بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فإن المنهج الحدادي هو في حقيقة أمره منهج تكفيري خبيث يقوم على مبادئ تهدم الدين وتقوي شوكة أهل البدع والملحدين :
فمن مبادئهم :
تقعيد القواعد الباطلة وزعمهم – كذباً وزوراً – أنها من الدين بل أساس الدين.
الطعن في المنهج السلفي ووصفه بأنه إرجاء ويخدم المشركين وأهل البدع والأهواء .
الطعن في حملته من أئمة الهدى سواء من مات منهم كابن تيمية أو ابن باز أو الألباني أو ابن عثيمين رحمهم الله تعالى أو كان من المعاصرين كشيخنا العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى وأقر به أعين السلفيين الصادقين.
ضربهم لعلماء السنة السلفيين بعضهم ببعض وإثارة الفتنة بينهم ومحاولة إيجاد التفرقة والخلاف والتناحر بينهم !
تسلحهم بالكذب والخيانة والافتراء على عباد الله الصالحين ورميهم بالفواقر والطعن فيهم طعناً فاجراً حاقداً لا مثيل له إلا عند الروافض بل يزيدون .
إلى غير ذلك من المبادئ الهدامة الباطلة !
وهؤلاء الحدادية خوارج العصر يصدق عليهم ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بيانه لسبب انحراف الخوارج وتدرجهم في مقامات الضلال حيث قال رحمه الله تعالى كما في المجموع (28/497) :
(( هؤلاء أصل ضلالهم :
اعتقادهم في أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل وأنهم ضالون !
وهذا مأخذ الخارجين عن السنة من الرافضة ونحوهم !!
ثم يعدون ما يرون أنه ظلم عندهم كفراً !!
ثم يرتبون على الكفر أحكاماً ابتدعوها !!!
فهذه ثلاث مقامات للمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم !
في كل مقام تركوا بعض أصول دين الإسلام حتى مرقوا منه كما مرق السهم من الرمية
وفى الصحيحين في حديث أبى سعيد (( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد))
وهذا نعت سائر الخارجين كالرافضة ونحوهم فإنهم يستحلون دماء أهل القبلة لاعتقادهم أنهم مرتدون أكثر مما يستحلون من دماء الكفار الذين ليسوا مرتدين لأن المرتد شر من غيره ! … انتهى
فتأملوا إخواني كلام الإمام ابن تيمية تجدونه وكأنه يصف هؤلاء الحدادية الخارجيين التكفيريين !
فالحدادية أولاً : اعتقدوا ضلال أئمة الهدى والحق وأنهم على غير دين الحق!
وذلك أن الحدادية التكفيرية لهم اعتقادات باطلة ضالة جعلوها هي الدين !
وجعلوا ما خالفها من الحق هو الباطل !
فشابهوا اليهود والنصارى الذين جعلوا الحق باطلاً ولبسوا فيه وكتموه !
ثم قام الحدادية ثانياً : بتكفير هؤلاء الأئمة ومن كان على طريقتهم حتى قال قائلهم أكثر السلفيين اليوم زنادقة !
والزنديق هو المنافق الخالص !!!
فهذا عين التكفير للسلفيين !!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون
فما أشد خبث هذه الطائفة الحدادية المنحرفة التكفيرية : والله إنهم لأشد ضلالاً من الخوارج الأُول ! الذين هم شر الخليقة ، والذي أُمر ولي الأمر بقتالهم لدحر باطلهم وكف شرهم عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم !
قال الآجري في الشريعة :
بابٌ
ذم الخوارج ، وسوء مذاهبهم ، وإباحة قتالهم ، وثواب من قتلهم أو قتلوه
قال محمد بن الحسين :
لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء ، عصاة الله – تعالى – ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن صلوا وصاموا ، واجتهدوا في العبادة ، فليس ذلك بنافع لهم ، ويظهرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وليس ذلك بنافع لهم ؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون ، ويموهون على المسلمين ، وقد حذر الله تعالى منهم ، وحذر النبي صلى الله عليه وسلم ، وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده ، وحذرناهم الصحابة – رضي الله عنهم – ، ومن تبعهم بإحسان .
والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس ،
ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج ،
يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً
، ويخرجون على الأئمة والأمراء ، ويستحلون قتل المسلمين .
فأول قرن طلع منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو رجل طعن على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم الغنائم فقال : اعدل يا محمد ، فما أراك
تعدل . فقال : ( ويلك فمن يعدل إذا لم أكن أعدل ؟ )
فأراد عمر رضي الله عنه قتله ، فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم من قتله ، وأخبر أن هذا وأصحاباً له يحقر أحدكم صلاته مع صلاته ، وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين وأمر في غير حديث بقتالهم ، وبين فضل من قتلهم أو قتلوه .
ثم إنهم خرجوا بعد ذلك من بلدان شتى ، واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى قدموا المدينة ، فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وقد اجتهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان بالمدينة في أن لا يقتل عثمان ، فما أطاقوا على ذلك ، رضي الله عنهم .
ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ، ولم يرضوا بحكمه ، وأظهروا قولهم ، وقالوا : ( لا حكم إلا الله ) فقال علي – رضي الله عنه – : ( كلمة حق أرادوا بها الباطل ) .
فقاتلهم علي – رضي الله عنه – فأكرمه الله – تعالى – بقتلهم ، وأخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من قتلهم أو قتلوه ، وقاتل معه الصحابة .
فصار سيف علي ابن أبي طالب – رضي الله عنه – في الخوارج سيف حق إلى أن تقوم الساعة . انتهى
وفي ختام مقالتي :
فإني احذر إخواني السلفيين في كل مكان من هذه الطائفة التكفيرية الخبيثة
فلا يجوز دخول مواقعهم ومنتدياتهم مثل : شبكة الآفاق ، شبكة الأثري ، شبكة الأمر الأول وغيرها من المواقع الحدادية الخبيثة .
ولا يجوز دخول صفحات الحدادية الخبيثة : مثل صفحة عماد فراج، وصفحة أحمد بن عمر الحازمي وصفحة عبد الحميد الجهني وغيرها من الصفحات الباطلة !
ولا يجوز دخول المجموعات المعروفة بــ (الواتس أب ) ولا مشاركتهم فيها
لما فيها من نشر باطلهم وضلالاهم وشبهاتهم وطعوناتهم في أئمة الهدى !
فلا يجوز الاستماع لكلامهم ولا الجلوس معهم ولا قراءة كتبهم أو مقالاتهم !!
وإني لأسأل الله أن يجزي شيخنا الإمام العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي خير الجزاء على جهاده العظيم ضد هذه الطائفة التكفيرية المنحرفة الضالة
فقد أبان باطلهم وكشف عوارهم وجردهم من كل سلاح باطل سلطوه على أهل السنة فأصبحوا كالصرعى يترنحون وكالمجانين يتطايرون وكالسكارى يتخلجون
فجزاه الله خيراً على جهاده العظيم ضد هذه الفرقة التكفيرية وغيرها من فرق الضلالة والغواية وجعله في موازين حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الثلاثاء الموافق 24 رمضان 1435 هـ
00 : 5 عصراً