مصطلح العلماء الكبار ومحاولة الحلبي لتضييعه وتمييعه

مصطلح العلماء الكبار ومحاولة الحلبي لتضييعه

وتمييعه

لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله



بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فقد روى الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ من أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ من خَذَلَهُمْ أو خَالَفَهُمْ حتى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ على الناس” أخرجه البخاري في الصحيح (3/1331رقم3442) ومسلم في الصحيح (3/1524رقم1037) 
والعلماء هم ورثة الأنبياء قال الشيخ صالح الفوزان كما في توجيهات مهمة لشباب الأمة (39) ليس المدار على الكتب، المدار على العلماء .
العلماء هم الذين عليهم المدار، وهم القدوة وهم ورثة الأنبياء، وبدون العلماء لا يبقى علم، ووجود الكتب بدون العلماء لا ينفع” انتهى 
واصطلاح العلماء الكبار يعنى به أهل العلم بالكتاب والسنة الذين يسيرون على منهج السلف الصالح عقيدة ومنهجاً ولهم قدم راسخة في العلم والدين، قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى في الأجوبة المفيدة (251) أوصاف العلماء الذين يقتدى بهم هم أهل العلم بالله سبحانه وتعالى، الذين تفقهوا في كتاب الله وسنة رسوله r، وتحلوا بالعلم النافع، وكذلك يتحلون بالعمل الصالح، الذين يقتدى بهم هم الذين جمعوا بين الأمرين : بين العلم النافع والعمل الصالح، فلا يقتدى بعالم لا يعمل بعلمه، ولا يقتدى بجاهل ليس عنده علم، ولا يقتدى إلا بمن جمع بين الأمرين : العلم النافع والعمل الصالح .. ” انتهى وقال الشيخ صالح الفوزان أيضاً كما في التعليقات التوضيحية على مقدمة الفتوى الحموية (31) العلماء الراسخون الذين يؤخذ بقولهم، لا علماء الضلال ولا المتعالمين، ولا الجهال؛ فإنما يسأل العلماء الربانيون الراسخون في العلم، فهم الذي يعتبر قولهم وفتواهم ” انتهى 
والحمد لله فإن هذه الأوصاف تنطبق على مشايخنا السلفيين الكبار من أمثال الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى والشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي والشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي والشيخ العلامة عبيد الجابري وغيرهم من العلماء السلفيين . 
وهذا أمر مستقر عند السلفيين بحمد الله لا يجهلونه لكن الحلبي على عادته في السفسطة والتفلسف ينقل عن بعض الناس أن من العلماء الكبار مبتدعة !
وهذا إن قيل من جاهل أو مبتدع مثله فلا غرابة أما أن ينقل دون نكير أو بيان للفرق بين العلماء الكبار وبين المبتدعة الأصاغر فهذا أمر غريب عجيب . 
وإليك أخي القارئ كلام الحلبي مع التعقيب عليه : 
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (178) حاشية (رقم2) : … (العلماء الكبار يا هذا موجودون غير ما تحصر وأكثر مما تذكر ! 
ثم ألا ترى بربك أن هناك ممن يقال فيهم (علماء كبار) هم مبتدعة كبار أو ذوو جاه كبار حسب عندي وعندك …)
أقول مستعيناً بالله تعالى : 
– الحلبي يصف أهل البدع بأنهم علماء كبار، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم وصفهم بأنهم أصاغر! فعَنْ أَبِي أُمَيَّة الْجُمَحِيِّ أَنَّ رَسُول اللَّه r قَالَ ” مِنْ أَشْرَاط السَّاعَة أَنْ يُلْتَمَس الْعِلْم عِنْد الْأَصَاغِر” أخرجه ابن المبارك في الزهد (20رقم61) وجود إسناده الألباني في الصحيحة (رقم695) .
– قال ابن المبارك : الأصاغر من أهل البدع”. أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/157) .
– وقال عبد الله : قال لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم، فإذا أخذوا من صغارهم وشرارهم هلكوا” أخرجه ابن عدي في الكامل (1/157) والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (217رقم275) .
– وسئل عبد الله بن المبارك عن معنى هذا الأثر؟ فقال: ” هم أهل البدع، فأما صغير يؤدي إلى كبيرهم فهو كبير” أخرجه الهروي في ذم الكلام وأهله (5/76رقم1411) .
– وقال إبراهيم الحربي يقول في قوله ” لا يزالون بخير ما أتاهم العلم من قبل كبرائهم” معناه أن الصغير إذا أخذ بقول رسول الله والصحابة والتابعين فهو كبير والشيخ الكبير إن أخذ بقول أبي حنيفة وترك السنن فهو صغير” أخرجه اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة (1/85رقم103)
ومن تناقض الحلبي أو رد الحلبي على الحلبي : 
أنه يعتبر أن بعد موت العلماء الثلاثة (ابن باز والألباني وابن عثيمين) خلت الساحة من العلماء الكبار!! 
وقد رددت عليه هذه الدعوى في صيانة السلفي الحلقة الثامنة . 



أخوكم

أحمد بن عمر بن سالم بازمول