بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده و رسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)﴾.
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)﴾.
إن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فهذه مجموعة من القواعد والضوابط والفوائد المستخرجة والمستنبطة من الفتوى المالكية في أفعال الصوفية للفقيه العلامة أبي فارس عبد العزيز بن محمد القيرواني المالكي ت750هـ.
وهي فتوى مبنية على أصول سلفية، قد أجاد فيها مؤلفها – رحمه الله تعالى – وأفاد، وأتى بأصول وفوائد أثرية ثرية، وقد كنت تدارست هذه الفتوى مع بعض إخواننا بمكة المكرمة وبدولة الكويت – حرسها الله تعالى – فأحببت أن ألخصها وأقربها لإخواني طلاب العلم السلفيين، فقمت باستخراج تلك القواعد والضوابط والفوائد من ذلك العذب الزلال في هذه الرسالة والتي سميتها بــــ : (( البوارق المكية باستخراج القواعد والضوابط والفوائد من الفتوى المالكية في أفعال الصوفية ))
وإليك هذه الدرر المستخرجة من تلك الدرة السلفية :
1- افترقت بنو إسرائيل إلى اثنين وسبعين فرقة .
2- وستفترق أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة في الجنة .
3- وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع الافتراق في أمته صلى الله عليه وسلم .
4- وهذا من علامات النبوة؛ لإخباره عليه الصلاة والسلام عن أمور غيبية.
5- قد تكون الأرض خالية من أهل البدع لكن قد يظهر أهل البدع ويحرصون على جمع الجهال من العوام عليهم .
6- سبب وقوع العوام في حبال المبتدعة : لأنهم جهال صدورهم سالمة، وعقولهم قاصرة .
7- طريقة أهل البدع في خديعة العوام : إيهامهم أنهم يدعون إلى دين الله ، وأنهم يسلكون طريقة الأولياء .
8- ومن طريقتهم إشغال الناس بالتوبة والزهد والرقائق والإقبال على الله لكن لا على سنة بل على بدعة؛ أورثت سموماً قاتلة .
9- التوبة والمحبة وصدق الأخوة والإقبال على الله خصال محمودة إذا كانت على سنة وهدي سلفي .
10- أهل البدع – ومنهم الصوفية – أشد ضرراً على المسلمين من مردة الشياطين !!! لأن العامة تحسن بهم الظن فلا تحذرهم فهم مخدوعون بحيلهم ومستولى عليهم بحبالهم .
11- الصوفية لا يفهمون طرق الاحتجاج وهم بعيدون عنها.
12- قد يصعب علاج الصوفية والتأثير عليهم؛ لأنهم يسيرون على أصول باطلة .
13- ومن أخطرها – وهو أول أصل أصلوه – بغض العلماء والتنفير عنهم .
14- ومن طعون الصوفية في العلماء : أن العلماء يقطعون الطريق إلى الله !!!
15- وأن العلماء باشتغالهم بالعلم محجوبون عن درجة التحقيق .
16- من وقع في بدعة على نوعين : غال، وغير غال فيها .
17- فالمبتدع إذا كان غالياً في بدعته يؤصل لها ويدافع عنها فلا تجب مناصحته وتصعب معالجته .
18- ومن وقع في البدعة وكان غير منغمس فيها يمكن معالجته ومناصحته بإذن الله تعالى .
19- من تاب من البدعة ورجع إلى الحق يقبل منه !
20- من خطورة البدعة أنها سريعة في إفسادعقائد العوام.
21- أن البدعة أشد وأخطر من المعصية وذلك يظهر بمعرفة :
أ- أن المعصية معلوم قبحها وأنها محرمة فلا تلتبس على أحد !
بخلاف البدعة فإنها تقدم للناس على أنها دين وقربة إلى الله.
ب- أن صاحب المعصية ترجى له التوبة والإقلا ع عنها .
بخلاف المبتدع؛ فإنه لا يتوب منها لأنه يراها ديناً.
والمبتدع بعيد عن باب التوبة وهو عنه مطرود .
والمبتدع يعظم بدعته ويراها أفضل الطاعات وأعلى القربات.
ت- أن العاصي أعماله بجوارحه الظاهرة مع عدم اعتقاد القلب جوازه .
والمبتدع أعماله في الأصول التي هي العقائد الباطنة .
لأنه إذا فسد الأصل ذهب الفرع والأصل .
على أنه إذا فسد الفرع بقي الأصل فيرجى أن ينجبر .
فإن لم ينجبر الفرع لم تذهب منفعة الأصل !
22- من خطورة المبتدع أن يعتقد مشروعية بدعته؛ فبدعته عن عقيدة !
23- المبتدع من الخاسرين الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وممن زين له سوء عمله فرآه حسناً ويحسب أنه في عمل حسن .
24- من ابتدع بدعة أو دعا إلى بدعة كان عليه إثمها وإثم من عمل واستن بها .
25- ومن أحيا سنة النبي صلى الله عليه وسلم بأن دعا إليها أو عمل بها كان له أجرها وأجر من عمل بها.
26- البدع علل ومرض وليست دليلاً على التقوى والإيمان.
27- تنشأ البدعة بسبب مرض في القلب أو حماقة واضحة ممن ابتدعها .
28- السلفي السني يحذر من البدعة ومن المبتدعة؛ لئلا يغتر بهم.
29- لا تغتر بالمبتدع ولو أظهر لك أنه صاحب كرامات ! فإن حقيقة أمره تلبيس وتدليس وفتنة .
30- المبتدعة لا تظهر على أيديهم الكرامات .
31- المبتدع فتان؛ لأنه يفتن الناس عن الحق بباطله .
32- أن المبتدع يخدع الناس بالحيل ويوهمهم أنه من أولياء الله وأن ما حصل له كرامات .
33- أن للشيطان حبائل وحيلاً وشَرَكاً يصيد بها المبتدعة وأهل الشهوات .
34- أن البدع والشهوات خداعات لأصحابها .
35- الكرامة لا تكون للمبتدعة لأنهم أعداء الله لا أولياؤه .
36- الكرامات تكون لأولياء الله المتقين المستقيمين على شرعه .
37- الاستقامة تحصل باتباع الكتاب والسنة والعمل بما كان عليه سلف الأمة .
38- وجوب اتباع الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة.
39- من لم يسلك سبيل السلف الصالح فهو متوعد بالعقاب الوارد في قوله تعالى {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } .
40- من حرف كتاب الله أو ترك العمل به أو عطله فقد افترى على الله كذباً، واتخذ آيات الله هزواً ولعباً .
41- من يعظم القرآن وكان على السنة ومنهج السلف الصالح فيستحق أن يحترم ويقدر.
42- ومن تبجيل كتاب الله العزيز أن يتلى بسكينة ووقار .
43- كرم الله العلماء السلفيين بأن جعلهم شهوداً على وحدانيته واستحقاقه للعبودية .
44- ومن يكرم العلماء السلفيين فيستحق أن يكرم ما دام على السنة .
45- العلماء المراد بهم السلفيون العالمون العاملون بعلمهم .
46- من حمل العلم على وجهه الشرعي ورد تحريف الغالين وانتحال المبطلين كان عدلاً .
47- العلماء السلفيون هم ورثة النبيين وأئمة المتقين الذي يجب أن يقتدى بهم ويتأدب بأدبهم وتقتفى آثارهم .
48- قلة الأئمة السلفيين فهم كالكبريت الأحمر .
49- لا ينبغي لطالب العلم أن ينزل نفسه منزلة الأئمة السلفيين إذا لم يبلغ درجتهم بل يعرف الحق ولا يغلط في نفسه ولا يغتر .
50- ليس من العلماء من اشتغل بعلوم الجدال والمماراة أو جعل العلم مطية للحصول على حطام الدنيا أو التقرب من الولات والحكام أو لنيل الرئاسة عند العوام.
51- من جانب العلماء فهو غير مقتد بالشرع ولا متبع للحق؛ لأن الشرع لا يؤخذ إلا من العلماء الذين هم ورثة الأنبياء .
52- من يجانب العلماء ويبتعد عنهم متعمداً فإنه يستحق أن يجانب ويبتعد عنه .
53- لا يهجر العلماء ويجانبهم إلا مبتدع ضال .
54- الحدادية ضلال منحرفون لأنهم من أبعد الناس عن العلماء بل يضللونهم ويبدعونهم بل يكفرونهم .
55- السلفي الصادق ومن كان مريداً للحق فإنه ينتفع بالنصيحة والأدلة الشرعية بإذن الله تعالى .
56- النصيحة يستفاد منها التمييز بين المحق والمبطل .
57- التمييز بين المحق والمبطل مطلب شرعي .
58- من فوائد التمييز بين المحق والمبطل :
أ- أن لا يغتر بالمُلبِس .
ب- أن لا يدخل الخلل على العوام من جهة حسن الظن بالصالحين ومحبتهم .
ت- أن لا يدخل عليهم الخلل في عقائدهم .
ث- وأن لا يميلون بالعوام إلى عوائد المبتدعة .
59- أفعال الصوفية من الرقص والغناء والنوح ممنوع غير جائز .
60- من اعتقد في الغناء والنوح والرقص أنها من العبادة فهو ضال مضل .
61- إنما بعث الله الأنبياء بالبر والتقوى وما يخالف الهوى .
62- لم يبعث الله نبياً باللهو والراحة والغناء .
63- ((حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات)) فاللهو والغناء ليسا من شأن أهل الجنة.
64- الباطل خفيف على النفوس؛ لذلك خف في الميزان.
65- الحق ثقيل؛ لذلك ثقل في الميزان .
66- سماع القرآن وقراءته مشروع وقربة وطاعة لله إذا كان بلا رياء وسمعة .
67- وحكم النساء كالرجال فيما ذكر والمنع من الرقص والغناء والنوح في حقهن أشد .
لخصها
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الأحد 4 ــ رمضان ــــ 1436هـ ــــة
الســ 30 : 1 ــــاعـــ صباحاً ــــــة