بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فإن ضلال وانحراف الفرقة الحدادية الخارجية التكفيرية أصبح ظاهراً للعيان !
لا يجادل في ذلك إلا من أشرب قلبه البدعة والأهواء المهلكة .
وانكشف للسلفيين في مشارق الأرض ومغاربها رؤوس الحدادية واتباعهم ومواقعهم وأساليبهم المتهافتة وطعوناتهم القذرة الفاجرة في أئمة السنة السلفيين وكل من يعارضهم أو يكشف حالهم .
ومما أحب أن ألفت النظر إليه من حال هؤلاء الحدادية التكفيرية : أنهم في كل مرة يثيرون شبهاتهم وضلالاتهم يصورونها في صورة الحق ويلبسونها لباس السنة ومنهج السلف الصالح ويغلفونها في صورة المسائل العلمية !!!
فمرة مسألة : عدم العذر بالجهل !
فكفروا مطلقاً بلا قيد ولا شرط ولا توفر للشروط وانتفاء للموانع !!
وتوصلوا من طريقها إلى تكفير من يعذر بالجهل من أئمة السنة السلفيين !!!
ومرة مسألة : تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً مع عدم جحوده .
ولأهل السنة فيها قولان :
قول بعدم تكفيره وعليه الجمهور .
وقول بتكفير تاركها .
لكن الحدادية : جعلوا تارك الصلاة تهاوناً وتكاسلاً كافراً قولاً واحداً
وجعلوا القول الآخر – الذي لا يكفره – قولاً باطلاً منسوباً للمرجئة !
وتوصلوا من طريقها إلى تضليل أئمة السنة ثم إلى تكفيرهم !!
ومرة مسألة : تكفير تارك العمل مطلقاً . ورموا أهل السنة السلفيين بالإرجاء والضلال والفواقر !!
وأهل السنة السلفيون يقولون :
الإيمان قول وعمل واعتقاد !
والعمل من الإيمان !!
يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية !!!
ويقولون : إن تارك العمل ينقص إيمانه ومتوعد بالعقاب الشديد والعذاب الأليم
عملاً بالنصوص الشرعية الواردة وإيماناً بها وتسليماً لها وعدم معارضتها بالهوى .
ويردون قول المرجئة والكرامية والجهيمة والأشاعرة في الإيمان ولا يقبلونه !
ويردون قول الخوارج – ومنهم الحدادية – والمعتزلة في الإيمان ولا يقبلونه !!
ويؤمنون بأحاديث الشفاعة وما دلت عليه من إخراج من في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان كما في الصحيحين وغيرهما .
وفيه قوله صلى الله عليه وسلم :
(( فيأتوني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجداً
فيقول : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع
فأقول : يا رب أمتي أمتي
فيقول انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان
فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً
فيقال : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع
فأقول يا رب أمتي أمتي
فيقول انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان
فأخرجه فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا
فيقول : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع
فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان
فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل …
ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ))
وغيرها من النصوص المحكمة الظاهرة الدلالة على قولهم .
فالسنة النبوية يعمل بها كلها كما قال الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – في أصول السنة:
وليس في السنة قياس ولا تضرب لها الأمثال ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء
إنما هو الإتباع وترك الهوى …
ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كفي ذلك وأحكم له فعليه :
الإيمان به .
والتسليم …
وأن لا يرد منها حرفاً واحداً وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات انتهى.
فهل يلام أهل السنة العاملون بنصوصها وما دلت عليها .
وهل يرمى بالفواقر من نصر الأحاديث النبوية ورد قول من يخالفها .
وهل يعتبر من سلم للأحاديث ولم يؤولها تأويلاً لا يتوافق مع دلالاتها آخذاً بالمتشابه مثيراً للفتن.
وهل يعتبر قوله شاذاً أو موافقاً للمرجئة : إذا قال بمنطوقها وظاهرها وفحوى خطابها .
بَلْهَ : إذا كان قوله موافقاً لقول جماعة من أهل السنة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في النبوات (1/593) :
العصمة إنما هي للمؤمنين لأمة محمد لا لبعضهم !
لكن اذا اتفق علماؤهم على شيء فسائرهم موافقون للعلماء .
وإذا تنازعوا ولو كان المنازع واحداً : وجب رد ما تنازعوا فيه الى الله والرسول
وما أحد شذ بقول فاسد عن الجمهور إلا وفي الكتاب والسنة ما يبين فساد قوله وإن كان القائل كثيراً …
وأما القول الذي يدل عليه الكتاب والسنة فلا يكون شاذاً وأن كان القائل به أقل من القائل بذاك القول !
فلا عبرة بكثرة القائل باتفاق الناس .
ولهذا كان السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان يردون على من أخطأ بالكتاب والسنة لا يحتجون بالإجماع الا علامة انتهى
فتأملوا بارك الله فيكم قول شيخ الإسلام :
(( وأما القول الذي يدل عليه الكتاب والسنة فلا يكون شاذاً وأن كان القائل به أقل من القائل بذاك القول !
فلا عبرة بكثرة القائل باتفاق الناس ))
فكيف إذا كان القول عليه جمع من العلماء كما في مسألة أحاديث الشفاعة التي رد بها شيخنا الإمام العلامة ربيع المدخلي على الحدادية التكفيريين قولهم الباطل !
لكن الحدادية التكفيرية :
توصلوا من طريقها إلى تضليل أئمة السنة ثم إلى تكفيرهم وزندقتهم !!
وغيرها من المسائل التي أثاروها تشغيباً وتحريفاً للحق .
والحدادية الخارجية التكفيرية لا ينصرون بذلك الحق ولا يردون الباطل
بل ينصرون الباطل ويبطلون الحق !
والحدادية التكفيرية في إثارة هذه المسائل : يشغبون بها ويطعنون من طريقها في أئمة السنة كالإمام ابن تيمية والإمام الألباني والإمام ابن عثيمين وغيرهم رحمهم الله تعالى وكالإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى وسدد خطاه .
وبهذا يظهر أن الحداديين التكفيريين : بعيدون كل البعد عن السنة وأهلها ومعادون كل العداء لمنهج السلف الصالح وحملته .
وهم في الوقت نفسه متوغلون في البدعة والضلالة والأهواء وينصرون أهلها ويدافعون عنهم !
وأما أئمة السنة السلفيون : فمواقفهم مشرفة في الرد على أهل البدع والضلال والانحراف من كل نحلة وطائفة وفرقة !
جزاهم الله خيراً على ما قاموا به من نصرة هذا الدين الإسلامي الحنيف .
وإن موقف شيخنا حامل راية الجرح والتعديل الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي ضد أهل الأهواء والبدع عموماً والحدادية خصوصاً لمشهود له مشهور عند أهل العلم .
اسأل الله أن يجعله في موازين عمله يوم القيامة .
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
عصر الجمعة
السـ 30: 4ـــاعـــة
27 رمضان 1435هـ