إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار
أما بعد :
فالحدادية التكفيرية خوارج اليوم فاقوا خوارج الأمس في الكذب والفجور والخصومة والتلاعب والجهل ولا مروءة لهم فقد شابهوا الخوارج في تكفيرهم لأهل السنة وجرأتهم عليهم، وشابهوا الروافض في كذبهم وفجورهم وطعنهم في أئمة السنة والدين وإفكهم وبهتانهم على عباد الله الموحدين
وقد نصب الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي المنجنيق في نسف شبهات وضلالات الحدادية وباطلهم السحيق
ولا زال الحدادي الفاجر في خصومته عماد فراج المصري التكفيري الظلوم الجهول أحد ثمار الحدادية النتنة السامة يضرب لنا مثلاً لهذا المسلك المشين !
بل ما خفي كان أعظم فإن ما أظهر لا يمثل كل ما أبطن كما هي عادة أهل البدع في الوقت الذي لا يستطيعون فيه إظهار كل ما يبطنون فالله حسيبهم
وقد رد عليه شيخنا الإمام بعدل حامل راية الجرح والتعديل بحق ربيع بن هادي عمير المدخلي بمقاله المليء بالحجج الدامغة الذي سماه بــ (( عماد فراج الغالي في تكفير أهل السنة إنما هو ثمرة من ثمار فتنة الحدادية وتأصيلاتهم الباطلة )) ؛ فأبطل باطله وبين ضلاله وانحرافه الخطير عن المنهج السلفي وأنهغال في التكفير نسأل الله السلامة
ثم أكمل جهاده ضد هذه الفرقة الخلفية الشقية، مع أحد سفهائها ومجرميها المدعو عماد فراج لا فرج الله عليه
وهي الحلقة الثانية في الرد على هذا الحدادي الضال المتخبط
وهذه الحلقة مع كل مؤلفات شيخنا الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي دالة على إمامته في السنة وإن رغمت أنوف الحاقدين ، ودالة على اهتمامه بالساحة السلفية ومواصلة تنقيتها من البدع والضلالات وأهلها، فالشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي لا زال سيفاً مسلطاً على الباطل وأهله وحرباً على إبليس وجنده ناصراً للسنة وأهلها ومنافحاً عن المنهج السلفي متفرداً في هذا الباب نصره الله ونصر به السنة
فالعجب من بعض السفهاء ممن يطعن في هذا الإمام الهمام سواء بلسانه أو بفعاله فنقول لهم قل موتوا بغيظكم والتهموا أناملكم غيظاً وكمداً
وفي مقال شيخنا الإمام ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى – قواعد وضوابط وفوائد كثيرة – وكل مقالاته كذلك – !
فأحببت اقتناص هذه الفوائد وتقريبها لإخواني السلفيين في البسيطة، وبعض هذه الفوائد مستنبطة من كلامه حفظه الله تعالى
وإليك جملة من هذه القواعد والضوابط والفوائد :
1- أن أهل البدع وتأصيلاتهم الباطلة لهم ثمار باطلة منحرفة على الحق وأهله، فهذه الثمار الباطلة تدل على ضلالهم وبطلان ما هم عليه
2- عماد فراج من أجهل الناس ومن أشدهم كذباً على شيخ الإسلام وعلى أهل السنة، ومن أشدهم تطاولاً عليهم، وهو القزم التافه، وأنه شديد الفجور في الخصومة
3- والكذب والفجور في الخصومة من أبرز صفات المنافقين
4- وهما من أبرز صفات عماد فراج بل هو من الراسخين في الكذب والفجور
5- الإمام أحمد وابن تيمية وغيرهما من أئمة الإسلام : لا يكفرون المعين إذا كان جاهلاً
6- عادة الحدادية ومن وافقهم الإرجاف في الكلام للطعن في الأبرياء من أئمة السنة وأهلها
7- يزعم الكذاب الأفاك عماد فراج بأن شيخ الإسلام لا يكفر الرافضة وذلك باطل من وجوه :
أ- أن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – أَلَّف كتاباً كبيراً في الرد على الروافض، سماه “منهاج السنة النبوية” يقع في ثمانية مجلدات، يرد فيه افتراءات الروافض التي أوردها ابن المطهر الحلي الرافضي في كتابه
ب- أن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – طعن في الروافض وقبح أفعالهم وحالهم في مواطن عديدة في طليعة كتابه “منهاج السنة النبوية” (1/21-28) من ذلك :
– أنه شبه الروافض باليهود والنصارى في عدد من أوجه الشبه الخبيثة، ثم في النهاية فضّل اليهود والنصارى على الروافض
– ابن المطهر الحلي الرافضي سمى كتابه “منهاج الكرامة في معرفة الإمامة”، وهو خليق بأن يسمى منهاج الندامة
– أن الرافضة يدعون الطهارة وهم من الذين لم يُرد الله أن يطهر قلوبهم بل هم من أهل الجبت والطاغوت والنفاق فوصفهم بالنجاسة والتكدير أولى من وصفهم بالتطهير
– أن شيخ الإسلام صاحب غيرة على أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وثناء عاطر، وتفضيله للصحابة على سائر الأمم بعد الأنبياء فمن كان هذا حاله فهو ممن يبغض الروافض ويشن عليهم الغارات ليدمر باطلهم
– أن من أعظم خبث القلوب أن يكون في قلب العبد غل لخيار المؤمنين وسادات أولياء الله بعد النبيين
– لم يجعل الله تعالى في الفيء نصيباً لمن بعد الصحابة إلا الذين يقولون {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم}
– أن الروافض شابهوا اليهود في الخبث واتباع الهوى وغير ذلك من أخلاق اليهود
– أن الروافض شابهوا النصارى في الغلو والجهل وغير ذلك من أخلاق النصارى
– من أخبر الناس بالروافض الإمام الشعبي وأمثاله من علماء الكوفة ولهم كلام في بيان حالهم من ذلك :
– ما ثبت عن الشعبي أنه قال في الروافض : ما رأيت أحمق من الخشبية لو كانوا من الطير لكانوا رخما ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرا والله لو طلبت منهم أن يملئوا لي هذا البيت ذهبا على أن أكذب على علي لأعطوني ، ووالله ما أكذب عليه أبداً
– وهذا يدل على أن الروافض فيهم من الحماقة والبلادة ما فاقوا به بعض البهائم
– ويدل على أن الروافض يستعملون الناس في إضلال الناس وشراء ذممهم ليوافقوهم على باطلهم
– ويدل على ثبات أهل السنة السلفيين واستقامة حالهم ووضوحهم وعدم تلاعبهم وأنهم لا يشترون دنياهم بأخراهم
– الرافضة لم يدخلوا في الإسلام رغبة، ولا رهبة، ولكن مقتاً لأهل الإسلام، وبغياً عليهم وعلامة ذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود :
– قالت اليهود لا يصلح الملك إلا في آل داود
وقالت الرافضة: لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي
– وقالت اليهود لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل سيف من السماء
وقالت الرافضة: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء
– واليهود يؤخرون الصلاة إلى اشتباك النجوم
وكذلك الرافضة يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم
– واليهود تزول عن القبلة شيئاً
وكذلك الرافضة
– واليهود تنود (تحرك رأسها وكتفها) في الصلاة
وكذلك الرافضة
– واليهود تسدل أثوابها في الصلاة
وكذلك الرافضة
– واليهود لا يرون على النساء عدة
وكذلك الرافضة
– واليهود حرفوا التوراة
وكذلك الرافضة حرفوا القرآن، (قال الإمام ربيع : بل تحريف الروافض للقرآن أكثر وأشد وأخبث من تحريف اليهود)
– واليهود قالوا افترض الله علينا خمسين صلاة
وكذلك الرافضة
– واليهود لا يخلصون السلام على المؤمنين إنما يقولون السام عليكم والسام الموت
وكذلك الرافضة
– واليهود لا يأكلون الجري والمرماهى وهما نوع من الأسماك (والأرانب)
وكذلك الرافضة
– واليهود لا يرون المسح على الخفين
وكذلك الرافضة
– واليهود يستحلون أموال الناس كلهم
وكذلك الرافضة
– وقد أخبرنا الله عنهم بذلك في القرآن أنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل (سورة آل عمران)
وكذلك الرافضة
– واليهود تسجد على قرونها في الصلاة
كذلك الرافضة
– واليهود لا تسجد حتى تخفق برؤوسها مرارا شبه الركوع
وكذلك الرافضة
– واليهود تبغض جبريل ويقولون هو عدونا من الملائكة
وكذلك الرافضة يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد صلى الله عليه وسلم
– والنصارى ليس لنسائهم صداق إنما يتمتعون بهن تمتعا
وكذلك الرافضة يتزوجون بالمتعة ويستحلون المتعة
– وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين
سئلت اليهود من خير أهل ملتكم قالوا أصحاب موسى
وسئلت النصاري من خير أهل ملتكم قالوا حواري عيسى
وسئلت الرافضة من شر أهل ملتكم قالوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
– أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم (قال الإمام ربيع : بل كفّروهم إلا القليل جداً منهم)
– الروافض أهل ذل ومهانة إلى يوم القيامة لا تقوم لهم راية ولا يثبت لهم قدم ولا تجتمع لهم كلمة وكلمتهم مختلفة وجمعهم متفرق كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله
– واصل ابن تيمية طعنه في الروافض في مواضع كثيرة من الكتاب
– وتأمل : كم مرة يشبه فيها الروافض، تارة باليهود، وتارة بالنصارى، وفي الأخير فضّل اليهود والنصارى على الروافض بخصلتين
ت- وطعن ابن تيمية في الروافض في كتابه “الصارم المسلول على شاتم الرسول” (ص567-587)
ث- بل وأعلن تكفيرهم (ص586-587)، فقال: فصل في تفصيل القول فيهم ” أما من اقترن بسبه دعوى أن عليا إله أو أنه كان هو النبي و إنما غلط جبرئيل في الرسالة فهذا لا شك في كفره بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره
وكذلك من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية وهؤلاء لا خلاف في كفرهم
وأما من سبهم سبا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم ـ مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك ـ فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم
وأما من لعن وقبح مطلقا فهذا محل الخلاف فيهم لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد
وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفرا قليلا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضا في كفره لأنه كذب لما نصه القرآن في غير موضع : من الرضى عنهم والثناء عليهم بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الآية التي هي (كنتم خير أمة أخرجت للناس) [ آل عمران : 110] وخيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفارا أو فساقا ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم وأن سابقي هذه الأمة هم شرارهم وكفر هذا مما يعلم باضطرار من دين الإسلام
ولهذا تجد عامة من ظهر عليه شيء من هذه الأقوال فإنه يتبين أنه زنديق وعامة الزنادقة إنما يستترون بمذهبهم وقد ظهرت لله فيهم مثلات وتواتر النقل بأن وجوههم تمسخ خنازير في المحيا والممات وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك، ممن صنف فيه الحافظ الصالح أبو عبدالله محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابه في النهي عن سب الأصحاب وما جاء فيه من الإثم والعقاب
وبالجملة فمن أصناف السابة من لا ريب في كفره ومنهم من لا يحكم بكفره ومنهم من تردد فيه “
8- يزعم عماد فراج الكذاب والتكفيري أن شيخ الإسلام لا يكفر الرافضة ولا الجهمية ولا الحلولية؟”
9- وهذا محض افتراء وكذب وبهتان على شيخ الإسلام–رحمه الله-
10- فأما الرافضة والجهمية فقد تقدم الكلام فيهما
11- وأما الحلولية فما أحد حاربهم وكفَّرهم مثل شيخ الإسلام–رحمه الله – يقول ذلك بعلم واسع انظر كلامه فيهم في “مجموع الفتاوى” (2/183-195) و(2/308-319، 332-334)
فمن أقواله الكثيرة التي يُكفِّرهم فيها ما في “مجموع الفتاوى” (3/391-394) ” وكانوا حينئذ أضل من النصارى الذين يزعمون أنهم رأوه في صورة عيسى ابن مريم، بل هم أضل من أتباع الدجال الذي يكون في آخر الزمان” وتارة يقول: “إذ هم أكفر من اليهود والنصارى” وتارة يقول ” هَذَا أَكْفَرُ مِنْ الْغَالِيَةِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوْ غَيْرَهُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ هُوَ اللَّهُ”
ألا تدل هذه الأحكام من شيخ الإسلام على الحلولية والاتحادية على فجور وكذب عماد الحدادي على شيخ الإسلام ؟
فهو يفتري على شيخ الإسلام، ثم يبني على هذا الافتراء تكفيره
12- يزعم الكذاب الحدادي الفاجر في الخصومة : أن ابن تيمية أسطورة صنعها المتأخرون بجهلهم وضلالهم، وإلا فأقل أحواله أن يكون مبتدعاً ضالاً، فطعوناته في نفر من الصحابة، وتمجيده لرؤوس البدعة والضلال، ومخالفته لإجماع السلف في غير ما مسألة، لا يمكن حجبها أو طمسها، وهي مبثوثة في كتبه لا تخفى على من طالعها
13- ولا شك أن هذا محض افتراء ودليل على سخافة عقل هذا المهووس بجنونه وفلسفته الغارقة في الضلال وأنه يكذب الأمر المتواتر عامله الله بما يستحق –وسيأتي مزيد بيان لدحض هذا الهراء –
14- وجهاد شيخ الإسلام ضد الروافض خصوصاً وأهل البدع عموماً لا ينكره إلا مكابر معاند ظلوم مفتر كعماد فراج وأفراخه من الحدادية
15- وذب شيخ الإسلام عن الصحابة رضوان الله عليهم أشهر من أن يدلل عليه أو يشار إليه، فكتابه العظيم منهاج السنة النبوية الواقع في ثمانية مجلدات من أكبر الشواهد على ذلك فقد ذب في هذا الكتاب العظيم عن الإسلام وعن الصحابة الكرام، وبين فيه ضلالات وكفريات أعدائهم من الروافض اللئام
16- وأما زَعْمُ الكذوب الضال عماد فراج بأن شيخ الإسلام ابن تيمية يمجد رؤوس البدعة والضلال فمن أكاذيب هذا المفتري ! بل لا أعرف أحداً حارب رؤوس البدع والضلالات على اختلاف مذاهبهم يفوق شيخ الإسلام ولا أعرف أحداً يقاربه في دمغ ضلالاتهم وأباطيلهم
17- وأما زعم عماد فراج بأن لشيخ الإسلام ابن تيمية مخالفة لإجماع السلف في غير ما مسألة فيقال له إن الإمام أحمد وابن تيمية وأهل السنة يعترفون بالإجماعات الثابتة، ويعتبرون الإجماع ثالث الكتاب والسنة في الاحتجاج به في القضايا المهمة
18- وأما الإجماعات المزعومة أو المفتراة التي لا أصل لها ؛ فشيخ الإسلام يخالف ما يفتريه بشر المريسي والأصم وأمثالهما من الجهمية والمعتزلة، فهذه الإجماعات المفتراة يكذبها الإمام أحمد، قال عبد الله بن أحمد في “مسائل الإمام أحمد” (ص438-439): “سمعت أبي يقول: ما يدعي الرجل فيه الإجماع هذا الكذب، من ادعى الإجماع فهو كذب، لعل الناس قد اختلفوا، هذه دعوى بشر المريسي والأصم، ولكن يقول: لا يعلم، الناس يختلفون، أو لم يبلغه ذلك، ولم ينته إليه فيقول: لا يعلم الناس اختلفوا”
19- وينكرون دعاوى أهل الباطل لإجماعات لا تثبت؛ فلا يستبعد من عماد أن يطعن في الإمام أحمد كما طعن في شيخ الإسلام ولا يستبعد أنه يركض وراء بشر المريسي والأصم في دعاوى الإجماعات التي لا تثبت
20- ثم نحن نطالب عماد فراج أن يذكر لنا ما هي الإجماعات الصحيحة الثابتة عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان التي تدّعي أيها الجهول أن شيخ الإسلام خالفها ؟ ولا أستبعد أنك تستقي هذه الدعاوى من أعداء السنة والتوحيد
21- وأما قول المجنون ببدعته عماد فراج بأن ابن تيمية أسطورة صنعها المتأخرون بجهلهم وضلالهم، وإلا فأقل أحواله أن يكون مبتدعاً ضالاً ؛ فبئس ما قال هذا الضال الجهول، الغارق في الجهل والكذب
كيف يتطاول هذا الغبي الأحمق على القمم، وهو الصغير الذليل؟
فابن تيمية إمام عظيم، وسيف مسلول على أهل الضلال، يريد هذا الحقير الحدادي على جهله وضلاله أن يطمس جهوده العظيمة ومكانته الرفيعة التي يعترف بها، ويشهد له بها موافقوه ومخالفوه، من عهده إلى عصرنا هذا
22- إن الطعون الموجهة لشيخ الإسلام ابن تيمية ليست وليدة اليوم بل هي قديمة
23- فقد ألّفَ الحافظ محمد بن أبي بكر ابن ناصر الدين الدمشقي كتاباً سماه: “الرد الوافر على من زعم بأن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر” ردَّ فيه على متعصب أهوج مشهور بعلاء الدين البخاري، حنفي شديد التعصب، يرمي شيخ الإسلام ومن يصفه بشيخ الإسلام بالكفر
24- أورد ابن ناصر عدداً كبيراً من علماء المذاهب الأربعة، ومن أهل الحديث، بل ومن الظاهرية بلغ عددهم سبعة وثمانين عالماًكلهم يثنون على شيخ الإسلام ابن تيمية ثناءً عاطراً، ويصفه أكثرهم بشيخ الإسلام، ويعترفون بعلمه الواسع الغزير، وليس هؤلاء العلماء هم فقط الذين أثنوا على شيخ الإسلام، بل هناك جمٌّ غفير قد أثنوا على هذا الإمام
25- بل أثنى ودافع عن شيخ الإسلام ابن تيمية بعض العلماء المخالفين له في عقيدته
فمن ذلك ثناء الْعَلامَة كَمَال الدّين ابْن الزملكاني حيث قال عن ابن تيمية كما في “الرد الوافر” (ص108-109) أنه : كَانَ إِذا سُئِلَ عَن فن من الْعلم ظن الرَّائِي وَالسَّامِع انه لَا يعرف غير ذَلِك الْفَنّ وَحكم أن أحدا لَا يعرف مثله وكَانَ الْفُقَهَاء من سَائِر الطوائف إِذا جَلَسُوا مَعَه استفادوا فِي مذاهبهم مِنْهُ مَا لم يَكُونُوا عرفوه قبل ذَلِك وَلَا يعرف أَنه نَاظر أحدا فَانْقَطع مَعَه وَلَا تكلم فِي علم من الْعُلُوم سَوَاء كَانَ من عُلُوم الشَّرْع أَو غَيرهَا إِلَّا فاق فِيهِ أَهله والمنسوبين إليه وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي حسن التصنيف وجودة الْعبارَة وَالتَّرْتِيب والتقسيم والتبيين”
26- يستحق عماد فراج الكذوب الجهول أوصاف الذم التي أطلقها العلماء على ابن البخاري الذي كفّر شيخ الإسلام ومن يصفه بشيخ الإسلام بل عماد فراج بها أولى منه
27- خصوم شيخ الإسلام كانوا يرمونه بالتجسيم، وهذا افتراء عليه، فهو من أشد الناس محاربة للتجسيم والمجسمة والمعطلة، ويسير على منهج السلف الصالح في إثبات صفات الله على الوجه اللائق بالله، من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل
28- ليس عند شيخ الإسلام أخطاء في العقائد، بل خصومه هم الواقعون في الضلالات، ومسألة شد الرحال إلى قبر النبي –صلى الله عليه وسلم- هو المصيب في منعها، وخصومه هم الواقعون في الباطل
29- زعم الجهول الكذوب عماد فراج أن لشيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير منهجاً مخترعاً حيث قال بهلوسة المجانين متمتماً : ” وأحياناً أقول لمن اغتر بكلامه في التكفير، وفهمه على غير وجهه: أقوال ابن تيمية في التكفير يعني بها تكفير النوع لا العين، وفق القاعدة التي اخترعها وسار عليها إلى أن مات، وشهد على ذلك أخص أصحابه وطلابه، من كونه مات وهو لا يكفر أحداً من أهل القبلة ومن نطق بتكفيره على التعيين – مع ندرته – فلأن الحجة قد قامت عليه عنده فلا تحاول الترقيع له لأنك لن تستطيع، وغيرك كان أقدر على ذلك، لكنه لم يملك إلا التسليم بما ذكرته عنه، وإن كان يرفض الكلام فيه بحجة انتشار البدع في العصر الذي عاش فيه، وغيرها من الأعذار التي اختلقتها المرجئة للدفاع عن رموزهم، ومن يعظمونهم فعظم السنة أكثر من تعظيمك للرجال، واحتكم للكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، لا إلى عاطفتك وعقلك، واقرأ ما ذكرت لك من المقالات وغيرها، وتذكر موقف الأئمة من أمثال: ابن المديني، وابن معين، وابن كدام، وأبي ثور، وهشام بن عمار، والبخاري، وغيرهم، وجميعهم أعظم خطراً وأجل قدراً بكثير من ابن تيمية ثم أحيله على مقالة (موقف ابن تيمية من تكفير المعين)، ومقالة (بخصوص كلام ابن تيمية في تكفير الشافعي لحفص الفرد)”
30- والجواب عن هذا الهراء من وجوه :
أ- إن منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير مبني على الأدلة من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح
ب- وأهل السنة يقدرون شيخ الإسلام وجهاده العظيم في نصرة الكتاب ومنهج السلف الصالح وإنما أحبوه و احترموه من أجل جهاده العظيم، ومع ذلك فأهل السنة السلفيين الذين تذمهم وتجهلهم ظلماً وبغياً لا يقتصرون على أقوال شيخ الإسلام، بل هم يتمسكون بنصوص الكتاب والسنة وبمنهج السلف الصالح، الذي يعرفونه حق المعرفة من مؤلفاتهم كـ”السنة” لعبد الله بن أحمد، و”السنة” للخلال، و”الشريعة” للآجري، و”شرح أصول اعتقاد أهل السنة” للالكائي، وغيرها، ويحاربون التقليد، فإذا وجدوا خطأ لعالم من السلف فمن بعدهم بيّنوا ذلك نصيحة لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم
ت- واعلم أيها القزم الكذوب أن شيخنا الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي قد دَرَّسَ عدداً من كتب العقائد، ويسير على منهج السلف الصالح فلا تفترِ أيها الجهول على أهل التوحيد والسنة، ولا تصورهم بهذه الصورة المظلمة
ث- إن عماد فراج لو كان ممن يخشى الله ويتقيه للزم غرز أهل السنة ولوقف في صفهم بدل أن يشوههم بما يفرح اليهود والنصارى والروافض والخوارج وسائر أهل الضلال
ج- إن تكفير النوع وعلى وجه العموم هو منهج أئمة السلف المبني على نصوص الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، وأما من يقع في الكفر وهو يعلم أنه كفر، ويصر عليه فإن أهل السنة السابقين واللاحقين يكفرونه، ومنهم شيخ الإسلام
ح- واشتراط إقامة الحجة على الجاهل المعين هو أمر دل عليه الكتاب والسنة، وسار عليه أئمة السنة، ومنهم الإمام أحمد
خ- وأنت أيها الجهول على منهجك الحدادي الخبيث لا ترفع رأساً بنصوص الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، ولا تتورع عن الكذب وتلفيق التهم الخطيرة على شيخ الإسلام وأهل السنة
د- وزعمك أيها الفاجر في الخصومة بأن شيخ الإسلام اخترع قاعدة في التكفير لهو من أشد الكذب والفجور فأهل السنة السلفيين قاطبة مجمعون على أن شيخ الإسلام بريء من اختراع القواعد الباطلة، فأنت وشيعتك من الحدادية أصحاب القواعد الباطلة المخالفة للحق
ذ- وقولك أيها الحدادي الجهول : “وهو لا يكفر أحداً من أهل القبلة”
فأقول : نعم، هو لا يكفر أحداً من أهل القبلة المسلمين؛ كما دلت عليه النصوص الشرعية وسار عليه سلفنا الصالح، بخلاف منهج الحدادية الموافق لمنهج الخوارج والروافض في تكفير أهل السنة وغيرهم من المسلمين الذين يحرم تكفيرهم
ر- وسفسطتك أيها الحدادي الجهول بقولك : ” فلا تحاول الترقيع له لأنك لن تستطيع، وغيرك كان أقدر على ذلك، لكنه لم يملك إلا التسليم بما ذكرته عنه، وإن كان يرفض الكلام فيه بحجة انتشار البدع في العصر الذي عاش فيه، وغيرها من الأعذار التي اختلقتها المرجئة للدفاع عن رموزهم، ومن يعظمونهم”
فأقول: إن شيخ الإسلام لا يحتاج إلى الترقيع، لا سيما وأنت تحاربه بالجهل والكذب
ثم من هو الذي يسلم من أهل السنة بافتراءاتك المهلهلة والهزيلة الواضحة في الكذب والجهل إلا الروافض والخوارج والصوفية القبوريون الذين هدم شيخ الإسلام ضلالاتهم وما عندهم من كفريات
ورميك أهل السنة بالإرجاء من أكاذيبك وأكاذيب أسلافك الخوارج الذين فُقْتَهم بالكذب فأهل السنة يحاربون المرجئة وغيرهم بالحجج والبراهين، فدع الافتراء عليهم ورميهم بما هم برءاء منه، بل ويحاربونه بالصدق والحجج والبراهين، لا بالأكاذيب
ز- وقول هذا الدعي المفتري الضال : ” فعظم السنة أكثر من تعظيمك للرجال، واحتكم للكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، لا إلى عاطفتك وعقلك”
أقول: إنه ليصدق عليك قول الله تعالى (كبر مقتاً عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون)، لأنك لا تحتكم إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف، ولو كنتَ تحكِّم هذه الأصول لوافقت أهل السنة قلباً وقالباً ولما خالفتهم وحاربتهم ورميتهم بالفواقر التي لم يرمهم بها حتى الكفرة الملحدين
ولكن يصدق عليك وعلى أمثالك: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) الآية
وهذا القول من عماد فراج ينبغي أن يتنبه له السلفي فليس من قال مثل هذا القول يدل على أنه سلفي أو صادق بل هي مجرد ادعاءات لا حقيقة لها فالسلفي الواضح لابد أن تجتمع فيه خصال السنة وإلا فلا تغتر بمقولته وبهرجته للكلام
س- وقولك : ” واقرأ ما ذكرت لك من المقالات وغيرها”
أقول : إن مقالك هذا المليء بالكذب والجهالات لدليل واضح على أن مقالاتك التي تحيل عليها قد ملأتها بالأكاذيب والضلالات والجهالات، فأنت تحيل على غير مليء
ش- ومن حيل وخديعة هذا الكذوب الحدادي عماد فراج قوله “وتذكر موقف الأئمة من أمثال: ابن المديني، وابن معين، وابن كدام، وأبي ثور، وهشام بن عمار، والبخاري، وغيرهم، وجميعهم أعظم خطراً وأجل قدراً بكثير من ابن تيمية”
أقول: هذا الكلام سقته لتخدع الناس وتغرر بالجهال السذج أن منهجك الباطل موافق لمنهج الإمام أحمد ودون ذلك خرط القتاد أيها الدعي السافل المنحط عن المروءة والرجولة والفاجر في الخصومة بل هذا الموقف من الإمام أحمد حجة عليك لا لك وإليك البيان أيها المغرور :
– فأما ابن المديني فقد ضَعُف في محنة القول بخلق القرآن، ولقد هجره الإمام أحمد، ولم يبدعه ولم يكفره، وعلى مذهبك هو كافر، وأما بقية أهل الحديث والسنة فعذروه وحفظوا له مكانته
– وأما ابن معين فقد وقع في شيء من الضعف في هذه المحنة، وقد غضب عليه الإمام أحمد، لكنه لم يبدعه، فعذره أهل الحديث وحفظوا له مكانته وموقف الإمام أحمد فيهما بخلاف منهجك ومنهج الحدادية الخوارج القائم على التكفير والكذب والفجور
– وأما مسعر بن كدام فإنه وقع في شيء من الإرجاء، ولم يشتد عليه إلا سفيان الثوري، ولم يشهد جنازته من أجل هذا الإرجاء، وأما بقية أهل الحديث فحفظوا له مكانته، فهم ضلّال على مذهبك الحدادي الخارجي
– وأما هشام بن عمار، فقد أثنى عليه أبو زرعة الرازي وغيره من علماء السنة لكن قال المروزي: ورد كتاب من دمشق: سل لنا أبا عبد الله؛ فإن هشام بن عمار قال: لفظ جبريل ومحمد عليهما السلام بالقرآن مخلوق، فسألتُ أبا عبد الله فقال: أعرفه طياشا، قاتله الله لم يجترئ الكرابيسي أن يذكر جبريل ولا محمداً -صلى الله عليه وسلم- هذا قد تجهم وفي الكتاب أنه قال في خطبته الحمد الله الذي تجلى لخلقه بخلقه فسألت أبا عبد الله فقال هذا جهمي الله تجلى للجبل يقول هو تجلى لخلقه بخلقه إن صلوا خلفه فليعيدوا الصلاة “
“وقال المروزي مرة : ذكر أحمد هشاماً فقال: طياش خفيف
وقد ذكره الذهبي في “ميزان الاعتدال” (4/303-304) فاعتذر له
أقول: ومثل هذا أنت تكفره، فكيف تفضله على شيخ الإسلام المحارب للتجهم وغيره من الضلالات الكبرى والصغرى؟
– وأما أبو ثور إبراهيم بن خالد البغدادي، فصاحب سنة، قال عنه الإمام أحمد بن حنبل : أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة ، وهو عندي في مسلاخ سفيان الثوري أي على هديه وطريقته، وقال النسائي : ثقة مأمون ، أحد الفقهاء
– وأما البخاري فمن الظلم أن تورده في هذا السياق، فهو بريء مما رمي به من القول: “إن لفظي بالقرآن مخلوق”، وقد كذَّب كل من رماه بهذا القول الباطل، وألّف كتابه “خلق أفعال العباد” في هذه المسألة وغيرها
لكنك تزج بأهل السنة وترميهم بالبدعة وتطعن فيهم وهذا من دسائسكم أيها لحدادية الكذبة الفجرة
– وأما فريتك أيها الحدادي ” وجميعهم أعظم خطراً وأجل قدراً بكثير من ابن تيمية” فهو من الكذب فهؤلاء على فضل أكثرهم – مع ضعف في بعضهم – قد زاد عليهم شيخ الإسلام في نشر التوحيد والسنة وجهاد أهل الضلال من الملاحدة والروافض والجهمية وعباد القبور، ولا يلحقونه في الصبر على المحن ، بل المسافة بعيدة بينه وبينهم في هذا الميدان، فإن كابرت فهات مؤلفاتهم في الروافض والجهمية وغيرهم
فبهذا يظهر أن موازينك أيها الظلوم تقوم على الطيش والظلم
31- قال الحدادي التكفيري عماد فراج : “ثم أحيله على مقالة (موقف ابن تيمية من تكفير المعين)، ومقالة (بخصوص كلام ابن تيمية في تكفير الشافعي لحفص الفرد)”
32- أقول: بخصوص تكفير المعين فقد سبق الكلام على مسألة العذر بالجهل، والأدلة عليها من الكتاب والسنة وكلام أعلام السنة، وهو يتناول المعين الجاهل
33- وأما بخصوص كلام ابن تيمية في تكفير الشافعي لحفص الفرد، فهاك كلام شيخ الإسلام فلا أدري ما الذي يريده هذا الجهول من ابن تيمية فالذي نقله شيخ الإسلام في “مجموع الفتاوى” (12/502-522) عن أئمة السنة أنهم يكفرون من يقول: “القرآن مخلوق”، وأطال النفس في ذلك وممن نقل عنه شيخ الإسلام الإمام الشافعي
34- ومما ينبغي التنبيه عليه أن الإمام الشافعي يشترط إقامة الحجة على من يقع في الكفر، وهنا لم يكفر حفصاً إلا بعد أن ناظره، وأقام عليه الحجة
35- وقد سبق في الحلقة السابقة الأدلة من الكتاب والسنة وتصريحات عدد من فحول الأئمة بالعذر بالجهل واشتراط إقامة الحجة على الجاهل، فلا يُكفَّر قبل إقامة الحجة عليه، فإن أقيمت عليه الحجة وعاند، فعند ذلك يُكفَّر ولا كرامة