول : سبحان الله ما هذا التناقض والتلاعب بالقضية ! موقفهم خطأ ويجب أن يفاصلوا هذا الرجل ثم لهم عذر ما هو العذر الاستصعاب وأنت تراه خطأ ثم تعود وتعتذر عن ما تراه خطأ …
ولو فتح هذا الباب والتأويلات الفاسدة لرد الحق وضاع وانتشر الباطل وذاع !
ثانياً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص41) (وَهَذِهِ فُرْصَةٌ أُكَرِّرُ فِيهَا نُصْحِي لِهَؤُلاءِ الإِخْوَةِ -رُغْمَ مُخَالَفَتِي لَهُم- بِلُزُومِ التَّبَرُّؤِ مِنْ هَذا الرَّأْس؛ لِمَا يَنْتُجُ مِنْ عَدَمِ التَّبَرُّؤِ -مِنْهُ- مِنْ شَدِيدِ البلاء والبَأْس!!
فضلاً عن المُلاحظات الأخرى التي فَتَحَتْ عليهم أبوابَ شرٍّ كثيرة -عافانا اللهُ وإيَّاهُم مِنها-؛ هم -لِدَعْوَتِهِم- في غِنىً عنها.
… لعلهم يستجيبون ويتجاوبون! وليس ذلك ببعيد عنهم جزاهم الله خيراً فقد رأينا منهم بعض التجاوب عياناً زادهم الله توفيقاً .
وَلِلشَّيْخ مُقْبِل بِن هَادِي -رحمهُ اللهُ- فِي «قَمْعِ المُعَانِد» (ص149-153) رِسَالَةُ مُناصَحَة لهذه (الجَمْعِيَّة)-نَفْسِهَا- تَضَمَّنَت نَقْدَ (عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الخَالِق)!).
أقول مستعيناً بالله تعالى:
1- الحلبي يترفق كثيراً مع من يخالفهم بخلاف من يوافقهم فيما يزعم من السلفيين، فله معهم أسلوب شديد، غير سديد.
2- هل مخالفات جمعية التراث يسيرة أم شديدة ومستنكرة ؟ ظاهر كلام الحلبي أنها يسيرة لأنها ليست هي شر، ولكنها فتحت أبواب شر . وهذا خلاف الواقع كما سبق بيانه من كلام أهل العلم في هذه الجمعية .
3- ويلزم أتباع جمعية إحياء التراث التبرؤ من عبدالرحمن عبد الخالق قولاً وفعلاً، أما أن يتبرؤوا قولاً ويتعاملون معه فهذا لا ينفع بل هذا تلاعب ومراعاة للخلق لا للحق.
4- وما أظنك يا حلبي صادقاً في دعوة جمعية إحياء التراث إلى التبرؤ من عبدالرحمن عبدالخالق؛ لأنك تتولى من هو شر من عبدالرحمن، وتدافع عنهم !
5- هذا التجاوب الذي رأيته لا يخرجهم عن تضليل العلماء لهم وتبديعهم لهم، لأنه من باب ذر الرماد على العيون، فمنهجهم هو : هو ، ومحاربتهم للسلفيين هي: هي! فأي تجاوب تزعم أيها الحلبي .
6- ثم قولك (رأينا منهم بعض التجاوب)
هل كان السلف يتعاملون مع المخالفين للحق ببعض تجاوبهم أم كانوا يطالبونهم بالرجوع عن باطلهم كلياً ؟!
ثم أين هو هذا التجاوب المزعوم ولو في نصف ورقة ؟!!
7- ثم هؤلاء يرون أن ما هم عليه هو حق وأن غيرهم على الباطل ! فأي تجاوب تريد منهم يا حلبي ! كفاك تلاعباً بعقول الناس ومشاركة لمن يحاول الضحك على أهل الحق بمثل هذه التلبيسات !!!
8- ومن تلبيسك يا حلبي أنك نقلت أن الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى نصح هذه الجمعية في تعاملها مع عبد الرحمن عبد الخالق ! وكأنه هو فقط نقطة الخلاف بين السلفيين والجمعية ! بينما الحقيقة أن عبد الرحمن عبدالخالق هو أحد نقاط الخلاف الكبيرة ولكن هناك نقاط أخرى منتقدة على الجمعية تدل على وقوعهم في الباطل .
9- ثم الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى يبدعهم ويضلل ويحرم التعامل معهم ويحذر منهم . وقد سبق نقل شيءٍ من كلامه في الحلقة الثانية عشرة .
ثالثاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص41-42) ( وَمَعَ هَذِهِ الانْتِقَادَات -جَمِيعاً- إِلاَّ أَنِّي لاَ أَرَى مُعادَاتَها، وَلاَ وَمُخاصَمَتَهَا..وَلاَ أُقِرُّ -البَتَّةَ- ادِّعَاءَ أَنَّها (قُطْبِيَّة)، أَوْ (تَكْفِيرِيَّة)! -بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهم – على عَكْس ذَلِك-.
وَلاَ أَظْلِمُ مَنْ أُخَالِفُ -مَا اسْتَطَعْتُ إِلى ذَلِكَ سَبِيلاً-؛ مُتَبَرِّئاً إِلى الله مِنَ الخُنُوعِ لِمَا أَهْوَاه {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} .
وَحَالِي مَعَهُم -وَمَعَ مَشَايِخِهِم- مَعَ الفَارِق!- كَمَا قَالَ أَحْمَدُ فِي إِسْحَاقَ بن رَاهويه: «لَمْ يَعْبُر الجِسْرَ -مِنْ خُرَاسَان- مِثْلُ إِسْحَاقَ بنِ رَاهويه – وَإِنْ كَانَ يُخالِفُنا فِي أَشْيَاءَ -؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَل يُخالِفُ بَعْضُهُم بَعْضاً» كما في سير أعلام النبلاء (11/371) .
ومثله معهم ومع مشايخهم أيضاً مع الفارق ما قاله الإمام يونس الصدفي رحمه الله :” ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال :” يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة” كما في سير أعلام النبلاء (10/16).
وقال عقبها :” هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون”.
وعلق الحلبي في الحاشية بقوله (بل قد يكون الأمر أحياناً أعظم من ذلك فقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (9/229) إلى بعض المسائل العلمية العقدية والمسائل العملية ثم قال : ” وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد على أحد بكفر ولا بفسق ولا معصية…”
وقال أيضاً في (19/123) منه : وتنازعوا أي الصحابة في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحي وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة … ” انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي مع اعترافه بوقوع الجمعية في مخالفة الحق في مسائل كبار إلا أنه لا يرى معاداتها ومخاصمتها !!! بينما الحلبي يشن هجوماً شرساً قذراً على بعض المشايخ السلفيين الذين كشفوا عواره ومخالفته للحق، ويطعن في هؤلاء المشايخ في مجالسه الخاصة ليس بين شباب بلده بل حتى في أمريكا وأوربا وغيرها .
2- لكن فات الحلبي أمر مهم أن هذه القضايا لا دخل فيها للرأي والاجتهاد، فمن خالف منهج السلف الصالح فحكمه عند السلف الهجر والتبديع بعد النصيحة والبيان .
3- ولم يكتفِ الحلبي بعدم المعاداة والمخاصمة حتى نفى رميها بالقطبية والتكفيرية، بل أثبت لها خلاف ذلك بقوله ( بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهم – على عَكْس ذَلِك-.)
وفي النسخة المتداولة القديمة (بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهُم -بِالجُمْلَةِ- عَكْس ذَلِك.).
فلا أدري لماذا حذف الحلبي كلمة (بالجملة) التي تفيد أنهم وقعوا في شيء من منهج التكفير والقطبية !!!
ولا شك أن هذا القول منه إن كان مع علمه بحال جمعية إحياء التراث، يدل على خطورة حال الحلبي؛ لأنه يوافقهم فيما هم عليه من ضلال ويراه حقاً .
وإن كان مع جهله بحقيقة أمرهم فما كان ينبغي له التكلم في مسألة لم يحط بها علماً، وقد أحسن من انتهى إلى ما قد علم، وقد أساء من تكلم فيما لا يعلم وظلم.
4- وهذا الكلام من الحلبي فيه سوء أدب، وعدم لزوم منهج السلف الصالح ولا القواعد العلمية من عدة جهات :
الأولى : أنه بهذا الموقف – وبعد معرفته بحالهم ومنهجهم الفاسد واطلاعه عليه من أكثر من عشرين سنة – وعلمه باستمرارهم في ما هم عليه ! بل يزدادون بُعداً عن منهج السلف وتفريقاً بين السلفيين في العالم مع كل هذا هو يخالف من ينتقدها بحق ونصح من أهل العلم وخاصة من بلديهم الذين سبروا حالهم فجاء الحلبي ليضرب بقولهم عرض الحائط، ولم يعتبره أصلاً !
خالف جماعات من أهل العلم وجملة منهم من بلديهم أو من سار معهم فترة من الزمان خابراً لحالهم، فجاء الحلبي بكل صلافة فضرب بقولهم عرض الحائط، ولم يعتبره أصلاً .
الثانية : جعل الحلبي أهل العلم الذين خالفوا وردوا على جمعية إحياء التراث ظالمين لهم وأنهم فعلوا ذلك لهوى نفسهم .بقوله ( وَلاَ أَظْلِمُ مَنْ أُخَالِفُ -مَا اسْتَطَعْتُ إِلى ذَلِكَ سَبِيلاً-؛ مُتَبَرِّئاً إِلى الله مِنَ الخُنُوعِ لِمَا أَهْوَاه ).
وما أبعد الحلبي عما ادعاه .
الثالثة : أن الحلبي تقدم بين يدي العلماء الكبار ومنهم العلامة الألباني – رحمه الله تعالى – فلم يحترم كلمتهم وتوجيهاتهم ونصائحهم.
الرابعة : قول الحلبي (لا أرى) أقول : رأي الجماعة – الذين خبروا حال إحياء التراث – أحب إلينا من رأي الواحد الثقة. فكيف إذا كان مثلك ممن هو معروفة حاله ومواقفه التي ليس فيها نصرة للحق، بل خذلانه ونصرة أهل الباطل !!!
الخامسة : كيف تقول إنك على يقين وعندهم البيعة والحزبية والأمارة وأنت تضلل من وقع في هذه الأمور فأي ثقة في يقينك أيها الحلبي.
5- والحلبي لبس باستدلاله بكلام الإمام أحمد والإمام يونس الصدفي، فكلامهما في الاختلاف في المسائل الاجتهادية الفرعية التي لا نص فيها، وليس كلامهما في الاختلاف في الأصول والمنهج ولا في اختلاف الحق مع الباطل.
6- وقد أشار الذهبي بقوله (فما زال النظراء يختلفون) إلى أن الاختلاف سببه : الاجتهاد في المسألة لعدم الوقوف على الدليل أو لسبب آخر – كما ذكره ابن تيمية في رفع الملام – مع طلبهم للحق بلا هوى .
7- ويؤكده أن الإمام الشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه ويونس الصدفي كلهم أئمة في السنة والعلم .
8- ومما يبطل كلامك يا حلبي موقف هؤلاء الأئمة ممن خالفوا الحق، فقد سأل أَبُو دَاوُد الإمامَ أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ : أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ ؟
فقَالَ : لَا أَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْ تَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ”.أخرجه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/160).
وقال الحميدي ذكر الشافعي حديثاً. فقال له رجل: تأخذ به يا أبا عبد الله ؟
فقال : أفي الكنيسة أنا أو ترى على وسطي زناراً نعم أقول به وكلما بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت به ” .
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء وغيره .
وقال البيهقي في مناقب الشافعي (1/469) : كان الشافعي رضي الله عنه شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرتهم ” انتهى .
فأين ما تدعيه أيها الحلبي من التسوية بين أهل الحق والباطل .
ثم يقال للحلبي : أرأيت لو خالف أحدٌ (أحمد أو إسحاق أو يونس أو الشافعي) الحق معانداً أتكون مواقفهم منه مثل مواقفك أيها الحلبي وأمثالك من التمييع والمداهنات والدفاع عنه بالباطل؟
إن قلت : نعم ! فقد طعنت فيهم .
وإن قلت : لا ؛ فقد رددت على نفسك .
9- ولبس الحلبي إذ أوهم أن موقف السلف مع من خالف الحق، المصافاة والليونة والتمييع بينما كان موقف السلف مع من خالف الحق شديداً، وقد سبق تقريره كما في (الحلقة السابعة) .
10- وأساء الحلبي الأدب في مقارنته بين حاله وحال أولئك الأئمة : ففرق بينهم وبين جمعية إحياء التراث والحلبي فأولئك من أئمة السنة وأعلام الهدى أما الحلبي فمخالف للسنة ومنهج السلف الصالح وجمعية إحياء التراث فهي على ضلال بل ومحاربة لمنهج السلف .
11- ثم ما هذا الرفق واللين مع المخالفين للحق! والشدة والعنف على أهل الحق .
12- وأما قول الحلبي (بل قد يكون الأمر أحياناً أعظم من ذلك فقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (9/229) إلى بعض المسائل العلمية العقدية والمسائل العملية ثم قال : ” وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد على أحد بكفر ولا بفسق ولا معصية …”
وقال أيضاً في (19/123) منه : وتنازعوا – أي الصحابة – في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحى وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة … ” انتهى
أقول : هذا من تلبيس الحلبي وتدليسه عامله الله بما يستحق .
فكلام شيخ الإسلام ابن تيمية الأول في اختلاف السلف في المسائل العملية والعلمية مع طلبهم للحق، وحرصهم عليه لا لهوى ، ولا لبدعة وضلالة، لكن من خالف الحق ممن بعد الصحابة وقامت عليه الحجة فإنه يوصف بما يستحقه، من غير تمييع ولا تضييع.
ويدل عليه قوله قبل هذا الكلام في نفس الصحيفة التي نقل منها ما يريد :هذا مع أني دائماً ومن جالسني يعلم ذلك منى أنى من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية”
ولكن الحلبي من تدليسه لم ينقل كلام شيخ الإسلام الذي يبطل عليه استدلاله، وقد أحال على الجزء التاسع عشر بينما كلام شيخ الإسلام في الجزء الثالث من الفتاوى من نفس الصحيفة !!!
ثم هذه جزئيات فليس الخلاف بينهم في عذاب القبر، وليس الخلاف بينهم في رؤية الله في الدار الآخرة .
أرأيت أيها الحلبي لو كان الخلاف بينهم على هذا الوجه الأصولي أيتساهل فيه الصحابة أو شيخ الإسلام أو أحد من أئمة السنة .
ثم أليس لشيخ الإسلام ابن تيمية عشرات المجلدات في الرد على أهل الأهواء!
أليست حياته كلها جهاداً لأهل البدع ويرى أنه لا يسعه السكوت عنها وعنهم!
أتريد أن يترك أهل السنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ليكونوا كمن قال الله فيهم{ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } .
فيا لها من محنة ! ويا له من بلاء من أناس يزعمون أنهم سلفيون وهذا حالهم !
وأما كلام شيخ الإسلام الثاني فهو في مقام الكلام عن المسائل الاجتهادية التي تنازع فيها الصحابة رضوان الله عليهم واتفقوا على عدم تضليل المخالف، حيث قال رحمه الله تعالى (19/122-124) : ” وأما ما يشبه ذلك – أي تنوع شرائع الأنبياء – من وجه دون وجه فهو ما تنازعوا فيه مما اقروا عليه وساغ لهم العمل به من اجتهاد العلماء والمشايخ والأمراء والملوك كاجتهاد الصحابة في قطع اللينة وتركها واجتهادهم في صلا ة العصر لما بعثهم النبي إلى بني قريظة وأمرهم أن لا يصلوا العصر إلا في بني قريظة فصلى قوم في الطريق في الوقت وقالوا إنما أراد التعجل لا تفويت الصلاة وأخرها قوم إلى أن وصلوا وصلوها بعد الوقت تمسكا بظاهر لفظ العموم فلم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدة من الطائفتين وقال : ” إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر ” .
وقد اتفق الصحابة في مسائل تنازعوا فيها على إقرار كل فريق للفريق الآخر على العمل باجتهادهم كمسائل في العبادات والمناكح والمواريث والعطاء …. وهم الأئمة الذين ثبت بالنصوص أنهم لا يجتمعون على باطل ولا ضلالة ودل الكتاب والسنة على وجوب متابعتهم
وتنازعوا في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحي وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة
وهذه المسائل منها ما أحد القولين خطأ قطعاً ومنها ما المصيب في نفس الأمر واحد عند الجمهور إتباع السلف والآخر مؤدٍ لما وجب عليه بحسب قوة إدراكه … فهذا النوع يشبه النوع الأول من وجه دون وجه أما وجه المخالفة فلأن الأنبياء عليهم السلام معصومون عن الإقرار على الخطأ بخلاف الواحد من العلماء والأمراء فانه ليس معصوما من ذلك ولهذا يسوغ بل يجب أن نبين الحق الذي يجب إتباعه وإن كان فيه بيان خطأ من أخطأ من العلماء والأمراء وأما الأنبياء فلا يبين أحدهما ما يظهر به خطأ الآخر وأما المشابهة فلأن كلا مأمور بإتباع ما بان له من الحق بالدليل الشرعي كأمر النبي بإتباع ما أوحي إليه .
وليس لأحدهما أن يوجب على الآخر طاعته كما ليس ذلك لأحد النبيين مع الآخر وقد يظهر له من الدليل ما كان خافياً عليه فيكون انتقاله بالاجتهاد عن الاجتهاد ويشبه النسخ في حق النبي لكن هذا رفع للاعتقاد وذاك رفع للحكم حقيقة..” انتهى
فظهر بهذا الكلام الفارق السحيق العميق فالصحابة لم يخالفوا الحق متعمدين، بل هم مأجورون وإن أخطؤوا؛ لاجتهادهم وطلبهم للحق.
وقوله ليس لأحد أن يوجب على الآخر طاعته أي في المسائل الاجتهادية التي اختلفوا فيها وساغ فيها الاختلاف، أما من خالف الحق فإنه يرد عليه ويبين له، فإن رجع وإلا ضلل .
تنبيه : في مجموع الفتاوى (وتعذيب الميت ببكاء أهله) ولكن وقع في كتاب الحلبي (وتعذيب الحي ببكاء أهله) وهو خطأ ظاهر .
ثالثاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص43) : وَقَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِين -كَمَا فِي «جَرِيدَة المُسْلِمُون» (4730)- : «وَالوَاجِبُ عَلَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يُقَوِّمَ شَخْصاً -تَقْوِيماً كَامِلاً -إِذَا دَعَتِ الحَاجَةُ- أَنْ يَذْكُرَ مَسَاوِئَه، وَمَحاسِنَه». انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي أورد هذا الكلام ليدافع عن جمعية إحياء التراث الإخوانية القطبية، وليسوغ لنفسه ذكر ما عند هذه الجمعية من حسنات .
2- وليت الحلبي استعمل هذا المنهج مع بعض المشايخ السلفيين والشباب السلفي الذي شن عليهم حملة شعواء بلا هوادة ولكنها باءت بالخسران بحول الله وقوته.
3- وقد سبق في (الحلقة الرابعة) بيان أنه لا يوجد دليل من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح على إيجاب ذكر الحسنات مع السيئات في حال التقويم وحال الترجمة.
رابعاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص43-) : وَلَسْتُ فِي هَذا المَوْقِفِ بِدْعاً مِنَ النَّاسِ -وَأَيُّ نَاس
1- فَهَذا فَضِيلَةُ الشَّيْخ صَالِح الفُوزَان -وَفَّقَهُ الله- يُقَرِّظُ كِتَاب «حُكْم العَمَل الجَمَاعِي» لِلشَّيْخ عَبْد الله السَّبْت، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ مَشَايِخِ هَذِهِ (الجَمْعِيَّة)-.
2- وَهَذَا فَضِيلَةُ أُسْتَاذِنا الشَّيْخ ابْن عُثَيْمِين-رَحِمَهُ الله- يُسْأَلُ- فِي «لِقَاء البَاب المَفْتُوح» (رَقَم: 104/11):
«بِخُصُوصِ الدَّعْوَةِ عِنْدَنا بِالتَّنْظِيم خَاصَّة؛ فَنُوَزِّعُ المَنْطِقَةَ عِنْدَنا -خَاصَّة (جَمْعِيَّة إِحْيَاء التُّرَاث)-، حَيْثُ تَتَوَزَّعُ عَلَى عِدَّةِ قِطَع، وَكُلُّ قِطْعَةٍ لَها مَسْؤُول، وَهَذا المَسْؤُولُ يَرْجِعُ إِلَى مَسْؤُولٍ أَعْلَى مِنْه، كَتَنْظِيمٍ دَعَوِيٍّ -مِنْ نَاحِيَةِ دُرُوسٍ وَغَيْرِه-، فَالسُّؤَالُ هُنا:
هَلْ هَذا المَسْؤُولُ طَاعَتُهُ وَاجِبَة؟
فَأَجَابَ فَضِيلَتُهُ -رَحْمَةُ الله عَلَيْه-:
«إِذَا كَانَ هَذا التَّنْظِيمُ مِنْ قِبَل وَلِيِّ الأَمْر: فَإِنَّهُ يَجِبُ التَّمَشِّي بِما يَقُول؛ لِأَنَّهُ نَائِب عَنْ وَلِيِّ الأَمْر الَّذِي تَجِبُ طَاعَتُهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ الله.
وَأَمَّا إِذَا كَانَ تَنْظِيماً دَاخِلِيًّا؛ لاَ عَلاَقَةَ لِلحُكُومَةِ فِيه؛ فَهَؤُلاءِ إِنْ رَضُوا أَنْ يَكُونَ هَذَا أَمِيرَهُم: فَطَاعَتُهُ وَاجِبَةٌ؛ وَإِنْ لَمْ يَرْضُوا: فَلاَ يَجِبُ طَاعَتُه ». انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- من العجيب الغريب في حال الحلبي أنه يستدل بأمر لا يقول به بل يراه خطئاً بل بدعة، فالعمل الجماعي والأمارة والبيعة عند الحلبي من الأمور المبتدعة.
فلا أدري كيف استساغ لنفسه الاستدلال بأمر يراه خطأ، أليس هذا من التقليد الذي يحاربه الحلبي فيما يزعم ؟!
أم أنه من الكيل بمكيالين والوزن بميزانين ؟!
2- وقد نقض الحلبي غزله بنفسه حيث قال في كتابه (ص45) : ” أَمَّا الأُولَى: فَقَدْ طَلَبَ مِنِّي الشَّيْخُ عَبْدُ الله السَّبْت -نَفْسُهُ- تَقْرِيظَ كِتَابِهِ هَذا -قَبْلَ طَلَبِهِ مِنَ الشيخ الفُوزَان-، وَرَفَضْتُ -وَذَلِكَ فِي (دُبَيّ)-.
فَمَوْقِفِي مِنَ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ التَّنْظِيمِيّ المبني على الولاء والبراء ! مَعْرُوف.
وَقَدْ كَتَبْتُ رِسَالَة «البَيْعَةِ بَيْنَ السُّنَّة وَالبِدْعَة- عِنْدَ الجَمَاعَاتِ الإِسْلاَمِيَّة-» قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ قَرْن! ومثلها بعدها بيسير كتابي : ” الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي والتعاون الشرعي” .
أَمَّا الثَّانِيَّة: فَكَلاَمُ الشَّيْخ ابْنُ عُثَيْمِين -فِي فَتْوَاه- لاَ يَخْرُجُ-تَفْصِيلاً- عَمَّا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ السَّبْتُ فِي رِسَالَتِه -تَأْصِيلاً-، وَقَرَّظَهَا لَهُ الشَّيْخ الفُوزَان!
وَمَا قُلْتُهُ هُناك أَقُولُهُ هُنا! “
فَمَوْقِفِي مِنَ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ التَّنْظِيمِيّ الحِزْبِيّ مَعْرُوف.
وإني على يقين بأنه : لا واجب إلا ما وجب بالنص الشرعي، والدليل المرعي ..
ولم يدخل الحزبيون على أشياعهم بالتعصب إلا من باب الرضا بالإمارة ووجوب طاعة أربابها!!
نعم قد يكون تجويز الشيخين الفاضلين لهذا الأمر من باب الترتيب، والتنسيق، والنظام الإداري .. لا من باب الإمارة الحزبية أو البيعة غير الشرعية، والإلزام بما لا يلزم !! فتنبه ” انتهى
1- أقول هذا الكلام بطوله هو رد الحلبي على الحلبي .
2- وكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى والشيخ الفوزان من باب الترتيب والتنسيق لا من باب الإمارة الحزبية والبيعة غير الشرعية جزماً عند أهل العلم ! بخلاف ما أوهمه قولك أيها الحلبي (قد يكون تجويز الشيخين ….) فلا تستعمل القد قدة! التي يستعملها أهل السياسة والحيل للمرواغة. كما يقوله العلامة الألباني رحمه الله تعالى. وكلام الشيخ العلامة ابن عثيمين والشيخ العلامة الفوزان في هذه القضية مشهور معلوم عند صغار السلفيين.
3- ثم لماذا التلبيس أيها الحلبي بمثل هذا الكلام، فهل يفيد تقديم الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى لكتاب عبد الله السبت أنه يقر حال الجمعية أو أنه يشجعها على بث الفتن بين السلفيين وتمزيق شملهم .
4- وهل تدل فتوى الشيخ ابن عثيمين على أنه اطلع على ما عندهم من انحراف ومخالفة للحق وأيدهم .
5- أنت بهذا تصور هاذين العالمين السلفيين بأنهما يؤيدان أهل الفتنة والبدع والضلال، مع أن كلامهما لا ينطبق على واقع جمعية إحياء التراث الإسلامي الإخواني القطبي، والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان يريان أن جماعة الإخوان من الاثنتين والسبعين فرقة .
6- والعجيب أن تذكر أنك ألفت كتابين في الرد على من يرى البيعة والتنظيم الحزبي الدعوي وترى أنه من البدع والضلال، ثم تزكي وتدافع عمن وقع فيهما ! فلماذا خالف فعلك كتابتك ! نعم صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول : ” إذا لم تستح فاصنع ما شئت “. أم أنه من التغير والتبدل الذي حصل لك ! نعم صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث كان يدعو : ” يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي على دِينِكَ “.
خامساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص44) : “
3- وَهَؤُلاءِ أَئِمَّةُ الحَرَمِ المَكِّي -وَفَّقَهُم الله- يَزُورُونَ (الجَمْعِيَّة) -مِثْل الشَّيْخ مُحَمَّد السُّبَيِّل، وَالشَّيْخ صَالِح بِن حُمَيد، وَالشَّيْخ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدَيْس- وَيُثْنُونَ عَلَيْهَا.
مِنْ ذَلِك: كَلاَمُ الشَّيْخ السُّدَيْس -وَفَّقَهُ الله- فِي (الجَمْعِيَّة)،وَأَنَّهَا: «عَلَم مِنْ أَعْلاَمِ المَنْهَج السَّلَفِيِّ المُتَمَيِّز، وَالعَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة..» -كَمَا هُوَ مقطوعٌ عَنْهُ-.
4- وَأَمَّا تَزْكِياتُ الشَّيْخ ابْن بَاز، وَالشَّيْخ العُبَيْكَان والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ صالح آل الشيخ لِلْجَمْعِيَّة؛ فَمَشْهُورَة لا تدفع.) “
وعلق الحلبي فوق اسم الشيخ محمد السبيل في الحاشية رقم (1) بقوله:
انْظُر ثَناءَ فَضِيلَةِ الشَّيْخ ربيع بن هادي -وَفَّقَهُ الله- عَلَيْهِ فِي مُقَدِّمَتِهِ لِكِتابِهِ «النَّصْر العَزِيز…» (ص11) ، وكذا كتابه المجموع الواضح (ص463) .
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (2) بقوله : ” وَلاَ شَكَّ أَنَّهُمْ مُزَكَّوْنَ مِنْ قِبَلِ أَوْلِيَاءِ الأُمُور -أُمَرَاءَ وَعُلَمَاءَ-، إذ َلاَ يُمْكِنُ في الغالب أَنْ يَتَبَوَّأوا مِثْلَ هَذا المَنْصِبِ الفَخْم دُونَ أَهْلِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَنْهَجِيَّةٍ عَقَائِدِيَّةٍ مأمونةٍ..
فَالطَّعْنُ بِهِم -وَالحَالَةُ هَذِهِ- طَعْنٌ بِمَنْ زَكَّاهُم، وَبَوَّأَهُم..
نعم يخطئ الجميع؛ لكن البحث في البدع والتبديع”.
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- لا أدري ما الذي أوقع الحلبي في مثل هذا الاستدلال الذي لا يستدل بمثله إلا من أفلست حجته ! فالحجة في الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
2- والعجيب أن الحلبي نفسه رد على الصابوني في صلاة التراويح حين استدل الصابوني بمشروعية صلاة عشرين ركعة لا بزيارة أئمة الحرم ولكن بصلاة أئمة الحرم! وليس في العصر السعودي بل عبر العصور حيث قال الحلبي في الكشف الصريح (61) وما بين القوسين مني لإلزام الحلبي بقوله : نحن أهل السنة والحديث من المسلمين قدوتنا كتاب الله سبحانه، وصحيح سنة رسوله صلى الله عليه وسلم!!
والحرمان فأئمتهما غير معصومين، فهم معرضون للخطأ والصواب .
ثم ما الذي أعلم (الحلبي أن أئمة الحرم المكي الذين زاروا إحياء التراث الإسلامي كانوا يعلمون بحال جمعية إحياء التراث الإخواني ).
هل لديه (علم عن كل إمام) أم اطلع الغيب أم هو التهويش والتشويش.
ثم لو أن (أئمة الحرم المكي) جدلاً أقروا (حال الجمعية) فهل مجرد إقرارهم (حال الجمعية) يكون مسوغاً للأخذ بهذا القول دون دليل ؟!
الجواب على هذا عند أهل التحقيق : لا .
أما عند أهل التقليد الذين ارتضوا بالتقليد حكماً على دينهم ومنهجاً لهم فهو نعم !! وهذا عين الغلط والسقم ” انتهى .
فهذا من درر ردَّ الحلبي على الحلبي .
3- ومن زكى الجمعية من العلماء السلفيين فتزكيتهم صدرت على حسب ما جاءهم من الوصف لهذه الجمعية ولم يطلعوا على ما فيها من خبايا أو أنهم زكوها قبل أن تعرف حقيقتها أو ينقلب حالهم . ولذلك جزم الشيخ مقبل الوادعي أن العلامة الإمام ابن باز لو وقف على ما عند جمعية إحياء التراث من فتن وضلالات لتركهم حيث قال رحمه الله تعالى :وأنا متأكد أن الشيخ إذا اتضح لهأمرهم سيتبرأ منهم ” انتهى .
وقال الشيخ مقبل رحمه الله أيضاً : ” إنه لا يكفي انتقاد الشيخ عبدالعزيز بن باز في قضايا يسيرة ، بل الرجل أضلّ أمماً وفرّق كلمة أهل السنة، وغرّ الناس بديناره لا بأفكاره. فجمعية إحياء التراث بالكويت هي التي تجمع الأموال ثم ترسل عبدالرحمن عبدالخالق ليضل الناس ويشتت شملهم، فالدعوة غنية عن عبدالرحمن وعن أفكاره، فعليه بالجلوس في بيته! وإن كان غيوراً على الإسلام فليذهب إلى مصر ، فإنها محتاجة إلى دعاة، ولعله سيتفق مع الأزهريين في آرائهم، أفكار الضياع والميوعة”. انتهى
وقال أيضاً رحمه الله تعالى كما في تحفة المجيب (198) عن جمعية إحياء التراث :”هم يتلونون فقد ردَّ عليهم الشيخ عبد العزيز بن باز، ثم يأتي عبد الرحمن عبد الخالق، وأنا متأكد أنه ما أجاب بما أجاب به ولا تراجع عما تراجع عنه إلا أنه يخشى من الحكومة الكويتية؛ فإنها تثق بالشيخ ابن باز وتحبه، فلو قال لهم : رحلوه، هذا لا خير فيه، لرُحل .
من أجل هذا تراجع، ونحن نقول لعبدالرحمن عبدالخالق : هل تراجعت عن قولك أنه لا بأس بالتحالف مع العلمانيين … وقد عمَّ الفساد وطم في الكويت، وعبد الرحمن عبد الخالق مشغول بمطاردة السلفيين وبتفرقة كلمتهم.
وأنا أعتبر هذه أكبر جريمة له، فقد فرق كلمة أهل السنة باليمن ….. جمعية إحياء التراث فرقت أهل السنة في السعودية، وفي السودان …وفرق أهل السنة بمصر وفرق أهل السنة بإندونيسيا فلا بارك الله في عبدالرحمن عبد الخالق ” .
والعجيب أن الحلبي قال فيما سماه بـ “منهج السلف الصالح” (ص107) : وَفِي «تَهْذِيب التَّهْذِيب» (9/131) عَن أَبِي عَلِيٍّ النِّيسَابُورِيّ، قَال: «قُلْتُ لابْنِ خُزَيْمَة: لَوْ حَدَّثَ الأُسْتَاذُ عَنْ مُحَمَّد بن حُمَيد؛ فَإِنَّ أَحْمَد قَدْ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْه؟!
فَقَال: إِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْه؛ وَلَو عَرَفَهُ -كَمَا عَرَفْنَاه-مَا أَثْنَى عَلَيْهِ -أَصْلاً-».
وعلق الحلبي على قوله ( لو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه ) بقوله (وقد لا يفعل)
أي أن الإمام أحمد لا يقبل الجرح المفسر ولو وقف عليه !! كحال التراثيين وأتباعهم من المميعين والمضيعين لكن ثبت عن الإمام أحمد قبوله للجرح المفسر وتراجعه عن تعديله !
فهذه حجة تدين الحلبي وأمثاله ممن لا يقبل جرح العلماء المفسر، ويرده لهواه لا بحجة وبرهان . وقد سبق في (الحلقة السادسة) الرد على الحلبي في تعقيبه المتهافت .
4- ويدل على ذلك أن العلماء السلفيين الذين زكوا الجمعية يرون أن الإخوان المسلمين من فرق الضلال .
5- ثم من زكى الجمعية من العلماء فقولهم معارض بالجرح المفسر الواضح الصريح لهذه الجمعية، فكلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن كلام العلماء يستدل له ولا يستدل به.
6- فهل يصح لك أيها الحلبي أن تجعل دليلك التقليد دون طلب الحجة والدليل!!! فهل الحق معلق بالأشخاص!!!
7- ثم هل مجرد الزيارة لهذه الجمعية تعتبر تزكية! أم أن الجمعية والقائمين عليها يحكم عليهم على حسب أعمالهم وأقوالهم بالميزان السلفي القويم .
ومن رد الحلبي على الحلبي :
ما قاله الحلبي لسماحة المفتي في مقال ( مَعَ كلمة فضيلة الشيخ المُفتي في (سيّد قُطب) تأْييد ؛ لا تقليد! ) : ” وَالظَّنُّ الحَسَنُ بِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ المُفْتِي -نَفَعَ اللَّهُ بِه- لَوْ أُوقِفَ عَلَى هَذِهِ الحَقائِقِ-أَو بَعْضِهَا- أَنْ لا يُخَالَفَ فَتَاوَى مَشايِخِ العَصْرِ وَعُلَمائِهِ -مِمَّنْ هُم فِي طَبَقَةِ شُيُوخِه-؛ وَأَوَّلُهُم وَأَوْلاهُم سَلَفُهُ فِي مَنْصِبِ الإِفْتاءِ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الشَّيْخ عَبْد العَزِيز بِن باز -رَحِمَهُ اللَّهُ-تَعالَى- وَهوَ مَن هو – …
فعندما نُقل لسماحتِه -رحمه الله – كلامُ ( سيّد قطب) في نبيِّ الله موسى -عليه السلام -، وَقَوْلُهُ فِيهِ؛ أنّه: «نموذجٌ للزعيمِ المُنْدَفعِ العصبيِّ المزاجِ» !! قال سماحتُهُ : «الاستهزاء بالأنبياء ردَّةٌ مستقلةٌ» …
فَالظَّنُّ الحَسَنُ بِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ المُفْتِي -زَادَهُ اللَّهُ تَوْفِيقاً- أَنَّهُ لَوْ عُرِّفَ القَائِلَ (الحَقِيقِيَّ) لِهَاتيك البَلايَا -وَأنّه (سَيِّد قُطب)- لَثَبَتَ عَلَى أَحْكَامِهِ، وَلاَ غَيَّرَ فِيهَا، وَلاَ تَغَيَّرَ بِسَبَبِهَا؛ نُصْرَةً لِلْحَقِّ -نَصَرَهُ اللهُ بالحقِّ ، ونَصَر الحقَّ به- .
وَاللَّهُ العَاصِمُ…
وَقَدْ عَلَّقَ على فَتْوَى فَضِيلَتِهِ (البَعْضُ!) -قائِلاً -: ( فَلا شَكَّ أَنَّ رَأْيَهُ يَلْقَى قَبُولاً عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ المُسْلِمينَ..)!!
فَنقُول : هَذَا -هَكَذا- صَنِيعُ العَوَامِّ وَالمُقَلِّدَةِ ؛ أَمَّا أَهْلُ العِلْمِ المُحَقِّقُون -وَطُلاَّبُهُ المُتْقِنُون – : فَعِنْدَهُمْ مِيزَانُ الحَقِّ المُسْتَقِيم الَّذي يَقِيسُونَ بِهِ مَقَالاَتِ الخَلْقِ -صِحَّةً وَخَطَأً ، صَوَابَاً وَغَلَطاً!!
فَالكَبيرُ هُوَ الحَقّ بِبَهَائِهِ ، لا الأَسْمَاءُ ولا الأَشْخَاصُ -سِوَى رُسُلِ اللهِ وَأَنبيائِهِ -. ) انتهى
فلا أدري هل يعتبر الحلبي نفسه من العوام والمقلدة أم أنه من طلبة العلم !!!
8- وتعليق الحلبي في الحاشية بنقل ثناء الشيخ ربيع المدخلي على الشيخ محمد السبيل فيه دسيسة من الحلبي للطعن في الشيخ ربيع المدخلي؛ لأنه يريد أن يقول إن الشيخ ربيع المدخلي لم يطعن في الشيخ محمد السبيل لزيارته للجمعية وطعن فيمن له زيارة أو علاقة بالجمعية فهو يكيل بمكيالين ويزن بميزانين !!
وما درى الحلبي المسكين أن هذا هو العدل والإنصاف والمنهج السلفي، فالشيخ محمد السبيل معروف بسلفيته وتضليله لمنهج الإخوان المسلمون مما يدل على أنه لم يطلع على حال جمعية إحياء التراث الإخوانية، وقد يكون وصله الخبر بتزكيتهم فمثله والحال هذه يعذر بخلاف حالك أيها الحلبي الذي تعرف حالهم وخباياهم ولكنك تماحل بالباطل . لكن الله يعلم السرائر والخفايا فاعدد للسؤال جواباً !
فهل تريد من السلفيين أن يكونوا كالحدادية غلاة في التجريح !
أليس هذا ما تنكره فلماذا تريد أن نواقعه !
ما هذا التلبيس والتدليس يا حلبي !
9- وتعليق الحلبي في الحاشية بقوله (وَلاَ شَكَّ أَنَّهُمْ مُزَكَّوْنَ مِنْ قِبَلِ أَوْلِيَاءِ الأُمُور -أُمَرَاءَ وَعُلَمَاءَ-، إذ َلاَ يُمْكِنُ في الغالب أَنْ يَتَبَوَّأوا مِثْلَ هَذا المَنْصِبِ الفَخْم دُونَ أَهْلِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَنْهَجِيَّةٍ عَقَائِدِيَّةٍ مأمونةٍ.. فَالطَّعْنُ بِهِم -وَالحَالَةُ هَذِهِ- طَعْنٌ بِمَنْ زَكَّاهُم، وَبَوَّأَهُم.. نعم يخطئ الجميع؛ لكن البحث في البدع والتبديع”.
هو أيضاً : من نميمته ودسائسه؛ فالحلبي يريد أن يوقع العداوة بين السلفيين وبين ولاة أمرهم، ويظهرهم في مظهر السوء لكن سيرد الحلبي على نفسه فالحق ليس معلقاً بالأشخاص فقد نقل الحلبي في كتابه المسمى بـمنهج السلف الصالح (ص52-53) عن الشيخ محمد بازمول أنه قال (… الأَصْل أَلاَّ يُرَدَّ الكَلاَمُ بِالأَشْخَاص، بَلْ يُقْبَلُ الكَلاَمُ وَيُرَدُّ بِحَسْبِ مُوافَقَتِهِ لِلحَقِّ؛ أَوْ مُخالَفَتِهِ لَهُ؛ فَإِن وَافَقَ الحَقَّ قِبْلِنَاه، وَإِنْ خَالَفَ الحَقَّ رَدَدْنَاه.
أَمَّا أَنْ يُرَدَّ الكَلاَمُ عَلَى قَائِلِهِ لِمُجَرَّدِ أَنَّ قَائِلَهُ لَيْسَ مِنَ العُلَمَاءِ الكِبَار: فَلا؛ لِمُخالَفَتِهِ الأَصْلَ، وَهُو أَنَّ الحَقَّ لاَ يُعْرَفُ بِالرِّجَال).
وَمِنْهَا: أَنَّ كَوْنَ القائِلِ مِنَ العُلَمَاءِ الكِبَار: لاَ يَعْنَي أَنَّ كُلَّ كَلاَمِهِ حَقّ، وَكَذَا كَوْنُهُ مِنَ المَشَايِخِ الَّذِينَ لَمْ يَصِلُوا إِلَى دَرَجَةٍ العُلَمَاءِ الكِبَار: لاَ يَعْنِي أَنَّ كُلَّ كَلاَمِهِ بَاطِل.
وَكَمَا جَاءَ عَنِ الإِمَام مَالِك -رَحِمَهُ الله-: «مَا مِنَّا إِلاَّ رادٌّ وَمَرْدُودٌ عَلَيْهِ إِلاَّ صَاحِبُ هَذا القَبْر».
فَعَادَ الأَمْرُ إِلى النَّظَرِ فِي دَلِيلِ هَذا القَائِل، وَمَدَى مُوافَقَتِهِ لِلحَقِّ أَوْ مُخالَفَتِه”. انتهى
وعلق الحلبي على قول الشيخ محمد بازمول (أَمَّا أَنْ يُرَدَّ الكَلاَمُ عَلَى قَائِلِهِ لِمُجَرَّدِ أَنَّ قَائِلَهُ لَيْسَ مِنَ العُلَمَاءِ الكِبَار: فَلا)
بقوله في الحاشية رقم (1) (أَوْ أَنْ يَقْبَلَهُ لِمُجَرَّدِ أَنَّ قَائِلَهُ مِن العُلَمَاءِ الكِبَار؛ فَلاَ!) انتهى
فهذا الكلام يبطل على الحلبي دسيسته التي حاول أن يوقع السلفيين فيها فالله حسيبه .
10- ثم إن المنصب ليس دليلاً على أن صاحبه من العلماء، أو أن الحق معه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في المجموع ( 27/296) :” المنصب والولاية لا يجعل من ليس عالماً مجتهداً؛ عالماً مجتهداً، ولو كان الكلام في العلم والدين بالولاية والمنصب؛ لكان الخليفة والسلطان أحق بالكلام في العلم والدين، وبأن يستفتيه الناس ويرجعوا إليه فيما أشكل عليهم في العلم والدين”
11- ثم لو كنت صادقاً منصفاً لماذا رددت في عدة مؤلفات على هيئة كبار العلماء وهم صفوة من أهل العلم باختيار ولاة الأمور، وأزبدت وأرجفت ولم تقبل توجيههم ونصائحهم . أم أنه الكيل بمكيالين والوزن بميزانين !
سادساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص46) (صلاتي العلمية بمشايخها كما أشرت قبلاً حسنة أناصحهم، وأتواصى وإياهم بالحق والصبر من غير تبديع ولا تضليل … نعم انتقدهم برفق، وأناصحهم بشفقة. وقد يقع الانتقاد والمناصحة منهم إليَّ فكلنا ذوو خطأ) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي له صلة حسنة مع مشايخ جمعية إحياء التراث وهو يعرف أنهم على منهج إخواني حزبي إلا أنه يكابر ويماحل بالباطل .
2- وهذا من الحلبي نصرة لأهل الباطل، وتكثير لسوادهم وتغرير العوام بهم .
3- الحلبي لا يغار على دين الله فيخالط من خالف الحق مصراً عليه لأكثر من عشرين سنة ويصفها بالعلاقة الحسنة، بينما كان السلف يهجرون من خالف الحق ولو لم يكن عن بدعة . فعن سَالِم بن عبد اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ إذا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا قال فقال بِلَالُ بن عبد اللَّهِ والله لَنَمْنَعُهُنَّ قال فَأَقْبَلَ عليه عبد اللَّهِ [فزبره] فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا ما سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مثله قَطُّ وقال أُخْبِرُكَ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَقُولُ والله لَنَمْنَعُهُنَّ ” . أخرجه مسلم في الصحيح . وعن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ أَنَّ قَرِيبًا لِعَبْدِ اللَّهِ بن مُغَفَّلٍ خَذَفَ قال فَنَهَاهُ وقال إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى عن الْخَذْفِ وقال إِنَّهَا لَا تَصِيدُ صَيْدًا ولا تَنْكَأُ عَدُوًّا وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ قال فَعَادَ فقال أُحَدِّثُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى عنه ثُمَّ تَخْذِفُ لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له.
4- والحلبي صاحب لين ورفق مع المخالفين، وصاحب عنف مع السلفيين فلا أدري ما السبب !!! أهما المكيلان
5- والحلبي يقبل من القائمين على الجمعية المناصحة والانتقاد، بينما لما نصحه بعض المشايخ السلفيين هاج وماج واضطرب، وأخرج السم الزعاف في كتابه المسمى بـمنهج السلف الصالح.
سابعاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص46) (… لَمْ يصدر عني تزكية مطلقة للجَمْعِيَّة -قَطُّ-؛ بَل انْتَقَدْتُها عدة انْتِقَاداتٍ -مِنْ غَيْرٍ تَبْديعٍ وَلا تَضْلِيل-كَمَا قَدَّمْتُ-.
وَلَكِنِّي -لِلحَقِّ- (قد) أُدافِعُ عَنْهَا- كَمَا (قد) أُدافِعُ عَنْ غَيْرِهَا -بِالحَقّ-؛ وَذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُ مَا تُظْلَمُ بِهِ، أَوْ يُقَالُ فِيهَا بِغَيْرِ صَواب -كَتُهْمَةِ (القُطْبِيَّة)، وَ(التَّكْفِير)…وَهَذا -عِنْدِي- أَقْرَبُ إِلَى الحَقِّ مِن إِعْلاَنِ المُعادَاةِ لَهَا، وَإِشْهَارِ المُخاصَمَةِ مَعَهَا، وَجَعْلِ المَوْقِفِ مِنْهَا امْتِحاناً بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّة، وَفِتْنَةً لَهُم؛ مِمَّا يَزِيدُ الفِتْنَة، وَيُعْظِمُ البَلاَء … وليس هذا من مقاصد الإسلام في شيء) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي يزعم أنه لم يزكِ جمعية إحياء التراث تزكية مطلقة؛ لأنه زكاها لكن مع الانتقادات الكبرى التي وجهها لها، وهذا بناء على أصله الفاسد نصحح ولا نجرح، الذي جارى وشابه فيه فرقة الإخوان المسلمون .
2- ولم يطلب السلفيون من الحلبي أن يبدع الجمعية لكن طلبوا منه أن يسكت عن الدفاع عنها والثناء عليها مطلقاً أو مقيداً أو مقدقداً .
3- ولا يزال الحلبي يرمي العلماء السلفيين بأنهم يظلمون جمعية إحياء التراث بوصفها بالإخوانية القطبية، مع أن السلفيين تكلموا في هذه الجمعية بالحجة والبرهان وأثبتوا فضائحهم من إصدارات وكلام القائمين على الجمعية ولم يتكلموا جزافاً أو ظلماً وعدواناً كما يرميهم به الحلبي افتراء عليهم .
4- وقد سبق في الحلقة الثانية عشرة مناقشة الحلبي في اتهامه للسلفيين بأنهم ظلموا جمعية إحياء التراث في حكمهم عليها.
5- وقول الحلبي (وليس هذا من مقاصد الإسلام في شيء) انتهى
أقول : بل من مقاصد المنهج السلفي الحفاظ على أهل السنة من أهل الشر والفتنة، وليست مخالطة أهل البدعة والفتنة، والمخالفين والمحاربين للمنهج السلفي من مقاصد الإسلام في شيء.
والفتنة والتفرقة ليست من مقاصد الإسلام في شيء صحيح
وليس السكوت وعدم التحذير من أهل البدع مقصداً للإسلام في شيء.
وليس قلب الحقائق والطعن في السلفيين من الإسلام في شيء .
والقواعد المخالفة لمنهج السلف ليست من الإسلام في شيء .
ثامناً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص47) (….. وَلَسْتُ أَلُومُ غَيْرِي إِذا رَأَى غَيْرَ رَأْيِي؛ لَكِنْ: لِيَعْذِرْنِي…)
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- هل هذا هو المقصود من تأليفك للكتاب؛ ألا يتكلم عليك أحد ؟!
2- ماذا تريد: تريد أن تكون سلفياً موالياً لأهل البدع . تريد أن تكون السلفية منهجاً أفيح واسعاً يسع الجميع = موافقين ومخالفين ؟!.
3- وهذا تطبيق لقاعدة الإخوان (نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)، وقاعدتك الموافقة لهم (لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف بيننا) وكلاهما باطل من القول عند أهل العلم.
4- ثم هل دين الله مبني على الآراء فتحرف وتبدل على ما تريد وتريد من العلماء السلفيين أن يسكتوا عن تبديلك وتحريفك وتغييرك للحق بالباطل .
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
يوم الاثنين ظهراً
22 / 6 / 1430هـ
صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي
الحلبي | الحلقة
الرابعة عشرة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الرابعة عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي – بحمد الله تعالى – والتي كشفت فيها عن بعض وسوسة الحلبي وتلبيساته في كتابه الذي سماه بـ”منهج السلف الصالح”
وقد سبق في الحلقة الثالثة عشرة مناقشة الحلبي في دفاعه المستميت عن جمعية إحياء التراث الإسلامي .
وفي هذه الحلقة – إن شاء الله تعالى – استكمل شيئاً من دفاع الحلبي عن جمعية إحياء التراث الإسلامي، وجمعية دار البر !
وأسوق لك أخي القارئ كلام الحلبي الذي يدافع فيه عن جمعية إحياء التراث الإسلامي :
أولاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص47) بعد أن ذكر أن جمعية إحياء التراث أرسلت للشيخ ابن باز والشيخ الألباني وَرَقاتٍ مَجْمُوعَةً فِيهَا بَيَانُ مَنْهَج (الجَمْعِيَّة) فِي العَقِيدَة، وَالدَّعْوَة، وَبَعْض المَسَائِل المَنْهَجِيَّة -يَسْتَنْصِحُونَه-. ( فَالشيخ – أي ابن باز – أَقَرَّهُم عَلَى مَنْهَجِهِم، وَأَيَّدَهُم فِيهِ -سِوَى (مُلاحَظات يَسِيرَة) -كَمَا قَال-.
والشيخ الألباني كَتَبَ -رَحِمَهُ الله- عَلَى نُسْخَتِهِ الخاصَّةِ وَرَقَتَيْنِ؛ تَضَمَّنَتا (مُلاَحَظَاتٍ يَسِيرَة) -أَيْضاً-، دُونَ نَكيرٍ عَلَى (الجَمْعِيَّة) -وَمَا هِي عَلَيْه -” انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- عجيب أمر الحلبي ودفاعه المستميت عن هذه الجمعية الإخوانية، بالكوع والكراع حتى النخاع .
2- ثم من تلبيس الحلبي أنه ادعى أن الألباني رحمه الله تعالى موقفه من جمعية إحياء التراث الإسلامي هو ملاحظات يسيرة، مع أن موقف الشيخ الألباني من الجمعية معروف مشهور، وقد وصفها بالضلال كما في سلسلة الهدى والنور (رقم 700) والحلبي كان حاضراً ذلك المجلس وصوته مسجل، بل علق الحلبي بكلام يؤيد كلام الألباني رحمه الله تعالى، وقد سبق نقل كلام العلامة الألباني في الحلقة الثانية عشرة .
فما الذي غيَّر كلامه وبدل حاله !
ولست أدري لماذا ينسب الحلبي للعلامة الألباني أنه موافق للجمعية ولم ينكر عليها سوى ملاحظات يسيرة !
فانظر أخي القارئ الحصيف مدى مصداقية الحلبي في نسبته الأقوال للعلامة الألباني وكيف ينسب له خلاف ما هو مشهور عنه غير منكور !
3- وقد بيَّن الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى موقف الشيخين الجليلين ابن باز والألباني رحمه الله تعالى بياناً شافياً لا تلبيس فيه ولا تدليس حيث سئل رحمه الله تعالى كما في تحفة المجيب (209رقم6) ما هو موقف الشيخ ابن باز والشيخ الألباني – رحمهما الله – من جمعيةإحياءالتراث ؟
فأجاب – رحمه الله تعالى – بقوله : أما الشيخ الألباني فهو متبرئ منها منذ زمن، والشيخ ابن باز أنكر عليهم بعض الأشياء، والحزبيون ملبسون، فيأتون المشايخ الأفاضل بمن هوموثوق به عندهم من أهل السنة ويقولون: يا شيخ قد حقق الله الخيرالكثير على أيدينا وقد ذهبنا إلى إفريقيا -وهم في الحقيقة ذهبوا يفرقون كلمة المسلمين- وذهبنا إلى إندونيسيا وإلى باكستان وإلى كذا وكذا، والشيخ حفظه الله يصدق، وقد رد على عبدالرحمن عبدالخالق وأنا متأكد أن الشيخ إذا اتضح له أمرهم سيتبرأ منهم “
قلت صدق رحمه الله تعالى فقد وثق ابن معين بعض المجروحين اغتراراً بظاهر حاله، بينما يطعن فيه الأئمة الآخرون، وهذا عين ما وقع للشيخ ابن باز كما حكاه عنه الشيخ مقبل الوادعي رحمهما الله جمعياً .
والعجب أن الحلبي ذكر قصة ابن معين فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص105، ص 122) وأقرها وهي حجة عليه .
ومما يصدق كلام الشيخ مقبل الوادعي من أن الشيخ ابن باز لو اطلع على حالهم ما زكاهم قول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (5/202) الواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، أو جمعية ونصح الجميع؛ بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده، ودعا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم،ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله، فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معه ممن لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله بإتباعه في قوله جل وعلا {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون}”انتهى
قال الشيخ أحمد السبيعي في ( الدفاع عن الشيخ محمد العنجري – وفقه الله – وبيان بعض حقيقة نزاعنا مع ( التراث ) جماعة الأستاذ عبد الخالق ) : فو الله الذي لا إله إلا هو لو كان ابن باز – رحمه الله – حياً ورأى طريقة توظيف أقواله لنصرة أهل هذه الأحزاب و نسبة الكف عن البدع و أهلها إليه ، لبرأ من ذلك مثلما تكلم في الطعن على عدد من دعاة البدع والجماعات كعبد الرحمن عبد الخالق ،فهذا هو الظن الحق بابن باز – رحمه الله تعالى – وبطريقته ، لمن كان يعظمه و يجله حقاً… أما المعايش لهذه الجماعة و يرى جهودها عن كثبٍ ومن قرب في داخل البلد بالليل والنهار فلا يمكن أبداً – إذا كان صادقاً مخلصاً صاحب سنة – تصور أن يلتبس عليه أمر هذه الجماعة و بعدها من السنة ، اللهم إلا أن يكون بينه و بين هذه الجماعات وشائج من القربى العقدية خاصةً في المطالب العصرانية المبنية على مسألة مايعرف بفقه الواقع ، فهذا أمر آخر.
ثانياً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص48) (… وَلاَ يُقَال: هَؤُلاءِ المَشَايِخ -وَهُم الكِبَارُ الكِبَارُ: ابنُ بَاز، وَالأَلْبَانِيُّ، وَابْنُ عُثَيْمِين-: لاَ يَعْرِفُون(!)، وَنَحْنُ نَعْرِف!!
فَهَذَا قد يكون غَمْزاً خَفِياً! وَمَعَ ذَلِك: فَالأَمْرُ لَيْسَ بِهَذِهِ السُّهُولَة!!
إذ يُمْكِنُ أَنْ يُقَال -بالمُقابل-: عَرَفُوا، وَلَكِن: رَأَوُا المَصْلَحَةَ فِي عَدَمِ فِتْنَةِ النَّاسِ بِذَلِك، أوَ أَنَّ مَا أُوخِذُوا بِهِ لاَ يَصِلُ أَنْ يَكُونَ سَبِيلَ تَبْدِيعٍ وَتَضْلِيلٍ لَهُم!!!) انتهى
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله (فهذا لمز يشبه من باب آخر! غمز علمائنا هؤلاء بجهل فقه الواقع) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي يدرك أن تزكية بعض المشايخ الكبار للجمعية لا تفيدها ما دام أن واقعها مخالف لمنهج السلف، فحاول أن يجعل تزكية المشايخ بناء على علمهم بواقعهم.
2- وكلام العلماء في جمعية إحياء التراث هو من باب الجرح والتعديل، الذي يطلع فيه الجارح على أسباب جرح لم يطلع عليها المعدل!
3- ومعلوم عند صغار طلاب علم الحديث أن جرح الجارح لا يعني الطعن في المعدل، بل يقول له أنا عندي زيادة علم على تعديلك يستحق به الجرح.
4- فإذا علم هذا ظهر أن من طعن في جمعية إحياء التراث لا يدعون أن العلماء الكبار الذين زكوا الجمعية لا يفقهون الواقع، بل يقولون عندنا زيادة علم بواقعهم على ما عندكم من علم بواقعهم .
5- ثم فرق بين رمي العلماء بعدم فقه الواقع العام، وبين نفي علم العالم بواقع خاص، فحال جمعية إحياء التراث ليس من الأمور العامة التي يدركها كل أحد .
6- ثم هل تزعم يا حلبي أن العالم مطلع على الأمور جميعها، أم أنه بشر تخفى عليه بعض الأمور، كما تخفى على غيره !
ففي صحيح البخاري كتاب الوضوء باب المسح على الخفين(1/305رقم202-فتح) عن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ عن سَعْدِ بن أبي وَقَّاصٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَسَحَ على الْخُفَّيْنِ .
وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ سَأَلَ عُمَرَ عن ذلك ؟ فقال نعم إذا حَدَّثَكَ شيئاً سَعْدٌ عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلا تَسْأَلْ عنه غَيْرَهُ .
قال الحافظ في فتح الباري (1/306) : (( فيه أن الصحابي القديم الصحبة قد يخفى عليه من الأمور الجلية في الشرع ما يطلع عليه غيره؛ لأن ابن عمر أنكر المسح على الخفين مع قديم صحبته وكثرة روايته )) انتهى
فإذا خفيت على صحابي سنة مشهورة ألا يخفى على بعض العلماء حال جمعية إحياء التراث من باب أولى .
7- وأما محاولة الحلبي تهمة السلفيين بأنهم يطعنون في العلماء ويغمزون فيهم فهذا من سوء أدبه، ومن دسائسه التي يحاول بها الطعن على أهل المنهج السلفي فالله حسيبه.
8- وقول الحلبي “إذ يُمْكِنُ أَنْ يُقَال -بالمُقابل-: عَرَفُوا، وَلَكِن: رَأَوُا المَصْلَحَةَ فِي عَدَمِ فِتْنَةِ النَّاسِ بِذَلِك” انتهى
أقول : هذا الكلام فيه مغالطة فلسفية قبيحة؛ لأنه رمي للعلماء الكبار في العالم الإسلامي بالسكوت عن حال أهل البدع والأهواء.
ومما يدل على بطلان هذه المغالطة أمور :
– أن العلماء تكلموا فيما هو أكبر منها من المسائل الشرعية، وبينوا موقفهم .
– أنهم انتقدوا بعض الجوانب التي اطلعوا عليها من حال هذه الجمعية.
– أن دعوى التحذير من الجمعية يسبب فتنة تحتاج إلى دليل، بل الفتنة أن يخدع الناس بتزيين حال أهل البدع .
– أن بعض العلماء أثنى على جمعية إحياء التراث الإسلامي، فلو كانت هناك مصلحة لعدم الطعن لم يثنوا عليها أصلاً، وإذا عذر العالم في السكوت فلا يعذر في تزيين الباطل والتشجيع عليه .
وقول الحلبي (أوَ أَنَّ مَا أُوخِذُوا بِهِ لاَ يَصِلُ أَنْ يَكُونَ سَبِيلَ تَبْدِيعٍ وَتَضْلِيلٍ لَهُم!!!)
أقول : هذا كلام باطل؛ لأن جمعية إحياء التراث تسير على منهج الإخوان، وهو منهج قد حكم بضلاله العلماء الكبار، ولقد أضرت هذه الجمعية بالمنهج السلفي وأهله في مشارق الأرض ومغاربها الأمر الذي لم يلحقهم فيه الإخوان المسلمون !
فلا أدري أين عقل الحلبي عندما يتكلم بمثل هذه الكلام ! أيظن أنه يتكلم في قفر أو بين صم وبكم.
ثالثاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص48) (القول في هذه الجمعية من موارد النزاع وليس من مسائل الإجماع!
فَلاَ يَجُوزُ لِأَحَدٍ -كَائِناً مَنْ كَان- أَنْ يُلْزِمَ غَيْرَهُ بِرَأْيِهِ إِلاَّ بِالحُجَّةِ والبَيَان، وَالدَّلِيل وَالبُرْهَان -دُون الفِتْنَةِ وَالامْتِحَان-.) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي يريد أن يصل إلى هذه النتيجة بكل سبيل، ولو بالتدليس والتلبيس؛ ليخرج نفسه من مأزق التعامل والدفاع عن أهل البدع والأهواء سواء أهل جمعية إحياء التراث أو غيرهم .
2- والحلبي يبرئ هذه الجمعية من المنهج الباطل الذي تسير عليه، وبنى على هذه التبرئة أن خلافنا مع الجمعية خلاف فرعي فقهي أو خلاف يسوغ فيه الاجتهاد.
3- ولا شك أن هذه النتيجة التي توصل لها الحلبي باطلة لبطلان مقدماتها.
4- فهجر أهل البدع والأهواء ليس من موارد النزاع بل عليه إجماع السلف قال الصابوني في عقيدة السلف (123) وأجمعوا كلهم على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم” انتهى
وقال البغوي في شرح السنة (1/227) : وقد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم” انتهى
5- وهل مسألة :
– السير على منهج عبدالرحمن عبد الخالق التكفيري .
– وتعاونهم مع الرافضة .
– وإبراز أهل البدع والأهواء .
– والتمييع في التعامل مع أهل البدع والأهواء ودعمهم .
– والإمارة والبيعة والبرلمانات والديمقراطية .
وقد ضللهم العلامة الألباني رحمه الله تعالى بهذه الفقرة وحدها وبحضورك يا حلبي ! فأين تمسحك بالألباني ولهجك بقول شيخنا! شيخنا!!
– وتفريق السلفيين.
– والمنهج الإخواني والقطبي والتكفيري .
– والتحريض على الحكام و منازعة الأمر أهله .
– ومدح بعض أعضائها لتنظيم القاعدة مجاهراً بذلك .
فهل هذه الأمور عندك يا حلبي من موارد النزاع التي يسوغ فيها الاختلاف، ولا يلزم تضليل المخالف لها.
أليس بيان هذه الضلالات من الحجج والبراهين ! فما الحجج والبراهين ! وهل هناك سلفي بعد هذا يطالب بالحجج والبراهين !!
6- ثم مسائل النزاع مرجعها إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (17/311) مسائل النزاع التي تنازع فيها الأمة في الأصول والفروع إذا لم ترد إلى الله والرسول لم يتبين فيها الحق بل يصير فيها المتنازعون على غير بينة من أمرهم”
وقال شيخ الإسلام أيضاً كما في مجموع الفتاوى (17/205) الصواب في جميع مسائل النزاع ما كان عليه السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وقولهم هو الذي يدل عليه الكتاب والسنة والعقل الصريح والله سبحانه أعلم” انتهى
7- والحلبي بهذه الطريقة الماكرة يجعل لمخالف الحق سبيلاً للتخلص من الالتزام والانقياد بالحق، بل هذه الطريقة تهدم على الحلبي كتبه التي ألفها للرد في بعض مسائل النزاع كرده على الصابوني في التراويح وكرده على الغماري في السبحة.
8- بل هي قاعدة تجعل الدين والمنهج السلفي أفيح لا يعرف فيه حق من باطل.
فمهما أنكرت على صاحب منكر ما فعله ، فالمخرج عنده : هي مسألة متنازع فيها، وهذا هو عين ما يقوم به هو وأتباعه من تسويغات واهية لمنكرات قائمة ناسين أو متناسين أن خلاف الحق لا عبرة به ! وهذه طريقة الإخوان المسلمين عينها في رد الحق والدفاع عن أهل الباطل .
رابعاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص49) (… مُؤَكِّداً -فِي البِدْءِ وَالخِتَام- أَنِّي مَا كَتَبْتُ هَذا إِلاَّ لِلإِنْصَافِ -لِنَفْسِي وَلِغَيْرِي- مِن مشايخي، وإخواني السَّلَفِيِّين-؛ دَفْعاً لِلتَّقَوُّلِ وَالتَّقْوِيل، وَرَدًّا لِلظَّنِّ وَالأَقَاوِيل، ونقضاً لما قد يكون بغير حق سبباً للإرجاف والتهويل ….
وَكذلك؛ تَجَاوُباً مَعَ ذلك الأثر السلفي الجميل : اعدل لعدوك عدلك لصديقك”
واستجابة أيضاً لبَعْضِ «تَوْجِيهَات» فَضِيلَةِ الشَّيْخ ربيع بن هادي -وَفَّقَهُ الله-؛ إِذْ يَقُول:
«نُحَذِّرُكُم مِنَ الظُّلْم، وَارْتِكَابِ البَهْت، وَانْتِهَاكِ أَعْرَاضِ مَنْ تُخَاصِمُونَهُم بِحَقّ -لَوْ كُنْتُم عَلَى حَقّ-؛ فَضْلاً عَنْ أَنْ تَرْتَكِبُوا كُلَّ هَذا فِي حَقِّ مَنْ تُخَاصِمُونَهُم بِالبَاطِل”
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (2) بقوله عن جمعية دار البر بدبي : ( وَمَا قِيلَ فِي هَذِهِ «الجَمْعِيَّةِ» قِيلَ مِثْلُهُ -وَلِلأَسَفِ- فِي «جَمْعِيَّةِ دَارِ البِرّ» -فِي دُبَيّ-!!! مَعَ أَنَّ القَوْلَ (الحَقَّ) -فِي هَذِهِ (الجَمْعِيَّة)- أَوْضَحُ -بِكَثِير-: فَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّنا خَالَطْنَا هَذِهِ «الجَمْعِيَّة» -عَنْ قُرْب-؛ وَعَايَشْنَا القَائِمِينَ عَلَيْهَا -سَفَراً وَحَضَراً-، وَعَرَفْنَا أَفْكَارَهُم، وَتَوَجُّهَاتِهِم -مُطَالَعَةً وَنَظراً-؛ فَلَمْ نَرَ إِلاَّ الدَّعْوَةَ إِلَى السُّنَّة، وَلَمْ نَرَ إِلاَّ الحِرْصَ عَلَى العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ، وَلَمْ نَرَ إِلاَّ الحَقَّ وَأَهْلَه، وَالرِّفْقَ، وَاللِّينَ، والحِكمةَ.. فَعَجَباً.. هَلْ هَكَذا يَكُونُ الاتِّهَام لِلكِرام -بِمَحْضِ الخِصَام-؟!!). انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي يسوي بينه وبين المشايخ السلفيين الذين أثنوا على جمعية إحياء التراث، ولا شك أن هذا من الظلم؛ للفارق السحيق بينه وبينهم :
فأولاً : المشايخ السلفيون لم يطلعوا على حقائق وخفايا ما عند جمعية إحياء التراث بخلاف الحلبي الذي اطلع على حالهم وسوء فعالهم بل قال الحلبي في جلسة (68-تنبيه الفطين) : إحياء التراث الحقيقة أنا أعلم الناس بها ” إلا أنه يراوغ ويدافع عنهم بالباطل .
وثانياً : لأن المشايخ السلفيين لم يشتغلوا بالدفاع عنها والوقوف في وجه إخوانهم المشايخ السلفيين للرد عليهم بخلاف حال الحلبي.
وثالثاً : أن بعض المشايخ السلفيين بُراء مما نسبه إليهم الحلبي من تزكية الجمعية كالشيخ ناصر الدين الألباني .
2- وقول الحلبي (دَفْعاً لِلتَّقَوُّلِ وَالتَّقْوِيل، وَرَدًّا لِلظَّنِّ وَالأَقَاوِيل، ونقضاً لما قد يكون بغير حق سبباً للإرجاف والتهويل)
أقول: الحلبي يرمي المشايخ السلفيين الذين تكلموا في جمعية إحياء التراث بالحجج والبراهين وأدانوهم بأقوالهم وأفعالهم وثمارهم المُرة بأنهم أهل تَقوُّل وتقويل أي أنهم ينسبون للأبرياء ما لا يقولونه، وأنهم أهل ظن سوء، وأهل إرجاف وتهويل!!!
وكفى بهذا القول عاراً وشناراً عليك أيها الحلبي!
فالحلبي لا يخشى الله في العلماء السلفيين فيرميهم بهذه الفواقر التي هم منها أبرياء، مستمراً في عادته في تهويل الأمور والتهويش والتحريش والتهريش .
وقد سبق في (الحلقة السادسة والسابعة) النقض بالحق لكلام الحلبي الباطل المضلل للخلق .
3- وقول الحلبي (وَكذلك؛ تَجَاوُباً مَعَ ذلك الأثر السلفي الجميل : اعدل لعدوك عدلك لصديقك”)
أقول : نحن ننتقد الأحزاب والجمعيات بحق وعدل ولا نتجاوز ما فيهم.
وهم يفترون علينا أشد ألوان الافتراءات ويشوهوننا ويشوهون منهجنا منهج السلف ! ويؤصلون الأصول الفاسدة التي تضاد المنهج السلفي وأصوله وأنت تدافع عنهم بالأصول الفاسدة والتشويهات الظالمة ! ثم ما تكفيك هذه البلايا حتى تذهب تدعي العدل والدعوة إلى العدل ! وهذا أمر لا تطلبه من الظالمين الجائرين بل تطلبه من أهل الحق العادلين ! فأي ظلم هذا الذي أنت واقع فيه !!
{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } .
وبهذا يظهر أن المنهج السلفي في معاملة المبتدع لا يعني ظلمه، ولا يعني التعدي عليه، بل هو زجر له عن باطله، وتأديب له، ورحمة به ولغيره من أتباعه الذين يغويهم؛ فيضلّوا بسببه، ويستحق زيادة الإثم بسببهم ” ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها …، وكل ذلك امتثالاً لمنهج السلف كما سبق تقريره في ( الحلقة السابعة).
4- وقول الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى الذي نقله الحلبي موجه لأناس يحاربون السلفيين، ويخالفون منهجهم ويظلمونهم في خصوماتهم! كما تفعل أنت الآن يا حلبي وأتباعك فيما سميته منتدى (كل السلفيين) مع الأسف.
5- ولو أكملت كلام الشيخ العلامة ربيع المدخلي لعلمتَ أنك تدخل فيمن حذرهم، حيث قال حفظه المولى عز وجل ” … وَإِنَّنِي لأَخَافُ عَلَى كثِيرٍ مِنْ أَصْحَابِ العَوَاطِفِ العَمْيَاءِ، وَالتَّبَعِيَّةِ البَلْهَاءِ أَنْ يَقَعُوا فِي اسْتِحْلاَلِ أَعْرَاضِ الأَبْرِيَاءِ مِنْ دُعاةِ السُّنَّةِ وَالحَقِّ -فَضْلاً عَنْ غَيْرِهِم مِنَ الأَبْرِياء-» انتهى .
فهذا يصدق عليك أيها الحلبي؛ لأنك ممن تطعن في السلفيين الأبرياء، وتَتَقَوَّل عليهم ما لا يقولونه، وترميهم بالدواهي والفواقر فالله حسيبك .
6- وليس تحذير السلفيين من أهل الأهواء والبدع من الظلم الذي حذر منه الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى بل التحذير من أهل الأهواء والبدع من فروض الكفايات!
7- وأما جمعية دار البر التي يدافع عنها الحلبي فالمشهور والمنتشر في أوساط السلفيين أنها فرع لجمعية إحياء التراث الإسلامي، وتسير على خطاها، وقد كان الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في آخر حياته يحذر من جمعية دار البر، ويقول عنها حزبية، ويذكر عنها أموراً تجرحها وإليك بعض أقواله رحمه الله تعالى :
قال رحمه الله تعالى في مرض موته : إن شفانا الله فإن شاء الله أنها تموت هذه الفتنة، والله لو تمكن أبو الحسن لرمى بإخوانه هكذا, أخشى على الدعوة من جمعية البر ومن أبي الحسن انتهى
وسئل رحمه الله تعالى: بالنسبة لموضوع الأشرطة يعني أنتم لا ترون نشرها … تقصدون في الإنترنت أو حتى يعني مسألة التسجيل والبيع؟؟
الشيخ: لمن ؟
السائل : يعني أشرطة الإيمان وأشرطة جمعية البر … يعني أنتم تنصحون بعدم تسجيلها وبيعها ؟
الشيخ : أشرطة من ؟
السائل : أشرطة أبي الحسن في الإيمان وشريطه حول جمعية البر ؟
الشيخ : … لانرى بيعها جزاك الله خيراً … ولا أيضاً نشرها … وهذا يعني نحن غارقون في المشاكل … ما نفتح لنا مشاكل جديدة !
السائل : طيبإن شاء الله.
الشيخ : حفظكم الله
السائل : نحن يا شيخ نشرنا الشريط حول جمعية البر … قد نشرنا منه كمية … الشريط الذي أخرجه أبو الحسن في الدفاع عن جمعية البر قد أخرجنا منه كمية … لكن إن شاء الله نوقف الآن
الشيخ : حفظكم الله أحسنت … انتهى
وقال رحمه الله تعالى في غارة الأشرطة (2/5) : نحن بحمد لله قد تكلمنا على جمعية الحكمة والتحذير منها، وليس معناه أننا نقر جمعية الإصلاح ولا جمعية الإحسان ولا جمعية البر؛ لأنها تعترف بالانتخابات، ولأنها بين حزبية ظاهرة كجمعية الإصلاح، وبين حزبية مغلفة كجمعية الحكمة. يلومننا أن تكلمنا في جمعية الإحسان والحكمة وكذا البر ” انتهى وانظر: المجروحون عند الإمام الوادعي (131) .
وقال حسن الريمي في كتابه السهام الوادعية في نحور أقطاب الجمعيات الحزبية (60) في الحاشية : قد أظهرت جمعية البر عن حزبيتها خصوصاً في فتنة أبي الحسن المأربي “
وقال أبو عبد الله حمزة بن عون الجزائري في فتاوى العلماء في التحذير من الجمعيات لما احتوته من أضرار وبلاء (16) عن جمعية دار البر : قد تكلم فيها الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ وهكذا علماء ومشايخ اليمن ـ حفظهم الله ـ وحذروا منها , ثم إن القائم على فرعها في اليمن هو أبو الحسن المأربي المصري “
ومن رد الحلبي على الحلبي :
ما ذكره في كتابه الدعوة إلى الله (75) بقوله : المبحث السابع : الحزبية : مُخَلَّفات ونتائج :
… نذكر ها هنا قاعدة مهمة تبين وجه الحق صبيحاً، وتظهر الصواب أبلج مليحاً :
قال العلامة ابن القيمرحمه الله : إذا أشكل على الناظر أو السالك حكم شيء هل هو الإباحة أو التحريم ؟ فلينظر إلى مفسدته وثمرته وغايته فإن كان مشتملاً على مفسدة راجحة ظاهرة فإنه يستحيل على الشارع الأمر به أو إباحته بل العلم بتحريمه من شرعه قطعي، ولا سيما إذا كان طريقاً مفضياً إلى ما يغضب الله ورسوله موصلاً إليه عن قرب وهو رقية له ورائد وبريد فهذا لا يشك في تحريمه أولو البصائر”
“والفقيه من نظر في الأسباب والنتائج وتأمل المقاصد”
فلنقس الحزبية من خلال هذا المنظار الدقيق !
ماذا نحن وإياكم واجدون ؟ … انتهى كلام الحلبي
أقول : صدق الإمام الألباني رحمه الله تعالى حين قال ” الجمعيات أستار الحزبيات”
فلا أدري هل الحلبي سيعمل بقول العلامة الألباني أم يفارقه كما فارقه في أمور كثيرة ؟!
وقول الحلبي (هَلْ هَكَذا يَكُونُ الاتِّهَام لِلكِرام -بِمَحْضِ الخِصَام-)
أقول : من قال الحق، ورد الباطل بالحجة والبرهان فلا يقال في مثله أنه اتهم الكرام بمحض الخصام، ولكنك يا حلبي تهرش وتهوش !
ولا أدري هل يقول الحلبي بأنهم ( كرام !!) بمليء فيه وغيره !!!
ولا أدري ما وجه كونهم كراماً ! مع محاربتهم للسلفيين ونصرتهم للحزبيين !
وليت الحلبي يوضح لنا وجه كرمهم بالنسبة له ! ويذكر لنا من كرمهم شيئاً يعلمه أكثر من غيره !!!
خامساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص49) (قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (28/212) مبيناً أن الهجر مشروط بتحصيل المصالح ودفع المفاسد ” فإذا تعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيرا من العكس ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- لا يزال الحلبي مستمراً في التلبيس والتدليس شأنه شأن أهل الباطل الذين لا يستطيعون ترويج باطلهم إلا بالحيل والمكر.
2- فكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مراعاة المصالح ودفع المفاسد في حالة الضرورة، لا مطلقاً كما أوهمه فعل الحلبي واستدلاله. فقد قال شيخ الإسلام قبله كما في مجموع الفتاوى (28/310) في مسائل إسحاق بن منصور وذكره الخلال في كتاب السنة في باب مجانبة من قال القرآن مخلوق عن إسحاق أنه قال لأبى عبد الله من قال القرآن مخلوق ؟ قال : ألحق به كل بلية . قلت : فيظهر العداوة لهم أم يداريهم ؟ قال : أهل خراسان لا يقوون بهم .
وهذا الجواب منه مع قوله في القدرية لو تركنا الرواية عن القدرية لتركناها عن أكثر أهل البصرة ومع ما كان يعاملهم به في المحنة من الدفع بالتي هي أحسن ومخاطبتهم بالحجج يفسر ما في كلامه وأفعاله من هجرهم والنهى عن مجالستهم ومكالمتهم حتى هجر في زمن غير ما أعيان من الأكابر وأمر بهجرهم لنوع ما من التجهم فإن الهجر نوع من أنواع التعزير … لما كثر القدر في أهل البصرة فلو ترك رواية الحديث عنهم لاندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم فإذا تعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد … إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى.
فظهر بهذا أن كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى هذا في مسألة الضرورة لا مطلقاً !! كما أوهمت مدلِّساً يا حلبي !!
وهنا يقال لك ولأمثالك : الضرورة تقدّر بقدرها؛ لأن هجر المبتدعة واجب وخلطتهم محرّمة .
ثم لمجانبة أهل البدع مصالح وفوائد عديدة أذكر في هذه العجالة بعضها :
هجر أهل البدع فيه إكرام للدين:
أخرج ابن وضاح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال ” من أحب أن يكرم دينه فليعتزل مجالسة أصحاب الأهواء؛ فإن مجالستهم ألصق من الجرب”
مصلحة حفظ الدين بإحياء السنن وإماتة البدع :
قال المعلمي صدع الدجنة ” قد تدبرت أنواع الفساد، فوجدت عامتها نشأت عن إماتة السنن، أو إقامة البدع، ووجدت أكثر المسلمين يبدو منهم الحرص على إتباع السنن واجتناب البدع، ولكن التبس عليهم الأمر، فزعموا في كثير من السنن أنه بدعة، وفي كثير من البدع أنه سنة.
وكلما قام عالم فقال: هذا سنة، أو هذا بدعة، عارضه عشرات، أو مئات من الرؤساء في الدين الذين يزعم العامة أنهم علماء، فردوا يده في فيه، وبالغوا في تضليله والطعن فيه، وأفتوا بوجوب قتله، أو حبسه، أو هجرانه، وشمروا للإضرار به وبأهله وإخوانه، وساعدهم ثلاثة من العلماء، عالم غال، وعالم مفتون بالدنيا، وعالم قاصر في معرفة السنة، وإن كان متبحراً في غيرها”
مصلحة المهجور نفسه بأن تخمد فتنته ويرتدع عما هو عليه من باطل.
أخرج الآجري في الشريعة عن أيوب أنه قال ” لست براد عليهم أشد من السكوت”
مصلحة المهجور نفسه بأن لا يكثر أتباعه على باطله فيبوأ بإثمهم جميعاً.
أخرج العقيلي في الضعفاء عن أبي صالح الفراء قال حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن ؟
فقال ذاك يشبه أستاذه يعنى الحسن بن حيي
قال قلت ليوسف أما تخاف أن تكون هذه غيبة
فقال لِمَ يا أحمق أنا خير لهؤلاء من أمهاتهم وآبائهم أنا أنهي الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتبعتهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم”
مصلحة المهجور نفسه بأن لا يغتر بما عنده من البدع بكثرة أتباعه أنه على الحق فيستمر على باطله.
مصلحة الهاجر نفسه بأن يحمي نفسه وقلبه من أفكار وضلالات أهل البدع.
أخرج الآجري في الشريعة عن ابن عباس أنه قال ” لا تجالس أهل الأهواء؛ فإن مجالستهم ممرضة للقلوب”
وأخرج ابن أبي زمنين في أصول السنة عن مصعب بن سعد أنه قال ” لا تجالس مفتوناً، فإنك منه على إحدى اثنتين: إما أن يفتنك فتتبعه، وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه”
وأخرج الدارمي عن أبي قِلَابَةَ أنه قال ” لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْأَهْوَاءِ ولا تُجَادِلُوهُمْ فَإِنِّي لَا آمَنُ أن يَغْمِسُوكُمْ في ضَلَالَتِهِمْ أو يَلْبِسُوا عَلَيْكُمْ ما كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ”
وأخرج ابن سعد في الطبقات أنه دخل رَجُلَانِ من أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ على بن سِيرِينَ فَقَالَا يا أَبَا بَكْرٍ نُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ قال لَا قالا فَنَقْرَأُ عَلَيْكَ آيَةً من كِتَابِ اللَّهِ قال لَا لِتَقُومَانِ عَنِّي أو لَأَقُومَنَّ قال فَخَرَجَا فقال بَعْضُ الْقَوْمِ يا أَبَا بَكْرٍ وما كان عَلَيْكَ أن يقرأ عَلَيْكَ آيَةً من كِتَابِ اللَّهِ تعالى قال إني خَشِيتُ أن يقرأ عَلَيَّ آيَةً فَيُحَرِّفَانِهَا فَيَقِرُّ ذلك في قَلْبِي”
قال الآجري في الشريعة ” إن قال قائل فإن كان رجل قد علمه الله – تعالى – علماً فجاءه رجل يسأله عن مسألة في الدين ينازعه فيها ويخاصمه ترى له أن يناظره حتى تثبت عليه الحجة ويرد عليه قوله ؟
قيل له هذا الذي نهينا عنه وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين !
فإن قال فماذا نصنع ؟
قيل له إن كان الذي يسألك مسألته مسألة مسترشد إلى طريق الحق لا مناظرة فأرشده بألطف ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة وقول الصحابة وقول أئمة المسلمين رضي الله عنهم
وإن كان يريد مناظرتك ومجادلتك فهذا الذي كره لك العلماء فلا تناظره واحذره على دينك كما قال من تقدم من أئمة المسلمين إن كنت لهم متبعاً
فإن قال فندعهم يتكلمون بالباطل ونسكت عنهم ؟
قيل له سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين “
أخرج ابن بطة في الإبانة عن مفضل بن مهلهل أنه قال ” لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته، وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه، ثم يدخل عليك بدعته، فلعلها تلزم قلبك، فمتى تخرج من قلبك”
مصلحة الهاجر نفسه بأن لا يكون فتنة لغيره بدلالته على أهل البدع بتكثير سوادهم.
في الشريعة للآجري : سأل أبو طالب الإمام أحمد عمن يقول في القرآن (ليس هو مخلوقاً) إذا لقيه في الطريق وسلم أيرد عليه السلام ؟
فقال الإمام أحمد : لا تسلم عليه! ولا تكلمه! كيف يعرفه الناس إذا سلمت عليه! وكيف يعرف هو أنك منكر عليه! فإذا لم تسلم عليه عرف الذل وعرف أنك أنكرت عليه وعرفه الناس”
وقال قوام السنة الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة ” ترك مجالسة أهل البدعة ومعاشرتهم سنة لئلا تعلق بقلوب ضعفاء المسلمين بعض بدعتهم وحتى يعلم الناس أنهم أهل البدعة ولئلا يكون مجالستهم ذريعة إلى ظهور بدعتهم”
وسئل الشيخ ابن باز – رحمه الله – كما في شرح فضل الإسلام : الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟
فأجاب سماحته: نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم وهو داع إليهم، هو من دعاتهم نسأل الله العافية”
مصلحة الهاجر نفسه بأن يسلم من أذاه :
أخرج ابن أبي زمنين في أصول السنة عن مصعب بن سعد أنه قال ” لا تجالس مفتوناً، فإنك منه على إحدى اثنتين: إما أن يفتنك فتتبعه، وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه”
مصلحة عامة الناس بأن يبتعدوا عن أهل البدع .
قال ابن رجب في الفرق بين النصيحة والتعيير ” أهل البدع والضلال ومن تشبه بالعلماء وليس منهم، فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم “
وهناك أيضاً مصالح أخرى ، ومفاسد من مخالطتهم ومجالستهم.
أقول : هذا في هجر أهل السنة لأهل الأهواء هذا إن حصل من أهل السنة إلا أن الواقع أن أهل التحزب والأهواء هم الذين يبدؤون بهجر أهل السنة والتنفير منهم وتشويههم بالشائعات الظالمة القائمة على الكذب والفجور هذا ما يفعله الإخوان المسلمون والقطبيون ومن تابعهم من المتسترين بالسلفية المجندين لحماية رؤوس الأخوان كالبنا وسيد قطب والمودودي والغزالي .
هؤلاء المجندون هم أمثال عدنان عرعور والمغراوي أبي الحسن المأربي المصري ومحمد حسان ومن سلك مسالكهم .
هؤلاء وأتباعهم هم الذين يبدؤون بهجر أهل السنة ومحاربتهم بالأكاذيب والشائعات الظالمة ثم يتباكون ويوهمون الناس أن أهل السنة يظلمونهم ويهجرونهم ثم ما يكتفي هؤلاء بهذه الأعمال الظالمة فيقومون بتأليف الكتب التي يحرفون فيها منهج السلف وأصوله في الهجر ! والسلف ومنهجهم في وادٍ وهم في وادٍ .
وما كتاب الحلبي الذي سماه منهج السلف الصالح إلا امتداداً لأعمال هؤلاء ولمؤلفاتهم وما كتبه إلا حرباً على أهل السنة وحماية وانتصاراً لهذه الأحزاب ودوراناً في فلكهم وكل ذلك تحت ستار منهج السلف الصالح وهو منهم براء .
سادساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص50) (قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد (3/303-مؤسسة الرسالة) ” ومن فوائد يوم الحديبية : أن المشركين وأهل البدع والفجور والبغاة والظلمة إذا طلبوا أمراً يعظمون فيه حرمة من حرمات الله تعالى أجيبوا إليه وأعطوه وأعينوا عليه وإن منعوا غيره فيعاونون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى لا على كفرهم وبغيهم ويمنعون مما سوى ذلك فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مرض له أجيب إلى ذلك كائناً من كان ما لم يترتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه وهذا من أدق المواضع وأصعبها وأشقها على النفوس)
وعلق الحلبي في الحاشية على قول ابن قيم الجوزية (أعينوا عليه) في الحاشية رقم (1) بقوله (أخشى أن يأتي متسرع وبالباطل متدرع ليتهم الإمام ابن القيم رحمه الله بالتهاون والتمييع و… و…) . انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي يترك كلام السلف الواضح البين في هجر أهل البدع وعدم التعامل معهم، ويبحث هنا وهناك ليقف على قول لعالم يؤيد مشربه في الظاهر، وهذا ليس دأب وشأن مريد الحق، بل هو شأن من اتبع هواه .
2- ثم كلام الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في بيان ما يصلح للإمام أن يعمله، وليس لآحاد الرعية، وفرق بينهما عند أهل الفقه والفهم لا أهل التشغيب والسقم.
3- وفي كلام ابن قيم الجوزية ما يرد على استدلال الحلبي! فتأمل قول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى إذ يقول :
– (طلبوا أمراً يعظمون فيه حرمة من حرمات الله)
أي طلبوا من ولي الأمر الذي بيده مراعاة المصالح العامة والنظر فيها .
لا من آحاد الرعية.
ويعانون في أمر فيه مصلحة لإقامة شرع الله، ولا يفتح الباب لهم بالكلية ، ويؤكده قوله .
– (وإن منعوا غيره، فيعانون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى لا على كفرهم وبغيهم ويمنعون مما سوى ذلك ).
مما يدل أنهم لا يعانون على أمر لا مصلحة فيه وإن كان مشروعاً فضلاً من أن يعانوا على باطلهم ويتركون دون منع وردع .
فالحاصل أنهم يجابون من ولاة الأمور فيما فيه مصلحة عظمى للإسلام والمسلمين وفيما فيه تعظيم لحرمات الله وعند الضرورة لا في كل الأحوال كما يريده الحلبي ومن على دربه يسير !!
ولا شك أن ما حصل من هذه الجمعية من أضرار جسيمة وفتن ومحن لأهل السنة يكفي من كان بصيراً وفقيهاً وسلفياً حقاً وصدقاً أن يحرم التعامل معها ولا يقيسها بكلام ابن قيم الجوزية مع الفارق السحيق بينهما .
وأنا أريد أمثلة من الحلبي فيها بيان ما حرمات الله التي يدعو إليها أهل البدع والأهواء حتى يلام أهل السنة إذا لم يستجيبوا لهم !
وأقول للحلبي : لا يدعو أهل الأهواء : أهل السنة إلا إلى البدع والضلال فيضطر أهل السنة إلى رد باطلهم والتحذير منه، وهذا من أوجب الواجبات على أهل السنة؛ لأنه من الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا يغيظ أهل الأهواء وحماتهم .
4- وأما تعليق الحلبي بقول (أخشى أن يأتي متسرع وبالباطل متدرع ليتهم الإمام ابن القيم رحمه الله بالتهاون والتمييع و… و…)
أقول : هكذا يسخر الحلبي من بعض المشايخ السلفيين، ويرميهم بالتسرع في القول ورمي البراء بالباطل، بينما يكيل الثناء والتمجيد للمخالفين للسلفيين !!
وقد سبق في (الحلقة السادسة) نقض اتهامه الباطل للمشايخ السلفيين بهذه الفرية .
سابعاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص50) ( كلام هذين الإمامين الجليلين أحدهما يتكلم على التعاون مع من فيه بدعة والآخر يتكلم على التعاون مع أهل البدع. فلئن لم نقبل الأخيرة مع قوله لها وإقراره لها فلن نرد الأولى لمجرد التهويش مع حرصنا على الضوابط الشرعية لذلك ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً فيما نحن فيه) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي للأسف الشديد يُقَوِّل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه النجيب ابن قيم الجوزية كلاماً لم يقولاه، وقد سبق نقض استدلال الحلبي بكلام هذين العلمين.
2- بل اتهم الحلبي ابن قيم الجوزية بأنه يقول ويقر التعاون مع أهل البدع! وهذه طعنة شديدة في ابن قيم الجوزية أحد أئمة السنة في عصره هو منها براء وكتبه وأقواله ومواقفه وثناء الأئمة عليه شاهدة له بذلك.
فانظر : من الذي يستحق الرد لباطله بالحق (دَفْعاً لِلتَّقَوُّلِ وَالتَّقْوِيل، وَرَدًّا لِلظَّنِّ وَالأَقَاوِيل، ونقضاً لما قد يكون بغير حق سبباً للإرجاف والتهويل) أنت أم السلفيون الصادقون الناصحون الأمناء .
3- وكلام الأئمة مبني على الدليل والحجة والبرهان، لا على التهويش، وهل يصح أن تصف كلام أهل العلم بهذا الوصف القبيح الذي يصدر من أمثالك وأشكالك وأحزابك الذين تدافع عنهم وتتمحل لهم بالباطل .
4- وأما ادعاؤك بأنك حريص على الضوابط الشرعية، فأنت وأمثالك في منهجكم الأفيح الجديد من أبعد الناس عن الضوابط الشرعية، كما نص على ذلك أهل العلم، ولو قلت يا حلبي (مع حرصنا على تضييع الضوابط الشرعية) لكان لحالك أصدق.
ثامناً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص51) (وَلَمْ أَقُلْ هَذا -كُلاًّ وَبَعْضاً- دِفَاعاً عَنْ مُبْتَدِعَة، وَلاَ تَرْوِيجاً لِبِدْعَة! مع التخطئة لبعض ممارساتهم التي أرى فيها مخالفة الحق والصواب كما تقدم …
أما أن نبدعهم ثم نبدع من يتعامل معهم! أو نسقطه ! فهذا أمرٌ لا نضعه في أعناقنا، ولا نرتضيه لأنفسنا : أن نقابل به ربنا “والظلم ظلمات”
ومن أبى ذلك منَّا فليفعل هو ما يريد كما يريد!!
{وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً}
وَرَسُولُنا ﷺ يَقُول: «مَنْ ذَبَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيه بِالغَيْبَة: كَانَ حَقًّا عَلى الله أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّار» [«غَايَةُ المَرَام» (431)].
… وظنُّنا بربِّنا حَسَنٌ.) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- من أراد أن ينفي عن نفسه الباطل يثبت أولاً براءته منه؛ بأن يقول ويعمل بخلافه ثم يتبرأ منه! حينها يصح له أن يقول: أنا بريء من الباطل .
2- أما الحلبي فبخلاف ذلك : حيث يقرر الباطل ويدافع عنه ويطعن في أهل الحق قولاً وفعلاً ! ثم يقول أنا بَراء من الباطل والوقوع فيه !!!
وهذا إما من شدة تلبيسه وتدليسه !
وإما من خلل في عقله وتفكيره فيقرر الباطل ويتبرأ منه .
وصدقاً : كلامك يا حلبي يصدق عليه كاد المريب أن يقول خذوني .
3- وكلام الحلبي هذا قائم على القاعدة الباطلة نصحح ولا نجرح.
4- وتهويش الحلبي بقوله (أما أن نبدعهم ثم نبدع من يتعامل معهم! أو نسقطه !)
أقول : العلماء السلفيون في منهجهم عموماً لا يخرجون عن منهج سلفهم الصالح خصوصاً في باب التعامل مع أهل البدع .
واتهامك لهم بالباطل قد سبق رده في الحلقة السادسة لكني سأنقل هنا بعض النصوص التي تدل على أنك من أبعد الناس عن الضوابط الشرعية في مسألة معاملة أهل البدع :
قال ابن عون ” من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع ” أخرجه ابن بطة في الإبانة (2/473رقم486).
وسأل أَبُو دَاوُد الإمام أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ” أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ ؟
فقَالَ : لَا أَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْ تَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ”أخرجه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/160).
وقد سئل الشيخ ابن باز – رحمه الله – كما في شرح فضل الإسلام (10) : الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟
فأجابسماحته: نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم هو داع إليهم، هو من دعاتهم نسأل اللهالعافية”
5- وقول الحلبي (فهذا أمرٌ لا نضعه في أعناقنا، ولا نرتضيه لأنفسنا : أن نقابل به ربنا “والظلم ظلمات” )
أقول : سبحان الله أنت رضيت بما هو أكبر ذلك! أما رضيت بالطعن الشديد الغادر الكاذب في بعض العلماء السلفيين.
أما رضيت بالثناء على أهل البدع والأهواء والمحاربين للمنهج السلفي .
أما قعدت القواعد الباطلة لحرب أهل السنة ونصرة أهل البدعة .
ما هذا الورع البارد، والتقوى في غير محلها.
وقول الحلبي ( ومن أبى ذلك منَّا فليفعل هو ما يريد كما يريد!!
{وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً}
(وَرَسُولُنا ﷺ يَقُول: «مَنْ ذَبَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيه بِالغَيْبَة: كَانَ حَقًّا عَلى الله أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّار» [«غَايَةُ المَرَام» (431)].
… وظنُّنا بربِّنا حَسَنٌ. )
أقول : الحلبي لا يستحي أن يتكلم بمثل هذا الأسلوب التهكمي مع أهل العلم !!
وهل العلماء السلفيون عندما كشفوا عوار جمعية إحياء التراث ومن يدافع عنها، بنوه على أهوائهم وما يحلو لهم أم أن كلامهم مبني على المنهج السلفي الواضح الناصح الأمين الذي لا غش فيه ولا تدليس ولا تلبيس .
ثم إن العلماء السلفيين من أشد الناس ورعاً وتقوى وخوفاً من الله فلا يتكلمون إلا بعلم وحلم وحكمة ودراية بحمد الله تعالى. وحالهم كما وصفهم الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء (11/82) بقوله ” نحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل لكن هم أكثر الناس صواباً وأندرهم خطأ وأشدهم إنصافاً وأبعدهم عن التحامل” انتهى .
ثم هل كلام العلماء السلفيين في أهل الأهواء والمنحرفين يعد من الغيبة !!!
أين حرصك على الضوابط الشرعية المزعوم أم أنه كلام يخالفه الفعال، ومن باب آخر : على حسب مصلحتك !!!
فالسلفي الصغير المبتدئ يعرف أن الكلام في أهل الانحراف ليس من الغيبة بل هو من النصيحة : قال ابن أبي زمنين في أصول السنة (293) لم يزل أهل السنة يعيبون أهل الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم، ويخوفون فتنتهم، ويخبرون بخلاقهم، ولا يرون ذلك غيبة لهم، ولا طعناً عليهم”
وقال ابن رجب في شرح العلل (1/348) الكلام في الجرح والتعديل جائز، قد أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها، لما فيه من تمييز ما يجب قبوله من السنن، مما لا يجوز قبوله. وقد ظن بعض من لا علم عنده أن ذلك من باب الغيبة، وليس كذلك، فإن ذكر عيب الرجل إذا كان فيه مصلحة، ولو كانت خاصة كالقدح في شهادة شاهد الزور، جائز بغير نزاع، فما كان فيه مصلحة عامة للمسلمين أولى”
وقال ابن رجب في الفرق بين النصيحة والتعيير (2/407-المجموع) ” أهل البدع والضلال ومن تشبه بالعلماء وليس منهم؛ يجوز بيان جهلهم، وإظهار عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم”
ونحن نذكر الحلبي في طعنه في بعض المشايخ السلفيين وفي الشباب السلفي بقول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق” (صحيح الترغيب رقم 2833).
وبقوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال” (صحيح الترغيب رقم 2845) .
وأما قول الحلبي (… وظنُّنا بربِّنا حَسَنٌ. )
فنقول له : ونعم بالله ! ولكن كما قال تعالى { إن تنصروا الله ينصركم } .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس (احفظ الله يحفظك) .
وحديث أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ” أَيُّهَا الناس إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إلا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فقال { يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا من الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إني بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } وقال {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا من طَيِّبَاتِ ما رَزَقْنَاكُمْ } ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّمَاءِ يا رَبِّ يا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ” أخرجه مسلم في الصحيح .
وكما قال الحسن البصري : ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال من قال حسناً وعمل غير صالح رد الله عليه قوله ومن قال حسناً وعمل صالحاً رفعه العمل “
أخرجه ابن المبارك في الزهد (545رقم1565) وابن أبي شيبة في المصنف (6/163رقم30351) وصححه ابن قيم الجوزية في حاشية السنن (12/294) وجود إسناده العلائي كما في فيض القدير (5/356) .
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
الأحد بعد صلاة الظهر
الموافق 5/ 7 /1430هـصيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي الحلبي |
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الرابعة عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي – بحمد الله تعالى – والتي كشفت فيها عن بعض وسوسة الحلبي وتلبيساته في كتابه الذي سماه بـ”منهج السلف الصالح”
وقد سبق في الحلقة الثالثة عشرة مناقشة الحلبي في دفاعه المستميت عن جمعية إحياء التراث الإسلامي .
وفي هذه الحلقة – إن شاء الله تعالى – استكمل شيئاً من دفاع الحلبي عن جمعية إحياء التراث الإسلامي، وجمعية دار البر !
وأسوق لك أخي القارئ كلام الحلبي الذي يدافع فيه عن جمعية إحياء التراث الإسلامي :
أولاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص47) بعد أن ذكر أن جمعية إحياء التراث أرسلت للشيخ ابن باز والشيخ الألباني وَرَقاتٍ مَجْمُوعَةً فِيهَا بَيَانُ مَنْهَج (الجَمْعِيَّة) فِي العَقِيدَة، وَالدَّعْوَة، وَبَعْض المَسَائِل المَنْهَجِيَّة -يَسْتَنْصِحُونَه-. ( فَالشيخ – أي ابن باز – أَقَرَّهُم عَلَى مَنْهَجِهِم، وَأَيَّدَهُم فِيهِ -سِوَى (مُلاحَظات يَسِيرَة) -كَمَا قَال-.
والشيخ الألباني كَتَبَ -رَحِمَهُ الله- عَلَى نُسْخَتِهِ الخاصَّةِ وَرَقَتَيْنِ؛ تَضَمَّنَتا (مُلاَحَظَاتٍ يَسِيرَة) -أَيْضاً-، دُونَ نَكيرٍ عَلَى (الجَمْعِيَّة) -وَمَا هِي عَلَيْه -” انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- عجيب أمر الحلبي ودفاعه المستميت عن هذه الجمعية الإخوانية، بالكوع والكراع حتى النخاع .
2- ثم من تلبيس الحلبي أنه ادعى أن الألباني رحمه الله تعالى موقفه من جمعية إحياء التراث الإسلامي هو ملاحظات يسيرة، مع أن موقف الشيخ الألباني من الجمعية معروف مشهور، وقد وصفها بالضلال كما في سلسلة الهدى والنور (رقم 700) والحلبي كان حاضراً ذلك المجلس وصوته مسجل، بل علق الحلبي بكلام يؤيد كلام الألباني رحمه الله تعالى، وقد سبق نقل كلام العلامة الألباني في الحلقة الثانية عشرة .
فما الذي غيَّر كلامه وبدل حاله !
ولست أدري لماذا ينسب الحلبي للعلامة الألباني أنه موافق للجمعية ولم ينكر عليها سوى ملاحظات يسيرة !
فانظر أخي القارئ الحصيف مدى مصداقية الحلبي في نسبته الأقوال للعلامة الألباني وكيف ينسب له خلاف ما هو مشهور عنه غير منكور !
3- وقد بيَّن الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى موقف الشيخين الجليلين ابن باز والألباني رحمه الله تعالى بياناً شافياً لا تلبيس فيه ولا تدليس حيث سئل رحمه الله تعالى كما في تحفة المجيب (209رقم6) ما هو موقف الشيخ ابن باز والشيخ الألباني – رحمهما الله – من جمعيةإحياءالتراث ؟
فأجاب – رحمه الله تعالى – بقوله : أما الشيخ الألباني فهو متبرئ منها منذ زمن، والشيخ ابن باز أنكر عليهم بعض الأشياء، والحزبيون ملبسون، فيأتون المشايخ الأفاضل بمن هوموثوق به عندهم من أهل السنة ويقولون: يا شيخ قد حقق الله الخيرالكثير على أيدينا وقد ذهبنا إلى إفريقيا -وهم في الحقيقة ذهبوا يفرقون كلمة المسلمين- وذهبنا إلى إندونيسيا وإلى باكستان وإلى كذا وكذا، والشيخ حفظه الله يصدق، وقد رد على عبدالرحمن عبدالخالق وأنا متأكد أن الشيخ إذا اتضح له أمرهم سيتبرأ منهم “
قلت صدق رحمه الله تعالى فقد وثق ابن معين بعض المجروحين اغتراراً بظاهر حاله، بينما يطعن فيه الأئمة الآخرون، وهذا عين ما وقع للشيخ ابن باز كما حكاه عنه الشيخ مقبل الوادعي رحمهما الله جمعياً .
والعجب أن الحلبي ذكر قصة ابن معين فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص105، ص 122) وأقرها وهي حجة عليه .
ومما يصدق كلام الشيخ مقبل الوادعي من أن الشيخ ابن باز لو اطلع على حالهم ما زكاهم قول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (5/202) الواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، أو جمعية ونصح الجميع؛ بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده، ودعا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم،ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله، فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معه ممن لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله بإتباعه في قوله جل وعلا {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون}”انتهى
قال الشيخ أحمد السبيعي في ( الدفاع عن الشيخ محمد العنجري – وفقه الله – وبيان بعض حقيقة نزاعنا مع ( التراث ) جماعة الأستاذ عبد الخالق ) : فو الله الذي لا إله إلا هو لو كان ابن باز – رحمه الله – حياً ورأى طريقة توظيف أقواله لنصرة أهل هذه الأحزاب و نسبة الكف عن البدع و أهلها إليه ، لبرأ من ذلك مثلما تكلم في الطعن على عدد من دعاة البدع والجماعات كعبد الرحمن عبد الخالق ،فهذا هو الظن الحق بابن باز – رحمه الله تعالى – وبطريقته ، لمن كان يعظمه و يجله حقاً… أما المعايش لهذه الجماعة و يرى جهودها عن كثبٍ ومن قرب في داخل البلد بالليل والنهار فلا يمكن أبداً – إذا كان صادقاً مخلصاً صاحب سنة – تصور أن يلتبس عليه أمر هذه الجماعة و بعدها من السنة ، اللهم إلا أن يكون بينه و بين هذه الجماعات وشائج من القربى العقدية خاصةً في المطالب العصرانية المبنية على مسألة مايعرف بفقه الواقع ، فهذا أمر آخر.
ثانياً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص48) (… وَلاَ يُقَال: هَؤُلاءِ المَشَايِخ -وَهُم الكِبَارُ الكِبَارُ: ابنُ بَاز، وَالأَلْبَانِيُّ، وَابْنُ عُثَيْمِين-: لاَ يَعْرِفُون(!)، وَنَحْنُ نَعْرِف!!
فَهَذَا قد يكون غَمْزاً خَفِياً! وَمَعَ ذَلِك: فَالأَمْرُ لَيْسَ بِهَذِهِ السُّهُولَة!!
إذ يُمْكِنُ أَنْ يُقَال -بالمُقابل-: عَرَفُوا، وَلَكِن: رَأَوُا المَصْلَحَةَ فِي عَدَمِ فِتْنَةِ النَّاسِ بِذَلِك، أوَ أَنَّ مَا أُوخِذُوا بِهِ لاَ يَصِلُ أَنْ يَكُونَ سَبِيلَ تَبْدِيعٍ وَتَضْلِيلٍ لَهُم!!!) انتهى
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله (فهذا لمز يشبه من باب آخر! غمز علمائنا هؤلاء بجهل فقه الواقع) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي يدرك أن تزكية بعض المشايخ الكبار للجمعية لا تفيدها ما دام أن واقعها مخالف لمنهج السلف، فحاول أن يجعل تزكية المشايخ بناء على علمهم بواقعهم.
2- وكلام العلماء في جمعية إحياء التراث هو من باب الجرح والتعديل، الذي يطلع فيه الجارح على أسباب جرح لم يطلع عليها المعدل!
3- ومعلوم عند صغار طلاب علم الحديث أن جرح الجارح لا يعني الطعن في المعدل، بل يقول له أنا عندي زيادة علم على تعديلك يستحق به الجرح.
4- فإذا علم هذا ظهر أن من طعن في جمعية إحياء التراث لا يدعون أن العلماء الكبار الذين زكوا الجمعية لا يفقهون الواقع، بل يقولون عندنا زيادة علم بواقعهم على ما عندكم من علم بواقعهم .
5- ثم فرق بين رمي العلماء بعدم فقه الواقع العام، وبين نفي علم العالم بواقع خاص، فحال جمعية إحياء التراث ليس من الأمور العامة التي يدركها كل أحد .
6- ثم هل تزعم يا حلبي أن العالم مطلع على الأمور جميعها، أم أنه بشر تخفى عليه بعض الأمور، كما تخفى على غيره !
ففي صحيح البخاري كتاب الوضوء باب المسح على الخفين(1/305رقم202-فتح) عن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ عن سَعْدِ بن أبي وَقَّاصٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَسَحَ على الْخُفَّيْنِ .
وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ سَأَلَ عُمَرَ عن ذلك ؟ فقال نعم إذا حَدَّثَكَ شيئاً سَعْدٌ عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلا تَسْأَلْ عنه غَيْرَهُ .
قال الحافظ في فتح الباري (1/306) : (( فيه أن الصحابي القديم الصحبة قد يخفى عليه من الأمور الجلية في الشرع ما يطلع عليه غيره؛ لأن ابن عمر أنكر المسح على الخفين مع قديم صحبته وكثرة روايته )) انتهى
فإذا خفيت على صحابي سنة مشهورة ألا يخفى على بعض العلماء حال جمعية إحياء التراث من باب أولى .
7- وأما محاولة الحلبي تهمة السلفيين بأنهم يطعنون في العلماء ويغمزون فيهم فهذا من سوء أدبه، ومن دسائسه التي يحاول بها الطعن على أهل المنهج السلفي فالله حسيبه.
8- وقول الحلبي “إذ يُمْكِنُ أَنْ يُقَال -بالمُقابل-: عَرَفُوا، وَلَكِن: رَأَوُا المَصْلَحَةَ فِي عَدَمِ فِتْنَةِ النَّاسِ بِذَلِك” انتهى
أقول : هذا الكلام فيه مغالطة فلسفية قبيحة؛ لأنه رمي للعلماء الكبار في العالم الإسلامي بالسكوت عن حال أهل البدع والأهواء.
ومما يدل على بطلان هذه المغالطة أمور :
– أن العلماء تكلموا فيما هو أكبر منها من المسائل الشرعية، وبينوا موقفهم .
– أنهم انتقدوا بعض الجوانب التي اطلعوا عليها من حال هذه الجمعية.
– أن دعوى التحذير من الجمعية يسبب فتنة تحتاج إلى دليل، بل الفتنة أن يخدع الناس بتزيين حال أهل البدع .
– أن بعض العلماء أثنى على جمعية إحياء التراث الإسلامي، فلو كانت هناك مصلحة لعدم الطعن لم يثنوا عليها أصلاً، وإذا عذر العالم في السكوت فلا يعذر في تزيين الباطل والتشجيع عليه .
وقول الحلبي (أوَ أَنَّ مَا أُوخِذُوا بِهِ لاَ يَصِلُ أَنْ يَكُونَ سَبِيلَ تَبْدِيعٍ وَتَضْلِيلٍ لَهُم!!!)
أقول : هذا كلام باطل؛ لأن جمعية إحياء التراث تسير على منهج الإخوان، وهو منهج قد حكم بضلاله العلماء الكبار، ولقد أضرت هذه الجمعية بالمنهج السلفي وأهله في مشارق الأرض ومغاربها الأمر الذي لم يلحقهم فيه الإخوان المسلمون !
فلا أدري أين عقل الحلبي عندما يتكلم بمثل هذه الكلام ! أيظن أنه يتكلم في قفر أو بين صم وبكم.
ثالثاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص48) (القول في هذه الجمعية من موارد النزاع وليس من مسائل الإجماع!
فَلاَ يَجُوزُ لِأَحَدٍ -كَائِناً مَنْ كَان- أَنْ يُلْزِمَ غَيْرَهُ بِرَأْيِهِ إِلاَّ بِالحُجَّةِ والبَيَان، وَالدَّلِيل وَالبُرْهَان -دُون الفِتْنَةِ وَالامْتِحَان-.) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي يريد أن يصل إلى هذه النتيجة بكل سبيل، ولو بالتدليس والتلبيس؛ ليخرج نفسه من مأزق التعامل والدفاع عن أهل البدع والأهواء سواء أهل جمعية إحياء التراث أو غيرهم .
2- والحلبي يبرئ هذه الجمعية من المنهج الباطل الذي تسير عليه، وبنى على هذه التبرئة أن خلافنا مع الجمعية خلاف فرعي فقهي أو خلاف يسوغ فيه الاجتهاد.
3- ولا شك أن هذه النتيجة التي توصل لها الحلبي باطلة لبطلان مقدماتها.
4- فهجر أهل البدع والأهواء ليس من موارد النزاع بل عليه إجماع السلف قال الصابوني في عقيدة السلف (123) وأجمعوا كلهم على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم” انتهى
وقال البغوي في شرح السنة (1/227) : وقد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم” انتهى
5- وهل مسألة :
– السير على منهج عبدالرحمن عبد الخالق التكفيري .
– وتعاونهم مع الرافضة .
– وإبراز أهل البدع والأهواء .
– والتمييع في التعامل مع أهل البدع والأهواء ودعمهم .
– والإمارة والبيعة والبرلمانات والديمقراطية .
وقد ضللهم العلامة الألباني رحمه الله تعالى بهذه الفقرة وحدها وبحضورك يا حلبي ! فأين تمسحك بالألباني ولهجك بقول شيخنا! شيخنا!!
– وتفريق السلفيين.
– والمنهج الإخواني والقطبي والتكفيري .
– والتحريض على الحكام و منازعة الأمر أهله .
– ومدح بعض أعضائها لتنظيم القاعدة مجاهراً بذلك .
فهل هذه الأمور عندك يا حلبي من موارد النزاع التي يسوغ فيها الاختلاف، ولا يلزم تضليل المخالف لها.
أليس بيان هذه الضلالات من الحجج والبراهين ! فما الحجج والبراهين ! وهل هناك سلفي بعد هذا يطالب بالحجج والبراهين !!
6- ثم مسائل النزاع مرجعها إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (17/311) مسائل النزاع التي تنازع فيها الأمة في الأصول والفروع إذا لم ترد إلى الله والرسول لم يتبين فيها الحق بل يصير فيها المتنازعون على غير بينة من أمرهم”
وقال شيخ الإسلام أيضاً كما في مجموع الفتاوى (17/205) الصواب في جميع مسائل النزاع ما كان عليه السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وقولهم هو الذي يدل عليه الكتاب والسنة والعقل الصريح والله سبحانه أعلم” انتهى
7- والحلبي بهذه الطريقة الماكرة يجعل لمخالف الحق سبيلاً للتخلص من الالتزام والانقياد بالحق، بل هذه الطريقة تهدم على الحلبي كتبه التي ألفها للرد في بعض مسائل النزاع كرده على الصابوني في التراويح وكرده على الغماري في السبحة.
8- بل هي قاعدة تجعل الدين والمنهج السلفي أفيح لا يعرف فيه حق من باطل.
فمهما أنكرت على صاحب منكر ما فعله ، فالمخرج عنده : هي مسألة متنازع فيها، وهذا هو عين ما يقوم به هو وأتباعه من تسويغات واهية لمنكرات قائمة ناسين أو متناسين أن خلاف الحق لا عبرة به ! وهذه طريقة الإخوان المسلمين عينها في رد الحق والدفاع عن أهل الباطل .
رابعاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص49) (… مُؤَكِّداً -فِي البِدْءِ وَالخِتَام- أَنِّي مَا كَتَبْتُ هَذا إِلاَّ لِلإِنْصَافِ -لِنَفْسِي وَلِغَيْرِي- مِن مشايخي، وإخواني السَّلَفِيِّين-؛ دَفْعاً لِلتَّقَوُّلِ وَالتَّقْوِيل، وَرَدًّا لِلظَّنِّ وَالأَقَاوِيل، ونقضاً لما قد يكون بغير حق سبباً للإرجاف والتهويل ….
وَكذلك؛ تَجَاوُباً مَعَ ذلك الأثر السلفي الجميل : اعدل لعدوك عدلك لصديقك”
واستجابة أيضاً لبَعْضِ «تَوْجِيهَات» فَضِيلَةِ الشَّيْخ ربيع بن هادي -وَفَّقَهُ الله-؛ إِذْ يَقُول:
«نُحَذِّرُكُم مِنَ الظُّلْم، وَارْتِكَابِ البَهْت، وَانْتِهَاكِ أَعْرَاضِ مَنْ تُخَاصِمُونَهُم بِحَقّ -لَوْ كُنْتُم عَلَى حَقّ-؛ فَضْلاً عَنْ أَنْ تَرْتَكِبُوا كُلَّ هَذا فِي حَقِّ مَنْ تُخَاصِمُونَهُم بِالبَاطِل”
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (2) بقوله عن جمعية دار البر بدبي : ( وَمَا قِيلَ فِي هَذِهِ «الجَمْعِيَّةِ» قِيلَ مِثْلُهُ -وَلِلأَسَفِ- فِي «جَمْعِيَّةِ دَارِ البِرّ» -فِي دُبَيّ-!!! مَعَ أَنَّ القَوْلَ (الحَقَّ) -فِي هَذِهِ (الجَمْعِيَّة)- أَوْضَحُ -بِكَثِير-: فَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّنا خَالَطْنَا هَذِهِ «الجَمْعِيَّة» -عَنْ قُرْب-؛ وَعَايَشْنَا القَائِمِينَ عَلَيْهَا -سَفَراً وَحَضَراً-، وَعَرَفْنَا أَفْكَارَهُم، وَتَوَجُّهَاتِهِم -مُطَالَعَةً وَنَظراً-؛ فَلَمْ نَرَ إِلاَّ الدَّعْوَةَ إِلَى السُّنَّة، وَلَمْ نَرَ إِلاَّ الحِرْصَ عَلَى العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ، وَلَمْ نَرَ إِلاَّ الحَقَّ وَأَهْلَه، وَالرِّفْقَ، وَاللِّينَ، والحِكمةَ.. فَعَجَباً.. هَلْ هَكَذا يَكُونُ الاتِّهَام لِلكِرام -بِمَحْضِ الخِصَام-؟!!). انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي يسوي بينه وبين المشايخ السلفيين الذين أثنوا على جمعية إحياء التراث، ولا شك أن هذا من الظلم؛ للفارق السحيق بينه وبينهم :
فأولاً : المشايخ السلفيون لم يطلعوا على حقائق وخفايا ما عند جمعية إحياء التراث بخلاف الحلبي الذي اطلع على حالهم وسوء فعالهم بل قال الحلبي في جلسة (68-تنبيه الفطين) : إحياء التراث الحقيقة أنا أعلم الناس بها ” إلا أنه يراوغ ويدافع عنهم بالباطل .
وثانياً : لأن المشايخ السلفيين لم يشتغلوا بالدفاع عنها والوقوف في وجه إخوانهم المشايخ السلفيين للرد عليهم بخلاف حال الحلبي.
وثالثاً : أن بعض المشايخ السلفيين بُراء مما نسبه إليهم الحلبي من تزكية الجمعية كالشيخ ناصر الدين الألباني .
2- وقول الحلبي (دَفْعاً لِلتَّقَوُّلِ وَالتَّقْوِيل، وَرَدًّا لِلظَّنِّ وَالأَقَاوِيل، ونقضاً لما قد يكون بغير حق سبباً للإرجاف والتهويل)
أقول: الحلبي يرمي المشايخ السلفيين الذين تكلموا في جمعية إحياء التراث بالحجج والبراهين وأدانوهم بأقوالهم وأفعالهم وثمارهم المُرة بأنهم أهل تَقوُّل وتقويل أي أنهم ينسبون للأبرياء ما لا يقولونه، وأنهم أهل ظن سوء، وأهل إرجاف وتهويل!!!
وكفى بهذا القول عاراً وشناراً عليك أيها الحلبي!
فالحلبي لا يخشى الله في العلماء السلفيين فيرميهم بهذه الفواقر التي هم منها أبرياء، مستمراً في عادته في تهويل الأمور والتهويش والتحريش والتهريش .
وقد سبق في (الحلقة السادسة والسابعة) النقض بالحق لكلام الحلبي الباطل المضلل للخلق .
3- وقول الحلبي (وَكذلك؛ تَجَاوُباً مَعَ ذلك الأثر السلفي الجميل : اعدل لعدوك عدلك لصديقك”)
أقول : نحن ننتقد الأحزاب والجمعيات بحق وعدل ولا نتجاوز ما فيهم.
وهم يفترون علينا أشد ألوان الافتراءات ويشوهوننا ويشوهون منهجنا منهج السلف ! ويؤصلون الأصول الفاسدة التي تضاد المنهج السلفي وأصوله وأنت تدافع عنهم بالأصول الفاسدة والتشويهات الظالمة ! ثم ما تكفيك هذه البلايا حتى تذهب تدعي العدل والدعوة إلى العدل ! وهذا أمر لا تطلبه من الظالمين الجائرين بل تطلبه من أهل الحق العادلين ! فأي ظلم هذا الذي أنت واقع فيه !!
{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } .
وبهذا يظهر أن المنهج السلفي في معاملة المبتدع لا يعني ظلمه، ولا يعني التعدي عليه، بل هو زجر له عن باطله، وتأديب له، ورحمة به ولغيره من أتباعه الذين يغويهم؛ فيضلّوا بسببه، ويستحق زيادة الإثم بسببهم ” ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها …، وكل ذلك امتثالاً لمنهج السلف كما سبق تقريره في ( الحلقة السابعة).
4- وقول الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى الذي نقله الحلبي موجه لأناس يحاربون السلفيين، ويخالفون منهجهم ويظلمونهم في خصوماتهم! كما تفعل أنت الآن يا حلبي وأتباعك فيما سميته منتدى (كل السلفيين) مع الأسف.
5- ولو أكملت كلام الشيخ العلامة ربيع المدخلي لعلمتَ أنك تدخل فيمن حذرهم، حيث قال حفظه المولى عز وجل ” … وَإِنَّنِي لأَخَافُ عَلَى كثِيرٍ مِنْ أَصْحَابِ العَوَاطِفِ العَمْيَاءِ، وَالتَّبَعِيَّةِ البَلْهَاءِ أَنْ يَقَعُوا فِي اسْتِحْلاَلِ أَعْرَاضِ الأَبْرِيَاءِ مِنْ دُعاةِ السُّنَّةِ وَالحَقِّ -فَضْلاً عَنْ غَيْرِهِم مِنَ الأَبْرِياء-» انتهى .
فهذا يصدق عليك أيها الحلبي؛ لأنك ممن تطعن في السلفيين الأبرياء، وتَتَقَوَّل عليهم ما لا يقولونه، وترميهم بالدواهي والفواقر فالله حسيبك .
6- وليس تحذير السلفيين من أهل الأهواء والبدع من الظلم الذي حذر منه الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى بل التحذير من أهل الأهواء والبدع من فروض الكفايات!
7- وأما جمعية دار البر التي يدافع عنها الحلبي فالمشهور والمنتشر في أوساط السلفيين أنها فرع لجمعية إحياء التراث الإسلامي، وتسير على خطاها، وقد كان الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في آخر حياته يحذر من جمعية دار البر، ويقول عنها حزبية، ويذكر عنها أموراً تجرحها وإليك بعض أقواله رحمه الله تعالى :
قال رحمه الله تعالى في مرض موته : إن شفانا الله فإن شاء الله أنها تموت هذه الفتنة، والله لو تمكن أبو الحسن لرمى بإخوانه هكذا, أخشى على الدعوة من جمعية البر ومن أبي الحسن انتهى
وسئل رحمه الله تعالى: بالنسبة لموضوع الأشرطة يعني أنتم لا ترون نشرها … تقصدون في الإنترنت أو حتى يعني مسألة التسجيل والبيع؟؟
الشيخ: لمن ؟
السائل : يعني أشرطة الإيمان وأشرطة جمعية البر … يعني أنتم تنصحون بعدم تسجيلها وبيعها ؟
الشيخ : أشرطة من ؟
السائل : أشرطة أبي الحسن في الإيمان وشريطه حول جمعية البر ؟
الشيخ : … لانرى بيعها جزاك الله خيراً … ولا أيضاً نشرها … وهذا يعني نحن غارقون في المشاكل … ما نفتح لنا مشاكل جديدة !
السائل : طيبإن شاء الله.
الشيخ : حفظكم الله
السائل : نحن يا شيخ نشرنا الشريط حول جمعية البر … قد نشرنا منه كمية … الشريط الذي أخرجه أبو الحسن في الدفاع عن جمعية البر قد أخرجنا منه كمية … لكن إن شاء الله نوقف الآن
الشيخ : حفظكم الله أحسنت … انتهى
وقال رحمه الله تعالى في غارة الأشرطة (2/5) : نحن بحمد لله قد تكلمنا على جمعية الحكمة والتحذير منها، وليس معناه أننا نقر جمعية الإصلاح ولا جمعية الإحسان ولا جمعية البر؛ لأنها تعترف بالانتخابات، ولأنها بين حزبية ظاهرة كجمعية الإصلاح، وبين حزبية مغلفة كجمعية الحكمة. يلومننا أن تكلمنا في جمعية الإحسان والحكمة وكذا البر ” انتهى وانظر: المجروحون عند الإمام الوادعي (131) .
وقال حسن الريمي في كتابه السهام الوادعية في نحور أقطاب الجمعيات الحزبية (60) في الحاشية : قد أظهرت جمعية البر عن حزبيتها خصوصاً في فتنة أبي الحسن المأربي “
وقال أبو عبد الله حمزة بن عون الجزائري في فتاوى العلماء في التحذير من الجمعيات لما احتوته من أضرار وبلاء (16) عن جمعية دار البر : قد تكلم فيها الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ وهكذا علماء ومشايخ اليمن ـ حفظهم الله ـ وحذروا منها , ثم إن القائم على فرعها في اليمن هو أبو الحسن المأربي المصري “
ومن رد الحلبي على الحلبي :
ما ذكره في كتابه الدعوة إلى الله (75) بقوله : المبحث السابع : الحزبية : مُخَلَّفات ونتائج :
… نذكر ها هنا قاعدة مهمة تبين وجه الحق صبيحاً، وتظهر الصواب أبلج مليحاً :
قال العلامة ابن القيمرحمه الله : إذا أشكل على الناظر أو السالك حكم شيء هل هو الإباحة أو التحريم ؟ فلينظر إلى مفسدته وثمرته وغايته فإن كان مشتملاً على مفسدة راجحة ظاهرة فإنه يستحيل على الشارع الأمر به أو إباحته بل العلم بتحريمه من شرعه قطعي، ولا سيما إذا كان طريقاً مفضياً إلى ما يغضب الله ورسوله موصلاً إليه عن قرب وهو رقية له ورائد وبريد فهذا لا يشك في تحريمه أولو البصائر”
“والفقيه من نظر في الأسباب والنتائج وتأمل المقاصد”
فلنقس الحزبية من خلال هذا المنظار الدقيق !
ماذا نحن وإياكم واجدون ؟ … انتهى كلام الحلبي
أقول : صدق الإمام الألباني رحمه الله تعالى حين قال ” الجمعيات أستار الحزبيات”
فلا أدري هل الحلبي سيعمل بقول العلامة الألباني أم يفارقه كما فارقه في أمور كثيرة ؟!
وقول الحلبي (هَلْ هَكَذا يَكُونُ الاتِّهَام لِلكِرام -بِمَحْضِ الخِصَام-)
أقول : من قال الحق، ورد الباطل بالحجة والبرهان فلا يقال في مثله أنه اتهم الكرام بمحض الخصام، ولكنك يا حلبي تهرش وتهوش !
ولا أدري هل يقول الحلبي بأنهم ( كرام !!) بمليء فيه وغيره !!!
ولا أدري ما وجه كونهم كراماً ! مع محاربتهم للسلفيين ونصرتهم للحزبيين !
وليت الحلبي يوضح لنا وجه كرمهم بالنسبة له ! ويذكر لنا من كرمهم شيئاً يعلمه أكثر من غيره !!!
خامساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص49) (قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (28/212) مبيناً أن الهجر مشروط بتحصيل المصالح ودفع المفاسد ” فإذا تعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيرا من العكس ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- لا يزال الحلبي مستمراً في التلبيس والتدليس شأنه شأن أهل الباطل الذين لا يستطيعون ترويج باطلهم إلا بالحيل والمكر.
2- فكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مراعاة المصالح ودفع المفاسد في حالة الضرورة، لا مطلقاً كما أوهمه فعل الحلبي واستدلاله. فقد قال شيخ الإسلام قبله كما في مجموع الفتاوى (28/310) في مسائل إسحاق بن منصور وذكره الخلال في كتاب السنة في باب مجانبة من قال القرآن مخلوق عن إسحاق أنه قال لأبى عبد الله من قال القرآن مخلوق ؟ قال : ألحق به كل بلية . قلت : فيظهر العداوة لهم أم يداريهم ؟ قال : أهل خراسان لا يقوون بهم .
وهذا الجواب منه مع قوله في القدرية لو تركنا الرواية عن القدرية لتركناها عن أكثر أهل البصرة ومع ما كان يعاملهم به في المحنة من الدفع بالتي هي أحسن ومخاطبتهم بالحجج يفسر ما في كلامه وأفعاله من هجرهم والنهى عن مجالستهم ومكالمتهم حتى هجر في زمن غير ما أعيان من الأكابر وأمر بهجرهم لنوع ما من التجهم فإن الهجر نوع من أنواع التعزير … لما كثر القدر في أهل البصرة فلو ترك رواية الحديث عنهم لاندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم فإذا تعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد … إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى.
فظهر بهذا أن كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى هذا في مسألة الضرورة لا مطلقاً !! كما أوهمت مدلِّساً يا حلبي !!
وهنا يقال لك ولأمثالك : الضرورة تقدّر بقدرها؛ لأن هجر المبتدعة واجب وخلطتهم محرّمة .
ثم لمجانبة أهل البدع مصالح وفوائد عديدة أذكر في هذه العجالة بعضها :
هجر أهل البدع فيه إكرام للدين:
أخرج ابن وضاح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال ” من أحب أن يكرم دينه فليعتزل مجالسة أصحاب الأهواء؛ فإن مجالستهم ألصق من الجرب”
مصلحة حفظ الدين بإحياء السنن وإماتة البدع :
قال المعلمي صدع الدجنة ” قد تدبرت أنواع الفساد، فوجدت عامتها نشأت عن إماتة السنن، أو إقامة البدع، ووجدت أكثر المسلمين يبدو منهم الحرص على إتباع السنن واجتناب البدع، ولكن التبس عليهم الأمر، فزعموا في كثير من السنن أنه بدعة، وفي كثير من البدع أنه سنة.
وكلما قام عالم فقال: هذا سنة، أو هذا بدعة، عارضه عشرات، أو مئات من الرؤساء في الدين الذين يزعم العامة أنهم علماء، فردوا يده في فيه، وبالغوا في تضليله والطعن فيه، وأفتوا بوجوب قتله، أو حبسه، أو هجرانه، وشمروا للإضرار به وبأهله وإخوانه، وساعدهم ثلاثة من العلماء، عالم غال، وعالم مفتون بالدنيا، وعالم قاصر في معرفة السنة، وإن كان متبحراً في غيرها”
مصلحة المهجور نفسه بأن تخمد فتنته ويرتدع عما هو عليه من باطل.
أخرج الآجري في الشريعة عن أيوب أنه قال ” لست براد عليهم أشد من السكوت”
مصلحة المهجور نفسه بأن لا يكثر أتباعه على باطله فيبوأ بإثمهم جميعاً.
أخرج العقيلي في الضعفاء عن أبي صالح الفراء قال حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن ؟
فقال ذاك يشبه أستاذه يعنى الحسن بن حيي
قال قلت ليوسف أما تخاف أن تكون هذه غيبة
فقال لِمَ يا أحمق أنا خير لهؤلاء من أمهاتهم وآبائهم أنا أنهي الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتبعتهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم”
مصلحة المهجور نفسه بأن لا يغتر بما عنده من البدع بكثرة أتباعه أنه على الحق فيستمر على باطله.
مصلحة الهاجر نفسه بأن يحمي نفسه وقلبه من أفكار وضلالات أهل البدع.
أخرج الآجري في الشريعة عن ابن عباس أنه قال ” لا تجالس أهل الأهواء؛ فإن مجالستهم ممرضة للقلوب”
وأخرج ابن أبي زمنين في أصول السنة عن مصعب بن سعد أنه قال ” لا تجالس مفتوناً، فإنك منه على إحدى اثنتين: إما أن يفتنك فتتبعه، وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه”
وأخرج الدارمي عن أبي قِلَابَةَ أنه قال ” لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْأَهْوَاءِ ولا تُجَادِلُوهُمْ فَإِنِّي لَا آمَنُ أن يَغْمِسُوكُمْ في ضَلَالَتِهِمْ أو يَلْبِسُوا عَلَيْكُمْ ما كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ”
وأخرج ابن سعد في الطبقات أنه دخل رَجُلَانِ من أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ على بن سِيرِينَ فَقَالَا يا أَبَا بَكْرٍ نُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ قال لَا قالا فَنَقْرَأُ عَلَيْكَ آيَةً من كِتَابِ اللَّهِ قال لَا لِتَقُومَانِ عَنِّي أو لَأَقُومَنَّ قال فَخَرَجَا فقال بَعْضُ الْقَوْمِ يا أَبَا بَكْرٍ وما كان عَلَيْكَ أن يقرأ عَلَيْكَ آيَةً من كِتَابِ اللَّهِ تعالى قال إني خَشِيتُ أن يقرأ عَلَيَّ آيَةً فَيُحَرِّفَانِهَا فَيَقِرُّ ذلك في قَلْبِي”
قال الآجري في الشريعة ” إن قال قائل فإن كان رجل قد علمه الله – تعالى – علماً فجاءه رجل يسأله عن مسألة في الدين ينازعه فيها ويخاصمه ترى له أن يناظره حتى تثبت عليه الحجة ويرد عليه قوله ؟
قيل له هذا الذي نهينا عنه وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين !
فإن قال فماذا نصنع ؟
قيل له إن كان الذي يسألك مسألته مسألة مسترشد إلى طريق الحق لا مناظرة فأرشده بألطف ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة وقول الصحابة وقول أئمة المسلمين رضي الله عنهم
وإن كان يريد مناظرتك ومجادلتك فهذا الذي كره لك العلماء فلا تناظره واحذره على دينك كما قال من تقدم من أئمة المسلمين إن كنت لهم متبعاً
فإن قال فندعهم يتكلمون بالباطل ونسكت عنهم ؟
قيل له سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين “
أخرج ابن بطة في الإبانة عن مفضل بن مهلهل أنه قال ” لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته، وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه، ثم يدخل عليك بدعته، فلعلها تلزم قلبك، فمتى تخرج من قلبك”
مصلحة الهاجر نفسه بأن لا يكون فتنة لغيره بدلالته على أهل البدع بتكثير سوادهم.
في الشريعة للآجري : سأل أبو طالب الإمام أحمد عمن يقول في القرآن (ليس هو مخلوقاً) إذا لقيه في الطريق وسلم أيرد عليه السلام ؟
فقال الإمام أحمد : لا تسلم عليه! ولا تكلمه! كيف يعرفه الناس إذا سلمت عليه! وكيف يعرف هو أنك منكر عليه! فإذا لم تسلم عليه عرف الذل وعرف أنك أنكرت عليه وعرفه الناس”
وقال قوام السنة الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة ” ترك مجالسة أهل البدعة ومعاشرتهم سنة لئلا تعلق بقلوب ضعفاء المسلمين بعض بدعتهم وحتى يعلم الناس أنهم أهل البدعة ولئلا يكون مجالستهم ذريعة إلى ظهور بدعتهم”
وسئل الشيخ ابن باز – رحمه الله – كما في شرح فضل الإسلام : الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟
فأجاب سماحته: نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم وهو داع إليهم، هو من دعاتهم نسأل الله العافية”
مصلحة الهاجر نفسه بأن يسلم من أذاه :
أخرج ابن أبي زمنين في أصول السنة عن مصعب بن سعد أنه قال ” لا تجالس مفتوناً، فإنك منه على إحدى اثنتين: إما أن يفتنك فتتبعه، وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه”
مصلحة عامة الناس بأن يبتعدوا عن أهل البدع .
قال ابن رجب في الفرق بين النصيحة والتعيير ” أهل البدع والضلال ومن تشبه بالعلماء وليس منهم، فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم “
وهناك أيضاً مصالح أخرى ، ومفاسد من مخالطتهم ومجالستهم.
أقول : هذا في هجر أهل السنة لأهل الأهواء هذا إن حصل من أهل السنة إلا أن الواقع أن أهل التحزب والأهواء هم الذين يبدؤون بهجر أهل السنة والتنفير منهم وتشويههم بالشائعات الظالمة القائمة على الكذب والفجور هذا ما يفعله الإخوان المسلمون والقطبيون ومن تابعهم من المتسترين بالسلفية المجندين لحماية رؤوس الأخوان كالبنا وسيد قطب والمودودي والغزالي .
هؤلاء المجندون هم أمثال عدنان عرعور والمغراوي أبي الحسن المأربي المصري ومحمد حسان ومن سلك مسالكهم .
هؤلاء وأتباعهم هم الذين يبدؤون بهجر أهل السنة ومحاربتهم بالأكاذيب والشائعات الظالمة ثم يتباكون ويوهمون الناس أن أهل السنة يظلمونهم ويهجرونهم ثم ما يكتفي هؤلاء بهذه الأعمال الظالمة فيقومون بتأليف الكتب التي يحرفون فيها منهج السلف وأصوله في الهجر ! والسلف ومنهجهم في وادٍ وهم في وادٍ .
وما كتاب الحلبي الذي سماه منهج السلف الصالح إلا امتداداً لأعمال هؤلاء ولمؤلفاتهم وما كتبه إلا حرباً على أهل السنة وحماية وانتصاراً لهذه الأحزاب ودوراناً في فلكهم وكل ذلك تحت ستار منهج السلف الصالح وهو منهم براء .
سادساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص50) (قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد (3/303-مؤسسة الرسالة) ” ومن فوائد يوم الحديبية : أن المشركين وأهل البدع والفجور والبغاة والظلمة إذا طلبوا أمراً يعظمون فيه حرمة من حرمات الله تعالى أجيبوا إليه وأعطوه وأعينوا عليه وإن منعوا غيره فيعاونون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى لا على كفرهم وبغيهم ويمنعون مما سوى ذلك فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مرض له أجيب إلى ذلك كائناً من كان ما لم يترتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه وهذا من أدق المواضع وأصعبها وأشقها على النفوس)
وعلق الحلبي في الحاشية على قول ابن قيم الجوزية (أعينوا عليه) في الحاشية رقم (1) بقوله (أخشى أن يأتي متسرع وبالباطل متدرع ليتهم الإمام ابن القيم رحمه الله بالتهاون والتمييع و… و…) . انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي يترك كلام السلف الواضح البين في هجر أهل البدع وعدم التعامل معهم، ويبحث هنا وهناك ليقف على قول لعالم يؤيد مشربه في الظاهر، وهذا ليس دأب وشأن مريد الحق، بل هو شأن من اتبع هواه .
2- ثم كلام الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في بيان ما يصلح للإمام أن يعمله، وليس لآحاد الرعية، وفرق بينهما عند أهل الفقه والفهم لا أهل التشغيب والسقم.
3- وفي كلام ابن قيم الجوزية ما يرد على استدلال الحلبي! فتأمل قول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى إذ يقول :
– (طلبوا أمراً يعظمون فيه حرمة من حرمات الله)
أي طلبوا من ولي الأمر الذي بيده مراعاة المصالح العامة والنظر فيها .
لا من آحاد الرعية.
ويعانون في أمر فيه مصلحة لإقامة شرع الله، ولا يفتح الباب لهم بالكلية ، ويؤكده قوله .
– (وإن منعوا غيره، فيعانون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى لا على كفرهم وبغيهم ويمنعون مما سوى ذلك ).
مما يدل أنهم لا يعانون على أمر لا مصلحة فيه وإن كان مشروعاً فضلاً من أن يعانوا على باطلهم ويتركون دون منع وردع .
فالحاصل أنهم يجابون من ولاة الأمور فيما فيه مصلحة عظمى للإسلام والمسلمين وفيما فيه تعظيم لحرمات الله وعند الضرورة لا في كل الأحوال كما يريده الحلبي ومن على دربه يسير !!
ولا شك أن ما حصل من هذه الجمعية من أضرار جسيمة وفتن ومحن لأهل السنة يكفي من كان بصيراً وفقيهاً وسلفياً حقاً وصدقاً أن يحرم التعامل معها ولا يقيسها بكلام ابن قيم الجوزية مع الفارق السحيق بينهما .
وأنا أريد أمثلة من الحلبي فيها بيان ما حرمات الله التي يدعو إليها أهل البدع والأهواء حتى يلام أهل السنة إذا لم يستجيبوا لهم !
وأقول للحلبي : لا يدعو أهل الأهواء : أهل السنة إلا إلى البدع والضلال فيضطر أهل السنة إلى رد باطلهم والتحذير منه، وهذا من أوجب الواجبات على أهل السنة؛ لأنه من الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا يغيظ أهل الأهواء وحماتهم .
4- وأما تعليق الحلبي بقول (أخشى أن يأتي متسرع وبالباطل متدرع ليتهم الإمام ابن القيم رحمه الله بالتهاون والتمييع و… و…)
أقول : هكذا يسخر الحلبي من بعض المشايخ السلفيين، ويرميهم بالتسرع في القول ورمي البراء بالباطل، بينما يكيل الثناء والتمجيد للمخالفين للسلفيين !!
وقد سبق في (الحلقة السادسة) نقض اتهامه الباطل للمشايخ السلفيين بهذه الفرية .
سابعاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص50) ( كلام هذين الإمامين الجليلين أحدهما يتكلم على التعاون مع من فيه بدعة والآخر يتكلم على التعاون مع أهل البدع. فلئن لم نقبل الأخيرة مع قوله لها وإقراره لها فلن نرد الأولى لمجرد التهويش مع حرصنا على الضوابط الشرعية لذلك ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً فيما نحن فيه) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي للأسف الشديد يُقَوِّل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه النجيب ابن قيم الجوزية كلاماً لم يقولاه، وقد سبق نقض استدلال الحلبي بكلام هذين العلمين.
2- بل اتهم الحلبي ابن قيم الجوزية بأنه يقول ويقر التعاون مع أهل البدع! وهذه طعنة شديدة في ابن قيم الجوزية أحد أئمة السنة في عصره هو منها براء وكتبه وأقواله ومواقفه وثناء الأئمة عليه شاهدة له بذلك.
فانظر : من الذي يستحق الرد لباطله بالحق (دَفْعاً لِلتَّقَوُّلِ وَالتَّقْوِيل، وَرَدًّا لِلظَّنِّ وَالأَقَاوِيل، ونقضاً لما قد يكون بغير حق سبباً للإرجاف والتهويل) أنت أم السلفيون الصادقون الناصحون الأمناء .
3- وكلام الأئمة مبني على الدليل والحجة والبرهان، لا على التهويش، وهل يصح أن تصف كلام أهل العلم بهذا الوصف القبيح الذي يصدر من أمثالك وأشكالك وأحزابك الذين تدافع عنهم وتتمحل لهم بالباطل .
4- وأما ادعاؤك بأنك حريص على الضوابط الشرعية، فأنت وأمثالك في منهجكم الأفيح الجديد من أبعد الناس عن الضوابط الشرعية، كما نص على ذلك أهل العلم، ولو قلت يا حلبي (مع حرصنا على تضييع الضوابط الشرعية) لكان لحالك أصدق.
ثامناً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص51) (وَلَمْ أَقُلْ هَذا -كُلاًّ وَبَعْضاً- دِفَاعاً عَنْ مُبْتَدِعَة، وَلاَ تَرْوِيجاً لِبِدْعَة! مع التخطئة لبعض ممارساتهم التي أرى فيها مخالفة الحق والصواب كما تقدم …
أما أن نبدعهم ثم نبدع من يتعامل معهم! أو نسقطه ! فهذا أمرٌ لا نضعه في أعناقنا، ولا نرتضيه لأنفسنا : أن نقابل به ربنا “والظلم ظلمات”
ومن أبى ذلك منَّا فليفعل هو ما يريد كما يريد!!
{وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً}
وَرَسُولُنا ﷺ يَقُول: «مَنْ ذَبَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيه بِالغَيْبَة: كَانَ حَقًّا عَلى الله أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّار» [«غَايَةُ المَرَام» (431)].
… وظنُّنا بربِّنا حَسَنٌ.) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- من أراد أن ينفي عن نفسه الباطل يثبت أولاً براءته منه؛ بأن يقول ويعمل بخلافه ثم يتبرأ منه! حينها يصح له أن يقول: أنا بريء من الباطل .
2- أما الحلبي فبخلاف ذلك : حيث يقرر الباطل ويدافع عنه ويطعن في أهل الحق قولاً وفعلاً ! ثم يقول أنا بَراء من الباطل والوقوع فيه !!!
وهذا إما من شدة تلبيسه وتدليسه !
وإما من خلل في عقله وتفكيره فيقرر الباطل ويتبرأ منه .
وصدقاً : كلامك يا حلبي يصدق عليه كاد المريب أن يقول خذوني .
3- وكلام الحلبي هذا قائم على القاعدة الباطلة نصحح ولا نجرح.
4- وتهويش الحلبي بقوله (أما أن نبدعهم ثم نبدع من يتعامل معهم! أو نسقطه !)
أقول : العلماء السلفيون في منهجهم عموماً لا يخرجون عن منهج سلفهم الصالح خصوصاً في باب التعامل مع أهل البدع .
واتهامك لهم بالباطل قد سبق رده في الحلقة السادسة لكني سأنقل هنا بعض النصوص التي تدل على أنك من أبعد الناس عن الضوابط الشرعية في مسألة معاملة أهل البدع :
قال ابن عون ” من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع ” أخرجه ابن بطة في الإبانة (2/473رقم486).
وسأل أَبُو دَاوُد الإمام أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ” أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ ؟
فقَالَ : لَا أَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْ تَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ”أخرجه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/160).
وقد سئل الشيخ ابن باز – رحمه الله – كما في شرح فضل الإسلام (10) : الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟
فأجابسماحته: نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم هو داع إليهم، هو من دعاتهم نسأل اللهالعافية”
5- وقول الحلبي (فهذا أمرٌ لا نضعه في أعناقنا، ولا نرتضيه لأنفسنا : أن نقابل به ربنا “والظلم ظلمات” )
أقول : سبحان الله أنت رضيت بما هو أكبر ذلك! أما رضيت بالطعن الشديد الغادر الكاذب في بعض العلماء السلفيين.
أما رضيت بالثناء على أهل البدع والأهواء والمحاربين للمنهج السلفي .
أما قعدت القواعد الباطلة لحرب أهل السنة ونصرة أهل البدعة .
ما هذا الورع البارد، والتقوى في غير محلها.
وقول الحلبي ( ومن أبى ذلك منَّا فليفعل هو ما يريد كما يريد!!
{وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً}
(وَرَسُولُنا ﷺ يَقُول: «مَنْ ذَبَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيه بِالغَيْبَة: كَانَ حَقًّا عَلى الله أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّار» [«غَايَةُ المَرَام» (431)].
… وظنُّنا بربِّنا حَسَنٌ. )
أقول : الحلبي لا يستحي أن يتكلم بمثل هذا الأسلوب التهكمي مع أهل العلم !!
وهل العلماء السلفيون عندما كشفوا عوار جمعية إحياء التراث ومن يدافع عنها، بنوه على أهوائهم وما يحلو لهم أم أن كلامهم مبني على المنهج السلفي الواضح الناصح الأمين الذي لا غش فيه ولا تدليس ولا تلبيس .
ثم إن العلماء السلفيين من أشد الناس ورعاً وتقوى وخوفاً من الله فلا يتكلمون إلا بعلم وحلم وحكمة ودراية بحمد الله تعالى. وحالهم كما وصفهم الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء (11/82) بقوله ” نحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل لكن هم أكثر الناس صواباً وأندرهم خطأ وأشدهم إنصافاً وأبعدهم عن التحامل” انتهى .
ثم هل كلام العلماء السلفيين في أهل الأهواء والمنحرفين يعد من الغيبة !!!
أين حرصك على الضوابط الشرعية المزعوم أم أنه كلام يخالفه الفعال، ومن باب آخر : على حسب مصلحتك !!!
فالسلفي الصغير المبتدئ يعرف أن الكلام في أهل الانحراف ليس من الغيبة بل هو من النصيحة : قال ابن أبي زمنين في أصول السنة (293) لم يزل أهل السنة يعيبون أهل الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم، ويخوفون فتنتهم، ويخبرون بخلاقهم، ولا يرون ذلك غيبة لهم، ولا طعناً عليهم”
وقال ابن رجب في شرح العلل (1/348) الكلام في الجرح والتعديل جائز، قد أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها، لما فيه من تمييز ما يجب قبوله من السنن، مما لا يجوز قبوله. وقد ظن بعض من لا علم عنده أن ذلك من باب الغيبة، وليس كذلك، فإن ذكر عيب الرجل إذا كان فيه مصلحة، ولو كانت خاصة كالقدح في شهادة شاهد الزور، جائز بغير نزاع، فما كان فيه مصلحة عامة للمسلمين أولى”
وقال ابن رجب في الفرق بين النصيحة والتعيير (2/407-المجموع) ” أهل البدع والضلال ومن تشبه بالعلماء وليس منهم؛ يجوز بيان جهلهم، وإظهار عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم”
ونحن نذكر الحلبي في طعنه في بعض المشايخ السلفيين وفي الشباب السلفي بقول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق” (صحيح الترغيب رقم 2833).
وبقوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال” (صحيح الترغيب رقم 2845) .
وأما قول الحلبي (… وظنُّنا بربِّنا حَسَنٌ. )
فنقول له : ونعم بالله ! ولكن كما قال تعالى { إن تنصروا الله ينصركم } .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس (احفظ الله يحفظك) .
وحديث أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ” أَيُّهَا الناس إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إلا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فقال { يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا من الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إني بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } وقال {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا من طَيِّبَاتِ ما رَزَقْنَاكُمْ } ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّمَاءِ يا رَبِّ يا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ” أخرجه مسلم في الصحيح .
وكما قال الحسن البصري : ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال من قال حسناً وعمل غير صالح رد الله عليه قوله ومن قال حسناً وعمل صالحاً رفعه العمل “
أخرجه ابن المبارك في الزهد (545رقم1565) وابن أبي شيبة في المصنف (6/163رقم30351) وصححه ابن قيم الجوزية في حاشية السنن (12/294) وجود إسناده العلائي كما في فيض القدير (5/356) .
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
الأحد بعد صلاة الظهر
الموافق 5/ 7 /1430هـ
صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي الحلبي |
الحلقة
الخامسة عشرة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فقد ذكرت في التحذير السلفي سبع ملاحظات على كتاب الحلبي المسمى بـمنهج السلف الصالح وهي :
1- تأصيل وتقعيد قواعد على خلاف منهج السلف الصالح في التعامل مع أهل البدع والأهواء.
وبيانها مع ردها من الحلقة الأولى إلى الرابعة .
2- الطعن في علماء السلفية الذين لا يشك أحد في علمهم وورعهم وتقواهم فيما يظهر لهم بأسلوب ماكر، فهو لم يذكرهم بأسمائهم ولكن ذكر أموراً يعرف كل سلفي أنها لهم، وأخذ يفسرها ويهول فيها على خلاف الحق.
وبيانها مع ردها من الحلقة الخامسة إلى التاسعة .
3- طعنه في الشباب السلفي ووصفهم في هذا الكتاب وفي غيره بأوصاف لم يصفهم بها أهل البدع والأهواء .
وبيانها مع ردها في الحلقة العاشرة والحادية عشرة .
4- دفاعه عن جمعية إحياء التراث وجمعية البر بدبي دفاعاً مستميتاً .
وبيانها مع ردها من الحلقة الثانية عشرة إلى الرابعة عشرة .
5- ما اشتمل عليه الكتاب من دسائس خبيثة يحاول فيها مسوده – سود الله وجوه أهل البدع – ضرب السلفيين بعضهم ببعض، وضرب السلفيين بولاة أمرهم .
6- ما اشتمل عليه الكتاب من شدته على السلفيين، وخنوعه وتماوته ورحمته وشفقته على أهل البدع والأهواء .
وهاتان الملاحظتان قد سبق في الحلقات ما يثبتهما ويدلل عليهما وسأكتفي بما أوردته في تلكم الحلقات .
7- وأما الملاحظة الأخيرة فهي : الثناء والتمجيد لأهل البدع ويصفهم بالموحدين فهو وإن لم يذكرهم بأسمائهم إلا أنه معروف عنه الدفاع عنهم والثناء عليهم في مجالسه وفي أشرطته من أمثال عدنان عرعور والمغراوي والمأربي ومحمد حسان وغيرهم.
وهي من أهم هذه الملاحظات وعليها مدار الخلاف مع الحلبي ومن أجلها قعّد قواعده الفاسدة وطعن في بعض العلماء السلفيين والشباب السلفي!
ورد هذه الملاحظة سيكون إن شاء الله تعالى في هذه الحلقة وما بعدها .
وقبل البدء في مناقشة الحلبي في ثنائه وتزكيته لأهل البدع، رأيت أنه ينبغي تقديم مناقشة الحلبي في القواعد التي سلكها لهذه التزكيات، فمسألة تزكية أهل البدع عند الحلبي هي لب الصراع بينه وبين العلماء السلفيين؛ ولأجلها قعّد القواعد، وطعن في السلفيين علماء وطلاباً، وأثنى على خصوم السلفيين، لذا هذه المسألة هي بحق المعركة الفاصلة بين الحق والباطل في خلاف السلفيين مع الحلبي .
وقد بنى الحلبي تزكيته وحمايته لأهل البدع بل ولحرب أهل السنة على عدة قواعد :
1- التفريق بين المنهج والعقيدة بحيث لا يؤثر اختلاف المنهج إذا صحت العقيدة في زعمه ! وهيهات أن تصح العقيدة مع فساد المنهج .
2- تهويشه على الجرح المفسر ومخالفته فيه لأهل السنة والحديث، ولا سيما العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الذي يحاول الحلبي دائماً أن يلتصق به وبينهما مسافات سحيقة عميقة .
3- اشتراط الإجماع على التبديع؛ فلا يبدع أحد إلا إذا تم الإجماع على تبديعه .
4- رد أخبار الثقات – التي دل الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح على وجوب قبولها – ؛ لإبطال جرح أهل البدع .
5- التثبت؛ لرد الحق والثبات على الباطل .
6- أصل لا يلزمني؛ لرد الحق ولو جئت بالحجج والبراهين .
7- أصل لا يقنعني ولو جئتهم بالحجج والبراهين .
8- نصحح ولا نجرح.
9- لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا.
فهذه الأصول وغيرها ما هي إلا أسلحة لأهل البدع والأهواء اخترعت لحرب أهل السنة وتأليب أهل البدع والسفهاء على السنة وأهلها . ومقابلة ومواجهة لأصول أهل السنة في التجريح والتعديل وذلك من أنواع تجريد أهل السنة من أسلحة الحق التي يحمى بها الحق ويدفع بها عن الباطل .
وقد سبق مناقشته في هذه القواعد الباطلة إلا القاعدتين الأخيرتين، وهي بحاجة لكشف باطلها، وبيان عوارها ومخالفتها لمنهج السلف الصالح قبل مناقشة الحلبي في تزكيته لأهل البدع والأهواء .
عودٌ على بدء :
وإني أحمد الله تعالى على تلقي الشباب السلفي لهذه الحلقات بالقبول لما فيها من الحجة والبرهان، وعدم التعصب لأحد، إتباعاً للكتاب والسنة وسيراً على منهاج السلف الصالح رضوان الله عليهم في الرد على المخالف والتحذير منه، ورد الباطل على قائله كائناً من كان .
وما هذه الحلقات إلا بفضل الله تعالى أولاً وآخراً ثم من ثمرة جهود علمائنا السلفيين المخلصين الذين علمونا المنهج السلفي الصحيح، وحفظوه لنا من التبديل أو التحريف أو التعطيل فجزاهم الله عنَّا جميعاً خيراً .
ولا أطيل عليك أخي القارئ فإليك البيان من كلام الحلبي مع مناقشته بالحجة والبرهان :
أولاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (75) حاشية رقم (3) : ( الاختلافَ في التبديعِ -في إطارِ (أهل السُّنَّة)- اختلافٌ سائغٌ؛ لا يُوجِبُ هجراً، ولا إسقاطاً، ولا تبديعاً…) .
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– لم يستطع الحلبي أن يصرّح بمخالفته لمنهج السلف؛ لأنه يريد أن يظل سلفياً مع كل مخالفاته ومحاربته لمنهج السلف؛ ليضلّل أكبر عدد ممكن من السلفيين، فهذا ما تريده جمعية إحياء التراث الإسلامي وأهل الأهواء الذين همّهم ضرب المنهج السلفي ورجالاته الأفذاذ .
– ومنهج الحلبي الجديد مبني على المغالطة والتفلسف، وهذا الكلام منه من أمثلة ذلك، فيجعل الحق باطلاً والباطل حقاً ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد مرّت معنا في حلقات الصيانة كثير من مغالطاته .
– فالحلبي يدّعي هنا أن اختلافه مع السلفيين فيمن يزكيهم من أهل البدع : هو من باب اختلاف أهل السنة، الاختلاف السائغ الذي لا تترتب عليه أحكام الهجر والتبديع إلى آخره.
– وفي الواقع أن الحلبي يعلم حال أولئك الذين يدافع عنهم ويثني عليهم ويماحل عنهم بالباطل ولا أدلّ على ذلك من عدة أمور تكشف حال الحلبي وأنه يتلاعب بهذه التزكيات :
أولاً : الحلبي يجالسهم ومطلّع على حالهم كما يصرّح ويفتخر بذلك فقد وقف مباشرة على ما عندهم من ضلالات .
ثانياً : أن الحلبي قد صدر منه سابقاً طعن وقدح لمن يزكيهم الآن كقوله في محمد حسان بأنه قطبي مع أن حالهم الآن أشد من السابق .
ثالثاً : أن العلماء الذين زكّوا بعض المبتدعة لما تبيّن لهم حالهم طعنوا فيهم وتراجعوا عن تزكيتهم ويدل عليه حال الإمام أحمد في ابن حميد حيث كان يثني عليه، فلما وقف على حاله تكلّم فيه وجرحه كما سبق في الحلقة الثالثة .
رابعاً : أن هؤلاء الذين يدافع عنهم الحلبي حالهم ليس ملتبساً بالنسبة له بخلاف بعض أهل العلم الذين اطّلعوا على ما عدّلوا لأجله، ولم يطّلعوا على أسباب الجرح، وهذا يقع للأئمة الكبار .
ثم يقال للحلبي :
هل أهل السنة يختلفون في من كان منهجهم قطبياً سرورياً إخوانياً …
هل يختلف أهل السنة إذا ثبت لديهم في رجل يثني على أهل البدع ويدافع عنهم إلى غير ذلك من المخالفات مما سيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى .
ثانياً : قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي في النصيحة كما في ما سماه الحلبي بــمنهج السلف الصالح (197)
( وَمِمَّا جُرِحَ بِهِ عِكْرِمَةُ أنَّهُ عَلَى مَذْهَبِ الصُّفرِيَّةِ الخَوَارِج.
وَقَد جَرَحَهُ بِذلِكَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ – ولَمْ يَقْبَلِ البُخَارِيُّ جَرْحَهُمْ؛ لِضَعْفِ حُجَّتِهِمْ )
وعلّق الحلبي عليه في حاشية (رقم4) بقوله :
فَثَمَّةَ حُجَّةٌ -إِذَن-؛ لَكِنَّ البُخارِيَّ اسْتَضْعَفَها!!
فَهَلْ إِذَا تَكَرَّرَ هَذا الاختلافُ -قَبُولاً ورَدًّا- فِي تَارِيخِ عَالَمِ النَّقْد-أَو الجَرْح- حاضراً، أو مُستقبَلاً- يَكُونُ سَبَباً فِي الخُصُومَةِ، أَو الإِسْقَاط، أَو التَّنَازُع بَيْنَ هَؤُلاء المُخْتَلِفِينَ أَنْفُسِهِم -وهُم على منهجٍ صدق واحِد، واعتقادٍ واحِد حق -؟!
وَهَل لَـمَّا خَالَفَ البُخَارِيُّ -فِي ذَا- مَنْ خَالَفَ -مِمَّن جَرَحَ وَطَعَن-؛ كَانَ ذَلِكَ سَبَباً فِي إسْقَاطِ البُخَارِيِّ مع الإقرار بالفارق ! أَو اسْتِئْصَالِه، أَو الطَّعْنِ بِه؟!
مَعَ التَّذْكِيرِ أَنَّ مَوْضُوعَ الإِمَامِ البُخارِيِّ -هُنا- مَوْضُوعٌ عَقَائِدِيٌّ!!
وهذا عينُ ما أُكرِّرُهُ -دائماً- وقد انْتَقَدَهُ عَلَيَّ (بعضُ الناس!) -بغير حَقٍّ-: (لا نَجْعَلُ اختلافَنا في غيرِنا سَبَباً للخِلافِ بينَنا)…
وجَلِـيٌّ -جِدًّا- أنَّ مُرادِي بـ(اختلافنا)؛ أي: أهل السُّنَّة، ودُعاة مَنهج السَّلَف.
“ولهذا نرى العلماء مع اختلافهم الشديد في بعض المسائل لا يضلل بعضهم بعضاً ولا يبدع بعضهم بعضاً”
كما في صلاة التراويح (ص36-37) لشيخنا الإمام الهمام
وقال الشيخ ربيع بن هادي أعانه الله في بعض مقالاته مشيراً إلى بعض المبتدعة عنده وما وقع من خلاف فيه من غيره :
: ” فلماذا الخلاف القائم الذي يضحك الأعداء ؟
أرجو إنصاف إخوانكم الذين لم يتبين لهم خطأ إلى الآن، وكف الألسن عنهم، بل احترامهم، وإظهار براءتهم “.
… لكنَّ المُتَعَسِّفَ -طُرًّا- لنْ يُنْصِف!
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– لا زال الحلبي مستمراً في مغالطاته، ويخلط الأوراق؛ ليخرج نفسه من مأزق تزكية أهل البدع، والذب عنهم والتأصيل لذلك ! ولو بقلب الحقائق أو التدليس والتلبيس! ففرق بين الخلاف الذي مبناه على الخطأ غير المقصود مع الاجتهاد في طلب الحق، فللمخطئ أجر ، وبين من يخطئ متعمداً ويستمر في باطله وهواه فهذا آثم مؤاخذ شرعاً .
– ثم هل الخلاف في عكرمة أحد أئمة التفسير في عصره بل أحد أئمة الدهر، كالخلاف في محمد حسان والمأربي والحويني والمغراوي وعرعور وغيرهم، وهل تلبس عكرمة ببدع ظاهرة، وحارب المنهج السلفي أم أنه أمرٌ لم يثبت عليه، ولا يصح عنه، بخلاف من تدافع عنهم فأصواتهم وكتاباتهم تدينهم وتثبت عليه بحق جرح من جرهم من العلماء السلفيين .
– وأما قول الألباني رحمه الله فهو يلتقي مع قول علمائنا السلفيين تماماً ولا يختلف وهو حجة عليك أيها الحلبي ورد لمنهجك الباطل الجديد، فهو رحمه الله يفرق بين المخطئ وبين صاحب الهوى والمصر المعاند، وكلامه في المسألة مؤصل يتنزل لرد باطلك تماماً وسأورده؛ لكثرة فوائده ولإفحام الحلبي بكلام الألباني الإمام.
قال الألباني رحمه الله في صلاة التراويح (35-39) : موقفنا من المخالفين لنا في هذه المسألة وغيرها : إذا عرفت ذلك فلا يتوهمن أحد أننا حين اخترنا الاقتصار على السنة في عدد ركعات التراويح وعدم جواز الزيادة عليها أننا نضلل أو نبدع من لا يرى ذلك من العلماء السابقين واللاحقين كما قد ظن ذلك بعض الناس واتخذوه حجة للطعن علينا توهماً منهم أنه يلزم من قولنا : بأن الأمر الفلاني لا يجوز أو أنه بدعة أن كل من قال بجوازه واستحبابه فهو ضال مبتدع كلا فإنه وهم باطل وجهل بالغ؛ لأن البدعة التي يذم صاحبها وتحمل عليه الأحاديث الزاجرة عن البدعة إنما هي ” طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشيعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه ” فمن ابتدع بدعة يقصد بها المبالغة في التعبد وهو يعلم أنها ليست من الشرع فهو الذي تنصب عليه تلك لأحاديث وأما من وقع فيها دون أن يعلم بها ولم يقصد بها المبالغة في التعبد فلا تشمله تلك الأحاديث مطلقاً ولا تعنيه البتة وإنما تعني أولئك المبتدعة الذي يقفون في طريق انتشار السنة ويستحسنون كل بدعة بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير بل ولا تقليداً لأهل العلم والذكر بل إتباعاً للهوى وإرضاء للعوام وحاشا أن يكون من هؤلاء أحد من العلماء المعروفين بعلمهم وصدقهم وصلاحهم وإخلاصهم ولا سيما الأئمة الأربعة المجتهدين رضي الله عنهم أجمعين فإننا نقطع بتنزههم أن يستحسنوا بدعة مبالغة منهم في التعبد كيف وهم قد نهوا عن ذلك … نعم قد يقع أحدهم فيما هو خطأ شرعاً ولكنه لا يؤاخذ على ذلك بل هو مغفور له ومأجور عليه كما سبق مراراً وقد يتبين للباحث أن هذا الخطأ من نوع البدعة فلا يختلف الحكم في كونه مغفوراً له ومأجوراً عليه لأنه وقع عن اجتهاد منه ولا يشك عالم أنه لا فرق من حيث كونه خطأ بين وقوع العالم في البدعة ظناً منه أنها سنة وبين وقوعه في المحرم وهو يظن أنه حلال فهذا كله خطأ ومغفور كما علمت ولهذا نرى العلماء مع اختلافهم الشديد في بعض المسائل لا يضلل بعضهم بعضاً ولا يبدع بعضهم بعضاً ولنضرب على ذلك مثالاً واحداً لقد اختلفوا منذ عهد الصحابة في إتمام الفريضة في السفر فمنهم من أجازه ومنهم من منعه ورآه بدعة مخالفة للسنة ومع ذلك فلم يبدعوا مخالفيهم فهذا ابن عمر رضي الله عنهما يقول : ” صلاة المسافر ركعتان من خالف السنة كفر” رواه السراج في مسنده (21/122-123) بإسنادين صحيحين عنه. ومع هذا فلم يكفر ولم يضلل من خالف هذه السنة اجتهاداً بل لما صلى وراء ن يرى الإتمام أتم معه، فروى السراج أيضاً بسند صحيح عنه ” أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمنى ركعتين وأبو بكر وعمر وعثمان صدراً من أمارته ركعتين ثم أن عثمان صلى بمنى أربعاً فكان ابن عمر إذا صلى معهم صلى أربعاً وإذا صلى وحده صلى ركعتين “.
فتأمل كيف أن ابن عمر لم يحمله اعتقاده بخطأ من يخالف السنة الثابتة بالإتمام في السفر على أن يضلله أو يبدعه بل إنه صلى وراءه؛ لأنه يعلم أن عثمان رضي الله عنه لم يتم إتباعاً للهوى – معاذ الله بل ذلك يجب عن اجتهاد منه وهذا هو السبيل الوسط الذي نرى من الواجب على المسلمين أن يتخذوه لهم طريقاً لحل الخلافات القائمة بينهم أن يجهر كل منهم بما يراه هو الصواب الموافق للكتاب والسنة شريطة أن لا يضلل ولا يبدع من لم يرَ ذلك لشبهة عرضت له لأنه هو الطريق الوحيد الذي به تتحقق وحدة المسلمين وتتوحد كلمتهم ويبقى الحق فيه ظاهراً جلياً غير منطمس المعالم … هذا هو موقفنا في المسائل الخلافية بين المسلمين الجهر بالحق بالتي هي أحسن وعدم تضليل من يخالفنا لشبهة لا لهوى . وهذا هو الذي جرينا عليه منذ أن هدانا الله لإتباع السنة … وذلك هو موقفنا وما أظن عاقلاً ينازعنا فيه فمن نسب إلينا غير ذلك فقد بغى وتعدى وظلم والله حسيبه ! وغرضنا من نشر السنة في هذه المسألة وغيرها بيِّن ظاهر وهو تبليغها للناس ….. فمن لم يقتنع بها لشبهة لا لهوى ولا إتباعاً للآباء والأجداد فليس لأحد عليه من سبيل لا سيما إذا كان لم يلتزمها بعض كبار العلماء كما في هذه المسألة . والتوفيق من الله سبحانه انتهى
– وأما كلام الشيخ ربيع المدخلي فلا أدري هل بك عقل، أم أنك لا تفهم الكلام، أم ملبس ومدلس؟
أما قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى (أرجو إنصاف إخوانكم الذين لم يتبين لهم خطأ إلى الآن،) فهل أنت لم يتبين لك الخطأ ولم تقف عليه ؟
إذن أنت لست داخلاً في كلام الشيخ بل أنت صاحب هوى ..
– ومن رد الحلبي على الحلبي :
ما نقله فيما سماه بـمنهج السلف (72-73) عن العلامة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى أنه قال : كل من وقع في البدع لا يبدع؛ لأنا لو أخذنا بهذه القاعدة؛ لبدعنا أكثر أئمة الإسلام، فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إنه كثير من أئمة السلف والخلف، وقع في البدعة من حيث لا يشعر، إما لأنه اعتمد حديثاً ضعيفاً، أو فهم من النص غير مراد الله، ومراد رسوله أو لاجتهاد .
الآن عندنا أئمة مجتهدون، وقد يؤديه اجتهاده إلى خطأ أو بدعة فإذا عرفنا سلامة المنهج، وسلامة المقصد، والبعد عن الهوى، تحري الحق، إذا عرف هذا عنه، ثم وقع في بدعة لا يبدع.
لكن إذا عرفنا منه الهوى، وعرفنا منه سوء القصد، وعرفنا منه أشياء تدل على أنه يريد البدعة هذا يبدع.
لهذا تجدهم: حكموا على كثير من الناس بأنهم مبتدعة.
وكثير من الناس وقعوا في أخطاء ما سموهم مبتدعة؛ لأنهم عرفوا سلامة مقصدهم، وحسن نواياهم، وتحريهم للحق وسلامة المنهج الذي يسيرون عليه” انتهى
وقول الحلبي (وَهَل لَـمَّا خَالَفَ البُخَارِيُّ -فِي ذَا- مَنْ خَالَفَ -مِمَّن جَرَحَ وَطَعَن-؛ كَانَ ذَلِكَ سَبَباً فِي إسْقَاطِ البُخَارِيِّ مع الإقرار بالفارق ! أَو اسْتِئْصَالِه، أَو الطَّعْنِ بِه؟!)
أقول : إن البخاري لم يخاصم من جرح عكرمة وإن كان فيهم من هو مجروح، ولم يؤصل لحرب أهل السنة الذين جرحوا عكرمة ثم ليس عند من طعن في عكرمة حجج واضحة فأسقطها البخاري .
وما كانت إلا شبهات لا تثبت عند أهل النقد المتجرد من الأهواء فقياسات الحلبي باطلة واضحة البطلان والتهافت :
حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقاً وكل كاسر مكسور
ثالثاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص201) حاشية رقم (2) :
بَعْضِ (المُتَعَجِّلِينَ) -اليَوْمَ- مِمَّن إِذَا خُولِفَ قَوْلُهُم فِي مَسْأَلَةٍ، أَوْ رَاوٍ، أَوْ مُتُكَلَّمٍ فِيه: هَاجُوا وَمَاجُوا، واضْطَرَبُوا، وَشَرَّقُوا وَغَرَّبُوا!
مَعَ اتِّفَاقِ المُخالَفِ وَالمُخَالِف -كِلَيْهِما- فِي أُصُولِ العَقِيدَةِ وَالمَنْهَج -جُمْلةً وَتَفْصِيلاً-؛ إِنَّما الخِلافُ -حَسْبُ!- فِي تَنْزِيلِ أُصُولِ النَّقْدِ -هذه- عَلَى فَرْدٍ بِعَيْنِهِ -أو أكثرَ- مِمَّن تُكُلِّمَ فِيه!!
فَهَلْ عُدَّ هَذا -يَوْماً- بَيْنَ (أَهْلِ العِلْم = أهل السُّنَّة)- سَبِيلاً لِلتَّدابُرِ وَالتَّبَاغُض؟!)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– لا يزال الحلبي مستمراً في سوء أدبه مع العلماء فيصفهم بالعجلة – وهذا حال من لم يطلب العلم على أيدي العلماء ولم يتربَ على أيديهم أو حال أصحاب الهوى – وقد سبق رد سوء أدبه في الحلقة الثامنة حين وصف بعض شيوخ الفتوى بالعجلة عامله الله بما يستحق .
– والمشايخ السلفيون من خالفهم معانداً للحق، مصراً على باطله ردوا عليه باطله وبينوا الحق صريحاً بلا مجاملة ولا مداهنة ويعاملون كل مخالف بما يناسبه، فمن خالف الحق لشبهة ترفقوا به، ومن خالف الحق معانداً : عاملوه بما يستحق من الشدة في بيان الحق : فهل تعتبر يا حلبي : أن هذه المعاملة للمخالف المعاند اضطراباً وهيجان بأمواج الغضب فالله حسيبك !!!
– ولا يستحي الحلبي من موقفه المخالف للعلماء الكبار، فيعتبر نفسه نداً للعلماء الكبار فيقول: (مع اتفاق المخالِف والمخالَف) مع أن الواجب على طالب العلم احترام العلماء الكبار وتقديرهم وعدم التعامل معهم بسوء الأدب هذا .
– وزَعْمُ الحلبي أنه على اتفاقٍ مع العلماء الكبار في الأصول حيث قال: ( مَعَ اتِّفَاقِ المُخالَفِ وَالمُخَالِف -كِلَيْهِما- فِي أُصُولِ العَقِيدَةِ وَالمَنْهَج -جُمْلةً وَتَفْصِيلاً-؛ إِنَّما الخِلافُ -حَسْبُ!- فِي تَنْزِيلِ أُصُولِ النَّقْدِ -هذه- عَلَى فَرْدٍ بِعَيْنِهِ -أو أكثرَ- مِمَّن تُكُلِّمَ فِيه!!) انتهى
أقول : لا والله ما اتفقت مع المشايخ الكبار فقد خالفتهم وعاندتهم وأصررت على باطلك مع نصحهم المتكرر والمستمر لك ولكن لا حياة لمن تنادي ..
وقد وقع الحلبي في مسائل كثيرة خالف فيها المنهج السلفي منها :
– التفريق بين المنهج والعقيدة المترتب عليه عدم تأثير اختلاف المنهج إذا صحت العقيدة .
– اعتباره وصف الصحابة بالغثائية ليس سباً .
– مخالطة أهل البدع والثناء عليهم والدفاع عنهم .
– تقعيد القواعد الباطلة المخالفة لمنهج السلف الصالح .
– اشتراطه الإجماع لقبول الجرح .
إلى آخر الأصول التي أصلها هو وحزبه لحرب أهل السنة، وقد مرَّ بعضها .
فليس الخلاف محصوراً في تنزيل الأصول المتفق عليها بل الخلاف في موضعين على سبيل الإجمال :
– خلاف في تقعيدك للقواعد والأصول الفاسدة التي تحارب بها المنهج السلفي والسلفيين .
– تطبيقك للأصول السلفية على خلاف منهج السلف وتلاعبك في هذا التطبيق بليّ أعناق النصوص والآثار على هواك .
رابعاً : قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى في كتابه النصيحة التي أوردها الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (207) : وَمِمَّا وَقَعَ فيه المُتَشَدِّدُونَ -بِغَيْرِ حَقٍّ- اليَوْمَ-:
الإِنْكَارُ عَلَى مَنْ يُخَالِفُ غَيْرَهُ -فِي بَابِ الجَرْح-؛ عَلَى اعْتِبارِ أَن يَجْرَح الجَارِحُ بِمَا لا يُعْتَبَرُ جَرْحاً عِنْدَ غَيْرِهِ!!
وعلّق عليه بقوله في الحاشية (رقم2) :
وهذا معنىً لطيفٌ لِـمَا أُكَرِّرُهُ -دائماً- من قولي : «لا يجوزُ أنْ نجعلَ خِلافَنا (الاجتهادي المعتبر = نَحْنُ أَهْلَ السُّنَّةِ) فِي غَيْرِنا (مِمَّن خَالَفَ السُّنَّة: مِنْ مُبْتَدِعٍ، أَوْ سُنِّيٍّ وَقَعَ فِي بِدْعَة): سَبَباً فِي الخِلاَفِ بَيْنَنا (نَحْنُ أَهْلَ السُّنَّة)»؛ بَلْ نَتَناصَحُ بالعِلمِ والحَقِّ، وَنَتَواصَى بِالصَّبْرِ وَالمَرْحَمَة …
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– كلام الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى في بيان أن الجارح قد يجرح بجرح مثله غير معتبر من باب الخطأ لا من باب التعمد، ويوضح هذا قوله حفظه الله تعالى ( … هَذِهِ قَاعِدَةُ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَالحَدِيثِ، ولَيْسَتْ بِظَالِمَةٍ، بَلْ هِيَ مِن صَمِيمِ العَدْلِ الَّذِي جَاءَ بِهِ الإِسْلامُ؛ لأَنَّ العَالِمَ قَد يُخْطِئُ في الجَرْحِ أَو في التَّعْدِيلِ، فَيُصَحِّحُ أخُوهُ خَطَأَهُ -في هَذَا أَو هَذَا-.
وَقَد يَجْرَحُ العَالِمُ بِغَيْر جَارِحٍ؛ فَيَرُدُّ العُلَمَاءُ النُّقَّادُ جَرْحَهُ -إِنْصَافاً لِـمَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ هَذَا الجَرْحُ-…
نَعَمْ؛ إِذَا كَانَ الجَارِحُ مِن العُلَمَاءِ الأُمَنَاءِ العَارِفِينَ بِأَسْبَابِ الجَرْحِ والتَّعْدِيلِ، والمُعْتَرِضُ جَاهِلاً أَو صَاحِبَ هَوىً؛ فَلا عِبْرَةَ بِاعْتِرَاضِهِ ) انتهى
وهو موافق لكلام الألباني السابق .
فأنت يا حلبي داخل في قول الشيخ العلامة ربيع المدخلي: ( المُعْتَرِضُ جَاهِلاً أَو صَاحِبَ هَوىً؛ فَلا عِبْرَةَ بِاعْتِرَاضِهِ) .
فأنت صاحب هوى فلا عبرة باعتراضك أصلاً دفاعاً أو ثناء .
وقول الحلبي (خلافناالاجتهادي المعتبر)
أقول : سبق بيان أن الخلاف مع الحلبي ليس اجتهادياً معتبراً كما في الحلقة الرابعة عشر.
وقول الحلبي (نَحْنُ أَهْلَ السُّنَّةِ)
أقول : لو قال أنتم أهل السنة؛ لكان أصدق؛ إذ أن حاله مغاير لحال أهل السنة، باعترافه هو بأنه تراجع وتغيّر منهجه كما في الحلقة السادسة .
وقول الحلبي (أَوْ سُنِّيٍّ وَقَعَ فِي بِدْعَة)
سبق بيان الفرق بين السني الذي وقع في البدعة، والمبتدع المصر على بدعته؛ ولكن الحلبي يغالط ويسفسط على منهجه الباطل .. .ويعتبر أهل البدع سلفيين عندهم أخطاء أو وقعوا في بدع لا يبدعون بسببها .
وقول الحلبي (سَبَباً فِي الخِلاَفِ بَيْنَنا)
أقول : نعم أهل السنة لا يكون الاختلاف سبباً للخلاف بينهم؛ لأنهم يطلبون الحق ويسيرون على الأصول السلفية، ويعذرون المخطئ أما المعاند المخالف المصر على باطله فهذا ليس منهم ..
خامساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص 208) حاشية (رقم1) :
وَعَلَيْه؛ فَإِنَّ تَخْطِئَةَ الجَارِحِ -فِي بَعْضِ مَا جَرَحَ-، أَوْ تَصْحِيحَهُ في بعضِ مَا يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ خَطَؤُهُ فِيه: لَيْسَت -بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الأَحْوَال- طَعْناً فِيهِ، أَوْ تَقْلِيلاً مِنْ مَكَانَتِهِ وَمَنْزِلَتِهِ …
وفي «نصيحة إسحاق بن أحمدَ العَلْثِيِّ لابن الجوزيّ»-ضمن «ذيل طبقات الحنابلة» (3/452-453) -لابن رجب- قولُهُ -له-:
«بيننا وبينك كتابُ الله، وسُنَّةُ رسولِهِ؛ قال الله -تعالى-: (فإن تنزعتم في شيء فردوده إلى الله والرسول)، ولمْ يقُل: إلى ابن الجوزي!»..
قُلْتُ: وَلاَ: إِلَى غَيْرِهِ!!!
ولقَدْ قُلْتُ مِثْلَ هَذا القَوْلِ (قريباً) لبعض الناس ممن أراد إلزامي بأقوالِهِ، وإلحاقي بحالِه-وشَدَّد وتشَدَّد، وهدَّدَ وتوعَّد! -فكان هذا آخِرَ كلامِي (الوَدَاعِيِّ) له – بَعْدَ تَقْبِيلِي يَدَهُ وَرَأْسَهُ-…
… وَقَدْ (نَصَحْتُهُ) -أَعَانَهُ الله- فِي اللَّحْظَةِ نَفْسِها- حَقَّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِم- بِقِرَاءَةِ هَذِهِ «النَّصِيحَة» -النَّافِعَة- الَّتِي هِيَ أَصْلُ هَذا الكِتَاب -عَلَى الصَّوَاب-؛ لَعَلَّ وَعَسَى!!
والأصل أن الخلاف لو احتد أن لا يستمر من جهة وأن لا يصل إلى القلوب من جهة أخرى :
روى الخلال في السنة (ص715) عن سعيد بن المسيب قال : شهدت علياً وعثمان وكان بينهما نزغ من الشيطان فما ترك واحد منهما لصاحبه شيئاً إلا قاله فلو شئت أن أقص عليكم ما قالا لفعلت ثم لم يبرحا حتى اصطلحا واستغفر كل واحد منهما لصاحبه .
وقد روى البخاري في صحيحه (4366) عن ابن أبي مُلَيْكَةَ قال كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أي : أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم … فقال أبو بَكْرٍ لِعُمَرَ ما أَرَدْتَ إلا خِلَافِي قال ما أَرَدْتُ خِلَافَكَ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا …
قلت : ولم يؤثر ذا قليلاً أو كثيراً على عظيم صلتهما ومكانتهما وكبير أخوتهما ومنزلتهما ..) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– أطلق الحلبي الحكم فسوَّى بين من وقع في الخطأ دون قصد، وبين المصر على باطله ولا شك أن هذا من الظلم والتسوية بين الحق والباطل وقد سبق رده من كلام الإمام الألباني .
فهلا سار على دربه، ومشى على نهجه، وترك ما عليه من حدثه .
– وأما قول العلثي رحمه الله تعالى فهو حق وأصل من الأصول السلفية التي يسير عليها السلفيون، ويردون بها على كل مخالف للحق مثلك أيها الحلبي .
– وأما (ولقَدْ قُلْتُ مِثْلَ هَذا القَوْلِ (قريباً) لبعض الناس ممن أراد إلزامي بأقوالِهِ، وإلحاقي بحالِه-وشَدَّد وتشَدَّد، وهدَّدَ وتوعَّد! -فكان هذا آخِرَ كلامِي (الوَدَاعِيِّ) له – بَعْدَ تَقْبِيلِي يَدَهُ وَرَأْسَهُ-…
– أقول في النسخة القديمة التي تداولها من اختارهم الحلبي : ( ولقَدْ قُلْتُ مِثْلَ هَذا القَوْلِ (قريباً) -تماماً- لشيخ فاضلٍ أراد إلزامي بأقوالِهِ، وإلحاقي بحالِه-وشَدَّد وتشَدَّد، وهدَّدَ وتوعَّد! -فكان هذا آخِرَ كلامِي (الوَدَاعِيِّ) له – بَعْدَ تَقْبِيلِي يَدَهُ وَرَأْسَهُ -…) انتهى .
أقول: هذا يبين أن المراد بهذا الكلام هو الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى، ولا شك أن هذا من سوء أدبه مع الشيخ ربيع، فالشيخ ربيع المدخلي معروف بجهاده ودعوته السلفية الواضحة النيرة التي شهد له به جماعة من أهل العلم الكبار في العالم الإسلامي . كما سبق نقله في الحلقة الخامسة .
وهذه الآية أنت أحوج بأن تتلى عليك يا حلبي ليل نهار حتى تتقي الله في حالك وباطلك وأوحالك .
وأما قوله عن الشيخ العلامة حامل راية الجرح والتعديل ربيع المدخلي حفظه الله تعالى : بأنه شدد وتشدد وتوعد فهذا من افترائه وتَقَوَّله عليه، فالشيخ ربيع صبر وتصابر وصابر في معاملتك محاولاً إصلاحك وهدايتك للحق لسنوات كثيرة ! ولكن دون جدوى ! وقد سبق رد هذه الفرية في الحلقة السابعة .
وأما تقبيلك ليد الشيخ ورأسه فما الفائدة منه وأنت تطعن في الشيخ في مجالسك الخاصة، وتؤلّف الكتب في الطعن فيه، وتفتري عليه، وما هذا الصنيع إلا بصنيع الذئاب المخادعة أليق لا الأتقياء أولي الألباب .
وأما نصيحتك للشيخ ربيع بأن يقرأ نصيحته لفالح فهذا فيه ما سبق من سوء الأدب مع أهل العلم الكبار، وسوء الأدب هذا للأسف يصدر ممن يتصدّر لدعوة الشباب فلا شك أنك بحاجة لدعوة نفسك قبل إصلاحك لدعوة غيرك .
ثم الشيخ العلامة ربيع المدخلي لم يخالف ما في نصيحته قولاً ولا فعلاً؛ بل هو يسير على الحق بفضل الله عليه ومنته لم يتغير ولم يتبدل كحالك أيها الحلبي وأوحالك .
وأما ما حصل من الخلاف بين علي وعثمان رضي الله عنهما وعن جميع الأصحاب، فهذا خلاف للوصول للحق، وليس مع الإصرار على الباطل ورد الحق، وفي كلام الإمام الألباني ما يوضّح هذا المعنى كما سبق نقله عنه في موقف ابن عمر مع عثمان رضي الله عنهم أجمعين .
فهل تقول يا حلبي أن أحداً من الصحابة يقر مخالفة الحق والإصرار عليه، أو يقر الباطل ولا يغار على دين الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ما هذا الخصام بالباطل الذي تخوض فيه وتلج فيه دون مراعاة ومراقبة لكلماتك وأقوالك حتى تتهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بإقرار الباطل ولا حول ولا قوة إلا بالله ! فهذه من نتائج منهجك الجديد الذي تسير عليه وتفخر أنك وفقت إليه ! وصدق السلف رضوان الله عليهم :” من كان مستناً فليستن بمن قد مات – أي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم – فإن الحي – من بعد الصحابة – لا تؤمن عليه الفتنة ” .
وحالك كما قال حذيفة رضي الله عنه :” اعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره وأن تنكر ما كنت تعرفه وإياك والتلون فإن دين الله واحد” أخرجه معمر في الجامع (11/249رقم20454) .
وقد سبق في الحلقة السابعة نقل موقف عبدالله بن عُمر وعبد الله بن مغفل لمن خالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم بعد بيانها لهم من أولادهما!
وقول الحلبي (روى الخلال في السنة (ص715))
أقول : صوابه : السنة للخلال (2/460رقم715) .
وهذا الأثر: بنفس السند والمتن في العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد (2/214رقم2053).
وأما اختلاف أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فكان بسبب تأمير الأقرع بن حابس أو القعقاع بن معبد على بني تميم كما في فتح الباري (13/279) وليس في مخالفة الحق .
والحديث يفسر هذا الاختلاف : ففي صحيح البخاري : عن ابن أبي مُلَيْكَةَ قال كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم حين قَدِمَ عليه رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالْأَقْرَعِ بن حَابِسٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ وَأَشَارَ الْآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ قال نَافِعٌ لَا أَحْفَظُ اسْمَهُ فقال أبو بَكْرٍ لِعُمَرَ ما أَرَدْتَ إلا خِلَافِي قال ما أَرَدْتُ خِلَافَكَ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا في ذلك فَأَنْزَلَ الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ الْآيَةَ ..
ثم اختلاف الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ليس من باب الجدل والاختلاف في الحق، ومعارضته بالهوى والجهل؛ فهم منزهون عن ذلك، ولا أدري أين عقل الحلبي حين يقيس خلافه المعارض للحق بحال الصحابة رضوان الله عليهم !!
سادساً : قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي في النصيحة كما في منهج السلف (ص229) : ( إِذَا وَقَعَ مِن طَرَفٍ -أَو مِن أطرافٍ -وَبِخاصَّةٍ أَهْلَ السُّنَّةِ- تَبْدِيعٌ أَو تَضْلِيلٌ؛ فلا بُدَّ مِن بَيَانِ أَسْبَابِ هَذَا التَّبْدِيع بَيَاناً شَافِياً تَقُومُ بِهِ الحُجَّةُ، وَيُقْطَعُ بِهِ دَابِرُ الفِتْنَةِ، وَيَظْهَرُ للنَّاسِ أَنَّ أَحْكَامَ الطَّرَفِ المُبَدِّعِ قَامَتْ عَلَى عِلْمٍ وَحُجَّةٍ وَبُرْهَانٍ -فِي الطَّرَفِ المُبَدَّع-.
فعلّق عليه الحلبي بقوله في الحاشية (رقم1) : وَمَا لَمْ يَكُن سَبِيلُهُ هَذا الشِّفَاءَ وَالوُضُوحَ؛ فَالأَصْلُ-فِيهِ- إِعْمَالُ قاعِدَةِ (التَّعاوُنِ الشَّرْعِيّ)، وَالتَّواصِي بِالحَقِّ وَالصَّبْر، وَالتَّناصُح -فيه-؛ حتى (تَقُومَ بِهِ الحُجَّة)، وتظهر المَحَجَّة، أو: (يغن الله كلاً من سعته) …
ودَعْكَ مِن قاعدةِ: (… ويعذرُ بعضُنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)! وقاعدةِ: (نُصَحِّحُ ولا نُجَرِّح)! -اللَّتَيْنِ قُوِّلْنَاهُما (!) بِغَيْرِ حَقّ-!!
فَهُما -كَمَا بَيَّنْتُ-قَدِيماً- على غيرِ ما نقولُ؛ فَكِلْتِاهُما إمَّا باطلٌ، أو بابٌ إلى الباطل…) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– مراد الشيخ العلامة ربيع المدخلي أن الجارح لابد أن يذكر أسباب الجرح، ولا يذكر الجرح مجملاً، بحيث يظهر حجته في هذا الجرح؛ إذ لو فتح الباب لضاعت الحقوق، وطعن في الأعراض، ولم يستقم حال الناس .
– والحلبي يريد أن ينزل كلام الشيخ العلامة ربيع المدخلي على محمد حسان والحويني والمأربي والمغراوي وعرعور وغيرهم من أهل البدع، ليقول : لم تقم حجة على تبديعهم شافية واضحة !!
– وهذه من مغالطاته التي بنى عليها منهجه الجديد، وإلا فما وقع فيه هؤلاء من التأصيل الفاسد ومنهج الإخوان ومنهج التكفير ومنهج القطبية والسرورية وغيره بلا شك أنه جرح واضح مفسر ولكن من عميت بصيرته لا عبرة بقوله .
– وقول الحلبي (إِعْمَالُ قاعِدَةِ (التَّعاوُنِ الشَّرْعِيّ)
– أقول : لا شك أن التعاون الشرعي يكون بما جاء في الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، وما سواه فليس بشرعي كما هو مقرر معلوم عند أولي الأبصار؛ فهل من منهج السلف التعامل مع أهل البدع واحترامهم وتقديمهم للناس بأنهم دعاة سنة! لا شك أن هذا من الخيانة للأمانة وتضييع للسنة والديانة .
– وقول الحلبي (حتى (تَقُومَ بِهِ الحُجَّة)، وتظهر المَحَجَّة، أو: (يغن الله كلاً من سعته) …)
أقول : لا شك أن الحجة قد قامت على هؤلاء الذين تعتبرهم يا حلبي بأنهم من أعيان أهل السنة، بحيث أصبحوا يطعنون في المنهج السلفي وأهله بكل وضوح، ولا أدري ماذا يريد الحلبي بهذه الليونة والميوعة وإلى أي حد يريد أن يصل !!
وقول الحلبي (ودَعْكَ مِن قاعدةِ: (… ويعذرُ بعضُنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)! وقاعدةِ: (نُصَحِّحُ ولا نُجَرِّح)! -اللَّتَيْنِ قُوِّلْنَاهُما (!) بِغَيْرِ حَقّ-!!)
أقول : ينفي الحلبي عن نفسه العمل بقاعدتين باطلتين مخالفتين لمنهج السلف الصالح :
الأولى : لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا .
الثانية : نصحح ولا نجرح .
وهذه مغالطة أخرى من الحلبي وإليك بيانها :
أما قاعدة : لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا.
فقد قررها في مواطن في كتابه وكذا في مجالسه، ومنها الجلسة التي رد عليه فيها الشيخ سعد الزعتري حيث قال الحلبي المسكين كما في تنبيه الفطين (69) : ( نحن ليس بسبب عبدالخالق نعادي الناس كلهم، نحن نبيِّن ونقول كلمة أكثر من مرة: لا يجوز أن نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا، من جعل خلافه في غيره سبباً في الخلاف بينه أنا أقول هذا أحمق ليش؟ لأنه إذا اختلف مع أخيه بسبب غيره سيكون مستفيداً هذا الغير إذا خسر أخاه من المستفيد؟ الخصم. وأين العدل في ذلك ؟ وأين الإنصاف؟ وأين الحرص؟ ) انتهى
أقول : فهذا كلام واضح جداً في تقرير القاعدة السابقة التي ينفيها الحلبي عن نفسه!
بل هذا كلام سيء للغاية إذ يعتبر الحلبي عامله الله بما يستحق أن تطبيق المنهج السلفي مع أهل البدع ومن يجالسهم ويدافع عنهم ويثني عليهم حماقة وسفاهة !
ولا أظن أني بحاجة إلى تعليق على هذا الكلام القبيح إذ قبحه أبلغ من رده، واكتفي برد الشيخ سعد الزعتري حفظه الله تعالى في الموطن المشار إليه من تنبيه الفطين .
ولما شعر الحلبي أنه تورّط أخذ يهرب من عمومها ويقيده بما يلي :
– أنه اختلاف اجتهادي سائغ في أطار أهل السنة، مع اتفاق المُخْتَلِفَيْن في أصول العقيدة والمنهج جملة وتفصيلاً، وأن الخلاف بينه وبين العلماء السلفيين فقط في تنزيل القواعد وتطبيقها، وأن من زكاهم ليسوا بمبتدعة بل من أعيان أهل السنة .
وإليك أقواله من كتابه المسمى بــمنهج السلف الصالح التي تدل على وقوعه في القاعدة التي ينفيها عن نفسه :
– (ص47) (….. وَلَسْتُ أَلُومُ غَيْرِي إِذا رَأَى غَيْرَ رَأْيِي؛ لَكِنْ: لِيَعْذِرْنِي… “.)
– (ص68) (لذلك قال من قال من الصحابة رضي الله عنهم تأصيلاً : “الخلاف شر” وأجل منه قول النبي صلى الله عليه وسلم تقعيداً :”الجماعة رحمة والفرقة عذاب”)
– (ص75) حاشية رقم (3) : ( الاختلافَ في التبديعِ -في إطارِ (أهل السُّنَّة)- اختلافٌ سائغٌ؛ لا يُوجِبُ هجراً، ولا إسقاطاً، ولا تبديعاً…) .
– (ص201) حاشية رقم (2) : ( … مَعَ اتِّفَاقِ المُخالَفِ وَالمُخَالِف -كِلَيْهِما- فِي أُصُولِ العَقِيدَةِ وَالمَنْهَج -جُمْلةً وَتَفْصِيلاً-؛ إِنَّما الخِلافُ -حَسْبُ!- فِي تَنْزِيلِ أُصُولِ النَّقْدِ -هذه- عَلَى فَرْدٍ بِعَيْنِهِ -أو أكثرَ- مِمَّن تُكُلِّمَ فِيه!!…)) انتهى
– (207) حاشية (رقم2) : ( وهذا معنىً لطيفٌ لِـمَا أُكَرِّرُهُ -دائماً- من قولي : «لا يجوزُ أنْ نجعلَ خِلافَنا (الاجتهادي المعتبر = نَحْنُ أَهْلَ السُّنَّةِ) فِي غَيْرِنا (مِمَّن خَالَفَ السُّنَّة: مِنْ مُبْتَدِعٍ، أَوْ سُنِّيٍّ وَقَعَ فِي بِدْعَة): سَبَباً فِي الخِلاَفِ بَيْنَنا (نَحْنُ أَهْلَ السُّنَّة)»؛ بَلْ نَتَناصَحُ بالعِلمِ والحَقِّ، وَنَتَواصَى بِالصَّبْرِ وَالمَرْحَمَة … )
– (ص250) حاشية رقم (3) (وَهِيَ الَّتِي نُرْمَى بِهَا -اليَوْم!- مِنَ (البَعْضِ!)- بِسَبَبِ مُخالَفَتِنَا (الاجْتِهادِيَّة) فِي عَدَمِ الحُكْمِ عَلَى بَعْضِ الأَعْيَانِ -مِن (أهل السُّنَّة) المواقعين لبعض الخطأ، أو البدعة- بِأًَنَّهُم مُبْتَدِعَة!! …) .
– (ص293) حاشية (رقم2) وما (قد يترتَّب على الكلام في شخصٍ) مِن (مفاسد) ممَّا قد يكونُ (أعظمَ بكثير من مفسدة السُّكوت عنه): هو الدَّافِعُنِي (في بعض الحالات) التي لا أرى الصوابَ -فيها- تبديعَ -أَو انْتِقَادَ!- هذا الداعي، أو هذا الطالبَ للعلمِ، أو هذا العالمَ -مِمَّن هُم مِن دُعاة المنهج السَّلَفِيّ-! وأرى أنَّ إبقاءَهُ على أصل (السَّلَفِيَّة) هو الأصلُ بلا ملامَة، بل هو بابُ الحِيطَةِ والسَّلامة…فلئن خالَفَنِي في هذا غيري؛ فلا أقلَّ مِن أن يعذِرَني!!) انتهى
– وهذه المزاعم من الحلبي والمغالطات يماحل الحلبي فيها بالباطل وقد سبق ردها وسيأتي الرد على بقية كلامه إن شاء الله تعالى .
وأما القاعدة الثانية : نصحح ولا نجرح .
فتقريرها قولاً فإليك كلام الحلبي فيها : فقد سئل الحلبي: ما رأيكم في المخالفين لمنهج أهل السنة كالحويني والمغراوي والمأربي وعرعور؟
فأجاب الحلبي بقوله : أناأقول إن هؤلاء أنا أعرفهم منذ سنوات بعيدة، وقرأت ما كتبوا وسمعت ما قالوا، أناأعلم أن عندهم أخطاء وبعض هذه الأخطاء قد لا يكون قليلاً …، أنا من استطيع منهم أن أناصحه،أناصحه ، وأذكره ، وأبين له خطأه ، وأتواصى معه بالحق والصبر لكني أخاف الله وأتقيه في أن أبدعهم، أو أن أخرجهم من السنة …. وإذا كنت أعرف أنا أن عندهم أخطاء، وهذه الأخطاء أعالجها، بقدر ما أستطيع من نصيحة من هذه الأخطاء، لكن أعرف ، أن هؤلاء على ثغرات أن أصولهم أصول عقائدية سنية سلفية، ولا أحد منهم يقول أنا لست بسلفي، أو أنا قطبي أو أنا حزبي، أو أنا تكفيري بل كلهم يتبرأ من ذالك، وإن كانت يعني على فترات وعلى درجات ، فأنا أخاف الله واتقيه في أن أقول هؤلاء تكفيريون ، أو قطبيون، أو حزبيون وأنا أعلم وربي يعلم مني أني لست بقناعة على أن هؤلاء على ذلك ، وإن كانوا مخطئين وإن كنت أخطأهم وأحذر من أخطائهم ، لكني أخاف الله ،ومن لا يخاف الله في تبديعهم فليبدعهم ، أما أنا فأخاف الله واتقيه في ذلك … انتهى
وله كلام آخر منه ما أورده الشيخ سعد الزعتري في كتابه تنبيه الفطين لتهافت تأصيلات علي الحلبي المسكين (65-77) مع مناقشته فيه .
وأما فعلاً فأنا أجزم بأن الحلبي يمشي عليها، ويطبقها في منهجه الأفيح الجديد فعلاً .
فهو يعامل أهل البدع ويثني عليهم ويدافع عنهم، ولا يجرحهم، وينادي بعدم تبديعهم، ويطعن فيمن يتكلم فيهم، ويصوره بأبشع الصور، وهذا غاية وثمرة : نصحح ولا نجرح وأخواتها .
بل لعل الحلبي بمنهجه الجديد يزيد في القاعدة (نصحح ولا نجرح، ونجرح من يجرح)
وقد سبق في الحلقة السابعة، وفي هذه الحلقة عند كلامه على قاعدة يعذر بعضنا بعضاً، وما سيأتي من كلام الحلبي تزكيته لأهل البدع، ما يفيد تطبيق الحلبي لقاعدة نصحح ولا نجرح .
فنفي الحلبي لهما قولاً، وتطبيقه لهما عملاً : لا يفيده، بل يزيد في مراوغته وتفلته من الحق بمثل هذه المماحلات .
وقول الحلبي (فَكِلْتِاهُما إمَّا باطلٌ، أو بابٌ إلى الباطل…)
أقول : أما كونهما باطلتين فهذا هو الحق.
وأما كونهما باب إلى الباطل فهذا فيه تمييع وتضييع للقضية، بل هما قاعدتان باطلتان تصطدمان مع منهج السلف مباشرة، وقد حكم أهل العلم والإيمان ببطلانها مطلقاً دون التلاعب الذي جنح إليه الحلبي كما هي عادته .
وإليكم كلام أهل العلم والإيمان على هاتين القاعدتين :
القاعدة الأولى : لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا
الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى
قال الحلبي
(( فإذا ضاقت الأمور، واختلفنا في فلانٍ؛ فلا يجوز البتة أن نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف بيننا، وإلاَّ كان سبيلاً كبيراً يستفيد منه المخالفون أكثر ما يستفيدون ))
فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى
أقول : على أيِّ شيءٍ يجب اجتماعنا؛ أليس على الحق ؟ ! بلى؛ فإن خالف الحق أحدٌ وجب علينا أولاً أن ننصحه، ونبيِّن له؛ فإن رجع، وإلاَّ فإنَّه يجب علينا أن نعتبره شاذاً، ونرفضه؛ فإن أيَّده أحد، وأعانه على باطله أنكرنا على المؤيد؛ وهجرناه، وبالأخص إذا كانت بدعته أو مخالفته واضحةً، وضارة كبدعة الخوارج، ولا يجوز أن نترك الإنكار على المميع حرصاً على جمع الكلمة، ولاشك أنَّ بدعة الخوارج بدعةٌ ضارة بالدين؛ فإن أفتينا بجواز الأخذ للعلم عمَّن يرى رأي الخوارج؛ فقد أعنَّا على هدم الدين، وشجَّعنا المفسدين؛ وهل وجد فينا التكفير، والتفجير، والتدمير إلاَّ حين تتلمذ مجموعات من الشباب على هؤلاء، ومؤيديهم، ولا يجوز أن نقول هؤلاء يحفظون القرآن، وعندهم علمٌ؛ فالجهل خيرٌ من التتلمذ على أيديهم، وأين أنت من قول بعض السلف : ” من وقَّر صاحب بدعةٍ فقد أعان على هدم الإسلام ” أخرجه البيهقي في الشعب .
وصبيغ سيَّره عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الكوفة، ونهى عن مجالسته؛ أليس لأنَّ عمر رضي الله عنه خاف على المسلمين من العدوى بفكره ؟ بلى؛ أفيليق بعد ذلك ونحن ننتمي إلى أهل الحديث، وأتباع الأثر أن نغضب على من قال لا يؤخذ العلم على من يرى رأي الخوارج، ولا على من يدافع عمَّن يرى رأي الخوارج، ويعتذر له، ويبرر مسلكه أو يؤويه في بيته، ويتظاهر بصحبته، ويحتفظ به؛ فلا يخرجه من منهج السلف بعد العلم بخارجيته ؟!!
بل يرى أنَّه إن كان له ذنبٌ فذنبه صغير لا يستحق أن يخرج به من المنهج السلفي؛ أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لعن الله من آوى محدثاً )) رواه مسلم ، وأيُّ حدثٍ أعظم من حدث الخوارج؛ فهل يصح أن يقال أنَّه لا يخرج من السلفية مع ما ورد في الأحاديث المخرَّجة في الصحيحين أو أحدهما أو مخرَّجة في غيرهما بسندٍ صحيح؛ وإني والله أربأُ بك يا شيخ علي وأنت من المعدودين من أصحاب الحديث أن تتوقف في إخراج من يدين بهذا الفكر الخارجي من السلفية انتهى .
الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
سئل حفظه الله تعالى : عن قاعدة: لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف فيمابيننا ؟
فأجاب : بأنّها قاعدةفاسدة، وأنهم من خلالها يريدون التوصل إلى عدم تبديع وجرح من هو أهل للجرح والتبديع مثل المغراوي وأبي الحسن المأربي ومحمد حسان. .. ا.هـ.
الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله تعالى
سئل حفظه الله تعالى كما في أجوبته على أسئلة رائد المهداوي : يقول علي الحلبي مقعداً: فإذا ضاقت الأمور واختلفنا في فلان، فلا يجوز البتة أن نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف بيننا. فما رأيكم حفظكم الله بهذا الكلام؟
فأجاب حفظه الله تعالى : أظنُّ أنّ أخانا علياً يشير إلى ما يجري في الساحة من الكلام على بعض الأشخاص، وهاهنا لا بدّ من بيان أمور:
الأمر الأول: أنّ الاختلاف في الأشخاص من حيث الجرح والتعديل هذا قديم، وليس هو وليد هذا العصر، بل منذ عرف هذا العلم – علم الجرح والتعديل – والأئمة يختلفون في أشخاص من حيث جرحهم وتعديلهم، والمعول عليه في هذا الأمر الدليل، ومن الأدلة التي ترجح أحد القولين: قول أهل الخبرة والمعرفة به من خلال معاشرتهم له أو نظرهم في كتبه، فمن أقام الدليل على رجل أنه مجروح، وأظهر الدليل على جرحه من كتبه أو من مقالاته، وبان أنه بهذه الأدلة مجروح؛ وجب قبول الجارح وُترك قول المعدِّل، لأنّ الجارح عنده زيادة علم خفيت على المعدِّل …
والخلاصة – وهو الأمر الثاني -: أنّ الجرح المفسر مقدمٌ على التعديل المجمل.
وثالثاً: في هذاالعصر أثبت أخونا الشيخ ربيع -حفظه الله – فساد منهج سيد قطب وفساد عقيدته، وأقام الدليل على ذلك من كتب الرجل بما لا يدع مجالاً للشك، فالمنصفون والفطنا والحريصون على حفظ العقيدة والذبّ عنها وعن أهلها قبلوا كلام الشيخ ربيع؛ لأنه أقام الدليل من كتب الرجل، وأما أهل اللجج والشطط والحزبيات فإنهم إلى اليوم على تمجيد الرجل، وتبجيل الرجل، ورفعه فوق الرؤوس، والثناء عليه، وعدّه في مصاف الأئمة كذباً وزوراً وبهتاناً، وبهذا يعلم أنّ هذه القاعدة غير سديدة بل هي فاسدة، فأهل السنّة ينظرون في الأدلّة ويوازنون بينها، ويقبلون من الأقوال ما قام الدليل القطعي على صحته وترك القول الآخر. ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ رُوي عنه: “والله ما أظنُّ أنَّ أحداً أحبَّ إلى الشيطان هلاكاًً منيَ اليوم” فقيل: وكيف؟ قال: “تحدث البدعة في المشرق أوالمغرب فيحملها الرجل إلي فإذا انتهت إلي قمعتها بالسنّة فتردّ عليه”
فيتحصل لدينا أنّ الناس قسمان:
قسمٌ لا يعبأ بالجرح و التعديل، ويراه من الاختلاف الذي فيه مندوحة،وهذا منهج فاسد لا يسلكه إلا جاهل أو صاحب هوى.
والقسم الثاني: من ينظر إلى أقوال العلماء في الرجال الذين لم تسبق له به معرفة، فيحكم الدليل، فما قام الدليل على جرحه فهو مجروح ساقط، وما لم يقم الدليل على جرحه فإنه يبقى على الأصل، ومن هنا يقال: الناس ثلاثة ـ المتكلم فيهم ثلاثة ـ:
– قسم ظهرت عدالته واستقامته،فهذا هو العدل السليم المقبول.
– وقسم ظهر جرحه وانحرافه بمقتضى الأدلة، وهذا مجروح منبوذ.
– وقسم آخر الثالث مستور،فهذا يكفي أنه مستور فلايتعب الناس أنفسهم في البحث عنه.
وهنا مسلك عظيم وهو في الحقيقة قاعدة؛ أنه في حال الفتن التي تعصف في الناس وتموج بهم كان القدامى من الأئمة يمتحنون الوافدة إليهم من الأقطار فإن أثنوا على علمائهم وخيارهم أهل السنّة فيهم خيرا قرّبوهم، وإن أثنوا عليهم شراً أبعدوهم ، ومن أقوالهم في ذلك: امتحنوا أهل المدينة بمالك، وامتحنوا أهل الشام بالأوزاعي، وامتحنوا أهل مصر بالليث بن سعد، وامتحنوا أهل الكوفة بسفيان، وامتحنوا أهل الموصل بالمعافى بن عمران” انتهى.
الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
سئل حفظه الله تعالى في محاضرة التمسك بالسنة : ما رأيكم حفظكم الله في هذه القاعدة لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبب للخلاف بيننا ؟
الجواب: هذا كلامٌ باطل، هذا كلامٌ باطل؛لأنه قد يكون الخلاف بيني وبينك في أهل الأهواء، فأنت تُزكّي صاحب البدعة وتمدحه وأنا أُحذّر الناس منه، فأيُّهم الناصح لدين الله ولعباد الله ؟ أنا أو أنت ؟ الذي حذَّرَ من الأهواء وأهلها هو الناصح لدين الله – تبارك وتعالى- أما الذي أوى إلى أهل الأهواء والبدع فهذا منهم ، لأن ((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل))،والإمام أحمد – رحمه الله تعالى- قد استدلّ على هوى الرجل وانحراف الرجل بطرحه السلام على أهل الأهواء -رحمه الله تعالى- فقال:”إذا رأيت الرجل يُسلّم على رجل من أهل الأهواء فاعلم أنه يحبه ” ثم استدل بحديث:” أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ” فأهل الأهواء إذا كنت أنت تُزكّيهم وهذا يُحذِّر منهم وأتباعك يقولون :لا ليسوا هم أهل أهواء، أو الأمر سهل والخطب يسير، أو لا تُفرِّقوا المسلمين، أيهم أنصح لدين الله ولعباد الله ؟ لا شك أنه – هو – : الذي حذّر منهم ، فكونك تقول: لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً في خلافنا ، هذا غير صحيح، بل هذا الكلام عليه تحفظ نسأل الله العافية والسلامة من مثل هذه العبارات التي بدأت تظهر للناس اليوم، ففرّقت أهل السُّنة، أهل السُّنة في القديم كان الخلاف بينهم وبين أهل الأهواء، أمّا الآن فاندسّ في صفوفهم بعض المشبوهين وإن تزيّنوا بالسُّنة فما فعلوا فيهم أعظم مما فعله أهل الأهواء نسأل الله العافية والسلامة انتهى .
القاعدة الثانية : نصحح ولا نجرح
الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
قال رحمه الله تعالى كما في الرسائل المتبادلة (297) : أن النقد من أهل العلم وتجريح من يجب جرحه من باب النصح للأمة، والتحذير من بدعته أو انحرافه أمر متعين كما فعل علماء الإسلام سابقاً ولاحقاً انتهى
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
سئل رحمه الله تعالى : ما قيل في أخطاء أهل البدع: ” نصحح ولا نجرح “.
فأجاب : هذا غلط بل نجرّح من عاند الحق.
وقال رحمه الله تعالى في الصحوة الإسلامية وضوابطها (116):” إذا كان الخلاف في مسائل العقائد فيجب أن تصحح وما كان على خلاف مذهب السلف فإنه يجب إنكاره والتحذير ممن يسلك ما يخالف مذهب السلف في هذا الباب” انتهى .
الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى
سئل حفظه الله تعالى : عن قاعدة نصحح ولا نجرح ؟
فأجاب : هذه القاعدة ما لها أصل أقول هذه القاعدة ما لها أصل، أهل الباطل لازم تجريحهم.
وسئل عن قاعدة : يجوز التخطئة ويحرم الطعن ؟
فأجاب حفظه الله تعالى : هذه مثل نصحح ولانجرح ! هي نفسها انتهى .
الشيخ العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي
سئل حفظه الله تعالى كما في العقد المنضد الجديد في الأجوبة على مسائل الفقه والمناهج والتوحيد (1/158) : عن قاعدة نصحح ولا نجرح ؟
فأجاب : هذه القاعدة ليست من قواعدالعلماء الربانيين الذين يعتد بعلمهم وإنما قواعد العلماء العارفين بشرع الله المطهر سابقاً ولاحقاً التصحيح لما يستحق التصحيح والتعديل لمن هو أهل للتعديل, والتجريح لمن يستحق التجريح على ضوء القواعدالمتعلقة بهذا الموضوع الخطير وعلى هذا مشى أهل السنة والجماعة السلف الصالح وأتباعهم إلى يوم الدين وما كتب الجرح والتعديل عن الأذهان ببعيد, وهذه القاعدة فيها تلبيس على من قلَّ نصيبه من العلم الشرعي ووسائله … وهذه من المغالطة وصاحبها إما أن يكون جاهلاً فيجب عليه أن يطلب العلم صادقاً وإما أن يكون ملبساً ومضللاً للناس فحسبه الله ونسأل الله أن يهديه ويرده إلى الحق رداً جميلا . آمين …. انتهى
ومن رد الحلبي على الحلبي :
قوله (ودَعْكَ مِن قاعدةِ: (… ويعذرُ بعضُنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)! وقاعدةِ: (نُصَحِّحُ ولا نُجَرِّح)! -اللَّتَيْنِ قُوِّلْنَاهُما (!) بِغَيْرِ حَقّ-!!
فَهُما -كَمَا بَيَّنْتُ-قَدِيماً- على غيرِ ما نقولُ؛ فَكِلْتِاهُما إمَّا باطلٌ، أو بابٌ إلى الباطل…)
أقول : إذا كانتا قاعدتين باطلتين، فلماذا تقع فيهما وتطبقهما في منهجك الجديد .
وكيف تدافع عن أهلها من المأربي وعرعور وغيرهما .
فهي قاعدة إخوانية قال عباس السيسي في كتابه الإخوان المسلمون خمسون عاماً من الجهاد, من المذبحة إلى ساحة الدعوة (ص26) : وبدأت مرحلة الفهم في جلسات في منزلي, نستمر ليلاً ونهاراً, وقد تستمر أحياناً إلى منتصف الليل وقد يزيد العدد في الجلسة إلى خمسة وعشرين , وأكرر ما سبق أن ذكرت ؛ أن هذه الجلسات وما يدور فيها بعيدة كل البعد عن الطعن والتجريح, ولكنها فقط للتصحيح والتوضيح انتهى .
وقالها ودعا إليها عدنان عرعور بلفظ (نصحح ولا نجرح)
وأعادها أبوالحسن المأربي : بلفظ (نصحح ولا نهدم)
والحلبي يطبقها عملياً !
سابعاً : قال الحلبي (ص250) حاشية (رقم3) تعليقاً على من يرميه بالتمييع: ((وَهِيَ الَّتِي نُرْمَى بِهَا -اليَوْم!- مِنَ (البَعْضِ!)- بِسَبَبِ مُخالَفَتِنَا (الاجْتِهادِيَّة) فِي عَدَمِ الحُكْمِ عَلَى بَعْضِ الأَعْيَانِ -مِن (أهل السُّنَّة) المواقعين لبعض الخطأ، أو البدعة- بِأًَنَّهُم مُبْتَدِعَة!!)
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يعتبر نصيحة العلماء له، بترك باطله وميوعته مع أهل البدع والأهواء رمياً له بالباطل، وأن رميهم ليس بحق ولكن بالهوى؛ لأنه خالفهم في مسألة اجتهادية .
– ولا شك أن هذا باطل من القول وقد سبق بيانه في الحلقة السادسة .
– وزعمه أن المسائل التي وقع فيها الاختلاف مسائل اجتهادية زعم خلاف الواقع، بل هي مسائل أصولية منهجية وقد سبق بيانه في حلقة الرابعة عشرة .
– وأما وصفه لأهل البدع الذين يدافع عنهم وينافح بأنهم من أعيان أهل السنة، وأنهم وقعوا في البدع خطأ فهو على منهجه نصحح ولا نجرح، الذي يتبرأ منه قولاً ويواقعه عملاً ، وسيأتي نقل كلام أهل العلم والإيمان فيمن اعتبرهم الحلبي من الأعيان .
ثامناً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص283) حاشية رقم (1) (… فكيف إذا كان هذا الأمرُ ليس بحقِّ (مبتدعٍ)، وإنَّما هو في حقِّ سُنِّيٍّ وَقَعَ في خطأ أو بِدعة -حَسْبُ-؟!)) انتهى
وكذا قول الحلبي فيما سماه بــمنهج السلف الصالح (ص306) في الحاشية :
(… كُلُّ ذَلِكَ لأَنِّي خَالَفْتُهُم فِي تَبْدِيعِهِم وَتَضْلِيلِهِم لِـ(بعضِ) مَنْ أَدِينُ اللهَ -تَعَالَى- بِأَنَّهُ سُنِّيٌّ ذو أخطاءٍ، وَهُمْ يَقُولُون: بَلْ مُبْتَدِع -بلا تَأَنٍّ وَلاَ استِثْناء-!!) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يعتبر عرعور والمغراوي والمأربي ومحمد حسان وغيرهم ممن يزكيهم بأنهم من أهل السنة، وهذه مغالطة منه، وسيأتي كشفها إن شاء الله تعالى .
تاسعاً : قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي في كتابه النصيحة كما فيما سماه الحلبي بـمنهج السلف الصالح (ص293) : ( إِنَّ العُلَمَاءَ الفُقَهَاءَ النَّاصِحِينَ قَدْ يَسْكُتُونَ عَن أَشْخَاصٍ وَأَشْيَاءَ؛ مُرَاعَاةً مِنْهُمْ لِلْمَصَالِحِ والمَفَاسِدِ .
فَقَدْ يَتَرَتَّبُ عَلَى الكَلَامِ في شَخْصٍ مَفَاسِدُ أَعْظَمُ بِكَثِيرٍ مِن مَفْسَدَةِ السُّكُوتِ عَنْهُ.
فعلّق عليه الحلبي في حاشية (رقم2) بقوله :
وَهَذا أَصْلٌ أَصِيل، يَرُدُّ كَيْدَ كُلِّ دَخِيل، وَيَنْقُضُ مَذَاهِبَ القَالِ وَالقِيل…
فهلْ نُلزِمُ (كُلَّ أحد) في (كُلِّ بلد) أن يتكلَّم في (كُلِّ منْتَقَد)!!؟
… دون مُراعاة لفوارق الزمان، والمكان، والأعيان!!
ودون النظر إلى ما (قد) يترتَّب على هذا القولِ -أو ذاك- مِن مفاسدَ أو مصالح!!
وما (قد يترتَّب على الكلام في شخصٍ) مِن (مفاسد) ممَّا قد يكونُ (أعظمَ بكثير من مفسدة السُّكوت عنه): هو الدَّافِعُنِي (في بعض الحالات) التي لا أرى الصوابَ -فيها- تبديعَ -أَو انْتِقَادَ!- هذا الداعي، أو هذا الطالبَ للعلمِ، أو هذا العالمَ -مِمَّن هُم مِن دُعاة المنهج السَّلَفِيّ-!
وأرى أنَّ إبقاءَهُ على أصل (السَّلَفِيَّة) هو الأصلُ بلا ملامَة، بل هو بابُ الحِيطَةِ والسَّلامة…
فلئن خالَفَنِي في هذا غيري؛ فلا أقلَّ مِن أن يعذِرَني!!
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– سفسطة الحلبي حول مراعاة المصالح وتغير الزمان والمكان، سيأتي ردها ومناقشته فيها بإذن الله تعالى .
– والعلماء السلفيون لا يطلبون من الحلبي جرح أهل البدع لكن يطالبونه السكوت عن تزكية المتهمين؛ لئلا يغرر الناس بهم، قال الشيخ صالح الفوزان في ظاهرة التبديع والتفسيق (73) :” لا يجوز تعظيم المبتدعة والثناء عليهم، ولو كان عندهم شيء من الحق؛ لأن مدحهم والثناء عليهم يروج بدعتهم، ويجعل المبتدعة في صفوف المقتدى بهم من رجالات هذه الأمة. والسلف حذرونا من الثقة بالمبتدعة، وعن الثناء عليهم، ومن مجالستهم، والمبتدعة يجب التحذير منهم، ويجب الابتعاد عنهم، ولو كان عندهم شيء من الحق، فإن غالب الضُلاَّل لا يخلون من شيء من الحق؛ ولكن ما دام عندهم ابتداع، وعندهم مخالفات، وعندهم أفكار سيئة، فلا يجوز الثناء عليهم، ولا يجوز مدحهم، ولا يجوز التغاضي عن بدعتهم؛ لأن في هذا ترويجاً للبدعة، وتهويناً من أمر السنة، وبهذه الطريقة يظهر المبتدعة ويكونون قادة للأمة – لا قدَّر الله – فالواجب التحذير منهم” انتهى
– وأما ادعاؤه أن السلامة في إبقائه حيطة فيقال له لست أعلم ولا أورع ولا أتقى من السلف الذين تكلموا فيمن خالف الحق وأصر على باطله، وسيأتي مناقشة الحلبي في زعمه أن الاحتياط عدم جرحهم وما فيه من الورع البارد .
– ثم إذا أردت أن تكون محتاطاً فلِمَ لم تحتط مع العلماء السلفيين الذين اضطربت وهجت ومجت وهاجمتهم بلا هوادة طاعناً فيهم . بل هذا دليل أن الورع الذي تدعيه كورع من يسأل عن حكم قتل الذباب، وقد قتلوا الحسين فما أشبه حالك بحالهم .
– وأما قول الحلبي (فلئن خالَفَنِي في هذا غيري؛ فلا أقلَّ مِن أن يعذِرَني)
أقول : هذا فيه ما سبق من تطبيقه لقاعدة يعذر بعضنا بعضاً .
فهل يعذر أهل الباطل ومن يدافع عنهم ومن يماشيهم، بل يلحق بهم ولا كرامة كما هو منهج السلف الصالح، وقد سبق في الحلقة السابعة نقل مجموعة من أقوالهم .
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
الأحد الموافق 19 / 7 / 1430هـ
بعد صلاة الظهر
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فقد ذكرت في التحذير السلفي سبع ملاحظات على كتاب الحلبي المسمى بـمنهج السلف الصالح وهي :
1- تأصيل وتقعيد قواعد على خلاف منهج السلف الصالح في التعامل مع أهل البدع والأهواء.
وبيانها مع ردها من الحلقة الأولى إلى الرابعة .
2- الطعن في علماء السلفية الذين لا يشك أحد في علمهم وورعهم وتقواهم فيما يظهر لهم بأسلوب ماكر، فهو لم يذكرهم بأسمائهم ولكن ذكر أموراً يعرف كل سلفي أنها لهم، وأخذ يفسرها ويهول فيها على خلاف الحق.
وبيانها مع ردها من الحلقة الخامسة إلى التاسعة .
3- طعنه في الشباب السلفي ووصفهم في هذا الكتاب وفي غيره بأوصاف لم يصفهم بها أهل البدع والأهواء .
وبيانها مع ردها في الحلقة العاشرة والحادية عشرة .
4- دفاعه عن جمعية إحياء التراث وجمعية البر بدبي دفاعاً مستميتاً .
وبيانها مع ردها من الحلقة الثانية عشرة إلى الرابعة عشرة .
5- ما اشتمل عليه الكتاب من دسائس خبيثة يحاول فيها مسوده – سود الله وجوه أهل البدع – ضرب السلفيين بعضهم ببعض، وضرب السلفيين بولاة أمرهم .
6- ما اشتمل عليه الكتاب من شدته على السلفيين، وخنوعه وتماوته ورحمته وشفقته على أهل البدع والأهواء .
وهاتان الملاحظتان قد سبق في الحلقات ما يثبتهما ويدلل عليهما وسأكتفي بما أوردته في تلكم الحلقات .
7- وأما الملاحظة الأخيرة فهي : الثناء والتمجيد لأهل البدع ويصفهم بالموحدين فهو وإن لم يذكرهم بأسمائهم إلا أنه معروف عنه الدفاع عنهم والثناء عليهم في مجالسه وفي أشرطته من أمثال عدنان عرعور والمغراوي والمأربي ومحمد حسان وغيرهم.
وهي من أهم هذه الملاحظات وعليها مدار الخلاف مع الحلبي ومن أجلها قعّد قواعده الفاسدة وطعن في بعض العلماء السلفيين والشباب السلفي!
ورد هذه الملاحظة سيكون إن شاء الله تعالى في هذه الحلقة وما بعدها .
وقبل البدء في مناقشة الحلبي في ثنائه وتزكيته لأهل البدع، رأيت أنه ينبغي تقديم مناقشة الحلبي في القواعد التي سلكها لهذه التزكيات، فمسألة تزكية أهل البدع عند الحلبي هي لب الصراع بينه وبين العلماء السلفيين؛ ولأجلها قعّد القواعد، وطعن في السلفيين علماء وطلاباً، وأثنى على خصوم السلفيين، لذا هذه المسألة هي بحق المعركة الفاصلة بين الحق والباطل في خلاف السلفيين مع الحلبي .
وقد بنى الحلبي تزكيته وحمايته لأهل البدع بل ولحرب أهل السنة على عدة قواعد :
1- التفريق بين المنهج والعقيدة بحيث لا يؤثر اختلاف المنهج إذا صحت العقيدة في زعمه ! وهيهات أن تصح العقيدة مع فساد المنهج .
2- تهويشه على الجرح المفسر ومخالفته فيه لأهل السنة والحديث، ولا سيما العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الذي يحاول الحلبي دائماً أن يلتصق به وبينهما مسافات سحيقة عميقة .
3- اشتراط الإجماع على التبديع؛ فلا يبدع أحد إلا إذا تم الإجماع على تبديعه .
4- رد أخبار الثقات – التي دل الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح على وجوب قبولها – ؛ لإبطال جرح أهل البدع .
5- التثبت؛ لرد الحق والثبات على الباطل .
6- أصل لا يلزمني؛ لرد الحق ولو جئت بالحجج والبراهين .
7- أصل لا يقنعني ولو جئتهم بالحجج والبراهين .
8- نصحح ولا نجرح.
9- لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا.
فهذه الأصول وغيرها ما هي إلا أسلحة لأهل البدع والأهواء اخترعت لحرب أهل السنة وتأليب أهل البدع والسفهاء على السنة وأهلها . ومقابلة ومواجهة لأصول أهل السنة في التجريح والتعديل وذلك من أنواع تجريد أهل السنة من أسلحة الحق التي يحمى بها الحق ويدفع بها عن الباطل .
وقد سبق مناقشته في هذه القواعد الباطلة إلا القاعدتين الأخيرتين، وهي بحاجة لكشف باطلها، وبيان عوارها ومخالفتها لمنهج السلف الصالح قبل مناقشة الحلبي في تزكيته لأهل البدع والأهواء .
عودٌ على بدء :
وإني أحمد الله تعالى على تلقي الشباب السلفي لهذه الحلقات بالقبول لما فيها من الحجة والبرهان، وعدم التعصب لأحد، إتباعاً للكتاب والسنة وسيراً على منهاج السلف الصالح رضوان الله عليهم في الرد على المخالف والتحذير منه، ورد الباطل على قائله كائناً من كان .
وما هذه الحلقات إلا بفضل الله تعالى أولاً وآخراً ثم من ثمرة جهود علمائنا السلفيين المخلصين الذين علمونا المنهج السلفي الصحيح، وحفظوه لنا من التبديل أو التحريف أو التعطيل فجزاهم الله عنَّا جميعاً خيراً .
ولا أطيل عليك أخي القارئ فإليك البيان من كلام الحلبي مع مناقشته بالحجة والبرهان :
أولاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (75) حاشية رقم (3) : ( الاختلافَ في التبديعِ -في إطارِ (أهل السُّنَّة)- اختلافٌ سائغٌ؛ لا يُوجِبُ هجراً، ولا إسقاطاً، ولا تبديعاً…) .
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– لم يستطع الحلبي أن يصرّح بمخالفته لمنهج السلف؛ لأنه يريد أن يظل سلفياً مع كل مخالفاته ومحاربته لمنهج السلف؛ ليضلّل أكبر عدد ممكن من السلفيين، فهذا ما تريده جمعية إحياء التراث الإسلامي وأهل الأهواء الذين همّهم ضرب المنهج السلفي ورجالاته الأفذاذ .
– ومنهج الحلبي الجديد مبني على المغالطة والتفلسف، وهذا الكلام منه من أمثلة ذلك، فيجعل الحق باطلاً والباطل حقاً ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد مرّت معنا في حلقات الصيانة كثير من مغالطاته .
– فالحلبي يدّعي هنا أن اختلافه مع السلفيين فيمن يزكيهم من أهل البدع : هو من باب اختلاف أهل السنة، الاختلاف السائغ الذي لا تترتب عليه أحكام الهجر والتبديع إلى آخره.
– وفي الواقع أن الحلبي يعلم حال أولئك الذين يدافع عنهم ويثني عليهم ويماحل عنهم بالباطل ولا أدلّ على ذلك من عدة أمور تكشف حال الحلبي وأنه يتلاعب بهذه التزكيات :
أولاً : الحلبي يجالسهم ومطلّع على حالهم كما يصرّح ويفتخر بذلك فقد وقف مباشرة على ما عندهم من ضلالات .
ثانياً : أن الحلبي قد صدر منه سابقاً طعن وقدح لمن يزكيهم الآن كقوله في محمد حسان بأنه قطبي مع أن حالهم الآن أشد من السابق .
ثالثاً : أن العلماء الذين زكّوا بعض المبتدعة لما تبيّن لهم حالهم طعنوا فيهم وتراجعوا عن تزكيتهم ويدل عليه حال الإمام أحمد في ابن حميد حيث كان يثني عليه، فلما وقف على حاله تكلّم فيه وجرحه كما سبق في الحلقة الثالثة .
رابعاً : أن هؤلاء الذين يدافع عنهم الحلبي حالهم ليس ملتبساً بالنسبة له بخلاف بعض أهل العلم الذين اطّلعوا على ما عدّلوا لأجله، ولم يطّلعوا على أسباب الجرح، وهذا يقع للأئمة الكبار .
ثم يقال للحلبي :
هل أهل السنة يختلفون في من كان منهجهم قطبياً سرورياً إخوانياً …
هل يختلف أهل السنة إذا ثبت لديهم في رجل يثني على أهل البدع ويدافع عنهم إلى غير ذلك من المخالفات مما سيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى .
ثانياً : قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي في النصيحة كما في ما سماه الحلبي بــمنهج السلف الصالح (197)
( وَمِمَّا جُرِحَ بِهِ عِكْرِمَةُ أنَّهُ عَلَى مَذْهَبِ الصُّفرِيَّةِ الخَوَارِج.
وَقَد جَرَحَهُ بِذلِكَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ – ولَمْ يَقْبَلِ البُخَارِيُّ جَرْحَهُمْ؛ لِضَعْفِ حُجَّتِهِمْ )
وعلّق الحلبي عليه في حاشية (رقم4) بقوله :
فَثَمَّةَ حُجَّةٌ -إِذَن-؛ لَكِنَّ البُخارِيَّ اسْتَضْعَفَها!!
فَهَلْ إِذَا تَكَرَّرَ هَذا الاختلافُ -قَبُولاً ورَدًّا- فِي تَارِيخِ عَالَمِ النَّقْد-أَو الجَرْح- حاضراً، أو مُستقبَلاً- يَكُونُ سَبَباً فِي الخُصُومَةِ، أَو الإِسْقَاط، أَو التَّنَازُع بَيْنَ هَؤُلاء المُخْتَلِفِينَ أَنْفُسِهِم -وهُم على منهجٍ صدق واحِد، واعتقادٍ واحِد حق -؟!
وَهَل لَـمَّا خَالَفَ البُخَارِيُّ -فِي ذَا- مَنْ خَالَفَ -مِمَّن جَرَحَ وَطَعَن-؛ كَانَ ذَلِكَ سَبَباً فِي إسْقَاطِ البُخَارِيِّ مع الإقرار بالفارق ! أَو اسْتِئْصَالِه، أَو الطَّعْنِ بِه؟!
مَعَ التَّذْكِيرِ أَنَّ مَوْضُوعَ الإِمَامِ البُخارِيِّ -هُنا- مَوْضُوعٌ عَقَائِدِيٌّ!!
وهذا عينُ ما أُكرِّرُهُ -دائماً- وقد انْتَقَدَهُ عَلَيَّ (بعضُ الناس!) -بغير حَقٍّ-: (لا نَجْعَلُ اختلافَنا في غيرِنا سَبَباً للخِلافِ بينَنا)…
وجَلِـيٌّ -جِدًّا- أنَّ مُرادِي بـ(اختلافنا)؛ أي: أهل السُّنَّة، ودُعاة مَنهج السَّلَف.
“ولهذا نرى العلماء مع اختلافهم الشديد في بعض المسائل لا يضلل بعضهم بعضاً ولا يبدع بعضهم بعضاً”
كما في صلاة التراويح (ص36-37) لشيخنا الإمام الهمام
وقال الشيخ ربيع بن هادي أعانه الله في بعض مقالاته مشيراً إلى بعض المبتدعة عنده وما وقع من خلاف فيه من غيره :
: ” فلماذا الخلاف القائم الذي يضحك الأعداء ؟
أرجو إنصاف إخوانكم الذين لم يتبين لهم خطأ إلى الآن، وكف الألسن عنهم، بل احترامهم، وإظهار براءتهم “.
… لكنَّ المُتَعَسِّفَ -طُرًّا- لنْ يُنْصِف!
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– لا زال الحلبي مستمراً في مغالطاته، ويخلط الأوراق؛ ليخرج نفسه من مأزق تزكية أهل البدع، والذب عنهم والتأصيل لذلك ! ولو بقلب الحقائق أو التدليس والتلبيس! ففرق بين الخلاف الذي مبناه على الخطأ غير المقصود مع الاجتهاد في طلب الحق، فللمخطئ أجر ، وبين من يخطئ متعمداً ويستمر في باطله وهواه فهذا آثم مؤاخذ شرعاً .
– ثم هل الخلاف في عكرمة أحد أئمة التفسير في عصره بل أحد أئمة الدهر، كالخلاف في محمد حسان والمأربي والحويني والمغراوي وعرعور وغيرهم، وهل تلبس عكرمة ببدع ظاهرة، وحارب المنهج السلفي أم أنه أمرٌ لم يثبت عليه، ولا يصح عنه، بخلاف من تدافع عنهم فأصواتهم وكتاباتهم تدينهم وتثبت عليه بحق جرح من جرهم من العلماء السلفيين .
– وأما قول الألباني رحمه الله فهو يلتقي مع قول علمائنا السلفيين تماماً ولا يختلف وهو حجة عليك أيها الحلبي ورد لمنهجك الباطل الجديد، فهو رحمه الله يفرق بين المخطئ وبين صاحب الهوى والمصر المعاند، وكلامه في المسألة مؤصل يتنزل لرد باطلك تماماً وسأورده؛ لكثرة فوائده ولإفحام الحلبي بكلام الألباني الإمام.
قال الألباني رحمه الله في صلاة التراويح (35-39) : موقفنا من المخالفين لنا في هذه المسألة وغيرها : إذا عرفت ذلك فلا يتوهمن أحد أننا حين اخترنا الاقتصار على السنة في عدد ركعات التراويح وعدم جواز الزيادة عليها أننا نضلل أو نبدع من لا يرى ذلك من العلماء السابقين واللاحقين كما قد ظن ذلك بعض الناس واتخذوه حجة للطعن علينا توهماً منهم أنه يلزم من قولنا : بأن الأمر الفلاني لا يجوز أو أنه بدعة أن كل من قال بجوازه واستحبابه فهو ضال مبتدع كلا فإنه وهم باطل وجهل بالغ؛ لأن البدعة التي يذم صاحبها وتحمل عليه الأحاديث الزاجرة عن البدعة إنما هي ” طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشيعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه ” فمن ابتدع بدعة يقصد بها المبالغة في التعبد وهو يعلم أنها ليست من الشرع فهو الذي تنصب عليه تلك لأحاديث وأما من وقع فيها دون أن يعلم بها ولم يقصد بها المبالغة في التعبد فلا تشمله تلك الأحاديث مطلقاً ولا تعنيه البتة وإنما تعني أولئك المبتدعة الذي يقفون في طريق انتشار السنة ويستحسنون كل بدعة بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير بل ولا تقليداً لأهل العلم والذكر بل إتباعاً للهوى وإرضاء للعوام وحاشا أن يكون من هؤلاء أحد من العلماء المعروفين بعلمهم وصدقهم وصلاحهم وإخلاصهم ولا سيما الأئمة الأربعة المجتهدين رضي الله عنهم أجمعين فإننا نقطع بتنزههم أن يستحسنوا بدعة مبالغة منهم في التعبد كيف وهم قد نهوا عن ذلك … نعم قد يقع أحدهم فيما هو خطأ شرعاً ولكنه لا يؤاخذ على ذلك بل هو مغفور له ومأجور عليه كما سبق مراراً وقد يتبين للباحث أن هذا الخطأ من نوع البدعة فلا يختلف الحكم في كونه مغفوراً له ومأجوراً عليه لأنه وقع عن اجتهاد منه ولا يشك عالم أنه لا فرق من حيث كونه خطأ بين وقوع العالم في البدعة ظناً منه أنها سنة وبين وقوعه في المحرم وهو يظن أنه حلال فهذا كله خطأ ومغفور كما علمت ولهذا نرى العلماء مع اختلافهم الشديد في بعض المسائل لا يضلل بعضهم بعضاً ولا يبدع بعضهم بعضاً ولنضرب على ذلك مثالاً واحداً لقد اختلفوا منذ عهد الصحابة في إتمام الفريضة في السفر فمنهم من أجازه ومنهم من منعه ورآه بدعة مخالفة للسنة ومع ذلك فلم يبدعوا مخالفيهم فهذا ابن عمر رضي الله عنهما يقول : ” صلاة المسافر ركعتان من خالف السنة كفر” رواه السراج في مسنده (21/122-123) بإسنادين صحيحين عنه. ومع هذا فلم يكفر ولم يضلل من خالف هذه السنة اجتهاداً بل لما صلى وراء ن يرى الإتمام أتم معه، فروى السراج أيضاً بسند صحيح عنه ” أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمنى ركعتين وأبو بكر وعمر وعثمان صدراً من أمارته ركعتين ثم أن عثمان صلى بمنى أربعاً فكان ابن عمر إذا صلى معهم صلى أربعاً وإذا صلى وحده صلى ركعتين “.
فتأمل كيف أن ابن عمر لم يحمله اعتقاده بخطأ من يخالف السنة الثابتة بالإتمام في السفر على أن يضلله أو يبدعه بل إنه صلى وراءه؛ لأنه يعلم أن عثمان رضي الله عنه لم يتم إتباعاً للهوى – معاذ الله بل ذلك يجب عن اجتهاد منه وهذا هو السبيل الوسط الذي نرى من الواجب على المسلمين أن يتخذوه لهم طريقاً لحل الخلافات القائمة بينهم أن يجهر كل منهم بما يراه هو الصواب الموافق للكتاب والسنة شريطة أن لا يضلل ولا يبدع من لم يرَ ذلك لشبهة عرضت له لأنه هو الطريق الوحيد الذي به تتحقق وحدة المسلمين وتتوحد كلمتهم ويبقى الحق فيه ظاهراً جلياً غير منطمس المعالم … هذا هو موقفنا في المسائل الخلافية بين المسلمين الجهر بالحق بالتي هي أحسن وعدم تضليل من يخالفنا لشبهة لا لهوى . وهذا هو الذي جرينا عليه منذ أن هدانا الله لإتباع السنة … وذلك هو موقفنا وما أظن عاقلاً ينازعنا فيه فمن نسب إلينا غير ذلك فقد بغى وتعدى وظلم والله حسيبه ! وغرضنا من نشر السنة في هذه المسألة وغيرها بيِّن ظاهر وهو تبليغها للناس ….. فمن لم يقتنع بها لشبهة لا لهوى ولا إتباعاً للآباء والأجداد فليس لأحد عليه من سبيل لا سيما إذا كان لم يلتزمها بعض كبار العلماء كما في هذه المسألة . والتوفيق من الله سبحانه انتهى
– وأما كلام الشيخ ربيع المدخلي فلا أدري هل بك عقل، أم أنك لا تفهم الكلام، أم ملبس ومدلس؟
أما قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى (أرجو إنصاف إخوانكم الذين لم يتبين لهم خطأ إلى الآن،) فهل أنت لم يتبين لك الخطأ ولم تقف عليه ؟
إذن أنت لست داخلاً في كلام الشيخ بل أنت صاحب هوى ..
– ومن رد الحلبي على الحلبي :
ما نقله فيما سماه بـمنهج السلف (72-73) عن العلامة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى أنه قال : كل من وقع في البدع لا يبدع؛ لأنا لو أخذنا بهذه القاعدة؛ لبدعنا أكثر أئمة الإسلام، فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إنه كثير من أئمة السلف والخلف، وقع في البدعة من حيث لا يشعر، إما لأنه اعتمد حديثاً ضعيفاً، أو فهم من النص غير مراد الله، ومراد رسوله أو لاجتهاد .
الآن عندنا أئمة مجتهدون، وقد يؤديه اجتهاده إلى خطأ أو بدعة فإذا عرفنا سلامة المنهج، وسلامة المقصد، والبعد عن الهوى، تحري الحق، إذا عرف هذا عنه، ثم وقع في بدعة لا يبدع.
لكن إذا عرفنا منه الهوى، وعرفنا منه سوء القصد، وعرفنا منه أشياء تدل على أنه يريد البدعة هذا يبدع.
لهذا تجدهم: حكموا على كثير من الناس بأنهم مبتدعة.
وكثير من الناس وقعوا في أخطاء ما سموهم مبتدعة؛ لأنهم عرفوا سلامة مقصدهم، وحسن نواياهم، وتحريهم للحق وسلامة المنهج الذي يسيرون عليه” انتهى
وقول الحلبي (وَهَل لَـمَّا خَالَفَ البُخَارِيُّ -فِي ذَا- مَنْ خَالَفَ -مِمَّن جَرَحَ وَطَعَن-؛ كَانَ ذَلِكَ سَبَباً فِي إسْقَاطِ البُخَارِيِّ مع الإقرار بالفارق ! أَو اسْتِئْصَالِه، أَو الطَّعْنِ بِه؟!)
أقول : إن البخاري لم يخاصم من جرح عكرمة وإن كان فيهم من هو مجروح، ولم يؤصل لحرب أهل السنة الذين جرحوا عكرمة ثم ليس عند من طعن في عكرمة حجج واضحة فأسقطها البخاري .
وما كانت إلا شبهات لا تثبت عند أهل النقد المتجرد من الأهواء فقياسات الحلبي باطلة واضحة البطلان والتهافت :
حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقاً وكل كاسر مكسور
ثالثاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص201) حاشية رقم (2) :
بَعْضِ (المُتَعَجِّلِينَ) -اليَوْمَ- مِمَّن إِذَا خُولِفَ قَوْلُهُم فِي مَسْأَلَةٍ، أَوْ رَاوٍ، أَوْ مُتُكَلَّمٍ فِيه: هَاجُوا وَمَاجُوا، واضْطَرَبُوا، وَشَرَّقُوا وَغَرَّبُوا!
مَعَ اتِّفَاقِ المُخالَفِ وَالمُخَالِف -كِلَيْهِما- فِي أُصُولِ العَقِيدَةِ وَالمَنْهَج -جُمْلةً وَتَفْصِيلاً-؛ إِنَّما الخِلافُ -حَسْبُ!- فِي تَنْزِيلِ أُصُولِ النَّقْدِ -هذه- عَلَى فَرْدٍ بِعَيْنِهِ -أو أكثرَ- مِمَّن تُكُلِّمَ فِيه!!
فَهَلْ عُدَّ هَذا -يَوْماً- بَيْنَ (أَهْلِ العِلْم = أهل السُّنَّة)- سَبِيلاً لِلتَّدابُرِ وَالتَّبَاغُض؟!)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– لا يزال الحلبي مستمراً في سوء أدبه مع العلماء فيصفهم بالعجلة – وهذا حال من لم يطلب العلم على أيدي العلماء ولم يتربَ على أيديهم أو حال أصحاب الهوى – وقد سبق رد سوء أدبه في الحلقة الثامنة حين وصف بعض شيوخ الفتوى بالعجلة عامله الله بما يستحق .
– والمشايخ السلفيون من خالفهم معانداً للحق، مصراً على باطله ردوا عليه باطله وبينوا الحق صريحاً بلا مجاملة ولا مداهنة ويعاملون كل مخالف بما يناسبه، فمن خالف الحق لشبهة ترفقوا به، ومن خالف الحق معانداً : عاملوه بما يستحق من الشدة في بيان الحق : فهل تعتبر يا حلبي : أن هذه المعاملة للمخالف المعاند اضطراباً وهيجان بأمواج الغضب فالله حسيبك !!!
– ولا يستحي الحلبي من موقفه المخالف للعلماء الكبار، فيعتبر نفسه نداً للعلماء الكبار فيقول: (مع اتفاق المخالِف والمخالَف) مع أن الواجب على طالب العلم احترام العلماء الكبار وتقديرهم وعدم التعامل معهم بسوء الأدب هذا .
– وزَعْمُ الحلبي أنه على اتفاقٍ مع العلماء الكبار في الأصول حيث قال: ( مَعَ اتِّفَاقِ المُخالَفِ وَالمُخَالِف -كِلَيْهِما- فِي أُصُولِ العَقِيدَةِ وَالمَنْهَج -جُمْلةً وَتَفْصِيلاً-؛ إِنَّما الخِلافُ -حَسْبُ!- فِي تَنْزِيلِ أُصُولِ النَّقْدِ -هذه- عَلَى فَرْدٍ بِعَيْنِهِ -أو أكثرَ- مِمَّن تُكُلِّمَ فِيه!!) انتهى
أقول : لا والله ما اتفقت مع المشايخ الكبار فقد خالفتهم وعاندتهم وأصررت على باطلك مع نصحهم المتكرر والمستمر لك ولكن لا حياة لمن تنادي ..
وقد وقع الحلبي في مسائل كثيرة خالف فيها المنهج السلفي منها :
– التفريق بين المنهج والعقيدة المترتب عليه عدم تأثير اختلاف المنهج إذا صحت العقيدة .
– اعتباره وصف الصحابة بالغثائية ليس سباً .
– مخالطة أهل البدع والثناء عليهم والدفاع عنهم .
– تقعيد القواعد الباطلة المخالفة لمنهج السلف الصالح .
– اشتراطه الإجماع لقبول الجرح .
إلى آخر الأصول التي أصلها هو وحزبه لحرب أهل السنة، وقد مرَّ بعضها .
فليس الخلاف محصوراً في تنزيل الأصول المتفق عليها بل الخلاف في موضعين على سبيل الإجمال :
– خلاف في تقعيدك للقواعد والأصول الفاسدة التي تحارب بها المنهج السلفي والسلفيين .
– تطبيقك للأصول السلفية على خلاف منهج السلف وتلاعبك في هذا التطبيق بليّ أعناق النصوص والآثار على هواك .
رابعاً : قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى في كتابه النصيحة التي أوردها الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (207) : وَمِمَّا وَقَعَ فيه المُتَشَدِّدُونَ -بِغَيْرِ حَقٍّ- اليَوْمَ-:
الإِنْكَارُ عَلَى مَنْ يُخَالِفُ غَيْرَهُ -فِي بَابِ الجَرْح-؛ عَلَى اعْتِبارِ أَن يَجْرَح الجَارِحُ بِمَا لا يُعْتَبَرُ جَرْحاً عِنْدَ غَيْرِهِ!!
وعلّق عليه بقوله في الحاشية (رقم2) :
وهذا معنىً لطيفٌ لِـمَا أُكَرِّرُهُ -دائماً- من قولي : «لا يجوزُ أنْ نجعلَ خِلافَنا (الاجتهادي المعتبر = نَحْنُ أَهْلَ السُّنَّةِ) فِي غَيْرِنا (مِمَّن خَالَفَ السُّنَّة: مِنْ مُبْتَدِعٍ، أَوْ سُنِّيٍّ وَقَعَ فِي بِدْعَة): سَبَباً فِي الخِلاَفِ بَيْنَنا (نَحْنُ أَهْلَ السُّنَّة)»؛ بَلْ نَتَناصَحُ بالعِلمِ والحَقِّ، وَنَتَواصَى بِالصَّبْرِ وَالمَرْحَمَة …
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– كلام الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى في بيان أن الجارح قد يجرح بجرح مثله غير معتبر من باب الخطأ لا من باب التعمد، ويوضح هذا قوله حفظه الله تعالى ( … هَذِهِ قَاعِدَةُ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَالحَدِيثِ، ولَيْسَتْ بِظَالِمَةٍ، بَلْ هِيَ مِن صَمِيمِ العَدْلِ الَّذِي جَاءَ بِهِ الإِسْلامُ؛ لأَنَّ العَالِمَ قَد يُخْطِئُ في الجَرْحِ أَو في التَّعْدِيلِ، فَيُصَحِّحُ أخُوهُ خَطَأَهُ -في هَذَا أَو هَذَا-.
وَقَد يَجْرَحُ العَالِمُ بِغَيْر جَارِحٍ؛ فَيَرُدُّ العُلَمَاءُ النُّقَّادُ جَرْحَهُ -إِنْصَافاً لِـمَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ هَذَا الجَرْحُ-…
نَعَمْ؛ إِذَا كَانَ الجَارِحُ مِن العُلَمَاءِ الأُمَنَاءِ العَارِفِينَ بِأَسْبَابِ الجَرْحِ والتَّعْدِيلِ، والمُعْتَرِضُ جَاهِلاً أَو صَاحِبَ هَوىً؛ فَلا عِبْرَةَ بِاعْتِرَاضِهِ ) انتهى
وهو موافق لكلام الألباني السابق .
فأنت يا حلبي داخل في قول الشيخ العلامة ربيع المدخلي: ( المُعْتَرِضُ جَاهِلاً أَو صَاحِبَ هَوىً؛ فَلا عِبْرَةَ بِاعْتِرَاضِهِ) .
فأنت صاحب هوى فلا عبرة باعتراضك أصلاً دفاعاً أو ثناء .
وقول الحلبي (خلافناالاجتهادي المعتبر)
أقول : سبق بيان أن الخلاف مع الحلبي ليس اجتهادياً معتبراً كما في الحلقة الرابعة عشر.
وقول الحلبي (نَحْنُ أَهْلَ السُّنَّةِ)
أقول : لو قال أنتم أهل السنة؛ لكان أصدق؛ إذ أن حاله مغاير لحال أهل السنة، باعترافه هو بأنه تراجع وتغيّر منهجه كما في الحلقة السادسة .
وقول الحلبي (أَوْ سُنِّيٍّ وَقَعَ فِي بِدْعَة)
سبق بيان الفرق بين السني الذي وقع في البدعة، والمبتدع المصر على بدعته؛ ولكن الحلبي يغالط ويسفسط على منهجه الباطل .. .ويعتبر أهل البدع سلفيين عندهم أخطاء أو وقعوا في بدع لا يبدعون بسببها .
وقول الحلبي (سَبَباً فِي الخِلاَفِ بَيْنَنا)
أقول : نعم أهل السنة لا يكون الاختلاف سبباً للخلاف بينهم؛ لأنهم يطلبون الحق ويسيرون على الأصول السلفية، ويعذرون المخطئ أما المعاند المخالف المصر على باطله فهذا ليس منهم ..
خامساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص 208) حاشية (رقم1) :
وَعَلَيْه؛ فَإِنَّ تَخْطِئَةَ الجَارِحِ -فِي بَعْضِ مَا جَرَحَ-، أَوْ تَصْحِيحَهُ في بعضِ مَا يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ خَطَؤُهُ فِيه: لَيْسَت -بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الأَحْوَال- طَعْناً فِيهِ، أَوْ تَقْلِيلاً مِنْ مَكَانَتِهِ وَمَنْزِلَتِهِ …
وفي «نصيحة إسحاق بن أحمدَ العَلْثِيِّ لابن الجوزيّ»-ضمن «ذيل طبقات الحنابلة» (3/452-453) -لابن رجب- قولُهُ -له-:
«بيننا وبينك كتابُ الله، وسُنَّةُ رسولِهِ؛ قال الله -تعالى-: (فإن تنزعتم في شيء فردوده إلى الله والرسول)، ولمْ يقُل: إلى ابن الجوزي!»..
قُلْتُ: وَلاَ: إِلَى غَيْرِهِ!!!
ولقَدْ قُلْتُ مِثْلَ هَذا القَوْلِ (قريباً) لبعض الناس ممن أراد إلزامي بأقوالِهِ، وإلحاقي بحالِه-وشَدَّد وتشَدَّد، وهدَّدَ وتوعَّد! -فكان هذا آخِرَ كلامِي (الوَدَاعِيِّ) له – بَعْدَ تَقْبِيلِي يَدَهُ وَرَأْسَهُ-…
… وَقَدْ (نَصَحْتُهُ) -أَعَانَهُ الله- فِي اللَّحْظَةِ نَفْسِها- حَقَّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِم- بِقِرَاءَةِ هَذِهِ «النَّصِيحَة» -النَّافِعَة- الَّتِي هِيَ أَصْلُ هَذا الكِتَاب -عَلَى الصَّوَاب-؛ لَعَلَّ وَعَسَى!!
والأصل أن الخلاف لو احتد أن لا يستمر من جهة وأن لا يصل إلى القلوب من جهة أخرى :
روى الخلال في السنة (ص715) عن سعيد بن المسيب قال : شهدت علياً وعثمان وكان بينهما نزغ من الشيطان فما ترك واحد منهما لصاحبه شيئاً إلا قاله فلو شئت أن أقص عليكم ما قالا لفعلت ثم لم يبرحا حتى اصطلحا واستغفر كل واحد منهما لصاحبه .
وقد روى البخاري في صحيحه (4366) عن ابن أبي مُلَيْكَةَ قال كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أي : أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم … فقال أبو بَكْرٍ لِعُمَرَ ما أَرَدْتَ إلا خِلَافِي قال ما أَرَدْتُ خِلَافَكَ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا …
قلت : ولم يؤثر ذا قليلاً أو كثيراً على عظيم صلتهما ومكانتهما وكبير أخوتهما ومنزلتهما ..) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– أطلق الحلبي الحكم فسوَّى بين من وقع في الخطأ دون قصد، وبين المصر على باطله ولا شك أن هذا من الظلم والتسوية بين الحق والباطل وقد سبق رده من كلام الإمام الألباني .
فهلا سار على دربه، ومشى على نهجه، وترك ما عليه من حدثه .
– وأما قول العلثي رحمه الله تعالى فهو حق وأصل من الأصول السلفية التي يسير عليها السلفيون، ويردون بها على كل مخالف للحق مثلك أيها الحلبي .
– وأما (ولقَدْ قُلْتُ مِثْلَ هَذا القَوْلِ (قريباً) لبعض الناس ممن أراد إلزامي بأقوالِهِ، وإلحاقي بحالِه-وشَدَّد وتشَدَّد، وهدَّدَ وتوعَّد! -فكان هذا آخِرَ كلامِي (الوَدَاعِيِّ) له – بَعْدَ تَقْبِيلِي يَدَهُ وَرَأْسَهُ-…
– أقول في النسخة القديمة التي تداولها من اختارهم الحلبي : ( ولقَدْ قُلْتُ مِثْلَ هَذا القَوْلِ (قريباً) -تماماً- لشيخ فاضلٍ أراد إلزامي بأقوالِهِ، وإلحاقي بحالِه-وشَدَّد وتشَدَّد، وهدَّدَ وتوعَّد! -فكان هذا آخِرَ كلامِي (الوَدَاعِيِّ) له – بَعْدَ تَقْبِيلِي يَدَهُ وَرَأْسَهُ -…) انتهى .
أقول: هذا يبين أن المراد بهذا الكلام هو الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى، ولا شك أن هذا من سوء أدبه مع الشيخ ربيع، فالشيخ ربيع المدخلي معروف بجهاده ودعوته السلفية الواضحة النيرة التي شهد له به جماعة من أهل العلم الكبار في العالم الإسلامي . كما سبق نقله في الحلقة الخامسة .
وهذه الآية أنت أحوج بأن تتلى عليك يا حلبي ليل نهار حتى تتقي الله في حالك وباطلك وأوحالك .
وأما قوله عن الشيخ العلامة حامل راية الجرح والتعديل ربيع المدخلي حفظه الله تعالى : بأنه شدد وتشدد وتوعد فهذا من افترائه وتَقَوَّله عليه، فالشيخ ربيع صبر وتصابر وصابر في معاملتك محاولاً إصلاحك وهدايتك للحق لسنوات كثيرة ! ولكن دون جدوى ! وقد سبق رد هذه الفرية في الحلقة السابعة .
وأما تقبيلك ليد الشيخ ورأسه فما الفائدة منه وأنت تطعن في الشيخ في مجالسك الخاصة، وتؤلّف الكتب في الطعن فيه، وتفتري عليه، وما هذا الصنيع إلا بصنيع الذئاب المخادعة أليق لا الأتقياء أولي الألباب .
وأما نصيحتك للشيخ ربيع بأن يقرأ نصيحته لفالح فهذا فيه ما سبق من سوء الأدب مع أهل العلم الكبار، وسوء الأدب هذا للأسف يصدر ممن يتصدّر لدعوة الشباب فلا شك أنك بحاجة لدعوة نفسك قبل إصلاحك لدعوة غيرك .
ثم الشيخ العلامة ربيع المدخلي لم يخالف ما في نصيحته قولاً ولا فعلاً؛ بل هو يسير على الحق بفضل الله عليه ومنته لم يتغير ولم يتبدل كحالك أيها الحلبي وأوحالك .
وأما ما حصل من الخلاف بين علي وعثمان رضي الله عنهما وعن جميع الأصحاب، فهذا خلاف للوصول للحق، وليس مع الإصرار على الباطل ورد الحق، وفي كلام الإمام الألباني ما يوضّح هذا المعنى كما سبق نقله عنه في موقف ابن عمر مع عثمان رضي الله عنهم أجمعين .
فهل تقول يا حلبي أن أحداً من الصحابة يقر مخالفة الحق والإصرار عليه، أو يقر الباطل ولا يغار على دين الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ما هذا الخصام بالباطل الذي تخوض فيه وتلج فيه دون مراعاة ومراقبة لكلماتك وأقوالك حتى تتهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بإقرار الباطل ولا حول ولا قوة إلا بالله ! فهذه من نتائج منهجك الجديد الذي تسير عليه وتفخر أنك وفقت إليه ! وصدق السلف رضوان الله عليهم :” من كان مستناً فليستن بمن قد مات – أي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم – فإن الحي – من بعد الصحابة – لا تؤمن عليه الفتنة ” .
وحالك كما قال حذيفة رضي الله عنه :” اعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره وأن تنكر ما كنت تعرفه وإياك والتلون فإن دين الله واحد” أخرجه معمر في الجامع (11/249رقم20454) .
وقد سبق في الحلقة السابعة نقل موقف عبدالله بن عُمر وعبد الله بن مغفل لمن خالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم بعد بيانها لهم من أولادهما!
وقول الحلبي (روى الخلال في السنة (ص715))
أقول : صوابه : السنة للخلال (2/460رقم715) .
وهذا الأثر: بنفس السند والمتن في العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد (2/214رقم2053).
وأما اختلاف أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فكان بسبب تأمير الأقرع بن حابس أو القعقاع بن معبد على بني تميم كما في فتح الباري (13/279) وليس في مخالفة الحق .
والحديث يفسر هذا الاختلاف : ففي صحيح البخاري : عن ابن أبي مُلَيْكَةَ قال كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم حين قَدِمَ عليه رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالْأَقْرَعِ بن حَابِسٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ وَأَشَارَ الْآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ قال نَافِعٌ لَا أَحْفَظُ اسْمَهُ فقال أبو بَكْرٍ لِعُمَرَ ما أَرَدْتَ إلا خِلَافِي قال ما أَرَدْتُ خِلَافَكَ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا في ذلك فَأَنْزَلَ الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ الْآيَةَ ..
ثم اختلاف الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ليس من باب الجدل والاختلاف في الحق، ومعارضته بالهوى والجهل؛ فهم منزهون عن ذلك، ولا أدري أين عقل الحلبي حين يقيس خلافه المعارض للحق بحال الصحابة رضوان الله عليهم !!
سادساً : قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي في النصيحة كما في منهج السلف (ص229) : ( إِذَا وَقَعَ مِن طَرَفٍ -أَو مِن أطرافٍ -وَبِخاصَّةٍ أَهْلَ السُّنَّةِ- تَبْدِيعٌ أَو تَضْلِيلٌ؛ فلا بُدَّ مِن بَيَانِ أَسْبَابِ هَذَا التَّبْدِيع بَيَاناً شَافِياً تَقُومُ بِهِ الحُجَّةُ، وَيُقْطَعُ بِهِ دَابِرُ الفِتْنَةِ، وَيَظْهَرُ للنَّاسِ أَنَّ أَحْكَامَ الطَّرَفِ المُبَدِّعِ قَامَتْ عَلَى عِلْمٍ وَحُجَّةٍ وَبُرْهَانٍ -فِي الطَّرَفِ المُبَدَّع-.
فعلّق عليه الحلبي بقوله في الحاشية (رقم1) : وَمَا لَمْ يَكُن سَبِيلُهُ هَذا الشِّفَاءَ وَالوُضُوحَ؛ فَالأَصْلُ-فِيهِ- إِعْمَالُ قاعِدَةِ (التَّعاوُنِ الشَّرْعِيّ)، وَالتَّواصِي بِالحَقِّ وَالصَّبْر، وَالتَّناصُح -فيه-؛ حتى (تَقُومَ بِهِ الحُجَّة)، وتظهر المَحَجَّة، أو: (يغن الله كلاً من سعته) …
ودَعْكَ مِن قاعدةِ: (… ويعذرُ بعضُنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)! وقاعدةِ: (نُصَحِّحُ ولا نُجَرِّح)! -اللَّتَيْنِ قُوِّلْنَاهُما (!) بِغَيْرِ حَقّ-!!
فَهُما -كَمَا بَيَّنْتُ-قَدِيماً- على غيرِ ما نقولُ؛ فَكِلْتِاهُما إمَّا باطلٌ، أو بابٌ إلى الباطل…) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– مراد الشيخ العلامة ربيع المدخلي أن الجارح لابد أن يذكر أسباب الجرح، ولا يذكر الجرح مجملاً، بحيث يظهر حجته في هذا الجرح؛ إذ لو فتح الباب لضاعت الحقوق، وطعن في الأعراض، ولم يستقم حال الناس .
– والحلبي يريد أن ينزل كلام الشيخ العلامة ربيع المدخلي على محمد حسان والحويني والمأربي والمغراوي وعرعور وغيرهم من أهل البدع، ليقول : لم تقم حجة على تبديعهم شافية واضحة !!
– وهذه من مغالطاته التي بنى عليها منهجه الجديد، وإلا فما وقع فيه هؤلاء من التأصيل الفاسد ومنهج الإخوان ومنهج التكفير ومنهج القطبية والسرورية وغيره بلا شك أنه جرح واضح مفسر ولكن من عميت بصيرته لا عبرة بقوله .
– وقول الحلبي (إِعْمَالُ قاعِدَةِ (التَّعاوُنِ الشَّرْعِيّ)
– أقول : لا شك أن التعاون الشرعي يكون بما جاء في الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، وما سواه فليس بشرعي كما هو مقرر معلوم عند أولي الأبصار؛ فهل من منهج السلف التعامل مع أهل البدع واحترامهم وتقديمهم للناس بأنهم دعاة سنة! لا شك أن هذا من الخيانة للأمانة وتضييع للسنة والديانة .
– وقول الحلبي (حتى (تَقُومَ بِهِ الحُجَّة)، وتظهر المَحَجَّة، أو: (يغن الله كلاً من سعته) …)
أقول : لا شك أن الحجة قد قامت على هؤلاء الذين تعتبرهم يا حلبي بأنهم من أعيان أهل السنة، بحيث أصبحوا يطعنون في المنهج السلفي وأهله بكل وضوح، ولا أدري ماذا يريد الحلبي بهذه الليونة والميوعة وإلى أي حد يريد أن يصل !!
وقول الحلبي (ودَعْكَ مِن قاعدةِ: (… ويعذرُ بعضُنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)! وقاعدةِ: (نُصَحِّحُ ولا نُجَرِّح)! -اللَّتَيْنِ قُوِّلْنَاهُما (!) بِغَيْرِ حَقّ-!!)
أقول : ينفي الحلبي عن نفسه العمل بقاعدتين باطلتين مخالفتين لمنهج السلف الصالح :
الأولى : لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا .
الثانية : نصحح ولا نجرح .
وهذه مغالطة أخرى من الحلبي وإليك بيانها :
أما قاعدة : لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا.
فقد قررها في مواطن في كتابه وكذا في مجالسه، ومنها الجلسة التي رد عليه فيها الشيخ سعد الزعتري حيث قال الحلبي المسكين كما في تنبيه الفطين (69) : ( نحن ليس بسبب عبدالخالق نعادي الناس كلهم، نحن نبيِّن ونقول كلمة أكثر من مرة: لا يجوز أن نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا، من جعل خلافه في غيره سبباً في الخلاف بينه أنا أقول هذا أحمق ليش؟ لأنه إذا اختلف مع أخيه بسبب غيره سيكون مستفيداً هذا الغير إذا خسر أخاه من المستفيد؟ الخصم. وأين العدل في ذلك ؟ وأين الإنصاف؟ وأين الحرص؟ ) انتهى
أقول : فهذا كلام واضح جداً في تقرير القاعدة السابقة التي ينفيها الحلبي عن نفسه!
بل هذا كلام سيء للغاية إذ يعتبر الحلبي عامله الله بما يستحق أن تطبيق المنهج السلفي مع أهل البدع ومن يجالسهم ويدافع عنهم ويثني عليهم حماقة وسفاهة !
ولا أظن أني بحاجة إلى تعليق على هذا الكلام القبيح إذ قبحه أبلغ من رده، واكتفي برد الشيخ سعد الزعتري حفظه الله تعالى في الموطن المشار إليه من تنبيه الفطين .
ولما شعر الحلبي أنه تورّط أخذ يهرب من عمومها ويقيده بما يلي :
– أنه اختلاف اجتهادي سائغ في أطار أهل السنة، مع اتفاق المُخْتَلِفَيْن في أصول العقيدة والمنهج جملة وتفصيلاً، وأن الخلاف بينه وبين العلماء السلفيين فقط في تنزيل القواعد وتطبيقها، وأن من زكاهم ليسوا بمبتدعة بل من أعيان أهل السنة .
وإليك أقواله من كتابه المسمى بــمنهج السلف الصالح التي تدل على وقوعه في القاعدة التي ينفيها عن نفسه :
– (ص47) (….. وَلَسْتُ أَلُومُ غَيْرِي إِذا رَأَى غَيْرَ رَأْيِي؛ لَكِنْ: لِيَعْذِرْنِي… “.)
– (ص68) (لذلك قال من قال من الصحابة رضي الله عنهم تأصيلاً : “الخلاف شر” وأجل منه قول النبي صلى الله عليه وسلم تقعيداً :”الجماعة رحمة والفرقة عذاب”)
– (ص75) حاشية رقم (3) : ( الاختلافَ في التبديعِ -في إطارِ (أهل السُّنَّة)- اختلافٌ سائغٌ؛ لا يُوجِبُ هجراً، ولا إسقاطاً، ولا تبديعاً…) .
– (ص201) حاشية رقم (2) : ( … مَعَ اتِّفَاقِ المُخالَفِ وَالمُخَالِف -كِلَيْهِما- فِي أُصُولِ العَقِيدَةِ وَالمَنْهَج -جُمْلةً وَتَفْصِيلاً-؛ إِنَّما الخِلافُ -حَسْبُ!- فِي تَنْزِيلِ أُصُولِ النَّقْدِ -هذه- عَلَى فَرْدٍ بِعَيْنِهِ -أو أكثرَ- مِمَّن تُكُلِّمَ فِيه!!…)) انتهى
– (207) حاشية (رقم2) : ( وهذا معنىً لطيفٌ لِـمَا أُكَرِّرُهُ -دائماً- من قولي : «لا يجوزُ أنْ نجعلَ خِلافَنا (الاجتهادي المعتبر = نَحْنُ أَهْلَ السُّنَّةِ) فِي غَيْرِنا (مِمَّن خَالَفَ السُّنَّة: مِنْ مُبْتَدِعٍ، أَوْ سُنِّيٍّ وَقَعَ فِي بِدْعَة): سَبَباً فِي الخِلاَفِ بَيْنَنا (نَحْنُ أَهْلَ السُّنَّة)»؛ بَلْ نَتَناصَحُ بالعِلمِ والحَقِّ، وَنَتَواصَى بِالصَّبْرِ وَالمَرْحَمَة … )
– (ص250) حاشية رقم (3) (وَهِيَ الَّتِي نُرْمَى بِهَا -اليَوْم!- مِنَ (البَعْضِ!)- بِسَبَبِ مُخالَفَتِنَا (الاجْتِهادِيَّة) فِي عَدَمِ الحُكْمِ عَلَى بَعْضِ الأَعْيَانِ -مِن (أهل السُّنَّة) المواقعين لبعض الخطأ، أو البدعة- بِأًَنَّهُم مُبْتَدِعَة!! …) .
– (ص293) حاشية (رقم2) وما (قد يترتَّب على الكلام في شخصٍ) مِن (مفاسد) ممَّا قد يكونُ (أعظمَ بكثير من مفسدة السُّكوت عنه): هو الدَّافِعُنِي (في بعض الحالات) التي لا أرى الصوابَ -فيها- تبديعَ -أَو انْتِقَادَ!- هذا الداعي، أو هذا الطالبَ للعلمِ، أو هذا العالمَ -مِمَّن هُم مِن دُعاة المنهج السَّلَفِيّ-! وأرى أنَّ إبقاءَهُ على أصل (السَّلَفِيَّة) هو الأصلُ بلا ملامَة، بل هو بابُ الحِيطَةِ والسَّلامة…فلئن خالَفَنِي في هذا غيري؛ فلا أقلَّ مِن أن يعذِرَني!!) انتهى
– وهذه المزاعم من الحلبي والمغالطات يماحل الحلبي فيها بالباطل وقد سبق ردها وسيأتي الرد على بقية كلامه إن شاء الله تعالى .
وأما القاعدة الثانية : نصحح ولا نجرح .
فتقريرها قولاً فإليك كلام الحلبي فيها : فقد سئل الحلبي: ما رأيكم في المخالفين لمنهج أهل السنة كالحويني والمغراوي والمأربي وعرعور؟
فأجاب الحلبي بقوله : أناأقول إن هؤلاء أنا أعرفهم منذ سنوات بعيدة، وقرأت ما كتبوا وسمعت ما قالوا، أناأعلم أن عندهم أخطاء وبعض هذه الأخطاء قد لا يكون قليلاً …، أنا من استطيع منهم أن أناصحه،أناصحه ، وأذكره ، وأبين له خطأه ، وأتواصى معه بالحق والصبر لكني أخاف الله وأتقيه في أن أبدعهم، أو أن أخرجهم من السنة …. وإذا كنت أعرف أنا أن عندهم أخطاء، وهذه الأخطاء أعالجها، بقدر ما أستطيع من نصيحة من هذه الأخطاء، لكن أعرف ، أن هؤلاء على ثغرات أن أصولهم أصول عقائدية سنية سلفية، ولا أحد منهم يقول أنا لست بسلفي، أو أنا قطبي أو أنا حزبي، أو أنا تكفيري بل كلهم يتبرأ من ذالك، وإن كانت يعني على فترات وعلى درجات ، فأنا أخاف الله واتقيه في أن أقول هؤلاء تكفيريون ، أو قطبيون، أو حزبيون وأنا أعلم وربي يعلم مني أني لست بقناعة على أن هؤلاء على ذلك ، وإن كانوا مخطئين وإن كنت أخطأهم وأحذر من أخطائهم ، لكني أخاف الله ،ومن لا يخاف الله في تبديعهم فليبدعهم ، أما أنا فأخاف الله واتقيه في ذلك … انتهى
وله كلام آخر منه ما أورده الشيخ سعد الزعتري في كتابه تنبيه الفطين لتهافت تأصيلات علي الحلبي المسكين (65-77) مع مناقشته فيه .
وأما فعلاً فأنا أجزم بأن الحلبي يمشي عليها، ويطبقها في منهجه الأفيح الجديد فعلاً .
فهو يعامل أهل البدع ويثني عليهم ويدافع عنهم، ولا يجرحهم، وينادي بعدم تبديعهم، ويطعن فيمن يتكلم فيهم، ويصوره بأبشع الصور، وهذا غاية وثمرة : نصحح ولا نجرح وأخواتها .
بل لعل الحلبي بمنهجه الجديد يزيد في القاعدة (نصحح ولا نجرح، ونجرح من يجرح)
وقد سبق في الحلقة السابعة، وفي هذه الحلقة عند كلامه على قاعدة يعذر بعضنا بعضاً، وما سيأتي من كلام الحلبي تزكيته لأهل البدع، ما يفيد تطبيق الحلبي لقاعدة نصحح ولا نجرح .
فنفي الحلبي لهما قولاً، وتطبيقه لهما عملاً : لا يفيده، بل يزيد في مراوغته وتفلته من الحق بمثل هذه المماحلات .
وقول الحلبي (فَكِلْتِاهُما إمَّا باطلٌ، أو بابٌ إلى الباطل…)
أقول : أما كونهما باطلتين فهذا هو الحق.
وأما كونهما باب إلى الباطل فهذا فيه تمييع وتضييع للقضية، بل هما قاعدتان باطلتان تصطدمان مع منهج السلف مباشرة، وقد حكم أهل العلم والإيمان ببطلانها مطلقاً دون التلاعب الذي جنح إليه الحلبي كما هي عادته .
وإليكم كلام أهل العلم والإيمان على هاتين القاعدتين :
القاعدة الأولى : لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا
الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى
قال الحلبي
(( فإذا ضاقت الأمور، واختلفنا في فلانٍ؛ فلا يجوز البتة أن نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف بيننا، وإلاَّ كان سبيلاً كبيراً يستفيد منه المخالفون أكثر ما يستفيدون ))
فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى
أقول : على أيِّ شيءٍ يجب اجتماعنا؛ أليس على الحق ؟ ! بلى؛ فإن خالف الحق أحدٌ وجب علينا أولاً أن ننصحه، ونبيِّن له؛ فإن رجع، وإلاَّ فإنَّه يجب علينا أن نعتبره شاذاً، ونرفضه؛ فإن أيَّده أحد، وأعانه على باطله أنكرنا على المؤيد؛ وهجرناه، وبالأخص إذا كانت بدعته أو مخالفته واضحةً، وضارة كبدعة الخوارج، ولا يجوز أن نترك الإنكار على المميع حرصاً على جمع الكلمة، ولاشك أنَّ بدعة الخوارج بدعةٌ ضارة بالدين؛ فإن أفتينا بجواز الأخذ للعلم عمَّن يرى رأي الخوارج؛ فقد أعنَّا على هدم الدين، وشجَّعنا المفسدين؛ وهل وجد فينا التكفير، والتفجير، والتدمير إلاَّ حين تتلمذ مجموعات من الشباب على هؤلاء، ومؤيديهم، ولا يجوز أن نقول هؤلاء يحفظون القرآن، وعندهم علمٌ؛ فالجهل خيرٌ من التتلمذ على أيديهم، وأين أنت من قول بعض السلف : ” من وقَّر صاحب بدعةٍ فقد أعان على هدم الإسلام ” أخرجه البيهقي في الشعب .
وصبيغ سيَّره عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الكوفة، ونهى عن مجالسته؛ أليس لأنَّ عمر رضي الله عنه خاف على المسلمين من العدوى بفكره ؟ بلى؛ أفيليق بعد ذلك ونحن ننتمي إلى أهل الحديث، وأتباع الأثر أن نغضب على من قال لا يؤخذ العلم على من يرى رأي الخوارج، ولا على من يدافع عمَّن يرى رأي الخوارج، ويعتذر له، ويبرر مسلكه أو يؤويه في بيته، ويتظاهر بصحبته، ويحتفظ به؛ فلا يخرجه من منهج السلف بعد العلم بخارجيته ؟!!
بل يرى أنَّه إن كان له ذنبٌ فذنبه صغير لا يستحق أن يخرج به من المنهج السلفي؛ أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لعن الله من آوى محدثاً )) رواه مسلم ، وأيُّ حدثٍ أعظم من حدث الخوارج؛ فهل يصح أن يقال أنَّه لا يخرج من السلفية مع ما ورد في الأحاديث المخرَّجة في الصحيحين أو أحدهما أو مخرَّجة في غيرهما بسندٍ صحيح؛ وإني والله أربأُ بك يا شيخ علي وأنت من المعدودين من أصحاب الحديث أن تتوقف في إخراج من يدين بهذا الفكر الخارجي من السلفية انتهى .
الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
سئل حفظه الله تعالى : عن قاعدة: لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف فيمابيننا ؟
فأجاب : بأنّها قاعدةفاسدة، وأنهم من خلالها يريدون التوصل إلى عدم تبديع وجرح من هو أهل للجرح والتبديع مثل المغراوي وأبي الحسن المأربي ومحمد حسان. .. ا.هـ.
الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله تعالى
سئل حفظه الله تعالى كما في أجوبته على أسئلة رائد المهداوي : يقول علي الحلبي مقعداً: فإذا ضاقت الأمور واختلفنا في فلان، فلا يجوز البتة أن نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف بيننا. فما رأيكم حفظكم الله بهذا الكلام؟
فأجاب حفظه الله تعالى : أظنُّ أنّ أخانا علياً يشير إلى ما يجري في الساحة من الكلام على بعض الأشخاص، وهاهنا لا بدّ من بيان أمور:
الأمر الأول: أنّ الاختلاف في الأشخاص من حيث الجرح والتعديل هذا قديم، وليس هو وليد هذا العصر، بل منذ عرف هذا العلم – علم الجرح والتعديل – والأئمة يختلفون في أشخاص من حيث جرحهم وتعديلهم، والمعول عليه في هذا الأمر الدليل، ومن الأدلة التي ترجح أحد القولين: قول أهل الخبرة والمعرفة به من خلال معاشرتهم له أو نظرهم في كتبه، فمن أقام الدليل على رجل أنه مجروح، وأظهر الدليل على جرحه من كتبه أو من مقالاته، وبان أنه بهذه الأدلة مجروح؛ وجب قبول الجارح وُترك قول المعدِّل، لأنّ الجارح عنده زيادة علم خفيت على المعدِّل …
والخلاصة – وهو الأمر الثاني -: أنّ الجرح المفسر مقدمٌ على التعديل المجمل.
وثالثاً: في هذاالعصر أثبت أخونا الشيخ ربيع -حفظه الله – فساد منهج سيد قطب وفساد عقيدته، وأقام الدليل على ذلك من كتب الرجل بما لا يدع مجالاً للشك، فالمنصفون والفطنا والحريصون على حفظ العقيدة والذبّ عنها وعن أهلها قبلوا كلام الشيخ ربيع؛ لأنه أقام الدليل من كتب الرجل، وأما أهل اللجج والشطط والحزبيات فإنهم إلى اليوم على تمجيد الرجل، وتبجيل الرجل، ورفعه فوق الرؤوس، والثناء عليه، وعدّه في مصاف الأئمة كذباً وزوراً وبهتاناً، وبهذا يعلم أنّ هذه القاعدة غير سديدة بل هي فاسدة، فأهل السنّة ينظرون في الأدلّة ويوازنون بينها، ويقبلون من الأقوال ما قام الدليل القطعي على صحته وترك القول الآخر. ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ رُوي عنه: “والله ما أظنُّ أنَّ أحداً أحبَّ إلى الشيطان هلاكاًً منيَ اليوم” فقيل: وكيف؟ قال: “تحدث البدعة في المشرق أوالمغرب فيحملها الرجل إلي فإذا انتهت إلي قمعتها بالسنّة فتردّ عليه”
فيتحصل لدينا أنّ الناس قسمان:
قسمٌ لا يعبأ بالجرح و التعديل، ويراه من الاختلاف الذي فيه مندوحة،وهذا منهج فاسد لا يسلكه إلا جاهل أو صاحب هوى.
والقسم الثاني: من ينظر إلى أقوال العلماء في الرجال الذين لم تسبق له به معرفة، فيحكم الدليل، فما قام الدليل على جرحه فهو مجروح ساقط، وما لم يقم الدليل على جرحه فإنه يبقى على الأصل، ومن هنا يقال: الناس ثلاثة ـ المتكلم فيهم ثلاثة ـ:
– قسم ظهرت عدالته واستقامته،فهذا هو العدل السليم المقبول.
– وقسم ظهر جرحه وانحرافه بمقتضى الأدلة، وهذا مجروح منبوذ.
– وقسم آخر الثالث مستور،فهذا يكفي أنه مستور فلايتعب الناس أنفسهم في البحث عنه.
وهنا مسلك عظيم وهو في الحقيقة قاعدة؛ أنه في حال الفتن التي تعصف في الناس وتموج بهم كان القدامى من الأئمة يمتحنون الوافدة إليهم من الأقطار فإن أثنوا على علمائهم وخيارهم أهل السنّة فيهم خيرا قرّبوهم، وإن أثنوا عليهم شراً أبعدوهم ، ومن أقوالهم في ذلك: امتحنوا أهل المدينة بمالك، وامتحنوا أهل الشام بالأوزاعي، وامتحنوا أهل مصر بالليث بن سعد، وامتحنوا أهل الكوفة بسفيان، وامتحنوا أهل الموصل بالمعافى بن عمران” انتهى.
الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
سئل حفظه الله تعالى في محاضرة التمسك بالسنة : ما رأيكم حفظكم الله في هذه القاعدة لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبب للخلاف بيننا ؟
الجواب: هذا كلامٌ باطل، هذا كلامٌ باطل؛لأنه قد يكون الخلاف بيني وبينك في أهل الأهواء، فأنت تُزكّي صاحب البدعة وتمدحه وأنا أُحذّر الناس منه، فأيُّهم الناصح لدين الله ولعباد الله ؟ أنا أو أنت ؟ الذي حذَّرَ من الأهواء وأهلها هو الناصح لدين الله – تبارك وتعالى- أما الذي أوى إلى أهل الأهواء والبدع فهذا منهم ، لأن ((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل))،والإمام أحمد – رحمه الله تعالى- قد استدلّ على هوى الرجل وانحراف الرجل بطرحه السلام على أهل الأهواء -رحمه الله تعالى- فقال:”إذا رأيت الرجل يُسلّم على رجل من أهل الأهواء فاعلم أنه يحبه ” ثم استدل بحديث:” أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ” فأهل الأهواء إذا كنت أنت تُزكّيهم وهذا يُحذِّر منهم وأتباعك يقولون :لا ليسوا هم أهل أهواء، أو الأمر سهل والخطب يسير، أو لا تُفرِّقوا المسلمين، أيهم أنصح لدين الله ولعباد الله ؟ لا شك أنه – هو – : الذي حذّر منهم ، فكونك تقول: لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً في خلافنا ، هذا غير صحيح، بل هذا الكلام عليه تحفظ نسأل الله العافية والسلامة من مثل هذه العبارات التي بدأت تظهر للناس اليوم، ففرّقت أهل السُّنة، أهل السُّنة في القديم كان الخلاف بينهم وبين أهل الأهواء، أمّا الآن فاندسّ في صفوفهم بعض المشبوهين وإن تزيّنوا بالسُّنة فما فعلوا فيهم أعظم مما فعله أهل الأهواء نسأل الله العافية والسلامة انتهى .
القاعدة الثانية : نصحح ولا نجرح
الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
قال رحمه الله تعالى كما في الرسائل المتبادلة (297) : أن النقد من أهل العلم وتجريح من يجب جرحه من باب النصح للأمة، والتحذير من بدعته أو انحرافه أمر متعين كما فعل علماء الإسلام سابقاً ولاحقاً انتهى
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
سئل رحمه الله تعالى : ما قيل في أخطاء أهل البدع: ” نصحح ولا نجرح “.
فأجاب : هذا غلط بل نجرّح من عاند الحق.
وقال رحمه الله تعالى في الصحوة الإسلامية وضوابطها (116):” إذا كان الخلاف في مسائل العقائد فيجب أن تصحح وما كان على خلاف مذهب السلف فإنه يجب إنكاره والتحذير ممن يسلك ما يخالف مذهب السلف في هذا الباب” انتهى .
الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى
سئل حفظه الله تعالى : عن قاعدة نصحح ولا نجرح ؟
فأجاب : هذه القاعدة ما لها أصل أقول هذه القاعدة ما لها أصل، أهل الباطل لازم تجريحهم.
وسئل عن قاعدة : يجوز التخطئة ويحرم الطعن ؟
فأجاب حفظه الله تعالى : هذه مثل نصحح ولانجرح ! هي نفسها انتهى .
الشيخ العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي
سئل حفظه الله تعالى كما في العقد المنضد الجديد في الأجوبة على مسائل الفقه والمناهج والتوحيد (1/158) : عن قاعدة نصحح ولا نجرح ؟
فأجاب : هذه القاعدة ليست من قواعدالعلماء الربانيين الذين يعتد بعلمهم وإنما قواعد العلماء العارفين بشرع الله المطهر سابقاً ولاحقاً التصحيح لما يستحق التصحيح والتعديل لمن هو أهل للتعديل, والتجريح لمن يستحق التجريح على ضوء القواعدالمتعلقة بهذا الموضوع الخطير وعلى هذا مشى أهل السنة والجماعة السلف الصالح وأتباعهم إلى يوم الدين وما كتب الجرح والتعديل عن الأذهان ببعيد, وهذه القاعدة فيها تلبيس على من قلَّ نصيبه من العلم الشرعي ووسائله … وهذه من المغالطة وصاحبها إما أن يكون جاهلاً فيجب عليه أن يطلب العلم صادقاً وإما أن يكون ملبساً ومضللاً للناس فحسبه الله ونسأل الله أن يهديه ويرده إلى الحق رداً جميلا . آمين …. انتهى
ومن رد الحلبي على الحلبي :
قوله (ودَعْكَ مِن قاعدةِ: (… ويعذرُ بعضُنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)! وقاعدةِ: (نُصَحِّحُ ولا نُجَرِّح)! -اللَّتَيْنِ قُوِّلْنَاهُما (!) بِغَيْرِ حَقّ-!!
فَهُما -كَمَا بَيَّنْتُ-قَدِيماً- على غيرِ ما نقولُ؛ فَكِلْتِاهُما إمَّا باطلٌ، أو بابٌ إلى الباطل…)
أقول : إذا كانتا قاعدتين باطلتين، فلماذا تقع فيهما وتطبقهما في منهجك الجديد .
وكيف تدافع عن أهلها من المأربي وعرعور وغيرهما .
فهي قاعدة إخوانية قال عباس السيسي في كتابه الإخوان المسلمون خمسون عاماً من الجهاد, من المذبحة إلى ساحة الدعوة (ص26) : وبدأت مرحلة الفهم في جلسات في منزلي, نستمر ليلاً ونهاراً, وقد تستمر أحياناً إلى منتصف الليل وقد يزيد العدد في الجلسة إلى خمسة وعشرين , وأكرر ما سبق أن ذكرت ؛ أن هذه الجلسات وما يدور فيها بعيدة كل البعد عن الطعن والتجريح, ولكنها فقط للتصحيح والتوضيح انتهى .
وقالها ودعا إليها عدنان عرعور بلفظ (نصحح ولا نجرح)
وأعادها أبوالحسن المأربي : بلفظ (نصحح ولا نهدم)
والحلبي يطبقها عملياً !
سابعاً : قال الحلبي (ص250) حاشية (رقم3) تعليقاً على من يرميه بالتمييع: ((وَهِيَ الَّتِي نُرْمَى بِهَا -اليَوْم!- مِنَ (البَعْضِ!)- بِسَبَبِ مُخالَفَتِنَا (الاجْتِهادِيَّة) فِي عَدَمِ الحُكْمِ عَلَى بَعْضِ الأَعْيَانِ -مِن (أهل السُّنَّة) المواقعين لبعض الخطأ، أو البدعة- بِأًَنَّهُم مُبْتَدِعَة!!)
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يعتبر نصيحة العلماء له، بترك باطله وميوعته مع أهل البدع والأهواء رمياً له بالباطل، وأن رميهم ليس بحق ولكن بالهوى؛ لأنه خالفهم في مسألة اجتهادية .
– ولا شك أن هذا باطل من القول وقد سبق بيانه في الحلقة السادسة .
– وزعمه أن المسائل التي وقع فيها الاختلاف مسائل اجتهادية زعم خلاف الواقع، بل هي مسائل أصولية منهجية وقد سبق بيانه في حلقة الرابعة عشرة .
– وأما وصفه لأهل البدع الذين يدافع عنهم وينافح بأنهم من أعيان أهل السنة، وأنهم وقعوا في البدع خطأ فهو على منهجه نصحح ولا نجرح، الذي يتبرأ منه قولاً ويواقعه عملاً ، وسيأتي نقل كلام أهل العلم والإيمان فيمن اعتبرهم الحلبي من الأعيان .
ثامناً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص283) حاشية رقم (1) (… فكيف إذا كان هذا الأمرُ ليس بحقِّ (مبتدعٍ)، وإنَّما هو في حقِّ سُنِّيٍّ وَقَعَ في خطأ أو بِدعة -حَسْبُ-؟!)) انتهى
وكذا قول الحلبي فيما سماه بــمنهج السلف الصالح (ص306) في الحاشية :
(… كُلُّ ذَلِكَ لأَنِّي خَالَفْتُهُم فِي تَبْدِيعِهِم وَتَضْلِيلِهِم لِـ(بعضِ) مَنْ أَدِينُ اللهَ -تَعَالَى- بِأَنَّهُ سُنِّيٌّ ذو أخطاءٍ، وَهُمْ يَقُولُون: بَلْ مُبْتَدِع -بلا تَأَنٍّ وَلاَ استِثْناء-!!) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يعتبر عرعور والمغراوي والمأربي ومحمد حسان وغيرهم ممن يزكيهم بأنهم من أهل السنة، وهذه مغالطة منه، وسيأتي كشفها إن شاء الله تعالى .
تاسعاً : قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي في كتابه النصيحة كما فيما سماه الحلبي بـمنهج السلف الصالح (ص293) : ( إِنَّ العُلَمَاءَ الفُقَهَاءَ النَّاصِحِينَ قَدْ يَسْكُتُونَ عَن أَشْخَاصٍ وَأَشْيَاءَ؛ مُرَاعَاةً مِنْهُمْ لِلْمَصَالِحِ والمَفَاسِدِ .
فَقَدْ يَتَرَتَّبُ عَلَى الكَلَامِ في شَخْصٍ مَفَاسِدُ أَعْظَمُ بِكَثِيرٍ مِن مَفْسَدَةِ السُّكُوتِ عَنْهُ.
فعلّق عليه الحلبي في حاشية (رقم2) بقوله :
وَهَذا أَصْلٌ أَصِيل، يَرُدُّ كَيْدَ كُلِّ دَخِيل، وَيَنْقُضُ مَذَاهِبَ القَالِ وَالقِيل…
فهلْ نُلزِمُ (كُلَّ أحد) في (كُلِّ بلد) أن يتكلَّم في (كُلِّ منْتَقَد)!!؟
… دون مُراعاة لفوارق الزمان، والمكان، والأعيان!!
ودون النظر إلى ما (قد) يترتَّب على هذا القولِ -أو ذاك- مِن مفاسدَ أو مصالح!!
وما (قد يترتَّب على الكلام في شخصٍ) مِن (مفاسد) ممَّا قد يكونُ (أعظمَ بكثير من مفسدة السُّكوت عنه): هو الدَّافِعُنِي (في بعض الحالات) التي لا أرى الصوابَ -فيها- تبديعَ -أَو انْتِقَادَ!- هذا الداعي، أو هذا الطالبَ للعلمِ، أو هذا العالمَ -مِمَّن هُم مِن دُعاة المنهج السَّلَفِيّ-!
وأرى أنَّ إبقاءَهُ على أصل (السَّلَفِيَّة) هو الأصلُ بلا ملامَة، بل هو بابُ الحِيطَةِ والسَّلامة…
فلئن خالَفَنِي في هذا غيري؛ فلا أقلَّ مِن أن يعذِرَني!!
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– سفسطة الحلبي حول مراعاة المصالح وتغير الزمان والمكان، سيأتي ردها ومناقشته فيها بإذن الله تعالى .
– والعلماء السلفيون لا يطلبون من الحلبي جرح أهل البدع لكن يطالبونه السكوت عن تزكية المتهمين؛ لئلا يغرر الناس بهم، قال الشيخ صالح الفوزان في ظاهرة التبديع والتفسيق (73) :” لا يجوز تعظيم المبتدعة والثناء عليهم، ولو كان عندهم شيء من الحق؛ لأن مدحهم والثناء عليهم يروج بدعتهم، ويجعل المبتدعة في صفوف المقتدى بهم من رجالات هذه الأمة. والسلف حذرونا من الثقة بالمبتدعة، وعن الثناء عليهم، ومن مجالستهم، والمبتدعة يجب التحذير منهم، ويجب الابتعاد عنهم، ولو كان عندهم شيء من الحق، فإن غالب الضُلاَّل لا يخلون من شيء من الحق؛ ولكن ما دام عندهم ابتداع، وعندهم مخالفات، وعندهم أفكار سيئة، فلا يجوز الثناء عليهم، ولا يجوز مدحهم، ولا يجوز التغاضي عن بدعتهم؛ لأن في هذا ترويجاً للبدعة، وتهويناً من أمر السنة، وبهذه الطريقة يظهر المبتدعة ويكونون قادة للأمة – لا قدَّر الله – فالواجب التحذير منهم” انتهى
– وأما ادعاؤه أن السلامة في إبقائه حيطة فيقال له لست أعلم ولا أورع ولا أتقى من السلف الذين تكلموا فيمن خالف الحق وأصر على باطله، وسيأتي مناقشة الحلبي في زعمه أن الاحتياط عدم جرحهم وما فيه من الورع البارد .
– ثم إذا أردت أن تكون محتاطاً فلِمَ لم تحتط مع العلماء السلفيين الذين اضطربت وهجت ومجت وهاجمتهم بلا هوادة طاعناً فيهم . بل هذا دليل أن الورع الذي تدعيه كورع من يسأل عن حكم قتل الذباب، وقد قتلوا الحسين فما أشبه حالك بحالهم .
– وأما قول الحلبي (فلئن خالَفَنِي في هذا غيري؛ فلا أقلَّ مِن أن يعذِرَني)
أقول : هذا فيه ما سبق من تطبيقه لقاعدة يعذر بعضنا بعضاً .
فهل يعذر أهل الباطل ومن يدافع عنهم ومن يماشيهم، بل يلحق بهم ولا كرامة كما هو منهج السلف الصالح، وقد سبق في الحلقة السابعة نقل مجموعة من أقوالهم .
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
الأحد الموافق 19 / 7 / 1430هـ
بعد صلاة الظهر