السيل الجرار على ضلالات وتشديقات الطيباوي المحتار ​​لفضيلة د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
 
 
أما بعد
 
 
فلا يزال أهل البدع والضلال في التشغيب وإثارة الفتن والتلبيس على عباد الله ومحاربة أهل السنة ومحاولة التشنيع عليهم بكل وسيلة باطلة من بابة الغاية تبرر الوسيلة كما هو شأن وحال المغضوب عليهم من اليهود .
 
 
ولعل الناظر في حال أهل الفتن في هذا العصر ابتداء من قائدهم (عرعور السوري) و(المصري المأربي أبي الحسن) ووصولاً إلى خادمهم والذاب عنهم (الحلبي علي حسن) يجد العجب العجاب من وقوعهم في الباطل وإصرارهم عليه بل ونصرتهم له وجلبهم بخيلهم ورجلهم في محاربة أهل السنة السلفيين الصادقين من أجله .
 
 
والفضل لله أولاً وآخراً ثم لعلمائنا السلفيين – خاصة حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر وبحق ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى – في الإعانة على هدم باطلهم ورد شبهاتهم وفتنهم في نحورهم حتى غصوا بها وطاشت عقولهم وسهامهم وأفلست حجتهم.
 
 
وقد كشفت فتنة الحلبي عن عدد من المفتونين والمتخاذلين والمتعالمين والمتفلسفين والجهال : ولعل من أظهر من اجتمعت فيه هذه الصفات المدعو مختار طيباوي الذي خدع وزين له سوء عمله فرآه حسناً .
 
 
فالمسكين كتب وسوَّد وضيع وقته في مقالات يرد بها على أهل السنة السلفيين دلت على جهله البالغ، وفلسفته المتهافتة، وتعالمه الدنيء !
 
 
وآخر ما وقفت عليه مقاله الذي سوده تحت عنوان
 
 
 
 
(( هل أصاب الشَّيخ ربيع في مقاله الأخير (حكم امتحان أهل الأهواء(؟) ))
 
وهذا المقال بمفرده من أظهر الأدلة على وصف هذا الرجل بأنه متعالم جاهل متفلسف لما اشتمل عليه من تخبطات وانحرافات ومزالق لا تقع من صغار طلاب العلم فضلاً عن غيرهم !!
 
 
وسأذكر لك بعض المواضع الدالة على ما ذكرت من جهله وفلسفته في مقاله الأخير.
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
( أمَّا بعد؛يجد النَّاظر)
 
قلت :
 
 
لم يقرن جواب أما بالفاء !
 
 
وقد نصوا على وجوب اقتران جواب أما بعد بالفاء الزائدة إلا في نادر النثر والشعر ولا يقاس عليهما.
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
 
 
 
(أنَّه قد بذل جهداً لتقرير هذا الأصل كأنَّما يخالف في ذلك بعضُ أهل السُّنَّة في هذا العصر؟!(
 
 
قلت : صدقت – وأنت كذوب – أهل السنة الخلص لا يخالفون في هذا الأصل ولا يشغبون عليه ويُعْمِلُونَه.
 
 
وأما أهل الأهواء والبدع والضلال من أمثال الحلبي وأشكالك فيشغبون عليه ويحاربونه .
 
 
واستشكالك هذا يدل على جهلك بأسلوب أهل العلم في تقرير المسائل وحشد الأدلة لبيان الأصل وما تفرع عليه .
 
 
ولكن صاحب الهوى أعمى القلب لا يبصر الحق ولا يريد أن يبصره نسأل الله السلامة والعافية!
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
 
 
 
 
( فدائماً ما يكون الإشكال مع الشَّيخ ربيع مِن هذا الجنس: يُعارض النِّزاع في الفرعيَّات بالكلِّيَّات الَّتي لا ينازعه فيها أحد ؟!)
 
قلت :
 
 
هذا من كذباتك يا طيباوي فالخلاف بين السلفيين وعلى رأسهم حامل راية الجرح والتعديل وبين أهل البدع من أمثالك وأمثال الحلبي والمأربي في جهتين :
 
 
الأولى : في الأصول والكليات فأنتم تلبسون على الناس فيها وتغيرون المفهوم السلفي الصحيح لها .
 
 
والثانية : في التطبيق العملي وتنزيل الكليات على الجزئيات الواضحات التي لا إشكال فيها .
 
 
وأذكر مثالاً للقارئ الحصيف حتى يدرك حقيقة بهذه المسألة التي يسفسط حولها هذا المتفلسف الطيباوي المتعالم .
 
 
فالحلبي يقول : قال شيخ الإسلام: (امتحان المسلمين بالأشخاص:من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة) ؟؟؟
 
 
أقول : بلا شك أن هذا كذب على شيخ الإسلام رحمه الله تعالى فلم يقله كما كنت بينته في تعليقي على مقال أخي يوسف المشاقبة الذي بعنوان (( الحلبي غير مقاله الأول وعدل فيه، حتى لا يُفضح عند أتباعه))
 
 
 
فهنا نلاحظ أن الحلبي يقرر قاعدة وهي أن امتحان المسلمين بالأشخاص من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة .
 
 
ثم جاء هو وأتباعه ليطبقوا هذا الأصل فيردون امتحان الناس بموقفهم من الشيخ العلامة ربيع المدخلي ليستدل بذلك على سلفيته ؟
 
 
وبموقفهم من علي الحلبي المبتدع الضال ليستدل بذلك على انحرافه وضلاله.
 
 
وبهذا يظهر أن الطيباوي لبس ودلس وسفسط وادعى أنه يؤمن بالامتحان وواقعه وحزبه بخلاف ذلك بل هم يعتبرون امتحان الناس بدعة !
 
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
 
 
 
(فالامتحان وإن كان أصلاً شرعيَّا جاءت به الشَّريعة، ودلَّ عليه القرآن والسُّنَّة فإنَّ موضوعه مختلف عن تصوُّر الشَّيخ ربيع له، فلا يجب، ولا يجوز أن نخلط بين أنواعه، ومقاصد كلِّ نوع منها)
 
 
قلت : الآن تقول هذا وقد ادعى شيخكم الحلبي أن الامتحان بدعة !
 
 
إن هذا لمن تلبيسك وتدليسك يا طيباوي.
 
 
ثم إن صور الامتحان التي وردت في الشريعة فيها تقرير مشروعية الامتحان لمن لم يخالط أهل الباطل ولم يدافع عنهم ويطعن في أهل السنة ويشوش عليهم .
 
 
وفيها تقرير مشروعية الامتحان سواء كان مع من ظهرت منه الريبة أو لا .
 
 
والامتحان مقصده واحد؛ وهو استخراج ما كان خفياً من باطن الإنسان، والمقاصد التي تزعمها إنما هي لصور الامتحان لا لتعدد مقاصده .
 
 
ولا شك أن هذا من تلبيسك وسفسطتك؛ حيث تريد أن تقلب الأمور بمثل هذه التمويهات التي لا تنطلي إلا على من أعمى الله قلبه أو من لا يريد معرفة الحق من أمثالك وأمثال الحلبي.
 
 
ثم قولك (موضوعه مختلف عن تصور الشيخ ربيع له)
 
 
أقول : أنت عاجز عن بيان هذا الاختلاف !
 
 
ولو كان ثَمَّ اختلاف لطرت به وشنعت كما هي عادتكم ولكن هيهات العقيق.
 
 
وإنما أجملت في الكلام على عادة أهل البدع الذين يجملون في كلامهم ليمرروا باطلهم كي لا يتفطن له السذج المغفلون من أتباعهم .
 
 
ومراد الشيخ ربيع بهذه الأدلة والصور المذكورة بيان أن الشرع قرر الامتحان لمجرد معرفة حال الشخص وإن لم يخاصم ويوالي أهل البدع فمن باب أولى امتحان الناس عند ظهور مخاصمتهم وموالاتهم لأهل البدع .
 
 
وهذا استدلال أصولي وهو المعروف بمفهوم الأولى وهو التلويح.
 
 
وقولك (فلا يجب، ولا يجوز أن نخلط بين أنواعه، ومقاصد كلِّ نوع منها)
 
 
أقول : هذا من تهويلك وتضخيمك للموضوع دون أي نتيجة تذكر سوى التلبيس والتدليس .
 
فهذه الامتحانات المذكورة وإن اختلفت صورها إلا أن المقصود منها معرفة أحوال الناس كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله ” معرفة أحوال الناس تارة تكون بشهادات الناس، وتارة تكون بالجرح والتعديل، وتارة تكون بالاختبار والامتحان” كما في مجموع الفتاوى (15/330)، ولشيخ الإسلام كلام واسع في هذا .
 
 
وقال الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى – في مجالس التذكير (242) ” ما تخالف البواطن، والتصنّع والتكلف قلّما يسلم منهما أحد، ولا يعصم من الخطأ مع هذه المغالطات كلها إلا الامتحان والاختبار فاعتصم بهما”
 
 
ولكنك لا تفقه هذا الأمر إذ لو عقلت أو فهمت مقصد الامتحان لما كان هذا حالك ولكن فاقد الشيء لا يعطيه ، وكيف يستقيم الظل والعود أعوج.
 
 
أو أنك ملبس مدلس.
 
 
وقولك (فلا يجب ولا يجوز) فيه ركاكة ظاهرة تدل على ضحالة علمك !
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
(فكون الله سبحانه وتعالى يمتحن عبادَه ليميِّز بين المؤمنين والمنافقين ، والطَّيِّب والخبيث. وكون الإنسان يُمتحن على دينه إذا تعلَّق الأمر بعتق، أو كفارة، أو شهادة أمام القاضي، فهذا لا ينازع فيه مسلم يعرف دينه.
 
فليس الإشكال في أنواع الامتحانات الَّتي ذكرها الشَّيخ ربيع كأنَّما مَن ينازعه في ملابسات هذه القضيَّة وتنزيلاتها لا يعلم ما جاء في امتحان النِّساء، والولاة، والأصحاب، والشُّركاء و الشُّهود؟!)
 
قلت: هذا من تلبيسك وعدم فقهك لكلام العلماء وأسلوبهم في تقرير المسائل.
 
 
وشيء طبيعي من يجالس أهل البدع والأهواء ويدافع عنهم أن يسلب عقله ويجهل هذه الأمور ويسفسط فيها .
 
 
فهذه الصور تقرر مشروعية الامتحان فيها ! فامتحان من يخاصم أهل الحق ويوالي أهل البدع من باب أولى.
 
وقولك ( فليس الإشكال في أنواع الامتحانات الَّتي ذكرها الشَّيخ ربيع كأنَّما مَن ينازعه في ملابسات هذه القضيَّة وتنزيلاتها لا يعلم ما جاء في امتحان النِّساء، والولاة، والأصحاب، والشُّركاء و الشُّهود؟!)
 
 
أقول : صدقت – وأنت كذوب –
 
 
ليس الإشكال في ذلك !
 
وإنما الإشكال في تحريفكم وتضليلكم للشباب بالقواعد المخالفة لمنهج السلف وليكم لأعناق النصوص وسفسطتكم في الواضحات .
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
(فأكثر ما جاء في هذا المقال تكرار لأنواع الامتحان الَّتي وردت بها الشَّريعة، وهذا لا نزاع فيه، ولا يوجد مِن المخالفين للشَّيخ ربيع ـ مِن أهل السُّنَّة ـ مَن قال :إن مبدأ الامتحان بدعة(!))
 
قلت : المخالفون للشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى من أمثال عرعور والمغراوي والمأربي والحلبي ليسوا من أهل السنة بل هم من أهل البدع والضلال والانحراف عن المنهج السلفي كما نص على ذلك جماعة من أهل العلم .
 
ولا يفيدك وصفهم بأنهم من أهل السنة إذ هم مخالفون للسنة محاربون لأهلها.
 
بل أنت يا طيباوي مبتدع ضال لا يقبل حكمك على نفسك حتى يقبل على غيرك!!
 
 
ثم : إذا كنتم تسلمون بهذه الأنواع من الامتحانات ولا تنازعون فيها فيلزمكم أن تسلموا بالامتحان الذي تصفونه بأنه بدعة وتشوشون عليه بمثل هذه الترهات والخزعبلات .
 
 
فانظر إلى الحلبي إذ يقول : امتحان المسلمين بالأشخاص:من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة
 
 
ومن قبله المأربي في منهاجه الباطل .
 
 
وكذا عبدالمالك الرمضاني الذي ينادي بأن الامتحان بدعة !
 
 
ثم تأتي تسفسط علينا بأنه لا ينازعه أحد ٌ.
 
 
نعوذ بالله من الخذلان ومن الشقاق ومن العمى عن الهدى !
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
(وإنَّما يردُّون أصل الشَّيخ ربيع الَّذي عجز في مقاله هذا عن التَّدليل عليه، وهو امتحان كلِّ شخص بكلِّ شخص يخطِّئه، فهذا لا أصل له عند أهل السُّنَّة ،ولم يورد له دليلا واحدا).
 
قلت : هذه عدة كذبات يا طيباوي .
 
الكذبة الأولى :
 
هذا الأصل أصل سلفي سار عليه الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله مثل ما سار عليه إخوانه السلفيون فلم يتفرد به الشيخ ربيع أو ابتدعه.
 
 
والكذبة الثانية :
 
 
زعمك أن الشيخ ربيع المدخلي عجز عن التدليل لهذا الأصل !
 
 
وهذا كلام ظاهر السقوط !
 
 
فكلام الشيخ ربيع المدخلي أعجزكم وأسقط باطلكم وشبهكم حتى صرتم تتطايرون مثل الذباب المتساقط على النار .
 
 
والكذبة الثالثة :
 
 
الشيخ ربيع والسلفيون لا يقولون بهذه الكلية في الامتحان من الجهتين التي لا تخطر ببال رجل عاقل ؟
 
 
وإنما المشايخ السلفيون والشيخ ربيع منهم يقررون أصلاً موافقاً لأهل السنة : وهو الامتحان بالأشخاص البارزين في السنة أو بالأشخاص المتمرغين في البدعة.
 
 
فالشخص الذي يكون معروفاً بالسنة داعياً إليها متمسكاً بالمنهج السلفي فهذا من عاداه لمنهجه استدل على أنه من أهل البدع لأنه يخالفه لتمسكه بالسنة التي يحملها ويدعو إليها.
 
 
والعكس بالعكس تماماً في الداعية إلى بدعة أو من تعلقت به البدعة.
 
 
قال الشيخ محمد بازمول ” ينبغي أن يضبط هذا بضابطين اثنين :
 
 
الضابط الاول : أن يكون الشخص الممتحن به من أهل السنة الظاهرين المعروفين بحيث أصبح اسمه شعاراً يعرفه أهل السنة ويدل عليهم .
 
 
الضابط الثاني : أن لا يستعمل هذا الضابط إلا في محله إلا في أشخاص نريد أن نمتحن نعرف بدعتهم مثل السني والشيعة في الصحابة ومثل أن نريد أن نعرف أصحاب البدع والضلالات اليوم الحزبيين من غيرهم فنمتحن مثلاً بمحبة ابن باز بمحبة الألباني بمحبة علماء أهل السنة كالشيخ ربيع وكغيرهم الذين عرفوا بمواقفهم ضد هؤلاء إذا كان موقفه سليماً عرفنا أنه إن شاء الله في هذا الباب سليم ” انتهى .
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
(فالنِّزاع مع الشِّيخ ربيع في هذا الأصل في حيثيتين أو مقدِّمتين:
 
الأولى: مَن يعتبرهم مِن أهل الأهواء لا نُسلِّم له أنَّهم كذلك، ولم يسلِّم له كبار شيوخ السَّلفيَّة الأموات منهم والأحياء بذلك، فإن اعتبر ـ مثلا ـ الشَّيخ عليًّا مِن أهل الأهواء ثمَّ بنى على هذا الاعتبار امتحان النَّاس به كان مخطئا مِن الأصل،من جهة أنَّه خسر بوضوح النِّقاش العلميَّ حول القضايا المختلف فيها،فكلُّ شبهاتهم تمَّ الرَّدُّ عليها بأدلَّة لحدِّ الآن لم يجيبوا عنها)
 
قلت :
 
 
1- مَنْ أنت حتى لا تصح الأحكام على أهل البدع إلا بموافقتك ؟
 
 
2- الحلبي والمأربي وعرعور واقعون في بدع كبرى منها الدفاع عن أهل وحدة الوجود! وعن وحدة الأديان ! وأخوة ومساواة الأديان ! وتأصيلات باطلة مصادمة لمنهج أهل السنة .
 
 
وادعاء بعض كبار هذا الحزب أن جماعة الإخوان وجماعة التبليغ من أهل السنة مخالفاً بذلك كبار علماء السنة كالعلامة ابن باز والعلامة الألباني ! وبقية هذا الحزب وأنت منهم تقرون هذا الباطل وتعتبرون هذا المزكي لتلك الجماعتين من أهل السنة .
 
 
3- على أن النزاع ليس مع الشيخ العلامة حامل راية الجرح والتعديل ربيع المدخلي فقط !
 
 
بل مع المنهج السلفي الذي يسير عليه المشايخ السلفيون .
 
 
وتقدم يا طيباوي أنك مبتدع ضال منحرف لا يقبل حكمك على نفسك فضلاً أن يقبل حكمك على غيرك !
 
 
وقولك (ولم يسلِّم له كبار شيوخ السَّلفيَّة الأموات منهم والأحياء بذلك)
 
 
1- سمِّ لنا شيوخ السلفيين الأحياء منهم والأموات الذين لم يسلموا للشيخ العلامة ربيع المدخلي تبديعه لهؤلاء المبتدعة من أمثال عرعور والمأربي والحلبي ؟
 
 
2- هؤلاء الأحياء والأموات بعد موتهم هل شهدوا لمن يدافع عن أهل وحدة الوجود ومن يزكي وحدة الأديان وأخوة الأديان ويدافع عنها ويزكي من يؤيدها !
 
 
نحن نعرف أحكام العلماء السابقين والمعاصرين على مَنْ يتمرغ في هذه الأوحال !
 
 
فإن كنت لا تعرف أحكامهم فتلك مصيبة ! وإن كنت تعرفها فالمصيبة أعظم !!
 
 
3- وهل تزكية العالم تعتبر صك غفران فلا يضره ما فعل بعد ذلك !
 
 
ما هذا الغلو الشديد القبيح !
 
 
العالم إذا زكى شخصاً وثبت على الحق فالتزكية منطبقة عليه لأنه زكاه لمنهجه الحق الذي يسير عليه وهو ثابت راسخ فيه.
 
 
كتزكية العلامة الألباني وإخوانه من كبار المشايخ السلفيين لمنهج الشيخ العلامة ربيع المدخلي وأنه يسير على الحق .
 
 
فأقول : على فرض أن من تدافع عنهم قد حصلوا على تزكيات :
 
 
إذا زكى العالم شخصاً ثم خالف بعد ذلك الحق وانحرف عن جادة الطريق وحاد إلى البدع والضلال فهذه التزكية غير منطبقة عليه بل قد تدل على أمر آخر ألا وهو أنه كان يتصنع ليتحصل على تزكية العلماء فلما أمن بالتزكية مكر وعاند وحارب أهل الحق بهذا المسلك الدنيء .
 
 
ثم : الأموات من العلماء كالألباني لو اطلع على ضلالات الحلبي هل ستبقى تزكيته للحلبي كما هي !
 
 
هذا طعن في الألباني إذ كيف يزكي الألباني رحمه الله تعالى الحلبي وهو يُجَوِّز وصف الصحابة بالغثائية !!!
 
 
وكيف يزكيه وهو يصف الرسالة التي تدعو لوحدة الأديان بأنها الإسلام والوسطية .
 
 
وكيف يزكيه وهو يطعن في السلفيين ويدافع عن أهل البدع والضلال .
 
 
وكيف يزكيه وهو يؤصل القواعد الباطلة والمناهج الفاسدة وينسبها كذباً وزوراً للسلف الصالح !
 
 
إذن تزكيات العلماء الأموات تصح لو كان الحلبي يسير على الحق أما مع المخالفة فهيهات العقيق !
 
 
أما تزكيات العلماء الأحياء فالحمد لله جمهور علماء السنة في هذا العصر على تبديع وتضليل الحلبي ومن تدافع عنه كالمأربي .
 
 
فهيئة كبار العلماء كلامهم فيه معروف.
 
 
بل طالبوه أن يجلس عند العلماء ليتلقى العلم .
 
 
والشيخ الغديان والشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح اللحيدان بدعو مقولاته وضللوها .
 
 
والشيخ أحمد النجمي رحمه الله تعالى وحواره مع الحلبي مشهور معروف .
 
 
والشيخ ربيع المدخلي بعد نصحه وصبره عليه بدعه وضلله .
 
 
والشيخ عبيد الجابري بدعه وضلله .
 
 
والشيخ زيد المدخلي بدعه وضلله .
 
 
والشيخ محمد بن هادي المدخلي والشيخ عبد الله البخاري والشيخ محمد بازمول والشيخ خالد عبد الرحمن المصري والشيخ عايد الشمري والشيخ حسن البنا والشيخ محمد سعيد رسلان والشيخ فلاح مندكار ومشايخ اليمن ومشايخ الكويت والشيخ فركوس ومشايخ الجزائر وغيرهم من أهل العلم كلهم اتفقت كلمتهم على :
 
 
– موافقة الشيخ ربيع المدخلي في تبديع الحلبي .
 
 
– إلزام الحلبي بالرجوع عن ضلالاته ومطالبته بالتوبة منها .
 
 
وأما كونك لا تسلم لتبديع الحلبي فهذه سفسطة الحلبي والمأربي (لا يقنعني، لا يلزمني) بأسلوب آخر هو عدم التسليم أي المعارضة للحق بالجدال العقيم .
 
 
وهذا مسلك باطل قال عنه العلامة صالح الفوزان كما في الأجوبة المفيدة (170) ” ننصح الشباب الذين يسلكون هذا المنهج ويحكمون على الأشياء حسب أهوائهم أن يتقوا الله سبحانه وتعالى وأن لا يتكلموا في الدين إلا عن علم ومعرفة، ولا يجوز للجاهل أن يتكلم عن الحلال والحرام والسنة والبدعة، والضلالة والهدى، بدون علم، فإن هذا قرين الشرك” انتهى
 
 
وأنا بالحق أقلب عليك باطلك يا طيباوي : فالشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى قد أثنى على منهجه السلفي الحق وعلى قوة علمه وحجته وجهاده في هذا الباب وتفرده به العلماء الكبار الأموات منهم والأحياء .
 
 
ولا يزال يسير على نفس المنهج ولم يغير ولم يبدل ولم ينحرف بل بفضل الله عليه أولاً وآخراً لا يزداد إلا ثباتاً وتمسكاً بالسنة .
 
 
أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحداً .
 
 
وأما تزكية بعض المشايخ المخدوعين بالحلبي فهي تزكية لا يلتفت إليها لأمور :
 
 
الأمر الأول : أن من جرحه معه زيادة علم . ومن علم حجة على من لم يعلم .
 
 
والأمر الثاني : أن الحلبي وأتباعه كذبوا على بعض المشايخ السلفيين فأوهموهم بأنهم سلفيون وأنهم مظلمون فزكوهم تحسيناً للظن بهم .
 
 
ويدل على أنهم لم يخبروا حالهم :
 
 
أن من زكى الحلبي من العلماء السلفيين: يضلل أقوال الحلبي ويحكم عليها بالبطلان.
 
 
والأمر الثالث : أننا لو اعتبرنا العدد : فمن جرحه أكثر ممن عدله.
 
 
والأمر الرابع : أننا لو اعتبرنا القوة : فمن جرحه أقوى حجة ممن عدله ؛ إذ الأدلة والبراهين معهم ومن يخالفهم لا حجة له.
 
 
والأمر الخامس : أننا لو اعتبرنا الواقع والحال : فحال الحلبي أظهر في البدع والضلال .
 
 
قال الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله تعالى في الحد الفاصل (21) : إن كثيراً من أهل الأهـواء يخفى أمرهم على جمهرة أهل العلم، ولا يتمكنون من كشف عوارهم، وهتك أستارهم؛ لأسباب :
 
 
– منها : البـطانة الســيئة : التي تحول بين هذا العـالم الجليل السني القـوي، وبين وصول ما يُهتك به سـتر ذلك اللعَّاب الماكر الغشاش الدساس – البـطـانة الســيئة – حال لا يمكن أن يصل إليه شيء، حتى أنها تحـول بينه، وبين إخوانه الذين يحبهم في الله، فلا يستطيع أن يقرأ كل شيء .
 
 
– ومنها : أن يكون ذلك العالم ليس عنده وقت، بل وقته كله في العلم، والتعليم .
 
 
– ومنها : أن يكون بعيداً عن هذه الساحة؛ يكون هذا الشخص مثلاً : في مصر، أو الشام، أو المغرب، أو مثلاً اليمن، وهذا العالم- الذي في السعودية- لا يدري عما يجري في تلك الساحة؛ ما بلَّغه ثقةٌ بما يجري في تلك الساحة والساحات؛ فهو جاهل بحاله.
 
 
– ومنها : أن يكون هذا العالم قد نمى إلى علمه وتعلق في فكره أن ذلك الرجل ثقة عنده، فما استطاع أن يصل إلى ما كشفه غيره من أهل العلم ؛ للأسباب المتقدمة وغيرها،لكن نمى إلى علمه سابقاً أنه صاحب سنة وأنه يدعوا إلى الله، وكان أمامه يُظهر السنة، وحب أهل السنة،والدعوة إلى السنة، ويذكر قَصصاً من حياته ومصارعته للأفكار الفاسدة، والمناهج الكاسدة، ويأتي له بكتب سليمة، وما درى عن دسائسه.
 
 
فإذاً ماذا نصنع ؟
 
 
نعمل على كلام ذلك العالم الذي أقام الدليل، وأقام البينة التي توجب الحذر من ذلك الرجل من كتبه، ومن أشرطته، ومن شخصه.
 
 
وأما ذلك العالم الجليل فهو على مكانته عندنا؛ لا نجرحه، ولا نحط من قدره، ولا نقلل من شأنه بل نعتذر له؛ نقول ما علم، لو علم ما علمنا لكان عليه مثلنا أو أشد منا. والله أعلم ” انتهى
 
 
وأما تزكية المبتدعة للحلبي كالحويني والمأربي والطيباوي فهذه وصمة عار وختم على الحلبي بأنه مبتدع ضال .
 
وقوله (أنَّه خسر بوضوح النِّقاش العلميَّ حول القضايا المختلف فيها،فكلُّ شبهاتهم تمَّ الرَّدُّ عليها بأدلَّة لحدِّ الآن لم يجيبوا عنها)
 
 
قلت : هذه شنشنة أعرفها من أخزم .
 
 
بل الردود العلمية والبراهين الواضحة بفضل الله تعالى كانت كاوية لشبهاتكم ودامغة لباطلكم وكاشفة لضلالكم .
 
 
إن تلك الحجج والبراهين العلمية تركت الحلبي كالبعير الأجرب فلم يبقَ أمامه وأمامكم إلا التمادي في الباطل والمكابرة والعناد شأن غلاة أهل البدع وقلب الحقائق وجعل الحق باطلاً والباطل حقاً !
 
 
ولو كان لكم نصيب من السلفية واحترام الحق لما فعلتم هذه الأفاعيل !!
 
 
وبهذا يظهر مَنِ الخسران ومن الذي أصبح كلامه ضلالاً وهذيان .
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
 
( الثاني: ليس كلُّ مَن كان مِن أهل الأهواء بحقٍّ وليس باجتهاد الشَّيخ ربيع يُمتحن به، بل لا يمتحن إلاَّ بالرُّؤوس، ومَن يجد الامتحان بغير الرُّؤوس فليتحفنا بذلك).
 
 
قلت: الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى شهد له العلماء الكبار الأموات منهم والأحياء بتوفيق الله له وبجهاده في سبيل الله وتسديده لسهمه وأنه خريت في هذا الباب .
 
 
ولا ندعي له العصمة ولكن البينة على المدعي فهات مثالاً واحداً لرجل بدعه الشيخ ربيع باجتهاده وهو سني سلفي !
 
 
بل مما لا تعرفه عن الشيخ ربيع أنه لا يبدع الرجل حتى يبين حجته وضلالاته لإخوانه العلماء ولطلاب العلم بعد أن ينصحه ويصبر عليه لعله يرجع ويتوب إلى الله ويستر على نفسه.
 
 
ثم ذكر الأعيان من أهل السنة في الآثار السلفية ليس المقصود منها الحصر أو المقصود منها عدم الامتحان بمن هو دونهم ؛ إذ إنما ذكروا لتمسكهم بالسنة ولقيامهم بها علماً وعملاً ودعوة فما عظمهم أهل السنة وما بغضهم أهل البدعة إلا لاتباعهم الحق فمن سار على دربهم ونهجهم فإنه يلحق بهم في هذه الأحكام؛ إذ الامتحان بهم لا لشخوصهم وإنما لمنهجهم الحق الواضح المبين .
 
 
فلا يفهم من ذكر بعض أعيان أهل السنة أنه لا يجوّز إلحاق غيرهم بهم !!
 
 
هذا فهم سقيم ! مخالف لعمل العلماء وفهمهم !
 
 
بل أنت المطالب يا طيباوي أن تأتي بدليل بعدم جواز الامتحان إلا بالرؤوس!
 
 
ودعني أضرب رأسك برأس حلبيك الذي تدافع عنه حيث قال الحلبي راداً على نفسه وعلى أمثالك كما في مجلة الأصالة العدد (7) (ص21) مقال بعنوان (اتهام أهل الحق بغير حق) ” إن مراد الطاعنين ليس أولئك الأعلام أو أصحابهم، أو من سار على نهجهم بأشخاصهم وإنما هو الدعوة الحق والمهيع الرشيد والصراط المستقيم … وعليه فإن الطعن اليوم بعلماء السنة كابن باز والألباني وابن عثيمين ونحوهم أو تلامذتهم الناشرين لعلوم الوحيين هو طعن بالسنة ومنهجها ودعوتها إن الطعن اليوم بعلماء السنة، كابن باز والألباني وابن عثيمين، ونحوهم أو تلامذتهم الناشرين لعلوم الوحيين هو طعن بالسنة ومنهجها ودعوتها”
 
 
وخذ ضربة أخرى لرأسك برأسه حيث قال في الدرر المتلألئة (7-8) ” لقد امتحن الناس قديماً بحب أئمة السنة وموالاتهم كأحمد وسفيان وحماد فمن أحبهم فهو على خير ومن لا فلا !!
 
 
بل قد وقع مثل هذا الامتحان والابتلاء فيمن دون هؤلاء الكبراء … ومن هذا الباب فيما نحن بصدده قول العلامة الشيخ حمود التويجري تغمده الله برحمته: الألباني الآن علم على السنة الطعن فيه إعانة على الطعن في السنة “
 
 
ثم ها هنا قضية لا تفقهها أنت ومن معك : وقد قررها السلف الصالح ألا وهي أن العالم المتمسك بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة هو كبير بهذا المنهج لا لذات هذا العالم، وإنما للحق فصاحب الحق كبير، وصاحب الباطل صغير، قال إبراهيم الحربي كما في شرح اعتقاد أهل السنة (1/85) ” الصغير إذا أخذ بقول رسول الله والصحابة والتابعين فهو كبير”
 
 
والطيباوي كالحلبي والمأربي يهدف من وراء هذا الكلام أنه لا يجوز امتحان أهل الأهواء بأمثال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي – رحمه الله تعالى – والشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح اللحيدان والشيخ عبد الله الغديان والشيخ زيد بن محمد المدخلي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي والشيخ عبيد الجابري وأمثالهم من أهل السنة، ولا الامتحان بمنهجهم العظيم الذي هو منهج أهل السنة والجماعة.
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
قوله (وهناك قضيَّة ثالثة غفل عنها فضيلة الشَّيخ ربيع، وهو أنَّه يُصيِّر الرَّجل مِن أهل الأهواء بأمور وقواعد ليست من قواعد وأصول أهل الأهواء ثمَّ يمتحن به النَّاس، مثل: “الجرح المفسَّر” ،و “الموازنة” ،و”حكم الثِّقة”،و”حمل المجمل على المفصَّل” ،وغيرها ومعلوم أنَّ تبديع أهل العلم بهذه الأصول لا أصل له في الشَّريعة،وهو مِن المحدثات الصَّريحة)
 
قلت : هذا الكلام يدل على جهلك البالغ أو مكرك الخبيث .
 
 
1- أليست هذه الأصول من البدع الخطيرة اخترعت لأهداف خبيثة !
 
 
ثم أين بدع حزبك الأخرى التي منها الدفاع عن أهل وحدة الأديان وأخواتها إلخ ..
 
 
لو كنت سلفياً ولو ضعيفاً لما استهنت بهذه الأصول التي أنشأها أهل الضلال لحماية أهل البدع الكبرى والدفاع عنهم ولحرب المنهج السلفي وأصوله وأهله !
 
 
فيصدق عليك وعلى حزبك قول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ” إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه فقال به هكذا – قال أبو شهاب : بيده فوق أنفه” رواه البخاري في صحيحه برقم (6308) .
 
وقولك عن هذه الأصول “ليست من أصول وقواعد أهل الأهواء”
 
في غاية البطلان والمكابرة !
 
إن أهل البدع والأهواء والفتن ما بلغ بهم المكر والهوى وحب الفتن أن يصلوا إلى دركات واضعي هذه الأصول التي أنشئت لمحاربة المنهج السلفي وأهله .
 
 
أما علمت أن الألباني العلامة السلفي بحق والغيور على السنة والمنهج السلفي أنه طعن في مخترعي منهج الموازنات وصرح سبع مرات في مجلس واحد بأنه بدعة !
 
 
فكيف لو رأى هذه الأصول التي هي أخطر وأسوأ من منهج الموازنات وأشد مصادمة للمنهج السلفي .
 
 
فماذا سيقول لا سيما إذا علم أنها قد اجتمعت في حزب واحد !
 
 
كيف لو أدرك الألباني هذا الحزب وقد ضم إلى هذه الأصول ما هو أكبر وأدهى منها ألا وهو الثناء على رسالة تضمنت الدعوة إلى وحدة الأديان وحرية الأديان وأخوة الأديان ومساواة الأديان والدعوة إلى إلزام دول العالم بقوانين الأمم المتحدة .
 
 
بل كيف لو رأى هذا الحزب وهو يدافع عن هذه الكوارث ويمدح من يؤيدها من الروافض والخوارج والعلمانيين وغلاة الصوفية ثم يصف أهل المذاهب الضالة من الروافض والخوارج والصوفية إلخ بأنهم من أهل الاعتدال والوسطية ولا يستطيع أحد أن يصفهم بالتطرف !
 
 
كيف لو رأى وعلم ابن باز وابن عثيمين وقبلهم أحمد بن حنبل وأئمة الحديث وابن تيمية وابن قيم الجوزية : هذا الحزب الضال الذي اجتمع فيه كل تلك الخصال التي هي من أمهات الضلال ؟
 
 
وكيف لو رأى هؤلاء الأئمة من يهون شأنها ويراها مثل الذباب يمر على أنفه فيقول بيده هكذا ! من أمثال الجاهل المكابر المحتار مختار طيباوي !
 
 
2- هل السلف علقوا التضليل والتبديع بأشياء معينة أم عللوه بمخالفة الحق تعمداً واتباع الهوى وعدم الرجوع عن الباطل .
 
 
فالعلماء السلفيون يصيرون كل من خالف الحق متعمداً مبتدعا ضالاً قال شيخ الإسلام في مقدمة في أصول التفسير (13/361-مجموع الفتاوى) ” وفى الجملة من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئاً فى ذلك بل مبتدعاً وإن كان مجتهداً مغفوراً له خطؤه”. وقال الشيخ صالح الفوزان في الأجوبة المفيدة (28، 35) ” كل من خالف جماعة أهل السنة فهو ضال، ما عندنا إلا جماعة واحدة هم أهل السنة والجماعة، وما خالف هذه الجماعة فهو مخالف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم. وكل من خالف أهل السنة والجماعة فهو من أهل الأهواء، والمخالفات تختلف في الحكم بالتضليل أو بالتكفير حسب كبرها وصغرها، وبعدها وقربها من الحق.
 
 
وكل من خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة، أو في العقيدة، أو في شيء من أصول الإيمان؛ فإنه يدخل في الاثنتين وسبعين فرقة، ويشمله الوعيد، ويكون لـه من الذم والعقوبة بقدر مخالفته”
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
(فما يقوله الشَّيخ ربيع في بعض القضايا المتنازع فيها فيه حقٌّ، ولكنَّه يزيد فيه ما ليس بحقِّ كما في مسألة الامتحان ، و الموازنة، وحمل المجمل على المفصَّل، ونصحِّح ولا نجرح)
 
 
نحن نطالبك يا هذا أن تثبت لنا هذه الزيادة الباطلة .
 
 
فأنتم عجزتم عن الرد على الحق الذي دمغكم به الشيخ ربيع المدخلي فأخذتم تشوشون وتلبسون بمثل هذه العبارات التي لا تنطلي على السلفيين بحمد الله تعالى
 
 
ثم العلماء السلفيون قاطبة وافقوا الشيخ العلامة ربيع المدخلي في منهجه وأثنوا عليه جزاهم الله خيراً .
 
 
قال الشيخ العلامة ابن باز للشيخ ربيع المدخلي “يا شيخ ربيع رد على كل من يخطئ، لو أخطأ ابن باز رد عليه، لو أخطأ ابن إبراهيم رد عليه …”
 
 
وقال عنه أيضاً عندما قيل له إن الشيخ ربيع يطعن في الدعاة ” اتقِ الله فالرجل إمام في السنة !!”
 
 
وقال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى -: «وباختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه “
 
 
وقال أيضاً – رحمه الله تعالى – “إن الذي رأيته في كتابات الشيخ ربيع أنها مفيدة، ولا أذكر أني رأيت له خطأ، وخروجاً عن المنهج الذي نلتقي معه، ويلتقي معنا فيه”
 
 
وقال عنه الشيخ العلامة مقبل الوادعي -رحمه الله- مِنْ أبصر الناس بالجماعات وبدخن الجماعات في هذا العصر الأخ الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله-، مَن قال له ربيع بن هادي إنه حزبي فسينكشف لكم بعد أيام إنه حزبي، ستذكرون ذلك، فقط الشخص يكون في بدء أمره متستراً ما يحب أن ينكشف أمره لكن إذا قوي وأصبح له أتباع، ولا يضره الكلام فيه أظهر ما عنده، فأنا أنصح بقراءة كتبه والاستفادة منها”
 
 
وقال –رحمه الله- “بحمد الله أهل السنة يغربلون المجتمع غربلة، الشيخ ربيع، لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، الشيخ ربيع في أرض الحرمين ونجد، نعم بحمد الله يغربل الحزبيين غربله ويبيّن ما هم عليه”
 
 
وقال–رحمه الله- ” أنا أنصح الإخوة بالاستفادة من كتب أخينا الشيخ ربيع بن هادي –- حفظه الله تعالى — فهو إن شاء الله بصير بالحزبيين، ويخرج الحزبية بالمناقيش، قال بعضهم: إنّ بعض المحشين على الكشاف يخرج الاعتزال بالمناقيش، هذا –أيضاً- يخرج الحزبية بالمناقيش، أنا أنصح بالاستفادة من كتبه، وكذلك بالاستفادة من أشرطته”
 
 
وقال رحمه الله لما سئل عن العلماء الذين يرجع إليهم قال ” الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، فهو آية من آيات الله في معرفة الحزبيين، لكن لا كآيات إيران الدجالين”
 
 
وقال – رحمه الله تعالى – لما سئل عن كلام الشيخ ربيع المدخلي في أهل البدع: “إذا جرحني ربيع فخذوا بقوله”
 
 
وقال الشيخ أحمد النجمي –رحمه الله- « وقد رأيت أن الشيخ ربيع كان موفقاً في نقده هذه الأخطاء والرد عليها بالأدلة الصحيحة والفكرة الصائبة والأسلوب المعتدل، فجزاه الله خيراً وأثابه على ما بذل من وقت وجهد”
 
 
وقال – رحمه الله تعالى – ” هو شيخ من أهل السنة,وممن ينشرون السنة,ويحاربون البدع … هو رجل من حملة السنة,ومن المنافحين عن السنة,وعن التوحيد,فالذي يبغضه إنما يبغض السنة والذي ينفر عنه؛ إنما ينفر عن السنة”
 
 
وقال – رحمه الله تعالى – “الشيخ ربيع رجل مجاهد جزاه الله خيراً، وأنا أغبطه بجهاده في نشر السنة، وقمع البدع وأهلها، واهتمامه بالسنة ونشرها بكل ما يستطيع؛ أسأل الله أن يجزيه عن ذلك خير الجزاء، ومن أجل ذلك، فأنا وجميع أهل السنة نحبه”
 
 
وقال أيضاً – رحمه الله تعالى – ” الشيخ ربيع معروف بجهاده في إظهار السنة والرد على المبتدعين”
 
 
وقال العلامة زيد المدخلي – حفظه الله تعالى – ” الردود التي قام بها الشيخ ربيع هي جهاد في إعلاء كلمة الحق وهي نصح للمسلمين وبالأخص طلاب العلم المبتدئين ومن في حكمهم ممن ليس له عناية في التوسع في فن العقائد والمناهج والردود لئلا يقعوا في المحظورات والمحاذير” انتهى.
 
 
وقال العلامة عبيد الجابري -حفظه الله- في بيان له حول فتنة أبي الحسن: «إني قد تتبعت ما كتبه فضيلة العلامة الشيخ ربيع وتفحصته بدقة فوجدت أن جميع ملحوظاته على أبي الحسن حق كلها وصحيحة جميعها”
 
 
وسئل: ما رأيكم فيمن يقول إن الشيخ ربيع يطعن في المشايخ والعلماء والدعاة؟
 
 
فأجاب حفظه الله بقوله: «الشيخ ربيع صاحب راية قوية رافعة لواء السنة، وبشهادة أئمة زكوه وأثنوا عليه، فلا ينبغي لمثلي أن يسأل عنه حفظه الله، لكن ما دمت سئلت فلا بد الإجابة.
 
 
زكاه سماحة الإمام الوالد العلامة الأثري الفقيه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وزكاه الإمام الفقيه المجتهد العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، وزكاه الإمام المحدث في هذا العصر بلا نزاع الإمام ناصر رحمه الله ووصفه بأنه حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر، وراية الشيخ ربيع التي رفعها جهاداً عن أهل السنة وذبّاً عنها وعن أهلها وهي شوكة في صدور المبتدعة حتى الساعة -ولله الحمد- ما هانت وما لانت وما انتكست، وبهذا يستبين لكم أن هذه المقولة الذي تضمنها السؤال صادرة عن صنفين من الناس، صنف ليس عنده خبرة ولا علم بما يجري في الساحة، وإنما يقال له فيقول، والصنف الآخر وهم قادة هذا الفكر الضال المنحرف المعارض للسنة شق عليهم، وغصت حلوقهم وغص في حلوقهم ما كتبه الشيخ ربيع -حفظه الله- من الرد على القطبيين وغيرهم مما كتبه في سيد قطب، وبيان انحرافه وجهالاته وضلالاته، وما أبان من الحق لطالب الحق، فلا تستغربوا أن يقولوا هذا. فالشيخ ربيع لم يطعن في داعية إلى الله على بصيرة أبداً، ولم ينل منه شيئاً، وإنما هو مع إخوانه وأبنائه من المسلمين عامة وطلاب العلم خاصة يوجه وينصح ويسدد ويعلم ويزيل الشبهة عمن تعرض له هذا ما علمناه عنه -حفظه الله- حتى الساعة”
 
 
وقال أيضاً ” الشيخ ربيع عندي صاحب راية يرفع بها لواء السنة ويذب عنها وعن أهلها فما رفعها ولله الحمد في وجه محارب معادٍ للسنة إلا عادت هذه الراية منصورة مؤزرة قوية ما لانت ولا هانت وقد فضح بها ولله الحمد أهل البدع والضلال وأساطين أهل البدع والضلال”
 
 
وانظر : الثناء البديع لأخينا الدكتور خالد الظفيري حفظه الله تعالى
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
(ففي هذه المسألة “الامتحان بأهل الأهواء” جعل العلامة ” الحبّ والبغض” مِن الامتحان، وهي ليست كذلك، بل هي قرينة، والحبُّ والبغض قد تكون له أسباب غير دينيَّة، أو يكون لشبهة، فهو أمر مشترك، والقرينة في الأمر المشترك لا يمكن الجزم بها ،فقد يحبُّ النَّاس المبتدع ظنًّا منهم أنَّه سنِّيٌّ، وقد يُبغضون السُّنِّيَّ ظنًّا منهم أنَّه مبتدع، بسبب الشُّبهات، وحملات التَّشهير والتَّشويه)
 
 
قلت : قبح الله البدع وأهلها الذين يعترضون على الحق وينتصرون للباطل بمثل هذه السفسطات.
 
 
ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار”
 
 
ومن فقه البخاري أنه بوب عليه بقوله “باب علامة الإيمان حب الأنصار”
 
 
وبوب عليه النووي في صحيح مسلم “باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق”
 
 
قال ابن رجب في فتح الباري (1/58) ” هذا المعنى يرجع إلى ما تقدم من حب المرء لا يحبه إلا لله من علامات وجود حلاوة الإيمان وأن الحب في الله من أوثق عرى الإيمان ، وأنه أفضل الإيمان ، فالأنصار نصروا الله ورسوله فمحبتهم من تمام حب الله ورسوله”
 
 
فحب الأنصار إنما كان ” لِنُصْرَتِهِمْ وَكَذَا بُغْضهمْ لِذَلِكَ .
 
 
وَأَمَّا الْحُبّ وَالْبُغْض لِمَا يَجْرِي بَيْن النَّاس مِنْ الْأُمُور الدُّنْيَوِيَّة فَخَارِجَانِ عَنْ هَذَا الْحُكْم وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم” انتهى من حاشية النسائي .
 
 
واعتبار المحبة لأهل السنة والبغض لأهل البدعة من علامات سلامة الرجل هو ما نص عليه السلف:
 
 
قال أحمد بن عبد الله بن يونس كما في تهذيب الكمال(28/153) للمزي «امتحنوا أهل الموصل بمعافى بن عمران فإن أحبوه فهم أهل السنة وإن أبغضوه فهم أهل البدعة”
 
 
وقال ابن القطان كما في عقيدة السلف (102) ” ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث”
 
 
بل قال أبو حاتم كما في شرح أصول الاعتقاد (1/179) «علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر”
 
 
وقال الشيخ عبداللطيف بن عبد الرحمن كما في الدرر السنية في الأجوبة النجدية (4/102) “أهل السنة والحديث في كل مكان وزمان هم محنة أهل الأرض، ويمتاز أهل السنة والجماعة بمحبتهم، والثناء عليهم، ويعرف أهل البدعة والاختلاف بعيبهم وشناءتهم”
 
 
وقال الشيخ صالح الفوزان في إتحاف القارئ (2/241) “الذي يحب أهل السنة هذا دليل على أنه من أهل الخير، والذي يحب أهل البدعة هذا دليل على أنه من أهل الشر” انتهى.
 
 
ومن اللطائف ما ذكره أخونا الشيخ جمال فريحان في كتابه لم الدر المنثور (216) في الحاشية أنه عقد عنواناً سماه (الامتحان بمحبة وكراهية أهل السنة) وعندما قرأ على الشيخ العلامة محمد العثيمين رحمه الله تعالى هذا العنوان صوبه إلى العنوان التالي (الامتحان بمحبة أهل السنة وكراهيتهم)
 
 
وكلام الطيباوي هو من شنشنة أهل البدع والضلال حول الحق يأتون بمثل هذه السفسطات ومثل هذه التمويهات ليضللوا الناس عن الحق .
 
 
ثم إن العلماء السلفيين نبهوا على هذا الأمر فقالوا لو كانت الخصومة والبغض لأمر دنيوي فليس هذا من أسباب الطعن.
 
 
فأنت أخذت كلامهم وجعلت نفسك مستدركاً عليهم كمن يفسر الماء بالماء بعد جهد وعناء ولكنك أردت التمويه والطعن على المنهج السلفي وعلى علمائه الأبرار.
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
 
( فكثير مِن النَّاس يُبغضون شيخ الإسلام ابن تيميَّة ومحمَّد عبد الوهاب ليس لأنَّهم مبتدعة ،بل لأنَّهم لم يتلقَّوا إلاَّ هذا البغض، ومقالات الذَّمِّ والكذب على الشَّيخين، حتَّى اضطرَّ أمثال ابن أبي العزِّ، والسُّيوطيِّ، والمعلِّميِّ إلى النقل عنه دون العزوِ إليه)
 
 
قلت : هذا من عجائب الكلام .
 
 
وهو موافق لقول الأشاعرة سميع بلا سمع وبصير بلا بصر .
 
 
فأنت تقول هم يبغضون شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب بلا سبب
 
 
ولا شك أن هذا من العجب .
 
 
بل يبغضونهم بغضاً للحق الذي يسيران عليه .
 
 
فأما علماء السوء فواضح جداً
 
 
وأما عوامهم فهم تبع لعلمائهم .
 
 
نعم : بعض العوام قد يبغضهما ظناً منه أنهما على باطل بسبب تضليل علماء السوء لهم
 
 
وهذا مثل تضليلك للشباب بأن العلماء السلفيين على الباطل ! وأن الحلبي على الحق .
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
قوله (أمَّا الامتحان الحقيقيُّ الصَّحيح فيكون بالمقالات ، كما في حديث الجارية الَّذي يستشهد به الشَّيخ ربيع، لم يمتحنها بحبِّ سيِّدها أو بغضه، ولهذا صنَّف أبو الفرج المقدسيُّ كتابه ( فيما يمتحن به السُّنِيُّ مِن البدعيِّ)
 
 
قلت : هذا من عجائبك وهي لا تنقضي !
 
 
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ” آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار”
 
 
فالحب (للحق وأهله) والبغض (للحق وأهله) علامة يعرف بها باطن المرء.
 
 
كما دل عليه هذا الحديث وغيره !
 
 
ثم هذا الكلام أيها الكذوب حجة عليك لا لك.
 
 
لقد قال أبو الحسن المأربي والحلبي وغيرهما بل وأنت أيضاً : هذا الضلال وقررتم البدع ؟ وناديتم بها وأثبتها عليكم أهل العلم من كلامكم فما موقفكم من هذا الباطل ؟
 
 
ثم هذا الكلام من مغالطاتك فأهل السنة لمَّا ذكروا الحب والبغض ليس لأجل أشخاصهم بل لأجل أنهم على السنة والحق ولأجل أنهم دعاة إليهما وذابون عنهما .
 
 
فالشيخ أحمد النجمي والشيخ ربيع المدخلي والشيخ عبيد الجابري وغيرهم من المشايخ السلفيين لم نحبهم لأنهم فلان وفلان من الناس ولكنه لأنهم بفضل الله تعالى من حملة السنة والذابين عنها وعلى الصراط المستقيم يسيرون ونسأل الله أن يثبتنا وإياهم على الحق إلى أن نلقاه .
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
 
(وهذا الفهم الخاطئ لمسألة الامتحان تجده بكل سلبياته عند أتباع الشَّيخ ربيع حتَّى صاروا يمتحنون النَّاس بالتَّسمِّي بالسَّلفيَّة، ويزكون أنفسهم وغيرهم بالتَّسمِّي بها، فانتقل الامتحان مِن الامتحان بالمقالات إلى الامتحان بحبِّ الشَّيخ ربيع والامتحان بالتَّسمَّي بالسَّلفيَّة)
 
 
أقول : هذا الكذب الصريح على السلفيين يتفق تماماً مع كذب أهل البدع الحزبيين على السلفيين فهو خارج من مشكاة واحدة !
 
 
والسلفيون يمتحنون بالسلفية منهجاً قولاً وعملاً واعتقاداً لأن منهج السلف لا يكون إلا حقاً .
 
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (4/149) ” لَا عَيْبَ عَلَى مَنْ أَظْهَرَ مَذْهَبَ السَّلَفِ وَانْتَسَبَ إلَيْهِ وَاعْتَزَى إلَيْهِ بَلْ يَجِبُ قَبُولُ ذَلِكَ مِنْهُ بِالِاتِّفَاقِ. فَإِنَّ مَذْهَبَ السَّلَفِ لَا يَكُونُ إلَّا حَقًّا”
 
 
وقد سئل العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – : ما تقول فيمن تسمَّى بالسلفي والأثري، هل هي تزكية ؟
 
 
فأجاب سماحته – رحمه الله – كما في حاشية الأجوبة المفيدة (38) : (( إذا كان صادقًا أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول : فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبة))
 
 
فليس هذا عيباً يذم به أهل الحق وإنما العيب كل العيب على من يتظاهر بالسلفية ولا يسير على منهج السلف الصالح بل هو عدوٌ لها وحربٌ لأهلها ! مناصرٌ لأهل البدع والأهواء ومنافحٌ عنهم نسأل الله السلامة والعافية !
 
 
قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى في الأجوبة المفيدة (36) “التسمِّي بالسلفية إذا كان حقيقة لا بأس به.
 
 
أما إذا كان مجرد دعوى؛ فإنه لا يجوز له أن يتسمَّى بالسلفية وهو على غير منهج السلف.
 
 
فالأشاعرة – مثلاً – يقولون : نحن أهل السنة والجماعة، وهذا غير صحيح؛ لأن الذي هم عليه ليس هو منهج أهل السنة والجماعة، كذلك المعتزلة يسمون أنفسهم بالموحدين .
 
كلٌ يَدَّعي وصلاً لليلى ….. وليلى لا تُقِر لهم بذاكا
 
 
فالذي يزعم أنه على مذهب أهل السنة والجماعة يتبع طريق أهل السنة والجماعة ويترك المخالفين، أمَّا أنه يريد أن يجمع بين ( الضب والنون ) – كما يقولون -، أي : يجمع بين دواب الصحراء ودواب البحر؛ فلا يمكن هذا، أو يجمع بين النار والماء في كِفَّة؛ فلا يجتمع أهل السنة والجماعة مع مذهب المخالفين لهم كالخوارج، والمعتزلة، والحزبيين ممن يسمونهم : ( المسلم المعاصر )، وهو الذي يريد أن يجمع ضلالات أهل العصر مع منهج السلف، فـ(( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها )) .
 
 
فالحاصل أنه لا بد من تمييز الأمور وتمحيصها” انتهى
 
 
وأما الامتحان بحب الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى فلا شك أنه بسبب منهجه الحق وحمله لراية الجرح والتعديل بصدق وبحق فكيف لا يمتحن بمثله .
 
 
إن العلامة ربيع المدخلي محنة أهل البدع في هذا الزمان، ومواقفه عظيمة بل لو قلنا إن مواقفه ثبت الله بها المنهج السلفي والسلفيين لما أبعدنا عن الصواب .
 
 
وبهذا شهد له العلماء وصرحوا بذلك نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً .
 
 
وإليك بعض كلامهم :
 
 
قال العلامة أحمد النجمي – رحمه الله تعالى – لو قال أحد : إنه لا يوجد أحد في زمننا هذا نابذ أهل البدع وحاربهم وناقش أخطاءهم مثل ما فعل الشيخ ربيع – وفقه الله – لكان صادقاً”
 
 
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا رحمه الله تعالى ” إمام الجرح والتعديل الصادق الأمين أخونا ربيع هادي والله إمام الجرح والتعديل في القرن الرابع عشر الله يبعث على كل رأس مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها.
 
 
فالمجدد للجرح والتعديل بعدل وصدق وأمان والله ربيع هادي ونتحدى أنه تكلم عن أي واحد بدون الدليل من كلامه ومن أشرطته ومن كتبه”
 
 
وسئل –رحمه الله-: هل يعدّ الشيخ ربيع من كبار العلماء؟
 
 
فأجاب ” مَنْ في هذا العصر وما قبله يعرف حقيقة جلّ الدعاة مثله؟!مَنْ؟
 
 
ويعرف بالدليل والبرهان، لا يتكلم عن أحد إلا بالدليل!
 
 
ولهذا أنا أقول عن ربيع هادي كيحيى بن معين في هذا العصر، أنا أقول: إنَّ ربيع هادي يحيى بن معين هذا الزمان … وأعرف النّاس بالرجال بالدليل والبرهان الشيخ ربيع هادي –الله يحفظه-، ويحفظ عليه عقله وحافظته … فجزاه الله خيراً، وثبّته الله، وأبقاه حتى يفنّد الذين يلبسون ثوب السلفيّة ومحاربتها، نسأل الله أن يبين حالهم ويفضحهم ويكفينا شرّهم”
 
 
وقال الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله تعالى ” الشيخ ربيع طبقة عالية جدّاً، وهو رجل متفرد في كلامه في هذه الأمور يكاد يكون وحده في هذا الباب، لا أعرف رجلاً مفرداً كلامه ووقته لهذه القضايا مثله، وهو أسقط عن العلماء اسم فرض الكفاية، لولا أن الشيخ ربيع قام وأمثاله من أهل العلم قاموا بهذه الأمور لزم أهل العلم بسكوتهم عن أهل البدع وعن أهل الباطل وعن بيان الأخطاء التي يقع فيها هؤلاء الناس”
 
 
قال المتفلسف المتعالم :
 
(كما أنَّ هناك أصلاً أخر لم ينتبه إليه الشَّيخ ربيع، وهو سبب خطئه في هذه المسائل، وهو أنَّ الرَّجل قد يخرج مِن السُّنَّة في قول واحد، أو مسألة واحدة، ولا يخرجه ذلك مِن السُّنَّة ،لأنَّه لا يخرج الرَّجل مِن السُّنَّة إلاَّ بالخروج عن أصولها : الكتاب والسُّنَّة والإجماع فكثير مِن السَّلف ومِن أئمَّة السُّنَّة وقعوا في أخطاء وبدع في أصول الدِّين، ولم يخرجهم ذلك مِن السُّنَّة، فهذا لم ينتبه إليه الشَّيخ ربيع، أقصد لم ينتبه إلى الخروج الكلِّيِّ والخروج الجزئيِّ مِن السُّنَّة، وإلى السُّنِّيِّ التامِّ والسُّنِّيِّ النَّاقص، وتفاوت النَّاس في ذلك).
 
 
قلت : هذا تأصيل وتقعيد باطل لمخالفته لمنهج السلف الصالح .
 
 
وهو كلام باطل لم يقله أحد من أئمة السلف فهو يرى أنه لا يخرج الرجل من السنة إلا بالخروج عن أصولها الكتاب والسنة والإجماع !
 
 
فمَنْ من أئمة الإسلام قال هذا القول ؟!!
 
 
ويفهم من كلامه أنه لو خالف نصوصاً من الكتاب والسنة أنه لا يبدع !؟
 
 
ولو خالف الإجماع وحده لا يبدع ؟!
 
 
وهذا القول يخجل منه عتاة أهل البدع !!
 
 
لقد أبدعت في التضليل وحق لك أن تقول متبختراً بضلالك :
 
وكنت امرءاً من جند إبليس فارتقى …. بي الحال حتى صار إبليس من جندي
 
 
فلو مات قبلي كنت أحسن بعــده …. طــــــرائق فسق ليس يحسنها بعـــــــــــــــــــــدي
 
 
وتأصيلك الباطل هذا مرتبط بمسألة التفريق بين العقيدة والمنهج الذي أثارها أهل البدع والضلال من أمثال المأربي والحلبي وعرعور وغيرهم .
 
 
وقد ناقشت هذه المسألة في صيانة السلفي (71-92) .
 
 
وأما الخروج الكلي والخروج الجزئي فهذا من بدعك وضلالاتك !
 
 
فتأملوا كيف أن هذا الكلام فيه الطعن في السنة النبوية ! إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج كما في الصحيح ” يخرج من ضِئضئ هذا قومٌ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويَدَعُون أهل الأوثان؛ لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد (فأينما لقيتموهم فاقتلوهم).
 
 
فالخوارج لهم خطأ واحد مع ما عندهم من صلاة وقيام وقراءة للقرآن !
 
 
ولم يقل فيهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتفصيل الذي ابتدعه الطيباوي وأتباعه.
 
 
وقد بدع السلف الصالح من يقع في بدعة جزئية كمن يؤمن بأن القرآن كلام الله ثم يقول لفظي بالقرآن مخلوق ! وبدعو من توقف في القرآن فلا يقول مخلوق ولا غير مخلوق ، وهم على منهج أهل السنة والحديث وأصولهم بل من كبار المحدثين وهذا أمر يعرفه طلاب العلم فضلاً عن العلماء !
 
 
وقولك الضال يا طيباوي لم يقله السلف بل هو مخالف لمنهجهم إلا أن يكون السلف عندكم من الغلاة أو ظلمة لا يتقون الله
 
 
فقبح الله البدع وأهلها !
 
 
ففي ذم الكلام وأهله (2/400) قال سليمان بن حرب “من زال عن السنة بشعرة فلا تعتدن به”
 
 
وفي الإبانة لابن بطة (2/473) قال ابن عون ” من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع “
 
 
وسأل أَبُو دَاوُد الإمام أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ” أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ؟
 
 
فقَالَ: لَا أَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْ تَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ”
 
 
وفي الإبانة لابن بطة (2/456) قال مبشر بن إسماعيل الحبلي: قيل للأوزاعي: إن رجلاً يقول: أنا أجالس أهل السنة، وأجالس أهل البدع، فقال الأوزاعي: هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل”
 
 
وعلق عليه ابن بطة بقوله ” صدق الأوزاعي، أقول: إن هذا رجل لا يعرف الحق من الباطل، ولا الكفر من الإيمان، وفي مثل هذا نزل القرآن، ووردت السنة عن المصطفى”
 
 
وسئل العلامة أحمد النجمي رحمه الله تعالى كما في الفتاوى الجلية (2/43) السؤال التالي :
 
 
متَى يحكم على الشخص بأنَّه ليس من أهل السنة والجماعة ؟ هل بِمجرد ابتداعه بدعةً واحدة أو دعوته إليها أم بغير ذلك ؟
 
 
فأجاب رحمه الله تعالى : الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
 
 
وبعد: من خرج عن السنة بأخذه ببدعة من البدع؛ سواءً كانت بدعة الخروج كالخوارج أو بدعة تعطيل الصفات كالجهمية والمعتزلة, أو تأويلها كالأشاعرة, أو بأن يقول بأنَّ الإسلام لايضر معه ذنبٌ كالمرجئة, أو غير ذلك من البدع، فإذا كنت قد عرفت عنه بدعة، فنصح عنها، ولكنَّه أصرَّ على البقاء عليها فهو يعتبر قد خرج عن السنة، وأخذ بالبدعة، وقد روى مسلمٌ في مقدمة كتابه أنَّ أبا عبد الرحمن السلمي نصح بعض طلاب العلم في ذلك الزمن ألاَّ يسمعوا إلى قول شقيق، وكان شقيق غير شقيق بن سلمة، وكان يرى رأي الخوارج، فقال ألاَّ يسمعوا كلامه، ولاتأتوا إليه، وظاهر هذا أنَّ من استقر أمره على الأخذ ببدعةٍ، واشتهرت عنه تلك البدعة فإنَّه ينبغي أن ينصح طلاب العلم منه، وأن يحذروا منه؛ لأنَّه يعتبر قد خرج عن منهج أهل السنة بذلك؛ أمَّا إذا حصلت المخالفة في أمورٍ فرعية اجتهادية، فهذا لا يعتبر خلافًا ممنوعًا ولا موجبًا للعتب على المخالف كمن يقول: “إنَّ الزنا لا يثبت إلاَّ بالاعتراف أربع مرات، ومن يقول: أنَّه يثبت بالاعتراف مرة” انتهى
 
 
وقال العلامة صالح الفوزان في الأجوبة المفيدة (29) ” كل من خالف جماعة أهل السنة فهو ضال، ما عندنا إلا جماعة واحدة هم أهل السنة والجماعة، وما خالف هذه الجماعة فهو مخالف لمنهج الرسول.
 
 
ونقول – أيضًاً – : كل من خالف أهل السنة والجماعة فهو من أهل الأهواء، والمخالفات تختلف في الحكم بالتضليل أو بالتكفير حسب كبرها وصغرها، وبعدها وقربها من الحق “
 
 
وقال أيضاً في الأجوبة المفيدة (36) ” كل من خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة، أو في العقيدة، أو في شيء من أصول الإيمان؛ فإنه يدخل في الاثنتين وسبعين فرقة، ويشمله الوعيد، ويكون لـه من الذم والعقوبة بقدر مخالفته” انتهى
 
 
وخذ ضربة على رأسك يا طيباوي من صاحبك الحلبي إذ قال في علم أصول البدع (299-300) ” قال بعض السلف ” من لم يكن معنا، فهو علينا” فهذا نص واضح، يبين حقيقة التمايز بين استقامة أهل السنة وضلالة أهل البدعة “
 
وقوله (كثير مِن السَّلف ومِن أئمَّة السُّنَّة وقعوا في أخطاء وبدع في أصول الدِّين)
 
 
قلت : هذا من تلبيسك وتدليسك يا طيباوي .
 
 
إذ تحاول أن تسوي بين من وقع في المخالفة خطأ وبين من وقع فيها متعمداً ولا شك أن هذا من الظلم المخالف للشرع المطهر الحنيف .
 
 
فمن وقع في الخطأ دون قصد وعمد هو مجتهد معذور له أجر إن شاء الله
 
 
ولا يتابع على الخطأ.
 
 
وقد ثبت عن جماعة منهم الرجوع إلى الحق
 
 
ومع ذلك فالسلف الصالح لم يسكتوا عن من وقع الخطأ بل ردوا عليه وطالبوه بالرجوع إلى الحق ومن أصر ممن خالف الحق ضللوه وبدعوه .
 
 
وأما من أصر على مخالفته أو تعمد المخالفة فهذا يضلل ويبدع !
 
 
قال العلامة الألباني رحمه الله في صلاة التراويح (35-39) باختصار ” البدعة التي يذم صاحبها وتحمل عليه الأحاديث الزاجرة عن البدعة إنما هي “طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه” فمن ابتدع بدعة يقصد بها المبالغة في التعبد وهو يعلم أنها ليست من الشرع فهو الذي تنصب عليه تلك لأحاديث، وأما من وقع فيها دون أن يعلم بها ولم يقصد بها المبالغة في التعبد فلا تشمله تلك الأحاديث مطلقاً ولا تعنيه البتة وإنما تعني أولئك المبتدعة الذي يقفون في طريق انتشار السنة ويستحسنون كل بدعة بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير بل ولا تقليداً لأهل العلم والذكر بل اتباعاً للهوى وإرضاء للعوام …
 
 
قد يقع أحدهم فيما هو خطأ شرعاً ولكنه لا يؤاخذ على ذلك بل هو مغفور له ومأجور عليه، وقد يتبين للباحث أن هذا الخطأ من نوع البدعة فلا يختلف الحكم في كونه مغفوراً له ومأجوراً عليه لأنه وقع عن اجتهاد منه ولا يشك عالم أنه لا فرق من حيث كونه خطأ بين وقوع العالم في البدعة ظنًّا منه أنها سنة وبين وقوعه في المحرم وهو يظن أنه حلال فهذا كله خطأ ومغفور “
 
 
وقال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى ” كل من وقع في البدع لا يبدع؛ لأنا لو أخذنا بهذه القاعدة؛ لبدعنا أكثر أئمة الإسلام، فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إنه كثير من أئمة السلف والخلف، وقع في البدعة من حيث لا يشعر، إما لأنه اعتمد حديثاً ضعيفاً، أو فهم من النص غير مراد الله، ومراد رسوله أو لاجتهاد.
 
 
الآن عندنا أئمة مجتهدون، وقد يؤديه اجتهاده إلى خطأ أو بدعة فإذا عرفنا سلامة المنهج، وسلامة المقصد، والبعد عن الهوى، وتحري الحق، إذا عرف هذا عنه، ثم وقع في بدعة لا يبدع. لكن إذا عرفنا منه الهوى، وعرفنا منه سوء القصد، وعرفنا منه أشياء تدل على أنه يريد البدعة فهذا يبدع. لهذا تجدهم: حكموا على كثير من الناس بأنهم مبتدعة. وكثير من الناس وقعوا في أخطاء ما سموهم مبتدعة؛ لأنهم عرفوا سلامة مقصدهم، وحسن نواياهم، وتحريهم للحق وسلامة المنهج الذي يسيرون عليه” انتهى
 
 
وأقول : من وقع في بدعة واضحة كبدعة الروافض أو الخوارج أو القدرية أو الجهمية أو المعتزلة أو المرجئة فهو مبتدع .
 
 
ومن وقع في بدعة خفية وهو يريد الحق لكنه لم يصبه فإنه لا يبدع .
 
 
أخوكم المحب 
 
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
 
السبت 16 رمضان 1433هـ 
 
الساعة 36 : 8 ضحى
 
 
 
 
 
 
 
 
فائدة مهمة فـــي
نقض شبهة أن الحلبي عنده تزكيات
 
 
 
… تزكية بعض المشايخ المخدوعين بالحلبي لا يلتفت 
إليها لأمور :
 
 
الأمر الأول : أن من جرحه معه زيادة علم . ومن علم حجة على من لم يعلم .
 
 
والأمر الثاني : أن الحلبي وأتباعه كذبوا على بعض المشايخ السلفيين فأوهموهم بأنهم سلفيون وأنهم مظلومون فزكوهم تحسيناً للظن بهم .
 
 
ويدل على أنهم لم يخبروا حالهم :
 
 
أن من زكى الحلبي من العلماء السلفيين: يضلل أقوال الحلبي ويحكم عليها بالبطلان.
 
 
والأمر الثالث : أننا لو اعتبرنا العدد : فمن جرحه أكثر ممن عدله.
 
 
والأمر الرابع : أننا لو اعتبرنا القوة : فمن جرحه أقوى حجة ممن عدله ؛ إذ الأدلة والبراهين معهم ومن يخالفهم لا حجة له.
 
 
والأمر الخامس : أننا لو اعتبرنا الواقع والحال : فحال الحلبي أظهر في البدع والضلال .
 
 
قال الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله تعالى في الحد الفاصل (21) : إن كثيراً من أهل الأهـواء يخفى أمرهم على جمهرة أهل العلم، ولا يتمكنون من كشف عوارهم، وهتك أستارهم؛ لأسباب :
 
 
– منها : البـطانة الســيئة : التي تحول بين هذا العـالم الجليل السني القـوي، وبين وصول ما يُهتك به سـتر ذلك اللعَّاب الماكر الغشاش الدساس – البـطـانة الســيئة – حال لا يمكن أن يصل إليه شيء، حتى أنها تحـول بينه، وبين إخوانه الذين يحبهم في الله، فلا يستطيع أن يقرأ كل شيء .
 
 
– ومنها : أن يكون ذلك العالم ليس عنده وقت، بل وقته كله في العلم، والتعليم .
 
 
– ومنها : أن يكون بعيداً عن هذه الساحة؛ يكون هذا الشخص مثلاً : في مصر، أو الشام، أو المغرب، أو مثلاً اليمن، وهذا العالم- الذي في السعودية- لا يدري عما يجري في تلك الساحة؛ ما بلَّغه ثقةٌ بما يجري في تلك الساحة والساحات؛ فهو جاهل بحاله.
 
 
– ومنها : أن يكون هذا العالم قد نمى إلى علمه وتعلق في فكره أن ذلك الرجل ثقة عنده، فما استطاع أن يصل إلى ما كشفه غيره من أهل العلم ؛ للأسباب المتقدمة وغيرها،لكن نمى إلى علمه سابقاً أنه صاحب سنة وأنه يدعوا إلى الله، وكان أمامه يُظهر السنة، وحب أهل السنة،والدعوة إلى السنة، ويذكر قَصصاً من حياته ومصارعته للأفكار الفاسدة، والمناهج الكاسدة، ويأتي له بكتب سليمة، وما درى عن دسائسه.
 
 
فإذاً ماذا نصنع ؟
 
 
نعمل على كلام ذلك العالم الذي أقام الدليل، وأقام البينة التي توجب الحذر من ذلك الرجل من كتبه، ومن أشرطته، ومن شخصه.
 
 
وأما ذلك العالم الجليل فهو على مكانته عندنا؛ لا نجرحه، ولا نحط من قدره، ولا نقلل من شأنه بل نعتذر له؛ نقول ما علم، لو علم ما علمنا لكان عليه مثلنا أو أشد منا. والله أعلم ” انتهى
 
 
وأما تزكية المبتدعة للحلبي كالحويني والمأربي والطيباوي فهذه وصمة عار وختم على الحلبي بأنه مبتدع ضال .
 
قف على أصل سلفي يشغب عليه الحلبي وأذنابه :
 
 
يحكم على الرجل بالبدعة إذا خالف الحق متعمداً وأصر وعاند :
 
 
في ذم الكلام وأهله (2/400) قال سليمان بن حرب “من زال عن السنة بشعرة فلا تعتدن به”
 
 
وفي الإبانة لابن بطة (2/473) قال ابن عون ” من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع “
 
 
وسأل أَبُو دَاوُد الإمام أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ” أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ؟
 
 
فقَالَ: لَا أَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْ تَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ”
 
 
وفي الإبانة لابن بطة (2/456) قال مبشر بن إسماعيل الحبلي: قيل للأوزاعي: إن رجلاً يقول: أنا أجالس أهل السنة، وأجالس أهل البدع ؟
 
فقال الأوزاعي: هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل”
 
 
وعلق عليه ابن بطة بقوله ” صدق الأوزاعي، أقول: إن هذا رجل لا يعرف الحق من الباطل، ولا الكفر من الإيمان، وفي مثل هذا نزل القرآن، ووردت السنة عن المصطفى”
 
 
وقال شيخ الإسلام في مقدمة في أصول التفسير (13/361-مجموع الفتاوى) ” وفى الجملة من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئاً فى ذلك بل مبتدعاً وإن كان مجتهداً مغفوراً له خطؤه”.
 
 
وسئل العلامة أحمد النجمي رحمه الله تعالى كما في الفتاوى الجلية (2/43) السؤال التالي :
 
 
متَى يحكم على الشخص بأنَّه ليس من أهل السنة والجماعة ؟ هل بِمجرد ابتداعه بدعةً واحدة أو دعوته إليها أم بغير ذلك ؟
 
 
فأجاب رحمه الله تعالى : الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
 
 
وبعد: من خرج عن السنة بأخذه ببدعة من البدع؛ سواءً كانت بدعة الخروج كالخوارج أو بدعة تعطيل الصفات كالجهمية والمعتزلة, أو تأويلها كالأشاعرة, أو بأن يقول بأنَّ الإسلام لايضر معه ذنبٌ كالمرجئة, أو غير ذلك من البدع، فإذا كنت قد عرفت عنه بدعة، فنصح عنها، ولكنَّه أصرَّ على البقاء عليها فهو يعتبر قد خرج عن السنة، وأخذ بالبدعة،
 
وقد روى مسلمٌ في مقدمة كتابه أنَّ أبا عبد الرحمن السلمي نصح بعض طلاب العلم في ذلك الزمن ألاَّ يسمعوا إلى قول شقيق، وكان شقيق غير شقيق بن سلمة، وكان يرى رأي الخوارج، فقال ألاَّ يسمعوا كلامه، ولاتأتوا إليه،
 
وظاهر هذا أنَّ من استقر أمره على الأخذ ببدعةٍ، واشتهرت عنه تلك البدعة فإنَّه ينبغي أن ينصح طلاب العلم منه، وأن يحذروا منه؛ لأنَّه يعتبر قد خرج عن منهج أهل السنة بذلك؛
 
أمَّا إذا حصلت المخالفة في أمورٍ فرعية اجتهادية، فهذا لا يعتبر خلافًا ممنوعًا ولا موجبًا للعتب على المخالف كمن يقول: “إنَّ الزنا لا يثبت إلاَّ بالاعتراف أربع مرات، ومن يقول: أنَّه يثبت بالاعتراف مرة” انتهى
 
 
وقال العلامة صالح الفوزان في الأجوبة المفيدة (29) ” كل من خالف جماعة أهل السنة فهو ضال، ما عندنا إلا جماعة واحدة هم أهل السنة والجماعة، وما خالف هذه الجماعة فهو مخالف لمنهج الرسول.
 
 
ونقول – أيضًاً – : كل من خالف أهل السنة والجماعة فهو من أهل الأهواء، والمخالفات تختلف في الحكم بالتضليل أو بالتكفير حسب كبرها وصغرها، وبعدها وقربها من الحق “
 
 
وقال أيضاً في الأجوبة المفيدة (36) ” كل من خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة، أو في العقيدة، أو في شيء من أصول الإيمان؛ فإنه يدخل في الاثنتين وسبعين فرقة، ويشمله الوعيد، ويكون لـه من الذم والعقوبة بقدر مخالفته” انتهى