صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي الحلبي الحلقة الخامسة لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
 
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
 
أما بعد :
 
فقد ذكرت في التحذير السلفي من كتابمنهج السلف للحلبي عدة ملاحظات على هذا الكتاب، وقد ذكرتها بحمد الله تعالى بعلم لابهوى أو بجهل أو مجرد دعوى.
 
وقد ناقشت الحلبي في الحلقة الأولى إلى الحلقة الرابعة في شيء من الملاحظة الأولى والتي هي (( تأصيل الحلبي وتقعيده قواعد على خلاف منهج السلف الصالح في التعامل مع أهلالبدع والأهواء)).
 
وفي هذه الحلقة وهي الخامسة – إن شاء الله تعالى – سأناقش الحلبي في الملاحظة الثانية والتي هي ( طعن الحلبي في بعض علماء السلفية الذين لا يشك أحد في علمهم وورعهموتقواهم بأسلوب ماكر، فهو لم يذكرهم بأسمائهم ولكن ذكر أموراً يعرف كل سلفي أنهالهم، وأخذ يفسرها ويهول فيها على خلاف الحق).
 
وقبل البدء في بيان هذه الملاحظة أحببت مناقشة الحلبي في قول له غريب عجيب للغاية أثاره الحلبي على الردود التي بَيَّنت أخطاءه وانتقدت بحق منهجه المخالف للسلف. كما في مقال في منتدى (كل السلفيين) لبعض كُتَّابه بعنوان (عذرًا ….. فقد أسأتم كثيراً للشيخ ربيع حفظه الله….كفاكمردوداً).
 
وإليك نص المقال :
 
( هذا جواب على سؤال وجه لشيخنا المحدث علي الحلبي حفظه الله في لقاء البالتوك يومالثلاثاء و هو اللقاء السابع، وكان بتاريخ 10-2-2009
 
وإليكم التفريغ:
 
سؤال: ما رأيكم في الشيخ فالح الحربي؟؟
 
الجواب: الشيخ فالح الحربي تعرفنا عليه منذ سنوات كثيرة والكل يعرف أنه في الفترة الأخيرة صار يطعن في الشيخ الألباني في موضوع الإرجاء وصار يغلو في باب التبديع ورد عليه الشيخ ربيع ردوداً جيدة و قوية.
 
و كتابيالذي هو منهج السلف الصالح أقمت القسم الثاني منه على نصيحة الشيخ ربيع للشيخ فالحولكن حذفت الأسماء.
 
وها أنا أقولها الآن حتى تتضح الصورة أكثر وأكثر فقد رأيت بعض المتعصبين يردون على الكلام الذي هو في المتن يظنونه كلامي وهو كلامفضيلة الشيخ ربيع في الوقت الذي هم يدافعون فيه عن الشيخ ربيع !!!
 
أين العدل؟؟ وأين الحق؟؟ وأين الإنصاف؟؟
 
هذا هو التعصببعينه و يجب أن نفرق بين التقدير للعلماء والتقديس لهم . نحن نقدر ونحترم الشيخ ربيع وقد كتبت هذا في الرجاء الذي كتبته في منتدى كل السلفيين ولا نقبل لأي أحد أن يطعن فيه أو أن يغمز في نيته.
 
و لكن هذا شيء . والنقد لبعض أقواله أو أفعاله أو كتاباته شيء آخر وبخاصة أنهحفظه الله وبارك فيه ونفع به قد طلب ذلك وتطلبه من كل من يقرأ كتبه… ). انتهى
 
 
أقول : هذا الكلام فيه تلبيس وتدليس عجيب جداً !!! وإليك البيان:
 
 
أولاً : قال الكاتب في عنوان المقال (فقد أسأتم كثيراً للشيخ ربيع حفظه الله)
 
أقول: ليست القضية في مناقشة الحلبي هي الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى!
 
بل القضية مع الحلبي هي بسبب مخالفته لمنهج السلف الصالح الذي يسير عليه العلماء.
 
ثم هل الدفاع عن الحق، ورد الباطل يعتبر إساءة وتعدياً!!!
 
أم أنك اعتبرته إساءة لأنه ردٌّ على شيخك الحلبي .
 
وكيف تكون هذه الردود إساءةً وهي ردٌ وإبطال لمنهج الحلبي المُحْدَث المنحرف الذي خالف فيه منهج السلف ؟
 
هذا ما لا يقوله عاقل منصف !
 
 
ثانياً : قول الكاتب في عنوانه (كفاكم ردوداً)
 
هل يريد الكاتب من أهل العلم وطلبته أن يسكتوا عن الباطل، وتقرير الحق .
 
ثم كيف قد أساءت هذه الردود للشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى وهي تقرر الحق وترد الباطل.
 
فأنت أيها الكاتب – عذراً – قد أسأت لنفسك بطعنك في الشيخ ربيع بهذا العنوان !
 
 
ثالثاً: قول الحلبي (ورد عليه الشيخ ربيع ردوداً جيدة و قوية)
 
 
أقول : ردود الشيخ ربيع جيدة وقوية أيضاً – بشهادة أهل العلم – على عرعور والمغراوي والمأربي، وغيرهم من المخالفين، فليتك انتفعت بها، ولم تقع فيما وقعوا فيه من الانحراف.
 
رابعاً: قول الحلبي (و كتابي الذي هو منهج السلف الصالح أقمت القسم الثاني منه على نصيحة الشيخ ربيع للشيخ فالحولكن حذفت الأسماء)
 
أقول: هذا تعدٍ منك على كتاب الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى فأنت أخذت كتابه وطبعته وغيرت فيها بعض الجمل وحذفت منه أخرى من دون أن تستأذن منه بل لم ترسل له الكتاب إلا بعد تجهيزه للطباعة النهائية .
 
فقولك فيما سميته بـمنهج السلف (317) :” أرسلت هذا الكتاب قبل طبعه إلى عدد من أهل العلم وطلابه داخل بلدنا الأردن وخارجه لأستفيد من ملاحظاتهم وتوجيهاتهم وفوائدهم : فكثير قد فعلوا فاستفدت .
 
وعدد قد تخوفوا فتعجبت .
 
وقليل قد أحجموا فسكت !
 
وممن أرسلتُ لهم الكتاب وهم كثير فضيلة الشيخ ربيع بن هادي أيده الله …”.
 
أقول هذا الكلام فيه تلبيس وتدليس :
 
فظاهره أنك أرسلت للجميع نسخة واحدة، والحقيقة بخلاف ذلك :
 
فأنت أرسلت الكتاب مرتين :
 
فالمرة الأولى : أرسلت الكتاب ووضعت عليه كلمة (نسخة غير قابلة للتداول) شرقت بها وغربت في عدد من البلاد منها السعودية، ولم ترسل هذه النسخة للشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى، وكان المفترض هو أول من ترسل إليه باعتبار أنك بنيت وأقمت القسم الثاني على كتابه !!
 
والمرة الثانية: أرسلت له الكتاب بعد إعداده للطباعة النهائية، وكتبت في خاتمته، :”وممن أرسلت لهم الكتاب وهم كثير فضيلة الشيخ ربيع بن هادي”.
 
فظهر بهذا حقيقة الأمر، وهو أنك لم ترسله إليه إلا بعد تجهيزه للطباعة النهائية بخلاف ما أوهمه ظاهر كلامك.
 
خامساً: قول الحلبي (وها أنا أقولها الآن حتى تتضح الصورة أكثر وأكثر فقد رأيت بعض المتعصبين يردون على الكلام الذي هو في المتن يظنونه كلامي وهو كلامفضيلة الشيخ ربيع في الوقت الذي هم يدافعون فيه عن الشيخ ربيع !!!)
 
أقول : سبحان الله ما هذا الكلام الذي تستخف به عقول الناس، وتظن أنك بهذا تدافع عن نفسك !
 
وفي الواقع أنت بهذا أيها الحلبي تثبت للقراء عدم مصداقية كلامك للأسف الشديد !!!
 
وإليك أخي القارئ البيان :
 
هل يستطيع الحلبي أن يثبت لنا رداً واحداً معتبراً من أهل العلم وطلبته ردَّ عليك وهو في الحقيقة يرد على كلام الشيخ ربيع المدخلي.
 
فلو وجد مثل هذا لطار به أتباعك في منتدى (كل السلفيين) ولشرقوا به وغربوا واعتبروه قاصمة الظهر للسلفيين.
 
ولكن هيهات – بفضل الله ومنته – فدون ذلك خرط القتاد.
 
ثم من ردَّ عليك من أهل العلم وطلابه إنما ردوا على باطلك ومخالفتك للحق. ولم يصدر منهم أبداً ردٌ على شيء من كلام الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى حسب ما وقفت عليه.
 
والباطل في الكتاب على صورتين :
 
الصورة الأولى : كلامك الصرف من التقعيد والتأسيس الباطل.
 
فهذا يردونه ويبطلونه عليك بالحجة والبرهان لا بالسباب والشتائم وقلب الحقائق والتلبيس والتدليس.
 
الصورة الثانية: حملك لكلام المشايخ سواء شيخ الإسلام ابن تيمية أو ابن باز أو ربيع أو غيرهم على معنى باطل لم يريدوه، واستغلالك لهذا المعنى ليروج باطلك عند السلفيين.
 
ففي هذه الصورة يردون عليك استدلالك وتلبيسك بحمل الكلام ما لا يحتمله، وهذا منهج لك قديم كما بينته اللجنة الدائمة حين قالت عنك كما في التحذير (27-28) أنك:
 
1- حرفت في النقل عن ابن كثير.
2- وتقَّولت على شيخ الإسلام ابن تيمية.
3- وحرفت لمراد المفتي محمد بن إبراهيم.
4- وعلقت على كلام من ذكرت من أهل العلم بتحميل كلامهم ما لا يتحمله !!!
 
فظهر بهذا أن الردود كانت منصبة على باطلك وتلبيسك الحق بالباطل .
 
فقولك (في الوقت الذي هم يدافعون فيه عن الشيخ ربيع !!!)
أقول : ليست القضية دفاعاً عن كلام الشيخ ربيع المدخلي كما أسلفت سابقاً بل القضية هي الدفاع عن منهج السلف الصالح الذي خالفته في كتابك المسمى بمنهج السلف، وقعدت فيه قواعد فاسدة كاسدة.
 
سادساً: وقول الحلبي ( أين العدل؟؟ وأين الحق؟؟ وأين الإنصاف؟؟ هذا هو التعصب بعينه )
 
أقول: سبحان الله رمتني بدائها وانسلت!
 
ووجه لنفسك هذا السؤال يا حلبي ولمنتدى كل السلفيين.
 
لكن كما قيل:
 
سوف ترى إذا انجلى الغبار …. أفرس تحتك أم حمار
 
سابعاً: وقول الحلبي ( ويجب أن نفرق بين التقدير للعلماء والتقديس لهم )
أقول: لم يدعِ أحد التقديس للشيخ ربيع المدخلي لا قولاً ولا فعلاً .
 
فالسلفيون – بحمد الله تعالى – من أبعد الناس عن تقديس الأشخاص والغلو فيهم سواء كانوا علماء أم طلاب علم.
 
فكلامك هذا مجرد دعوى لا بينة عليها ولا برهان .
 
والدعاوى ما لم يقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء
 
فالواجب عليك يا حلبي أن تفرق بين الدعوى المجردة وبين البينة.
 
ثامناً: وقول الحلبي (نحن نقدر ونحترم الشيخ ربيع وقد كتبت هذا في الرجاء الذي كتبته في منتدى كل السلفيين ولا نقبل لأي أحد أن يطعن فيه أو أن يغمز في نيته).
 
أقول : سبحان الله يا حلبي لا تزال تستخف بعقول الناس.
 
تقول هذا الكلام وقد فضح أمرك الأخ أبو الحسن الرملي عندما قلت له عن كتابك 
 
المسمى بمنهج السلف الصالح: هذا رد الشيخ ربيع على الشيخ ربيع .
 
وقلت له أيضاً عن الكتاب: هو كتاب فتنة يقضي على فتنة .
 
وفي المجالس الخاصة تقول عن الشيخ ربيع المدخلي أنه يكيل بمكيالين ويزن بميزانين.
وتقول لبعض الإخوة: المخابرات المصرية تعتقل المدخلية؛ لأنهم متشددون!!
 
وأما من ربيت من أتباعك فهناك عدة أمثلة منها :
 
الأول: ما جاء تعليقاً على مقال بعنوان : هل التزكية رفع( للجهالة) أم إثبات( للحصانة)..!
لخالد كاملة العماني حيث قال : غفر الله للشيخ الألباني لو أنه لم يقل حامل لواء الجرح و التعديل هو……… لما صار ما صار ولكن قدر الله وما شاء فعل . ليقضي الله أمرا كان مفعولا”
وهي كلمة تدل على ما يحمله هذا المعلق من حقد دفين في نفسه
 
نعم : حامل راية الجرح والتعديل العلامة ربيع المدخلي بشهادة الألباني رحمه الله تعالى
لأن الشيخ ربيع المدخلي وقف في وجه البدع وأهلها موقف السلف
وهذه الكلمة تدل على أن الألباني يعتبر الشيخ ربيع المدخلي أقرب الناس ليكون خليفة الألباني في علم الحديث، ولم ينل هذه المرتبة غيره.
 
والثاني : مقال للمدعو علي أبو هنية بعنوان (أيها الشانئون.. لا تظلموا من لهم تعادون, وعليهم تعتدون!) جاء فيه :” ………… ألا تمر على مسامعكم هذه الآيات القرآنية؟
وتلكم الأحاديث النبوية؟
وهاتيكم الآثار السلفية؟
وغيرها من الزواجر والقوارع, فكان ماذا؟ ألا تنزجرون عن الظلم والبهتان؟ ألا ترعوون عن البغي والعدوان؟
آه! عفواً, نسيت أنكم لا تأخذون إلا من كلام الشيخ ربيع -حفظه الله-. حسناً, يقول الشيخ ربيع -حفظه الله-: “نُحَذِّرُكُم مِن الظُّلْم،وَارْتِكَابِ البَهْت، وَانْتِهَاكِ أَعْرَاضِ مَن تُخَاصِمُونَهُم بِحَقّ -لَوْكُنْتُم عَلَى حَقّ-، فَضْلاً عن أَنْ تَرْتَكِبُوا كُلَّ هَذا فِي حَقِّ مَنْتُخَاصِمُونَهُم بِالبَاطِل؛ فَإِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِهِوَعَلى عِبَادِه”.
وانظر : مقال بعنوان (رسالة لمشرف وأعضاء شبكة سحاب “وإن منكم لمنفرين) للمدعو بالداعي السلفي عبد الرحمن بن عبد الله، يرمي فيه شبكة سحاب بالتعصب الأعمى للشيخ ربيع المدخلي .
ولقد صدق الشيخ عادل منصور في نصيحة اللبيب حين قال عنك :”بعضهم الآن يهيئ كتاباً وهيأ ورصَفَ ورصّ للنيل بأسلوب المدح في المتن والطعن في الحاشية وهو في حقيقته رد عل الشيخ ربيع حفظه الله تعالى”. انتهى
 
فهل هذا هو ما تدعيه وأتباعك من الأدب والتقدير مع الشيخ ربيع المدخلي !!!
أم أنه من التدليس والمراوغة عن الاعتراف بالخطأ والمخالفة للحق.
 
تاسعاً: وقول الحلبي ( ولكن هذا شيء . والنقد لبعض أقواله أو أفعاله أو كتاباته شيء آخر وبخاصة أنهحفظه الله وبارك فيه ونفع به قد طلب ذلك وتطلبه من كل من يقرأ كتبه).
 
أقول: هذا معروف عن كل المشايخ السلفيين ومنهم الشيخ ربيع أنهم يفرحون بمن ينبههم على خطئهم ويتراجعون عن مخالفة الحق.
 
بخلاف من يدعي السلفية ولا يرجع إلى الحق بل يصر على باطله ومخالفة منهج السلف الصالح مع نصح المشايخ المتكرر له ولكن دون جدوى .
 
ولكن أنت لم تفرق بين رد الخطأ وبين الافتراء المحض، ومحاولة اختلاق الأخطاء للطعن في الشيخ ربيع المدخلي ولو بقلب الحقائق.
 
وإلى هنا أكون قد انتهيت من مناقشة كلمة الحلبي المسجلة المنقولة في منتداه.
 
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
 
والآن أبدأ بمناقشة الحلبي في كتابه المسمى بـمنهج السلف الصالح :
 
فأقول مستعيناً بالله تعالى :
 
من أعجب الأمور التي وقع فيها الحلبي طعنه في المشايخ السلفيين الذين ساروا على منهج السلف الصالح . وما نقم منهم الحلبي إلا أنهم فضحوا منهجه الفاسد وتقعيده الكاسد، بالحجة والبرهان فانبرى يؤصل طوال سنوات عدة(12) بين الشباب: قواعده الفاسدة وحتى يأمن من ردها عليه حصنها بالطعن في المشايخ السلفيين وتشويه صورتهم والتقليل من قدرهم وشأنهم لدى أتباعه الذين كانوا من قبل سلفيين.
 
ولا شك أن الطعن في العلماء السلفيين فيه – كما قال الشيخ محمد بازمول في معاملة العلماء (63) – :” موافقة أهل البدع والأهواء ومشابهتهم، وذلك أن من سنن أهل البدع والأهواء انتقاص العلماء، وانظر ما شئت من الفرق والجماعات المخالفة لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم تجد هذا فيهم؛ فالشيعة أمرهم مشهور. والخوارج حالهم في ذلك مذكور.والمعتزلة شأنهم معروف. والصوفية ونبزهم علماء الشرع أمره ملحوظ.
 
وهكذا فلا تجد فرقة ولا جماعة ولا طائفة تخالف الصراط المستقيم، وتخرج عن سبيل المؤمنين، إلا وهي تتكلم في العلماء وتطعن فيهم وتضع من شأنهم، وتضيع حقهم، وتتخذ رؤوساً جهالاً!”.انتهى.
 
ومن المشايخ السلفيين الذين طعن فيهم الحلبي :
 
شيخنا ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
 
وقد طعن الحلبي في هذا الكتاب في الشيخ ربيع دون أن يصرح باسمه لكنه عرض به، والتعريض قد يكون أشد من التصريح.
 
ومع وضوح الأمر من أن مقصود الحلبي بتسويداته: الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله إلا أن الحلبي قد أفصح بنفسه واعترف– والاعتراف سيد الأدلة – لأبي الحسن علي الرملي عن كتابه الذي سماه بمنهج السلف الصالح :” رد الشيخ ربيع على الشيخ ربيع “.
 
وهذه المقالة لم ينكرها الحلبي ولا أتباعه حين شوشوا على كلام الرملي.
 
وقد حصل بيني وبين الرملي اتصال فسألته : هل أنكر هذه الكلمة الحلبي أو أتباعه حين ردوا عليك ؟
 
فقال لي :” لم ينكروها علي بل أقروها ” انتهى .
 
وقد صدق الحلبي في وصف كتابه هذا بأنه (رد الشيخ ربيع على الشيخ ربيع) وكذب:
 
أما صدقه: فنعم : حيث زعم – ظلماً وبمكر ودهاء – كلام الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى – يخالف بعضه بعضاً، ولم يكتفِ بذلك حتى ادعى ظلماً أن كلامه يخالف الفعاله.
 
وأما الكذب : فدعواه التناقض والمخالفة إذ أن كلام الشيخ ربيع حفظه الله تعالى يصدق بعضه بعضاً ولا يخالف بعضه بعضاً إذا فُهِم على مراد الشيخ والمناسبة التي قيل لأجله فيها .
 
فكلام الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ومنهجه الفعلي يصدق بعضه بعضاً كما شهد له بذلك أهل العلم وطلابه .
 
وإليك كلام الحلبي الطاعن في الشيخ ربيع بن هادي المدخلي :
 
1- قال الحلبي فيما سماه بمنهج السلف ص 55 ( قُلْتُ: وقد يكون أشد من مصطلح (العُلَمَاءِ الكِبَار) -وَمَا إِلَيْهِ- وَقَدْ ظَهَرَ وَجْهُهُ الحَقُّ-: كَلِمَةٌ أَثْبَتَهَا البَعْضُ، وَنَفَاهَا بَعْضٌ آخَرُ!- ذُكِرَتْ بِحَقِّ بَعْضِ أحد المَشَايِخ(2)-: أنه مَعْصُومٌ فِي المَنْهَج)!!!
 
وَلَسْتُ فِي مَعْرِضِ تَمْحِيصِ النِّسْبَةِ (القَوْلِيَّة) -إثباتاً أو نفياً-؛ إِذْ حَالُ (بَعْضِ) المُتَعَصِّبَةِ -وَالمُقَلِّدَةِ- يَدُلُّ -تَماماً- عَلَى وُجُودِ هَذا (المَعْنَى) فِي (الوَاقِع)!
بل ثبت قطعاً عن أحد الأفاضل أنه قال في حق هذا الشيخ نقبل كلامه في الجماعات والأفراد دون تمحيص !!
 
وَمِنَ المُقَرَّرِ أَنَّ «لِسَانَ الحَال أَبْلَغُ مِنْ لِسَانِ المَقَال» -كَمَا فِي «تَفْسِير القُرْطُبِي» (9/148) وَغَيْرِه-.
 
فكيف إذا اجتمعا ؟!
 
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في “منهاج السنة النبوية” (6/189-191) ما ملخصه :” وَكَثِيرٌ مِنَ الغُلاَةِ فِي المَشَايِخِ يَعْتَقِدُ أَحَدُهُم فِي شَيْخِهِ العِصْمَةَ! وَيَقُولُون: الشَّيْخُ مَحْفُوظٌ! وَيَأْمُرُونَ بإتباع الشَّيْخِ فِي كُلِّ مَا يَفْعَل! لا يخالف([1]) في شيء أصلاً ….) إلى أن قال شيخ الإسلام ابن تيمية :” وَلِهَذَا اتَّفَقَ أَهْلُ العِلْمِ -أَهْلُ الكِتَابِ وَالسُّنَّة- عَلَى أَنَّ كُلَّ شَخْصٍ سِوَى الرَّسُول فَإِِنَّهُ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَك، إِلاَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ فَإِنَّهُ يَجِبُ تَصْدِيقُهُ فِي كُلِّ مَا أُخْبِر، وَطَاعَتُهُ ([2]) فِي كُلِّ أَمْر، فَإِنَّهُ المَعْصُومُ …) انتهى
 
أقول مستعيناً بالله تعالى :
 
1-سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
 
ادعاء العصمة للشيوخ هذا ليس من منهج السلف الصالح بل هو من منهج الرافضة وأتباع مشايخ التصوف وغيرهم من أهل البدع والأهواء.
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مختصر الفتاوى المصرية (488) فيمن ادعى العصمة في علي وحسن وحسين من آل البيت من الرافضة :” قد أجمعت الأمة على تخطئة وفساد قوله”.
 
2-هذه الكلمة التي زعم الحلبي أنه مختلف في نسبتها لقائلها نفياً أو إثباتاً بقوله :”كَلِمَةٌ أَثْبَتَهَا البَعْضُ، وَنَفَاهَا بَعْضٌ آخَرُ”. انتهى.
 
أقول: نسبت هذه الكلمة كذباً وزوراً وبهتاناً للشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى حيث قال المأربي في مقاله (النصوص حجتنا) :”صرح الشيخ محمد المدخلي بأن: (الشيخ ربيع معصوم في مسائل المنهج والجرحوالتعديل) “.
 
فمن هم هؤلاء الناقلون لها، هل هم من العدول المقبول خبرهم.
 
أم من المجروحين أو المجهولين المردود نقلهم.
 
بل من نقل عن الشيخ محمد بن هادي المدخلي هذه الكلمة يعتبر متهم كذاب لأنها كلمةمنكرة: لا يتصور صدورها من عوام الناس فضلاً عن سلفي، فضلاً عن عالم!!!
 
وقد حصل بيني وبين الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي اتصال يوم الثلاثاء الموافق 22/ 2/1430هـ، وسألته عن نسبة هذا القول له ؟
 
فقال الشيخ حفظه الله تعالى : الله أكبر، والله الذي لا إله إلا هو: أنا لم أقل هذا الكلام أبدًا.
 
ومتى جاء عني وثبت أني قلتها فأعلم أني قد جننت أو أصبحت منحرفاً في ديني ومنهجي.
 
هذا الكلام لا يتصور صدوره عن عوام المسلمين.
 
كيف يا شيخ أحمد: منهج أهل السنة والجماعة عدم ادعاء العصمة لأحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن هؤلاء كذبة لا يتورعون عن الكذب” انتهى.
 
ويلاحظ القارئ الكريم: أن الحلبي يكرر في كتابه ما قام به أبو الحسن المأربي من كيل التهم والأباطيل على أهل السنة، وكلامه هنا موافق لكلام المأربي(3) لكن بأسلوب جديد مزخرف ومبهرج.
 
وهذا إن كان مأخوذاً عن المأربي دون نسبة له فهو من باب الخيانة العلمية.
 
وصدق القائل :
 
ومن يكن الغراب له دليلاً يمر به على جيف الكلاب !
 
وإن كان قاله دون متابعة للمأربي بل حصل اتفاقاً فهو من باب وافق شن طبقه ! والطيور على أشكالها تقع .
 
3- ومع نكارة المتن واستبعاد صدورها من سلفي المنهج إلا أن الحلبي يريد إثباتها على السلفيين في حق الشيخ ربيع المدخلي؛ ليتوصل بذلك على تنزيل كلمة شيخ الإسلام عليهم جمعياً؛ ليطعن فيهم.
 
فاستدل الحلبي بزعمه أن حال وواقع السلفيين هو قبول كل ما يقوله الشيخ ربيع المدخلي بناء منهم على أنه معصوم؛ حيث قال :” إِذْ حَالُ (بَعْضِ) المُتَعَصِّبَةِ -وَالمُقَلِّدَةِ- يَدُلُّ -تَماماً- عَلَى وُجُودِ هَذا (المَعْنَى) فِي (الوَاقِع)!” انتهى .
 
فهل يستطيع الحلبي أن يثبت هذه الحال وهذا الواقع ؟؟؟
 
وفي استدلاله هذا ظلم وجهل :
 
أما الظلم : فالشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى لا يقر من تعصب له أو قلده تقليداً أعمى، بل واقع الشيخ القولي والفعلي ينادي دائماً بإتباع الحق، وعدم التعصب للأشخاص، وكثيراً ما ينكر الشيخ التقليد والتعصبئ، وله رسالة بعنوان التعصب الذميم، وهذا أمر معروف مشهور عن الشيخ لا ينكره إلا جاهل أو حاقد حاسد .
 
قال الشيخ ربيع المدخلي في كتابه إزهاق أباطيل باشميل (11-12) :”أؤكد أننا ولله الحمد لا نقبل خطأ أي عالم، لا أحمد بن حنبل، ولا ابن تيمية، ولا ابن عبد الوهاب…
 
ونقف من أخطائهم مهما علت منازلهم موقف السلف منها، ولسنا ببغاوات ولا رُبِّينا والحمد لله على الببغاوية والتقليد الأعمى، والتعصب الأهوج”. انتهى.
 
وسيأتي إن شاء الله تعالى رد الشيخ ربيع على من زعم العصمة له!
 
والعجب أن الحلبي نقل هذا الكلام عن الشيخ ربيع فيما سماه بـمنهج السلف (59).
 
وأما الجهل: فكيف يصح له الاستدلال بحال بعض المتعصبة والمقلدة الجهلة على إثبات أمر، فهل يعتبر بقول أو فعل الجاهل !!
 
يجيبك على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بقوله النبوات (147) :” أما من ليس من أهل العلم فيما تكلموا فيه فذاك وجوده كعدمه”. انتهى .
 
ومن الغريب الظريف كما يقال : أنه جعل حالهم يدل دلالة تامة !!!
 
فلا أدري أي تمام في حال هؤلاء الجهلة .
 
ما هذا الاستدلال!!! أين منهجك الرصين الذي تدعيه يا حلبي.
 
4- ومضى الحلبي مريداً لتقرير هذا الأمر، بنسبته جزماً بلا شك لأحد الأفاضل حيث قال الحلبي :” بل ثبت قطعاً عن أحد الأفاضل أنه قال في حق هذا الشيخ نقبل كلامه في الجماعات والأفراد دون تمحيص(4) !!” انتهى .
 
أقول : مراده ببعض الأفاضل الشيخ عبيد الجابري حفظه الله. كما صرح بذلك شيخ الحلبي في الفتنة أبو الحسن المأربي(5).
 
ولا أشك قطعاً أن الشيخ عبيد الجابري لم يقل هذا القول(6)، ومع ذلك فقد اتصلت بالشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى يوم الاثنين الموافق 21/ 2/ 1430هـ وسألته : هل قلت هذا الكلام المنسوب إليك ؟
 
فقال لي :”لا لم أقله .
 
أنا دائماً أقول : إن كلام أهل العلم في المنهج وفي الجماعات مقبول بدليله، وأمثل على ذلك بالشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى” . انتهى .
 
بل قال الشيخ عبيد الجابري -حفظه الله- في بيان له حول فتنة أبي الحسن: ((إني قد تتبعت ما كتبه فضيلة العلامة الشيخ ربيع وتفحصته بدقة فوجدت أن جميع ملحوظاته على أبي الحسن حق كلها وصحيحة جميعها)).
 
فتأمل قوله (وتفحصته) مما يدل على أنه قبل قوله بدليله، لا دون تمحيص كما يقوله الأفاكون.
 
5- ثم انتهى الحلبي إلى تصديق لسان الحال للسان المقال حيث قال:” وَمِنَ المُقَرَّرِ أَنَّ «لِسَانَ الحَال أَبْلَغُ مِنْ لِسَانِ المَقَال» -كَمَا فِي «تَفْسِير القُرْطُبِي» (9/148) وَغَيْرِه-.
 
فكيفا إذا اجتمعا ؟!”. انتهى.
 
أقول : هنا يقال للحلبي كلمة يكررها الألباني دائماً لكن الحلبي لم يستفد منها ألا وهي : أثبت العرش ثم أنقش
 
فقد تقدم أن لسان القال غير ثابت.
 
وأن لسان الحال غير موجود، فكيف يصدق بعضه بعضاً .
 
بل : يمكننا أن نجزم بالقول : إن لسان الحال يوافق لسان القال.
 
فحال طلاب الشيخ ربيع المدخلي وأتباعه من إتباع الحق بدليله ومن عدم التعصب له يكذب القول بادعاء العصمة له .
 
6- وزاد الحلبي الفرية بتعليقه على قول شيخ الإسلام :” وَيَأْمُرُونَ بِاتِّباعِ الشَّيْخِ فِي كُلِّ مَا يَفْعَل! لا يخالف في شيء أصلاً”.
 
حيث علق عليه بقوله :” (قد لا يكونُ ذلك -بِالضَّرُورَةِ!- (قالاً)! وإنَّما يكونُ وجودُهُ -حَقِيقَةً- (حالاً)!).
 
أقول: أراد الحلبي أن يقول ولو لم يثبت القول تصريحاً بادعاء عصمة الشيخ ربيع؛ لتكذيب السلفيين لتلك الفرية؛ لكن ادعاء العصمة ثابت بواقع حال السلفيين مع الشيخ ربيع.
 
وهذا استدلال بناه الحلبي على خيوط القمر ونقشه في الهواء فأصبح أوهى من بيت العنكبوت.
 
وقد سبق بيان بطلان هذا الاستدلال، والحمد لله .
 
7- وعلق الحلبي على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الرسول صلى الله عليه وسلم :” وَطَاعَتُهُ فِي كُلِّ أَمْر، فَإِنَّهُ المَعْصُومُ”.
 
علق الحلبي بقوله :”وَقَدْ رَأَيْتُ مَنْ يُوجِبُ (طَاعَةَ!) شَيْخٍ -بِعَيْنِه- مِنْ أَفَاضِلِ الشُّيُوخ-؛ وَيُرَتِّبُ عَلَى مُخَالَفَةِ الأَمْرِ (بِطَاعَتِهِ) التَّهْدِيدَ وَالوَعِيد!!
 
وَهَذَا نُكُولٌ عَنْ مَنْهَجِ السَّلَفِ -شَدِيد-!
 
وَإِلاَّ؛ فَمَا الفَرْقُ -وَالحَالَةُ هَذِه- بَيْنَنا وَبَيْنَ مَنْ نَنْتَقِدُ حِزْبِيَّتَهُم، وَخُنُوعَهُم لِأَشْيَاخِهِم؟!!”. انتهى.
 
أقول : سبحان الله !
 
هذا الفعل الذي رأيته أيها الحلبي- إن صحت رؤيتك له- بهذا الإطلاق لا شك أنه خطأ ولا يقول به أحد من السلفيين .
 
وإن كان قائله ممن لا يعتبر قوله فما فائدة ذكره. كما سبق بيانه(7).
 
لكن لا بد من التفريق بين أمرين :
 
بين أن تكون المخالفة للحق الذي يدعو إليه الشيخ ربيع المدخلي .
 
وبين أن تكون المخالفة لاجتهاد قاله الشيخ .
 
فالأولى حق وهو من منهج السلف الصالح .
 
وسيأتي – إن شاء الله تعالى – مزيد بيان له عند الطعن بالإقصاء والأوامر العسكرية.
 
والثاني : لا يقول به أحد من السلفيين، ولا الشيخ ربيع نفسه لا يلزم الناس بقوله ولا اجتهاده، بل كم سمعناه يقول: سلوا غيري في الأمور الاجتهادية، ويتورع عن الفتوى.
 
ثم السلفيون شيوخاً وطلاب علم من أبعد الناس عن مسالك الحزبية، والأوامر التي لم ينزل الله بها سلطاناً .
 
8- وقد شهد أهل العلم للشيخ ربيع بن هادي المدخلي لتأهله للنقد والتكلم في الجماعات والأشخاص بالدليل، وبقبول لذلك منه لبلوغه درجة عالية في هذا الباب إلا أن يظهر ما يخالفه وإليك بعض عبارات فحول علماء عصره :
 
منهم: الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى :
 
فقد ذكر الشيخ خالد الظفيري في الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع (16) سماعاً عن الشيخ ابن باز أنه قال للشيخ ربيع : ((يا شيخ ربيع رد على كل من يخطئ، لو أخطأ ابن باز رد عليه، لو أخطأ ابن إبراهيم رد عليه))… وأثنى عليه ثناءً عاطراً، والله على ما أقول شهيد”. انتهى .
 
ومنهم: الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى :
 
فقد ذكر الشيخ خالد الظفيري في الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع (18) عن الألباني أنه قال في شريط (الموازنات بدعة العصر للألباني) :” وباختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه، وإن كنت أقول دائماً وقلت هذا الكلام له هاتفياً أكثر من مرة أنه لو يتلطف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور(8) من الناس سواء كانوا معه أو عليه، أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً، إلا ما أشرت إليه آنفاً من شيء من الشدة في الأسلوب”. انتهى .
 
ومنهم: الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى :
 
فقد نقل الحلبي في كتابه المسمى بـ”منهج السلف (59) حاشية رقم (2) عن الشيخ مقبل الوادعي أنه قال في كتابه “فضائح ونصائح” (ص126) :” وأنا لا أطلب منكم أن تقلدوا الشيخ ربيعاً؛ لكن: تستفيدون من علمه …”. انتهى .
 
لكن الحلبي لم ينقل جميع كلام الشيخ مقبل رحمه الله الذي يُظهر بجلاء موقف الشيخ مقبل الوادعي من ردود ومنهجية الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله وإليك نص كلامه كاملاً لتعلم مدى قيمة المحذوف قبل النص وبعده قال الشيخ مقبل رحمه الله تعالى :”وأنا أنصحكم أن تسألوا الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله تعالى, فقد ذهب من عمره الكثير مع الإخوان المسلمين, فهو أعرف الناس بهم وبحقيقتهم وحقيقة الجماعات وأنا لا أطلب منكم أن تقلدوا الشيخ ربيعاً, لكن تستفيدون من علمه, وأنا لم أقل لك تستفتي محمود الحداد , ولا فريداً مالكاً, بل تستفتي رجلاً صالحاً, عالماً من العلماء الأفاضل, قطع شوطاً كبيراً مع الإخوان المفلسين”. انتهى
 
ومقصود الشيخ مقبل بكلامه الأخير: الشيخ ربيع حفظه الله.
 
فانظر : أخي القارئ الكريم الفرق الكبير بين النص الذي نقله الحلبي ناقصاً مبتوراً، وبين أصل كلام الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله الذي يهدم على الحلبي ما أراد أن يؤصله من الطعن في الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله.
 
وتصرف الحلبي هذا مسلك من مسالك أهل الانحراف عن منهج السلف.
 
وللشيخ مقبل الوادعي كلمات أخرى في إثبات تقدم الشيخ ربيع في هذا الشأن أنقلها (30-31) :
 
قال -رحمه الله- في شريط “الأسئلة السنية لعلاّمة الديار اليمنية، أسئلة شباب الطائف”: ((مِنْ أبصر الناس بالجماعات وبدخن الجماعات في هذا العصر الأخ الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله-، مَن قال له ربيع بن هادي إنه حزبي فسينكشف لكم بعد أيام إنه حزبي، ستذكرون ذلك، فقط الشخص يكون في بدء أمره متستراً ما يحب أن ينكشف أمره لكن إذا قوي وأصبح له أتباع، ولا يضره الكلام فيه أظهر ما عنده، فأنا أنصح بقراءة كتبه و الاستفادة منها -حفظه الله تعالى-)).
 
وقال –رحمه الله-: ((بحمد لله أهل السنة يغربلون المجتمع غربلة، الشيخ ربيع، لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، الشيخ ربيع في أرض الحرمين ونجد، نعم بحمد الله يغربل الحزبيين غربله ويبيّن ما هم عليه)) [شريط ثناء العلماء على الشيخ ربيع – تسجيلات منهاج السنّة].
 
وقال الشيخ –رحمه الله- في جواب له على سؤال: ((وأنا أنصح الأخوة بالاستفادة من كتب أخينا الشيخ ربيع بن هادي –حفظه الله تعالى- فهو إن شاء الله [بصير] بالحزبيين، ويخرج الحزبية بالمناقيش، قال بعضهم: إنّ بعض المحشين على الكشاف يخرج الاعتزال بالمناقيش، هذا –أيضاً- يخرج الحزبية بالمناقيش، أنا أنصح بالاستفادة من كتبه، وكذلك بالاستفادة من أشرطته)).
 
وفي السؤال (135) لما سئل عن العلماء الذين يرجع إليهم قال: ((والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، فهو آية من آيات الله في معرفة الحزبيين، لكن لا كآيات إيران الدجالين)). انتهى .
 
ومنهم: الشيخ المحدث أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى:
 
قال –حفظه الله- في تقريظه لكتاب “جماعة واحدة لا جماعات”: ((وإن الواجب على من عرف من نفسه القدرة على تمييز الحق من الباطل، والسنة من البدعة أن يقوم بذلك، ولعل الشيخ ربيع ممن جرب نفسه في هذه المواقف الجهادية فنجح ولله الحمد…وقد رأيت أن الشيخ ربيع كان موفقاً في نقده هذه الأخطاء والرد عليها بالأدلة الصحيحة والفكرة الصائبة والأسلوب المعتدل، فجزاه الله خيراً وأثابه على ما بذل من وقت وجهد، وإني لأوصي الشباب بقراءة كتابه حتى لا تنطلي عليهم البدع ولا تغرهم بروق خُلّب، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل)) [انظر مقدمة النصر العزيز للشيخ ربيع].
 
وقال رحمه الله تعالى :” ولو قال أحد إنه لا يوجد أحد في زمننا هذا نابذ أهل البدع وحاربهم و ناقش أخطاءهم مثل ما فعل الشيخ ربيع – وفقه الله – لكان صادقاً”. انتهى.
 
ومنهم: الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا حفظه الله تعالى:
 
فقد سئل -حفظه الله- كما في الثناء البديع (39) للظفيري: هل يعدّ الشيخ ربيع من كبار العلماء؟
 
فقال: ((من في هذا العصر وما قبله يعرف حقيقة جلّ الدعاة مثله؟! من؟ ويعرف بالدليل والبرهان، لا يتكلم عن أحد إلا بالدليل، ولهذا أنا أقول عن ربيع هادي كيحيى بن معين في هذا العصر، أنا أقول إنّ ربيع هادي يحيى بن معين هذا الزمان … وأعرف النّاس بالرجال بالدليل والبرهان الشيخ ربيع هادي –الله يحفظه-، ويحفظ عليه عقله وحافظته … فجزاه الله خيراً، وثبّته الله، وأبقاه حتى يفنّد الذين يلبسون ثوب السلفيّة ومحاربتها، نسأل الله أن يبين حالهم ويفضحهم ويكفينا شرّهم)). انتهى .
 
ومنهم: الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله تعالى :
 
قال حفظه الله تعالى عن ردود الشيخ ربيع على عبدالرحمن عبدالخالق: ((وقد كانت ردود الشيخ ربيع مؤيدة بتقريظ كوكبة من رجال العلم، شهدوا للشيخ ربيع بإصابة الحق، ووجاهة النقد، ووضوح الرد؛ لاشتمال ما كتب في الكتابين على الأدلّة النقلية، والحجج العقلية التي تنير الطريق وتقوم بها الحجة)) [الإرهاب ص:93].
 
ومنهم : الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى:
 
وقال -حفظه الله- في بيان له حول فتنة أبي الحسن: ((إني قد تتبعت ما كتبه فضيلة العلامة الشيخ ربيع وتفحصته بدقة فوجدت أن جميع ملحوظاته على أبي الحسن حق كلها وصحيحة جميعها)).
 
وسئل -حفظه الله-: ما رأيكم فيمن يقول أن الشيخ ربيع يطعن في المشايخ والعلماء والدعاة ؟
 
فأجاب بقوله: ((الشيخ ربيع صاحب راية قوية رافعة لواء السنة، وبشهادة أئمة زكوه وأثنوا عليه، فلا ينبغي لمثلي أن يسأل عنه حفظه الله، لكن ما دمت سئلت فلا بد الإجابة.
 
زكاه سماحة الإمام الوالد العلامة الأثري الفقيه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وزكاه الإمام الفقيه المجتهد العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، وزكاه الإمام المحدث في هذا العصر بلا نزاع الإمام ناصر رحمه الله ووصفه بأنه حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر، وراية الشيخ ربيع التي رفعها جهاداً عن أهل السنة وذباً عنها وعن أهلها وهي شوكة في صدور المبتدعة حتى الساعة -ولله الحمد- ما هانت وما لانت وما انتكست، وبهذا يستبين لكم أن هذه المقولة الذي تضمنها السؤال صادرة عن صنفين من الناس، صنف ليس عنده خبرة ولا علم بما يجري في الساحة، وإنما يقال له فيقول، والصنف الآخر وهم قادة هذا الفكر الضال المنحرف المعارض للسنة شق عليهم، وغصت حلوقهم وغص في حلوقهم ما كتبه الشيخ ربيع -حفظه الله- من الرد على القطبيين وغيرهم مما كتبه في سيد قطب، وبيان انحرافه وجهالاته وضلالاته، وما أبان من الحق لطالب الحق، فلا تستغربوا أن يقولوا هذا فالشيخ ربيع لم يطعن في داعية إلى الله على بصيرة أبدا،ً ولم ينل منه شيئاً، وإنما هو مع إخوانه وأبنائه من المسلمين عامة وطلاب العلم خاصة يوجه وينصح ويسدد ويعلم ويزيل الشبهة عمن تعرض له هذا ما علمناه عنه -حفظه الله- حتى الساعة )). انتهى
 
قلت: وكثيراً ما كنت أسمع أخي الشيخ محمد بن عمر بازمول، يصف الشيخ ربيعاً المدخلي حفظه الله تعالى بالورع والتقوى وأنه لا يتكلم في الجماعات والأشخاص إلا بحجة وبرهان، وعنده دقة في ذلك لا تعرف لغيره، وأنه موفق في غالب كلامه في المنهج، مع عدم ادعاء العصمة له، ولكن هذا أمر اختص به الشيخ ربيع المدخلي في هذا الزمان.
 
9- وقد ردَّ الشيخ ربيع المدخلي على من زعم ادعاءه العصمة وهو كافٍ في رد هذه الفرية قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في بيان فساد المعيار (24) :” أنا لم أدع العصمة والكمال في شيء من أعمالي العلمية ولاغيرها.
 
ولا ادعى هذا أحد من أهل العلم والعقل ، فقد يقعالعالم في الأخطاء والمخالفات الكثيرة للكتاب والسنة ، فضلاً عن الأخطاء اللغويةوالإملائية.
 
وقد يبحث عن حديث أو ترجمة رجل من مظانه منالمصادر فلا يقف عليه فيعتذر ، وقد يكون إماماً في فن من الفنون فتوجد له كبوات فيفنه ، فهذا سيبويه إمام في اللغة قد استدرك عليه ابن تيمية ثمانين خطأً ، وكم منفقيه له أخطاؤه ؟ وكم من محدث ومفسر لهم أخطاؤهم الكثيرة.
 
وكل هذه الأخطاء لا تضر أصحابها ولا تحط من مكانتهمإذ لا يحط من مكانة الرجل إلا ارتكاب الكبائر أو اقتحام البدع وعداء أهل السنة ،هذاهو منهج أهل السنة والجماعة، أما أهل البدع ولا سيما الحاقدون منهم فإنهملحرصهم على إسقاط أهل السنة يفرحون بمثل هذه السقطات التي لا يسلم منها أحد ، ظناًمنهم أنهم قد ظفروا بما يحلمون به ويتمنونه انتقاماً لسادتهم الذين خرجوا عن منهجأهل السنة عقيدة وشريعة متعمدين لكثير مما خرجوا عنه .
 
فإذا ظفروا بشيء منالهفوات التي لا تضر جعلوها في مصاف البدع الكبرى وصوروها في صور الموبقاتالمهلكات…. تلك الأخطاء التي يقع في أكثر منها بعض الأئمة ولا تضرهم ، فطارالمساكين بها فرحاً وضخموها وهولوا عليها بالعناوين الضخمة التي يصدق عليها المثل(يبنون من الحبة قبة) جاهلين أنهم ينادون على أنفسهم بهذا الأسلوب بأنهم أجهل الناسبمنهج أهل السنة والجماعة في الفرق بين ما يسقط وما لا يسقط”. انتهى.
 
وقال حفظه الله تعالى في تسجيل له بعنوان النقد منهج شرعي :”كتبي هذهخذوها واقرأوها وأنا لا أقول لكم إن كلَّ ما فيها صواب لا بد – وأؤكد لكم أن فيهاأخطاء – قال أحدهم مرة : فلان يريد أن يناقشك ؟ قلت : فليسرعقبل أن أموت يبين أخطائي، وأنا أرجوكم اذهبوا وترجَّوْا سلمان وسفر كلهميجمعوا كتبي ويناقشوها ويبينون الحق فيها حتى أتوب منها قبل موتي ، ما نغضب منالنقد أبداً والله نفرح ، وأنا أحمِّلُ كلاً منكم المسؤولية يذهب إليهم ليأخذواكتبي ويناقشوها والذي يطلع بخطأ أقول له : جزاك الله خيراً وأرسل لهم جوائز وإذاعجزت أدعو لهم ، والله ما نخاف من النقد لأننا لسنا معصومين وأستغفر الله العظيم ،من نحن حتى نقول : لسنا بمعصومين هذا يقال للصحابة والأئمة الكبار أما نحن – والعياذ بالله – فالزلل والأخطاء الكبيرة متوقعة منا فأنا أرجو أن يأخذوا كتبيهذه وينتقدونها في الصفحة الفلانية قلت كذا وهو غلط واستدلالك غلط من الوجه الفلانيوالوجه الفلاني والحديث الفلاني أخطأت في الاستدلال به والحديث نقلته غلط هيا ياأخي تفضل لماذا تغضبون وتعلمون الناس التعصب والهوى والجهل والهمجية والفوضى لماذاتدمرون عقول الشباب بهذه العصبية العمياء(9) ؟‍! هل في يوم من الأيام تعصب أناسللشافعي ومالك مثل هذا التعصب ؟ هذا التعصب لا نعرفه إلا من الروافض ، يعني يرفعالرجل إلى درجة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ما ينتقد ، أنا أسمع من بعض الناسأنه يقول : نحن نفرح بالنقد ونرحب بالنقد ، لكن والله إنه يموت من النقد والناسيموتون وراءه لماذا تنتقده ؟ لهذا رأينا كل ما وجهناه من نقد إلى أخطائهم لايتراجعون عنها أبداً لا هم ولا أتباعهم ، يعني كأن ديننا غير دينهم كأن عندنا دينغير الدين الذي عرفوه ، يا أخي أليس تقولون : إن منهجكم سلفي وأنكم تدعون إلىالكتاب والسنة ما معنى الدعوة إلى الكتاب والسنة أن ننقد أخطاء الناس كلهم وليسمعناها أن نجمع أخطاءك ونقول الكتاب والسنة ، أخطاءك أنت وفلان وفلان من الشبابالذين ما نضجوا ولا عرفوا العلم لهذا تجد الأشرطة مليئة بالأخطاء والكتب مليئةبالأخطاء ، فكر سيد قطب والبنا والمودودي كلها مسيطرة على كتاباتهم وهي ضلالات وبدعلأنهم كثيراً ما ينطلقون إلا من مشرب هؤلاء ، ولا بد أن يكون هناك أخطاء كبيرةجسيمة فإذا كانوا صادقين وقعوا في هذه الأخطاء من حيث لا يدرون ويظنون أن المودوديوالبنا على حق ثم تبين لهم أن هؤلاء مبتدعة أهل ضلال ، تبين لهم بالنقد منا أو منغيرنا أن هؤلاء أهل ضلال أهل هوى فلا يجوز الاعتماد على كتبهم ولا على فكرهم ولاعلى مناهجهم أبداً لأن ما عندهم علم أهل ضلال وبدع ، فأنت يا أخي نشأت في بلادالتوحيد وبلاد السنة وبلاد ميزها الله تبارك وتعالى وارتفعت فيها راية التوحيدوالسنة ومنار الإسلام فيها واضح عالٍ وأمات الله فيها البدع وأذل أهلها وأرغمأنوفهم في التراب فهذه نعمة من الله يجب أن تشكرها وأن تعكف على هذا المنهج وعلىهذا التراث العظيم وتنهل منه وتقدم للأمة من هذا وفي نفس الوقت أيضاً هذا المنهجمنهج حق لكن الأئمة والعلماء الذين كتبوا ومنهجهم صحيحقد يكون لهم أخطاء ، فابنتيمية لو كان عنده خطأ والله لا نقبله ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب وابنباز وغيرهم إذا عندهم أخطاء نعرضها على كتاب الله وسنة الرسول على المنهج السلفيونقول هذا خطأ وجزاك الله خيراً ، لا ذم لا طعن لا تجريح لا تشهير لكن بيان للناسأن هذا الكلام يتنافى مع الأصل الفلاني ومع النص الفلاني بغاية الأدب وبغايةالاحترام – كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وابن رجب وغيرهما : أن هؤلاء نناقشأقوالهم باحترام وبأدب ومقاصد حسنة ، والمراد البيان”. انتهى.
 
10- ومن رد الحلبي على الحلبي ما قاله الحلبي في جلسة له مسجلة عندما سئل عن قول رجل سمى نفسه تلميذ الألباني قال لغيره: يجب عليك أن تعرض عن الاستماع لأشرطة الشيخ ربيع وعبيد لأن أهل العلم حذروا من منهجهم ؟
 
فأجاب الحلبي بقوله : هذا قول خطأ ! وتلاميذ الألباني لا يقولون هذا .
 
الشيخ ربيع أشرطته طيبة ومباركة. والشيخ عبيد أشرطته طيبة ومباركة.
 
لكن ليسا معصومين، هما كغيرهما من أهل العلم يتكلمون ويخطئون ويصيبون ويعلمون ويجهلون، مع تقديرنا لما هم به قائمون، واحترامنا لتاريخهم ومنهجهم.
 
والشيخ ربيع عندنا(10) أجل من الشيخ عبيد على ما له من فضل أيضاً . نسأل الله أن ينفع بالجميع.
 
وأما هذا التحذير فنحن منه على تحذير!!
 
وإنما نأخذ الحق والصواب وهو الغالب ولله الحمد من هؤلاء المشايخ الأفاضل، ونرد ما خالف الحق والصواب”. انتهى.
 
(( رأيت أخي القارئ وقاك الله شر البدع وأهلها كيف نفث الحلبي كوامن نفسه في سطوره التي سودها في ما سماه منهج السلف هذا! وكيف أنه يصف أهل الحديث ودعاة السنة بأوصاف يترفع عن التفوه بها جهلة الناس، ومن ليس له بالعلم أدنى صلة(11) ))
 
 
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
 
 
 
 
(1)في الوقت الذي كان الشيخ ربيع المدخلي يناصحه سراً.
 
(2)في النسخة التي وزعها الحلبي في المرة الأولى (بعض فُضَلاءِ المشايخ)!!!.
 
([1])علق الحلبي بقوله (( قد لا يكونُ ذلك -بِالضَّرُورَةِ!- (قالاً)! وإنَّما يكونُ وجودُهُ -حَقِيقَةً- (حالاً)!)).
 
([2]) علق الحلبي بقوله (( وَقَدْ رَأَيْتُ مَنْ يُوجِبُ (طَاعَةَ!) شَيْخٍ -بِعَيْنِه- مِنْ أَفَاضِلِ الشُّيُوخ-؛ وَيُرَتِّبُ عَلَى مُخَالَفَةِ الأَمْرِ (بِطَاعَتِهِ) التَّهْدِيدَ وَالوَعِيد!!
وَهَذَا نُكُولٌ عَنْ مَنْهَجِ السَّلَفِ -شَدِيد-!
وَإِلاَّ؛ فَمَا الفَرْقُ -وَالحَالَةُ هَذِه- بَيْنَنا وَبَيْنَ مَنْ نَنْتَقِدُ حِزْبِيَّتَهُم، وَخُنُوعَهُم لِأَشْيَاخِهِم؟!!)).
 
(3)انظر: (تحذير الجميع ) و(النصوص حجتنا والعلماءقدوتنا) للمأربي .
 
(4)ثم رأيت المأربي قال في تسويده القول المفحم (8) :” وبنحوه قول عبيد الجابري في شريط مسجل: “نحن نقبل كلام الشيخ ربيع في الجماعات والأفراد دون تمحيص ” اهـ بمعناه” انتهى قول المأربي.
فتبين بهذا أن هذا ليس كلام الشيخ لفظياً حيث لم ينسب له القول باللفظ بل بالمعنى، وأنا أطالب الحلبي والمأربي أن ينقلوا لفظ الشيخ عبيد خاصة في مسألة يريدون أن يبنوا عليها إثبات المخالفة فلا يكفي منهما نقل المعنى !!
 
(5) حيث قال في مقال (النصوص حجتنا) صرح الشيخ عبيد الجابري بأنهم (يقبلون كلام الشيخ ربيع في الطوائفوالجماعات والأفراد بدون تمحيص).انتهى .
 
(6)مع أن المأربي قال في تسويده القول المفحم (8) :” وبنحوه قول عبيد الجابري في شريط مسجل: “نحن نقبل كلام الشيخ ربيع في الجماعات والأفراد دون تمحيص ” اهـ بمعناه” انتهى قول المأربي.
فهو لم ينسب له القول باللفظ بل بالمعنى، وأنا أطالب الحلبي والمأربي أن ينقولوا لفظ الشيخ عبيد خاصة في مسألة يريدون أن يبنوا عليها إثبات المخالفة فلا يكفي المعنى خاصة وأنهما متهمان غير مؤمنين !!
 
(7)ومن رد الحلبي على الحلبي ما قاله الحلبي في معرض رده على الصابوني على فرية ادعاها على لسان بعض المجهولين كما في الكشف الصريح (74) فقال له الحلبي (ما هي القيمة العلمية لمثل هذا الكلام؟! ومن هو قائله؟! وما هو مبلغه من العلم؟!).
 
(8)تأمل في قول الشيخ الألباني هذا والذي فيه استحسان هذا الأمر، لا أنه خطأ وسوء في كلامه يوجب الطعن على الشيخ، والحقيقة أن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى له كلام في الرد على المخالفين للحق أشد وأقوى من الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، وهو أيضاً ليس من الخطأ المخالف للحق لكن لا يصح أن يستدل بكلام الألباني هنا على أن الشيخ الألباني يرمي الشيخ ربيع المدخلي بالشدة كما حاوله بعض الأغرار الأغمار.
 
(9)وهل يلحق أتباع الحلبي أحد في التعصب المقيت حيث ترى أحدهم يقول فيه – أي الحلبي – إنه الحافظ، ويكرر ذلك مراراً !!! وهذه المرتبة لم يدعها أحد لمن هو فوق الحلبي بمراحل مثل الألباني وابن باز ! لكن نلتمس العذر لمن يغلو هذا الغلو بأنه يجهل من يستحق هذا الوصف الكبير، الذي تنقطع دونه أعناق الإبل، ولهم في الحلبي عبارات فخمة لا مجال لذكرها ! كما لهم حطٌّ شنيع وشدي لكل من ينتقده بحق، فيسبون ويجهلون بأساليب ما رأيناها من غلاة الحزبيين وأهل البدع، لأنهم جمعوا بين الجهل والتعصب. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
 
(10)ليس في السؤال طلب المقارنة بين الشيخين!!! 
ومع ذلك فالشيخ عبيد أجل من الحلبي وسليم ومشهور والعوايشة وغيرهم من مشايخ الأردن سواء قبل ظهور مخالفتهم أم بعدها، بشهادة أهل العلم.
 
(11)من كلام الحلبي في كتابه الكشف الصريح عن أغلاط الصابوني في صلاة التراويح (17) بتصرف.