مختصر تعقيب العلامة النجمي الكاشف لتلبيسات الحلبي – لفضيلة الشيخ أحمد بازمول

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فقد أفتى شيخنا العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى أن من يثني على المغراوي والمأربي لا يؤخذ منه العلم من أهل الشام كالمدعو علي بن حسن الحلبي، فقام الحلبي بالتعليق على فتوى الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي وطعن فيها بأسلوب ماكر، وسفسطة فلسفية معروفة من أمثاله، وحاول التملص من باطله، وقلبه على أهل الحق، فظهر بمظهر المنصف، وأظهر غيره بمظهر الظالم المتعدي!!
فقام شيخنا العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى بالرد عليه مفصلاً في أكثر من عشر صفحات، فقمت بتلخيصها واختصارها، وقدمت وأخرت بعض الجمل وأضفت بعض الكلمات لتنسيق الكلام مما لا يخرج عن مقصود الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى .
وسميته (( مختصر تعقيب العلامة أحمد بن يحيى النجمي الكاشف لتلبيسات علي الحلبي )) .
وليعلم القارئ الكريم أن مخاطبة الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى للحلبي بقوله بالشيخ لا يعني أنه يثني عليه وأنه يحترمه؛ لأن الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي قال في الحلبي وأشكاله : لا يؤخذ منه العلم .
لأن بعض الناس وجدناهم يفرحون بمناداة بعض أهل العلم للحلبي بالشيخ فيقولون يحترمه العلماء !!
وهذا مما زينه الشيطان لأتباع الحلبي ومريديه، لأنهم لو عقلوا ما يقولون لعلموا أن ما صدر من الحلبي لا يصدر من شيخ علم، يدعي السنة والسلفية، فهي كلمة ملزمة له بقول الحق لا بالإصرار على الباطل، فمقصود العلماء إن كنت شيخاً حقاً فلِمَ تقع في هذه المخالفة ! فهم يذكرونه بحال أهل العلم ! لا أنهم يثنون على من خالف الحق !
والآن أتركك أخي القارئ الكريم مع اختصاري لرسالة شيخنا العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى .

سئل الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى : هل تنصحوننا بأخذ العلم من مشايخ الأردن في العقيدة ؛ وهم شيوخ مركز الألباني – رحمه الله – ؟
فأجاب فضيلة الشيخ :
هؤلاء معدودون من السلفيين ؛ ولكن نقلت عنهم أنَّهم يؤيدون أبا الحسن، ويؤيدون المغراوي، ويزكونهم، ومن يزكي المغراوي التكفيري؛ الذي يسمي الذين يأتون بالمغنيين للزفاف يسميهم عجول، ويخلط بين المكفر، وغير المكفر، ويجعلها كلَّها مكفرة؛ فإنَّ عليه ملاحظات، ولا نستطيع أن نقول فيه أنَّه يؤخذ عنهم العلم.
والحلبي قد وقف على ما عند المغراوي من أباطيل فالحقيقة أني فوجئت بموقف الحلبي من المغراوي وثنائه عليه؛ فإذا كان أنت يا شيخ علي تقول : أنَّك لا تقرُّه، ولا تؤيده ، وقد نصحته هو وأبا الحسن ”
أقول : كان ينبغي أن تبدي تبرأك منه، وغضبك عليه؛ أمَّا كونك لم تبدِ غضبك عليه، ولا امتعاضك من اتجاهه الخارجي السيئ؛ فأنا لا ألام على ما قلتُه، والله يعلم أنِّي ما قصدت غير إرضاء ربي عزَّ وجل، ولست أزكي نفسي من الوقوع في الخطأ أحياناً؛ شأني شأن غيري من البشر.

قال الحلبي

(( نحن ندعو إلى الدعوة السلفية، والعقيدة السلفية، ونؤازر مشائخنا في كلِّ مكان لا يمنعنا منهم جغرافية، ولا حدود، ولا ألوان، ولا أسماء، ونعتقد أنَّ الولاء والبراء على المنهج والعقيدة ))
فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى



أقول هذا هو الواجب، فمن قام به نجا، ومن قصَّر فيه فسيجد مغبَّة ذلك التقصير إلاَّ أنَّ تلك المؤازرة يجب أن تكون مقيَّدةً بمن كان على المنهج الصحيح، والاتجاه السليم؛ فإن حصل من أحدٍ منهم جنوحٌ عن المنهج الصحيح أو ميلٌ عن الاتجاه السليم وجب نصحه، وإشعاره بخطئه؛ لعلَّه يتوب، وينيب؛ فإن فعل فهو على مكانته الأولى عند أهل السنة.

قال الحلبي

(( أمَّا أنَّه قال الشيخ : ولكن نقلت عنهم ..يعني : أنَّ السائل نقل لنا عنهم – عنَّا – أنَّنا نؤيد أبا الحسن، والمغراوي، ونزكيهم؛ وهذا في الحقيقة كلامٌ غير صحيح؛ نحن ننتقد أبا الحسن، وننتقد المغراوي فيما أخطأوا فيه، ونحن بيَّنَّا ما عندهم من ملاحظات ))

فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى


أقول : إن كان ما قلتم حقَّاً أنَّكم أنكرتم عليهم، ولم يقبلوا؛ فلِمَ لم تظهروا خطأهم، وتبينوه أمام النَّاس، وتتبرؤوا منهم !
ثانياً : نحن ما زلنا نسمع أنَّ مشايخ الأردن ما زالوا يستقبلون المبتدعة؛ أبا الحسن المأربي، والمغراوي، وقد سئلنا كثيراً عن ذلك ؟ فقلنا: إن كان ما قيل حقَّاً أنَّ علي بن حسن الحلبي، وسليم بن عيد الهلالي ما زالوا يؤيدون أبا الحسن المأربي، ومحمد بن عبد الرحمن المغرواي؛ فنحن لا نستطيع أن نأمر بالأخذ عنهم؛ لأنَّا نقرأ عن السلف أنَّهم يقولون من أيَّد المبتدع، ثمَّ نصح، ولم يقبل ألحق به في الهجر له، وعدم الانبساط إليه، وعدم الأخذ عنه؛ فنحن لم نقل شيئاً من عندنا !
قال ابن بطة في الأثر تحت رقم 420 : ” روى بسنده إلى محمد بن سهم؛ قال : سمعت بقية : قال كان الأوزاعي يقول: من ستر عنَّا بدعته لم تخف علينا ألفته ” وقال أيضاً أثراً برقم 421 : بسنده إلى يحيى بن سعيد القطان يقول : لمَّا قدم سفيان الثوري البصرة جعل ينظر إلى أمر الربيع بن صبيح ، وقدره عند الناس؛ سأل أيُّ شيءٍ مذهبه ؟ قالوا : ما مذهبه إلاَّ السنة ؛ قال : من بطانته ؟ قالوا : القدرية ؛ قال : هو قدري؛ قال الشيخ ( يعني ابن بطة ) : رحمة الله على سفيان الثوري؛ لقد نطق بالحكمة فصدق، وقال بعلمٍ فوافق الكتاب والسنة، وما توجبه الحكمة، ويدركه العيان، ويعرفه أهل البصيرة والبيان قال الله عزّ وجل : (( يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا بطانةً من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم ”
والأدلة من الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح أنَّ من آوى أهل البدع أو جالسهم أو آكلهم، وشاربهم أو سافر معهم مختاراً؛ فإنَّه يلحق بهم؛ لاسيما إذا نُصح، وأصرَّ على ما هو عليه حتى ولو زعم أنَّه إنَّما جالسهم ليناصحهم؛ لاسيما والمغراوي نزعته خارجية واضحة في النشرة التي أرسلت إلينا .
ثالثاً : أنَّكم لو أنكرتم عليهم إنكاراً علنياً ، ولم تستقبلوهم لذكر ذلك، ولما تناقل الناس أنَّكم تؤيدونهم، وأنَّكم راضون عنهم .

قال الحلبي

(( لكن لا يمكن أن نرضى لأنفسنا أن نكون نسخةً طبق الأصل عن أيِّ إنسانٍ كان مهما كان وزنه، ومهما علا اسمه ))

فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى


أقول : من هو الذي كلَّفكم بهذا .
وثانياً: من وافق شخصاً لكونه رأى أن الدليل معه؛ فإنَّه لا يعد موافقاً للشخص، ولكنَّه يعدُّ موافقاً للدليل؛ وهذا هو التقليد المباح، والله تعالى أخبرنا أنَّ المؤمنين سبيلهم واحد، وأنَّه يتبع بعضهم بعضاً في الحق ويستغفر آخرهم لأولهم ؛ فقال سبحانه وتعالى :)ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنَّم وساءت مصيراً ( [ النساء : 115] وقال تعالى : ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ( [ الطور : 21 ] وقال الله تعالى : ) والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ( [ الحشر : 10 ] فليس أحدٌ من المؤمنين أو من العلماء مستقلاً بنفسه، ولكن يتَّبع بعضهم بعضاً على العقيدة والأحكام الشرعية قال الله تعالى : ) ثمَّ أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ( [ النحل : 123 ] وقال تعالى : ) أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ( [ الأنعام : 90 ] .
وبالجملة فمن اتبع شخصاً في قولٍ أو أقوالٍ فإنَّه لا يقال أنَّه صار نسخةً طبق الأصل من فلان. 

قال الحلبي

(( وبخاصة أنَّ هناك من كبار المشايخ في بلاد الحرمين الشريفين؛ من لايزال يؤيد أبا الحسن، ويؤيد المغراوي، ويزكونهم؛ فهل يعني يستطيع السائل أو المجيب – حفظ الله الجميع – أن يعمِّموا هذه الفتوى بأنَّ من عليه هذه الملاحظة لا يؤخذ عنه العلم ؟!حتى لو كان من كبار المشائخ ؟ ! ولا أريد أن أسمي في هذا المقام ؛ لكن معروفٌ أسماء المشايخ الكبار الذين لا يستطيع أحدٌ التشكيك فيهم ))

فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى


أقول : أولاً : ما كلُّ من في بلاد الحرمين على عقيدةٍ واحدة؛ بل منهم الحزبي المتستر، ومنهم السِّني؛ الذي لا يريد أن يجابه أحداً، ومنهم السلفي؛ الذي أخذ نفسه بأن يقول كلمة الحق ما دامت المصلحة مضمونة في قولها، ثمَّ سمِّ لنا هؤلاء المشائخ حتى نناصحهم، وأعتقد أنَّ من يؤيدهم ويزكيهم – إن كانوا سلفيين – اعتقد أنَّهم لم يقرؤوا، ولم يقفوا على ضلالات هذين الرجلين، ولا يجوز لك أن تحتج بهم، وقد عرفت ما عند هذين الرجلين من الانحراف؛ بل يجب عليك مناصحتهم، والابتعاد عن طريقتهم .
ثانياً : ومن أثنى على المغراوي بعد أن علم نزعته الخارجية يجب أن يلحق به، ولا أعلم أنَّ أحداً من أهل السنَّة المعروفين سيتوقف عن إلحاقه به .
ثالثاً : أنَّ أهل السنَّة إنَّما نالوا ما ناولوا من الشرف، والتقدم بما هم عليه من الاستقامة على الحق، والسير مع الدليل وعلى فهم السلف الصالح؛ فلا أتصور أنَّ أحداً منهم سيجامل أحداً من الناس في دين الله .
وقول الحلبي (( فهل يعني يستطيع السائل أو المجيب – حفظ الله الجميع – أن يعمِّموا هذه الفتوى بأنَّ من عليه هذه الملاحظة لا يؤخذ عنه العلم ؟!حتى لو كان من كبار المشـائخ ؟ ! ))
أقول : نعم، وأنا أعلنها صريحةً بأنَّ من يقول بقول الخوارج لا يجوز أن يؤخذ عنه العلم كائناً من كان، وهل وقعنا فيما وقعنا فيه، ووجد فينا المفجرون، والمكفرون، والمدمرون إلاَّ بسبب تتلمذهم على من يقولون بقول الخوارج، وعلى كتب من يقول بقول الخوارج.

قال الحلبي

(( لكن قد تكون نقطة الخلاف أنَّنا مع ملاحظاتنا على أبي الحسن، وعلى المغراوي، وقد واجهناهما في بعض الأمر؛ أنَّنا لا نخرجهم من السلفية؛ فهذه قضية ثانية ))

فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى


أقول : هذا اعترافٌ من الشيخ علي الحلبي بتساهلهم مع المأربي، والمغراوي بأنَّه لم يكن منهم إنكار جدي يفهم ذلك من قوله : وقد واجهناهما في بعض الأمر ” أنَّ المواجهة لم تكن جدية إن كانت حصلت؛ وأنا لا أكذِّب الشيخ، ولكن لعلَّها كانت بالهوينا من غير جرح مشاعر، ولا إثارة غضب، والذي ينبغي هو أن يكون غضبنا لله قوياً، وإنكارنا لما يغضبه شديداً.
وأمَّا قوله : أنَّنا لا نخرجهم من السلفية ؛ فهذه قضية ثانية ”
أقول : لماذا لم تخرجوهم من السلفية مع وضوح بدعتهم، وغلظها .
أمَّا المغراوي فاقرؤوا النشرة التي كتبت عليه من أشرطته بأرقام الأشرطة، ويظهر واضحاً مما دون عليه أنَّه خارجي محترق!
وأمَّا المأربي فالملاحظ عليه بدع أخرى، وهو صاحب المغراوي وصديقه؛ فهل في أمرهما إشكال بعد هذا حتى تتوقفوا في إخراجهم من السلفية .
ما هو فكر الخوارج؛ أليس هو تكفيرٌ المسلمين ؟ أليس هو استباحة دمائهم، وأموالهم، وأعراضهم ؟ ألم يستحلوا دماء خيار المؤمنين في كلِّ زمانٍ ، والآن ألا ترون ما وقع منهم من الغلو ، والتكفير ، والتفجير ؛ استقرؤوا كتب المناهج؛ التي دونت آثار السلف؛ هل تجدون أحداً من السلف أدخل الخوارج في المنهج السلفي، وعدَّهم من أهله ؟ أم أنَّهم ذمُّوهم، وعابوهم، وجعلوهم من شرار المبتدعة .

قال الحلبي

(( نحن إخراجنا من السلفية لزيدٍ أو عمروٍ لا ينبغي أن يكون مبنياً على التقليد، ولا ينبغي أن يكون مبيناً على الإمعية، وإنَّما ينبغي أن يكون مبنياً على العلم، وعلى الدين، وعلى الحجة؛ فإذا ظهر لنا الدليل، وبانت لنا الحجة؛ فإن شاء الله لن نكابر، ولن نستكبر، ولن نظلم أنفسنا بمناقضة الحق، ومخالفة أهل العلم ))

 
فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى



أقول : يعلم الله أنَّا لم نقل ما قلنا تقليداً لأحد، ولا تضامناً مع أحد، وإنَّما كان ذلك بناءاً على ما صحَّ عندنا، وثبت لدينا بالأدلة على ذلك، ولسنا بحمد الله ممن يقلد في مثل هذه الأمور أو ممن يتضامن مع الغير بلا حجة، ولا نتهم أحداً بذلك؛ فإن كنت إلى الآن لم يتضح لك خارجية المغراوي؛ فاقرأ النشرة التي أرسلها الشباب السلفي من المغرب، ونحن لا نطالب أحداً بغير الحق، ولكن نطالب المشايخ المحسوبين على المنهج السلفي أن تجتمع كلمتهم على نصرة الحق، ونبذ الباطل عبوديةً لله وحده دون سواه، وليس المقصود أن نتكثَّر بالأشخاص نعوذ بالله من ذلك؛ فنحن نؤمـن أنَّ الحـق منصورٌ، ولو لم يكن عليه إلاَّ واحد، وأنَّ الباطل مخذولٌ، وإن أوعب عليه الناس، ولنا في أنبياء الله عبرة، فالواجب على أهل الحق أن ينصروا الحق، وأن يكونوا في صفِّ من يقوم به عبوديةً لله تعالى، ولا يجوز أن نقول لمن نصر الحق أنَّه إمَّعة مع من قام به بل نعتقد أنَّه قام بالواجب عليه؛ امتثالاً لقوله تعالى : ) يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصـار الله ( [ الصف : 14 ].

قال الحلبي

(( فإذا ضاقت الأمور، واختلفنا في فلانٍ؛ فلا يجوز البتة أن نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف بيننا، وإلاَّ كان سبيلاً كبيراً يستفيد منه المخالفون أكثر ما يستفيدون ))

فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى


أقول : على أيِّ شيءٍ يجب اجتماعنا؛ أليس على الحق ؟ ! بلى؛ فإن خالف الحق أحدٌ وجب علينا أولاً أن ننصحه، ونبيِّن له؛ فإن رجع، وإلاَّ فإنَّه يجب علينا أن نعتبره شاذاً، ونرفضه؛ فإن أيَّده أحد، وأعانه على باطله أنكرنا على المؤيد؛ وهجرناه، وبالأخص إذا كانت بدعته أو مخالفته واضحةً، وضارة كبدعة الخوارج، ولا يجوز أن نترك الإنكار على المميع حرصاً على جمع الكلمة، ولاشك أنَّ بدعة الخوارج بدعةٌ ضارة بالدين؛ فإن أفتينا بجواز الأخذ للعلم عمَّن يرى رأي الخوارج؛ فقد أعنَّا على هدم الدين، وشجَّعنا المفسدين؛ وهل وجد فينا التكفير، والتفجير، والتدمير إلاَّ حين تتلمذ مجموعات من الشباب على هؤلاء، ومؤيديهم، ولا يجوز أن نقول هؤلاء يحفظون القرآن، وعندهم علمٌ؛ فالجهل خيرٌ من التتلمذ على أيديهم، وأين أنت من قول بعض السلف : من وقَّر صاحب بدعةٍ فقد أعان على هدم الإسلام ” أخرجه البيهقي في الشعب .
وصبيغ سيَّره عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الكوفة، ونهى عن مجالسته؛ أليس لأنَّ عمر رضي الله عنه خاف على المسلمين من العدوى بفكره ؟ بلى؛ أفيليق بعد ذلك ونحن ننتمي إلى أهل الحديث، وأتباع الأثر أن نغضب على من قال لا يؤخذ العلم على من يرى رأي الخوارج، ولا على من يدافع عمَّن يرى رأي الخوارج، ويعتذر له، ويبرر مسلكه أو يؤويه في بيته، ويتظاهر بصحبته، ويحتفظ به؛ فلا يخرجه من منهج السلف بعد العلم بخارجيته ؟!! بل يرى أنَّه إن كان له ذنبٌ فذنبه صغير لا يستحق أن يخرج به من المنهج السلفي؛ أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لعن الله من آوى محدثاً )) رواه مسلم ، وأيُّ حدثٍ أعظم من حدث الخوارج؛ فهل يصح أن يقال أنَّه لا يخرج من السلفية مع ما ورد في الأحاديث المخرَّجة في الصحيحين أو أحدهما أو مخرَّجة في غيرهما بسندٍ صحيح؛ وإني والله أربأُ بك يا شيخ علي وأنت من المعدودين من أصحاب الحديث أن تتوقف في إخراج من يدين بهذا الفكر الخارجي من السلفية . 

قال الحلبي

(( وهذه المسائل ينبغي أن يطوى الآن بعد هذه السنوات لا أقول يطوى كتحقيق مسائل علمية منهجية عقائدية ؛ فقد حققت ، والحمد لله ، وظهر الصواب فيها ))
فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى


أقول : ما هو الصواب الذي ظهر ؟ هل هو بإدانتهم بما ثبت عليهم من فكرهم المنحرف؛ فيهجرون هم ومن أقرهم على هذا الفكر أو ناصرهم، وأيدهم عليه، ويحكم عليهم بأنَّهم قد خرجوا من المنهج السلفي أو ثبتت براءتهم فيحكم لهم بأنَّهم ما زالوا على المنهج السلفي؛ فإن كان الاحتمال الأول؛ فلِمَ تحكم لهم بالبقاء على المنهج السلفي ؟ وإن كان الثاني فمن أين تثبت براءتهم ؟ والأشياء الملاحظة عليهم موجودة بين أيدي الناس، ولم يُر منهم رجوعٌ عن الخطأ، ولا اعتراف به، وطلب للتوبة من الله؛ ومن ناحية أخرى كيف يطوى شيءٌ قادحٌ في الدين، ويسكت عليه مع عظمه، وبشاعته ؟ فكما أنَّ الدين عزيزٌ علينا؛ فإنَّ ما يقدح فيه فظيعٌ عندنا، وبشعٌ في نفوسنا؛ ألا ترى أنَّ السلف ما زالوا يتناقلون كلَّ ما حصل من أمر الدين تناقلوا كلَّ شيءٍ يتعلق بأمر الدين؛ فما كان لإعزازه تناقلوه؛ ليقتفى ويتَّبع، وما كان مما يقدح في الدين، ويؤثر فيه نقصاً تناقلوه؛ ليعرف ، ويحذر
فكلمة يطوى لا ينبغي أن تقال في هذا المقام؛ وإنَّما يطوى ما لو حصل من الإنسان مخالفة للشرع؛ فتاب منها وأناب، فإنَّها تطوى بمعنى يسدل الستار عليها فلا تذكر .

قال الحلبي

(( لكن لا ينبغي أن يستمر الأمر في الامتحان للأشخاص، وامتحان الناس، وبث الفرقة بينهم على هذا وذاك))

فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى


أقول : يا شيخ غفر الله لك : ألست تعرف أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم امتحن الجارية فقال لها : (( أين الله؟ قالت : في السماء ؛ قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله ؛ قال : اعتقها فإنَّها مؤمنة )) رواه الدارمي ، وأحمد ؛ أليس هذا امتحانٌ يا شيخ ؟! ألم ينقل عن أبي زرعة رحمه الله : (إذا رأيت الكوفي يطعن على سفيان الثوري ، وزائدة فلا تشك أنَّه رافضي ، وإذا رأيت الشامي يطعن على مكحول والأوزاعي فلاتشك أنَّه مرجئ ، واعلم أنَّ هذه الطوائف كلها مجمعة على بغض أحمد بن حنبل لأنَّه ما من أحد إلاَّ وفي قلبه منه سهمٌ لابرء له منـه ) كما في طبقات الحنابلة ( 1/ 199-200 )؛ أليس هذا دليلٌ على أنَّ من شكَّ فيه يسأل عنه ، ويؤخذ مقاله دليلٌ على حاله .

قال الحلبي

(( فمثل هذا الامتحان لا يكون على من اتفقت كلمة أهل السنة وعلمائهم عليهم؛ نقداً، وطعناً أو ثناءً و مدحاً، ولا أظنُّ أنَّ الأمر كذلك في هذين أو من لفَّ لفهما))

فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى


أقول : إنَّ أبا الحسن ، والمغراوي ليسوا من أهل السنة الثابتين عليها؛ الذين اتفقت كلمة علماء السنة على عدم الطعن فيهم؛ لاقتفائهم للسنن، وسيرهم عليها، وعنايتهم بها؛ فكتاباتهم، وتصرفاتهم شواهد بأنَّهم بعيدون عن السنة غير ثابتين عليها، ولا أدري كيف تصوَّر هذا عندك، وفي ذهنك . ألم تر ما حصل من أبي الحسن من ردِّ خبر الآحاد، وما جرى من الردود التي كتبها عليه الشيـخ الفاضل والعالم الجليل ربيع بن هادي المدخلي والتي سماها بـ ” مجموع الردود على أبي الحسن ؟ ” . ألم تر تأصيله للدفاع عن أهل البدع ؟ . ألم تر أنَّه ألَّف كتـاباً في مجلدين للدفـاع عن أهل البدع وأئمتهم سمَّاه ” الدفاع عن أهل الاتباع ؟ ” . ألم تعلم أنَّه أعلن براءته من أهل السنة في اليمن ، ويرميهم بالفواقر ؟ . ألم تعلم أنَّه صرَّح بنقض منهج الشيخ ربيع المدخلي ؛ الذي هو منهج السلف الصالح ، وأقرَّه عليه العلماء الكبار المعاصرون ، ومنهم الشيخ الألباني – رحمه الله – حيث وجَّه لأبي الحسن سؤالٌ من أحد أنصاره ، ونصُّه : لماذا لم تتكلم من قبل أن تحصل هذه الفتنة ، وتبين الأصول الفاسدة عند الشيخ ربيع، وعند هؤلاء ؟
فأجاب أبو الحسن على هذا السؤال الفاجر بقوله : ” بعد الثناء مكـراً منـه على من سمَّاهـم
إخوانه : أمَّا الشيخ ربيع فأصوله هذه منقوضة في السراج من عام 1418 هـ ”
لقد شغل أبو الحسن الناس بأصوله الفاسدة :
1- أخبار الآحاد ، وأنَّها تفيد الظن، وتلونه فيها .
2- حمل المجمل على المفصَّل ، وتلونه فيه .
3- نصحح ، ولانهدم ، وتلاعبه فيه .
4- نريد منهجاً واسعاً أفيح يسع أهل السنة والأمة ، وتلونه فيه .
5- لانقلد ، وتلونه فيه .
6- نحن أصحاب الدليل ، وتلونه فيه .
7- ليس لأحدٍ على الدعوة وصاية ، وليس في الدعوة بابوات ، ولا ملالي.
والقصد بذلك الثورة على المنهج السلفي ، وإسقاط علمائه ، وقد أسقطه الله ، وخيَّب آماله . كيف يرفض نقد العلماء له القائم على الحجج والبراهين بدعوى أنَّهم مقلدون للشيخ ربيع ، وهم أبعد عن التقليد :
أ – كطعنه في الصحابة بمثل الغثائية .
ب- ووصف بعض الأنبياء بالعجلة المذمومة .
ج – والطعن في الصحابة ، وتربيتهم بأنَّ فيهم خلالاً في التربية .
د – وبيان حال أصوله الفاسدة ، وشبهاته الباطلة بأنَّه تحميلٌ للكلام ما لايحتمل ، وأنَّه تهاويل ، وأنَّه تجريح بدون سبب .
وانظر إليه ، وقد هيَّج الأحداث السفهاء على العلماء ، وعلى رفض أحكامهم ، والحكم عليها؛ ظلماً بأنَّها من أجل أغراض غامضة وجلية بعد أن زرع هو حنظل الفرقة … الخ . وانظر إليه كيف ينسب هذه المساوئ إلى غيره بكلِّ جرأة . وانظر إليه كيف يرمي الناس بكلِّ أدوائه ، ثمَّ ينسلُّ منها ، فهل رأت عيناك أو سمعت أذناك مثل هذا الرجل، وألاعيبه، وبراعته في تقليب الأمور؛ أليس ما ذكرته هنا بعض شنائع أبي الحسن ؟
أما علمتم أيها القرَّاء أنَّ أبا الحسن نادى بالفرقة مرَّات، ومدحها ؟ وكم سعى الناصحون في اليمن ، والحجاز لرأب الصدع ، وإنهاء أسباب الفرقة ، ولكن لطموحات أبي الحسن الشريرة ، وأسباب خفية ، وجلية أبى إلاَّ المضي في طريق الشقاق ، والفراق ، والحرب ، والفتن .
هل تدري أيها القارئ أنَّ أشرطة حربه وفتنته قد بلغت أكثر من ثمانين شريطاً ؛ هذا عدا تهريجه، وتهريج أتباعه، وعدا كتاباته ، وكتاباتهم في شبكات الإنترنت بما يزكم الأنوف شره ، وخبثه .
انظر التنكيل بما جاء في لجاج أبي الحسن من الأباطيل ( ص5 ، 7 ، 17 ط مجالس الهدى ) .
ألم تقرأ ما نقل عن المغراوي من تكفيره للمسلمين في أشرطته التي نقلت عنه ، وذلك مدوَّن عليه في الأوراق المرسلة من أهل السنة السلفيين في المغرب .

قال الحلبي

(( ولكن ينبغي أن يكون ذلك كلَّه من باب الحرص، والشفقة عليهم؛ حتى يرجعوا إلى الحق فيما خالفونا فيه، وخالفوا مشايخنا ))

فتعقبه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى

أقول : نحن لا نقول ذلك، ولا نتعانا به إلاَّ من باب الحرص، والشفقة عليهم، وعلى غيرهم؛ ممن ينخدع بأقوالهم، وإذا كانوا هم قد مردوا على الباطل، وقد صاح بهم من أهل السنة من نصحهم سراً، أو جهراً حتى ولو كان ممن يعدون من طلابهم؛ فإذا كانوا قد مردوا على هذه المعصية، وأبوا أن يقبلوا النصح؛ فإنَّ الواجب على أهل السنة أن يبينوا شطحاتهم، ويظهروا أمرهم حتى لاينخدع بهم من ينخدع، ولايجوز لأحدٍ من أهل السنة أن يسكت عن باطلهم من باب المحاباة أو المجاملة لهم ، ولغيرهم .
وأخيراً أوصيك ونفسي بتقوى الله ، وإتباع السنة ، وأسأل الله عزَّ وجل أن يثبتنا على ذلك حتى نلقاه، وأن يجعلنا ممن لا تأخذهم في الحق لومة لائم ، وصلى الله على نبينا محمد الشافع المشفَّع ، وعلى آله وصحبه ، ومن اتبع سنته ، واهتدى بهديه إلى يوم الدين .

لخصه محبكم

أحمد بن عمر بازمول

الاثنين

الموافق 29/ 6/ 1430هـ