بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأحاديث الضعيفة والمكذوبة والواهية التي لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان وما يتعلق به.
وأنا أذكرها لك لكي تحذر منها ولا تنسبها للنبي صلى الله عليه وسلم ولا تعمل بها.
فمن الأحاديث الضعيفة ما رواه أبوسعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ كفر ما قبله”
وهذا حديث ضعيف أخرجه ابن حبان والبيهقي وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية ما رواه أبوهريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أعطيت أمتي خمسَ خصال في رمضان لم تعطهن أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الحيتان (وفي لفظ: الملائكة) حتى يفطروا ويزين الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة ويصيروا إليك وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة” قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر ؟ قال صلى الله عليه وسلم “لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله”
وهذا حديث ضعيف جداً أخرجه أحمد والبزار والبيهقي وقال الألباني : ضعيف جداً انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبي قبلي أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً …” ثم ذكر كما في الحديث السابق.
وهذا حديث ضعيف أخرجه البيهقي وقال الألباني : حديث ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه أبوسعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا كان آخر ليلة من رمضان فليس عبد مؤمن يصلي في ليلة فيها إلا كتب الله له ألفاً وخمسمائة حسنة بكل سجدة وبنى له بيتاً في الجنة من ياقوتة حمراء لها ستون ألف باب لكل باب قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء فإذا صام أول يوم من رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان واستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمسمائة عام”
وهذا حديث مكذوب أخرجه البيهقي وقال الألباني : موضوع انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة ما رواه سلمان رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان قال ” يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار” قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غناء بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة”
وهذا حديث ضعيف جداً منكر الألفاظ أخرجه ابن خزيمة ومن طريقه البيهقي وضعفه ابن خزيمة وقال الألباني : منكر انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية ما رواه أبوهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من فطر صائماً في شهر رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبرائيل عليه السلام ليلة القدر ومن صافحه جبرائيل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه”
قال فقلت يا رسول الله أفرأيت من لم يكن عنده ؟
قال صلى الله عليه وسلم “فقبضة من طعام”
قلت أفرأيت إن لم يكن عنده لقمة خبز ؟
قال صلى الله عليه وسلم “فمذقة من لبن”
قال أفرأيت إن لم تكن عنده ؟
قال صلى الله عليه وسلم ” فشربة من ماء”
وهذا حديث ضعيف جداً أخرجه أبوالشيخ وضعفه المنذري وقال الألباني ضعيف جداً انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المكذوبة الموضوعة ما رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً وحضر رمضان “أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل”
وهذا الحديث المكذوب أخرجه الطبراني وقال الألباني : موضوع انتهى
ومن الأحاديث المكذوبة الموضوعة عليه صلى الله عليه وسلم ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة فتصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه فتبرز الحور العين حتى يقفن بين شرف الجنة فينادين هل من خاطب إلى الله فيزوجه ثم يقلن الحور العين يا رضوان الجنة ما هذه الليلة فيجيبهن بالتلبية ثم يقول هذه أول ليلة من شهر رمضان قال ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره”
وهذا الحديث المكذوب أخرجه أبوالشيخ ابن حيان والبيهقي و إسناده منقطع لكن لوائح الوضع عليه ظاهرة قال الألباني : آثار الوضع و الصنع عليه ظاهره و ذكره ابن الجوزي في الموضوعات انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية ما رواه أبوسعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن شهر رمضان شهر أمتي يمرض مريضهم فيعودونه فإذا صام مسلم لم يكذب ولم يغتب وفطره طيب سعى إلى العتمات محافظاً على فرائضه خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها”
أخرجه أبوالشيخ ابن حيان وقال الألباني : ضعيف جداً انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المكذوبة ما رواه أبومسعود الغفاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأهل رمضان فقال “لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان …”
في حديث طويل ركيك الصنع عليه ظاهر : أخرجه ابن خزيمة والبيهقي من طريقه وأبو الشيخ وضعفه ابن خزيمة وضعفه جداً وقال الألباني :موضوع انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن لله عز وجل في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد من مضى”
أخرجه البيهقي وقال هكذا جاء مرسلاً وقال ابن الجوزي : لا يصح وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ذاكر الله في رمضان مغفور له وسائل الله فيه لا يخيب”
أخرجه الطبراني والبيهقي والأصبهاني وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة ما رواه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان يفضله على الشهور فقال “من قام رمضان إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه”
أخرجه النسائي وضعفه وقال الألباني : منكر انتهى
وفي الختام : هذا بعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على عدم الوقوع في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .
واحرصوا على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .
أخوكم
أحمد بن عمر بازمول