الكشف والبيان لمخالفات الحلبي لمنهج السلفي في مسألة الامتحان لفضيلة د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
 
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فلم يترك الحلبي أصلاً يخالف منهجه الجديد إلا وقد شغب عليه، وحاول إفساده، ملبساً للحق فيه بالباطل حتى لا يطعن به عليه، وقد سبقت مسألة (العقيدة والمنهج) ومسألة (الجرح المفسر) ومسألة (منهج الموازنات) والآن هنا في كلامه مسألة (امتحان الأشخاص) فجمع الحلبي في تقعيداته بين أمرين كلاهما يطعن بهما عليه الأول: المنهج المخالف لمنهج السلف، والثاني : التقعيد بالباطل خلافاً لمنهج السلف.
وإليك البيان : 
قال علي الحلبي في كتابه المسمى بـِ “منهج السلف الصالح” (ص90-94):
المسألةُ الثامنةُ: الامْتِحَانُ بالأَشْخَاص:
وَالمَقْصُودُ بِذَلِك: امْتِحانُ النَّاسِ بِالنَّاس؛ فَمَثَلاً: فُلاَنٌ مُبْتَدِع؛ مَاذا 
تَقُولُ فِيه؟
إِنْ قَال: هُوَ مُبْتَدِع!
فَهَذا سُنِّيٌّ…
وَإِنْ قَال: لَيْسَ مُبْتَدِعاً!
فَهَذا مُبْطِل، وَسَاقِط، وَمَايِع، وَضَايِع، ومُتَفَلْسِف!
وَقَدْ يُلْحَقُ بِهِ؛ لِيَصِيرَ -بَعْدُ- مُبْتَدِعاً مِثْلَه!!
فَكَثِيرٌ مِنَ الشَّبَابِ لاَ يُدْرِكُ حَقِيقَةَ هَذِهِ المَسْأَلَةِ حَقَّ الإِدْرَاك، وَلاَ يَفْهَمُها تَمامَ الفَهْم…
وَالنَّاسُ فِيهَا طَرَفَان، وَوَسَط:
– أَمَّا الطَّرَفُ الأَوَّل: فَهُوَ الَّذِي يَمْتَحِنُ بِبَعْضِ المُنْتَسِبِين إِلَى السُّنَّة، وَأَهْلِ السُّنَّة -مِنْ غَيْرِ تَفْرِيقٍِ بَيْنَ صَغِيرٍ وَكَبِير، وَبَيْنَ إِمَام، وَعَالِم، وَطَالِبِ عِلْمٍ-!
وَهَذا غُلُوٌّ وَإِفْرَاطٌ.
– وَالطَّرَفُ الثَّانِي: الَّذِي يَنْفِي الامْتِحانَ بِالأَشْخَاصِ -مُطْلَقاً-، وَيَجْعَلُهَا بِدْعَةً، وَيُنْكِرُها!!
وَهَذا تَقْصِيرٌ وَتَفْرِيط.
– وَالحَقُّ هُوَ الوَسَطُ العَدْلُ -بِلاَ إِفْراَطٍ وَلاَ تَفْرِيط-:
وقد عرفناهُ مِنْ كَلِمَاتِ أَهْلِ العِلْمِ السلفيين-وسِيَرِهِمْ- فِي ذِكْرِهِم وَعَدِّهِم مَن امْتَحَنُوا الآخَرِينَ بِهِم-. 
مِثَالُهُ:
مَا ذَكَرَهُ الإمامُ البَرْبَهَارِيُّ فِي «شَرْح السُّنَّة» (ص220- بِشَرْحِ الشَّيْخ النَّجْمِي)، قَال:
«إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَبا هُرَيْرَة، وَأَنَسَ بن مَالِك، وَأُسَيْد بن حُضَير: فَاعْلَم أَنَّهُ صَاحِبُ سُنَّة -إِنْ شَاءَ الله-.
وَإِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَيُّوبَ، وَابْنَ عَوْن، وَيُونُس بن عُبَيد، وَعَبْدَ الله بنَ إِدْرِيس الأَوْدِي، وَالشَّعْبِي، وَمالِك بن مِغْوَل، وَيَزِيد بن زُرَيع، وَمُعاذ بن مُعَاذ، وَوَهْبَ بن جَرِير، وَحَمَّاد بن زَيْد، وَحَمَّاد بن سَلَمَة، وَمَالِك بن أَنَس، وَالأَوْزَاعِي، وَزَائِدَة بن قُدامَة: فَاعْلَم أَنَّهُ صَاحِبُ سُنَّة.
وَإِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَحْمَدَ بن حَنْبَل، وَالحَجَّاجَ بن المِنْهَال، وَأَحْمَدَ بن نَصْر-وَذَكَرَهُم بِخَيْر، وَقَالَ قَوْلَهُم-: فَاعْلَم أَنَّهُ صَاحِبُ سُنَّة».
… هَذا فِي الامْتِحَان بِحُبّ أَهْلِ السُّنَّة.
وَأَمَّا فِي الامْتِحَان بِبُغْضِ أَهْلِ البِدْعَةِ-ومُنابَذَتِهِم-؛ فَفِي قَوْلِهِ (ص226) 
-رحمهُ اللهُ-:
«إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَذْكُرُ ابْنَ أَبِي دُؤَاد، وَالمَرِيسِي، أَوْ ثُمَامَة، وأَبا الهُذَيْل، وَهِشَاماً الفُوَطِي-أَوْ وَاحِداً مِنْ أَتْباعِهِم وَأَشْياعِهِم-؛ فَاحْذَرْه؛ فَإِنَّهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ… 
وَاتْرُك هَذا الرَّجُلَ الَّذِي ذَكَرَهُم بِخَيْرٍ..».
قُلْتُ: وَمِثْلُ هَذا النَّصِّ-بِطَرَفَيْهِ- مَا فِي كَثِيرٍ مِنْ كُتُبِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَالحَدِيث؛ مثلُ:
«شَرْح أُصُول اعْتِقَاد أَهْلِ السُّنَّة» (1/47 و51)، وَ«سِيَر أَعْلاَم النُّبَلاء» (11/195 و198 و 370)، وَ«تَهْذِيب التَّهْذِيب» (6/218)، -وَغَيْرها-.
فَالمُلاحَظُ فِي القَائِمَتَيْن -أَهْلِ السُّنَّةِ، وَأَهْلِ البِدْعَة-: أَنَّ هَؤُلاءِ وَأُولَئِكَ 
-كِلَيْهِما- رُؤُوسٌ فِيمَا هُمْ فِيه: 
فَأَهْلُ السُّنَّةِ المَذْكُورُون هُمْ رُؤُوسٌ فِي السُّنَّة.
وَأَهْلُ البدعةِ المَذْكُورُون هُمْ رُؤُوسٌ فِي البِدْعَة.
فَالسُّؤَالُ المُهِمُّ -بَل الأَهَمُّ-هُنَا-هُوَ:
هَلْ كُلُّ مُشْتَغِلٍ بِالسُّنَّةِ -أَوْ داعٍ إِلَيْهَا- عالِماً أَوْ طَالِبَ عِلْمٍ- دُونَ أَنْ يَكُونَ رَأْساً -فِيهَا- يُمْتَحَنُ بِهِ؟!
هَلْ يُمْتَحَنُ بِـ (عَلِيّ) وَ(عُلَيَّان) كَمِثْلِ مَا يُمْتَحَنُ بِأَئِمَّةِ العصر والزَّمَان؟!
وَهَلْ كُلُّ مُواقِعٍ لِلْبِدْعَةِ -أَوْ عَامِلٍ بِهَا-؛ دُونَ أَنْ يَكُونَ رَأْساً فِيها- 
يُمْتَحَنُ بِهِ؟!
هُنا المِحَكُّ، وَمَرْبَطُ الفَرَسِ -كَمَا يُقَال-.
فَهَلْ يَجُوزُ إِلْحَاقُ (عُمُومِ) ثِقاتِ الرُّواةِ بِأُولَئِكَ المَذْكُورِين بِأَسْمَائِهِم -عَلَى وَجْهِ الخُصُوص-؛ لِيُمْتَحَنَ بِهِم؟!
فَمَا فَائِدَةُ (تَخْصِيصِ) أُولَئِكَ الأَعْيَان -فَقَط-؟!
وَمِثْلُ ذَلِكَ -سَواءً بِسَواءٍ- يُقَال فِي المُبْتَدِعَةِ، وَرُؤُوسِهِم…”. انتهى 
أقول : مستعيناً بالله تعالى :
– سأناقش الحلبي في هذه النتائج التي استنتجها بعد سرد أسماء القائمتين السالف ذكرهما.
أولاً- في قوله: ” فَهَلْ يَجُوزُ إِلْحَاقُ (عُمُومِ) ثِقاتِ الرُّواةِ بِأُولَئِكَ المَذْكُورِين بِأَسْمَائِهِم -عَلَى وَجْهِ الخُصُوص-؛ لِيُمْتَحَنَ بِهِم؟!
فَمَا فَائِدَةُ (تَخْصِيصِ) أُولَئِكَ الأَعْيَان -فَقَط-؟!”
ثانياً- وفي قوله: “وَمِثْلُ ذَلِكَ -سَواءً بِسَواءٍ- يُقَال فِي المُبْتَدِعَةِ، وَرُؤُوسِهِم…
فَضْلاً عَن أَنْ يَكُونَ (الامْتِحانُ) بِأَشْخَاصٍ يَنْتَسِبُونَ إِلَى السُّنَّةِ وَالسَّلَفِيَّة، وَيَدْعُونَ إِلَيْهِما، وَيُعْرَفُونَ بِهِما؛ لَكِن: وَقَعَت مِنْهُم أَخَطَاءٌ، وَوَقَعُوا فِي أَغْلاَط!
فَهَذا أَبْعَدُ مَا يَكُونُ عَنِ الحَقِّ (الامْتِحَانُ) بِهِ”. انتهى .
– يقال للحلبي : هل يجوز أن يفهم من اقتصار البربهاري على بعض أعيان أهل السنة أنه لا يجوّز إلحاق أمثال أولئك الأعيان من علماء السنة الذين لم يذكرهم البربهاري.
وهل قصد البربهاري وغيره من اقتصارهم على بعض الأعيان أنه لا يجوز الإلحاق بأولئك الذين اقتصر على ذكرهم؟
وهل يفهم من كلام البربهاري أنه يجوز إسقاط ثقات رواة الحديث، ولا سيما رواة الصحيحين، فلا قيمة لهم عنده، ولا يجوز امتحان أهل الضلال بهم؟
وما رأي الحلبي في قول أبي حاتم (11م198-النبلاء) : “إذا رأيت من يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة”.
هل كان أبو حاتم يقصد تخصيص الإمام أحمد بهذه الميزة، ولا يجوز عنده إلحاق الأئمة الآخرين به؟
وهل إذا قال الإمام أحمد (7/450-النبلاء) : “إذا رأيت يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام فإنه كان شديداً على المبتدعة”.
وقال القطان (1/92-تهذيب الكمال) :” إذا رأيت الرجل يقع في حماد فاتهمه على الإسلام”.
هل يقصد الإمام أحمد تخصيص حماد بن سلمة، فإذا جاء مبطل يطعن في غيره من علماء السنة واستنكر هذا الطعن، فهل يقال: إن أحمد قصد تخصيص هذا الحكم بمن يطعن في حماد بن سلمة فقط، ولا يجوز امتحان أهل الباطل إلا بحماد بن سلمة، هذا ما يؤدي إليه فقه ومنطق الحلبي.
ومثله قول ابن معين (7/239-التهذيب) :” إذا رأيت إنساناً يقع في عكرمة وفي حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام”.
وقول أسود بن سالم (10/168) :” كان ابن المبارك إماماً يقتدى به كان من أثبت الناس في السنة إذا رأيت رجلاً يغمز بن المبارك بشيء فاتهمه على الإسلام”.
يا حلبي إن الأشخاص الذين ذكرهم البربهاري القصد من ذكرهم التمثيل لا التخصيص، فما عظُم من ذكرهم إلا بإتباعهم السنة، وما يبغضهم من يبغضهم إلا من أجل تمسكهم بالسنة، فيلحق بهم من سار على نهجهم في هذه الأحكام.
الحلبي يهدف من وراء هذا الكلام أنه لا يجوز امتحان أهل الأهواء بأمثال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى والشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح اللحيدان والشيخ عبد الله الغديان والشيخ زيد بن محمد المدخلي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي وأمثالهم من أهل السنة حفظهم الله تعالى، ولا الامتحان بمنهجهم العظيم الذي هو منهج أهل السنة والجماعة.
لقد قال الحلبي آنفاً (( هَلْ كُلُّ مُشْتَغِلٍ بِالسُّنَّةِ -أَوْ داعٍ إِلَيْهَا- عالِماً أَوْ طَالِبَ عِلْمٍ- دُونَ أَنْ يَكُونَ رَأْساً -فِيهَا- يُمْتَحَنُ بِهِ؟!)) انتهى
وذلك يؤكد أنه لا يرى الامتحان بمثل هؤلاء العلماء، وأنه يقصدهم في هذه الحملة الشعواء. 
والحق أنه لا يطعن فيهم ويخالف منهجهم إلا مبتدع ضال، فهم في زمانهم يمثلون أيوب السختياني ومالكاً والأوزاعي في زمانهم؛ لأنهم على منهجهم، والذي يحبهم إنما يحبهم لأنهم على منهج أيوب ومالك والأوزاعي وغيرهم من أئمة السنة.
والذي يبغض علماء السنة في هذا الزمان إنما يبغضهم لتمسكهم بمنهج السلف، وكفى بذلك دليلاً على ابتداع وضلال من يبغضهم.
فإن قال الحلبي: لا، هذا القول غير صحيح.
فنقول: فأين قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: ” لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك”.
فإن قلت: إنَّ هذا الحديث لا ينطبق على هؤلاء العلماء، فأرنا من ينطبق عليهم.
وذكر البربهاري: ابن أبي دؤاد وبشراً المريسي ومن معهم للتمثيل لا الحصر كما تزعم.
وعجباً لك ولاستنتاجك لهذا التخصيص الباطل في حين أن البربهاري ذكر في السياق رؤوس أهل البدع وأشياعهم وأتباعهم، فمن أين أخذت هذا التخصيص؟
وهل إغفالك للأشياع والأتباع الذين حكم عليهم البربهاري بالحكم الذي أنزله على الرؤساء والأعيان؛ لتخصص جواز الامتحان فقط بالرؤوس والأعيان من سلوك أهل السنة الأمناء الناصحين؟!
أهكذا يكون الفقه وهكذا تكون الأمانة العلمية؟
وعلى فقهك هذا لا يجوز أن يمتحن بأحد من الروافض إلا من أعيانهم؛ أما من عداهم من خريجي جامعات الرفض وحوزاتهم فالامتحان بهم حرام وغلو، ولو اعتقدوا في أهل البيت أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، ولو كفروا الصحابة وطعنوا في القرآن وفي زوجات الرسول – صلى الله عليه وسلم-، ولو كانوا من الدعاة إلى ذلك.
ولا يجوز أن يمتحن بأحد من الصوفية إلا برؤسائهم، ولا يجوز الامتحان بغيرهم، ولو كانوا من خريجي جامعات التصوف ومن الدعاة إلى التصوف وتقديس الأولياء وغيرهم، وهكذا قُل في سائر طوائف الضلال.
يقرر الحلبي هذا التقرير الخطير وأمثاله باسم المنهج السلفي زاعماً أن أئمة الإسلام معه وهو معهم على منهجهم، ومن خالف هذا المنهج المزعوم المهلك فهو من الغلاة وغال في التجريح.
وإذا طعنتْ هذه الأصناف في علماء السنة المعاصرين وطعنوا في منهجهم، ونشروا هذه الطعون بمختلف الوسائل، فلا يجوز الاعتراض عليهم؛ لأن هذا من الامتحان بالأشخاص؛ لأنهم ليسوا من الرؤساء ولا من الأعيان عند المنظر الكبير الشيخ علي الحلبي، فإلحاقهم بالرؤساء من الغلو والجهل ومن المنكرات التي يجب محاربتها، ويجب تأليف المؤلفات، وأن تنشأ المنتديات لتحقيق هذه الغاية الجهادية.
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (93) حاشية رقم(2):
” ألَمْ يمتحن إلى الأمس القريب- بحُبِّ (فلان!)، ويبدع (المُشِير إِلَيْه!)؛ فَضْلاً عَن المُتكلِّمِ فيه! باعتباره (مِحْنَة أَهْلِ السُّنَّة)؟!!
ثمّ (انقلبَ) الأمرُ -فيه-؛ فصار يمتحن (ببُغضِهِ) -نفسه!-، ويبدع -حَتَّى- المُدافعَ عنه!!
فلئنْ كان الموقفُ (الأولُ) خطأً؛ فما الذي يمنعُ أنْ يكونَ الموقفُ (الثاني) خطأً – أيضاً-؛ لكنْ؛ باتجاهٍ آخَرَ!؟!
… لا إله إلا الله..
اللهمَّ ثبِّتْنا على هُداك حتى نلقاك…”.
أقول مستعيناً بالله : 
هذا الكلام من الحلبي فيه شماتة وتشويه وظلم لأهل الحق، ثم فيه مبالغة زائدة تصل إلى درجة الكذب.
فالشخص المشار إليه كان يظهر الذب عن السنة وأهلها والطعن فيمن يخالفهما.
ثم بعد حين بدأ يطعن في أناس معروفين بالسلفية بدون حجة على طعنه، فأنكر مشايخ المدينة الشيخ ربيع وإخوانه تصرفات وأحكام هذا الرجل، وكرروا نصحهم له على امتداد سنوات، فلا يزداد إلا تمادياً في منهجه وأحكامه التي يقذفها بدون بيان ولا أسباب توجب ما يقول، ثم أخيراً كتب الشيخ ربيع نصيحته المشهورة.
فانقلب هذا الرجل بحربه على الشيخ ربيع وإخوانه طعناً ظالماً وتشويهاً، وألّب عليهم جهالاً وسفهاء يطعنون فيهم ويسقطونهم، فتصدى الشيخ وإخوانه لهذا البغي والظلم.
أفيعاب الشيخ وإخوانه المتمسكين بالمنهج السلفي اعتدالاً وأخلاقاً، أو يعاب ذلك الشخص المنحرف المجازف؟
ثم من الكذب المبالغ فيه قوله : “يمتحن إلى الأمس القريب- بحُبِّ (فلان!)، ويبدع (المُشِير إِلَيْه!)؛ فَضْلاً عَن المُتكلِّمِ فيه! باعتباره (مِحْنَة أَهْلِ السُّنَّة)؟!!” انتهى
فأثبت هذه الدعوى بالحجة والبرهان.
ومن الكذب المبالغ فيه قوله: ” ثمّ (انقلبَ) الأمرُ -فيه-؛ فصاروا يمتحنون (ببُغضِهِ) -نفسه!-، ويُبَدِّعون -حَتَّى- المُدافعَ عنه!!”.
فأين هذه الامتحانات؟ فأثبتها إن كنت من الصادقين.
فهؤلاء السلفيون في كل مكان أعتقد أنهم لم يعرفوا هذه الامتحانات ولا سمعوا بها.
منهج الحلبي دفعه إلى ثلب وتشويه الشيخ ربيع وإخوانه المظلومين الدافعين للظلم.
إنّ الحلبي المسكين لا يعرف أن الصحابة حاربوا أناساً كانوا مسلمين، فلما توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم- انحرفوا، فمنهم من ارتدّ عن الإسلام، ومنهم من منع الزكاة، فقاتلوا هذين الصنفين.
والانحراف يكثر من أناس كانوا على السنة، وكانت لهم مكانتهم عند أهل السنة وأئمتها، فلما انحرفوا بدّعوهم وعاملوهم بما يستحقون، فعلى منهج الحلبي يكون اللوم على من يقاوم المنحرفين؛ سواء كان المقاوم هم الصحابة أو أهل السنة وأئمتهم.
وهذا العلامة الألباني كان أناس لهم مكانتهم عنده انحرفوا عما كانوا عليه من الحق فعاملهم بما هو معروف للحلبي وغيره، فعلى منهج الحلبي اللوم على الألباني، لا على المنحرفين.
وهذا الحلبي نفسه كان يُعظم ويُبجل شيخه محمداً إبراهيم شقرة وسليماً الهلالي، ثم قامت الخصومة بينهما وبينه، والله أعلم لا على المنهج وإنما على أغراض ([1])
فهل يؤنب نفسه ويشهر بها على موقفه من المذكورين؟
فنعوذ بالله من الهوى وعمى البصائر، وكم للحلبي من التخبطات والتناقض، وذلك من نتائج فساد منهجه والتزلزل عن المنهج السلفي.
وقول الحلبي: ” فلئنْ كان الموقفُ (الأولُ) خطأً؛ فما الذي يمنعُ أنْ يكونَ الموقفُ (الثاني) خطأً -أيضاً-؛ لكنْ؛ باتجاهٍ آخَرَ!؟!”.
يقال: هذه التخطئة في الحالين لا تخص الشيخ ربيعاً وإخوانه؛ بل تتناول مواقف الصحابة ومن تبعهم من السلف وتخالف أصولهم من البناء على ظاهر الأشخاص؛ الأمر الذي عليه الكتاب والسنة ومنهج السلف وتطبيقهم؟
ثم ما حكمك على نفسك، فقد كنت بالأمس تبجل من تطعن فيهم اليوم وتؤلب عليهم اليوم الأغمار والرعاع.
لو لم يكن في كتابك المسمى بمنهج السلف إلا هذا البلاء لكفاه بطلاناً وسقوطاً، فكيف وهو مليء بالأباطيل والأقوال والتأصيلات الساقطة والتناقضات البلهاء.
 
محبكم
أحمد بازمول 
 
 
 
 
 
 
([1]) بدليل أن شقرة ألف كتاباً يثني فيه على سيد قطب، ويدافع عنه! فلم يحرك الحلبي ساكناً!! فهل يا تُرى الخصومة التي حصلت بينهما أخيراً من أجل المنهج السلفي !!!