وجوب قبول خبر الواحد الثقة

وجوب قبول خبر الواحد الثقة

لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فلقد ظهرت فتن من أشخاص لبسوا لباس السنة والسلفية، قامت هذه الفتن:
1- على أصول باطلة هدّامة.
تهدم الحق وتهدم أصول أهل السنة، ووجدوا لهم أتباعاً يقلدونهم تقليداً أعمى، ويجادلون عنهم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، ووجدوا من يدافع عنهم بالباطل والخيانات، ويسير على أصولهم.
2- قامت على الكذب والخيانات.
3- قامت على الطعن في علماء أهل السنة وإسقاطهم وإسقاط أقوالهم القائمة على الحق والصدق وعلى منهج السلف الصالح وأصولهم.
4- من أصولهم الهدّامة:
أ‌- “لا يلزمني”.
ب‌- و “نصحح ولا نجرح”.
جـ – و “نريد منهجاً واسعاً أفيح يسع أهل السنة والأمة كلها”.
د – “لا يُبدَّع إلا من أجمع العلماء على تبديعه”.
هـ- التلاعب والتشكيك والتهويش على قاعدة “الجرح المفسر مقدم على التعديل”.
كل هذه الأصول وغيرها للدفاع عن أهل البدع وضلالاتهم ولمحاربة أهل السنة الذين انطلقوا من قول الله تعالى : ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) (آل عمران:110) .
ومن قول الله تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (التوبة:71) .
ومن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان “
ومن أمثال هذا الحديث النبوي الكريم.
وانطلقوا من منهج السلف الصالح.
والبدع من أنكر المنكرات.
وخالفهم من ليس من أهل العلم، ولا من أهل الصدق والأمانة.
بل هم من المرتزقة، ومن المتأكلين بدينهم، المستخدمين لحرب أهل السنة ممن لهم حظ من قول الله تعالى: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) (التوبة : 67) .
وحظ من قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: “آية المنافق ثلاث؛ إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان وإذا خاصم فجر”.
ونحن وإن كنا لا نكفرهم، لكننا نرى أن من النصح للمسلمين بيان حالهم وبيان شرهم وخطرهم على الإسلام والمسلمين عامة وعلى المنهج السلفي خاصة.
فنرى مع ذلك أنه لا يجوز قبول أخبارهم ولا تصديقهم في خصوماتهم لأهل السنة، فإنهم ممن إذا خاصم فجر، مع الصفات الأخرى الثانية فيهم.
أما أهل الصدق والأمانة والعدالة فيجب قبول أخبارهم في أمور الدين والدنيا، ونقبل جرحهم وتعديلهم.
وهذا منهج الإسلام الحق الذي شرعه الله ودان به السلف الصالح.
ففي صحيح البخاري كتاب الوضوء باب المسح على الخفين (1/305رقم202-فتح) : عن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ عن سَعْدِ بن أبي وَقَّاصٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَسَحَ على الْخُفَّيْنِ .
وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ سَأَلَ عُمَرَ عن ذلك ؟ فقال نعم إذا حَدَّثَكَ شيئاً سَعْدٌ عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلا تَسْأَلْ عنه غَيْرَهُ .
قال الحافظ في فتح الباري (1/306) :
قوله (فلا تسأل عنه غيره) أي لقوة الوثوق بنقله .
ففيه دليل على أن الصفات الموجبة للترجيح إذا اجتمعت في الراوي كانت من جملة القرائن التي إذا حفت خبر الواحد قامت مقام الأشخاص المتعددة .
وقد يفيد العلم عند البعض دون البعض .
وعلى أن عمر كان يقبل خبر الواحد وما نقل عنه من التوقف إنما كان عند وقوع ريبة له في بعض المواضع .
واحتج به من قال بتفاوت رتب العدالة ودخول الترجيح في ذلك عند التعارض ويمكن إبداء الفارق في ذلك بين الرواية والشهادة .
وفيه تعظيم عظيم من عمر لسعد .
وفيه أن الصحابي القديم الصحبة قد يخفى عليه من الأمور الجلية في الشرع ما يطلع عليه غيره لأن ابن عمر أنكر المسح على الخفين مع قديم صحبته وكثرة روايته وقد روى قصته مالك في الموطأ عن نافع وعبد الله بن دينار أنهما أخبراه أن ابن عمر قدم الكوفة على سعد وهو أميرها فرآه يمسح على الخفين فأنكر ذلك عليه فقال له سعد سل أباك فذكر القصة ويحتمل أن يكون بن عمر إنما أنكر المسح في الحضر لا في السفر لظاهر هذه القصة ومع ذلك فالفائدة بحالها والله أعلم انتهى
وقال الخطيب البغدادي في “الكفاية” (ص66-72):
” باب ذكر بعض الدلائل على صحة العمل بخبر الواحد ووجوبه
قد أفردنا لوجوب العمل بخبر الواحد كتاباً ونحن نشير إلى شيء منه في هذا الموضع إذ كان مقتضيا له.
فمن أقوى الأدلة على ذلك ما ظهر واشتهر عن الصحابة من العمل بخبر الواحد.
1- أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري قال أنا أبو علي محمد ابن أحمد بن محمد بن معقل الميداني قال ثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى ثنا بشر بن عمر قال ثنا مالك عن ابن شهاب عن عثمان بن إسحاق بن خرشة عن قبيصة بن ذؤيب قال جاءت الجدة إلى أبي بكر رضي الله تعالى عنه تسأله ميراثها فقال لها مالك في كتاب الله شيء ولا علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فارجعي حتى أسأل الناس فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة حضرت رسول الله e أعطاها السدس، فقال أبو بكر هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذ لها أبو بكر.
ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه تسأله ميراثها فقال مالك في كتاب الله شيء وما القضاء الذي بلغنا أن رسول الله e قضى به إلا لغيرك وما أنا بزائد في الفرائض ولكن هو ذلك السدس فإن اجتمعتما فيه فهو لكما وأيتكما خلت به فهو لها.
2- أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنا علي بن محمد بن أحمد المصري قال ثنا ابن أبي مريم قال ثنا الفريابي قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت بجالة قال لم يكن عمر أخذ من المجوس الجزية حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر.
3- أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا عبد الله يعنى بن مسلمة القعنبي عن مالك عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهى أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلى أهلها في خدرة فإن زوجها خرج في طلب أَعْبُدٍ له أبقوا حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرجع إلى أهلي فإن زوجي لم يتركني في منـزل يملكه ولا نفقة، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم، قالت: فخرجت حتى إذا كنت في الحجرة أو في المسجد دعاني، أو أمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعيت له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :كيف قلت؟ قالت: فرددت عليه القصة التي ذكرت من شأن زوجي، فقال امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله، قالت فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا، فلما كان عثمان ابن عفان أرسل إليّ فسألني عن ذلك، فأخبرته فاتبعه وقضى به.
4-أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد قال حدثنا أبو الحسن علي ابن إسحاق بن محمد البختري المادراني قال ثنا محمد بن عبيد الله المنادى قال ثنا شبابة بن سوارقال ثنا قيس بن الربيع عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: كنت إذا سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني غيري عن النبي صلى الله عليه وسلم لم أرض حتى يحلف لي أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وحدثني أبو بكر -وصدق أبو بكر- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من إنسان يصيب ذنبا فيتوضأ ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله فيهما إلا غفر له.
5-أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال ثنا عثمان بن صالح السهمي قال ثنا ابن لهيعة عن أبي النضر عن عبد الله بن حنين أنه قال: قال رجل من أهل العراق لعبد الله ابن عمر: إن ابن عباس قال وهو علينا أمير: ” من أعطى بدينار مائة دينار فليأخذها، فقال ابن عمر سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: ” الذهب بالذهب ربا إلا مثلا بمثل لا زيادة فيه وما زاد فيه فهو ربا”، فقال ابن عمر: فإن كنت في شك فسل أبا سعيد الخدري عن ذلك، فانطلق فسأل أبا سعيد فقيل لابن عباس ما قال ابن عمر وأبو سعيد، فاستغفر ابن عباس الله، وقال هذا رأي رأيته.
6-وحدثنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قال أنا علي بن محمد بن أحمد المصري قال ثنا عبد الله بن سعيد بن كثير بن عفير عن أبي صالح عن الليث عن كثير بن فرقد عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يكرى المزارع، فحدث أن رافع بن خديج يأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ذلك، قال نافع فخرج إليه وأنا معه فسأله فقال رافع نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كراء المزارع، فترك عبد الله كراءها.
7-أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازيقال أنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري قال حدثني علي بن حرب الطائي نا خالد بن يزيد عن سفيان الثوري ح وأخبرنا القاضي أبو بكر الحيري قال ثنا محمد بن يعقوب الأصم قال أنا الربيع بن سليمان قال أنا الشافعي قال أنا سفيان بن عيينة كلاهما عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يحدث عن أبيه ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وعقلها”، -لم يقل ابن عيينة وعقلها وزاد وأداها- “فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليها قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، ومناصحة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن رحمة الله تحيط من ورائهم”، لفظ حديث الثوري.
8- أنا محمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنا أحمد بن جعفر بن سلم قال أخبرنا أحمد بن موسى الجوهري ح وأنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا محمد بن حمدان الطرائفي قالا ثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي -رحمه الله-: ” فلما ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى استماع مقالته وحفظها وأدائها امرءاً يؤديها، والامرؤ واحد، دل على أنه لا يأمر أن يؤدى عنه إلا ما تقوم به الحجة على من أدى إليه، لأنه إنما يؤدى عنه حلال يؤتى، وحرام يجتنب، وحد يقام، ومال يؤخذ ويعطى، ونصيحة في دين ودنيا.
9-قال الشافعي وأهل قباء أهل سابقة من الأنصار وفقه، وقد كانوا على قبلة فرض الله عليهم استقبالها، ولم يكن لهم أن يدعوا فرض الله تعالى في القبلة إلا بما تقوم عليهم به الحجة، ولم يلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يسمعوا ما أنزل الله عز وجل عليه في تحويل القبلة، فيكونوا مستقبلين بكتاب الله تعالى أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم سماعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بخبر عامة، وانتقلوا بخبر واحد، إذ كان عندهم من أهل الصدق عن فرض كان عليهم، فتركوه إلى ما أخبرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أحدث عليهم من تحويل القبلة.
قال الشافعي -رحمه الله-: ” ولم يكونوا ليفعلوه إن شاء الله تعالى بخبر واحد، إلا عن علم بأن الحجة تثبت بمثله إذا كان من أهل الصدق، ولا ليحدثوا أيضا مثل هذا العظيم في دينهم إلا عن علم بأن لهم إحداثه، ولا يدعون أن يخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنعوا منه، ولو كان ما قبلوا من خبر الواحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحويل القبلة، وهو فرض مما لا يجوز، لقال لهم إن شاء الله تعالى، قد كنتم على قبلة ولم يكن لكم تركها إلا بعد علم تقوم به عليكم حجة من سماعكم مني، أو خبر عام، أو أكثر من خبر واحد عني.
10- قال الشافعي: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر والياً على الحج في سنة تسع، وحضر الحج من أهل بلدان مختلفين، وشعوب متفرقة، فأقام لهم مناسكهم، وأخبرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لهم وما عليهم، وبعث علي بن أبى طالب في تلك السنة، فقرأ عليهم في مجمعهم يوم النحر آيات من سورة براءة، ونبذ إلى قوم على سواء، وجعل لقوم مددا، ونهاهم عن أمور فكان أبو بكر وعلي معروفين عند أهل مكة بالفضل والدين والصدق، وكان مَنْ جهلهما أو أحدهما من الحاج، وجد من يخبره عن صدقهما وفضلهما، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعث واحداً إلا والحجة قائمة بخبره على من بعثه إليه إن شاء الله تعالى”.
11- قال الشافعي: ” وفرق النبي صلى الله عليه وسلم عمالا على نواحي عرفنا أسماءهم والمواضع التي فرقهم عليها، فبعث قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر وابن نويرة إلى عشائرهم لعلمه بصدقهم عندهم”.
12- وقدم عليه وفد البحرين، فعرفوا من معه، فبعث معهم ابن سعيد بن العاص وبعث معاذ بن جبل إلى اليمن، وأمره أن يقاتل بمن أطاعه من عصاه، ويعلمهم ما فرض الله عليهم، ويأخذ منهم ما وجب عليهم لمعرفتهم بمعاذ ومكانه منهم وصدقه فيهم، وكل من ولى فقد أمره بأخذ ما أوجب الله على من ولاه عليه، ولم يكن لأحد عندنا في أحد ممن قدم عليه من أهل الصدق أن يقول أنت واحد وليس لك أن تأخذ منا ما لم نسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه عليناولا أحسبه بعثهم مشهورين في النواحى التي بعثهم إليها بالصدق إلا لما وصفت من أن تقوم الحجة بمثلهم على من بعثه إليه.
13- حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال قال حدثني عبد الملك الميموني قال ثنا أحمد بن حنبل بحديث ابن عباس حين سأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث قصة يقول فيها عمر: وكان لي أخ يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وأشهده يوما؛ فإذا غبت جاءني بما يكون من الوحي، وما يكون من رسول الله رصلى الله عليه وسلم، قلت له في هذا حجة بخبر يجيء به الرجل وحده؟ قال نعم فاستحسنه.
14- قال الخطيب: وعلى العمل بخبر الواحد كان كافة التابعين ومن بعدهم من الفقهاء الخالفين في سائر أمصار المسلمين إلى وقتنا هذا، ولم يبلغنا عن أحد منهم إنكار لذلك، ولا اعتراض عليه، فثبت أن من دين جميعهم وجوبه، إذ لو كان فيهم من كان لا يرى العمل به لنقل إلينا الخبر عنه بمذهبه فيه، والله أعلم”.
ومنهج “لا يلزمني”، ومنهج “لا يقنعني” ، يهدم هذا المنهج الذي لا يقوم الإسلام إلا به، ولا تقوم حياة في دينهم ودنياهم إلا به.
فعلى المسلمين وعلى السلفيين في كل مكان أن يعرفوا حقيقة ما عليه أهل الفتن الذين أصّلوا هذه الأصول الهدّامة ويعرفوا أخلاقهم ودوافعهم وغاياتهم الخطيرة.
وعلى من انخدع بهم وبمكرهم وبأصولهم أن يتوب إلى الله، ويتمسك بالحق وبالمنهج، ويحترم أهل الحق والصدق والأمناء.
فإنّ أهل الباطل يضرونه ولن يغنوا عنه عند الله شيئاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .



محبكم


أحمد بن عمر بازمول