صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي
الحلبي | الحلقة
السابعة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
أحمد بازمول
صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي
الحلبي | الحلقة
الثامنة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثامنة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي – بحمد الله تعالى – والتي كشفت فيها عن بعض وسوسة الحلبي وتلبيساته في كتابه الذي سماه بـ”منهج السلف الصالح”.
وقد سبق في الحلقة السابعة مناقشة الحلبي في طعنه في بعض علماء السلفية الذين لا يشك أحد في علمهم وورعهم وتقواهم بأسلوب ماكر، فهو لم يذكرهم بأسمائهم ولكن ذكر أموراً يعرف كل سلفي أنها لهم، وأخذ يفسرها ويهول فيها على خلاف الحق.
وقد لقيت بحمد الله تعالى قبولاً واستحساناً من كثير من العلماء وطلاب العلم، وقد انتفع بها كثير ممن كان مغتراً بالحلبي محسناً الظن به، فظهر حاله وانكشف أمره – بفضل الله أولاً وآخراً – ثم بفضل العلماء السلفيين الذين علمونا المنهج السلفي الصحيح، وحفظوه لنا من التبديل أو التحريف أو التعطيل جزاهم الله عنَّا جميعاً خيراً .
وفي هذه الحلقة – إن شاء الله تعالى – استكمل شيئاً من طعن الحلبي في العلماء السلفيين!
وأسوق لك أخي القارئ كلام الحلبي الذي يطعن فيه على علماء الأمة:
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص 66) :
(وهكذا… فلا يَخْلُو بَلَدٌ إِسْلاَمِيٌّ -وَلِلأَسَفِ- مِنْ مِثْلِ هَذا الاخْتِلاف، وَالتَّخَاصُم، وَالتَّدَابُر، وَالتَّهَارُش!!) .
وقال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص83) حاشية رقم (2) :
(وإلا فأروني بالله عليكم بلداً واحداً فقط كلمة السلفيين فيه مؤتلفة )
وقال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص129) :
(وَمَا أَجْمَلَ -وأعْظَمَ- مَا قَالَهُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّة فِي «مَجْمُوع الفَتَاوَى» (4/51):
«فَالثَّبَاتُ وَالاسْتِقْرَارُ فِي أَهْلِ الحَدِيثِ وَالسُّنَّة أَضْعَافُ أَضْعَافِ أَضْعَافِ مَا هُوَ عِنْد أَهْلِ الكَلاَمِ وَالفَلْسَفَة…
وَأَيْضاً؛ تَجِدُ أَهْلَ الفَلْسَفَةِ وَالكَلاَمِ أَعْظَمَ النَّاسِ افْتِراقاً وَاخْتِلافاً مَعَ دَعْوَى كُلٍّ مِنْهُم أَنَّ الَّذِي يَقُولُهُ حَقٌّ مَقْطُوعٌ بِهِ قَامَ عَلَيْهِ البُرْهَان!
وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالحَدِيث أَعْظَمُ النَّاسِ اتِّفَاقاً وَائْتِلافاً.
وَكُلُّ مَنْ كَانَ مِنَ الطَّوَائِفِ إِلَيْهِم أَقْرَبَ؛ كَانَ إِلَى الاتِّفاق وَالائْتِلاف أَقْرَبَ».
قُلْتُ – القائل هو الحلبي – :
باللـهِ عليكم.. فلنجب بصدق وشفافية:
أين هُوَ هذا (الثَّبَاتُ) و(الاسْتِقْرارُ) في كثير من إخواننا السَّلَفِيِّين -اليَوْمَ-، وَقَدْ عَمَّ الخِلافُ، وقل الإنصاف، وكثر الاختلاف وندر الائتلاف- في عموم أنحاء الدنيا – وللأسف الشديد – -؛ حَتَّى صِرْنا -بِذَا- أو كدنا فِتْنَةً لِغَيْرِنا؟!!)
وقال الحلبي فيما سماه بمنهج السلف (246) حاشية رقم (1) :
(وَنَحْنُ نَرَى -الآنَ-وَلِلأَسَفِ- أَقُولُهَا بكُلِّ أسىً- أَنَّ دَعْوَةَ السَّلَفِ فِي تَقَهْقُرٍ وَانْدِحَار؛ بِسَبَبِ هذا الذي أَصَابَهَا مِنْ تَفَرُّقٍ، وَاخْتِلاف، وَتَدَابُر، وانهِيار!
وَإِلاَّ -بِاللَّـهِ عَلَيْك- إن كنت منصفاً – سَمِّ لِي بَلَداً وَاحِداً لَيْسَ فِيهِ هَذَا التَّفَرُّقُ، أو ذَلِكَ التَّشَرْذُمُ -بِسَبَبِ الغُلُوِّ فِي التَّبْدِيع، وَعَدَمِ الانْضِباطِ بِالرِّفْق- مِنَ الحِجَاز وَنَجْد، إِلَى الخَلِيج، إِلَى الشَّام، إِلَى الشَّرْقِ الأَقْصَى، فَأُورُوبَّا، وَأَمْرِيكا-!!
وَإِنِّي لأَتَكَلَّمُ عَنْ خِبْرَةٍ وَدِرايَة، لاَ عَنْ جَهْلٍ وتسرع وَغِوايَة…
وَرَبِّي يَشْهَد..
ولكنَّ الأمَلَ بالله -تعالى- عظيمٌ: أنْ ينْقَمِعَ هذا الغُلُوُّ ويهتدي أصحابُهُ، وأن يُفْتَحَ لأهلِ الحقِّ -بالحقِّ- بابُهُ…” انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- يرمي الحلبي السلفيين بالتفرقة والاختلاف قاصداً بذلك الطعن في منهج بعض مشايخ السلفيين، وأنه أدى إلى ذلك، وادعى الحلبي أن هذا التفرق والاختلاف لا يخلو منه بلد مسلم، ولم يوضح الحلبي في أي المسائل وقع الاختلاف بين السلفيين.
2- والاختلاف أنواع : فهناك اختلاف تنوع واختلاف تضاد: واختلاف التنوع كله حق كاختلاف القراءة المتواترة. وأما اختلاف التضاد: فلا يخلو إما أن يكون في مسائل الاجتهاد التي لا دليل عليها بالخصوص فهذا يقال فيه لا إنكار في مسائل الاجتهاد، وأما في مسائل شرعية ثبت فيها الدليل فهذا الاختلاف يجب فيه الرجوع إلى الدليل والعمل به ومن خالفه فهو مذموم! ومن الاختلاف المذموم مخالفة ما كان عليه السلف الصالح فلا يقر المخالِف بل ينصح ويعلم وإلا حذر منه وفضح حاله قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (5/202) :” الواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، أو جمعية ونصح الجميع؛ بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده، ودعا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم ، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله، فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم
من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله بإتباعه في قوله جل وعلا {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون} ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولاً وأعداء الإسلام من الإنس ثانياً ، لأن اتفاق كلمة المسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل مصلحة المسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن ، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوة بينهم ، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلالة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه” انتهى
3- ومن الأمور الخطيرة اعتبار الحلبي كلام بعض العلماء السلفيين في المخالفين لمنهج السلف الصالح من أسباب الفرقة والاختلاف، واعتباره أن التحذير منهم هو السبب الرئيس مع أن كلام العلماء مبني على الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة الذي من تمسك به زال عنه الاختلاف! وقد طلب الحلبي الجواب بصدق وشفافية حيث قال (بالله عليكم .. فلنجب بصدق وشفافية) انتهى.
أقول: الحق أنك يا حلبي لا تريد الصدق والشفافية كما هو ظاهر حالك لكن نتجاوب مع هذا الكلام بصدق وشفافية فنقول: أنت ومن تدافع عنهم أسباب هذه الفتن التي تجري في كل البلدان باسم السلفية فأنتم دعاة فرقة وفتن وتأصيلات باطلة تدعم هذه الفرقة والفتن وتؤججها . أما ترميهم بما فيك! فهم – والله – دعاة حق يدعون إلى الاعتصام بالكتاب والسنة ويحذرون أشد التحذير من التفرق والاختلاف. فلا تضرب ثم تبكي!!
4- ورمي الحلبي للسلفيين بالتفرقة فيه مشابهة للحزبيين وأهل البدع الذين يرمون السلفيين بالتفرقة فقد سئل الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي كما في الفتاوى الجلية (2/23-25رقم2) السؤال التالي : فضيلة الشيخ نرجو بيان كلمة مختصرةٍ جدًّا حول ما يشيعه بعض الحزبيين عن أهل المنهج السلفي، وافترائهم عليهم, وأنَّ السلفيين جاءوا بالتفريق لكلمة المسلمين، وذلك عندما بينوا حال بعض الجماعات الإسلامية ومنظريها، والَّتِي خالفت نَهج الأنبياء والمرسلين، وما كان عليه سلفنا الصالح من العقيدة الحقة، والدعوة السليمة الموافقة لِمَا فِي كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نرجو منكم يا شيخنا الرد على شبهة هؤلاء الضلال -كفانا الله شر الأفاكين- وجزاكم الله خيرًا؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله : إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لاشريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله أمَّا بعد: فإن أحسن الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ج وشر الأمور محدثاتُها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة؛
أما بعد:
طلب منِّي بعض الإخوة أن أقدم كلمات بِها نصيحة توجيهية، والذي أراه أنه ينبغي الكلام فيه هو منهج السلف -رحمهم الله-، فهذا كلام باختصار أقول فيه:
منهج السلف الصالح هو منهج واضح لا غبار عليه، ولا قصور فيه ولا لبس؛ بل هو واضح لكل أحد؛ منهج السلف الصالح هو الدعوة إلى كتاب الله، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى فهم السلف الصالح من الصحابة، والتابعين، وأئمة الحديث أهل السنة والجماعة؛ الذين ورثوا هذا الدين عن نبيهم، وعن صحابة نبيهم -صلوات الله وسلامه عليه ورضي الله عنهم-؛ هذا هو المنهج الذي يدعو إليه السلفيون.
ومن زعم بأن السلفيين هم الذين جاءوا بالتفريق، وهم الذين جاءوا باختلاف الكلمة، فقد كذب، وافترى فرية يسأله الله عنها, فوالله ما جاء بتفريق الكلمة إلاَّ أصحاب الحزبيات؛ الذين جاءوا ببدع، وهم الذين جاءوا بِهذا، وهم الذين سببوا التفرقة، ولكن عندما يتكلم متكلمهم أو يكتب كاتبهم، فيرمي السلفيين بأنَّهم هم الذين فرقوا، فإنه قد وقع فيما قيل: رمتني بدائها وانسلت، وهذا قلب للحقائق، وسيسأل الله عن هذا الكلام من قاله، ويعلم الله عالم الغيب والشهادة الذي يعلم السر وأخفى من السر، فهو يعلم من الذي جاء بالتفرقة ومن الذي جاء باختلاف الكلمة، ومن الذي سبب هذا، وما يقوله، وينتحله بعض الناس في السلفيين، فما هذا إلاَّ صدٌ عن سبيل الله، ورميٌ للسلفيين بما ليس فيهم، والخصومة بيننا وبين الحزبين بين يدي الله؛ لابد أن نجتمع في الخصومة نحن وإياهم، والله يقول: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ [الحج: من الآية19]. نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يحب ويرضى, وأن يكفيهم شر هؤلاء الحزبيين؛ الذين يَضلون، ويُضِلون، ونسأل الله أن يعين أهل المنهج السلفي على الصبر، وعلى التمسك بدينهم، الدين الحق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم”. انتهى وقال الشيخ أحمد النجمي أيضاً في الفتاوى الجلية (2/25-31) :” الردود واجبةٌ بوجوب الأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، فكما أنَّه لا يجوز لنا أن نقرَّ الباطل مهما كان نوعه؛ سواءً كان في الأخلاق أو في المعاملات أو في العبادات أو في العقائد وهو الأهم …
الردود الَّتِي تقع إنَّما تقع على أقوامٍ أخطأوا في العقيدة أو في غيرها, فأدخلوا في الإسلام ما ليس منه؛ أحلوا حرامًا أو حرموا حلالاً أو أباحوا ممنوعًا أو سكتوا عن الشرك، وغضوا الطرف عن أهله, أو ابتدعوا بدعةً في الدين حتى يظنُّ الظان أنَّ تلك البدع من الدين.
فمن أجل ذلك ردَّ أقوامٌ من السلفيين على أقوامٍ من المبتدعة، وبينوا الأخطاء الَّتِي وقعوا فيها, سواءً كانت في العقيدة أو في المعاملات أو في العبادات، وإنَّ هؤلاء الذين فعلوا ذلك، وكلفوا أنفسهم بالرد إنَّما فعلوا ذلك بيانًا للحق، ودفعًا للباطل، وذودًا عن الدين، وحمايةً له من أن يدخل فيه ما ليس منه، فهؤلاء قد فعلوا ما أمر الله به، ولَم يكن منهم اعتداء على أحد ولا خروجٌ عن الحق، وإنَّما أرادوا أن يفهم الناس الحق، ويبتعدوا عن الباطل، فمن يخطئهم فهو المخطئ، ومن يضلِّلهم فهو الضال.
أمَّا قول القائل: بأنَّه يجب علينا أن نجتمع، وأن نتآخى، فنقول لهم: على أي شيءٍ نجتمع؟!! فالله أمرنا أن نجتمع على الحق، ولَم يأمرنا أن نجتمع على الباطل، والله أمرنا أن نكون أمَّةً واحدة كما كان أصحاب رسول الله أمَّةً واحدة؛ علمًا بأنَّ أصحابه كان فيهم المنافق، وكان يعاديهم اليهود، والنصارى، والصابئون، والمشركون الوثنيون، وقد قال : ﴿يَأَيُّهَا النَّبِي جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [التحريم:9].
وما هذه إلاَّ خدعةٌ، وما هذا إلاَّ تضليل حينما يقال إنَّه لا ينبغي أن يرد بعضنا على بعض؛ لأنَّ في ذلك شقٌّ للصف، وإظهارٌ للعداوة فيما بين المؤمنين. وهؤلاء منهم من يقول: هذا خداعًا، وهو يعلم أنَّ الحق في غيره، ومنهم من يقول هذا تقليدًا لغيره، ومحاكاةً لمن يقول هذا القول؛ لأنَّ هذا القول ربما انطلى على من لا يعلم، فظنَّ أنَّه حق وهو باطل، وظنَّ أنَّ من قاله ناصحًا، وهو إنَّما قاله ليكيد به الإسلام، ويضر به الدين، فلو سكت أهل الحق والمعرفة حتى يستفحل أمر المبتدعة لكان في ذلك ضرر عظيم.
وما نصر الله نبيه، وأصحاب نبيه إلاَّ لأنَّهم نصروا الحق على أنفسهم أولاً، وعلى غيرهم ثانيًا والله تعالى قد قال: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد:7].
فإذا نصرنا الله على أنفسنا، وعلى من سوانا نصرنا الله، وإذا خذلنا الحق، وكتمنا ما أمرنا الله بأن نبلغه للناس فإنَّا نكون حينئذٍ قد تعرضنا لغضب الله ….. فلا يستقيم الدين إلاَّ بالتناصح، والتواصي بالحق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر … وبِهذا نعلم أنَّ الردود الَّتِي تكون في محلها حقٌّ، وبِها تكون إقامة الدين، ومن قال خلاف ذلك حكم عليه بالضلال؛ لأنَّه بكتمان الحق أراد أن يستفحل الباطل؛ نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق، والسداد.
والمهم أنَّه ما استنْزل النَّصر بمثل طاعة الله، وإنَّ الردود على أصحاب الباطل، ورد الحقِّ إلى نصابه، وبيانه لمن يجهله لهو الحق والطاعة الَّتِي يستنْزل بِها النصر.
أمَّا الكثرة مع وجود المعاصي، والبدع، فإنَّها داءٌ وبيل، وموجبةٌ لغضب الله وذلك حرمانٌ من خير الدنيا، ومن ذلك النصر على الأعداء، وعزة أهل الحق بالحق الذي يحملونه، وحرمان أيضًا من الظفر، والفلاح في الآخرة، والفوز فيها بتثقيل الموازين، والمرور على الصراط، والنجاة من النار، ودخول الجنة.
وأقول: المخالفون للكتاب والسنة أنواع, منهم: من يقصد المخالفة، ويدعو إلى الباطل، وإذا دعي إلى الحق أبى، وأعرض، ونفر، فهو يعيب دعاة الحق، ويتهمهم بالضلال، والغواية, مع أنَّه هو الضال، وهو الغاوي، فهذا لا شك أنَّه منافق.
وقول من قال: أنَّ من يكون هكذا هو عدوٌّ للدين من داخله, قولٌ صحيح.
أمَّا من وقع في الخطأ جهلاً منه، وإذا روجع رجع، وإذا تبيَّن له الحق قبله، فهذا لا ينبغي أن يوصف بأنَّه منافق؛ وإنَّ المشايخ الذين يقولون هذا القول أنَّ للدين عدوًَّا من الداخل لا يقولونه إلاَّ عن علم, ولا يقصدون به إلاَّ أعداء الدين الحق من دعاة البدع والضلال؛ الذين يصرون على الباطل وهم يعلمون أنَّه باطل؛ يأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف؛ فمن أمر بالتحزب، فقد أمر بمنكر، ومن أمر بمتابعة أهل البدع، فقد أمر بمنكر، وهو جديرٌ بأن يقال فيه بأنَّه منافق، وأنَّه عدوٌّ للدين الحق.
أمَّا قول القائل بأنَّهم يطلقون على كل من خالف بأنَّه منافق، فهذا القول ليس بصحيح، وإنَّما يطلقون النفاق على من مضى وصفهم، فتجدهم لو أراد أحدٌ أن يرجع عن الباطل، وعن التحزب، وعن البدع لاموه، وذموه وعصَّبوه، وحزَّبوه ليصر على ذلك الباطل الذي هو فيه، فهؤلاء دعاة ضلالة، وهم في الحقيقة أعداء للدين؛ أعداء للتوحيد؛ أعداء للسنة؛ أعداء للمنهج السلفي شاءوا أم أبوا”. انتهى.
5- أن العلماء السلفيين أحرص الناس على جمع الكلمة وأكثر الناس دعوة للائتلاف ونبذ الفرقة في دروسهم وفي محاضراتهم وفي مجالسهم وفي كتبهم، ويدعون لاجتماع الكلمة على الحق: على الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة لا على منهج التجميع والتكتيل دون تمييز بين الحق والباطل.
وسأضرب لك أيها الحلبي ولأتباعك مثالاً واحداً من كلام الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى حيث سئل السؤال التالي : يردد بعض من عندنا هنا في الرياض أنكم قد رددتم على بعض الحركيين رداً كلامياً وكتابياً هل ناصحتموهم قبل الرد؟
فأجاب الشيخ حفظه الله تعالى : هذا شيء معروف ومشهور أني أناصح وحتى الحدادية المغلفة تجعل هذا عيباً وهذا تمييعاً قاتلهم الله، والله ما نفعل هذا إلا حِفَاظاً على السلفيين والله ما بدي أن تسقط شعرة سلفية، إذا إنسان انتمى إلى المنهج السلفي وقال أنا سلفي وعاشر السلفيين ووقع في أخطاء ولو كبيرة أنا لا أسكت عنه ولله الحمد أناصحه شفوياً كتابياً بقدر ما أستطيع فأول من ناصحته عبد الرحمن عبد الخالق يمكن ناصحته والإخوان المسلمين.
وعبد الرحمن عبد الخالق … راح الكويت بارك الله فيكم وسمع له سمعة طيبة وكنا نشجعه ونفرح بتلاميذه ما شعرنا إلا الفكر الإخواني في منهجه وفي كتابته فكنت أكتب له مناصحات كتبت له كتابين كل كتاب من خمس صفحات بالتفصيل بالأخطاء التي وقعت منه جاء المدينة وما يأتي مرة إلا وأذهب إليه في بيت أخيه وأناصحه وأخذه إلى بيتي وأناصحه وأخذه في السيارة وأناصحه, وأبين له أخطار هذا المنهج الذي يسير عليه، وأضرب له الأمثال لناس كانوا على السلفية فلما دخلوا في السياسة انحرفوا وعاقبة تلاميذهم صاروا علمانيين بسبب هذا الإغراق في السياسة بارك الله فيكم، وناصحته، وناصحته وهو أصغر مني سنا وألقى منه الاحترام والتقدير وأنه سيقبل رأيي، ولكن ألاحظ عليه أن الرجل ماشي على خط معين صبرت سنوات طويلة مستمر في المناصحة، ويجيئني تلاميذه وأصدقاؤه ويقولون اصبر عليه وناصحه معليش، وأنا ما أبغي أفرق، لما وصل إلى درجة انه يطعن في العلماء، عميان جاثمين على صدر الأمة بارك الله فيك، ويمدح الأحزاب، ويرى الدخول في الأحزاب جهاد، والتعددية الحزبية من الجهاد، و و إلى أخره، ويطعن في المنهج السلفي ويقول هذا يعني هذه سلفية تقليدية لا تساوي شيئاً، ويصف علمائها بأنهم طابور من المحنطين …
الحداد ناصحته، باشميل ناصحته، وفريد ناصحته، وجالستهم وناصحتهم، والله كنت حريصاً عليهم ألا يخرجوا من المنهج السلفي … فأبوا إلا التمرد والخروج والحماقات بارك الله فيكم، ورد على الحداد بعض الناس، وهب الحداد بعُجره وبُجره وأكاذيبه وافترائه يضرب ويضرب بطريقة والله شبهتها بطريقة صدام في تدمير آبار الكويت، يحرق الكتب ويحرق أهلها بالكذب والفجور بارك الله فيك .
عدنان عرعور ست سنوات، أبو الحسن سبع سنوات، ما واحد إلا وأناصحه كتابياً وشفوياً، حريصاً على جمع الكلمة، وإذا رأيت اثنين من السلفيين يختلفون أحاول أن أؤلف بينهم، وأصالح دائما بين السلفيين، يفترقون في إندونيسيا أصالح بينهم، في فلسطين أصالح بينهم، في المغرب أصالح بينهم، في أي مكان أصالح بينهم بارك الله فيكم، قصدي أن لا يختلف السلفيون … وأناصح بعضهم بعضاً، وإذا انتسب إلى السلفية ثم عاند أرد عليه، فإذا عجزت من المناصحة وكذا أرد عليه نصحاً لله وأسال الله أن يرزقنا الإخلاص في ذلك (ليس) تشفياً من فلان وفلان .
فالح الحربي نصحت سنوات وسنوات، وأخيراً كتبت له رسالة سرية بيني وبينه وأبى أن يرد، وبعدين وزعوها بغير رضاي، بعد شهر ونصف أو شهرين، وراح يحاربنا هذه الحرب الفاجرة الظالمة القائمة على الكذب وعلى الفجور، كلهم يريدون الفرقة يا إخوان، لهم خطط ماشيين عليها لابد أن ينفذوها ولذلك لن يرجع أبداً عن خطه الذي رُسم له، فأرد عليه، اللوم علي ولاّ عليهم …عليهم والله الألباني يرد رأساً، أحيانا يناصح وابن باز يرد رأساً وأحيانا يناصح، أنا أبغي أناصح، أناصح متفرغ لهذا الشيء، لجمع كلمة السلفيين ولحماية المنهج السلفي، وبهذه المناسبة أنا أحيانا أذكر هذه الأشياء لأني أواجه أخطاراً، أواجه أكاذيب وإشاعات.
طالب العلم والعالم إذا اضطر أن يذكر أسبقيته في العمل في مواجهة وتحطيم الكذابين له ذلك وأمر مشروع … ونحن الآن إذا ذكرنا شيئا من جهودنا لهذا الغرض، والله ما نبغي… وإنما قمع وردع هؤلاء الفجرة الذين يرموننا بما نحن بُرَاء منه، لا يحاربونا إلا بالكذب ما واحد من هؤلاء عبد الرحمن أبو الحسن المغراوي الحداد فالح ما يقدرون يحاربون لأنهم على الباطل، ما يستطيعون أن يحابوا الحق”. انتهى فتأمل أيها الحلبي مواقف الشيخ ربيع المدخلي المشهودة ومواقف إخوانه في محاولة نزع فتيل الفرقة، مع مواقف من تدافع عنهم الذين سعوا في الفرقة والاختلاف، وأنت معهم سابقاً والآن لاحقاً تسير على خطاهم، ولم تكتف بهذا حتى رميت بعض العلماء السلفيين بدائك، وانسللت.
6- أن أسباب الفرقة والاختلاف ترجع إلى مخالفة الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، وإلى نصرة أهل الباطل على أهل الحق، ومن الضربات الشرسة المتتالية على السلفيين خصوصاً في هذا العصر ابتداء من فتنة عدنان عرعور إلى المغراوي إلى المأربي إلى الحلبي، وإلى تقعيد القواعد المخالفة لمنهج السلف، وإلى الطعن في علماء السنة، وإلى تهمة السلفيين الأبرياء خصوصاً العلماء، وإلى التحزب والتكتل كمنهج الإخوان ومنهج التبليغ وكالجمعيات القائمة على الحزبية، والدفاع عن الجمعيات التي تسعى لتفرقة كلمة السلفيين كجمعية إحياء التراث الإسلامي وجمعية البر بدبي ومن دار في فلكهما.
7- والعجب أنك تدعي أنك كتبت هذا الكتاب للمِّ شمل الدعوة، حيث قلت فيما سميته بـمنهج السلف الصالح (ص 305) في الحاشية رقم (1) :”وَمَا كَتَبْتُ الَّذِي كَتَبْتُ إِلاَّ أَدَاءً لَلوَاجِب، وَلَـمًّا لِشَمْلِ (الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّة)، وَدُعَاتِهَا، وَحَمَلَتِهَا، وَأَبْنَائِهَا، وَجَمْعاً لِلْكَلِمَة -وَاللهُ يَشْهَدُ وَيَعْلَمُ-“. انتهى.
فهل إزالة الاختلاف تكون بهذه الطرق البدعية الملتوية الصادة عن الحق، والناصرة لأهل الباطل، لقد صدقت أيها الحلبي حين وصفت للرملي كتابك بأنه :” كتاب فتنة يقضي على فتنة”، فمتى كانت الفتنة سبيلاً لنصرة الحق، ورده إلى نصابه، هل هذا منهج السلف الصالح أم أنه منهج خلفي طالح ؟؟؟ كيف تزعم أنك كتبته أداءاً للواجب ألم تقل للرملي بأنه “رد الشيخ ربيع على الشيخ ربيع” !! أولست يا حلبي القائل فيما سميته بـمنهج السلف الصالح (ص27) (… فَأَيْنَ التَّنَاصُحُ فِي الدِّين؟! وَأَيْنَ التَّوَاصِي بِالحَقِّ المُبِين، وَالتَّواصِي بِالصَّبْر واليقين؟!) انتهى. لست أدري إلى أي مدى من الأوحال والخراب أوصلك حالك يا حلبي ! نسأل الله السلامة من الفتنة والأهواء.
8- ثم قولك يا حلبي هذا مصادم لحديث معاوية رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :” لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ من أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ من خَذَلَهُمْ أو خَالَفَهُمْ حتى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ على الناس”. أخرجه البخاري في الصحيح (3/1331رقم3442) ومسلم في الصحيح (3/1524رقم1037). والاختلاف الذي ترمي به السلفيين هلاك ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم؛ فعن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال :”إذا قال الرَّجُلُ هَلَكَ الناس فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ”. أخرجه مسلم في الصحيح (4/2024رقم2623).
9- وأما قولك (تهارش) فهو استعمال قبيح مع السلفيين خاصة إذا قصدت علماءهم، وهذا الوصف بمن خالف الحق، وحارب أهله، وتعدى عليهم بالشتائم والنقائص أليق؛ قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (6/46) :”الهاء والراء والشين: كلمة واحدة هي مهارشة الكلاب تحريش بعضها على بعض، ومنه يقاس التهريش وهو الإفساد بين الناس”. انتهى، وفي لسان العرب لابن منظور (6/363) :” هرش رجل هرش مائق جاف و المهارشة في الكلاب ونحوها كالمحارشة يقال هارش بين الكلاب … والهراش والاهتراش تقاتل الكلاب”.قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص227) حاشية رقم (1) ( جَزَى اللهُ -تَعَالَى- خَيْراً -كَثِيراً- فَضِيلَةَ الشَّيْخِ (الكَاتِبِ) فِي دِفاعِهِ وَذَبِّهِ عَنَّا -نَحْنُ تَلامِيذَ الشَّيْخ الأَلْبَانِيِّ-.
مَعَ أَنَّ الطعنَ -اليومَ- في تلاميذ الشيخ الألبانيّ -جُملةً وتفصيلاً- شديد! فَلِماذا الآن؟!
… حتى تخلُوَ ساحةُ الدعوة للصُّغَراءِ!!!
خلا لكِ الجَوُّ فبيضي واصفُرِي ونَـقِّرِي مــا شِـئْـتِ أن تُـنَقِّـري!
أم أنَّ (وراءَ الأكَمة ما وراءَها)؟!
كَيْفَ هَذا، وَقَدْ قال شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة في «مجموع الفتاوى» (4/448-449):
«والنُّصوصُ التي في كتابِ الله، وسُنَّةِ رسولِهِ، وأصحابِه: في فضلِ الشَّام -وأهْلِ الغَرْبِ- على نجد، والعِراق، وسائرِ أهلِ المشرقِ -أكثرُ مِن أنْ تُذْكَرَ هُنا…
والنَّبِيُّ ﷺ مَيَّزَ أهلَ الشَّام بالقيامِ بأمرِ الله -دائماً- إلى آخِرِ الدَّهْرِ، وبأنَّ الطائفةَ المنصورةَ فيهم إلى آخِر الدَّهْرِ.
فهو إخبارٌ عن أمرٍ دائمٍ مستمرٍّ فيهم -مع الكثرةِ والقوةِ-.
وهذا الوصفُ ليس لغيرِ الشَّامِ مِن أرضِ الإسلامِ»؟!! انتهى
أقول مستعيناً بالله :
1- في هذا الكلام من الحلبي العاق لأهل العلم اعتراف بدفاع المشايخ السلفيين عنه وعن غيره من أهل الشام، وذلك لما كان ظاهر حالهم التمسك بالمنهج الحق، منهج السلف الصالح، لكن البواطن أو التقلبات من الحق إلى الباطل هذا أمر لا يعلمه إلا الله .
2- قول الحلبي (مَعَ أَنَّ الطعنَ -اليومَ- في تلاميذ الشيخ الألبانيّ -جُملةً وتفصيلاً- شديد! فَلِماذا الآن؟! … حتى تخلُوَ ساحةُ الدعوة للصُّغَراءِ!!!
خلا لكِ الجَوُّ فبيضي واصفُرِي ونَـقِّرِي مــا شِـئْـتِ أن تُـنَقِّـري!
أم أنَّ (وراءَ الأكَمة ما وراءَها)؟!)
قد سبق الإجابة عنه لكن أكرر فالمكرر أحلى :
فأقول: لو أن حالكم وقت ما طعنوا فيكم مثل حالكم حين زكوكم يصح قولك أيها الحلبي، ويكون في الأمر ريبة وتهمة لمن طعن فيكم وزكاكم وحالتكم واحدة. ولصدق فيهم قول بعض الأوغاد : يكيل بمكيالين ويزن بميزانين .
ولكن هيهات العقيق : فحالكم حين كشفوا انحرافكم ومخالفتكم لمنهج السلف الصالح غيره وقت تزكيتهم لكم .
بل : لو استمرت تزكية أهل العلم لكم مع انحرافكم مع علمهم بحالكم المتغير الجديد لكان هذا تهمة فيهم وقدحاً في كلامهم.
فالطعن شديد: بسبب مخالفتكم الشديدة لمنهج السلف، وبسبب مخالطتكم ودفاعكم عن أهل البدع، بل هم إلى الآن لم يصدر منهم تبديع لكم، إنما نقدٌ لباطلكم، وكان حقكم على ما دلت النصوص السلفية أن تبدعوا بمنهجكم الجديد المخالف .
3- وقولك (… حتى تخلُوَ ساحةُ الدعوة للصُّغَراءِ!!!)
عجيب غريب : من الصغراء أيها الحلبي ومن الكبراء ؟ وهل القضية منافسة لساحة الدعوة ومن يتصدرها أم القضية نصرة الدين ونصرة الكتاب والسنة ونصرة المنهج السلفي: بيد السلفيين كلهم علماء وطلاب علم.
أن العالم المتمسك بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة هو كبير بهذا العلم، كبير بهذا المنهج لا لذات هذا العالم، وإنما للحق فصاحب الحق كبير، وصاحب الباطل صغير، ولو كان كبير العلم، قال عبد الله بن المبارك في معنى “الأصاغر” :” هم أهل البدع، فأما صغير يؤدي إلى كبيرهم فهو كبير”. وقال إبراهيم الحربي :” الصغير إذا أخذ بقول رسول الله والصحابة والتابعين فهو كبير”. وإنما لا يؤخذ العلم عن الأصاغر الذين يفتون بغير علم، وأما الكبير فهو العالم في أي شيء كان، فالجاهل صغير وإن كان شيخاً، والعالم كبير وإن كان حدثاً. قال البربهاري في شرح السنة (96رقم104) :” اعلم أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب وإنما العالم من اتبع العلم والسنن، وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير العلم والكتب”.
وهذا الكلام منك أيها الحلبي يؤكد ما جاء في كتاب برهان البيان بتحقيق أن العمل من الإيمان لمحمد المنشاوي ولافي الشطرات طبعة الدار الأثرية – الأردن (ص16) : فإن لم يكن أئمة العصر هم: الألباني وابن باز وابن عثيمين : فلا يعرف لهذه الأمة اليوم أئمة يقتدى بهم، ولا أدل على ذلك مما حل بالأمة بعدهم من فوضى في الفتوى واضطراب وأما من عداهم فإننا نرى في معظم أتباعهم وللأسف الشديد التشهي والمزاج في التقريب والابتعاد …” انتهى .
وعلق عليه الحلبي بقوله :” مما لا يستطع أحد مهما كان أن يشكك بهذا الواقع الخراب!!” انتهى
أقول: لا يشك أحد أن هؤلاء العلماء هم أئمة عصرهم، لكن هل ينفي هذا الوصف عن غيرهم من أهل العلم ممن عاصرهم الرسوخ في العلم والتأهل لوصول مرتبة الإمامة في العلم والدين ؟
فقد شهد هؤلاء الأئمة الثلاثة لجماعة من أهل العلم بأنهم مرجع للفتوى والعلم وبأنهم أهلٌ لتلقي العلم منهم والاستفادة منهم، وهذا معلوم متواتر لا ينكره إلا جاهل أو صاحب هوى .
فهل هؤلاء العلماء الثلاثة : أثنوا على الصغراء ؟
أم أن وراء الأكمة ما وراءها ! ؟
وأما كلام ابن تيمية فهو حق لا جدال فيه لكن لا يصدق عليك أيها الحلبي ومن هو على منهجك من أهل الشام وإليك البيان :
أولاً: شيخ الإسلام قال (والنبي صلى الله عليه وسلم: ميز أهل الشام بالقيام بأمر الله دائماً إلى آخر الدهر)
فهل أنتم قمتم بأمر الله أم خالفتم أمر الله عز وجل بل نزعت عنكم الغيرة على دين الله، وتكالبتم على الدنيا ومصالحكم الدنيوية، فغيرتم وانقلبتم .
ثانياً : (مقابلة الجملة وترجيحها لا يمنع اختصاص الطائفة الأخرى بأمر راجح) أقول ما بين القوسين من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ولكن حذفتها أيها الحلبي وهي تبين المعنى المراد ؟! أليس هذا الحذف من الخيانة ! وقد تكرر منك هذا العمل المشين!
ثالثاً: أجيبك بما قاله إمام السنة وناصرها في هذا العصر ومن تتمسح به وتعلق نفسك به مع أنك لو كنت ابنه أو من أخص تلاميذه لم ينفعك هذا إلا إن كنت على الحق الذي يسير عليه (من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) حيث قال رحمه الله تعالى (في فضل الشام أحاديث كثيرة صحيحة؛ خلافاً لظن بعض الكُتَّاب، وحتى يعرف المستوطنون فيه فضل ما أنعم الله به عليهم، فيقوموا بشكره؛ بالعمل الصالح وإخلاص العبادة لوجهه سبحانه وتعالى، وإلا فإن الأمر كما قال سلمان الفارسي لأبي الدرداء رضي الله عنهما :” إن الأرض المقدسة لا تقدس أحداً، وإنما يقدس الإنسان عمله) رواه مالك في الموطأ (2/235). انتهى . ثم هل أحاديث فضائل الشام تصدق على كل من فيها من اليهود والنصارى والباطنية والروافض والصوفية والقبورية وأحزاب ضالة !!
رابعاً: لماذا لم تذكر الأحاديث الصحيحة التي أفادت :”أَنَّ الْإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إلى الْمَدِينَةِ كما تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إلى جُحْرِهَا”.أخرجه البخاري في الصحيح (2/663رقم1777) ومسلم في الصحيح (1/131رقم147). وأنت اليوم تخاصمهم وتتطاول عليهم بما لا يصدق عليك.ولم يسلم الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى من تعرض الحلبي له حيث قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص204) حاشية رقم (2) :
وقد تُوُفِّيَ -قريباً- رحمهُ اللهُ-.
ووفَّقَني اللهُ -تعالى- لكتابةِ رِثاءٍ وثَناءٍ عليه -مع علمي ببعض ما ردَّهُ عليَّ -رَحِمَهُ الله- ممّا لا أراهُ صواباً-.
رحمه الله تعالى وعفا عنه
أَقُولُ هَذا؛ لِأَنِّي أَعْلَمُ -جِيِّداً- أَنَّ «وُقُوعَ الاخْتِلافِ بَيْنَ النَّاسِ أَمْرٌ ضَرُورِيٌّ -لاَ بُدَّ مِنْهُ-؛ لِتَفَاوُتِ إِرادَاتِهِم وَأَفْهَامِهِم، وَقُوَى إِدْراكِهُم.
وَلَكِنَّ المَذْمُومَ بَغْيُ بَعْضِهِم عَلَى بَعْض، وَعُدْوَانُهُ.
وَإِلاَّ؛ فَإِذَا كَانَ الاخْتِلاَفُ عَلَى وَجْهٍ لاَ يُؤَدِّي إِلى التَّبَايُنِ وَالتَّحَزُّب، وَكُلٌّ مِنَ المُخْتَلِفينَ قَصْدُهُ طَاعَةُ اللَّـهِ وَرَسُولِه، لَمْ يَضُرَّ ذَلِك الاخْتِلاَف، فَإِنَّهُ أَمْرٌ لاَ بُدَّ مِنْهُ فِي النَّشْأَةِ الإِنْسَانِيَّة».
كَمَا قَالَ ابْنُ القَيِّم فِي «الصَّوَاعِق المُرْسَلَة» (2/519).
… فَأَيْنَ الغُلاَةُ وَأَهْلُ التَّشْدِيدِ -غَيْرِ السَّدِيد- مِنْ هذا الكلام النافع الرشيد، البَرِّ المُفيد؟!) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- رحم الله الشيخ العلامة مفتي جازان أحمد بن يحيى النجمي الذي أدرك خطركم وضرركم من بعض ما نقل له عن حالكم فقال مقولته المشهورة بعدم أخذ العلم من أمثالكم حيث قال :”هؤلاء معدودون من السلفيين ؛ ولكن نقلت عنهم – أي السائل – أنَّهم يؤيدون أبا الحسن، ويؤيدون المغراوي، ويزكونهم، ومن يزكي المغراوي التكفيري؛ فإنَّ عليه ملاحظات، ولا نستطيع أن نقول فيه أنَّه يؤخذ عنهم العلم”. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى-
2- وردود الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى عليك كانت صائبة وموفقة، وقد وافقه عليها العلماء، ولم تستطع أيها الحلبي الإجابة عليها إلا بمثل هذا الكلام (مما لا أراه صواباً) الذي يدل على سوء أدبك مع العلماء، فمن أنت أيها الحلبي حتى ترد كلاماً لكبار العلماء مؤصلاً بالحجة والبرهان، بمجرد الدعوى والهوى هل المسائل الشرعية موقوفة على رأيك وعلى ما تراه صواباً ؟ أم لا بد الرجوع إلى الحق !
3- كان في النسخة القديمة (( ويبقى -في نفسي -كبيراً… رحمهُ اللهُ -تعالى- وعفا عنه)). لكن في النسخة الجديدة حذفت ولا أدري : هل لا زال كبيراً في الواقع عند الحلبي ! وهل يخاف الله في الشيخ النجمي أن يجعله من الصغراء ؟؟؟ ولعله حذفها حتى لا تشغب على أصله الباطل أن بعد موت العلماء الثلاثة (ابن باز والألباني وابن عثيمين) خلت الساحة من العلماء الكبار!!
4- وقولك (مما لا أراه صواباً) : هو مجرد دعوى لم تستطع إقامة الحجة عليه حتى في كتابك المسمى بـمنهج السلف الصالح إلا بالتلاعب والغش والتدليس والتلبيس وبتر النصوص وتنزيلها على غير المراد بها كحال أهل الأهواء والبدع .
5- وأما الاختلاف فإن كان في المسائل الاجتهادية فيسوغ الاختلاف فيها لكن هل مخالفتك للحق من باب الاختلاف الاجتهادي أم من باب مخالفة الأدلة الشرعية والأصول السلفية ؟
6- وقول ابن قيم الجوزية :” وَإِلاَّ؛ فَإِذَا كَانَ الاخْتِلاَفُ عَلَى وَجْهٍ لاَ يُؤَدِّي إِلى التَّبَايُنِ وَالتَّحَزُّب، وَكُلٌّ مِنَ المُخْتَلِفينَ قَصْدُهُ طَاعَةُ اللَّـهِ وَرَسُولِه، لَمْ يَضُرَّ ذَلِك الاخْتِلاَف”، لقد بين ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى لماذا لا يضر وما شرطه: لكنك يا حلبي حذفت الكلام الذي لو نقلته لأفسد عليك نقلك، ولكان حجة عليك دامغة: ولا أدري أين خوفك من الله عند تلاعبك بكلام أهل العلم فقد قال ابن قيم الجوزية :” لم يضر ذلك الاختلاف ولكن إذا كان الأصل واحداً والغاية المطلوبة واحدة والطريق المسلوكة واحدة لم يكد يقع اختلاف وإن وقع كان اختلافاً لا يضر كما تقدم من اختلاف الصحابة فإن الأصل الذي بنوا عليه واحد وهو كتاب الله وسنة رسوله والقصد واحد وهو طاعة الله ورسوله والطريق واحد وهو النظر في أدلة القرآن والسنة وتقديمها على كل قول ورأي وقياس وذوق وسياسة” انتهى فهل أنت يا حلبي سلكت طريقة السلف عند الاختلاف ؟ لا : لقد سلكت طريقة مخالفة لهم .
ومن طعون الحلبي في أهل العلم قوله فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص74) حاشية (3) معلقاً على قول الألباني فيمن أخطأ في التفسيق والتبديع والتكفير (فهذا من فتن العصر الحاضر، ومن تسرع بعض الشباب في ادعاء العلم)
علق عليه الحلبي بقوله (وكذا (بعض) الشيوخ في الإفتاء بالعلم)
وقال الحلبي (100) معلقاً على قول العباد في وصف ابن باز
مَنْهَجٌ سَدِيدٌ: يُقَوِّمُ أَهْلَ السُّنَّةِ، وَلاَ يُقاوِمُهُم.
وَيَنْهَضُ بِهِم، وَلاَ يُناهِضُهُم.
وَيَسْمُو بِهِم، وَلاَ يَسِمُهُم.
مَنْهَجٌ يُجَمِّعُ، وَلاَ يُفَرِّقُ.
وَيَلُمُّ، وَلاَ يُمَزِّق.
وَيُسَدِّدُ، وَلاَ يُبَدِّد.
وَيُيَسِّرُ، وَلاَ يُعَسِّر)
علق عليه الحلبي بقوله (كِدْنا لا نَرَى شيئاً مِن هذه السِّماتِ العزيزاتِ -لا قِلَّةً ولا كَثْرَةً- فيما عايَشْنَا وشاهَدْنا-!
بل المُشاهَدُ -والعِياذُ بالله-: أضْدادُها.
والمُعَايَنُ: نقائضُها.
والملموسُ المحسوسُ: عكسُها…
… فَإِلَى مَتَى؟! إِلَى مَتَى؟!).
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- رحم الله الألباني حيث قيد التسرع بأدعياء العلم ولم ينسبه إلى العلماء، بخلافك يا حلبي فقد ألحقت بعض الشيوخ السلفيين بالشباب المتسرعين الذين هم أسباب الفتن!!!
2- ليست غريبة عليك ولا يستعجب من أتباعك أن تطعن في العلماء وترميهم بالتسرع، وما نقمت منهم إلا أنهم قالوا الحق، وصدعوا به.
3- أما كونك لم ترَ هذه الصفات العزيزة فهذا لعمى في بصيرتك وعقلك، لكن قد رآها المبصرون من العلماء الثلاثة (ابن باز، الألباني، ابن عثيمين) وغيرهم من بقية أهل العلم في الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى والشيخ ربيع بن هادي المدخلي والشيخ عبيد الجابري والشيخ محمد المدخلي وغيرهم.
4- نعم: أنت لم ترَها؛ لأنك لا تعرفها، فجهلك مانع من معرفتها، أما كونك ترى أضدادها، فهذا داء فيك سببه مخالطة أهل البدع والدفاع عنهم، ومخالفة لمنهج السلف الصالح الذي يسير عليه العلماء الذين ترميهم بذميم صفاتك. على حد قول الشاعر :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد …. وينكر الفم طعم الماء من سقم
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (289-290) حاشية رقم (2) :” وَالَّذِي نَرَاهُ -اليَوْم- عَكْسُ ذَلِكَ -مِنْ جِهَتَيْن-:
1- أَنَّ (أكثر) السَّاحَةِ مُفَرَّغَةٌ لِلشَّبَاب، وَلِلجُهَلاء؛ يَخُوضُونَ فِيهَا، وَيَسْرَحُونَ، وَيَمْرَحُون!
2- أَنَّ لِنَفَرٍ مِن الشَّباب -وَبعضِ الجُهَلاَءِ-وللأسف- تَأْثِيراً عَلَى بَعْضِ المَشَايِخِ الأَفَاضِل؛ بِحَيْثُ يَكَادُ يَكُونُ لَهُم حُكْمٌ ظاهرٌ عَلَيْهِم، وَأَثَرٌ بالِغٌ فِيهِم!!!
… ولئِن كان هذا الكلامُ صعباً (!) – شيئاً ما -؛ لكنَّهُ واقعٌ – وللأسف – .
ويؤيده ما في “صحيح البخاري” (3691) عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف، وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر، وتحضه عليه، والمعصوم من عصمه الله”.
ويؤيده- كذلك -: ما رواه البُخاري (2534)، ومسلم (1713) عن أمِّ سَلَمَةَ، أنَّ النبيَّ ﷺ قال:«إنَّكُم تختصمونَ إليَّ، ولعلَّ بعضَكم أن يكون ألحنَ بحُجَّتِهِ مِن بعضٍ؛ فأقضي له على نحو ما أسمعُ منه..».
قلتُ –القائل هو الحلبي-:
فإذا كان هذا حالَ النبيِّ – وهو المعصومُ بالوحيِ الجليل، والمُسَدَّدُ بالتنزيل-؛ فكيف مَن دونَه -عليه الصلاة والسلام- في كثير لا قليل؟!” انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- قول الحلبي (فإذا كان هذا حالَ النبيِّ – وهو المعصومُ بالوحيِ الجليل، والمُسَدَّدُ بالتنزيل-؛ فكيف مَن دونَه -عليه الصلاة والسلام- في كثير لا قليل) انتهى .
مؤدى هذا الكلام أن عصمة الله للنبي صلى الله عليه وسلم لا تمنعه صلى الله عليه وسلم من التأثر بالبطانة السيئة فغيره أولى !
وهذا استنتاج قبيح فيه إساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسبق إلى مثلها، ومن هذه نظرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل وللأنبياء! فلا يستغرب منه ما يرمي به السلفيين الأبرياء الذين يرميهم بما فيه وبما في خصومهم الغلاة الألداء.
2- استجاب الكثير من الشباب السلفي بحمد الله تعالى لنصيحة العلماء بأن لا يدخلوا في الفتنة ويتركوا علاجها للعلماء ومن خالف نصيحتهم وقع في الفتنة؛ كما قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى في النصيحة التي بنيت عليها أيها الحلبي كتابك المسمى بـمنهج السلف الصالح (287-289) :” اجْتَمَعَ عَلَى المَنْهَجِ السَّلَفِيِّ أَعْدَادٌ كَبِيرَةٌ -مُتَّفِقَةً عَلَى الحَقِّ، مُتَعَاوِنَةً عَلَى الحَقِّ، مُتَآخِيَةً في الله-؛ الأَمْرُ الَّذِي كَبَتَ أَهْلَ البَاطِلِ -مِن جَمَاعَةِ التَّبْلِيغِ، وَالإِخْوَانِ -وفَصَائِلِهِمْ-، وَذلِكَ مِمَّا يُسَاعِدُ عَلَى انْتِشَارِ السَّلَفِيَّةِ ….وَلَقَدْ تَعِبَ أَهْلُ السُّنَّةِ مِن مُعَالَجَةِ آثَارِ كَلَامِ مَن لا يَنْظُرُ في العَوَاقِبِ، وَلا يُرَاعِي المَصَالِحَ وَالمَفَاسِدَ، وَلا يَسْتَخْدِمُ الرِّفْقَ والحِكْمَةَ-تِلْكُمُ الأُصُولُ العَظِيمَةُ الَّتِي يَجِبُ مُرَاعَاتُهَا، وَلا تَقُومُ لِلدَّعْوَةِ قَائِمَةٌ إِلَّا بِهَا-.وَمَعَ الأَسَفِ؛ إِنَّ كُلَّ مَن يُدْرِكُ حَجْمَ هَذِهِ المُعْضِلَةِ، وَيَنْصُرُ هَذِهِ المُعَالَجَاتِ المَشْرُوعَةَ: يُرْمَى بِالتَّمْيِيعِ، وأَحْزَابِ التَّمْيِيعِ… فَقَوْلُ النَّاصِحِ لِلشَّبَابِ: (لا تَدْخُلُوا في الفِتْنَةِ): لا يَنْبَغِي الاعْتِرَاضُ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّ كَثِيراً مِن الشَّبَابِ إِذَا خَاضُوا في الفِتْنَةِ جَرَفَتْهُمْ، أَو مَزَّقَتْهُمْ! وَقَد حَصَلَ هَذَا -فِعلاً-… فَالأَسْلَمُ لَـهُم: البُعْدُ عَنْهَا، وَعَدَمُ الخَوْضِ فِيهَا، والحِفَاظُ عَلَى عَقِيدَتِهِمْ، وَأُخُوَّتِهِم في الله، وَأَنْ يَدَعُوا العِلَاجَ لِلْعُلَمَاءِ”.انتهى
3- وادعاء الحلبي أنه يرى اليوم خلاف هذا الأمر، مستدلاً بأن الساحة اليوم ((مُفَرَّغَةٌ لِلشَّبَاب، وَلِلجُهَلاء؛ يَخُوضُونَ فِيهَا، وَيَسْرَحُونَ، وَيَمْرَحُون)) انتهى .
أقول : هذا الكلام يصدق على أتباع الزمرة التي تدافع عنها وعلى الشباب الذين تعلقوا بهم ولحق بهم سباب منتدياتكم!
وقد قال الحلبي قبلها فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص227) (( مَعَ أَنَّ الطعنَ -اليومَ- في تلاميذ الشيخ الألبانيّ -جُملةً وتفصيلاً- شديد! فَلِماذا الآن؟! … حتى تخلُوَ ساحةُ الدعوة للصُّغَراءِ!!!
خلا لكِ الجَوُّ فبيضي واصفُرِي ونَـقِّرِي مــا شِـئْـتِ أن تُـنَقِّـري!
أم أنَّ (وراءَ الأكَمة ما وراءَها)؟!) انتهى
أقول: سبق رد هذا الكلام لكن سؤالي الموجه للحلبي أثبت لنا: أن الشباب والجهلاء والصغراء يخوضون في هذه المسائل! ثم الصغراء إن كان قصدك صغير العلم؟ ففي السلفيين وفي غيرهم هذا الوصف! وإن قصدت صغراء أي أنهم أهل أهواء ؟ فالسلفيون الصادقون بحمد الله من أبعد الناس عن هذا الوصف، وهذا الوصف أليق بأهل الأهواء ومن يماشيهم ويمدحهم ويدافع عنهم. فالخلاصة أن السلفيين الصادقين الذين تربوا على أيدي العلماء من أبعد الناس عن الخوض في الفتن، ولا أدل على هذا من أنهم لم يتكلموا فيك ويحكموا عليك بإلحاقك بأهل البدع رغم توفر دواعي وأسباب إلحاقك بهم: انتظاراً لحكم وقول العلماء فيك.
4- وثنى الحلبي استدلاله بـ((أنَّ لِنَفَرٍ مِن الشَّباب -وَبعضِ الجُهَلاَءِ-وللأسف- تَأْثِيراً عَلَى بَعْضِ المَشَايِخِ الأَفَاضِل؛ بِحَيْثُ يَكَادُ يَكُونُ لَهُم حُكْمٌ ظاهرٌ عَلَيْهِم، وَأَثَرٌ بالِغٌ فِيهِم!!!))
أقول : هذا الكلام يحتاج إلى دليل وإلى برهان وإلا فهو مجرد دعوى يستطيع القول بها كل فارغ من أمثال الحلبي، ولكن أنا أطالب الحلبي أن يقول: كلام بعض المشايخ السلفيين وحكمهم على بعض الأشخاص والجماعات والجمعيات هو بناء على تأثير بطانتهم السيئة! ولو كان عنده دليل لسارع لذكره فالحلبي لما فرغ من الحجة والبرهان استدل بالمغالطات وبما ليس دليلاً أصلاً عند أهل العلم !!
5- وادعاء أن العالم السلفي يؤثر عليه طلابه هو من استعمال أهل البدع والأهواء؛ لرد الحق الذي يدعو إليه، قال الشيخ محمد بن عمر بازمول في كتابه عبارات موهمة (ص49-50) :” من العبارات الموهمة: قول بعضهم: “الشيخ يؤثر عليه الشباب الذين حوله!” احذروا يا إخواني هذه الكلمة .. فإنها من كلام أهل البدع والجهل، وكنت قد سمعتها تقال في حق الشيخ ابن باز رحمه الله، وسمعتها تقال في حق الألباني رحمه الله، وسمعتها تقال في حق مشايخ آخرين، وهي كلمة باطلة، من وجوه منها :
الأول : أن هذه الكلمة طعن في الشيخ أنه غير ضابط يقبل التلقين من تلامذته. والأصل أنه ثقة ضابط، فهذا خلاف الأصل، فإما أن يقام عليها دليل، وإلا حقها الرد وعدم القبول.
الثاني : أن هذه الكلمة قد نهى الله عن قولها للنبي صلى الله عليه وسلم والعلماء ورثة الأنبياء. وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (التوبة:61).
قال الطبري في تفسيره (11/535، هجر) عند هذه الآية: “يقول تعالى ذكره : ومن هؤلاء المنافقين جماعة يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعيبونه ويقولون هو أذن سامعة يسمع من كل أحد ما يقول فيقبله ويصدقه.
وهو من قولهم: رجل أذَنَةٌ، مثل (فعَلة) إذا كان يُسْرِع الاستماعَ والقبولَ، كما يقال: هو يَقِنٌ ويَقَنٌ إذا كان ذا يقين بكل ما حُدِّث. وأصله من أذن له يأذن إذا استمع له، ومنه الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أَذِنَ الله لشيء كأَذَنِه لنبي يتغنى بالقرآن”.
ومنه قول عدي بن زيد:
أيها القلب تعلل بِدَدَنْ إنَّ همِّي في سماع وَأَذَنْ “اهـ
فهذه الكلمة يقولها أهل النفاق طعنا في الرسول صلى الله عليه وسلم واليوم يقولها أهل البدع والجهال طعناً في العلماء وإسقاطاً لكلامهم، ودفعاً لعلمهم، فشابهوا بفعلهم هذا فعل أهل النفاق، ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الثالث : أن هذه الكلمة يتسور بها أصحابها لرد كلام أهل العلم في الأشخاص أو في الأمور، وهذا من أسوأ وأبطل ما يكون؛ إذ كلام العالم لا يرد إلا بدليل شرعي، فهل هذا من الأدلة الشرعية؟
الرابع : أن هذه الكلمة فيها محاذير كثيرة منها ترسيخ انعدام الثقة بالشيخ في كلامه وأحكامه، وإذا ضاعت الثقة بالشيخ ضاعت الثقة بعلومه.
الخامس : ومن محاذير هذه الكلمة أنها تسقط مهابة الشيخ وإجلاله من نفوس الطلاب”.انتهى
6- وأما استدلال الحلبي بحديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف، وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر، وتحضه عليه، والمعصوم من عصمه الله”. فإن قصد أن للأنبياء بطانة سوء فهذا معنى باطل قال أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار (5/361-362) :” تَأَمَّلْنَا قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم وهو من الْغَالِبَةِ عليه مِنْهُمَا فَكَانَ ذلك عِنْدَنَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ مِمَّا يَرْجِعُ إلَى غَيْرِ الأَنْبِيَاءِ مِمَّنْ ذُكِرَ في هذه الآثَارِ لاَ إلَى الأَنْبِيَاءَ لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ صلوات الله عليهم مَعْصُومُونَ لاَ يَكُونُونَ مع من لاَ تُحْمَدُ خَلاَئِقُهُ وَلاَ مَذَاهِبُهُ. فقال قَائِلٌ وَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذلك كما ذَكَرْت وَإِنَّمَا في هذه الآثَارِ رُجُوعُ الْكَلاَمِ على من ذُكِرَ فيها من الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام وَمِمَّنْ سِوَاهُمْ فَكَانَ جَوَابُنَا له في ذلك بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عز وجل وَعَوْنِهِ أَنَّ هذا الْكَلاَمَ كَلاَمٌ عَرَبِيٌّ خُوطِبَ بِهِ قَوْمٌ عَرَبٌ يَعْقِلُونَ ما أَرَادَ بِهِ مُخَاطِبُهُمْ وَالْعَرَبُ قد تُخَاطِبُ بِمِثْلِ هذا على جَمَاعَةٍ ثُمَّ تَرُدُّهُ إلَى بَعْضِهِمْ دُونَ بَقِيَّتِهِمْ … فَمِثْلُ ذلك قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم في الآثَارِ التي رَوَيْنَاهَا وهو من التي تَغْلِبُ عليه مِنْهُمَا يَرْجِعُ ذلك على من قد يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ منه مِثْلُ ذلك لاَ على الأَنْبِيَاءِ صلوات الله عليهم الَّذِينَ لاَ يَكُونُ منهم مِثْلُ ذلك”. انتهى
فقارن بين هذا الكلام الذي يبين مكانة الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – وبين كلام الحلبي الذي يقول فيه (فإذا كان هذا حالَ النبيِّ …) يظهر لك شناعة هذا القول وبشاعته ويظهر لك جهل وتهور هذا المتعالم وجهله بمنزلة الأنبياء. فلم يكتفِ بما يلصقه بالسلفيين وعلمائهم فذهب المسكين غير الفطين يمثل بالأنبياء ولا سيما خاتمهم وأفضلهم عليهم الصلاة والسلام قاتل الله الجهل والهوى.
7- وظهر بقول أبي جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى أن بطانة السوء لا يحكم بها إلا إن كانت هي الغالبة المؤثرة لا مطلقاً تؤثر والله أعلم .
8- وأما استدلاله بحديث أمِّ سَلَمَةَ، أنَّ النبيَّ ﷺ قال:«إنَّكُم تختصمونَ إليَّ، ولعلَّ بعضَكم أن يكون ألحنَ بحُجَّتِهِ مِن بعضٍ؛ فأقضي له على نحو ما أسمعُ منه..». وتكملة الرواية :” فَمَنْ قَضَيْتُ له من حَقِّ أَخِيهِ شيئا فلا يَأْخُذْ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ له قِطْعَةً من النَّارِ”. وقوله :”ألحن بحجته” وفي لفظ :”أبلغ من بعض”. فهو استدلال غريب عجيب بل منكر؛ إذ فيه إساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ألا تراه قال (فإذا كان هذا حالَ النبيِّ – وهو المعصومُ بالوحيِ الجليل، والمُسَدَّدُ بالتنزيل-؛ فكيف مَن دونَه -عليه الصلاة والسلام- في كثير لا قليل) انتهى.
فظاهر كلام الحلبي: أن النبي صلى الله عليه وسلم: يمكن أن يُسْتَغْفل: فيقال له خلاف الواقع: فيحكم ظلماً: وهذا فَهْم سقيم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم.
9- ثم الحديث “يتعلق بالحكومات الواقعة في فصل الخصومات المبنية على الإقرار أو البينة”، التي يلزم العالم بالبناء عليها والحكم في ضوئها؛ لأن له الظاهر والله يتولى السرائر، وكلام العلماء وإدانتهم هو بناء على كلام الشخص المنتقد سواءاً كان صوتياً أو كتابياً، وبالتالي لا متعلق للحلبي بالاستدلال بهذا الحديث.
10- وفي هذا الحديث رد على حال الحلبي الذي يلحن بكلامه ويبالغ في سجعه وزخرفته فيفتن بعض الناس بأسلوبه، قال الحافظ في فتح الباري (13/177) :” فيه أن التعمق في البلاغة بحيث يحصل اقتدار صاحبها على تزيين الباطل في صورة الحق وعكسه مذموم فإن المراد بقوله (أبلغ) أي أكثر بلاغة ولو كان ذلك في التوصل إلى الحق لم يذم وإنما يذم من ذلك ما يتوصل به إلى الباطل في صورة الحق فالبلاغة إذن لا تذم لذاتها وإنما تذم بحسب التعلق الذي يمدح بسببه وهي في حد ذاتها ممدوحة وهذا كما يذم صاحبها إذا طرأ عليه بسببها الإعجاب وتحقير غيره ممن لم يصل إلى درجته ولا سيما إن كان الغير من أهل الصلاح فإن البلاغة إنما تذم من هذه الحيثية بحسب ما ينشأ عنها من الأمور الخارجية عنها. ولا فرق في ذلك بين البلاغة وغيرها “. انتهى قلت : ويؤيده ما رواه ابن عُمَرَ قال قَدِمَ رَجُلاَنِ من الْمَشْرِقِ خَطِيبَانِ على عَهْدِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَا فَتَكَلَّمَا ثُمَّ قَعَدَا وَقَامَ ثَابِتُ بن قَيْسٍ خَطِيبُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَكَلَّمَ ثُمَّ قَعَدَ فَعَجِبَ الناس من كَلاَمِهِمْ فَقَامَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال :” يا أَيُّهَا الناس قُولُوا بِقَوْلِكُمْ فَإِنَّمَا تَشْقِيقُ الْكَلاَمِ مِنَ الشَّيْطَانِ فإن مِنَ الْبَيَانِ سِحْراً”. أخرجه أحمد في المسند (2/94) والبخاري في الأدب المفرد (302رقم875) وابن حبان في الصحيح (13/25رقم5718). وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (324رقم671) وقال أنس :”خطب رجل عند عمر فأكثر الكلام فقال عمر إن كثرة الكلام في الخطب من شقاشق الشيطان”. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (302رقم876) وابن أبي الدنيا في الصمت (112رقم152) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/113) من طرق عن حميد أنه سمع أنساً. وصحح إسناده الألباني في صحيح الأدب المفرد (325رقم672).
11- ثم بطانة المشايخ السلفيين معروفة لديهم، وهم يعاملونهم على ظاهرهم، والخفايا يعلمها الله، والمشايخ السلفيون لا يقبلون قولاً بلا حجة ولا برهان، بل يطالبون من يخبرهم بأمر أحد عن الدليل ويقفون بأنفسهم على القضية، ويتثبتون في الأمور هذا غالب حالهم، مع احتمال وقوع الخطأ لكن الحكم للغالب والله أعلم.
12- ومن هؤلاء المشايخ الذين طعنت فيهم يا حلبي وربيت أتباعك على هذا شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى فقد زعمت كذباً وافتراءاً عليه أن بطانة الشيخ ربيع المدخلي تؤثر عليه، ولا شك أن هذه فرية بلا مرية، وهذه الفرية قد ردها المشايخ السلفيون كما سبق نقله عنهم في الحلقة الخامسة حيث شهدوا للشيخ ربيع بن هادي المدخلي بتأهله للنقد والتكلم في الجماعات والأشخاص بالدليل، وبقبول لذلك منه لبلوغه درجة عالية في هذا الباب إلا أن يظهر ما يخالفه، ويرده واقعه وكتاباته المبنية على الحجج والبراهين وعلى تصريحات من ينتقدهم سواءاً كانت من كتبهم أو أصواتهم لا على القيل والقال ! وسأكتفي هنا بقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا حفظه الله تعالى حيث قال ” إمام الجرح والتعديل الصادق الأمين أخونا ربيع هادي والله إمام الجرح والتعديل في القرن الرابع عشر الله يبعث على كل رأس مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها فالمجدد للجرح والتعديل بعدل وصدق وأمان والله ربيع هادي ونتحدى أنه تكلم عن أي واحد بدون الدليل من كلامه ومن أشرطته ومن كتبه”. وقال الشيخ فلاح مندكار:” لا نعرف عن شيخنا ووالدنا الشيخ ربيع – حفظه الله- أنه يعتمد على الكلام المجمل، بل هو دقيق جداً في هذه المسائل ، فرده ونقده بالأدلة والبراهين ، والعزو دائماً إلى موضع الكلام المنقود أو المردود عليه ، وقد أثنى عليه أئمة وعلماء عصره لذبه عن دين الله ولرده عن المخالف بالحجة والبرهان حرصاً على بيان الحق وإبطال الباطل ، مع حرصه على انتفاع المنصوح ورجوعه إلى الحق والصواب ، وشدة تثبته في المسائل والأقوال وصبره على أهل الأخطاء ومناصحتهم سراً لفترة ، ثم بعد ذلك ينشر ذباً عن دين الله وتنقية لمذهب أهل الحق وتصفية لدين الله من الشوائب والبدع والأخطاء ، وكل ذلك بالحكمة والرفق واللين مع المخالفين على ما هو متقرّر عند أهل السنة والجماعة ، وكل هذا مع شدة غيرته على العقيدة الصحيحة والدين الحق ، وفقه الله وأيده وتقبل منا ومنه وبارك له في علمه وعمله وعقبه”. انتهى
13- ثم أنت يا حلبي صاحب البطانة السيئة، فمجالسك مع من بدعهم العلماء وردوا على أخطائهم الجسام، من أمثال العرعور والمغراوي والمأربي والحويني ومحمد حسان وسلام، بل أنت سيء يا حلبي بغير بطانة نسأل الله السلامة والعافية، فلا أدري أي واحد منكم مؤثر على الآخر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أحمد بن عمر بازمول
صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي
الحلبي | الحلقة
التاسعة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة التاسعة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي – بحمد الله تعالى – والتي كشفت فيها عن بعض وسوسة الحلبي وتلبيساته في كتابه الذي سماه بـ”منهج السلف الصالح”
وقد سبق في الحلقة الثامنة مناقشة الحلبي في طعنه في بعض علماء السلفية بأسلوب ماكر، فهو لم يذكرهم بأسمائهم ولكن ذكر أموراً يعرف كل سلفي أنهالهم، وأخذ يفسرها ويهول فيها على خلاف الحق.
وقد لقيت بحمد الله تعالى قبولاً واستحساناً من كثير من العلماء وطلاب العلم، وقد انتفع بها كثير ممن كان مغتراً بالحلبي محسناً الظن به، فظهر حاله وانكشف أمره – بفضل الله أولاً وآخراً – ثم بفضل العلماء السلفيين الذين علمونا المنهج السلفي الصحيح، وحفظوه لنا من التبديل أو التحريف أو التعطيل جزاهم الله عنَّا جميعاً خيراً .
وفي هذه الحلقة – إن شاء الله تعالى – استكمل شيئاً من طعن الحلبي في العلماء السلفيين!
وأسوق لك أخي القارئ كلام الحلبي الذي يطعن فيه على علماء السنة مع الرد عليه:
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص72 ) حاشية رقم (1) ( وَقَدْ يَصِلُ الحَدُّ بِبَعْضِ الناس(!) -لِمُجَرَّدِ مُخالَفَتِهِ!- إِلى التَّشْكِيكِ بسلفية من يخالفه!! كَأَنْ يقولُ: (سَلَفِيَّتُكَ غَيْرُ سَلَفِيَّتِنا)!!
مُتَناسِياً -هَذا- غفر الله له أَنَّ السَّلَفِيَّةَ وَاحِدَة -أَبَداً-، وأنَّ مَا قَدْ يَقَعُ مِن اخْتِلافٍ بَيْنَ الأَشْخَاص: فَبِسَبَبِ سُوءِ الفَهْمِ -وَالخَلَل-، أَوْ سُوءِ التَّصَرُّفِ والعَمَل!
وَلَقَدْ ذَكَّرَتْنِي هَذِهِ الكَلِمَةُ (!) بِمَا قَالَهُ بعض الناس([1]) -قَدِيماً- بِحَقِّ شَيْخِنا الأَلْبَانِيِّ -رَحِمَهُ الله-: «سَلَفِيَّتُنا أَقْوَى مِنْ سَلَفِيَّةِ الشَّيْخِ الأَلْبَانِي»!!
فَهَذِهِ مِن تِلْكَ -سَواءً بِسَواءٍ-! وَلَكِنْ -مَعْذِرَةً!- بأسلوب آخر([2])!!
والعجَبُ يَعْظُمُ إذا عرفتَ -أخي طالبَ العلم- أنَّ قائلَ هذه الكلمةِ -غَفَرَ اللهُ لنا وله- خَرَّجَها (!) على معنى الذَّبِّ، وَالدِّفاعِ عن الشيخ الألباني!!!
ولستُ أدري كيف !؟ ولماذا؟!
ومع ذلك… فلمْ نَقِفْ عندها كثيراً! ولمْ نُدَنْدِنْ حولَها ولو يسيراً!!) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى:
1- أثار الحلبي في هذا التعليق وأراد بدسيسة الطعن ظلماً وعدواناً على الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى.
2- وهاتان المسألتان :
إحداهما جديدة (سلفيتنا غير سلفيتك)
والأخرى قديمة(سلفيتنا أقوى من الألباني)،
وقد شبه إحداهما بالأخرى، مع الفارق السحيق بين الاثنين ! كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
3- أما المسألة الأولى : فهي : قول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى لعلي الحلبي بعد نصحه وتكرار النصيحة والصبر عليه لسنوات طوال مع التحذير من مخالفة منهج السلف الصالح ! والحلبي يدافع وينافح عن منهجه الجديد، فقال له الشيخ ربيع المدخلي بكل وضوح وصراحة (سَلَفِيَّتُكَ غَيْرُ سَلَفِيَّتِنا)!!
ومعنى كلام الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى إن كان هذا المنهج الذي تسير عليه أيها الحلبي تزعم أنه منهج سلفي فهذا يعني أن سلفيتك غير السلفية المعروفة التي نسير عليها وورثناها عن السلف وتلقيناها من المشايخ السلفيين بل وأثنى عليها كبار العلماء .
والمعنى باختصار: أنك بهذا المسلك وهذا المنهج الجديد لست على منهج السلف المعروف.
وهذا واضح جداً بحمد الله .
4- فقولك أيها الحلبي :” مُتَناسِياً -هَذا- غفر الله له أَنَّ السَّلَفِيَّةَ وَاحِدَة -أَبَداً-، وأنَّ مَا قَدْ يَقَعُ مِن اخْتِلافٍ بَيْنَ الأَشْخَاص: فَبِسَبَبِ سوءِ الفَهْمِ -وَالخَلَل-، أَوْ سُوءِ التَّصَرُّفِ والعَمَل!”انتهى.
حجة عليك : فإذا كانت السلفية واحدة؛ فما تفسيرك لأعمالك التي تخالف منهج السلف.
فما أدري هل أنت فقيه أم نصف فقيه كما قاله ابن قيم الجوزية ونقلته في كتابك المسمى بمنهج السلف الصالح (ص33) :”فقيه النفس يقول ما أردت، ونصف الفقيه يقول ما قلت”
وأما قولك (وأن ما قد يقع …) فغريب جداً !
فهل ما وقع بينك وبين المشايخ السلفيين هو من بابة الاختلاف بين الأشخاص!!
ما أدري ؟
في كلامك أيها الحلبي مغالطات على طريقة الفلاسفة المغالطة.
5- ولم تكتفِ بذلك أيها الحلبي حتى رميتهم بسوء الفهم والخلل، ولم تكتف بذلك حتى رميتهم بسوء التصرف والعمل !
ما أدري يا حلبي ألا تستحي وأنت كوعل يناطح الجبال فما أوهنتها ولكن أوهنت قرنك أيها الحلبي.
لو افترضنا جدلاً أن المسألة اجتهادية فأين الأدب مع العلماء الكبار واحترام رأيهم، والرجوع إليهم، والاعتراف بفضلهم، فهم أبعد نظراً، وأعمق علماً، وأحسن توجيهاً منك لو كنت متأصلاً علمياً فكيف وأنت جمعت بين صغر السن وقلة العلم بل والهوى.
هل المشايخ السلفيون يريدون أن يختلفوا معك ؟
ليس بينك وبينهم عداء أو خصام هم دافعوا عنك كما اعترفت أنت بنفسك بذلك فيما سميته بـمنهج السلف الصالح (ص227) حاشية رقم (1)، سيأتي نقله مع مناقشتك فيه.
كيف : والمسألة ليست اجتهادية إنما هي مسألة سنة أو بدعة، مسألة حق أو باطل، مسألة التزام بمنهج السلف أو مخالفته.
فهل الدفاع عن رؤوس أهل البدع بالأكاذيب والخيانات. والتأصيل الباطل للدفاع عن هؤلاء الرؤوس وأتباعهم. والشهادة لأهل البدع مثل الإخوان المسلمين بأنهم من أهل السنة وبإطراء أهل البدع الغليظة كالشعراوي. وحرب أهل السنة بالأكاذيب والافتراءات العظيمة إلا من فَهْمِك -وَخَلَلك-، أَوْ سُوءِ تَّصَرُّفِك وعَمَلك!
6- أما المسألة الثانية فهي مسألة قديمة قد أثيرت وانتهت لكن عاد الحلبي ليفتحها بأسلوب ما كر مخادع ليطعن بها على الشيخ ربيع المدخلي ويؤلب الناس على الشيخ ربيع المدخلي؛ ليقول لطلاب العلم والعلماء : الشيخ ربيع المدخلي يطعن في الألباني بأسلوب خفي ! من خلف الباب فكلامه في الباطن طعن .
7- ولم تكتفِ بذلك حتى رددت دفاع الشيخ ربيع المدخلي عن نفسه إذ قلت أيها الحلبي (والعجَبُ يَعْظُمُ إذا عرفتَ -أخي طالبَ العلم- أنَّ قائلَ هذه الكلمةِ -غَفَرَ اللهُ لنا وله- خَرَّجَها (!) على معنى الذَّبِّ، وَالدِّفاعِ عن الشيخ الألباني!!!).
ولا أدري أيها الحلبي إلى أي مدى من التلبيس وصلت !!!
فكلام الشيخ ربيع المدخلي واضح عند أهل اللغة وعند أهل العلم :
فأفعل التفضيل تفيد اشتراك اثنين في أمر مع زيادة أحدهما على الآخر في شيء.
فسلفية الألباني رحمه الله تعالى قوية معروفة.
لكن إذا قارنا بين سلفية الألباني وسلفية أئمة الدعوة ومن على نهجهم نجدها أقوى .
8- وأما قولك (قائلَ هذه الكلمةِ -غَفَرَ اللهُ لنا وله- خَرَّجَها (!) على معنى الذَّبِّ، وَالدِّفاعِ عن الشيخ الألباني) انتهى .
فهذا تلبيس وتدليس منك لإخفاء الحقيقة؛ فالشيخ ربيع المدخلي لم يخرجها بل هذه هي الحقيقة الواضحة ولا تحتاج إلى تخريج لمعنى صحيح! لأن الشيخ ربيع المدخلي أورد هذه الجملة في سياق الثناء على الشيخ الألباني والاستفادة من علمه، مع سلفية الألباني وأهل المدينة.قال أخونا الشيخ خالد ضحوي في الجواب عمن زعم أن الشيخ ربيع المدخلي يطعن في الشيخ الألباني (ص2) :” نقول بأن الشيخ ربيع كان في مناسبة معروفة وشريط معروف قد طرح فيه سؤال حول بعض فتاوى الشيخ الألباني ورد فيه طعن خصومه وذكر جهوده العظيمة في خدمة السنة النبوية أثنى على الشيخ رحمه الله بما هو أهلٌ له.
ثم رد على من يزعمون بأن سلفية الشيخ ربيع مأخوذة من الألباني فقال مفنداً لهذه الدعوى التي لا يقصد منها الخصوم إلا الطعن، إننا عرفنا السلفية والحمد لله من قبل أن نعرف الشيخ الألباني ويقصد بذلك ما عليه علماء المنهج السلفي في هذه البلاد الطيبة وعلى رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله وتلامذته والشيخ القرعاوي رحمه الله وتلامذته.
وأن الشيخ يخالفهم في بعض الفتاوى وإن كان مجتهداً فإن الشيخ ربيع يرى أن الصواب في هذه المسائل مع علماء هذه البلاد ومن هنا قال أن سلفيتنا أقوى من سلفية الشيخ الألباني.
ولقد بلغت هذه الكلمة الشيخ الألباني وتلامذته فلم يغضبهم ذلك بل قالوا قول العقلاء المنصفين أن هذه وجهة نظر وليس فيها طعن والحمد لله”انتهى.
9- والشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى من أكثر العلماء دفاعاً عن الألباني وحباً له حتى من الذين يدعون أنهم تلاميذه وأنصاره.
قال أخونا الشيخ خالد ضحوي في الجواب عمن زعم أن الشيخ ربيع المدخلي يطعن في الشيخ الألباني (ص1):”الشيخ ربيع حفظه الله معروف عنه دفاعه المستميت عن أهل السنة جميعاً وعلى رأسهم الشيخ الألباني، فهو الذي وقف في وجه الحداد وأتباعه وهو الذي رد على عبداللطيف باشميل وحذر منه، وقد كانت أكثر ثورة هؤلاء الحدادية على الشيخ ناصر الدين الألباني، ولم نرَ من أهل الأهواء كتاباً واحداً أو شريطاً واحداً في ذبهم عن الشيخ الألباني”.انتهى.
وقد أجاب الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى بكلام واضح جداً عن هذه الفرية التي يرميه بها المغرضون أصحاب النوايا الخبيثة فقد سئل الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى : سائل يسأل يقول : سمع أنكم قلتم في شريط بصوتكم إن سلفيتنا أقوى ؛ أفضل من سلفية الألباني؟
فأجاب الشيخ – حفظه الله – : قد أجبت على هذا السؤال كرات ومرات، وهذا مثل القول بأن الألباني يطعن في الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فما هي إجابتكم عن هذه الدعوى على الشيخ الألباني ؟
ما دام أهل الأغراض يلحون في هذاالسؤال ويطلبون ترداده وقد أجبت عنه مراراً وتكراراً ، فأنا أسألكم، ما هو قولكم فيمن يقول إن الألباني يطعن في الإمام محمد بن عبد الوهاب ؟ ما عندكم إجابة ؟ أناأجبت عنكم وفندت دعوى هؤلاء ، وبينت كذبهم، وهؤلاء الذين كرروا السؤال كذابون، ليس عندهم غيرة على الألباني لا من قريب ولا من بعيد، وهم من خصومه، وخصوم منهجه،ويكررونه للفتنة هذا قصدهم،أنا أحترم الألباني؛ ما أعتقد أحد يفوقني في احترامه ، وذببت عنه ولله الحمد؛ كثيراً وكثيراً، وفي الكلمةهذه التي في الشريط الذي قلت فيه هذه الكلمة كان الشريط دفاعاً عن الشيخ الألباني، فطبعاً أهل الأهواء جعلوني بين شقي رحى من هذا الشريط :
طرف يقول : إني أغلو في الشيخ الألباني … طيب أجبنا على هذه الشبهة وبيَّنا الكذب وكذا، وكذبهم.
والطرف الثاني الشق الثاني للرحى هذه ؛ يقول : إني أنا أنتقص الألباني ، أطعن فيه فقلت هذاالكلام، فنسوا دفاعي عنه وثنائي عليه وتعلقوا بها ،افرضوا يا إخوان أني قلت سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني هذا إخراج لهمن السلفية ؟
هذا إخراج له من السلفية ؟
لا – بارك الله فيكم – لما يقول الإمام الشافعي للإمام أحمد بن حنبل ولإخوانه يقول : أنتم أعلم بالحديث مني ؛بالرجال والحديث مني ، فأخبروني بأي حديث صح كوفياً بصرياً شامياً مصرياً ؛ أخبروني بصحته لأعمل به ، هل هذا نقصٌ في الشافعي ؟ أحمد أعلم مثلاً تكلم الشافعي ولكن أحمد أعلم منه ؛ بصحة الأحاديث وبالرجال وبمعرفته بالرجال ، فهل هذا انتقاص للشافعي ؟الأمثلة كثيرة على كل حال ؛ الأمثلة كثيرة ، يعني الشيخ الألباني قال في كلامه عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب : إنه شيخ الإسلام الثاني ، في هذا الشريط أو في هذاالكلام الذي يقولون فيه : إنه طعن في الشيخ الألباني ، يا أخي ما أحد مثل شيخ الإسلام ، كم شيخ الإسلام وتلاميذه كلهم ما أحد يقول عن محمد بن عبد الوهاب ولا ابن القيم ولا ابن حجر ولا الشوكاني ولا غيرهم ممن دافع عن ابن تيمية كابن تيمية في الحلم والعلم والذكاء ولا أحد يدعي، لا أحد يدعي هذا لنفسه ولا يدعيه لغيره، ولاغيرهم ممن جاء بعد ابن تيمية في الحفظ والعلم والذكاء ما أحد ولا أحد يدعيه، ما أحد يدعي هذا لنفسه ولا يدعيه لغيره ، فالأمر … لا تنقص للإمام محمد بارك الله فيكم ، ففي هذا الكلام قال فيه الشيخ الألباني ، يقول فيه : وهو شيخ الإسلام الثاني بعد ابن تيمية ، تجاوز ابن القيم وابن كثير والمزي والذهبي ومن بعدهم من علماء السنة وجعله شيخ الإسلام الثاني ، هل هذا الذي يقول هذا الكلام ، ويطلق عليه لفظ المجدد في هذا المقام ؛ هل هذا الإنسان يتنقص الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟ في هذا الشريط ، وقد بينت منزلة الألباني وجهاده وعلمه وذبه عن السنة ومحاربته أهل البدع ، ونشره للسنة ورفع لواء السنة وو إلى آخره، قالوا يعني : كانوا يشيعون عنا إنا نحن ما عرفنا السلفية إلا من الألباني ، ونحن حزب الألباني، فأين مثل هذه الشبهة ، وأين مثل هذا الكلام ! وعرفنا السلفية قبل الشيخ الألباني ، ومن أول يوم جاء يدرسنا في الجامعة بدأنا من أول يوم نعرف فيه الشيخ ، ولا لأن سلفيتنا أقوى من سلفيته بارك الله فيكم ، طيب ؛ الشيخ الألباني ينظر لنا أننا متشددون ونحن ننظر أنه ..أنه يعني متساهل بالنسبة لمواقفناقلت هذه العبارة لا تنقصاً له ، ولماذا نحن متشددون أيش معنى هذا لما يقول هذا هل معناه أنه يتنقصنا ؟ يقول : لا .
على كل حال عقيدتنا وعقيدة الألباني شيء واحد ، ومنهجنا ومنهجه واحد ،الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني ومحمد بن عبد الوهاب وابن تيمية كلهم على عقيدة واحدة ومنهج واحد، وانتشرت دعوة الجميع في حياة الألباني وابن باز ؛ في مشارق الأرض ومغاربها لا يجد السلفيون في العالم كله تنافراً بين منهج الألباني ومنهج إخوانه ، ولكنَّ هذه الأشياء يثيرها أهل الفتن ، ومثل هذا السؤال الذي يشيعونه على الألباني وعليَّ ؛ كل هذه الأشياء إنما الهدف منها ضرب السلفيين بعضهم ببعض ، لو بلغت الألباني هذه ما هزته أبداً ، وبلغت تلاميذه ولم تهزهم! وهؤلاء الذين يرددونها أنا أعتقدهم أعداء الألباني وأعداء منهجه ، ولا يريدون بذلك إلا الفتنة ، وأنا لا أتهم السائل الآن الذي سألني إن شاء الله ، لكن ربما واجه غلطاً من هؤلاء المفسدين فسألني هذا السؤال”انتهى
وسئل الشيخ ربيع المدخلي في دفع بغي عدنان على علماء السنة والإيمان كما نقله أخونا الشيخ خالد ضحوي في الجواب عمن زعم أن الشيخ ربيع المدخلي يطعن في الشيخ الألباني (ص4رقم20) ما تعليقكم حفظكم الله على قوله الآتي – أحسن الله إليكم – :
« والله العظيم قال هذا الرجل المتكبر على الألباني قال : سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني، فكيف يرضى بالتحاكم ؟ كيف يرضى، ما يرضى ؟ ».
الجـواب :
((أقول نحن يربطنا بالألباني عقيدة ومنهج، ونحن نجلُّه ونحترمه لعقيدته وعلمه ومنهجه الصحيح، وتصديه لأهل الباطل ولأهل البدع ورميُ أهل البدع إياه عن قوسٍ واحدة ؛ لأنه تصدى لأباطيلهم، وكر عليها بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح نعرف هذا له.
وهذا الكلام الذي قلته : ” سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني ” :
قلته في خلال الدفاع عنه، ورد الطعون عليه، وهذا شريط مسجل فليسمعه من يريد أن يعرف الحقيقة وهو منتشر.
وهل عدنان يردد هذا الكلام صادقاً ؟ ومن منطلق الغيرة على السنة وعلى الألباني، أو هو استغلالٌ ماكر، إن التصاقه بالألباني استغلالٌ ماكر، فهو ليس على منهجه، وبعيد عن منهج الألباني.
لأن منهج الألباني محاربة البدع صغيرها وكبيرها، وهذا يدافع عنها ويضع القواعد لحماية أهل البدع، ويمشي مع أهل البدع ويمشي مع الحزبيين، بل يمشي في ظني مع أشد أعداء الألباني، ورأيت شيئاً في كلام عدنان يدل على هذه الصلة، ومنها أنهم يمدونه بأشرطة لا يمكن أن يعلمها، موجودة عند أناسٍ من رؤوس الحدادية الذين سبوا الألباني سباً شديداً وافتروا عليه، وأنه عدوٌ لمحمد ابن عبد الوهاب وعدوٌ لدعوته وعدوٌ لهذه الدولة و وإلى آخره، هؤلاء يمدونه بمعلومات لا يعرفها أعرف أنها من عندهم، وما سمعنا له كلمة لا في شريط ولا في كتاب يواجه بـها هؤلاء الذين يعادون الألباني.
عرضت هذه المقولة على تلاميذ الألباني.
أما تلاميذ الألباني قالوا : ” هذا لا شيء فيه “
وعدنان يريد أن يهوّل ويريد الفتنة، وهذا من الأدلة أنه يتقصد الفتنة قصداً ويتقصد التحريش تقصداً.
وإلا لو كان صادقاً في حبه واحترامه للألباني لرد على أعدائه الذين ألفوا فيه الكتب يطعنون فيه ويقولون أنه يطعن في دعوة محمد بن عبد الوهاب ويطعن ويطعن إلى آخره، ويعرفهم أسميهم له :
” با شميل، موسى الدويش، العسكر ” يرد عليهم، وغيرهم من الذين كتبوا وأعلنوا، يرد عليهم الآن إن كان صادقاً وإن كان شجاعاً، وإن كانت الدنيا فتنة، الدنيا لا تهز ظفره يرد عليهم، فإن لم يرد عليهم فهو صديقهم ومتمالىء معهم ويمدونه بالمعلومات التي أظن أنهم أمدوه بـها، فإن سكت ولم يرد عليهم فالأمر كما ذكرت أنا. )) انتهى
وقال الشيخ ربيع المدخلي :” ما ذكرته بأنني كافأت الألباني على هذا المدح أم طعنت فيه هذا كلام في غاية الظلم وهو تحريش واضح بإثارة الفتن بين السلفيين كما هو المعهود منك !
ماذا تريد بهذا الكلام؟
أنا طعنت في الألباني؟!
أنا والله ماأطعن فيه وقد تكون أنت و أمثالك تطعنون فيه في جلساتكم الخفية،أما أنا فأقدر هذا الرجل و أحترمه و أعلم فضله و درست عليه ثلاث سنوات أتلقى منه الحديث وقواعد أصول( الفقه ) و قواعد أصول الحديث و تطبيقها عملياً بما لايُعرف لمثله، أشهد له بذلك واستفدت من كتبه و من أشرطته، والناس أعداء هذا الرجل يحاربوني بما يعلمون من احترامي لهذا الرجل و تقديره… في الجامعة و في موقع ما أنا أتصور أنني و إياه واقفان فذكرت له بعض القضايا التي أنا أرى كمشايخي علماء هذه البلاد أن هذه القضية فيها كفر فقال الشيخ الألباني: أنتم عندكم شيء من التشدد.
هذه وجهة نظر من الشيخ الألباني و قولي هذا وجهة نظر، أناأومن بسلفيته و هو يؤمن بسلفيتي فإذا قلت سلفيتنا أقوى من سلفيته أعني أشد فقد يكون يرى هو أن سلفيته أقوى ولا أرى ذلك طعناً وهو لا يرى قولي هذا طعناً و لكنك أنتَ فسرته طعناً لأنك تعتبر الكلام الذي يعتقده المسلم في نفسه أنه حق تجعله طعناً فاليعرض هذا الكلام على الشيخ الألباني فإن رآه طعناً فأنامستعد ..يعذرني الألباني و أنا أعذره لأنه يرى نفسه أن سلفيته أقوى من سلفيتنا، وثق أن الألباني لن يهزه هذا التحريش، وثق أن كلامك باطل واختراعك لهذا التأريخ أنني قلته مكافأة بعد أن عدّلني ومدحني وأثنى علي وعلى كتبي([3])،أنا قلت هذا الكلام قبل أن يتكلم الألباني وقبل أن يثني عليَّ ولعله بسنوات وبشريط مسجل وكان هذا الشريط أصله أُلقي علي سؤال حول فتوى للشيخ الألباني في كفر من يسب الله أو يسب الرسول وله فيه رأيه فاعتذرت له وخالفته في الفتوى . انتهى كلام الشيخ حفظه الله.
أقول أنا أحمد بازمول : لا عطر بعد عروس كما يقال .
لكن ألفت نظرك أخي القارئ إلى موافقة الحلبي لعرعور ولمن أراد تهمة الشيخ ربيع المدخلي بتنقصه للألباني ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ولكنه الهوى هو الذي ساقك إلى مثل هذا الكلام في حق الشيخ ربيع الذي توافق فيه أهل البدع وهذا والله تعد وظلم منك في حق الشيخ ربيع – حفظه الله _.
10- ومن رد الحلبي على الحلبي :
ما قاله الحلبي في معرض القاهرة سنة 1429هـ عندما سئل عن مقولة (سلفيتنا أفضل من سلفية الألباني)
فأجابالحلبي : هذه قالها الشيخ ربيع ! وأبان عن قصده فيها ! قال نحن في السعودية كانتركيزنا على باب توحيد الألوهية بسبب ما كان في تلك البلاد من شرك ، بينما الشيخ الألباني كان تركيزه في باب الأسماء والصفات، وباب نشر السنة، فهذه المفاضلة ليست عامة وإنما مقصود بها شيء محدد ، وهذا الشيء المحدد ممكن أن نقلبه على قائله ! نقول الشيخ الألباني أيضاً سلفيته فيها ظهور أكثر من سلفيتكم، وهذا لا يحسن حقيقة ( !! ) لكن هي كلمة خرجت طار بها طائفتان : طائفة من أهل الغلو حملتها على غير مرادها،وطائفة أخرى للأسف الشديد جعلتها سبيلاً للنقض بين الشيخ ربيع والشيخ الألباني ونحن لسنا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء !! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”؟ انتهى .
ومما طعن به الحلبي على الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى مما له علاقة بمثل هذا المقام ما قاله الحلبي فيما سماه بـ(منهج السلف الصالح) (ص210) حاشية رقم (1) :”ومِن أعجبِ ما سمعتُ -قريباً-مِمَّا أَضْحَكَنِي!- عند مُناقشتي لبعض الناس([4]): قولُهُ –في وجهي- أمامِي!!- بَعْدَ أَخْذٍ وَرَدٍّ!-: (أنت لستَ مِن تلاميذ الألبانيّ!) -مُغاضِباً-!!
هكذا (قالَها!)!! أمامي !!-وهو غاضبٌ؛ وأنا ضاحِكٌ-!
فماذا تُرَاهُ قائلاً خَلْفِي؟!
مع معرفتِه الجازِمة(!) بملازمتي لشيخِنا -مُلاَزَمَةً بَرَّةً -بِحَمْدِ الله- نحواً مِن (رُبع قَرنٍ) مِن الزمان -بالدليل والبُرهان-.
… في الوقت الذي يَفْخَرُ (هُوَ!) -ويتفاخَرُ- بِالاِنْتِسَابِ لشيخِنا -وَالتَّلْمَذَةِ عليه!-! وحق له! مع كونِه لمْ يكدْ يصلُ ذَلِكَ مِنه -مَعَهُ!- إلى أقلَّ مِن رُبع (ربع القرن) -وذلك قَبْلَ نَحْوِ (نِصْفِ قَرْن)!-!!
….. وفي كتابي «سُؤالات الحلبي لشيخِه الإمام الألبانيّ» الواقِعِ -في (1200) صفحة، و(مُقَدِّمَتِهِ) البالغةِ نحواً من (70) صفحةً-: بيانٌ أطولُ..)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- كلمة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى (أنت لست من تلاميذ الألباني) هي من باب ما قاله لك أيها الحلبي (سلفيتنا غير سلفيتك) أي أنك لست على منهج الألباني تسير! كما أنك وإن كنت حضرت عند الشيخ العلامة الألباني جلسات وسمعت منه من الفتاوى، فهذه الجلسات لا تعني التتلمذ الاصطلاحي عند أهل العلم.
2- وقد طعن الحلبي في الشيخ ربيع المدخلي في هذه الكلمة؛ لأنها كشفت براءة حال الشيخ الألباني من أوحال الحلبي؛ لأن مراد الشيخ ربيع المدخلي باختصار : أنك على منهج تخالف منهج الألباني ولو ادعيت أنك من تلاميذ الألباني : كما نقلت فيما سيمته بمنهج السلف الصالح (ص179) عن صاحبك سلطان العيد قوله (وَلاَ يَغُرَّكَ انْتِسَابُهُم أَوْ تَحَزُّبُهُم لِعَالِمٍ مِنَ العُلَمَاءِ السَّلَفِيِّين؛ فَإِنَّ مَشَايِخَنا (ابْنَ بَاز، وَالأَلْبَانِيَّ، وَابْنَ عُثَيْمِين -وَغَيْرَهُم-) بُرَآءُ مِن هَؤُلاءٍِ الَّذِينَ يَتَسَتَّرُونَ بِهِم، وَيُخَالِفُونَ مَذْهَبَهُم وَطَرِيقَتَهُم، وَحِرْصَهُم عَلَى جَمْعِ كَلِمَةِ السَّلَفِيِّين) انتهى.
3- وقد أسأت الأدب كثيراً يا حلبي مع المشايخ الكبار خاصة من أحسن إليك منهم وكان معروفه واصلاً إليك ولكن لا ينتفع اللئيم بإحسان الكريم.
4- ولبست الحق بالباطل ودلست حيث زعمت أن كلمة الشيخ ربيع لك (أنت لست من تلاميذ الألباني) قالها في ساعة غضب، وصورت الموقف كأنك أنت الحليم الصبور .
ولكن واقع الأمر أنك أنت يا حلبي من كان يغضب ويصيح.
بينما الموقف كان من الشيخ ربيع غضباً لله عز وجل بسبب تهاونك وتخاذلك عن الحق ومخالفتك لمنهج السلف الصالح، كما هو شأن السلف الصالح، قال ابن رجب في فضل علم السلف على الخلف (3/31-المجموع) :”من علامات العلم النافع أن صاحبه لا يدعي العلم ولا يفخر به على أحد ولا ينسب غيره إلى الجهل إلا من خالف السنة وأهلها فإنه يتكلم فيه غضباً لله لا غضباً لنفسه ولا قصداً لرفعتها على أحد”
والعجيب : أنك تضحك مع وقوعك في هذه الأمور العظيمة كأن ذبابة وقعت على أنفك فقلت بها هكذا كما قال عَبْدُ اللَّهِ :« إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا”
أخرجه البخاري في الصحيح (5/2324رقم5949).
وأما قولك أيها الحلبي ( فماذا تُرَاهُ قائلاً خَلْفِي؟!) فهي دسيسة تطعن بها على الشيخ ربيع المدخلي الذي اعترفت أنت أنه يدافع عنك.
والشيخ ربيع يعرفه العلماء بالزهد والورع والخوف من الله عز وجل.
ولكن أيها الحلبي : أنت صاحب المجالس الذي تطعن في الشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ النجمي، وكل من يدين عرعور والمأربي وغيرهما من أوليائك.
ويصدق عليك : رمتني بدائها وانسلت
وقول الحلبي (مع معرفتِه الجازِمة(!) بملازمتي لشيخِنا -مُلاَزَمَةً بَرَّةً -بِحَمْدِ الله- نحواً مِن (رُبع قَرنٍ) مِن الزمان -بالدليل والبُرهان-. )
أقول: أين برك للألباني وأنت تدخل في مشاكل مخالفة لمنهج السلف ثم تزج الألباني فيها افتراء عليه وهو منها براء أو أخطأ فتجعل خطأه منهجاً تسير عليه!!!
ولقد أجاد الأخ معاذ الشمري في رده عليك في مقاله (براءة الأساتيذ) وسأنقل شيئاً من كلامه هنا حيث قال ” و لقد سمّيتهم بالـ ( تّلاميذ ! ) اعتبارًا لما كان ؛ وإلاّ فإنّ الخائن الأثيم ، والكذّاب اللّئيم مُنقطعُ الصّلة بمن يزعم أستاذيّته عليه ، وتلمذته بين يديه !
إذ تلميذُ الشّيخ مَن أخذ عنه وسارَ على منهجه و طريقته.
فأمّا مَن تنكّب الطّريق ، وخالف ما عليه شيخه من تدقيقٍ وتحقيق؛ فهذا أبعد النّاس عن الشّيخ ، وهو في صفّ خصومه و مناوئيه …
وأنا أقول لكم : كيف تتجرّؤون على قول : ( شيخنا ) له ؛ مع أنّكم تخالفونه في منهجه، وتقوّلونه ما ليس من، وتحرّفون كلامه ومنهجه ؟!
ألا قد صدق الشّيخ الرّبيع – سلّمه الله – لمّا قال لحلبيّكم : أنتم لستم تلاميذ الألبانيّ !
فهذا هو مراده – رحمه الله – ، وهذا هو معنى كلامه.
فإن قيل – وقد قيل – : بل الرّبيع – يحفظه الله – يُشيرُ إلى عدم ( دراسة ) القومِ – ولا سيّما الحلبيّ – على شيخنا الإمام الألبانيّ – رحمه الله – ؛ فنقول : نعم !
وشيخنا الألبانيّ – رحمه الله – سُئل في ” فتاوى رابغ : 5 ” : من هو أبرّ طلابك الّذي تنصحنا بقراءة كتبه ؟
فقال – رحمه الله – : الحقيقة أنّه ليس لي طلاّبٌ بمعنى الكلمة , ولكن ؛هناك أفرادٌ يتردّدون عليَّ – كثيرًا – – هناك في عمان – ، ويستشيرونني فيما يعترض سبيلهم من البحوث ومن تحقيقات ….
ثمّ ذكر – منهم – : الحلبيّ والهلالي ….
أقول : ولم يذكرهما ( تلاميذَ ! ) ؛ بل ( جُلساء ! )؛لأنّه سُئل – رحمه الله – – كما في ” سلسلة الهُدى و النّور : 174 ” ؛ عن ( التّلمذة ) ؛ فقال :
(( …. هذه المسألة تختلف باختلاف الأزمان ؛ أنت اليوم تعرف ( إنّو ) في دراسة بالمراسلة ، وليس بحضور التّلميذ بين يدي الشّيخ، ولذلك فهذه أمورٌ ( اصطلاحيّة ) ، ولا يترتّب من ورائها شيءٌ جوهريٌّ له قيمة.
فإذا افترضنا إنسانًا تفقّه بكتب رجلٍ من قديم الزّمان ، أو في حديثالزّمان ؛ فذلك يُمكن أن يُسمى تلميذًا لهذا الشّيخ ؛ ولو أنه ما عرفه ، ولا أدرك زمانه ، أو أدرك زمانه ولكنّه ما لقي شخصه.
المهمّ أن يتثقّف في ثقافته وأن يتفقّه بفقهه ، فيُمكن لمثل هذا أن يُقال : إنّه تلميذ فلان .
السّائل : وهل يجوز أن يقول هو عن نفسه : أنّه تلميذ فلان ؟!
الشّيخ : إذا كانوا يفهمون من قولته هذه أنّه تلميذٌ له مباشرةً ؛ فيكون تدليسًا ؛ أمّا إذا كانوا لايفهمون ذلك ؛ فلا بأس من ذلك ؛ حسب ما أوضحت- آنفًا – .
السّائل : . . . هل للشّيخ تلاميذ ؟!
الشّيخ : لي تلاميذٌ على هذه الطريقة .
السّائل : على الطريقة الأخرى ( إللّي ) هي مباشرة ؟!
الشّيخ : لا ما عندي !
السّائل : بالمرّة ! ما فيه ؟!
الشّيخ : هنا ما فيه !!! بالشّام كان فيه !!! [ أي : في سوريّا] .
السّائل : جزاك الله خير الجزاء.
الشّيخ : و إيّاك )) ا.هـ
قلت : ومن هذا الباب إكثار صدّيق حسن خان – رحمه الله – من تلقيب ( الشّوكانيّ ) – رحمه الله – بـ ( شيخنا ) ؛ مع أنّه يقول – أحيانًا – : ( شيخ شيوخنا ) ؛ حتّى قال الكتّانيّ في ” فهرس الفهارس : 2 / 1055 ” : (( . فما يوجد في كتبه من قوله في القاضي الشّوكانيّ : (شيخنا ) ؛فتجوّزٌ ، أو تدليس ! و كيف يُمكنه الأخذ عن الشّوكانيّ و هو في قُطْرٍ ، و الآخرفي غيره ؛ إلاّ أن يكون أجاز لأهل عصره ؛ و لا نتحقّقه ؟!! . . . )) ا.هـ
ولقد أنكر السّخاويّ على سِبط شيخه ابن حجرٍ – رحمهم الله – إطلاقه على بعض علماءزمانه : ( شيخنا ) ؛ فقال في ” الجواهر و الدّرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر : (3/1215) : (( و ما علمته قرأ على واحد منهما )) ا.هـ
قلت : فهذا – إذًا – اصطلاحٌ ألبانيٌّ ومدخليٌّ ( مُحْترَمٌ ) ؛ في عدم تسمية ( المُستفيد ) ( طالبًا ) و( تلميذًا ) – بإطلاقٍ – إذا لم تكن ( دراسةٌ ) بمعناها المعروف . . .
ففيمَ النّكير ؟!!!
ومَن الأَولى بذلك غير المدلّسين = الكاذبين على الشّيخ ؟!
و ( التّدليسُ أخو الكذب!)
لقد نسبوا أنفسهم للشّيخ زورًا – على الطّريقتين – !
فلا هم تلاميذ دراسةٍ – كما هو صريح كلام الشّيخ – !
و لا هم على طريقته و فقهه و منهجه !
بل هم يُخالفون طريقته ، ويمتهنون الكذب عليه ، و تحريف كلامه !!!
فالله المُستعان!
و لايُصادم هذا – أبدًا – تسمية شيخنا – رحمه الله – بعض جلسائه في الأردن ( تلميذًا ) ؛ لأنّه كذلك ؛ على ( الطّريقة الأولى ) الّتي جاءت في ( اصطلاحه ) الّذي شرحه – كما سبق- . والله أعلم))
انتهى كلام الأخ معاذ الشمري وكلامه غاية في التحرير.
وأما قول الحلبي (… في الوقت الذي يَفْخَرُ (هُوَ!) -ويتفاخَرُ- بِالاِنْتِسَابِ لشيخِنا -وَالتَّلْمَذَةِ عليه!-! وحق له! مع كونِه لمْ يكدْ يصلُ ذَلِكَ مِنه -مَعَهُ!- إلى أقلَّ مِن رُبع (ربع القرن) -وذلك قَبْلَ نَحْوِ (نِصْفِ قَرْن)!-!!)
أقول : نعم يحق له أن يفخر بذلك؛ لأنه درس عنده الحديث وأخذ عليه شرحه لبلوغ المرام، وغيره، ودرَّسه في علوم الحديث ودربه وزملاءه على دراسة الأسانيد وتخريج الأحاديث ويصحح صحيحها ويضعف ضعيفها، في الجامعة الإسلامية لمدة ثلاث سنوات، وحضر جلساته العلمية.
ويحق له الفخر فقد درس على جماعة من العلماء الأقحاح كالشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز والشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي وغيرهما ومنهم الشيخ العلامة الألباني رحمهم الله تعالى كما قال الشيخ ربيع المدخلي في النصر العزيز: ((فقد كان من حظنا جميعاً تلقي العلم على علماء لم يحصل على الأخذ عنهم إلا لقليل ممن التحق بالجامعة الإسلامية في سنواتها الأولى فكان من هؤلاء …… وفي مادة الحديث، محدث العصر المعروف بعلمه وفضله، وسعة صدره في نقاش أهل الشبه، وصاحب المنهج السليم في التصفية والتربية الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فقد غرس في قلوب طلابه حب السنة والعمل بها، والذب عنها)) انتهى
وزكاه الشيخ الألباني تزكية عجيبة قال فيها كما في الثناء البديع (18) :”باختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع”
وقال أيضاً كما في الثناء البديع (18) فيمن ينتقد الشيخ ربيعاً المدخلي والشيخ مقبلاً الوادعي رحمه الله تعالى :”فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين … إما جاهل فيعلم، وإما صاحب هوى فيستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله عز وجل إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره”.
ولم تحصل لك يا حلبي وأنت الملازم له نحواً من ربع قرن.
وقول الألباني رحمه الله تعالى في الطاعنين على الشيخين مقبل وربيع ينطبق عليك وعلى حزبك الحاقد عدنان عرعور والمغراوي والمأربي ومن سلك نهجهم الظالم المعتدي.
حيث قال رحمه الله كما في الثناء البديع (13) :” الحط على هذين الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى.
الجاهل يمكن هدايته ؛ لأنه يظن أنه على شيء من العلم، فإذا تبين العلم الصحيح اهتدى.. أما صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل، إلا أن يهديه الله ـ تبارك وتعالى ـ فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين ـ كما ذكرنا ـ إما جاهل فيُعلّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله -عز وجل- إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره”
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
([1]) في النسخة القديمة (وَلَقَدْ ذَكَّرَتْنِي هَذِهِ الكَلِمَةُ (!) بِمَا قَالَهُ بَعْضُ المَشَايِخِ الأفاضِل)
وهذه أفضل (من بعض الناس) وفيها بيان أن المراد به شيخ وهو الشيخ ربيع كما هو معروف.
([2]) وفي النسخة القديمة (فَهَذِهِ مِن تِلْكَ -سَواءً بِسَواءٍ-! وَلَكِنْ -مَعْذِرَةً!- مِنَ البَابِ الخَلْفِيِّ!!) وهذه سوء أدب كالتي في الأصل .
([3]) وهذا الثناء ومنه قول الألباني رحمه الله : (إن الدكتور ربيع بن هادي هو حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر) قد أزعج عدنان عرعور وعصابته ومن سار في فلكهم اليوم إزعاجاً شديداً وأثار كوامن أحقادهم السوداء فشنوا الحرب الظالمة على الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى من ذلك الوقت إلى يومنا هذا.
([4]) في النسخة القديمة (لبعض المشايخ الأفاضل) .
صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي
الحلبي | الحلقة
العاشرة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فقد ذكرت في التحذير السلفي من كتابمنهج السلف للحلبي عدة ملاحظات على هذا الكتاب، وقد ذكرتها بحمد الله تعالى بعلم لابهوى أو بجهل أو مجرد دعوى.
وقد ناقشت الحلبي في الحلقة الأولى إلى الحلقة الرابعة في شيء من الملاحظة الأولى والتي هي (( تأصيل الحلبي وتقعيده قواعد على خلاف منهج السلف الصالح في التعامل مع أهلالبدع والأهواء)).
ثم ناقشت الحلبي في الحلقة الخامسة إلى الحلقة التاسعة في شيء من الملاحظة الثانية والتي هي ( طعن الحلبي في بعض علماء السلفية الذين لا يشك أحد في علمهم وورعهموتقواهم بأسلوب ماكر، فهو لم يذكرهم بأسمائهم ولكن ذكر أموراً يعرف كل سلفي أنهالهم، وأخذ يفسرها ويهول فيها على خلاف الحق).
وقد لقيت تلكم الحلقات بحمد الله تعالى قبولاً واستحساناً من كثير من العلماء وطلاب العلم، وقد انتفع بها كثير ممن كان مغتراً بالحلبي محسناً الظن به، فظهر حاله وانكشف أمره – بفضل الله أولاً وآخراً – ثم بفضل العلماء السلفيين الذين علمونا المنهج السلفي الصحيح، وحفظوه لنا من التبديل أو التحريف أو التعطيل جزاهم الله عنَّا جميعاً خيراً .
وفي هذه الحلقة العاشرة سأناقش الحلبي في ملاحظة ثالثة وهي (( وصف الحلبي للشباب السلفي في هذا الكتاب وفي غيره بأوصاف لم يصفهم بها أهل البدع والأهواء : فقد نزل عليهم الوصف بأقبح البهائهم الخنزير، وبأنهم (مصاصو دماء) ، وبأنهم كالذباب ))
وإليكم البيان :
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص68) (وَإِنِّي لأَخْشَى اللهَ وَأَتَّقِيهِ -فِي بَعْضِ المُنْتَسِبِين إِلى السَّلَفِيَّة-أَنْ يَكُونَ فِيهِم مِنَ البَاحِثِينَ عَنِ الأَخْطَاء، المُتَصَيِّدِين لِلأَغْلاَط، الفَرِحِينَ بالزَّلَّاتِ- : مِثْلُ مَنْ قَالَ فِيهِم الإِمَامُ ابْنُ القَيِّم -رَحِمَهُ الله- فِي «مَدَارِجِ السَّالِكِين» (1/403):
«وَمِنَ النَّاس مَنْ طَبْعُهُ طَبْعُ خِنْزِير؛ يَمُرُّ بِالطَّيِّبَاتِ فَلا يَلْوِي عَلَيْهَا…
وَهَكَذا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ؛ يَسْمَعُ مِنْكَ -وَيَرَى- مِنَ المَحَاسِن أَضْعافَ أَضْعافِ المَساوئ؛ فَلاَ يَحْفَظُها وَلاَ يَنْقُلُها -وَلاَ تُناسِبُهُ!-؛ فَإِذَا رَأَى سَقطَةً، أَوْ كَلِمَةً عَوْراءَ: وَجَدَ بُغْيَتَهُ وَمَا يُنَاسِبُها، فَجَعَلَها فَاكِهَتَهُ وَنُقْلَه»!)
وقال الحلبي في الحاشية رقم (5) ص68 تعليقاً على كلمة الخنزير : وفي منهاج السنة النبوية (6/150) لشيخ الإسلام تشبيه ذا بالذباب ) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي لم يكتف بطعوناته المسمومة في العلماء السلفيين حتى طعن في الشباب السلفي الذين يتبعون الحق الذي يدعو إليه العلماء السلفيون والمنهج السلفي، ويحذرون من الباطل الذي حذر منه العلماء السلفيون.
– وما ذنب الشباب السلفي عند الحلبي إلا أنهم سألوا العلماء عن ضلالات من يدافع الحلبي عنهم كأبي الحسن وغيره، وما يبثونه بين صفوف الشباب من شبهات وباطل من القول، فغضب الحلبي منهم ورماهم بالدواهي والفواقر بل بما لا يصفهم به أهل الأهواء والبدع.
– وإذا كان الحلبي لا يريد لكلامه أن ينقل للعلماء فلماذا تكلم به بين الشباب ليس في جلسة، بل في جلساته الكثيرة، فكيف يسمع الشباب كلام الحلبي الذي اشتمل على الباطل ولا يبلغونه للعلماء ليناصحوه وليردوا باطله الذي انتشر بين الشباب .
– ثم الشباب السلفي طبقوا المنهج السلفي الصحيح في مثل هذه المسائل، وقد جاءت أدلة كثيرة تدل على سؤال الشباب وطلاب العلم العلماء عن ما أشكل وعن ما ظهر من أهل الريب والفتن والأهواء وإليكم البيان :
فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: لَمَّا قال عبد اللَّهِ بن أُبَيٍّ لَا تُنْفِقُوا على من عِنْدَ رسول اللَّهِ وقال أَيْضًا لَئِنْ رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ أَخْبَرْتُ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم فَلَامَنِي الْأَنْصَارُ وَحَلَفَ عبد اللَّهِ بن أُبَيٍّ ما قال ذلك فَرَجَعْتُ إلى الْمَنْزِلِ فَنِمْتُ فَدَعَانِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ فقال إِنَّ اللَّهَ قد صَدَّقَكَ وَنَزَلَ {هُمْ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا } الْآيَةَ “. أخرجه البخاري في الصحيح (4/1860رقم4619) ومسلم في الصحيح (4/2140رقم2772)
قال النووي في شرح مسلم (17/120) : ” في حديث زيد بن أرقم هذا أنه ينبغي لمن سمع أمرا يتعلق بالإمام أو نحوه من كبار ولاة الأمور ويخاف ضرره على المسلمين أن يبلغه إياه ليحترز منه وفيه منقبة لزيد ” .
وقال الحافظ في فتح الباري (8/646) : ” فيه جواز تبليغ ما لا يجوز للمقول فيه ولا يعد نميمة مذمومة إلا إن قصد بذلك الإفساد المطلق وأما إذا كانت فيه مصلحة ترجح على المفسدة فلا” .
وعن يحيى بن يَعْمَرَ قال كان أَوَّلَ من قال في الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَانْطَلَقْتُ أنا وَحُمَيْدُ بن عبد الرحمن الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أو مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا لو لَقِينَا أَحَدًا من أَصْحَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يقول هَؤُلَاءِ في الْقَدَرِ فَوُفِّقَ لنا عبد اللَّهِ بن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أنا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عن يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عن شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إلي فقلت أَبَا عبد الرحمن إنه قد ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يقرؤون الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ وَذَكَرَ من شَأْنِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ قال فإذا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي برئ منهم وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عبد اللَّهِ بن عُمَرَ لو أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ ما قَبِلَ الله منه حتى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ…” أخرجه مسلم في الصحيح (1/36رقم8).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ” والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحداً أحب إلى الشيطان هلاكاً مني ! فقيل وكيف ؟
فقال : والله إنه ليحدث البدعة في مشرق أو مغرب فيحملها الرجل إليَّ فإذا انتهت إليَّ قمعتها بالسنة فترد عليه” . أخرجه اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة (1/55رقم12) ومن طريقه ابن الجوزي في تلبيس إبليس (11) .
وقال أبو جعفر محمد بن الحسن بن بدينا سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فقلت : يا أبا عبد الله ، أنا رجل من أهل الموصل ، الغالب على أهل بلدنا الجهمية ، وفيهم أهل سنة نفر يسير محبوك ، وقد وقعت مسألة الكرابيسي فأفتنتهم ، قول الكرابيسي : لفظي بالقرآن مخلوق ، فقال لي أبو عبد الله : « إياك! إياك! إياك! إياك! وهذا الكرابيسي ، لا تكلمه ، ولا تكلم من يكلمه ، أربعاً مراراً ، قلت : يا أبا عبد الله فهذا القول عندك ما يتشعب منه يرجع إلى قول جهم ؟ قال : « هذا كله قول جهم » . أخرجه الحربي في رسالة في أن القرآن غير مخلوق (36رقم3) وابن بطة في الإبانة (1/329رقم129-الجهمية) والخطيب في تاريخ بغداد (8/65) وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/288)، وأخرجه ابن عدي في الكامل من وجه آخر (2/365).
وقد سئل الشيخ زيد المدخلي – حفظه الله تعالى – كما في العقدالمنضد الجديد في الإجابة على مسائل الفقه والمناهج والتوحيد: (1/154) : هل لطلبة العلم بيان حال المنحرفين إذااقتضى الحال البيان أم هو مختص بالعلماء ؟
فأجاب حفظه الله تعالى : من عرف الحق وجب عليهبيانه عند اقتضاء الحال لذلك وعند لزوم الأمر وعند التقيد بمنهج الدعوة الصحيح، ومن عرف الباطل كذلك وجب عليه بيانه ولكن بالضوابط الشرعية وبآداب الدعوة السلفية .
والعلماء هم الذين يحسنون الدعوة في هذا الباب ويحسنون معالجة هذه الأمور , فلا يستعجل طالب العلم المبتدئ أو المتوسط ولا يحمله الحماس على ترشيحه لنفسه في تخطئة الناس أو الحكم عليهم بالضلال أو البدعة, حتى يتأكد ويدع الحكم لغيره ومناقشة هذاالأمر لغيره وهو يكون من خير الأعوان على نشر الخير وقمعاً للبدعة , ولكن يجب أنيكون منضبطاً ويجب أن يكون متأنياً حتى لا يصدر الأحكام مجازفة بدون علم وبدون فهمفي الأمور والحقائق فيقع فيما يضر ولا ينفع” . انتهى
فهل يلام الشباب المتأسي بالسلف الصالح بسؤال العلماء عن ما أشكل عليهم أو ما علموا ضلاله بنقله للعلماء ليقمعوها بالسنة فهؤلاء يرجى أن يكون سعيهم مشكوراً.
ولكن كان ينبغي للحلبي أن يوجه كلامه لصنف من الناس ممن يسعى جاداً لضرب كلام العلماء بعضه ببعض! وزرع الشكوك والفوضى في أوساط الشباب السلفي كما رام إلى هذا بعض أعضاء منتدى كل السلفيين وبعض أتباع الحلبي في فلسطين الذين حاولوا التفرقة بين الولد وأبيه والأخ وأخيه والعالم وتلميذه ممن يثير الفتن والقلاقل والبلابل والنميمة بين الناس سعياً في الفتنة !
ولكن الحلبي يريد خرس ألسنة الشباب الذين يطلبون الاسترشاد من علماء الأمة لتستنير عقولهم بالسنة حتى لا يدركوا حبائله وفتنه وانحرافاته فيتقوها!
– ولو كنت صادقاً في خشيتك يا حلبي لاتقيت الله في العلماء السلفيين، ولاتقيت الله في الشباب السلفي، وما رميتهم بما رميتهم به من الفواقر ولكنك تخدع الناس بعذوبة اللسان في الظاهر وفحشه في الباطن وإلا كيف تجتمع الخشية مع الظلم والتعدي والطعن القبيح بحيوان مثل الخنزير وحشرة قذرة كالذباب .
– وقد ظلمت ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى أيضاً حين جعلته في مصاف من يطعن في الشباب السلفي وهو براء من هذا الهراء الذي تقوله يا حلبي.
– فكلام ابن قيم الجوزية كان في معرض الكلام عن أهل الفسق والفجور وأهل الباطل والشرور . وإليكم البيان : فقد ذكر ابن قيم الجوزية هذا الكلام في معرض شرحه أحوال الناس مع المعصية، جاء في أوله ( مشاهد الخلق في المعصية: وهي ثلاثة عشر مشهداً :
– مشهد الحيوانية وقضاء الشهوة .
– ومشهد اقتضاء رسوم الطبيعة ولوازم الخلقة .
– ومشهد الجبر .
– ومشهد القدر .
– ومشهد الحكمة
– ومشهد التوفيق والخذلان
– ومشهد التوحيد .
– ومشهد الأسماء والصفات .
– ومشهد الإيمان وتعدد شواهده .
– ومشهد الرحمة .
– ومشهد العجز والضعف .
– ومشهد الذل والافتقار .
– ومشهد المحبة والعبودية
ثم قال فالأربعة الأول للمنحرفين والثمانية البواقي لأهل الاستقامة وأعلاها المشهد العاشر …
فأما مشهد الحيوانية وقضاء الشهوة فمشهد الجهال الذين لا فرق بينهم وبين سائر الحيوان إلا في اعتدال القامة ونطق اللسان ليس همهم إلا مجرد نيل الشهوة بأي طريق أفضت إليها فهؤلاء نفوسهم نفوس حيوانية لم تترق عنها إلى درجة الإنسانية فضلاً عن درجة الملائكة فهؤلاء حالهم أخس من أن تذكر وهم في أحوالهم متفاوتون بحسب تفاوت الحيوانات التي هم على أخلاقها وطباعها …”.
والسلفيون براء من هذا الوصف وهذه الحال الشنيعة.
وإنما هم دعاة إلى الله، آمرون بالمعروف، ناهون عن المنكر، محبون للناس الخير والسعادة، في الدنيا والآخرة، وليسوا والله بالمتربصين بالناس ولا بالانتهازيين، ومن الأدلة على ذلك أنهم يصبرون ويناصحون كل من ينحرف عن الجادة على امتداد سنوات وسنوات، بخلاف أعمال هؤلاء المنحرفين فهم والله المتربصون والانتهازيون!
فما أن غادر هذه الدنيا الأئمة : ابن باز والألباني وابن عثيمين، فإذا بهم يهبون كالأسود الكاسرة يمزقون جسد السلفية في كل مكان! والأعجب من ذلك وقوف الحلبي إلى جانبهم يؤيدهم ويدافع عنهم، ويطبق أصولهم الفاسدة يحارب بها السلفيين بمكر ودهاء .
وما كفاه ذلك حتى هاجم السلفيين وفاجأهم بكتابين يشوه فيهما السلفية وأصول أسلافهم، وجرَّه فتح منتدى كل السلفيين الذي اجتمع فيه كل حاقد على السلفية والسلفيين يحاربونهم بالكذب والتحريفات والمغالطات ! بل إن هذا الموقع يشيد بالمحاربين للمنهج السلفي ويستشهد أهله بمن يتولى أهل البدع ويدافع عنهم علانية !!!
وأما قوله في الحاشية 5 ص68 تعليقاً على كلمة الخنزير : وفي منهاج السنة النبوية (6/150) لشيخ الإسلام تشبيه ذا بالذباب )- ما أدري هل الحلبي لم يكتفِ بتنزيله حال الخنزير على بعض الشباب السلفي حتى ينزل وصفهم بالذباب !!! أم أنه أحب تجميع أكبر عدد ممكن من الأوصاف السيئة والقبيحة للطعن فيهم ! فالله وحده حسيبه .
أليس هذا منك يا حلبي تشويهاً ضمنياً للحق الذي هم عليه وتنفيراً منه !!
– وهل الشباب السلفي بحاجة إلى كل هذا التجميع من الأوصاف، فقد طعنت في شيوخهم السلفيين، ثم طعنت فيهم فأصبحت كالمقاتل الهائج الذي يضرب يميناً وشمالاً دون تحكم في نفسه.
– ثم كلام شيخ الإسلام كان على الرافضة الذين يطعنون في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقدحون فيهم خاصة الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض حيث قال :” ولا ريب أن الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض الذين عينهم عمر لا يوجد أفضل منهم وإن كان في كل منهم ما كرهه فإن غيرهم يكون فيه من المكروه أعظم ولهذا لم يتول بعد عثمان خير منه ولا أحسن سيرة ولا تولى بعد علي خير منه ولا تولى ملك من ملوك المسلمين أحسن سيرة من معاوية رضي الله عنه كما ذكر الناس سيرته وفضائله
وإذا كان الواحد من هؤلاء له ذنوب فغيرهم أعظم ذنوبا وأقل حسنات فهذا من الأمور التي ينبغي أن تعرف فإن الجاهل بمنزلة الذباب الذي لا يقع إلا على العقير ولا يقع على الصحيح والعاقل يزن الأمور جميعا هذا وهذا
وهؤلاء الرافضة من أجهل الناس يعيبون على من يذمونه ما يعاب أعظم منه على من يمدحونه فإذا سلك معهم ميزان العدل تبين أن الذي ذموه أولى بالتفضيل ممن مدحوه”.
وليس ذا غريباً عليك يا حلبي فأنت قد أغرقت في الطعونات فها أنت تصف العلماء الذين يردون على أهل الباطل والمخالفين لمنهج السلف بأنهم مصاصو دماء كما في الجلسة التي رد عليك فيها أيها المسكين الشيخ سعد الزعتري بتنبيه الفطين حيث قلت (( ترى الآن الذين يكتبون كأنه ليس تشفياً كأنه تعطش، كأنه تعطش، كأن الواحد صار الواحد والعياذ بالله كأنه مصاص للدماء ينتظر الفريسة وإذا وقعت لا رجعة لها وإذا تاب لا توبة له ))
فالله حسيبك في ظلمك للمشايخ السلفيين .
فالمشايخ السلفيون من أحرص الناس على توبة الناس خصوصاً أهل البدع والأهواء ، ولكن لا يعني حرصهم أن يكونوا مغفلين ساذجين، يظهر الواحد من أهل الأهواء التوبة، مع وقوعه فيما يخالف توبته ويكذب صدقه ومع ذلك يصدقونه ويعتبرونه
وقد سبق في الحلقة (السابعة) الرد على فريتك بتهمة العلماء بأنهم أهل المُلاَحَقَة، وَالمُتابَعَة، وَاللَّدَد فِي الخُصُومَة، إِلَى حَدِّ الإِسْقَاطِ وَالاسْتِئْصَال!!!
فلا داعي لإعادته هنا فليراجعها من شاء
فعجيب هذا منك مرة مصاصين دماء
ومرة خنازير
ومرة ذباب
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (64) حاشية رقم (1) (( قال الحلبي في ص 64 معلقاً على قول الشيخ الألباني رحمه الله :” الآثار السلفية إذا لم تكن متضافرة متواترة فلا ينبغي أن يؤخذ عن فرد من أفرادها منهج “.
ويشبه هذا التأصيل تطبيقاً ما قاله أخونا الشيخ محمد بن هادي وفقه المولى في محاضرته تحذير السلفيين من ألاعيب الحزبيين : الحداديون بالغوا في تعظيم الآثار إلى أن تركوا الأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ! بالغوا في هذا فوقعوا في هجر وترك الأحاديث …
تقول له : قال النبي صلى الله عليه وسلم
يقول : قال فلان ؟
سبحان الله
قول فلان إنما هو تبع لقول النبي صلى الله عليه وسلم . انتهى
أقول مستعيناً بالله :
– بحمد الله السلفيون لم يخالفوا ما قاله الألباني بل هم يسيرون عليه ويعملون به .
– ونحن السلفيون نطالب الحلبي أن يضرب لنا مثلاً واحداً على قاعدة لديهم هي من أفراد ما نقل عن السلف وليست مبنية على ما صح من النصوص الشرعية، وعلى ما ثبت عن السلف الصالح منهجاً مشهوراً معروفاً ! فلو ظفر بها الحلبي لطار وشرق وغرب ولكن هيهات العقيق.
– والسلفيون لا يقدمون كلام أحد على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما وقع فيه الحدادية مما ذكره الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي هو بسبب غلوهم وجهلهم.
واليوم أتباع الحلبي أشد غلواً فهم يقدمون أقوال الحلبي على منهج السلف، ويبالغون في طعن وتشويه وسب أهل الحق، أشد من الحدادية!
فاعتدال أهل السنة عندهم: غلو! وغلوهم في التمييع والتجريح : اعتدال !
وهذا من آثار التعصب الأعمى للباطل وأهله!
– والحلبي يريد أن يصف بعض العلماء السلفيين والشباب السلفي بأنهم كالحدادية في هذا الجانب؛ بمعنى أن منهجهم مبني على بعض أفراد الآثار المنقولة لا على منهج سار عليه السلف.
– وهذه طعنة شديدة من الحلبي أن يرمي السلفيين بهذه التهمة التي هم منها براء، والذي يعرف كل منصف أنه لم يحارب منهج الحدادية مثلهم بالتأليف والمحاضرات والكتابة في الشبكات السلفية بحمد الله تعالى .
– والحلبي كرر رمي السلفيين بمنهج الحدادية في مواضع من هذا الكتاب وستأتي بإذن الله تعالى .
– وأنا أتحف الحلبي بتحفة غير مَرْضِية له، بل ستكون عليه مَرَضِية : فالشيخ محمد بن هادي المدخلي جلست معه وزارني في بيتي جزاه الله خيراً لما قدم لمكة وعمل فيها محاضرة، ومن قبلها هاتفته فكان يحذر منك، ويطعن في منهجك المنحرف من سنوات أيها الحلبي فخذها صريحة.قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (75) حاشية رقم (3) ((وَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ ربيع بن هادي -وفَّقَهُ اللهُ- في بعض مقالاته مُبَيِّناً بعضَ صِفَات (الحَدَّادِيَّة):
«تَبْدِيعُ مَنْ لاَ يُبَدِّعُ مَنْ وَقَعَ فِي بِدْعَة، وَعَداوَتُهُ، وَحَرْبُهُ..»…
وَأَقُول:
كَثِيرٌ مِنَ (الشَّبَابِ) -اليَوْم- يُكَرِّرُونَ مُصْطَلَح (الحَدَّادِيَّة) -عَلَى وَجْهِ الإِنْكَارِ وَالتَّبْدِيع!-، وَلاَ يَعْرِفُونَ مَنْشأَهُ وَمُبْتَدأَهُ! وَلاَ يَعْرِفُونَ أَصْلَ نِسْبَتِه! وَلاَ يَعْرِفُونَ حَقِيقَةَ فِكْرَتِه!!
تَقْلِيدٌ فِي تَقْلِيدٍ {ظلمات بعضها فوق بعض} ….
نعم؛ (الحدَّادِيَّة) غُلاةٌ في كُلِّ شيءٍ -والعِياذُ بالله- هداهم الله.) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي هنا ينفي عن كثير من الشباب السلفي علمهم بالحدادية كمنشأ وابتداء أو كمنهج وضلال، ولا أدري ما دليله على هذا النفي، هل لأنه لم يتكلم على الحدادية ولم يخض غمار الرد عليهم، توصل بذلك إلى هذه الدعوى الفارغة؛ فعدم العلم ليس بعلم.
– وربما تصدق هذه الأكثرية على أتباع الحلبي ومن سار على دربه.
– ولكن الحال والواقع أن الشباب السلفي من أعرف الناس بالحدادية؛ لكثرة تحذير العلماء السلفيين منهم سواء في دروسهم أو في محاضراتهم أو في كتبهم.
– والحلبي يريد أن يصل إلى أن الشباب السلفي يحذر من منهج الحدادية ويطعن فيه لكنه بسبب جهله بحقيقة الحدادية وقعوا في منهج الحدادية.
والواقع أن الحلبي وأتباعه وقعوا في شر مما وقع فيه الحدادية؛ لأنهم يجمعون بين أمرين : 1 – خطر التمييع المخزي . 2- والغلو في التجريح المردي.
– فالسلفيون – في نظر الحلبي – يكررون هذا المصطلح تقليداً لشيوخهم، وهم لا يفقهونه، ويقعون في المنهج الحدادي تقليداً لشيوخهم : فهي ظلمات بعضها فوق بعض: ظلمة التقليد الأعمى، وظلمة تقليد منهج الحدادية (من تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة) الذي وقع فيه شيوخ السلفية !!!
– وقد سبق في ( الحلقة السادسة ) الرد على هذه الفرية فأغنى عن إعادته هنا .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص82) حاشية رقم (1) ( لا يَخْفَى عَلَى (الفَاطِنِ)، وَ(الفَطُونِ)، وَ(الفَطِين!) أنَّ «اتِّخاذَ أقوالِ رجلٍ بعَيْنِهِ بمنزلةِ نُصوصِ الشَّرْعِ -لا يُلْتَفَتُ إلى قولِ مَن سِواه، بل ولا إلى نصوص الشرع -إلا إذا وافقتْ نصوصَ قولِه-: أجمعت الأمَّةُ على أنَّهُ مُحَرَّمٌ في دينِ الله.
ولمْ يظهرْ في الأُمَّة إلا بعد انْقِراضِ القُرونِ الفاضِلةِ».
كما قال ابنُ القيِّمِ في «إعلام المُوَقِّعين» (2/236).)
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– لم يخف ذلك المنهج السلفي على الفاطن والفطون والفطين من السلفيين فهل خفي عليك حالهم يا مسكين .
– والواقع الواضح لكل مبصر أن أتباع الحلبي وأنصاره هم الذين غلو فيه فهو الحافظ والمحدث النحرير ولا يردون شيئاً من جهالاته وأباطيله وأصوله الفاسدة
– وقد سبق في ( الحلقة الخامسة) رد فرية ادعاء العصمة لمشايخنا السلفيين.
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (123) (( وَمَا أَجْمَلَ مَا قَالَهُ الإِمَامُ ابْنُ حَزْمٍ -رَحِمَهُ الله- فِي «الأَخْلاَق وَالسِّيَر» (ص91):
«لاَ آفَةَ أَضَرُّ عَلَى العُلُومِ وَأَهْلِهَا مِنَ الدُّخَلاءِ فِيهَا -وَهُمْ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهَا-؛ فَإِنَّهُم يَجْهَلُونَ، وَيَظُنُّون أَنَّهُم يَعْلَمُون! وَيُفْسِدُونَ، وَيُقَدِّرُونَ أَنَّهُم يُصْلِحُون!».
وعلق عليه في حاشية رقم (1) بقوله ((وَلَقَدْ ذَكَّرَتْنِي بعضُ صنائعِ (بعض!) هؤلاءِ (الدُّخَلاء) -غَفَرَ اللهُ لَهُم- بِكَلاَمِ للعَلاَّمَةِ المَاوَرْدِي؛ قَال:
(وَلَقَدْ رَأَيْتُ… رَجُلاً يُناظِرُ فِي مَجْلِسٍ حَافِل، وَقَدِ اسْتَدَلَّ عَلَيْهِ الخَصْمُ بِدَلالَةٍ صَحِيحَة، فَكَانَ جَوابُهُ عَنْهَا أَنْ قَال: إِنَّ هَذِهِ دِلالَةٌ فَاسِدَةٌ؛ وَوَجْهُ فَسَادِهَا أَنَّ شَيْخِي لَمْ يَذْكُرْهَا! وَمَا لَمْ يَذْكُرْهُ الشَّيْخُ لاَ خَيْرَ فِيه»! -كَمَا فِي كِتَاب «أَدَب الدُّنْيا وَالدِّين» (ص70) -لَه-.
فَهُمْ عَلَى مَذْهَبِ (!):وَمَا أَنَا إِلاَّ مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ غَوَيْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ!))
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– أؤكد مرة أخرى أن هذا الكلام الذي نقله الحلبي إنما ينطبق على حاله وواقع وأنصاره! ولكن : رمتني بدائها وانسلت .
– والحلبي يعتبر محمد حسان والحويني والمغراوي والمأربي من أهل السنة ومن حملة العقيدة السلفية، ويعتبر الشباب السلفي دخلاء على المنهج !!! فلا أدري أبه جنون أم أنه مجنون أم أنه هوس الثأر للنفس.
– وما ذنب الشباب السلفي عنده إلا أنهم ردوا الباطل وانحرافات هؤلاء واتبعوا الحق، ولم يرضوا بالتحزب له، والانصياع لأوامره وباطله .
– ولم يكتف الحلبي بوصفهم دخلاء حتى رماهم بأنهم متعصبون لبعض المشايخ السلفيين فيجعلونهم كالنص الشرعي، أو بعبارة الحلبي يصفونهم بالعصمة .
– وهذا الطعن أيضاً فيه طعن للعلماء السلفيين بأنهم يحملون أتباعهم على الباطل ويرونهم على الباطل ويقرونهم على ذلك . وقد سبق في (الحلقة الخامسة) رد هذه الفرية على الحلبي . فليراجعها من أحب .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص124) (( وَلَعَلَّ أَكْثَرَ هَذا (القَال وَالقِيل) صَادِرٌ مِنَ عَوامِّ الشَّبابِ؛ الَّذِينَ لاَ يَجُوزُ لَهُم -أَصْلاً- الدُّخُولُ فِي هَذا البَاب -لِمَا فِيهِ مِنَ البَلاَيَا والصِّعَاب ))
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– اجعل لعل عند ذاك الكوكب يا حلبي ، فالشباب السلفي بحمد الله تعالى تركوا الخوض في هذه المسائل بعد أن علمهم العلماء السلفيون خطورة هذه القضية كما سبق في (الحلقة الثامنة)
– لا تخلط أيها الحلبي مجدداً بين الشباب السلفي المتبع للحق وبين الحدادية وبعض الغلاة من المنحرفين وتجعلهم صفاً واحداً : فهذا من الظلم والبهتان .
– والشباب السلفي يدخلون في قول الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى في بعض أجوبته وقد نقلت قوله أنت فيما سميته بـمنهج السلف الصالح (ص68) حاشية رقم (4) :” فالسلفي بشر، ينسى أحياناً، ويخطئ أحياناً، ويجهل أحياناً ، ينسى .. يحصل عنده أمور .. فلا تتعجلوا بارك الله فيكم في جرح الأشخاص”. انتهى .
– فلماذا أيها الحلبي لم تعذر العلماء السلفيين ولا الشباب السلفيين، وعذرت أهل الانحراف والباطل وتطعن في أهل السنة من أجلهم .
– وكلام الحلبي فيه اتهام للعلماء السلفيين بالغفلة وأن بطانتهم تؤثر عليهم، وهذا ما صرحت به فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (289-290) حاشية رقم (2) :” وَالَّذِي نَرَاهُ -اليَوْم- عَكْسُ ذَلِكَ -مِنْ جِهَتَيْن- :
– 1- أَنَّ (أكثر) السَّاحَةِ مُفَرَّغَةٌ لِلشَّبَاب، وَلِلجُهَلاء؛ يَخُوضُونَ فِيهَا، وَيَسْرَحُونَ، وَيَمْرَحُون!
– 2- أَنَّ لِنَفَرٍ مِن الشَّباب -وَبعضِ الجُهَلاَءِ-وللأسف- تَأْثِيراً عَلَى بَعْضِ المَشَايِخِ الأَفَاضِل؛ بِحَيْثُ يَكَادُ يَكُونُ لَهُم حُكْمٌ ظاهرٌ عَلَيْهِم، وَأَثَرٌ بالِغٌ فِيهِم!!! )) انتهى . وقد سبق الرد على هذه الفرية في ( الحلقة الثامنة).
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (124) حاشية رقم (2) ((أكبر المشاكل : أن سائر هؤلاء يعتبرون أنفسهم متأهلين كما قال ابن حزم فما الحل إذن )) انتهى.
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الشباب السلفي بحمد الله تعالى لم يتصدروا في الفتن، ولم يعتبروا أنفسهم متأهلين، بدليل رجوعهم إلى العلماء، وسؤالهم إياهم.
– ووقوع هذا الأمر الذي ينكره الحلبي من بعض الناس إن كانوا غير سلفيين كالحدادية فما ذنب الشباب السلفيين بهم.
– ثم يا حلبي لماذا تدفع بأتباعك الجاهلين والمجهولين وغير المتأهلين لمحاربة أهل الحق المبين! فما أكثر تناقضك واضطرابك أيها المسكين .
فأنت اليوم وقبل اليوم ترى المحق: ظالماً ! والمبطل الظالم الباغي: مظلوماً؛ يستحق النصر والدفاع ولك سلف في هذا المنهج فاتقِ الله ودع المغالطات وتقليب الأمور!
– ولكن أنت أيها الحلبي وأمثالك ممن لم يتأهل أصحاب هذه المشاكل والفتن والمحن، وإشاعة الاختلاف والتفرق بين الشباب السلفي، وأنتم الدخلاء في هذه المسائل التي لم تفقهوها أو فقهتموها ولكن حرفتموها لأهوائكم وأغراضكم الشخصية.
– الحل: إن كنت صادقاً تريده فهو بالرجوع للعلماء الكبار واحترامهم وتقديرهم وقبول الحق الذي يدعون إليه وعدم معارضتهم بأهوائكم وتحريفاتكم، وإن كنت جاهلاً فبثني الركب بين أيديهم وتلقي العلم منهم .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (125)
وَمَا أَجْمَلَ مَا قَالَهُ أَخُونَا الدُّكْتور الشَّيْخ عَبْد السَّلاَم البَرْجَس -رَحِمَهُ الله- فِي مُحَاضَرَةٍ لَهُ- بِعُنْوَان- «مَظَاهِرُ الغُلُوِّ فِي الاعْتِقَادِ، وَالعَمَلِ، وَالحُكْمِ عَلَى النَّاس»:
«التَّبْدِيعُ بِغَيْرِ حَقّ، وَالتَّفْسِيقُ بِغَيْرِ حَقّ: يَقُودُ إِلَى التَّقَاطُع وَالتَّبَاغُض.
وَهُوَ سَبِيلٌ إِلَى التَّكْفيرِ بِغَيْرِ حَقّ».
وعلق عليه الحلبي في الحاشية رقم (1) على كلمة التكفير بقوله (( وَهَذا ما حصل بعضه مِنْ بَعْضِ الأَشْخَاصِ فِي عَدَدٍ مِنَ المُجْتَمَعَاتِ (القَرِيبَةِ مِنَّا)!!
فَالحَذَرَ الحَذَرَ… وَالحِرْصَ الحِرْصَ… )) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– في النسخة القديمة (( وَهَذا مَا كاد يحصُلُ مِنْ بَعْضِ الأَشْخَاصِ فِي عَدَدٍ مِنَ المُجْتَمَعَاتِ (القَرِيبَةِ مِنَّا)!! )
فلا أدري مع أن الحلبي بين كان بين كلامه الأول والثاني ما يقارب ثلاثة شهور فهل ما كاده الحلبي وقع!!! سبحان الله مقلب الأمور والقلوب !!!
– هل هؤلاء الأشخاص الذين حصل منهم التكفير سلفيون أم ليسوا بسلفيين، هذا يحتاج خبر عدل أما أنت أيها الحلبي فمعذرة لست مأموناً .
– والحمد لله الشباب السلفي من أبعد الناس عن التكفير ومن أكثرهم تنفيراً وتحذيراً؛ بتوجيهات العلماء السلفيين جزاهم الله خيراً.
– وأما التكفير فأنت أيها الحلبي قلت في كتابك ترغيم المجادل العنيد (ص15) فيمن طعن في الأنساب (وأشده ذلك الكفر الأصغر الذي أخشى أن ينقلب عليه كفراً أكبر؛ لإصراره، وعدم رجوعه وإقراره المواقعه هذا البليد بطعنه الجاهلي المفترى في الأنساب) انتهى .
فهذا فيه تكفير بالإصرار على المعصية، كما هو منهج التكفيريين، فنقول لك بلسانك ((فَالحَذَرَ الحَذَرَ… وَالحِرْصَ الحِرْصَ…)).
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (126-127) حاشية رقم (4) ((ونَرَى أكثرَ المُقَلِّدَةِ -اليومَ- هُم مُسْعِرِي نارِ حُروبِ الفِتَنِ والخِلافات، والمشاكلِ والنِّزاعات!
وإنِّي لأخشى أنْ يكونَ (بَعْضُ!) هؤلاء (!) مُنْدَسِّين بين السَّلَفِيِّين -عَمْداً- لِلْفَتِّ في عَضُدِهم، والتفريق بينهم، وتمزيق جَمْعِهم!!
وليس ذلك بغريبٍ على دُعاةِ الحزبيَّة، وأساليبِهم الجاسوسية، ودهاليزِهم السرِّيَّة!
وبالأمسِ القريب (اعْتَرَف!) واحِدٌ مِن ذاك الصّنف -فِي لَحْظَةِ غَفْلَةٍ أَوْ خُبْثٍ! أَوْ عُجْبٍ وَتَكَبُّر!- أنَّه (جاءه!) كذا وكذا مِن الأموال (!!) لإسقاطِ (فُلان)، و(فُلان) -مِن مشايخ السَّلَفِيَّة في بعضِ البُلدان-!)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– يرمي الحلبي الشباب السلفي بأنهم مقلدة وأنهم جهال لا يعلمون الدليل ويأخذون بقول شيخهم الذي يقلدونه، هكذا يرميهم جزافاً ظلماً وعدواناً .
– والشباب السلفي بحمد الله تعالى يقبلون الحق من العلماء بدليله وهو الإتباع الممدوح أهله . والحلبي يطعن في الشباب السلفي وهو يعلم الفرق بين التقليد والإتباع ولكن يرميهم بالتقليد لأنهم اتبعوا الحق وتركوه في أوحاله فرماهم بالتقليد.
– بل المشايخ السلفيون أنفسهم لا يرضون للشباب السلفي أن يقلدوهم، ويربونهم على الدليل والإتباع كما سبق بيانه في (الحلقة الخامسة).
– والحلبي يرمي الشباب السلفي بأنهم أوقدوا نار الفتن والخلافات، وقد سبق نقل رميه لبعض العلماء السلفيين بأنهم أهل تفرقة واختلاف. وإما رماهم الحلبي بهذه الفواقر؛ لأنهم فرقوا من حوله طلاب العلم السلفيين، بعد معرفتهم لمخالفته لمنهج السلف الصالح .
– ولم يكتفِ الحلبي بذلك حتى جعلهم ((مندسين – بين السلفيين – لِلْفَتِّ في عَضُدِهم، والتفريق بينهم، وتمزيق جَمْعِهم!! )) ونحن نطالب الحلبي بالدليل على هذا القول!!! أم أنها التهم الجائرات في النيات ؟ ثم هل من يحب العلماء السلفيين ويناصرهم بالحق، ومن يرد على أهل الأهواء والبدع ويحذر منهم هل هذا يعتبر مندساً عندك أيها الحلبي وأمثالك .
– وفي المقابل : هل من يجالس أهل البدع والأهواء ويناصرهم ويطعن في أهل السنة السلفيين ويحاربهم : هل هؤلاء عندك أيها الحلبي من السلفيين الصادقين !! لا أدري أيهاالحلبي لعل ميزانك مقلوب ! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
– وهذا الواحد الذي ذكرته لم تذكر لنا أيها الحلبي ممن جاءته الأموال ! وهذه عادة جمعية إحياء التراث التي تدافع عنها وتناصرها . والألباني الإمام يكرر مقولة (( من آثارهم تعرفونها)) فهل عرفتهم !!
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (145) ( المسألة الثالثة عشر : تتبع العثرات منقصة …. )
وقال (ص146) (وأما هؤلاء المتلقطون المتسقطون …)
وقال (ص147) (نفوس منكوسة، وقلوب معكوسة؛ يخالفون بها الهدي النبوي الرشيد، والنظر الإنساني السديد : أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً)
وقال (ص112) (المسألة العاشرة القال والقيل ونقل الأقاويل) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– لجأ الحلبي للدفاع عن نفسه وللهروب من الاعتراف بخطئه وباطله إلى أسلوب الحركيين والحزبيين في رد الحق بالباطل، فرمى من كشف باطله وبلاياه بتتبع العثرات والقيل والقال . فيا عجباً من حالك أيها الحلبي المتردي في أساليب ومنهج الحركيين ، ولا عجب فهذا ديدن من وقع في الباطل استخدام الأسلوب العاطل .
– وإذا صح هذا الإطلاق على الشباب السلفي فأول من يدخل فيها أنت أيها الحلبي فنظرة عابرة على بعض مؤلفاتك نجد أنها انطبق عليها ما أطلقته هنا وإلا ما الفرق بين ما سطرته في مؤلفاتك من ردود على من خالف الحق سواءاً كان من أهل الحق (كالشيخ إسماعيل الأنصاري) أو كان من أهل الباطل (كالصابوني والسقاف وغيرهما).
– ثم بيان الأخطاء والرد على المخالف ليس من باب تتبع العثرات ولا من باب القيل والقال إذا صح النقل وثبتت النسبة لقائلها، فقد سئل الشيخ صالح الفوزان كما فيالأجوبة المفيدة (138) :”هل بيان بعض أخطاء الكتب الحزبية، أو الجماعات الوافدة إلى بلادنا، يعتبر من التعرض للدعاة ؟ فأجاب :” لا هذا ليس من التعرض للدعاة ؛ لأن هذه الكتب ليست كتب دعوة، وهؤلاء – أصحاب هذه الكتب والأفكار – ليسوا من الدعاة إلى الله على بصيرة، وعلم وعلى حق. فنحن حين نبين أخطاء هذه الكتب – أو هؤلاء الدعاة – ليس من باب التجريح للأشخاص لذاتهم، وإنما من باب النصيحة للأمة أن تتسرب إليها أفكار مشبوهة، ثم تكون الفتنة، وتتفرق الكلمة، وتتشتت الجماعة، وليس غرضنا الأشخاص، غرضنا الأفكار الموجودة بالكتب التي وفدت إلينا باسم الدعوة”.
– ما أدري هل الحلبي يريد من الشباب السلفي أن يقفوا على الباطل ويسكتوا فالسكوت عن المبتدعة وعن الجهال المتصدرين فيه تغرير بالعامة، وتدليس عليهم، وكتمان للحق؛ فيظنون أنهم على حق وخير، والواقع أكبر شاهد على ذلك، قال الشيخ صالح الفوزان في ظاهرة التبديع والتفسيق (73) :” لا يجوز تعظيم المبتدعة والثناء عليهم، ولو كان عندهم شيء من الحق؛ لأن مدحهم والثناء عليهم يروج بدعتهم، ويجعل المبتدعة في صفوف المقتدى بهم من رجالات هذه الأمة. والسلف حذرونا من الثقة بالمبتدعة، وعن الثناء عليهم، ومن مجالستهم، والمبتدعة يجب التحذير منهم، ويجب الابتعاد عنهم، ولو كان عندهم شيء من الحق، فإن غالب الضُلاَّل لا يخلون من شيء من الحق؛ ولكن ما دام عندهم ابتداع، وعندهم مخالفات، وعندهم أفكار سيئة، فلا يجوز الثناء عليهم، ولا يجوز مدحهم، ولا يجوز التغاضي عن بدعتهم؛ لأن في هذا ترويجاً للبدعة، وتهويناً من أمر السنة، وبهذه الطريقة يظهر المبتدعة ويكونون قادة للأمة – لا قدَّر الله – فالواجب التحذير منهم”.
– ثم إن الرد على المخالف ليس المقصود منه تنقصه أو فضحه بل المقصود منه النصيحة، هذا الظاهر، والسرائر علمها عند الله، تبلى يوم تلتقي الخصوم، قال الشيخ صالح الفوزان كما في الأجوبة المفيدة (163) :” ليس أحد معصومًا من الخطأ إلا رسول الله e. يجب أن نعرف هذا، ولا نتكتّم على الخطأ محاباة لفلان، بل علينا أن نُبَيِّن الخطأ. يقول النبي e :”الدين النصيحـة” قلنا : لمن ؟ قال : لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم”. وبيان الخطأ من النصيحة للجميع، وأما كتمانه فهو مخالف للنصيحة”.
– ثم إن الخطأ لو كان خفياً لا يطلع عليه الناس، لكان الأولى رده بالخفاء، أما إن أظهر فوجب رده في العلن إلا أن يتراجع صاحبه إذا نوصح .
– وأما ما رمى به الشباب السلفي من أوصاف لا تليق بالعامة فضلاً عن طلاب العلم من السلفيين فهذا من الأدلة على ما في نفسه من الحقد الدفين على السلفيين، والحاقد لا دواء له إلا التوبة النصوح والرضا بقسمة الله بين عباده .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (148) (ألا تعلم أن من جر أذيال الناس بالباطل جروا ذيله بالحق
بالله عليك هل نهاية العالِم ستقف عند هذا التسقط والتلقط الذي تمارسه بشغف واهتمام أو ذاك التربص والتصيد الذي تعيشه بل تعيش له وبه)
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– هذا الخطاب أيها الحلبي يوجه إليك، وفي ذلك عبرة! فأنت حاولت الطعن بالعلماء السلفيين وبالشباب السلفي بالباطل، فردوا عليك بالحق فهل اعتبرت !
– ويقال لك أيها الحلبي : هل نهاية العالم ستقف عند تماديك في الباطل وعدم رجوعك إلى الحق، أليس ما أنت عليه من نصرة لأهل الباطل وطعن في أهل الحق هو من السقوط والانحراف الذي تعيشه بل تعيش له وبه !!!
– ثم يا حلبي هل تعتبر : رد الباطل والمنكر نصحاً لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين تسقطاً وتلقطاً ! أليس هذا يعود على أئمة الإسلام الذين ردوا على أهل الباطل كل سقطاتهم! أليس هذا الأسلوب الذي تطعن وتشوه به أهل الحق أسوأ من أساليب أهل البدع وأشد وأنكى ! فما حاربوا السلف واللاحقين إلا بهذه الأساليب الظالمة القائمة على الكذب ! فنعوذ بالله من الفتن التي تنكس القلوب !
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي
الحلبي | الحلقة الحادية عشرة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الحادية عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي – بحمد الله تعالى – والتي كشفت فيها عن بعض وسوسة الحلبي وتلبيساته في كتابه الذي سماه بـ”منهج السلف الصالح”
وقد سبق في الحلقة العاشرة مناقشة الحلبي في طعنه في الشباب السلفي ورميهم بأقبح الأوصاف وتشبيههم بأقبح البهائم (الخنزير) وما يستقبح من الحشرات (الذباب).
وقد لقيت بحمد الله تعالى قبولاً واستحساناً من كثير من أهل العلم وطلاب العلم، وقد انتفع بها كثير ممن كان مغتراً بالحلبي محسناً الظن به، فظهر حاله وانكشف أمره – بفضل الله أولاً وآخراً – ثم بفضل العلماء السلفيين الذين علمونا المنهج السلفي الصحيح، وحفظوه لنا من التبديل أو التحريف أو التعطيل فجزاهم الله عنَّا جميعاً خيراً .
وفي هذه – إن شاء الله تعالى – استكمل شيئاً من طعن الحلبي في الشباب السلفيين الذين عاب عليهم الحلبي امتثالهم لمنهج السلف في رجوعهم للعلماء وسؤالهم عن انحرافات من يدافع عنهم الحلبي وعن بعض ما وقع فيه الحلبي من انحرافات وتأصيلات مخالفة لمنهج السلف الصالح، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وإليكم البيان :
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (156) (وفي جامع بيان العلم وفضله (656) لابن عبد البر عن الفضيل بن عياض قوله :
ما من أحد أحب الرئاسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير..
نعم (تتبع عيوب الناس! وكره أن يذكر أحد بخير!! كأنه جرب فيه ! فتراه يلاحقه يسأل عنه يتتبعه لا يهدأ إلا بنقضه ولا يرتاح إلا بإسقاطه ولا ينعم إلا بإخراجه إنها الأدواء الدفينة
إنها الأمراض الخزينة إنها البلاءات المتراكبة الأليمة ولا يجوز لأحد أن يكابر المحسوس، أو أن يستعلي على الموجود المشاهد فهذا كله واقع (ما له من دافع) شاء من شاء وأبى من أبى !!)) انتهى .
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– يكثر الحلبي وأتباعه الخوض في من المرجع ومن له الصدارة ومن يحل مكان الألباني وفلان وفلان وهذا من أكبر الأدلة على ما في نفوسهم من طلب الرئاسة، ويتوجه كلام الحلبي منه إليه .
– وسل نفسك عمن انزعج وهب لتربع الرئاسة وإسقاط من انتشر جهاده وثناء كبار العلماء عليه ولا سيما العلامة الألباني الذي أثنى على الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى بأنه حامل لواء الجرح والتعديل بحق فمن ذلك اليوم : شرعوا ومنهم الحلبي في إسقاط القائمين جماعات وأفراداً ولا سيما الشيخ ربيع المدخلي حسداً مهلكاً وبغياً مدمراً .
– وسل نفسك أيها الحلبي ما تقوم ببثه في قلوب الشباب في دول الغرب من طعنات غادرة في العلماء السلفيين وفي الشباب السلفي، لتصرفهم عن العلماء السلفيين وعن الحق، وحتى لا ينفضوا من حولك .
– المشايخ السلفيون والشباب السلفي بحمد الله تعالى من أبعد الناس عن حب الصدارة والرئاسة، ولا أدل على ذلك أنهم لا يطلبونها ولا يسعون إليها، فقاعدتهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).
– أما الأمراض التي تتكلم عنها فهي عند من لم يثني ركبه عند العلماء، وتصدر قبل أوانه، وسعى لسحب كراسي الصدارة لنفسه.
– وأما دعواك أن هذا الحال الذي تندبه محسوس فهذا من تهويلك للأمور، ومن افتراءاتك على العلماء والشباب السلفيين فالله حسيبك.
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (179) حاشية رقم (4) (( وَيَأْتِي وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلاَءِ (الهُوج!) -جَاهِلٌ لَجُوج!- لِيَعْكِسَ القَضِيَّة، وَيَزِيدَ فِي البَلِيَّة
-قَائِلاً أو ناقلاً بِحُمْقٍ بِالِغٍ، وَجَهْلٍ دَامِغٍ-: (الأَلْبَانِي بَريءٌ مِنْ تَلاَمِيذِه)!!!
هَكَذا -خَبْطَ لَزْقٍ-كَمَا يُقَال-!!
وَالتَّارِيخُ شَاهِدٌ لاَ يَكْذِبُ؛ لَكِنَّ المُعَاصَرَةَ حِرْمَان!!)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– ما هذا الأدب الرفيع الذي تتفوه به أيها الحلبي، وأنت المنكر للشدة، والمنادي بالرفق واللين، فهلا اعتبرت هذا القائل في مرتبة قريبة من أهل البدع الذين تدافع عنهم وتعتبرهم أنهم أهل السنة .
– أولست القائل أيها الحلبي فيما سميته بـمنهج السلف الصالح (245) (( اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- يعلمُ أنَّ فِرعونَ لن يتذكَّرَ، ولن يخشَى، وأنَّ خاتمتَهُ الكُفْرُ؛ ومَعَ ذلك أَمَرَ هذين النبيَّيْنِ الكريمَيْن، بالقولِ اللَّيِّنِ، والكلمة الطيِّبة -تعليماً للأمَّة، وإرشاداً لدُعاتِها- : فليسَ مِن (داعٍ) خيراً مِن هذا النبيِّ الكَرِيم، وأخيهِ… وليسَ مِن (مدعوٍّ) أكفَرَ مِن (فرعونَ) الكَفُور -وَذَوِيه-…)) انتهى
فلماذا لم تتعامل مع هذا الرجل بمثل ما تقول : أليس هذا من مخالفة القول للفعل .
أليس هذا من الكيل بمكيالين والوزن بميزانين .
في مقام أهل الأهواء والمخالفين للحق تستخدم هذا الأمر وفي مقام غيرهم تهاوش وتهارش .
– معروف من تقصده وواقعكم وواقع منتداكم يؤكده، وبعدكم عن الألباني منهجاً وأخلاقاً جلي واضح، فهو ينصر من يقول الحق، وأنتم تحاربونه، وهو يتحرى الحق وأنتم تخذلونه، وتنصرون خصومه، وهو عفيف نزيه، وأنتم تتهالكون على أموال من جند نفسه لتمزيق وتشتيت السلفيين في مشارق الأرض ومغاربها، وأنتم من أنصاره والمدافعين عنه فكم هي الأبعاد والمسافات بينكم وبين الألباني ومنهجه وأخلاقه ونزاهته !
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (179) حاشية رقم (4) (( كَمْ -وَكَمْ- كُنَّا نَسْمَعُ شَيْخَنا الإِمَامَ الأَلْبَانِيَّ -رَحِمَهُ الله- يَقُول: (مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم) …
وَ(ثِمَارُ!) أُولَئِك -كَمَا يَشْهَدُ (وَيُشَاهِدُ) كُلُّ عَاقِل- عَوْسَجٌ وَحَنْظَل!!
وَنَحْنُ عَنْ ذَا -بِحَمْدِ الله- بِأَبْعَدِ مَنْزِل..
بَلْ مَا غَاظَهُم (!) مِنَّا -ووجَّه زَنَابِيرَهُم (أَيْ: دبابيرَهم) علينا!- إِلاَّ عَدَمُ سُلُوكِنَا مَسَالِكَهُم الرَّدِيَّة، وَصَنَائِعَهُم الغَضَبِيَّة، وَطَرَائِقَهُم (الحِزْبِيَّة)
وَقَدْ قِيلَ -قَدِيماً-: (لاَ تُثِيرُوا الزَّنَابِير؛ فَتَلْدَغَكُم، وَلاَ تُخَاطِبُوا السُّفَهَاء؛ فَيَشْتِمُوكُم) -كَمَا فِي «تَفْسِير الرَّازِي» (2/134). انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– هذا من الحلبي طعن في بعض العلماء السلفيين وفي الشباب السلفيين ! أما العلماء السلفيون فجعل ثمار دعوتهم عوسج (الشوك) وحنظل (مر المذاق) ووصفهم بأنهم حقدوا عليه لعدم سلوكه مسالكهم الردية وتصرفاتهم الغضبية ومناهجهم الحزبية في النسخة القديمة زيادة بعد وطرائقهم الحزبية: (مَنْ لَمْ يَكُنْ َمَعَنا؛ فَهُوَ ضِدّنا)!!. ولا شك أن هذا طعن شنيع فظيع من هذا المدعي العاق وهذا المخالف لمنهج السلف، الرامي بنفسه في أحضان أهل البدع والأهواء .
– صدق الألباني وكذبت أيها الحلبي فمن ثمارهم تعرفونهم : فالعلماء السلفيون جزاهم الله خيراً علموا الشباب السنة وألفوا بين قلوبهم وأبعدوهم عن البدعة والفرقة والخلاف ، علموهم نصرة الحق، ورد الباطل، علموهم الإتباع وعدم الابتداع والتعصب والتقليد الأعمى.
– لكن هذه الصفات التي رميتهم بها هي بك وبأتباعك يا حلبي أليق، وأصدق، وألصق وأوفق: فأنت الذي زرعت الشوك في طريق السلفيين وفرقت بينهم، ولقد تحققت مرارة منهجك الجديد المخالف لمنهج السلف، فهذه بعض ثمارك! وأما غضبك وثورتك فها هي تبدو من أشداقك وها أنت وأتباعك ترمي كل من لم يكن معكم بالباطل والضلال.
– ووصف الحلبي الشباب السلفي بالزنابير أي الدبابير وهذا ما سمعته يقوله للشيخ العلامة ربيع المدخلي في مكالمة هاتفية مع الشيخ خالد عبد الرحمن المصري فيقول الحلبي (( أنا لا أرد عليك يا شيخ ربيع أنا أرد على الدبابير الذين حولك ))
هكذا يقول الحلبي بكل سفاهة وعدم احترام : الشيخ ربيع حوله دبابير، ألهذه الدرجة ترمي الشيخ ربيع المدخلي بالغفلة والسذاجة بأن حوله دبابير ولا يدركهم، وتدركهم أنت أيها القزم.
ومما قاله الحلبي في تلك المكالمة الهاتفية كلمة خطيرة جداً : عن أصل أهل السنة بأن أخبار الآحاد تفيد العلم وهو من الأصول العظيمة : فقد شبهه الحلبي بأنه مثل جنس العمل من المتشابه !
فيا له من بعد عن منهج السلف ! وعن منهج الألباني الذي يحاول الحلبي الالتصاق فيه !
– ثم الشباب الذين حول الشيخ ربيع المدخلي بحمد الله تعالى معروفون بالعلم والأخلاق المستقيمة أحسبهم كذلك ولا أزكي على الله أحداً، وقد سبق رد هذه الفرية في (الحلقة الثامنة)
نقل الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (180) عن سلطان العيد قوله (( احْرِص عَلَى إِظْهَارِ فَضَائِلِ إِخْوَانِك، وَادْعُ لَهُمْ بِظَهْرِ الغَيْب، وَتَجَنَّب أُسْلُوبَ بَعْضِ الحَمْقَى؛ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ أَخُوهُ السَّلَفِيُّ بَادَرَ لِيَصْعَدَ عَلى كَتِفَيْهِ قَائِلاً: فُلاَنٌ عَلَيْهِ مُلاحَظَات! ))
فعلق عليه الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله ((وقد كَثُرُوا وتكاثَرُوا!!!)).
وفي نصيحة الشيخ العلامة ربيع المدخلي التي نقلها الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (244) (( وَلَيْسَتْ شِدَّتُهُمْ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ -كَمَا يَفْعَلُهُ الآنَ بَعْضُ المُرَاهِقِينَ المَشْبُوهِينَ ))
فعلق عليه الحلبي في الحاشية رقم (3) بقوله (( هُمْ كَذَلِكَ -وَالله-: مُراهِقُون، مَشْبُوهُون!!
وَقَدْ بَدأُوا يَكْثُرُونَ -وَيَتَكاثَرُون!-؛ وَذَلِكَ لَـمَّا وَجَدُوا تَرْحِيباً بِهِم، وَتأْيِيداً لَهُم مِنْ قِبَلِ بَعْضِ أَفَاضِلِ أَهْلِ العِلْمِ، فَبَاضُوا، وَفَرَّخُوا! وتعاظموا وشمخوا !!!
وَلَسْتُ بِحَاجَةٍ لِذِكْرِ الأَسْماءِ (!) -هُنا-؛ فَإِنَّ سَاحَاتِ (الإِنْتَرْنِت) تَعُجُّ بِصَفْحَاتِهِم، وَقَبِيحِ صِفاتِهِم..
فانْظُرْ: تَرَ!
فَلاَ لِلسُّنَّةِ (هؤلاء) نَصَرُوا، وَلاَ لِلبِدْعَةِ -بصنيعِهم!- كَسَرُوا..
بَلْ أَعَانُوا -وَاللَّـهِ- أَهْلَ البِدَعِ عَلَى أَهْلِ السُّنَّة!!
فضلاً عن سُكوت (كثيرٍ) منهم عن (أهل البدع)، وانشِغالِهم -ليلَ نهارَ- بتعقُّب أهل السُّنَّة، والتعصُّبِ عليهم!!
ولو لَزِمُوا جادَّةَ الشرع لأفلحوا، وأنْجَحُوا…
هدانا اللهُ وإياهم سواءَ السَّبيل…)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– مراد الحلبي بأن السلفيين بهذا الوصف قد كثروا وتكاثروا؛ لأن الحلبي صرح بأنه يريد بهذا الكتاب السلفيين لا غيرهم كما فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (309-310) بل صرح أنه أراد بعض المشايخ السلفيين حيث قال ((وَلْيُعْلَمْ أَنَّ كَلاَمِي -كُلَّهُ- إِنَّمَا هُوَ مُوَجَّهٌ (لِأَهْلِ السُّنَّة)، وَ(لِدُعَاةِ مَنْهَجِ السَّلَف)، وَلِحَمَلَةِ هَذِهِ (العَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة المُبَارَكَة)- إِذَا أَخْطَأَ وَاحِدُهُم، أَوْ زَلَّ بَعْضُهُم-….))
والعجيب أن الحلبي لا يعتبر هذا من التتبع والتصيد للعثرات ولا من القيل والقال ونقل الأقاويل.
– وقد سبق رد هذه الفرية التي زعمها الحلبي على الشباب السلفي، وأنهم بحمد الله تعالى استجابوا لتوجيه وتربية العلماء لهم .
– والحلبي لم يفرق بين السلفيين والحدادية وجعلهم من باب واحد، مكراً ودهاءاً ظلماً وافتراءاً فالله حسيبه .
– لم يكتف الحلبي بالطعن في الشباب السلفي حتى جعل السبب فيما هم عليه بعض المشايخ السلفيين الذين رماهم بأنهم يؤيدون حال هؤلاء الشباب المذمومين ويرحبون بهم، حتى باضوا وفرخوا وعظموا وشمخوا على حد تعبيره.
وهذا ظلم عظيم للمشايخ السلفيين، فهم بحمد الله من أبعد الناس عن إقرار أهل الباطل، وهم من أكثر المشايخ حرصاً على دعوة الحق، وعلى نشرها وتربية الشباب عليها.
– والعجيب أن الحلبي نقل أقوال المشايخ السلفيين في كتابه هذا مواطن عديدة كثيرة فيها ما يرد هذه الفرية على وجهه.
– ولكن هذا من الحلبي دسيسة ومكر؛ ليقول هؤلاء المشايخ يؤصلون الحق بالقول، ويطبقون الباطل بالفعل، ولا ريب أن هذا ظلم عظيم لهم وقد سبق الرد على افتراءاته وما أكثرها في (الحلقة السادسة) .
– والحلبي بهذا الكتاب نقول له بالحق كما قاله للسلفيين بالباطل (( فَلاَ لِلسُّنَّةِ (يا حلبي) نَصَرت، وَلاَ لِلبِدْعَةِ!- كَسَرت..بَلْ أعنت وناصرت وقويت -وَاللَّـهِ- أَهْلَ البِدَعِ عَلَى أَهْلِ السُّنَّة!! فضلاً عن سُكوتك عن (أهل البدع)، وانشِغالِك-ليلَ نهارَ- بتعقُّب أهل السُّنَّة، والتعصُّبِ (المهلك) عليهم!! ولو لَزِمت جادَّةَ الشرع لأفلحت، وأنْجَحت… هدانا اللهُ وإياهم سواءَ السَّبيل…)) انتهى
– ولسنا بحاجة لذكر الأمثلة فكتابك المسمى بـ(منهج السلف) والمنح الصحيحة ومنتداك ومقالات أتباعك طافحة بالشواهد على ذلك .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (232) في الحاشية (… فَهَذِهِ (فِلِسْطِينُ) -السَّلِيبُ- لاَ يَتَجاوَزُ عَدَدُ السَّلَفِيِّينَ فِيها بِضْعَ عَشَرات!! -فوقَ مَا يُعانُونَهُ مِنْ سَطْوَةِ المُحْتَلّ، وتربُّص العَدُوِّ، وَغَضْبَةِ المُخالِف، وَفِتْنَةِ التَّحَزُّب.. و.. و-.
فَإِنَّ الفُرْقَةَ ضَرَبَتْهُم، بَلْ أَهْلَكَتْهُم، وشتَّتَتْهُم!! حَتَّى وَصَلَ الأَمْرُ ببعضِ المُتنافِرين إِلَى مراكز الشُّرْطَة! بَلْ إِلَى الوِشَايَةِ بإخوانهم إِلَى اليَهُود المُحْتَلِّين!!ةواستعدائهم عليهم بالكذب المشين – !!
وَمَا ذَلِكَ إِلاَّ بِسَبَبِ الغَفْلَةِ عَنْ هَذِهِ الأُصُولِ العِلْمِيَّةِ العَالِيَة، وَالَّتِي لَن يُدْرِكَهَا الهُوج، وَلا المُجَادِلُ اللَّجُوج، أَو الأَحْمَقُ المَمْجُوج!!!))
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يتباكى على حال السلفيين في فلسطين وكأنه بمعزل عما حصل لهم، ولم تكن له يد خفية في تفريقهم وتشتيتهم، وتأجيج نار الفتنة بينهم
في الوقت الذي كان الشيخ ربيع المدخلي يجتهد في جمع كلمتهم ولمِّ شملهم وإطفاء الفتنة بينهم.
– وما أدري أين أخلاق الحلبي التي ينادي بها، وأين الكلمات العاليات الغاليات التي يبحث عنها الحلبي كما في منهجه (82)
– وأين الحلبي من قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الذي نقله في منهجه (85) (( الواجبُ فِيمَنْ صَدَرَ منه ما يُنْتَقَدُ عليه: أَنْ يُدافِعَ الإِنْسَانُ عَنْ أَخِيه إِذَا سَمِعَ مَنْ يَنْتَقِدُهُ فِي هَذا، وَيَقُول: لَعَلَّهُ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ الأمرُ! لعلَّهُ تأوَّله))! وعلق عليه الحلبي بقوله (( هذا يقوله أصحاب النفوس الرضية – حسب -. وأما غيرهم فبالعكس !!))
– فهذا من رد الحلبي على الحلبي .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (256) في الحاشية رقم (2) ((بعض المتعصبة لا يقبلون ألبتة إما حالاً أو مقالاً أن يخطأ أمامهم إمامهم بينما لو خطئ أبو بكر وعمر أو أبو حنيفة والشافعي لكان هذا عندهم من أسهل ما يكون)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يرمي السلفيين بالتعصب المقيت، بل يرميهم بدعوى أنهم ينزلون مشايخ منزلة المعصوم، وزعم وكذب والله أن هذا لسان حالهم أو مقالهم وقد سبق رد فريته عليه في (الحلقة الخامسة) .
– لكن في هذا الكلام زاد الحلبي الفرية فادعى أنهم يرضون بسهولة تخطئة الخليفتين الإمامين أبي بكر وعمر وبتخطئة العلماء كأبي حنيفة والشافعي ولا يرضون ولا يقبلون أن يخطئ شيخهم وإمامهم. وهذا إفك مبين وافتراء عظيم تفوه به لسانه وجرى به قلمه فالله حسيبه.
– وقد سبق في (الحلقة الخامسة) أن العلماء السلفيين يربون الشباب السلفي على عدم التعصب لهم، وإذا رأوا خطأ منهم لا يقبلونه بل يردونه كائناً من كان، مع احترام الصحابة رضوان الله عليهم ومعرفة منزلتهم.
– لكن هذا الوصف بالحلبي وأتباعه في منتداه أليق, وأصدق : فكل أقوال الحلبي ومواقفه الظالمة عندهم حق وصواب! ويتحزبون لكل من تحزب له من أهل الباطل وليس عند السلفيين الذين تشوههم شيء من ذلك!
– ألم تعتبر أيها الحلبي وصف الصحابة بالغثائية ليس سباً في حقهم رضوان الله عليهم، وتستدل عليه بالحديث : ماذا فعل أتباعك طبلوا وزمروا لك ودافعوا عنك وثاروا لأجلك ولم يغضبوا للصحابة الكرام. وأتباع الحلبي يعظمونه ويغلون فيه !
– والسلفيون يعظمون مقام الصحابة رضوان الله عليهم ويحترمونهم، وهم القدوة عندهم وهم السلف الذين يسيرون على منهجهم القويم. ويحترمون السلفيين السابقين واللاحقين.
– أما الحلبي فلم يرفع رأساً بمنهج السلف، بل افترى عليهم ونسب إليهم ما لم يقولوه، بل ما قالوا بخلافه، وليس هذا بغريب على الحلبي، فقد نسب للإمام الألباني أشياء لم يقلها ولم تجرِ على لسانه ولم يكتبها أصلاً .
والحلبي وأتباعه ومن يدافع عنهم يسعون جادين في إسقاط بعض العلماء السلفيين فيا بعد ما بين الفريقين !
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (307) في الحاشية عن بعض الشباب السلفي (( فمَن وَصَفَ (هؤلاء) بسَبَبِ غُلَوائهم، وتشدُّدِهم-بـ(أفراخ الحدَّاديَّة): لم يُبْعِدْ!!
وهذا الوصفُ يُشبه -جدًّا- ما قاله -في هذا الصنف!- فضيلةُ الشيخ ربيع بن هادي
-حفظهُ اللهُ- في مجلس لَهُ عُنْوانُهُ «الحُبّ في الله والاعتصام بحبله»:
«يوجد عند بعض الشّباب السلفيّ شِدَّةٌ تُشبه (الحدَّادِيَّة)!!
فهذه تُتْرَك…».
ثم قال -في المجلس نفسِه-:
«إذا سقط الواحدُ مِنَّا يكونُ أخوه له مثلَ الطبيب؛ يأخذ هذا المريضَ إلى المستشفى، يُعالجُه باللُّطْفِ والحِكمة.
هُناك أناسٌ عندهم شِدَّة وحِدَّة؛ إذا سَقَطَ الإنسانُ: أجهزوا عليه -مع الأسف الشديد-!
ابتعِدوا عن هذه الشِّدَّة المُهْلِكة، وعن التَّساهل المضيِّع للحَقّ، وتراحَموا فيما بينكم، وتناصحوا بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة..».
قلتُ:
بل (منهم) يا فضيلة الشيخ مَن يُجْهِزُ على (مُخالِفِهِ) قبل السُّقوط!!
ومنهم بالعكس ! من يسقطه تحسساً وتجسساً ثم يجهز عليه .
هدانا اللهُ وإياكُم، وإيَّاهم -سواءَ السَّبِيلِ- ))
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– لم يكتف الحلبي بالأوصاف الشنيعة التي رمى بها الشباب السلفي، ولم يكتف بتشبيههم بالحدادية حتى رماهم بأفراخ الحدادية فالله حسيبه.
– وسبب كون الشباب السلفي أفراخاً للحدادية عند الحلبي أن عندهم شدة وغلواً فيما زعم الحلبي! وهي نفس الفرية التي رمى بها بعض العلماء السلفيين وقد سبق الرد عليه في هذه الفرية في (الحلقة الخامسة)
– ولعل الحلبي لو أنصف لوصف أتباعه في منتداه وغيره بأنهم أشد من الحدادية فيما هم عليه من غلو وشدة على السلفيين.
– وأما قول الشيخ العلامة ربيع ((يوجد عند بعض الشّباب السلفيّ شِدَّةٌ تُشبه (الحدَّادِيَّة)) انتهى فهو لم يصفهم بالحدادية مطلقاً أو بأنهم أفراخ الحدادية، وإنما شبه شدة بعض السلفيين بشدة الحدادية، ومعلوم أن التشبيه لا يقتضي مطابقة المشبه بالمشبه به من كل وجه. ومراد الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ما وقع فيه بعض السلفيين المتأثرين بفتنة فالح الحربي، حتى شابهوا في شدتهم الحدادية، ولكن بحمد الله لما تميزت الأمور وعرف الحق، ترك السلفيون تلك الشدة المذمومة. وتركوا فالحاً ومنهجه.
– وأما قول الشيخ العلامة ربيع المدخلي(( هُناك أناسٌ عندهم شِدَّة وحِدَّة؛ إذا سَقَطَ الإنسانُ: أجهزوا عليه -مع الأسف الشديد-!)) فمراده الحدادية أنفسهم ومنهجهم الباطل لذلك قال بعدها للشباب السلفي محذراً لهم من هذا المنهج الباطل (( ابتعِدوا عن هذه الشِّدَّة المُهْلِكة، وعن التَّساهل المضيِّع للحَقّ، وتراحَموا فيما بينكم، وتناصحوا بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة..)).
– والشيخ ربيع المدخلي حفظه الله بكلامه هذا يقرر الحق الوسط الخيار العدل فكما أن الشدة المذمومة مرفوضة كذلك التساهل والتضييع والتمييع للحق مرفوض، فليتك يا حلبي انتفعت بهذا الكلام الصادر من هذا الإمام رغم أنفك وأتباعك ومن تدافع عنهم، فأنتم ترفعون راية الشدة على الشيخ ربيع وإخوانه أكثر من الحدادية! في الوقت الذي ترفعون فيه راية التمييع لصالح أهل التحزب والباطل! فما أشد تناقضكم!
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (309-310) (( … وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ الحَقِّ عَدَاء، بَلْ حُبٌّ -واللـهِ- وَوَلاَء..
مَعَ التَّذْكِير -خِتَاماً- بِمَا قَالَهُ سَمَاحَةُ أُسْتَاذِنا الشَّيْخ عَبْد العَزِيز بِن بَاز -رَحِمَهُ الله- فِي «مَجْمَوع الفَتَاوَى» (8/376)-لَهُ-:
«هَذَا العَصْرُ عَصْرُ الرِّفْقِ، وَالصَّبْر، وَالحِكْمَة؛ وَلَيْسَ عَصْرَ الشِّدَّة.
النَّاسُ أَكْثَرُهُم فِي جَهْل، فِي غَفْلَةٍ، وَإِيثَارٍ لِلدُّنْيَا.
فَلاَ بُدَّ مِنَ الصَّبر، وَلاَ بُدَّ مِنَ الرِّفْق؛ حَتَّى تَصِلَ الدَّعْوَة، وَحَتَّى يُبَلَّغَ النَّاسُ، وَحَتَّى يُعَلَّمُوا».
«فالحاجةُ إلى السَّماحةِ، والصَّبْر عامَّةٌ لجميع بني آدَمَ؛ لا تقومُ مصلحةُ دينِهم، ولا دُنياهم
إلَّا بها».
كما قال شيخُ الإسلامِ في «مجموع الفتاوى» (28/24).
قلتُ:
وهذه الكلماتُ الغاليات، العاليات: لا تتعارضُ -ألْبَتَّةَ- مَعَ ما يمكنُ أن يكونَ قد صَدَرَ مِنِّي في هذا الكتاب- مِن بعضِ (خَشِنِ) الكلامِ، أو شيءٍ مِن (شدَّةٍ) في المَلام؛ فذلك -واللـهِ- مِن حِرْصِي عَلَى أَنْ أَهُزَّ قلوبَ مَن يُمارسُ هذا الغُلُوَّ، أو يراهُ ويأنَسُ به، أو يسكُتُ عنه؛ فضلاً عَمَّن يُشَجِّعُهُ!
(لعله يتذكر أو يخشى).
فلئنِ استمَرَّ هذا النَّفَسُ -هكذا- في (الدعوة السلفية)؛ فعليها العَفاءُ والسَّلام!
وكيفما كان الأمرُ -والحمدُ لله- فلم يَصِلْ (شديدُ) كلامي، و(خَشِنُ) لفظي في أقصاه: إلى أنْ:
أُبَدِّعَ…
أو أُسْقِطَ..
أو أسْتَأْصِلَ..
أو أُضَلِّلَ…
حتى لا يُقالَ فيَّ -بالباطلِ-: أنِّي أطعَنُ في السَّلَفِيِّين!
فالسَّلَفِيُّون -كغيرِهم مِن بني آدم- يُخطئون ويُصيبون!
فكيف يكونُ نقدُ بعضِ سُلوكيَّاتٍ منهم -أو مِن بعضِهم- طعْناً فيهم؟!! (سبحانك هذا بهتان عظيم)
بل إنِّي أرى أنَّ السُّكوتَ عن أخطاءِ بعضِنا بعضاً -نحن السَّلَفِيِّين- قد يُدخِلُنا في مُشابهةِ مَن قال اللهُ -تعالى- فيهم -مُبَكِّتاً لهم-: (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)…
وهذه -ساعتئذٍ- الطامَّةُ الكُبرى!
نعم؛ بالرِّفْقِ، واللِّين، والكلمةِ الطَّيِّبة -ما استطَعْنا إلى ذلك سبيلاً-….
وَلْيُعْلَمْ أَنَّ كَلاَمِي -كُلَّهُ- إِنَّمَا هُوَ مُوَجَّهٌ (لِأَهْلِ السُّنَّة)، وَ(لِدُعَاةِ مَنْهَجِ السَّلَف)، وَلِحَمَلَةِ هَذِهِ (العَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة المُبَارَكَة)- إِذَا أَخْطَأَ وَاحِدُهُم، أَوْ زَلَّ بَعْضُهُم-….
لاَ لِمُبْتَدِعٍ شَقِيّ، وَلاَ لِضَالٍّ غَيْرِ تَقِيّ..
لاَ تَرْوِيجاً لِبِدْعَة، وَلاَ دِفَاعاً عَنْ مُبْتَدِعَة!!…)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يزعم أنه يحب الحق وليس بينه وبين الحق عداء نقول له : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) فارجع للحق وتب من باطلك وتبرأ من أهل الباطل وانصر الحق واعتذر لأهله؛ فليس المحبة بمجرد الكلام بل لابد من مطابقة الفعال، وإلا خالف قولك فعلك وكذبه.
– وأما استدلال الحلبي بكلام الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله تعالى فهو من تلبيسه وتدليسه، فما رأيت عملاً وكلاماً يخالف كلام الشيخ ابن باز مثل كلام الحلبي في هذا الكتاب وفي منتداه من أقواله وأقوال أتباعه!
ولما رأى الحلبي أنه وكلامه الظالم الغالي في وادٍ وكلام ابن باز في وادٍ آخر: ذهب يتلاعب ويستر سوءته بهذه المغالطات والتمييعات التي لا تنطلي إلا على من يقلده التقليد الأعمى ويتعصب له .
– ومما يبطل استدلال الحلبي أن تعلم أخي القارئ أن كلام الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى إنما هو في التعامل مع الجهلة من عامة الناس، وأهل المعصية والغفلة لا أن يكون الرفق مع المعاندين المخالفين للحق لذلك قال رحمه الله تعالى (( النَّاسُ أَكْثَرُهُم فِي جَهْل، فِي غَفْلَةٍ، وَإِيثَارٍ لِلدُّنْيَا )) انتهى
– ومما يدل عليه ما قاله الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في رسالته: “الأدلة الكاشفة” لأخطاء بعض الكتاب : الشريعة الكاملة جاءت باللين في محله، والشدة في محلها. فلا يجوزللمسلم أن يتجاهل ذلك ؛ ولا يجوز أيضا أن يوضع اللين في محل الشدة، ولا الشدة فيمحل اللين. ولا ينبغي أيضا أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللينفقط،ولا أنها جاءت بالشدة فقط؛ بل هي شريعة حكيمة كاملة، صالحة لكل زمانومكان، ولإصلاح كل أمة؛ ولذلك جاءت بالأمرين معاً”
– وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى أيضاً في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (5/202) : الواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، أو جمعية ونصح الجميع؛ بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده، ودعاإليه نبينا صلى الله عليه وسلم،ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لايعلمها إلا الله، فإن الواجب التشهير به والتحذير منهم من عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله بإتباعه في قوله جل وعلا {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون }ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولاً وأعداءالإسلام من الإنس ثانياً؛ لأن اتفاق كلمةالمسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل مصلحةالمسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن ، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوةبينهم ، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلالة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه” انتهى
– وسئل الشيخ ابن باز – رحمه الله – في شرح فضل الإسلام (10) : الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟
فأجاب سماحته: نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم هو داع إليهم، هو من دعاتهم نسأل اللهالعافية” انتهى
– وقول الحلبي (( وهذه الكلماتُ الغاليات، العاليات: لا تتعارضُ -ألْبَتَّةَ- مَعَ ما يمكنُ أن يكونَ قد صَدَرَ مِنِّي في هذا الكتاب- مِن بعضِ (خَشِنِ) الكلامِ، أو شيءٍ مِن (شدَّةٍ) في المَلام؛ فذلك -واللـهِ- مِن حِرْصِي عَلَى أَنْ أَهُزَّ قلوبَ مَن يُمارسُ هذا الغُلُوَّ، أو يراهُ ويأنَسُ به، أو يسكُتُ عنه؛ فضلاً عَمَّن يُشَجِّعُهُ!)) انتهى
أقول : ما هذا التلاعب بعقول الناس، وما المغالطة التي ترتكز عليها يا حلبي في نفي التعارض بين فعالك القبيحة مع ما ذمه الإمام ابن باز.
فإذا كان الشيخ الإمام ابن باز يطلب الرفق واللين مع العامة الجهلة ومع أهل الغفلة فكيف لا يطلب الرفق واللين مع أهل السنة السلفيين بل هذا ما صرح به الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في مواطن ونقلته أيها الحلبي ولكنه التلبيس والتدليس، وسأنقل كلام الشيخ الإمام ابن باز من كتابك المسمى بـمنهج السلف الصالح؛ ليقف القارئ الكريم على مدى تلاعب الحلبي وتلبيساته العلمية حتى غدا لا يوثق بكلامه ولا بأفعال، ولا يؤتمن مثله على مسائل العلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال الحلبي في (ص62) (( وَهَذا -كُلُّهُ- عَيْنُ مَا أَرْشَدَ إِلَيْهِ سَمَاحَةُ أُستاذِنا الشَّيْخ عَبْد العَزِيز بن بَاز فِي «مَجْمُوع الفَتَاوَى» (7/313)- بِقَوْلِهِ- فِي بَيَانِ صِفَةِ الرَّدِّ، وَالنَّقْد- : «فَيَكُونُ ذَلِكَ بِأَحْسَنٍ عِبَارَةٍ، وَأَلْطَفِ إِشَارَةٍ؛ دُونَ تَهَجُّم، أَوْ تَجْرِيح، أَوْ شَطَطٍ فِي القَوْلِ يَدْعُو إِلَى رَدِّ الحَقِّ، أَو الإِعْراض عَنْه.
وَدُونَ تَعَرُّضٍ لِلأَشْخَاص، أو اتِّهَامٍ لِلنِّيَّات، أَوْ زِيادَةٍ فِي الكَلاَم لاَ مُسَوِّغَ لَهَا» انتهى .
ونقل الحلبي (ص99) كلام الشيخ عبد المحسن العباد في وصف منهج الشيخ ابن باز (( كَانَ ذَا مَنْهَجٍ فَذٍّ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّـهِ، وَتَعْلِيمِ النَّاسِ الخَيْرَ، وَأَمْرِهِم بِالمَعْرُوفِ، وَنَهْيِهِم عَنِ المُنْكَر، يَتَّسِمُ بِالرِّفْقِ واللِّينِ فِي نُصْحِهِ، وَرُدُودِهِ الكَثِيرَةِ عَلَى غَيْرِه:
مَنْهَجٌ سَدِيدٌ: يُقَوِّمُ أَهْلَ السُّنَّةِ، وَلاَ يُقاوِمُهُم.
وَيَنْهَضُ بِهِم، وَلاَ يُناهِضُهُم.
وَيَسْمُو بِهِم، وَلاَ يَسِمُهُم.
مَنْهَجٌ يُجَمِّعُ، وَلاَ يُفَرِّقُ.
وَيَلُمُّ، وَلاَ يُمَزِّق.
وَيُسَدِّدُ، وَلاَ يُبَدِّد.
وَيُيَسِّرُ، وَلاَ يُعَسِّر….))
وعلق عليه الحلبي بقوله (( كِدْنا لا نَرَى شيئاً مِن هذه السِّماتِ العزيزاتِ -لا قِلَّةً ولا كَثْرَةً- فيما عايَشْنَا وشاهَدْنا-! بل المُشاهَدُ -والعِياذُ بالله-: أضْدادُها. والمُعَايَنُ: نقائضُها. والملموسُ المحسوسُ: عكسُها … فَإِلَى مَتَى؟! إِلَى مَتَى؟! )) انتهى
أقول : هذا يصدق عليك أيها الحلبي بحق وعدل وإنصاف لا على السلفيين شيوخاً وطلاباً. وقد سبق التعليق على هذه الجملة في (الحلقة الثامنة)
ونقل الحلبي في (ص245) قول الإمام ابن باز (( وَهَذا -كُلُّهُ- لاَ يَمْنَعُ مِنْ نَصِيحَةِ مَنْ أَخْطأَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، أَو الدُّعَاةِ إِلى اللَّـهِ فِي شَيْءٍ مِن عَمَلِهِ، أَوْ دَعْوَتِهِ، أَوْ سِيرَتِهِ.
بَلْ يَجِبُ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الخَيْرِ، وَيُرْشَدَ إِلَى الحَقِّ بِأُسْلُوبٍ حَسَن؛ لاَ بِاللَّمْزِ، وَسُوءِ الظَّنِّ، وَالأُسْلُوبِ العَنِيف؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُنَفِّرُ مِنَ الحَقِّ أَكْثَرَ مِمَّا يَدْعُو إِلَيْه.
وَلِهَذا؛ قَال -عَزَّ وَجَلَّ- لِرَسُولَيْهِ مُوسَى وَهَارُونَ -لَـمَّا بَعَثَهُما إِلى أَكْفَرِ الخَلْقِ فِي زَمَانِه-: (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) [طه:44]-».
كَمَا هُوَ نَصُّ كَلاَمِ سَمَاحَةِ أُسْتَاذِنا الشَّيْخ ابْنِ بَاز -نفسِه-رَحِمَهُ الله- فِي «فَتَاوِيه» (2/350)
قلتُ (القائل هو الحلبي) : وفي هذه الآيةِ الكريمةِ عبرةٌ بالغةٌ:
فاللهُ -عَزَّ وجَلَّ- يعلمُ أنَّ فِرعونَ لن يتذكَّرَ، ولن يخشَى، وأنَّ خاتمتَهُ الكُفْرُ؛ ومَعَ ذلك أَمَرَ هذين النبيَّيْنِ الكريمَيْن، بالقولِ اللَّيِّنِ، والكلمة الطيِّبة -تعليماً للأمَّة، وإرشاداً لدُعاتِها – :
فليسَ مِن (داعٍ) خيراً مِن هذا النبيِّ الكَرِيم، وأخيهِ…
وليسَ مِن (مدعوٍّ) أكفَرَ مِن (فرعونَ) الكَفُور -وَذَوِيه-…)) انتهى
أقول: وفي حالك عبرة وعظة فيمن يخالف قوله فعله، وفيمن يدعي الصدق والنصح والإرشاد، وهو عن هذا من أبعد العباد .
وقول الحلبي (( قد صَدَرَ مِنِّي في هذا الكتاب- مِن بعضِ (خَشِنِ) الكلامِ، أو شيءٍ مِن (شدَّةٍ) في المَلام ))
أقول : ليت الصادر منك قول خشن وبحق! ولكنه جمع بين السب والشتم والقذف بالتهم الباطلة والمناهج الفاسدة بالظلم والافتراء والاعتداء ليس مع عامة الناس فأعراضهم محفوظة عندكم ولا سيما الشعب الأردني الذي ترفعه إلى مصاف السلفيين ولكن مع أولياء الله من العلماء السلفيين وأتباعهم .
وقول الحلبي في سبب شدته مع السلفيين (( فذلك -واللـهِ- مِن حِرْصِي عَلَى أَنْ أَهُزَّ قلوبَ مَن يُمارسُ هذا الغُلُوَّ، أو يراهُ ويأنَسُ به، أو يسكُتُ عنه؛ فضلاً عَمَّن يُشَجِّعُهُ! ))
أقول : وقعت في أشد مما حاولت الفرار منه؛ فلئن أردت أن يتساهل السلفيون مع أهل الانحراف والمخالفة، فقد شددت على أهل السنة السلفيين شدة بالباطل والافتراء .
ثم إذا طالبت أنت اللين والرفق مع المخالفين أليس السلفيون أولى بذلك منك من أولئك المخالفين .
وقول الحلبي (( وكيفما كان الأمرُ -والحمدُ لله- فلم يَصِلْ (شديدُ) كلامي، و(خَشِنُ) لفظي في أقصاه: إلى أنْ: أُبَدِّعَ…أو أُسْقِطَ..أو أسْتَأْصِلَ..أو أُضَلِّلَ…))
– أقول : هنا يرمي الحلبي بعض العلماء السلفيين بالشدة والتهمة بالتبديع بلا حق. وأنهم قالوا كلاماً خشناً .
– ورماهم بمنهج الاستئصال والتضلل بالباطل، وقد سبق في (الحلقة السابعة ) رد هذه الفرية الحلبية فحسبه الله .
– ثم العلماء لم يبدعوك أيها الحلبي؛ بل ترفقوا معك، وناصحوك، وطالبوك بالرجوع فها هو الشيخ عبيد الجابري يقول في آخر أجوبته لأسئلة رائد المهداوي (( فأنا أنصح أخانا الشيخ علي أن يعود إلى أهل الحديث فيسلك مسلكهم،ويبتعد عن أهل الحزبيات والبدع فإنهم لا يألون جهداً في التفريق بينه وبين إخوانه،وسيوغرون صدره وصدر الآخرين بغضاً وعداوةً وحقداً وحسداً، أنصحه أن يعود إلى إخوانهأهل السنّة، وأن يدع هذه العبارات الفلسفيّة والقواعد التي مبناها على القياسالفاسد، والله وبالله وتالله إني ناصحٌ له، وإلى الآن ما تكلمت فيه كما أتكلم في أهل البدع أعيذه بالله من ذلك )) انتهى
– ولكن لا يظن الحلبي أنه ناجٍ من الإلحاق بمن يدافع عنهم وينافح لأجلهم من أهل الأهواء والبدع، فإن لم يتراجع ولم يتب فهو منهم كما حكم بذلك السلف في أناس وقعوا في أقل مما وقع فيه الحلبي بكثير .
وقول الحلبي (( مِن حِرْصِي عَلَى أَنْ أَهُزَّ قلوبَ مَن يُمارسُ هذا الغُلُوَّ، أو يراهُ ويأنَسُ به، أو يسكُتُ عنه؛ فضلاً عَمَّن يُشَجِّعُهُ ))
– أقول: أنت لم تهز القلوب بل أنت دمرتها وذبحتها بغير سكين، فالظلم شديد على الحر، وتأباه النفوس الأبية .
– أنت لا تزال يا حلبي ترميهم وترمي المشايخ السلفيين بالغلو وبعدم إنكارهم بل بتشجيع المشايخ السلفيين لحالهم وقد سبق الرد عليك والله حسيبك.
– ثم رميك لهم بالغلو والاستئصال والتضليل وأمثال هذه العبارات، وتشبيهك لهم بالخنازير والذباب هي أشد من التبديع .
– وتبين من تكذيبكم للحق وردكم للصدق وطعنكم في العلماء والسلفيين وغلوكم في التمييع والتجريح والسب أنت ومن يناصرك على الباطل ولا يستنكرون ذلك ولا لبعضهم بعضاً منكرين : أنكم قد أوغلتم في الباطل وحرب أهل السنة أشد على السلفيين من الحدادية وعموم الحزبيين وفقتموهم في التحزب والتعصب وبلواكم على السلفية والسلفيين شديد .
– والله من ورائكم محيط وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
ملاحظة
ليلاحظ القارئ الكريم أن الحلبي في طعنه في بعض العلماء السلفيين وبعض الشباب السلفي يخطو خطى عرعور والمغراوي والمأربي وغيرهم من أهل الأهواء الذين يطعنون في أهل السنة ويرمونهم بما هم منه براء .
وبهذه الحلقات يظهر لكل منصف أن الحلبي غلا في الطعن والتجريح في بعض العلماء السلفيين والشباب السلفي .
وأن العلماء السلفيين بريئون من الغلو في التجريح الذي يرميهم به الحلبي وأتباعه.
وأن تقسيم العلماء السلفيين إلى متشددين ومعتدلين ! تقسيم باطل؛ إذ أنهم يقصدون بالمتشددين المشايخ السلفيين الذين ردوا على مخالفات وضلالات عرعور والمغراوي والمأربي والحلبي وجمعية إحياء التراث .
ونقول لهؤلاء قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين !
فاثبتوا لنا بالحجة والبرهان : تشدد هؤلاء المشايخ في منهجهم وأقوالهم وأحكامهم.
فالحلبي حاول جاهداً وأجلب بخيله ورجله ليرميهم بالغلو في التجريح فرجع بخفي حنين !!!
ونقول لهم أيضاً : هل نصرة الحق ورد الباطل بالحجة والبرهان يعتبر تشددا وغلواً !
ولو كنتم صادقين : ماذا تعتبرون كلام الحلبي الذي طعن به في بعض المشايخ السلفيين والشباب السلفي بالافتراءات والتقول عليهم ؟
هل هو من الاعتدال أم التشدد ؟
هل هو من الصدق والأمانة أم خلافهما ؟