صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي
الحلبي | الحلقة
السادسة عشرة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة السادسة عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي والتي سأكمل فيها بإذن الله تعالى مناقشة الحلبي في الملاحظة الخامسة وهي (( الثناء والتمجيد لأهل البدعويصفهم بالموحدين فهو وإن لم يذكرهمبأسمائهم إلا أنه معروف عنه الدفاع عنهم والثناء عليهم في مجالسه وفي أشرطته منأمثال محمد حسان والمأربي والمغراوي وغيرهم )) .
ولا أطيل عليك أخي القارئ فإليك البيان من كلام الحلبي مع مناقشته بالحجة والبرهان :
أولاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص23-25) :
المَسْأَلَةُ الأُولَى: فتنةُ فلسطين -الدَّعْوِيَّة!- :
مِنْ أَوَاخِرِ مَا جَرَى مِنَ الفِتَنِ – بِسَبَبِ قلة العلم عموماً – والجَهْلِ بِأَسَالِيبِ (النَّصِيحَة، وَالنَّقْد، وَالتَّرْجِيح بينَ المَصَالِحِ وَالمَفَاسِد)- خصوصاً – : مَا وَقَعَ فِي فِلَسْطِين الحَبِيبَة –السَّلِيبَة – مُنْذُ بِضْعَةِ شُهُورٍ-؛ لَـمَّا أَنْكَرَ (أحدهم) عَلَى كَاتِبَ هَذِهِ السُّطُور – عَفَا اللهُ عَنْهُ- زِيارَةَ بَعْضِ الدعاة طَلَبَةِ العِلْمِ لَهُ -مِمَّن هُوَ عِنْدَهُ (!)
مُبْتَدِعٌ !-؛ إِنْكاراً شَدِيداً غَلِيظاً -جِدًّا-.
حَتَّى إِنَّ ذاك (المذكور!) – بِسَبَبِ ذَا – لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ! وَرَفَضَ مَعِي الكَلاَم!! وَصَارَ يُلْزِمُ الآخَرِينَ بِقَوْلِهِ أَيَّمَا إِلْزَام!!! وَيَبْنِي عَلَيْهِ الهَجْرَ والتبديع وَالخِصَام!!!!
… كُلُّ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ مُنَاصَحَةٍ، وَلاَ بَيَانٍ، وَلاَ اسْتِفْسَار، وَلاَ اعْتِبَار… )) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يتباكى على حال الدعوة السلفية في فلسطين وقد سبق في الحلقة الحادية عشرة من صيانة السلفي بيان شيء مما يتعلق بهذا التباكي فأنظره، وانظر أيضاً المقال الذي كتبه أخونا أبو عبدالرحمن القلمي وأنزله شبكة سحاب وغيرها بعنوان (العواصم والقواصم) ففيه كشف لشيء من حقيقة الأمر لمن أراد الوقوف عليه .
– والحلبي يُرْجِع سبب المشاكل إلى قلة العلم عموماً والجهل بأسلوب النصيحة والنقد وترجيح المفاسد والمصالح خصوصاً، لكن هل هذا هو السبب الرئيس أم أن السبب كان لأجل مخالفة منهج السلف المحقق للمصالح والمطوح للمفاسد والقبائح، فمن جاء بمنهج جديد وقواعد جديدة فقد جاء بالخلاف وفرق الشباب ! والخلاف شر.
– وقول الحلبي (لَـمَّا أَنْكَرَ (أحدهم) عَلَى كَاتِبَ هَذِهِ السُّطُور)
في النسخة القديمة المتداولة (-؛ لَـمَّا أَنْكَرَ بَعْضُ السَّلَفِيِّينَ عَلَى كَاتِبَ هَذِهِ السُّطُور)
فلا أدري لماذا غيَّره من بعض السلفيين إلى أحدهم !
الظاهر حتى لا يقف القارئ على أن المُنْكِر عليه سلفي مما يدل على مخالفة ظاهرة وقعت من الحلبي !
– وقول الحلبي (مَا جَرَى مِنَ الفِتَنِ) يفسره ما بعده من الكلام أي أن الفتن بدأت بعد إنكار ذلك السلفي على الحلبي بعض فعاله، مما يدل على أن الفتنة ليس سببها قلة العلم والجهل بأسلوب النصيحة … ولكن سببها من خالف الحق ! ولم يقبل النصيحة ! بل هاج وماج وألب العباد على السلفيين .
– وقول الحلبي ( زِيارَةَ بَعْضِ الدعاة طَلَبَةِ العِلْمِ )
أقول : هذا الداعية المبهم في كلام الحلبي هو ( محمد حسان المصري: القطبي الإخواني الضال ) .
وهل القضية كانت فقط زيارة أم أنه خطب في أحد المساجد، والحلبي (الحافظ، البحر) حضر معه الصلاة .
والسؤال لماذا أبهمه الحلبي ولم يصرح به ؟ مع أن الحلبي وصفه بأوصاف عالية في التعديل فهو عنده : “سلفي””خطيب واعظ””من دعاة التوحيد والعقيدة السلفية” ويدفع عنه البدعة والتبديع فلماذا لم يصرح باسمه ؟ أم أن الحلبي يخشى إذا ذكره باسمه أن تنكشف أوراقه ! ويظهر تلبيسه للسلفيين ! فالسلفيون الصادقون لو علموا أنه يزكي هذا الداعية لانفضوا من حوله لظهور علامة الانحراف بتزكية أمثاله . خاصة مع قول الشيخ العلامة عبيد الجابري : إن الحلبي يزكي من ليس أهلاً للتزكية !
– وقول الحلبي (زِيارَةَ بَعْضِ الدعاة طَلَبَةِ العِلْمِ لَهُ -مِمَّن هُوَ عِنْدَهُ (!)
مُبْتَدِعٌ !-؛ إِنْكاراً شَدِيداً غَلِيظاً -جِدًّا-.حَتَّى إِنَّ ذاك (المذكور!) – بِسَبَبِ ذَا – لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ! وَرَفَضَ مَعِي الكَلاَم!! وَصَارَ يُلْزِمُ الآخَرِينَ بِقَوْلِهِ أَيَّمَا إِلْزَام!!! وَيَبْنِي عَلَيْهِ الهَجْرَ والتبديع وَالخِصَام!!!!)
أقول : قول الحلبي (ممن هو عنده) .
في النسخة القديمة المتداولة ممن هو (مِمَّن هُوَ عِنْدَهُم) بصيغة الجمع في كلمة (عنده) فما الذي غير الواقع، فصيغة (عندهم) تعني أن هذا الداعية يبدعه جماعة من الناس، ليس ذاك المُنْكِر فقط ! بينما صيغة (عنده) توهم انفراده بتبديعه ! فهل تراجع العلماء عن تبديعهم لذاك الداعية أم أن الحلبي خشي أن يظهر أن لذلك السلفي موافقين له في الحكم بابتداع صاحبه الذي يدافع عنه !!
والواقع أن محمد حسان تكلم فيه جماعة من أهل العلم وضللوه منهم الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي والشيخ العلامة عبيد الجابري !
ومن أهل بلده : الشيخ حسن البنا والشيخ محمود لطفي عامر والشيخ خالد عبدالرحمن المصري وغيرهم .
ولاحظ أخي القارئ ما في تعبير الحلبي بقوله (عنده) أو (عندهم) مما يشعر بالمفارقة؛ لأنه يقول أنا لست معكم في هذا التبديع؛ لأني أفارقكم، وهذا يؤكده حال الحلبي ومنهجه المُحْدَث الجديد المتغير…
وأما اعتبار الحلبي إنكار ذلك السلفي عليه إنكاراً غليظاً وعدم رده للسلام .. فنعم من خالف منهج السلف في معاملة أهل البدع وكان مثله لا يجهل حال ذلك المبتدع وحكم معاملة أهل البدع فضلاً أن يكون معتبراً لنفسه عالماً مبرزاً في العلم والدعوة فلا بد من الإنكار عليه كما هو حال السلف . قال البربهاري في شرح السنة (112رقم145) ” إذا رأيت الرجل جالساً مع رجل من أهل الأهواء فحذره وعرفه فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه فإنه صاحب هوى”
وسأل أَبُو دَاوُد الإمام أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ” أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ ؟
فقَالَ : لَا أَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْ تَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ” طبقات الحنابلة (1/160) لابن أبي يعلي .
ولاحظ أخي القارئ أن هذا فيمن يجهل حال المبتدع أنه على بدعة فكيف بمن يعلم حاله وضلاله ثم هو يجالسه ويؤانسه !! بل ويدافع عنه ويصفه بالسلفية !! قال الشيخ حمودالتويجري في القول البليغ (230-231) ” هذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها علىالذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاًبهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات،فإن لم يترك مدحهموالمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به انتهى.
وسئل العلامة الشيخ الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى كما في الفتاوى الجلية (2/72رقم 30) ما حكم أهل السنة الذين يتبعون أهل الأهواء من إخوانية، وسرورية، وغيرهم هل يقال أنَّهم سنيون أم لا؟
فأجاب رحمه الله بقوله : من يجهل حال أهل البدع يعرَّف ويخبر وينصح، فإذا أصرَّ على متابعتهم والانسجام معهم فهو منهم، ولا يقال لمن تابعهم، وأنسجم معهم لا يقال له سني، ولا يعامل معاملة أهل السنةانتهى .
ومجالسة أهل الأهواء والبدع سبب للوقوع في حبالهم، قال ابن بطة في الإبانة (1/390) ” اعلموا إخواني أني فكرت في السبب الذي أخرج أقواماً من السنة والجماعة، واضطرهم إلى البدعة والشناعة، وفتح باب البلية على أفئدتهم وحجب نور الحق عن بصيرتهم، فوجدت ذلك من وجهين :
أحدهما: البحث والتنقير، وكثرة السؤال عما لا يعني، ولا يضر العاقل جهله، ولا ينفع المؤمن فهمه .
والآخر : مجالسة من لا تؤمن فتنته، وتفسد القلوب صحبته” انتهى
وقال ابن بطة أيضاً في الإبانة (2/470) ” الله، الله معشر المسلمين، لا يحملن أحداً منكم حسن ظنه بنفسه، وما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء، فيقول : أداخله لأناظره، أو لأستخرج منه مذهبه، فإنهم أشد فتنة من الدجال، وكلامهم ألصق من الجرب، وأحرق للقلوب من اللهب، ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم، ويسبونهم، فجالسوهم على سبيل الإنكار، والرد عليهم، فما زالت بهم المباسطة وخفي المكر، ودقيق الكفرحتى صبوا إليهم” انتهى .
قلت وهذا عين ما حصل للحلبي، قال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى : علي الحلبي عفا الله عنا وعنه وأصلح الله حالناوحاله ومآلنا ومآله أصبح الآن يتلاعب، وأنا والله أخشى أنه تأثر بفكر الأخوان أنهخالطهم وأثر عليه الأخوان وما استطاع أن يظهر هذا في حياة شيخهم الإمام العلامة شيخناصر رحمه الله ما استطاعوا أن يظهروا هذا فلما رحل شيخهم الذي فقده أهل الإسلامالعارفون بقدره وبقدر أهل العلم والفضل أظهروا ماعندهم انتهى .
فمن جالس أهل الباطل لا بد أن يتأثر بهم! قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى : الذي يجالس أهل الباطل لا بدّ أن يتأثررغم أنفه , مهما ادعى لنفسه لابدّ أن يتأثر لأنّ الرسول الصادق المصدوق عليه الصلاةوالسلام حذّر وقال (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير , فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة, ونافخالكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة) يعني الجليس الصالح ما شاءالله له واحد من ثلاث حالات كلها خير مثل حامل المسك :
فإما أن يحذيك ويقدم لك هدية تفضل ؛طيّبك ؛ يقدم لكعلبة ؛ يعطيك و إما أن تبتاع منه أي تشتري منه ؛ استفدت منه و هذا خير لم تشترِخمراً ولا شيئاً محرماً بل اشتريت شيئاً طيباً يحبه الله عز وجل مطلوب منك في الصلاة مطلوب منك عند دخول المساجد فهذا استفدت منه, و إما تجد منهريحاً طيبة و هذا خير؛ فكذلك الجليس الصالح لابد أن تستفيد منه في كل أحواله : علماً وأدباً وعملاً .
وجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك و إما أن تجد منه ريحا منتنةيمكن يصيبك بسرطان أو مرض أو أي شيء و العياذ بالله .
فجليس السوء لابدّ أنينالك منه سوء وشر , ( والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) (الأخلاءيومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) هل أهل الأهواء والبدع ليسوا من هؤلاء عندك ؟ الآيات ولأحاديث تحذّر و أنت تقول : إلا أمشي معهم وأجالسهم !
مَنْ أعطاك العصمة ؛ إذا كان الرسولعليه الصلاة والسلام يحذّر الصحابة والسلف الذين كانوا أئمة مثل الجبال يسدون آذانهم ولايريدون أن يسمعوا لأهل البدعانتهى
ولا يقال : إن من كان مؤصلاً لا يخشى عليه من أهل البدع، فقد كان السلف مع علمهم وتقواهم وورعهم يخشون على أنفسهم من سماع نصوص القرآن والسنة من أهل البدع فقد دخل رجلان على محمد بن سيرين من أهل الأهواء فقالا : يا أبا بكر نحدثك بحديث ؟ قال: لا. قالا : فنقرأ عليك آية من كتاب الله ؟ قال: لا. قال: تقومان عني، وإلا قمت. فقام الرجلان فخرجا، فقال بعض القوم: ما كان عليك أن يقرأ آية ؟ قال : إني كرهت أن يقرأ آية فيحرفاها فيقر ذلك في قلبي” أخرجه الدارمي في السنن (1/120رقم397) والفريابي في القدر (249رقم373) .
وسئل العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى : إذا نُصِح بعض الإخوة بعدم مماشاة أهل البدعو مجالستهم أجاب بقوله : أنا مؤصل ,فما قولكم ؟
فأجاب حفظه الله : نقول له : لو كنت مؤصلاًما مشيتمعهم, لو كنت مؤصلاً وعرفت منهج السلف وعرفت المخاطر التي تتعرض لها وعرفتالضحايا من أمثالك الذين كانوا مغرورين مثلك والله لو كنت كذلكما مشيت مع أهلالبدع .
ويمشي الكثير مع أهل البدع بحجة أنه ينفعهم !يا أخي لم يستفيدوامن العلماء فكيف يستفيدون منك؟!!
يرفضون قول ابن باز وأقوال الألباني وابنعثيمين رحمهم الله وغيرهم من أئمة الإسلامويقبلون منك ؟!!
هذا هوس, ثمإن تسعة وتسعين بالمائة أنك ستصبح من أذنابهم انتهى .
وقول الحلبي (كُلُّ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ مُنَاصَحَةٍ، وَلاَ بَيَانٍ، وَلاَ اسْتِفْسَار، وَلاَ اعْتِبَار… ))
أقول : إن كان مراد الحلبي أن هذا السلفي أنكر عليه في هذا الأمر خاصة مباشرة دون نصيحة فصحيح لكن هل ينكر الحلبي أن هذا السلفي كان يناصحه من قبل، وهل مثلك يجهل حال الرجل! وهل تقبل يا حلبي النصيحة والبيان ! ألم يبين لك المشايخ ذلك تكراراً ومراراً فلم تقبل ولم تنصع للحق !
فلماذا تطلب منه أن يناصحك ويبين لك وأنت لا تقبل ! هل هذا فقط للدفاع عن نفسك والذب عن حالك !
ثم ما أنت عليه لم يقع منك خطأ غير متعمد ! بل هو منهج تسير عليه في تزكية أهل البدع المنحرفين فما مواقفك المخزية المردية من (عرعور والمغراوي والمأربي والحويني) وغيرهم بخافية على لبيب .
وقولك (ولا استفسار) .
أقول: الأمر كان واضحاً جلياً فمثلك لم يقع فيه عن خطأ بل عن منهج تسير عليه .
وقولك (ولااعتبار) .
أقول: من خالف الحق متعمداً لا اعتبار له ولا قيمة ! والحلبي يعظم نفسه ويعطيها فوق حجمها كما هو معلوم عنه . فأهل العلم أنكروا على العلماء الذين هم فوق الحلبي بمراحل بل لم يدرك الحلبي شأوهم ولا مرتبة أدناهم …
فمن ذلك ما نقله ابن هانئ النيسابوري في مسائله (2/154رقم1865) عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال ” أخزى الله الكرابيسي لا يجالس ولا يكلم ولا تكتب كتبه ولا نجالس من جالسه، وذكره بكلام كثير ” انتهى
فالكرابيسي كان من العلماء الفقهاء المحدثين لكنه خالف منهج السلف فحذر منه الإمام أحمد مباشرة ونهى عن مجالسته ومجالسة من يجالسه .
هكذا كان أئمة السنة في معاملة أهل البدع ومن يتهاون معهم ويجالسهم ويميع قضيتهم فضلاً عن أن يدافع عنهم ! قال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى : القاعدة العامة عند أهل السنة في الإلحاقبالمبتدعة تنحصر فيمن يدافع عن أهل البدع ويسوغ لهم ويعتذر لهم مع علمه بأنهم علىضلال ! هذه خلاصتها فلا يصدر هذا إلا من صاحب هوى في الغالب وإن أظهر التستر بالسنة؛لأنه يخشى سطوة أهل السنة لكنه هو صاحب هوى.
وقد يكون جاهل من الجهال يحبالخير وليس عنده فرقان, فيظن أن سيد قطب وحسن البنا و المودودي و النـَّدْوِىوفتحي يَكَنْ ويوسف بن عبد الله القرضاوي المصري المقيم حالياً في قطر نسأل الله أنيطهر قطر منه ومن كل ذلول مبتدع قد يظنهم علماء ولكن هذا إن كان صادقاً جاداً فيمايدعيه أن طُلْبته الحق سيرفع يده عن هؤلاء ويتبرأ منهم إذا بُيِّن له وإن كان كاذباًفسيبقى على ما هو عليه نحوهم من الدفاع عنهم والاعتذار لهم وتبرير أخطائهم وتسويفها وحينئذٍ يلحق بهم ولا كرامة عين … انتهى
ثانياً : علق الحلبي (ص23) في الحاشية رقم (1) على قوله (ما وقع في فلسطين الحبيبة السليبة) بقوله ((وَلَقَدْ ذَكَّرَنِي صَنِيعُ هَؤُلاءِ -هَكَذا- بِمَا قَالَهُ فَضِيلَةُ الشَّيْخ ربيع بن هادي -حَفِظَهُ الله-رَدًّا عَلَى مَنْ شَنَّعَ عَلَى بَعْضِ العُلَمَاءِ سُكُوتَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ البَيَانِ -قَائِلاً- فِي بَعْضِ «نَصَائِحِهِ»-:
«هُوَ لَمْ يَسْكُتْ جُبْناً وَلا غِشًّا، وَإِنَّمَا سَكَتَ عَنْ أَسْئِلَةِ أُنَاسٍ لَهُم أَغْراضٌ وَمَقَاصِدُ سَيِّئَة؛ مِنْهَا: إِسْقَاط أُنَاسٍ فِي بَلَدِهِم هُمْ أَمْثَلُ النَّاس، وَبِإِسْقَاطِهِم تَنْتَهِي الدَّعْوَةُ السَّلَفِيَّةُ فِي ذَلِكَ البَلَد”
قُلْتُ: وهذا عَيْنُ مَا جَرَى فِي فِلَسْطِين -وَانْجَرَّ إِلى غَيْرِهَا مِن بَعْضِ بلدان المسلمين-.)).
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– كلام الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى في سلفي وقع في خطأ غير متعمد ولا مبني على منهج مخالف للسلف يسير عليه فأراد إسقاطه أهل الغلو من الحداديين وأذنابهم ! وليس كلام الشيخ العلامة ربيع المدخلي في الدفاع عن المنحرفين تعمداً عن منهج السلف الصالح .
– ثم من المضحك التشبيه الذي حاوله الحلبي حيث :
نزل نفسه منزلة العالم الذي سكت عن شيء من البيان .
ونزل ذلك السلفي منزلة من يسأل لأغراض ومقاصد سيئة لإطاحة محمد حسان .
ونزل (محمد حسان) منزلة من يراد إسقاطه وهو أمثل من في بلده وبسقوطه تنتهي الدعوة في تلك البلدة .
– وهذه التشبيه المفتعل الذي بناه الحلبي على خياله الواسع أو منهجه الأفيح : باطل منقوض، فهناك فارق سحيق عميق بين الأصل من كلام الشيخ ربيع وبين التشبيه من كلام الحلبي.
– وبيانه أن يقال : أنت يا حلبي لست من العلماء الذين يحق لهم تقدير المصالح والمفاسد، وأن يكونوا مرجعاً للشباب السلفي، لا علماً ولا منهجاً ولا أمانة.
– وأما السلفي الذي أنكر عليك فهو لم يُرِدْ أن يسقط محمد حسان؛ لأنه ساقط عند العلماء ! وأيضاً هو لم يسألك ! بل أنكر عليك !
– وأما الداعية (محمد حسان) فهل هو أمثل من في بلده ! سبحان الله : أين الشيخ حسن البنا والشيخ خالد عبدالرحمن المصري والشيخ أبو عبدالأعلى المصري وغيرهم .
وهل بسقوط محمد حسان تسقط الدعوة السلفية في مصر !
الله أكبر ما هذا التلبيس والتدليس والغش المشين !
أنت لست صادقاً ولا ناصحاً أميناً.
بل لو قلت: إن استمرار محمد حسان في مصر قد يؤدي إلى سقوط المنهج السلفي في مصر – ولو لم وجد غيره – ؛ لأنه حرب على المنهج السلفي وأهله كما سيأتي إن شاء الله تعالى : لأصبت كبد الحقيقة . قال الشيخ صالح الفوزان في ظاهرة التبديع والتفسيق (73) ” لا يجوز تعظيم المبتدعة والثناء عليهم، ولو كان عندهم شيء من الحق؛ لأن مدحهم والثناء عليهم يروج بدعتهم، ويجعل المبتدعة في صفوف المقتدى بهم من رجالات هذه الأمة. والسلف حذرونا من الثقة بالمبتدعة، وعن الثناء عليهم، ومن مجالستهم، والمبتدعة يجب التحذير منهم، ويجب الابتعاد عنهم، ولو كان عندهم شيء من الحق، فإن غالب الضُلاَّل لا يخلون من شيء من الحق؛ ولكن ما دام عندهم ابتداع، وعندهم مخالفات، وعندهم أفكار سيئة، فلا يجوز الثناء عليهم، ولا يجوز مدحهم، ولا يجوز التغاضي عن بدعتهم؛ لأن في هذا ترويجاً للبدعة، وتهويناً من أمر السنة، وبهذه الطريقة يظهر المبتدعة ويكونون قادة للأمة – لا قدَّر الله – فالواجب التحذير منهم” انتهى .
ثالثاً : علق الحلبي (ص23) في الحاشية رقم (2) من كتابه المسمى بـمنهج السلف الصالح على قوله (زيارة بعض الدعاة من طلبة العلم) بقوله (وبعضُ الناس ينقُلُ عنِّي (!) دون روية ولا تثبت أنِّي أقولُ عن هذا الأخ – غلواً – : إمامٌ في السَّلَفِيَّة!
وهذا لم يكُنْ -قطُّ!-؛ والواقعُ أنني أَعْرِفُهُ مُنْذُ سِنينَ -عَنْ قُرْبٍ- واعظاً ناجحاً داعياً إلى منهج السلف وعقيدة السلف – بارك الله فيه -، وَإِنَّمَا أَدْفَعُ عنه البدعةَ والتبديعَ، وذلك من باب “انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً” كما رواه البخاري عن أنس !
فضلاً عن أنْ يكونَ كلامِي عنهُ -كما قد يُتَوَهَّمُ-شُغْلِيَ الشَّاغِل!
وَلاَ يَنْجُو مِنَ الخَطأ إِنْسَان -كَائِناً مَنْ كَان- سِوَى مَنْ عَصَمَهُ رَبُّنَا الرَّحْمَن والله المستعان ..)
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– عادة الحلبي التهويل في الموضوع وإعطاؤه أكبر من حجمه وإخراجه عن موطن الخلاف؛ ليخرج الحلبي نفسه من مأزق تزكية أهل البدع، فهو يقول : نعم أنا زكيته إلا أني لم أبالغ وأغلُ في التزكية بل زكيته باعتدال.
– بينما حقيقة الأمر أن الحلبي يعتبر غالياً في تزكيته لمحمد حسان ولو لم يصفه بالإمام فمجرد أنه دافع عن محمد حسان مع علمه بحاله وأنه قطبي كافٍ في إثبات غلوه في تعديله . فكيف وهو يصفه بالسلفية عقيدة ومنهجاً وأنه خطيب ناجح !!!
– وقول الحلبي ( والواقعُ أنني أَعْرِفُهُ مُنْذُ سِنينَ -عَنْ قُرْبٍ)
أقول : وهذه المعرفة شاملة لما كتبوا وما قالوا من البدع كما صرح بذلك الحلبي حين سئل: ما رأيكم في المخالفين لمنهج أهل السنة كالحويني والمغراويوالمأربي وعرعور؟
فأجاب بقوله : أنا أقول إن هؤلاء أنا أعرفهم منذ سنوات بعيدة، وقرأت ما كتبوا وسمعت ما قالوا، أناأعلم أن عندهم أخطاء وبعض هذه الأخطاء قد لا يكون قليلاً …انتهى
فقولك هذا حجة عليك يا حلبي؛ فأنت تعرفه وتعرف ما عنده من حزبيات وضلالات من سنين وعن قرب ووصفته سابقاً بأنه (قطبي)، بل ذكرت محمد حسان في تكملة المئوية السلفية كما في الرد البرهاني (ص251-252):
للشيخ بل للنهـج بل لدعـاتـه *** جمــع غثاء السيل قـل : كالأزبــد
(ثالوث) حقد والجهالة مركب *** هــم كالغريــق بلجـــة وتفـــرد
حقاً تركت بمثل هـذا منهجـاً *** هو منهج السلف الصحيح الأرشد
فمن كانت هذه معرفته وتلك تزكيته فلا شك أنه يلحق بمن زكاه ولا كرامة كما هو منهج السلف.
وقولك يا حلبي (فضلاً عن أنْ يكونَ كلامِي عنهُ -كما قد يُتَوَهَّمُ-شُغْلِيَ الشَّاغِل!)
أقول : هو تلبيس منك؛ لتصرف القارئ عن موطن مخالفتك فلم يقل أحد أن شغلك الشاغل هو تزكية محمد حسان بل لم يقع هذا منك في الألباني حتى يقع منك في محمد حسان إلا في حالة الدفاع عن نفسك فتلهج بذكر الألباني .
فموطن المخالفة منك أيها الحلبي هي تزكيتك لمحمد حسان الإخواني! ولو صدرت منك التزكية لمحمد حسان مرة واحدة ولم تتراجع عنها : لكان كافياً في إدانتك بها ! فكيف وأنت قد زكيته في مجالس متعددة؛ لا لتزكيه فقط بل لتدفع عن نفسك تهمة تزكية أهل البدع .
– وقولك يا حلبي (وَإِنَّمَا أَدْفَعُ عنه البدعةَ والتبديعَ، وذلك من باب “انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً” كما رواه البخاري عن أنس !)
أقول : كل العلماء السلفيين يدفعون البدعة والتبديع عن الأبرياء الذين لم يقعوا في البدعة، بل حتى من وقع في المخالفة خطأ دون تعمد لا يبدعونه كما سبق في الحلقة الثامنة .
والعلماء إنما يتكلمون على من يستحق النقد والجرح بحق، قال الشيخ النجمي رحمه الله تعالى في الفتاوى الجلية (21-23) … إن أهل العلم عندما يقولون عن قوم بأنهم مبتدعة فإنهم لا يقولون هذا اعتباطاً، وإنما يقولونه بأمور استندوا إليها، إما من إقرارهم وإما من كلام من صحبهم وتركهم وإما، وإما .. أمور استفاضت عنهم وتوالت عليها إثباتات كثيرة … انتهى
وتنزيلك للحديث على من بدع محمد حسان فيه اتهامٌ لهم بأنهم ظلموا الرجل بتبديعه، والواقع أن (محمد حسان) هو الذي ظلم نفسه بسلوكه منهج المخالفين وابتداعه في الدين .
وهل ما وقع فيه محمد حسان من بدع وضلالات يستحق الدفاع عنه والنصرة له!
فمحمد حسان له علاقة وطيدة حميمة بجمعية إحياء التراث الإسلامي .
وقد أثنى على أعيانممن لديهم انحراف عقدي ومن تكلم فيه ظاهراً فعلى منهج الموازنات المبتدع .
كسيد قطب وابنلادن ومن معه من التكفيريين.
وكثنائه على وجدي غنيم الإخواني الذي يكفّر الحكام ويسبهم جملة، ويثني على دعاة الضلالة من التكفيريين والإخوانيين في مصر، وأكثر دروسه تهريج وكلام لا قيمة له، أو تهييج وتثوير وتحزيب.
وثنائه على فرقة الإخوان والتبليغ .
وثنائه على المفجرين أنفسهم واعتبار عملهم من العمليات الاستشهادية .
وطعنه في أهل السنة ووصفه للمشايخ السلفيين بأنهم غلاة في التجريح وأهل غيبة في محاضرة كاملة مخصصة بهذا العنوان؛ لكلامهم في أهل البدع وفي أمثاله !
إلى غير ذلك من مخالفاته المعروفة المشهورة !
فالحديث حجة عليك لا لك أيها الحلبي : فالظالم تأخذ على يديه وتمنعه من ظلمه وباطله لا أن تنصره وتؤيده كما تفعله مع عرعور والمغراوي والمأربي وحسان وغيرهم فالواجب عليك : أن تأخذ بأيديهم عن باطلهم وترجعهم إلى منهج السلف الحق بالحجة والبرهان لا بإعانتهم على باطلهم وتزيينه لهم والدفاع عنهم تدليساً وتلبيساً.
ثم أين أنت من نصرة السلفيين من ظلم محمد حسان لهم ورميهم بالفواقر كالغلو في التجريح والغيبة وغيرهما .
قال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني في معرض رده على من استنكر شدته في الرد على الدكتور البوطي : … إني أرى من الواجب على أولئك المشفقين على الدكتور أنينصحوه (والدين النصيحة) بأن يتراجع عن كل جهالاته وافتراءاته، وأن يمسك قلمه ولسانه عن الخوض في مثلها مرة أخرى، عملاً بقول نبينا محمد صلى الله عليه و سلم : انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً . قيل: كيف أنصره ظالماً؟ قال: تحجزه عن الظلم فإن ذلكنصره . أخرجه البخاري من حديث أنس، ومسلم من حديث جابر، وهو مخرج في الإرواء (2515) انتهى .
فلا أدري : هل سيستفيد الحلبي من كلام العلامة الألباني أم أنه مما شمله التغيير والتطور الجديد في المنهج !
وقول الحلبي (وَلاَ يَنْجُو مِنَ الخَطأ إِنْسَان -كَائِناً مَنْ كَان- سِوَى مَنْ عَصَمَهُ رَبُّنَا الرَّحْمَن والله المستعان)
أقول : أطلقت الحكم فلبست الحق بالباطل ودلست على القارئ الحقيقة .
فالخطأ لا ينجو منه إلا من عصمه الله ولكن الخطأ على نوعين :
خطأ غير مقصود وغير متعمد .
وخطأ مقصود ومتعمد إتباعاً للهوى ومخالفة للحق .
فالأول : صاحبه إن وقف عليه يرجع عنه ويتوب.
والثاني : إن أصر صاحبه على باطله ولم يرجع للحق حذر منه وكشف حاله للناس حتى لا يغتروا بباطله .
فهل ما وقع فيه صاحبك ووقعت فيه أنت أيضاً : من الأول أم من الثاني ؟
لا شك أنه من الثاني فلا تلبس الحق بالباطل لهواك يا حلبي .
رابعاً : علق الحلبي على قوله (ممن هو عنده مبتدع) بقوله (ص24) حاشية رقم (1) ((مع كون ذا مقلداً في هذا التبديع !
وبالرغم من أن ما أخذ عليه ذاك الداعي إلى الله تعالى ممَّا هو سببُ تبديعِهِ له!- قد ناصَحْناهُ به؛ فرأَيْنَا مِنهُ -والفضلُ لله-وحده- تجاوُباً واستجابةً.
وإنْ كُنَّا نطمعُ مِنهُ -سدَّدَهُ اللهُ- المزيدَ مِن الوضوح، والمزيدَ مِن البيان مطلباً شرعياً صادقاً …
وَ(أَهْلُ السُّنَّةِ أَعْرَفُ النَّاسِ بِالحَقّ، وَأَرْحَمُهُمْ بِالخَلْق) -كَمَا قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَم …
وقال شيخ الإسلام في تفسير آيات أشكلت (2/595) : ” ومن تدبر أصول الشرع علم أنه يتلطف بالناس في التوبة بكل طريق” .
ومِن توجيهاتِ فضيلةِ الشيخِ ربيعِ بنِ هادي في بعضِ «رُدودِه» على (الحدَّادِيَّة)- :
«قلتُ لهم: إذا قُلنا: (أشعري) معناهُ أنَّهُ: عنده بدعة؛ الإنسان يريد أن يتأدَّب في لفظِهِ؛ ليس لازِماً أنْ نقولَ عنه: مبتدع”
إلى أن قال: «أنا أقرأ لكم تراجمَ مِن «البخاري»؛ يمرُّ على (جابر الجُعْفِي)، ويمرُّ على غيرِه، لا يقولُ: مبتدع -وهو يعرف أنه رافضي-، ولا يقول: إنه مبتدع؛ لأن هذا ليس لازماً.
بيِّن ضَلالَهُ نُصحاً للنَّاس، لكنْ؛ ليس لازِماً أن تقول: مبتدع، أو: غير مبتدع».)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يصف السلفي الذي أنكر عليه : بأنه مقلد لغيره من العلماء الذين بدعوا محمد حسان ! مع أن الحلبي وصفه فيما سبق بأن محمد حسان (مبتدع عنده) أي بدعه باجتهاد منه وهذا تناقض في كلام الحلبي ولعل سببه – والله أعلم – أنه لما كتب الكتابة في المرة الأولى ثم عدلها بناء على توجيهات من قرأ الكتاب لم يتنبه لتناسق الكلام وترابطه، أو أنه أراد أن يرمي السلفيين بأنهم أهل تقليد وجمود، ويتعصبون لمشايخهم .
– ثم هذا السلفي الذي أنكر عليه إنما هو آخذٌ بأقوال العلماء في محمد حسان المبنية على إدانة محمد حسان بالحجة والبيان ! ومعلوم أن قبول القول بدليله إتباع وليس تقليداً مذموماً إلا عند أهل الفتن والتضليل .
– ثم لو فرضنا أن هذا السلفي مقلد ! فتقليده لأهل العلم الثقات الذين يبنون أحكامهم على الحجج أمر لا يستنكر! والحق أن هذا ليس تقليداً وإنما هو إتباع للحق الذي يسير عليه العلماء ليس من التقليد المذموم بل هو من منهج السلف الصالح، ولذلك لما قلت يا حلبي في تعليقك على فتوى العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى (( لكن لا يمكن أن نرضى لأنفسنا أن نكون نسخةً طبق الأصل عن أيِّ إنسانٍ كان مهما كان وزنه، ومهما علا اسمه ))
رد عليك الشيخ العلامة النجمي رحمه الله تعالى بقوله : أقول : من هو الذي كلَّفكم بهذا .
وثانياً: من وافق شخصاً لكونه رأى أن الدليل معه؛ فإنَّه لا يعد موافقاً للشخص، ولكنَّه يعدُّ موافقاً للدليل؛ وهذا هو التقليد المباح، والله تعالى أخبرنا أنَّ المؤمنين سبيلهم واحد، وأنَّه يتبع بعضهم بعضاً في الحق ويستغفر آخرهم لأولهم ؛ فقال تعالى :)ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنَّم وساءت مصيراً ( [ النساء : 115] وقال تعالى : ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ( [ الطور : 21 ] وقال تعالى : ) والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ( [ الحشر : 10 ] فليس أحدٌ من المؤمنين أو من العلماء مستقلاً بنفسه، ولكن يتَّبع بعضهم بعضاً على العقيدة والأحكام الشرعية قال الله تعالى : ) ثمَّ أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ( [ النحل : 123 ] وقال تعالى : ) أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ( [ الأنعام : 90 ] .
وبالجملة فمن اتبع شخصاً في قولٍ أو أقوالٍ فإنَّه لا يقال أنَّه صار نسخةً طبق الأصل من فلان انتهى .
وسئل شيخنا العلامة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى كما في جناية التمييع على المنهج السلفي : يتزعم ويتصدر بعض طلبةالعلم في القضايا النازلة في المناهج ومعرفة الرجال ويخالفون كبار العلماء الذينلهم صبر في معرفة هذه القضايا، بحجة أننا لسنا مجبورين بإتباع أحد من الناس، فماتوجيهكم في هذا الأمر بارك الله فيكم.
فأجاب حفظه الله تعالى : …. قوله ( ولسنا مجبرين بإتباع فلان أو كما قال)
نحن نقولأنت لست مجبراً بإتباع فلان نعم، لكن قولك هذا مجمل فإنه يحتمل الخطأ والصواب ويحتمل الحق والباطل وكان جديراً بك أن تفصح، فإن العبرة ليست بقول فلان أو علانلذاته،بل العبرة بالدليل فحينما يتنازع الناس في أمر من الأمور فإنهيجب رد ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قالتعالى:﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِيالْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِوَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِالْآخِرِ﴾ (النساء: 59)،قال أهل العلم الرد إلى اللههو الرد إلى كتابه،والرد إلى رسوله هو الردإليه فيحياته والرد إلى سنته بعد مماتهصلى الله عليه وسلّم، فقولك هذا فيغاية الفساد والبطلان ولا يفهم منه أحد إلا أنك تريد أن تربط الناس بك أو بمن هو علىشاكلتك من المتصدرينللعلم والمتصدرينميدان الدعوة،وكان الواجب عليك أن تربط الناس بأئمة الهدى والعلماء المعروفين بصحةالمعتقد والمنهج السديد السليم والمعرفين كذلك بالرسوخ في العلم والنصح للأمة، فإنهؤلاء هم ورثة الأنبياء فإذا قالوا كلمتهم في نازلة من النوازل أو في أمر من الأمورأو في التحذير من رجل من الرجال وأبانوا بالدليل فساد منهجه وسوء مأخذه وجب قبول ماقالوه لأنه حق مادام مبنياً على الدليل وعلى البينة والبرهان، فبان بهذا أن هذهالمقولة باطلةوفاسدة. انتهى
ولا شك أن ما ينادي به الحلبي وأشكاله من الاستقلال وعدم الرجوع للعلماء واحترامهم وتقديرهم بمثل هذه الحجة الشيطانية هو من تلاعب الشيطان! وصدق العلامة ناصر الدين الألباني إذ يقول (( تقليد منضبط خير من اجتهاد أهوج)) انتهى فما بالك بالإتباع المنضبط والنصرة للحق على بصيرة .
ومن رد الحلبي على الحلبي :
قوله في كتاب برهان الشّرع في إثباتالمسّ و الصّرع (8 – 10) (( إنّ التّعلّق بسربال (المنهجيّة ) والتمسك بدعاوى نبذ التّقليد ؛ في ردّ ما قرّره أهل العلم، وثبّتوه، وأصّلوه،واتّفقوا عليه: لهو بابٌ يفتحُ على الدّين وعلى العقيدة شرًّا مُستطيرًا، وأثرًا خطيرًا؛ إذ قد يلجه من رقّ دينه، وطاش يقينه : قال الإمامُ المبجّلأحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى : ومن زعم أنّه لا يرى التّقليد، ولا يُقلّد دينه أحدًا : فهو قولُ فاسقٍ عند الله ورسوله – صلّى الله عليه و سلّم -، إنّما يُريدُ بذلك إبطالَ الأثر، وتعطيل العلم والسّنّة، والتّفرّد بالرّأي، والكلام، والبدعة، والخلاف ” . طبقات الحنابلة ” ( 1 / 55 ) للقاضي ابنأبي يعلى .
وإنّ تلكم الدّعاوى – أيضًا – لا يجوز أن تكون سببًا لفتحطريقٍ مُشرعٍ أمامَ مَن هبّ ودبّ ليقول مَن شاء ما شاء، مُلبّسًا تارةً، ومُزخرفًا أخرى !!
و كذلك لا يجوز أن تكون سبيلاً يُردّ به كلامُ الأثبات منالعلماء بكلام من هو دونهم – ممّن يُطاول دينهم – من أولئك الّذين يتلمّسون وجودهمبتقزيم مخالفيهم، وتحجيم مُعاكسيهم!!
وإنّ ( محاولة ) إقناع النّفس برفضالتّقليد، ونبذ ( التّبعيّة ) لهي محاولةٌ قَدِرَ الشّيطانُ أن يجرّ إلى شباكهفيها عددًا ممّن كان يُظنّ بهم الخير . . فأنكروا، وردّوا، ووهّموا، وسفّهوا، وغلّطوا . . و( لكن ) عند التّحقيق : إذا هم تاركون لاتّباعِ قولِ الكُبراء، الكبراء، منجرّون وراء تقليدٍ أعمى لمن لا ( يكاد ) يُحسن شيئًا من الصُّغراء أوالحُدثاء .
. . إنّ المنهجيّة العلميّة، والتّحقيق العلميّ كلماتٌ غالية، لكنعليها ضريبةٌ عالية، فكيف تُقبلُ ممّن يطيرُ و لمّا يُريّش ؟!
فلا يجوزالبتّة بمجرّد دعاوى ردّ التّقليد – وهي في الظّاهر مقبولةٌ سائغة – أن نهدمأصولاً، أو أن نردّ قواعد، أو نسفّه مسلّمات، أو نُشكّك بحقائق . .
ولكن . . . التّوفيق بيد الله سبحانه و تعالى
و أخيرًا:
إنّالقول في ( هؤلاء ) الخارجين عن منهج أهل السّنّة – مُتلفّعين بغطاء التّحرّر والتّحقيق – طويلٌ سابغ، وكثيرٌ دامغ، لكنّ ما ذكرتُه هنا – في هذا المقام – يَكفي، وببيان الحقّ بمنّة الله يُوفي ولا حول و لا قوّة إلاّبالله . . )) انتهى
تنبيه : مقولة الإمام أحمد فيمن لا يرى التقليد التي نقلها الحلبي لا تثبت عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى وقد أنكرها أهل العلم لما تتضمنه من معنى فاسد : قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/303) في معرض نقده للرسالة المنسوبة للإمام أحمد : … إلى أن ذكر أشياء من هذا الأنموذج المنكر والأشياء التي والله ما قالها الإمام فقاتل الله واضعها ومن أسمج ما فيها قوله ( ومن زعم انه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحداً فهذا قول فاسق عدو لله ) فانظر إلى جهل المحدثين كيف يروون هذه الخرافة ويسكتون عنها انتهى
وقال الشيخ العلامة ربيع المدخلي في النهج الثابت الرشيد (31-34-الحلقة الأولى) : هذا الكلام المنسوب إلى الإمام أحمد لا يثبت عنه، وحاشاه أن يقوله، هذا الكلام الذي يعود بالطعن عليه وعلى أئمة الإسلام الذين حاربوا التقليد، فيرميهم بالفسق، برأه الله من هذا الباطل، وإذا ثبت عن غيره فنرده بقاعدة أهل السنة : (كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ومع ذلك فإن قصدهم يخالف قصد فالح الذي يريد بالتقليد التقليد الباطل، وهم يريدون بالتقليد – إن صح – عنهم الإتباع …
فهذه الأقوال المنكرة لا يجوز نسبتها إلى الإمام أحمد؛ لأنَّها ليس في القرآن والسنة ما يدل عليها؛ ولأنَّها مُخالفة لمنهج السلف وأصولهم، وحاشا الإمام أحمد أن يقول مثل هذه الأقوال …. وفي الإسناد إليه رجل لا يُعرف . ومع ذلك فكلامه شاذٌ تفرد به هذا الرَّجل المجهول عن أصحاب أحمد الفحول انتهى
– وقول الحلبي (ممَّا هو سببُ تبديعِهِ له) .
في النسخة القديمة المتداولة (ممَّا هو سببُ تبديعِهِم له)
وهذا فيه ما سبق من بيان تدليس وتلبيس الحلبي في قوله (عنده) و(عندهم).
– وقول الحلبي (وبالرغم من أن ما أوخذ عليه ذاك الداعي إلى الله تعالى ممَّا هو سببُ تبديعِهِ له!- قد ناصَحْناهُ به؛ فرأَيْنَا مِنهُ -والفضلُ لله-وحده- تجاوُباً واستجابةً.
وإنْ كُنَّا نطمعُ مِنهُ -سدَّدَهُ اللهُ- المزيدَ مِن الوضوح، والمزيدَ مِن البيان مطلباً شرعياً صادقاً … ).
أقول : الحلبي يزعم أنه قد ناصح محمد حسان في الأمور التي بدع لأجلها! وأن محمد حسان تجاوب واستجاب للنصيحة أي أنه تاب من تلكم الفواقر التي وقع فيها، ولذلك يصفه الحلبي كما سبق بأنه سلفي العقيدة والمنهج، مما يدل على أنه قد تاب ورجع عن منهج القطبي الإخواني الثوري !
لكن كيف يكون محمد حسان متحولاً إلى السلفية أو تائباً من ضلالاته أو بدت منه علامات الاستجابة كما يدعي ذلك الحلبي وهو لا زال سرورياً قطبياً لم يتغير ولم يتبدل؛ فموقعه ومواعظه في شبكة الإنترنت والفضائيات تكذب دعوى علامات الاستجابة فالحلبي يريد أن يخدع نفسه ويخدع السلفيين بهذا الزعم .
وثنائه على يوسف القرضاوي والشعراوي بعد توبته .
وكتابه خواطر على طريق الدعوة جراح وأفراح الذي مشى فيه على المنهج القطبي الضال لا زال موجوداً في موقعه حتى بعد توبته المزعومة .
وكيف يكون محمد حسان قد تغير منهجه وتراجع عن باطله : ولا زال أهل الباطل من المنحرفين يثنون على محمد حسان ويقدمونه ويخالطونه .
والله : لو تاب محمد حسان : لطعنوا فيه ولوصفوه بأقبح الأوصاف، ولحجروا على حضوره الإعلامي والدعوي ونفروا الناس عنه !
أَمَا ولا زال المقدم عندهم فهذا يدل على أنه منهم .
ثم انظروا إلى علاقته واختلاطه ودعوته عند مَنْ ؟ ومع مَنْ ؟
وصدق الأوزاعي حين قال : ” من سترعنا بدعتَه لم تخْفَ علينا أُلفتُه ” أخرجه ابن بطة في الإبانة (رقم425) .
وقال يحيى بن سعيد القطَّان: لما قدم سفيان الثوري البصرة, جعل ينظر إلى أمر الربيع بنصبيح, وقدره عند الناس, سأل أي شيء مذهبه ؟ قالوا: ما مذهبه إلا السنة! قال: منبطانته؟ قالوا: أهل القدر, قال: هو قَدَري.
أخرجه ابن بطة في الإبانة (رقم426) وعلق عليه بقوله : رحمة الله على سفيان الثوري، لقد نطق بالحكمة، فصدق، وقال بعلم فوافق الكتاب والسنة، وما توجبه الحكمة ويدركه العيان ويعرفه أهل البصيرة والبيان، قال الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم ) انتهى .
وعن عقبة بن علقمة قال: كنت عند أرطأة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم ؟
قال أرطأة: هو منهم لا يُلبّس عليكم أمره .
قال: فأنكرت ذلك من قول أرطأة !قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطأة والقول ما قال؛ هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لم يُشد بذكرهم . أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 8/15 )
وقول الحلبي (قد ناصَحْناهُ به؛ فرأَيْنَا مِنهُ -والفضلُ لله-وحده- تجاوُباً واستجابةً)
أقول : هذا ادعاء من الحلبي بأن محمد حسان المصري قد تاب ورجع عن باطله !
وهذا من الحلبي بناء على تلك المكالمة التي حصلت بين مشهور سلمان ومحمد حسان وسأله فيها عن بعض أقواله المشهورة عنه ؟
وهذه طريقة جديدة في التوبة لكنها ليست على منهج السلف الصالح ولكن على طريقة أهل المكر والمخادعة .
وأهل العلم السلفيين ليسوا بساذجين مغفلين حتى يضحك عليهم الحلبي وأمثاله من المميعين الضائعين ! لذلك هم لم يقبلوا دعوى توبة محمد حسان للأمور التالية:
أولاً : أن الواجب على من خالف منهج السلف الصالح ووقع في البدع والمحدثات أن يقلع عنها جميعاً، ولا يتوب من بعض ويستمر في بعض، فمن كان كذلك فلا يزال وصفه بالبدعة قائماً حتى يتوب منها جميعاً .
قال الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي في الفتاوى الجلية (2/220) في معرض رده على توبة أبي الحسن المأربي : إن توبتك من عشرين بدعة، وبقاءك مع الباقي … هذا لا يعفيك بل أنت ما زلت واقعاً في البدع اهـ
وهذا بخلاف توبة محمد حسان المزعومة والتي تبرأ فيها من بعض أقواله ولم يتراجع ويتبرأ من جميع أصوله القطبية وأقواله الحزبية، مع ما في هذه التوبة المزعومة من إجمال وعدم وضوح واحتمالات لمعاني أخر .
ثانياً : أن من وقع في البدعة علناً وتأثر الناس ببدعته فالواجب عليه أن يعلن توبته ويتبرأ من بدعته علناً ويطالب من تأثر به الرجوع إلى الحق .
وهذا بخلاف ما حصل في المكالمة الخفية غير المعلنة؛ والتي لا يتحقق فيها معنى إعلان التوبة كما قال تعالى (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا).
قال ميمون بن مهران من أساء سرًّا فليتب سرًّا، و من أساءعلانيةً فليتب علانية ؛ فإنّ النّاس يُعيّرون و لا يغفرون ؛ و الله – عزّ و جلّ – يغفر و لا يُعيّر .
أخرجه الشاشي في جزئه (رقم36) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/365) وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (4/92)
وهذا الإمام ابن المبارك – كما في الإبانة الصغرى لابن بطة – لما أراد أن يجالسه أحد التائبين عن مذهب الجهمية فقام وقالله إما أن تقوم وإما أن أقوم ! فقال ولم ؟ فقال ابن المبارك لأنك جهمي
فقالولكنني تبت . فأجابه عبد الله ابن المبارك : لا حتى تظهر من توبتككما أظهرت من بدعتك.
وقال الشيخ عبيد الجابري كما في تنبيه الفطين (50) : يجب على حسان أن يعلن توبته ولا يكفي ما أعلنه سراً أو في الهاتف انتهى .
وقال الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله تعالى مخاطباً عبدالرحمن عبدالخالق كما في مجموع الرسائل (8/242-245): الواجب عليكم الرجوع عن هذا الكلام، وإعلان ذلك في الصحفالمحلية في الكويت والسعودية، وفي مؤلف خاص يتضمن رجوعكم عن كل ما أخطأتم فيه”
ثالثاً : أن الأسئلة والإجابات في مكالمة محمد حسان كانت غير واضحة وغير صريحة في توبته وإعلانه البراءة من البدعة وأهلها، بل يدخلها كثير من الاحتمالات وتعدد المقصود .
والعجيب أن الحلبي يعتبر إجابات محمد حسان المجملة غير الواضحة يعتبرها توبة وواضحة لكن يريد المزيد حيث قال ( قد ناصَحْناهُ به؛ فرأَيْنَا مِنهُ -والفضلُ لله-وحده- تجاوُباً واستجابةً.
وإنْ كُنَّا نطمعُ مِنهُ -سدَّدَهُ اللهُ- المزيدَ مِن الوضوح، والمزيدَ مِن البيان)انتهى
ومن المعلوم أن أهل البدع لهم مخادعات فيظهرون التوبة وهم في الحقيقة لم يتوبوا : قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى في تحفة المجيب (290) : الحزبي مستعد أن يكون له خمسة أوجه … أما السني فإنه متمسك بدينه سواء رضي فلان أم لم يرضَ، بخلاف الحزبيين فإنهم قد أصبحت عندهم فيما يزعمون سياسة فتراه يتكلم معك ويحلف، ويقول والله ما أنا في جمعية الحكمة. فلما قيل له : يا فلان اتق الله أنت تذهب معهم وأنت في جمعية الحكمة . فقال نعم أنا حلفت أنني هنا في المسجد ولست في جمعية الحكمة … انتهى
وقال الشيخ النجمي رحمه الله تعالى في الفتاوى الجلية (21-23) : هناك أقوام ؛ ربما أنهم يغترون بأناس من أهل البدع يظهرون الصلاح , ولكن وراء هذا الصلاح ؛ أمر خفي لا يعرفه كثير من الناس , فهذا يؤخذ فيه بقول من عرفوه ؛ إذا كانوا ثقات … فلا يجوز أن نغتر بظاهر الإنسان؛ لا شك أنا نقول: هذا ظاهره الخير ما لم نعرف فيه الشر، فإذا قيل لنا أن هذا الإنسان من وراءه كذا فيجب علينا أن نأخذ بقول من قال لنا؛ إن كان هذا موثوقاً، وإن أهل العلم عندما يقولون عن قوم بأنهم مبتدعة فإنهم لا يقولون هذا اعتباطاً، وإنما يقولونه بأمور استندوا إليها، إما من إقرارهم وإما من كلام من صحبهم وتركهم وإما، وإما .. أمور استفاضت عنهم وتوالت عليها إثباتات كثيرة … انتهى
ومن رد الحلبي على الحلبي :
قول الحلبي: عندما ذكرت لشيخنا الألباني حفظه الله شيئاً من حجج الشيخ ربيع في الردعلى عدنان ونقضه ونقده، قال : هذه أمور حق، يجب على عدنانأنيجيب عنها بوضوحولا يكتفي بمجرد القول أو مجرد أن يقول إجمال أو تفصيلوعموم وخصوص إلى آخر هذه الكلمات التي قد لا تصلح ولا تنفع لمثل هذا انتهى .
رابعاً : أن من تاب لا بد أن تظهر عليه علامات التراجع والتوبة من بيان حال أهل البدع ومن الثناء على أهل السنة والتحذير من البدع وأهلها والثناء على السنة وأهلها .
وهذا خلاف حال محمد حسان فقد أثنى بعد توبته على الشعراوي والقرضاوي ولا زال في أحضان أهل البدع والأهواء ولا زال على ما كان عليه ….
قال ابن قيم الجوزية في عدة الصابرين (93-94) ” من توبةالداعي إلى البدعة أن يبين أنّ ما كان يدعو إليه بدعة وضلالة، وأن الهدى في ضده،كما شرط تعالى في توبة أهل الكتاب الذين كان ذنبهم كتمان ما أنزل الله من البيّنات والهدى ليضلوا الناس بذلك: أن يصلحوا العمل في نفوسهم، ويبينوا للناس ما كانوايكتمونهم إياه، فقال { إِنَّالَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِمَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُوَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُـونَ إِلا الَّذِينَ تَابُـوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوافَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } … فهكذا تُفهم شرائط التوبة وحقيقتها، والله المستعان” انتهى
وقال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى في الإيضاح والبيان : العبارات التي شاعت وذاعت وانتشرت عن ابن حسان في كتبه، وفي خطبه وفي محافل أخرى صوتية له، يجب إذا تاب أن يسلك نفس المسار، وأن يتوب علناًمعلناً براءته من منهج الإخوان، ومن الثناء على أسامة بن لادن، ومن الثناء على ابنقطب، والمودودي، وغيرهم وأن يفاصل هذا المنهج مفاصلة علنية ظاهرة وباطنة، وأن يكونانحيازه إلى أهل السنة، وإلا فهو على ما هو عليه، والله اعلم انتهى
خامساً : أن مسلك وطريقة أهل العلم مع المبتدع : أن يراقب ويتابع حتى تحسن توبته ويصلح حاله ولا يقبل مباشرة ويسلم له :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (2/96) : شَرَطَ الْفُقَهَاءُ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِمْ فِي قَبُولِ شَهَادَةِالْقَاذِفِ أَنْ يَصْلُحَ وَقَدَّرُوا ذَلِكَ بِسَنَةِ كَمَا فَعَلَ عُمَرُبِصَبِيغِ بْنِ عَسَلٍ لَمَّا أَجَّلَهُ سَنَةً، وَبِذَلِكَ أَخَذَ أَحْمَد فِيتَوْبَةِ الدَّاعِي إلَى الْبِدْعَةِ أَنَّهُ يُؤَجَّلُ سَنَةً كَمَا أَجَّلَعُمَرُ صَبِيغَ بْنَ عَسَل ” .
وقال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (24/174) ” … أَمَرَ عُمَرُرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمُسْلِمِينَ بِهَجْرِ صبيغ بْنِ عَسَلٍ التَّمِيمِيِّلَمَّا رَآهُ مِنْ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْ الْكِتَابِ إلَى أَنْمَضَى عَلَيْهِ حَوْلٌ وَتَبَيَّنَ صِدْقُهُ فِي التَّوْبَةِ فَأَمَرَالْمُسْلِمِينَ بِمُرَاجَعَتِهِ … “
وقد سئل الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى : عمن تراجع عن مخالفاته وبين وأصلح هل يكفي ذلك أم لا ؟
فأجاب الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى : أبدًايبــين حتى يظهر للناس صلاحه, عمر رضي الله عنهماذا فعل بصبيغ ضربه وألقاه في السجن, وضربه وألقاه في السجن, وضربه وألقاه فيالسجن لماذا ؟ لأنه كان يلبس على الناس مثل هذه الأسئلة . فكافئه.. عمر بالضرب والسجن مرات وأخيراً قال له يا أمير المؤمنين إن أردت أن يخرجما في رأسي فوالله قد خرج وإن أردت قتلي فأحسن قتلتي, فأمر به فسفر إلى العراق وأمر أهل العراق بهجرانه فكان كالجمل الأجرب وإذا أراد أحد أن يكلمه يقال عزمة أمير المؤمنين فما يكلمه أحد. حتى ظهرت توبته تماماً وصحت توبته وكتب إليه الأمير إن فلاناً قد صلح وظهرت توبته فأذن للناس أن يكلموه.
فهذا لابد أن تظهر توبته ويظهر صدقه لأننا جربنا كثيراً منالناس عندهم مراوغاتيروغ كما يروغ الثعلب ويناور ويقول أنا تبت ورجعتثم لا تشعر إلا وهو يهمس هنا وهناك بما عنده من الباطل الذي يدعي أنه تراجع عنه. فهؤلاء ينبغي أن ندرسهم ونتأنى في حقهم حتى يظهر لنا صدق توبتهم وبعد ذلك فهو أخونا . أخونا .
وأنتم تعلمون أن كعب بن مالك الصحابي الجليل الذي شهد المشاهد -بارك اللهفيكم- كلها إلا بدر….ما يسره أن له بالعقبة التي بايع بها رسول الله أن يكون لهبها..أو حضور وقعة بدر, تخلف عن غزوة تبوك لا كفرا ولا نفاقا ولما رجع رسول اللهجاء المعذرون يعتذرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل علا نيتهم ووكل سرائرهمإلى الله- تبارك وتعالى- ثم كشفهم الله بعد ذلك وبين ما عندهم من الكذب وأما كعب بنمالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع فإنهم صدقوا في الاعتذار , قال فأما هؤلاء قد صدقواولكن أرجأ أمرهم إلى أربعين ليلة ثم إلى تمام الخمسين ليلة لا يكلمهم أحد هؤلاء تابوا واعترفوا وكل شيء ومع ذلك( أجريت) عليهم هذه العقوبة الصارمة فكان لا يكلمهمأحد من أهل المدينةإلا بعدخمسين ليلة نزل الوحي من السماء لو استمرت سنين سيستمر الرسول والصحابة في هجرانهموبعد خمسين ليلة نزلت رحمة الله سبحانه وتعالى بتوبة هؤلاء وفرح المسلمون بهذه التوبة .
فقد جربنا كثرا من أهل الأهواء يقول أنا رجعت والله رجعت رجعت ثم لا ترىإلا وهو ينشر بدعته هنا وهناك , فعندنا تجارب.الشاهد والله نحن نفرح بالتوبةونشجع عليها ولكن قد لدغنا كرات ومرات من كثير ممن يدعون التوبة ثم يظهر عدم صدقهمويظهر مكرهمفإذا تاب وأناب وظهرت توبته بعد مدة فالحمد لله هو أخونا ويستعيدمكانه وإن ظهر الأمر الأخر كنا قد أخذنا حذرنا منه .
واللهيبقى تحت الرقابةشيئاً ما . أما الاستسلام إليه والارتماء في أحضانه قبل أن نعرف صدقه فهو منالعجلة كما في قصة كعب بن مالك وصبيغ لماذا للاحتياط … انتهى
وسئل فضيلة الشيخ الوالد العلامة ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله : كثيراً ما يقع الخلل والخلاف بين الشباب السلفي بسبب رجوع أو إدّعاء رجوعمخالف لمنهج السلف إلى حظيرة المنهج السلفي فما نصيحتكم للشباب ؟ إذ بعضهم يقبلالتوبة وبعضهم لا يقبلها ؟
فأجاب حفظه الله تعالى : إذا وقع الإنسان في ذنب، وقع في شبهة، وقع في بدعة، ثم تاب وأناب إلى الله فلايجوز لأحدٍ أن يغلق باب التوبة في وجهه، لأن باب التوبة مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها، فإذا تاب إنسان ورجع فيجب أن نحمده وأن نشجعه، لكن يعني بعض الناس قد يكون معروفاً بالكذب والتلوُّن فيتظاهر بالتوبة وهذا نقول: إن شاء الله توبتكمقبولة ولكن نأخذ الحيطة منه حتى تظهر توبته الصحيحة. أبو الحسن الأشعري أعلن توبته على المنبر، كان معتزلياً غالياً بل رأساً من رؤوس المعتزلة وظل أربعين سنةيكافح عن هذا المذهب الخبيث ثم تاب، وأعلن توبته، ومن دلائل توبته أنه شَرَعَ يؤلفالكتب في الردود المفحمة للمعتزلة، يردّ عليهم (شبههم) فهناك علامات لصدق التوبة العملية تُذْهِب الريبة، يعني يتعمم ويظهر فيما يبدوا للناس أنه يتبع الحق، هناكأمور تدل على صدقه وقد تكون قرائن على كذبه، فإذا كانت هناك قرائن تدل على صدقهفيُشجَّع، وإذا كان هناك قرائن تدل على دعواه فقط فهذا يجب أن يتيقظ له السلفيون؛ لأنه قد يكون مخادعاً لأن الآن عصر السياسة والنفاق والتقية، شاعت في الأحزاب، ولايتمكّنون من تضييع الشباب السلفي وصدهم عن المنهج السلفي إلا بادعاء السلفية أو الرجوع عن الأخطاء المضادة للمنهج السلفي، فإذا ركنوا إليه استطاع أن يجتذب منهممن استطاع اجتذابه إلى منهجه الفاسد، هذا وقع وعلى كل حال من ظهرت منه التوبةيُشجّع ومن ظهر منه التلاعب يجب أن يُحذر منه وأن يكون السلفيون في يقظة من أمثالهؤلاء انتهى .
فإذا تأملت أخي القارئ الكلام السابق فيمن ظهرت توبته وصرح بها فكيف بمن لم تظهر توبته ولم يصرح بها بل ظهرت منه علامات عدم صدق التوبة !
وبهذا يظهر عدم صحة ما حاوله الحلبي أنه تاب فمباشرة يزكى ويثنى عليه ويماشي ويصاحب حتى مع عدم ظهور صدق توبته.
فظهر بهذه الأمور أن قول الحلبي في توبة محمد حسان أنها تدل على استجابة وتجاوب إنما هي من تلاعبه بالحقائق ودسه السم في العسل، وخديعته للناس ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
– وقول شيخ الإسلام ابن تيمية (أَهْلُ السُّنَّةِ أَعْرَفُ النَّاسِ بِالحَقّ، وَأَرْحَمُهُمْ بِالخَلْق) هو حجة عليك؛ فالعلماء الذين بدعوا محمد حسان هم أعرف الناس بالحق وتمييزه عن الباطل، وهم أبعد الناس عن الظلم وأرحمهم للخلق . وقد كان كلامهم في محمد حسان بإنصاف وبيان لسبب تبديعه وتضليله لا بالهوى ولا لغرض دنيوي .
قال الشيخ عبيد في الموقف الحق من المخالف شارحاً لكَلِمَة لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَّة
: إِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ الدُّعَاةَ إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍيَنْظُرُونَ إِلَى المُخَالِفِ نَظْرَتَيْنِ :
نَظْرَةٌ قَدَرِيَّة هَذِهِ نَظْرَةُالإشْفَاق فَيَوَدُّون أَنَّ المُخَالِف لَمْ يَقَع فِيمَا خَالَفَ فِيهِ بَلْيُحِبُّ أَهْلُ السُّنَّةِ أَنَّ جَمِيعَ الخَلْقِ مُسْلِمُونَ وَعَلَى السُّنَّةِأَلَيْسَ كَذَلِكَ ؟ يُحبُّونَ هَذَا .
وَالنَّظْرَةُالثَّانِيَةُ : نَظْرَةٌ شَرْعِيَّةٌ، وَهِيَ نَظْرَةُ عِقَاب فَيُعَاقِبُونَالمُخَالِف بِمَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ بِما يَقْتَضِي حَالُهُ مِنَ الرَّدِّعَلَيْهِ وَالتَّشْنِيعِ عَلَيْهِ وَالبُغْضِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ بَلْ يُعَاقَبُالمُخَالِفُ أَحْيَانًا بِالقَتْلِ وَإِزْهَاقِ رُوحِه ” انتهى .
– وأما ما نقله الحلبي عن شيخ الإسلام أنه قال (ومن تدبر أصول الشرع علم أنه يتلطف بالناس في التوبة بكل طريق)
فهذا من تلبيس وتدليس الحلبي؛ فقد كان كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في معرض توبة الفاسق العاصي الذي اكتسب مالاً حراماً مع علمه بحكمه بأن له ما سلف ! وليس في المبتدع الضال، الذي يشترط فيه البيان والإعلان والتراجع عن باطله السابق. حيث قال رحمه الله : الذي لا ريب فيه عندنا فهو ما قبضه بتأويل أو جهل فهنا له ما سلف بلا ريب، كما دل عليه الكتاب والسنة والاعتبار، وأما مع العلم بالتحريم فيحتاج إلى نظر، فإنه قد يقال : طرد هذا أن من اكتسب مالاً من ثمن خمر مع علمه بالتحريم، فله ما سلف . وكذلك كل من كسب مالاً محرماً، ثم تاب إذا كان برضا الدافع، ويلزم مثل ذلك في مهر البغي، وحلوان الكاهن. وليس هذا ببعيد عن أصول الشريعة، فإنها تفرق بين التائب وغير التائب … ومن تدبر أصول الشرع …. ) انتهى .
– وأما قول الحلبي ( ومِن توجيهاتِ فضيلةِ الشيخِ ربيعِ بنِ هادي في بعضِ «رُدودِه» على (الحدَّادِيَّة)- :
«قلتُ لهم: إذا قُلنا: (أشعري) معناهُ أنَّهُ: عنده بدعة؛ الإنسان يريد أن يتأدَّب في لفظِهِ؛ ليس لازِماً أنْ نقولَ عنه: مبتدع”
إلى أن قال: «أنا أقرأ لكم تراجمَ مِن «البخاري»؛ يمرُّ على (جابر الجُعْفِي)، ويمرُّ على غيرِه، لا يقولُ: مبتدع -وهو يعرف أنه رافضي-، ولا يقول: إنه مبتدع؛ لأن هذا ليس لازماً.
بيِّن ضَلالَهُ نُصحاً للنَّاس، لكنْ؛ ليس لازِماً أن تقول: مبتدع، أو: غير مبتدع».)) انتهى
أقول : كلام الشيخ العلامة ربيع المدخلي كان في معرض بيانه لحال الحدادية الخبيثة، ومحاولة إصلاحهم في تبديعهم للحافظ ابن حجر وغيره من أهل العلم ممن وقعوا في بدعة ولم يصلوا لدرجة الابتداع لسلامة أصولهم ومنهجهم وعدم ظهور الحق لهم، فقد كان السؤال : ما الفرق بين الحداديةوالسلفية ؟ وكيف نفرق بينهما ؟
فكان من جواب الشيخ (( …. ومن صفاتهم أيضاً عدم الترحم؛ كان إذا ترحمت على مثل ابن حجر والشوكاني والنووي قالوا : مبتدع, إذا قلت الحافظ, قالوا : مبتدع, إذا قلت : عندهم أشعرية قالوا :لابدّ أن تقول : مبتدع ,إذا لم تقل مبتدع فأنت مبتدع !!
قلنا لهم : إذا قلنا أشعري معناه أنه عنده بدعة؛ الإنسان يريد أن يتأدب في لفظه ليس لازماً أن تقول عنه مبتدع .
أنا أقرأ لكم تراجم من البخاري ؛يمرّ على جابر الجعفي ويمر على غيره لا يقول مبتدع وهو يعرف أنه رافضي ولا يقول أنه مبتدع ,لأن هذا ليس لازما, بيّن ضلاله نصحاً للناس لكن ليس لازماً أن تقول مبتدع أو غير مبتدع فأبوا .
يتصل علي أناس من الخارج من أبها يقول لي :ما رأيك في ابن حجر, أقول له : عنده أشعرية, يقول لي :أبداً, أنت ضالّ لابدّ أن تقول مبتدع !!)) انتهى
ولاحظ أن الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى لم يبدع الحافظ ابن حجر، ولا نفى عنه ما وقع فيه من الخطأ في تأويل الصفات !
فقولك عن العالم وقع في بدعة ليس معناه أنه مبتدع .
فالشيخ كان معهم في حالة تنزل والرضا بأهون الضررين فيما يظهر من سياق الكلام، فقد كانت الحدادية كالثور الهائج على الحافظ ابن حجر والنووي وغيرهما عموماً وعلى العلماء السلفيين بالخصوص .
ويظهر صحة ما سبق قول الشيخ العلامة ربيع المدخلي في رسالة منهج الحدادية : تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهمأن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحربوالهجران والتبديع انتهى.
والسؤال هنا : ماذا يريد الحلبي بهذا النقل عن الشيخ ربيع المدخلي ؟
هل يريد إلزام الشيخ ربيع بهذا الكلام وأنه يلزم منه أن لا تبدع محمد حسان كما لم تبدع الحافظ، وأنك إذا بدعته فقد شابهت الحدادية !
وهذا سوء أدب من الحلبي، وعدم احترام لأهل العلم، قد ألفناه منه ومن زمرته !
لكن أنت يا حلبي لم تفرق بين من وقع في الخطأ ولم نستطع إقامة الحجة عليه، وبين من قامت عليه الحجة وطولب التراجع والتوبة وهو يتلاعب ويأبى إلا الإصرار على باطله !!!
لو أنك ذكرت أخطاء محمد حسان ولم تبدعه لهان الأمر ! لكن كيف وأنت تصفه بالسلفية عقيدة ومنهجاً فأي خيانة وراء ذلك !
تنبيه : قول الحلبي (إلى أن قال) زيادة فكلام الشيخ ربيع كان متصلاً ليس هناك شيء محذوف .
أحمد بن عمر بازمول
صباح الأربعاء
29/ رجـ7ـب /1430هـ
وقد أفادني الأخ أبو إبراهيم المالكي أيضاً أنه أرسل للحلبي الرسالة التالية :
الشيخ علي الحلبي السلام عليكم
إني أحبكم في الله وأنت عظيم عندنا ما عظمت الدين وحاملي السنة وأرجو من فضيلتكم إعادة النظر في تزكيتكم لحسان الذي أفسد كثيراً فإن كان قد تاب حقاً فعليه أن يصلح ما أفسد ويبين الاعتقاد الصحيح ويقع في أهل البدع كما أثنى عليهم من قبل !
والسني يعرف بمدخله ومخرجه ومنزله؛ فحسان نزل منذ أيام على أهل البدع وماشى بعضهم في ليبيا فكان كـ(التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً) ولا أخال أن غزله كان قوياً قبل نكثه بل كان جاهلاً تبليغياً كما سمعت من بعض أشرطتك من قبل
واسأل الله الثبات والإخلاص إنه سميع مجيب
ابنكم محب الخير لكم أبو إبراهيم المالكي .
فرد عليه الحلبي بقوله :
شكراً لك أخي
لكن : هل تظن أن التبديع بهذه السهولة ؟ !
فنصيحتي لك : السكوت ” انتهى .
أقول أنا أبو عمر أحمد بازمول : لست يا حلبي بأورع ولا أتقى من سلفنا الصالح .
وكذلك الثناء والدفاع عن أهل البدع صعب جداً ودرجة ليست بهذه السهولة والخطأ فيه يوقع في خطر عظيم . .
التنبيه الثاني :
قول الشيخ العلامة أحمد النجمي رحمه الله أن المأربي تاب من عشرين بدعة .
علق عليه الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى بقوله : الواقع أنه سئل عن هذه العشرين ؟ فأجاب : إن هذا غير صحيح ولم أتراجع إلا عن مسألتين كنت رجعت عنها في اليمن انتهى
صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي
الحلبي| الحلقة السابعة عشرة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة السابعة عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي والتي سأكمل فيها بإذن الله تعالى مناقشة الحلبي في الملاحظة الخامسة وهي (( الثناء والتمجيد لأهل البدعويصفهم بالموحدين فهو وإن لم يذكرهم بأسمائهم إلا أنه معروف عنه الدفاع عنهم والثناء عليهم في مجالسه وفي أشرطته من أمثال محمد حسان والمأربي والمغراوي وغيرهم )) .
ولا أطيل عليك أخي القارئ فإليك البيان من كلام الحلبي مع مناقشته بالحجة والبرهان :
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص28) :
بَلْ مَاذَا سَيُجيبُ هؤلاءِ -هَدَاهُم الله- في موضوع (الزِّيارة) -ذاك- وَالَّذِي هُوَ سَبَبُ فِتْنَتِهِم (الظَّاهِرُ!)- عَلَى مَا رَوَاهُ الخَطِيبُ فِي «تَارِيخ بَغْدَاد» (10/262) عَنْ يَعْقُوبَ بِن يُوسفَ المُطَّوِّعِيُّ، قال: «كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن صَالحٍ الأَزْدِيُّ رافِضِيًّا، وَكَانَ يَغْشَى أَحْمَدَ بن حَنْبَل، فَيُقَرِّبُهُ وَيُدْنِيه، فَقِيلَ لَه: يَا أَبا عَبْدِ الله! عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَالِح رافِضِيٌّ؟!
فَقَال: سُبْحَانَ الله! رَجُلٌ أَحَبَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- نَقُولُ لَهُ: لاَ تُحِبَّهُم! هُوَ ثِقَة» )) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يطالب السلفيين بالجواب عن القصة التي أوردها عن الإمام أحمد في مجالسته للرافضي، ضارباً لآثار السلف ومنهجهم الأمين الرصين في هجر أهل البدع خصوصاً الرافضة، مناقضاً لنفسه في القاعدة التي أصلها في منهجه من عدم إقامة منهج على أفراد الآثار، حيث قال (ص64-65) في معرض رده على من استدل ببعض الآثار السلفية (( وَإِذ الأَمْرُ فِي هَذا الاسْتِدْلاَل -الَّذِي يُرادُ أَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ تَأْصِيلٌ- هكذا؛ فالواجبُ أَنْ يُرَدَّ بِمَا قَالَهُ شَيْخُنا الإِمَامُ الأَلْبَانِيُّ -رَحِمَهُ الله- فِي بَعْضِ «تَوْجِيهَاتِهِ»- وَهُوَ مَنْ هُوَ! -مُؤَصِّلاً، وَمُفَصِّلاً-: «الآثَارُ السَّلَفِيَّةُ إِذَا لَمْ تَكُنْ مُتَضَافِرَةً مُتَواتِرَةً؛ فَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يُؤْخَذَ عَنْ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِهَا مَنْهَجٌ…. ))
ثم قال الحلبي (( فَأَنْ يُجْعَلَ مَا هُوَ خِلافُ (الأَصْلِ) أَصْلاً : فَهُوَ خَلَل – وَأَيُّ خَلَل …)) .
أقول: هذا من رد الحلبي على الحلبي .
فإذا كان هذا من باب الاستدلال بأفراد الآثار مما لا يعلم لها مخالف، فكيف يصح الاستدلال بمثل هذه القصة مع أن ظاهرها يخالف المنقول المتواتر عن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل في معاملة أهل البدع خاصة الروافض من الهجر والتشنيع والتحذير والتنفير منهم؛ فلا شك أن استدلالك فيه فساد عريض وضلال مبين !!
– وقد أورد الحلبي هذه القصة ليدافع بها عن نفسه دون النظر لما تتضمنه لجملة من المفاسد من مراعاة للمصالح ولا درء للمفاسد! فمن مفاسدها :
ما تضمنته من مجالسة أهل البدع .
وما تضمنته من الطعن في إمام أهل السنة أحمد بن حنبل وأنه لا يعادي من يبغض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بل يدافع عنه .
وما تضمنته من تزكية الرافضة وأنهم قوم يحبون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وإن طعنوا في غيرهم من الصحابة .
فهذه مفاسد عظيمة لا أدري أين عقل الحلبي وأمانته العلمية والدينية حين يستدل بهذه القصة دون بيان منه لحقيقة أمرها .
وهذا ما يوضحه الأمر التالي :
فأقول : هذه القصة عن الإمام أحمد لا يصح الاستدلال بها على أن الإمام أحمد يجالس أهل البدع خصوصاً الرافضة لما روى الخلال في السنة (1/501 رقم 799) تحت باب : ” التغليظ على من كتب الأحاديث التي فيها طعن على أصحاب رسول الله” : أخبرنا أبو بكر المروذي قال سمعت أبا عبدالله يقول إن قوماً يكتبون هذه الأحاديث الرديئة في أصحاب رسول الله وقد حكوا عنك أنك قلت: أنا لا أنكر أن يكون صاحب حديث يكتب هذه الأحاديث يعرفها, فغضب وأنكره إنكاراً شديداً وقال: باطل معاذ الله, أنا لا أنكر هذا, لو كان هذا في أفناء الناس لأنكرته فكيف في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم!!! وقال: أنا لم أكتب هذه الأحاديث.
قلت لأبي عبد الله : فمن عرفته يكتب هذه الأحاديث الرديئة ويجمعها أيهجر؟
قال: نعم يستاهل صاحب هذه الأحاديث الرديئة الرجم!!!
وقال أبو عبدالله: جاءني عبدالرحمن بن صالح فقلت له: تحدث بهذه الأحاديث؟ فجعل يقول: قد حدث بها فلان, وحدث بها فلان, وأنا أرفق به وهو يحتج فرأيته بعد, فأعرضت عنه ولم أكلمه”
فظهر بهذا النقل عن الإمام أحمد أنه لم يكن يعلم بحقيقة حاله، وأنه كان يظنه على خيرٍ؛ فلما تبين له حاله هجره وتركه وأعرض عنه .
والعجيب المستنكر أخي القارئ الكريم أن الحلبي الذي لبس بهذه القصة عن الإمام أحمد، وقف على النقل السابق من كتاب السنة للخلال، فقد حدثني الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى ” أنه أوقف الحلبي على ما في السنة للخلال مرتين ” .
فلا شك أن ما فعله الحلبي بنقله لما في تاريخ بغداد للخطيب دون بيان لما في السنة للخلال من الخيانة وعدم الأمانة ومن التلاعب بدين الله تعالى والتحايل والمكر والخديعة التي لا تليق بطالب علم فضلاً عمن يدعي العلم .
ولم يكتفِ الحلبي بهذه القصة حتى شكك في حاشية الكتاب بقصة هجر الإمام أحمد لداود الظاهري !! وستأتي مناقشته فيها .
فالله وحده حسيبه في تلبيسه وتدليسه وخيانته للأمانة !
– ومع ذلك فلو لم نقف على ما في السنة للخلال ما كان لسلفي صادق أمين أن يلبس ويدلس على العامة بهذه القصة المتشابهة !
فموقف إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى يمكن أن يجاب عنه من وجوه منها :
الوجه الأول : الظاهر أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى ما ثبت عنده أنه رافضي، فلم يعرف حاله، وإنما بلغه عنه حبه لآل البيت ؟ ولذلك لما قيل له عنه إنه رافضي ؟
كان جوابه إن حب آل البيت ليس رفضاً .
وهذا ظاهر جداً من سياق القصة .
ويدل عليه الوجه الثاني : وهو أن هذا الرجل نقل عنه كلام يوافق أهل السنة لعله بلغ الإمام أحمد عنه ففي تاريخ بغداد (10/261) عن أبي القاسم البغوي أنه قال سمعت عبدالرحمن بن صالح الأزدي يقول :” أفضل أو خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر”.
وهذا قاله هذا الرجل – مع تشيعه – .
ويدل عليه الوجه الثالث : أن أهل العلم وصفوه بالتشيع الغالي :
قال عنه ابن معين كما في تاريخ بغداد (10/261) : ” كان شيعياً”
وقال موسى بن هارون كما في الكامل (4/320):” شيعي محترق حرقت عامة ما سمعت منه يروي أحاديث سوء في مثالب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وقال أبو داود كما في تاريخ بغداد (10/261) (2/302-سؤالات الآجري) :” لم أرَ أن أكتب عنه وضع كتاب مثالب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم”. وذكره مرة أخرى فقال : كان رجل سوء .
وقال ابن عدي في الكامل (4/320) : ” عبد الرحمن بن صالح معروف مشهور في الكوفيين لم يذكر بالضعف في الحديث ولا اتهم فيه إلا أنه كان محترقاً فيما كان فيه من التشيع”
الوجه الرابع : أن المعروف عن الإمام أحمد شدته على أهل البدع وعلى الرافضة بالأخص، وحبه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعدم رضاه انتقاصهم أو سبهم أو التعرض لهم .
فمما جاء عن الإمام أحمد في أهل البدع أنه قال : ” أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم، ولا يخالطهم، ولا يأنس بهم”
وسأل أَبُو دَاوُد الإمام أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : ” أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ ؟
فقَالَ : لَا أَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْ تَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ”
ومما جاء عن الإمام أحمد في شأن من سب أو انتقص أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء في مسائل عبدالله بن الإمام أحمد(99رقم349) أنه قال: سألت أبي عن الرجل يصلي خلف من يقنت ؟
قال : لا بأس بالصلاة خلفه إذا كان يقنت على فعل رسول صلى الله عليه وسلم يدعو على المشركين إلا أن يكون رافضياً فلا يصلي خلفه .
قال قلت لأبي : من الرافضي ؟
قال : الذي يسب أبا بكر وعمر “.
وقال الإمام أحمد – رحمه الله – في السنة (78) وانظر طبقات الحنابلة (1/30) : ” … من الحجة الواضحة الثابتة البينة المعروفة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين والكف عن ذكر مساويهم والخلاف الذي شجر بينهم فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحدا منهم أو تنقصه أو طعن عليهم أو عرض بعيبهم أو عاب أحدا منهم فهو مبتدع رافضي خبيث مخالف لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً بل حبهم سنة والدعاء لهم قربة والاقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة
وخير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر بعد أبي بكر وعثمان بعد عمر وعلي بعد عثمان ووقف قوم على عثمان وهم خلفاء راشدون مهديون ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فإن تاب قبل منه وإن ثبت عاد عليه بالعقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يتراجع ”
وقال الإمام أحمد عن عبيد الله بن موسى العبسي كما في السنة للخلال (3/504رقم807) :” لا يعجبني أن أحدث عنه؛ يحدث بأحاديث فيها تنقص لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ” .
وقال الخلال في السنة (3/511رقم822) أخبرنا الحسن بن عبدالوهاب قال ثنا الفضل بن زياد قال سمعت أبا عبدالله ودفع إليه رجل كتاباً فيه أحاديث مجتمعة ما ينكر في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحوه فنظر فيه ثم قال ما يجمع هذه إلا رجل سوء وسمعت أبا عبدالله يقول بلغني عن سلام بن أبي مطيع أنه جاء إلى أبي عوانة فاستعار منه كتاباً كان عنده فيه بلايا مما رواه الأعمش فدفعه إلى أبي عوانة فذهب سلام به فأحرقه فقال رجل لأبي عبدالله أرجو أن لا يضره ذاك شيئاً إن شاء الله فقال أبو عبدالله يضره بل يؤجر عليه إن شاء الله ” .
سادساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص29) :
بَلْ مَاذا سَيَقُولُونَ -أَصْلَحَهُم الله- فِيمَا ذَكَرَهُ فَضِيلَةُ الشَّيْخ ربيع بن هادي -حَفِظَهُ الله- فِي بَعْضِ «أَجْوِبَتِهِ» – فِي (مَسْأَلَةِ نَصِيحَةِ أَهْلِ البِدَعِ، وَالجُلُوسِ مَعَهُم لِلنُّصْح)-؛ لَـمَّا قَال:
«… فَأَنَا لاَ أَذْهَبُ إِلى بُيُوتِهِم وَمَجَالِسِهِم، فَإِذَا جَاءَنِي أَحَدٌ مِنْهُم إِلَى بَيْتِي: نَاصَحْتُه، وَبَيَّنْتُ لَهُ الحَقّ.
وَهَذا لَيْسَ بِعَيب؛ فَقَدْ كَانَ المُنافِقُون يَحْضُرُونَ مَجَالِسَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، فَيُناصِحُهُم، وَيُبَيِّنُ لَهُم الإِسْلاَمَ وَالحَقّ.
وَهَذا الشَّيْخُ ابْنُ بَاز-رَحِمَهُ الله- يَأْتِيهِ أَهْلُ البِدَعِ، وَأَهْلُ التَّحَزُّبِ إِلَى مَجْلِسِه، فَيُنَاصِحُهُم، وَيُبَيِّنُ لَهُم الحَقّ.
وَهَذا المُفْتِي، وَ(هَيْئَةُ كِبارِ العُلَماء) يَأْتِيهِم أَهْلُ البِدَع فِي (رَابِطَةِ العَالَم الإِسْلاَمي)، وَفِي مَجَالِسِهِم-أَيْضاً-، وَيَنْصَحُونَهُم -فِيما أَعْتَقِد-.
وَلاَ أَعْرِفُ أَحَداً مِنَ العُلَماءِ قَالَ لِي: أَنْتَ تُجَالِسُ أَهْلَ البِدَع! وَلاَ أَحَدٌ رَدَّ عَلَيَّ مِنَ العُلَمَاءِ فِي هَذا الأَمْر!». انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– سبحان الله ما أشد تلبيسك وتلاعبك بالحقائق، فلم تكتف بما اقترفته في حق الإمام أحمد ورميه بمجالسة أهل البدع حتى ثنيت بالعلامة حامل الجرح والتعديل ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى، وأخذت ترميه من طرف خفي بمجالسة أهل البدع، بل يصرح بذلك .
– ولا أدري هل يعتبر الحلبي السلفيين حدادية فيطعنون في الشيخ ربيع المدخلي بقوله هذا كما فعل فوزي البحريني الأشري ! ففي البيان لما اشتمل عليه البركان وما في معناه من زخارف وتزيين الشيطان للعلامة ربيع المدخلي وهو (رد على فوزي البحريني المنعوت زوراً بالأثري) (الحلقة الأولى) (ص20) : قال البحريني في (ص2) من بركانه : “ومسألة نصيحة أهل البدع، والجلوس معهم للنصح -زعم-، … مما بينه أهل العلم بالأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال السلف في تبيين خطئه ومع هذا كله ما زال يجادل في الله بغير علم ولا هدىً ولا كتاب منير ليضل عن سبيل الله سبحانه وتعالى”
فرد عليهم الشيخ ربيع بقوله أقول: مسألة نصيحة أهل البدع والجلوس معهم للنصح فأنا لا أذهب إلى بيوتهم ومجالسهم …..
– إلى أن قال : ولا أحد رد عليَّ من العلماء في هذا الأمر، فهذا من كيسك المشحون بالأكاذيب. ولعل هذا من عادتك تخالط أهل البدع لجمع الأموال؛ لتأكلها باسم الإسلام أو باسم غيره… ” انتهى
أقول : ما أدري لماذا حذف الحلبي ما تحته خط من كلام الشيخ ربيع المدخلي …
– والحلبي يحاول أن يشبه حاله في مجالسة أهل البدع بحال الشيخ العلامة ربيع المدخلي، وفرق كبير سحيق عميق بينهما فمجالسة الشيخ العلامة ربيع المدخلي لنصحهم وتوجيههم للخير إذا جاؤه إلى بيته، ولا يمدحهم ولا يدافع عنهم ولا يؤانسهم! بخلاف حالك في ذلك جميعه أيها الحلبي !!
سئل الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي في الفتاوى الجلية (2/141رقم79): رجلٌ يزعم أنَّه سلفي، ولكنه يجالس الحزبيين، ونوصح في ذلك فقال إنَّني أقوم بتوجيههم، ونصيحتهم، فكيف نحكم على هذا الشخص؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله : المناصحة ليس من لازمها أن تمشي معهم، والمناصحة في أوقات محدودة؛ أمَّا كونك تمشي معهم بحجة أنَّك تنصحهم، فلو كنت تنصحهم لرؤي في عملهم تغيير، واختلاف عما كانوا عليه، فإن قلت مثلاً أنَّك تنصحهم ولا يسمعون أو لا يقبلون منك؛ إذن فلِمَ تجلس معهم أو تسير معهم، وتذهب، وتجيء معهم، فإذا كانوا لا يسمعون منك لا تذهب، ولا تجيء معهم ولا تجلس معهم؛ لكن لما رأينا أنَّك تذهب وتجيء معهم، وتجالسهم عرفنا بأنَّك منهم انتهى .
– وهذا التفريق بين مجالسة أهل البدع للمناصحة هو ما عليه أهل العلم وإليك شيئاً من كلامهم:
قال الآجري في الشريعة (1/451) : ” إن قال قائل فإن كان رجل قد علمه الله – تعالى – علماً فجاءه رجل يسأله عن مسألة في الدين ينازعه فيها ويخاصمه ترى له أن يناظره حتى تثبت عليه الحجة ويرد عليه قوله ؟
قيل له هذا الذي نهينا عنه وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين !
فإن قال فماذا نصنع ؟
قيل له إن كان الذي يسألك مسألته مسألة مسترشد إلى طريق الحق لا مناظرة فأرشده بألطف ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة وقول الصحابة وقول أئمة المسلمين رضي الله عنهم
وإن كان يريد مناظرتك ومجادلتك فهذا الذي كره لك العلماء فلا تناظره واحذره على دينك كما قال من تقدم من أئمة المسلمين إن كنت لهم متبعاً
فإن قال فندعهم يتكلمون بالباطل ونسكت عنهم ؟
قيل له سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين ” انتهى .
وقال الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله تعالى : زيارة أهل العلم والإيمان من أهل السنة والجماعة وزيارة الإخوان في الله قربة وطاعة، أما زيارة أهل البدع فلا تجوز زيارتهم على سبيل المؤانسة والمحبة ونحو ذلك. أما إذا زارهم طالب العلم للموعظةوالتذكير والتحذير من البدعة هذا مشكور ومأجور، لأن هذا من باب الدعوة إلى الله، من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا زرت هؤلاء الذين عندهم شيء من البدع،زرتهم للدعوة إلى الله والنصيحة والتوجيه فأنت مأجور وينبغي أن لا تدع ذلك، إذا كانفيه فائدة، أما إذا أصروا ولم يستجيبوا فدعهم انتهى
وقال ابن عثيمين في شرح لمعة الاعتقاد (159) : ” المراد بهجران أهل البدع: الابتعاد عنهم، و ترك محبتهم، وموالاتهم، والسلام عليهم، و زيارتهم، وعيادتهم، ونحو ذلك .
وهجران أهل البدع واجب؛ لقوله تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماًيُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَوَرَسُولَه) (266). ولأن النبي صلى الله عليه وسلم هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك.
لكن إن كان في مجالستهم مصلحة لتبيين الحق لهم وتحذيرهم من البدعة فلا بأس بذلك، وربما يكون ذلك مطلوباً؛ لقوله تعالى: (ادْعُإِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْبِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(267) . وهذا قد يكون بالمجالسة، والمشافهة، وقد يكونبالمراسلة،والمكاتبة … ” انتهى
وسئل العلامة الفوزان حفظه الله كما في الأجوبة المفيدة (29رقم8) : هل تخالط الجماعات أم تهجر؟
فأجاب حفظه الله : المخالطة إذا كان القصد منها دعوتهم -ممن عندهم علم وبصيرة – إلى التمسك بالسنة وترك الخطأ فهذا طيب, وهو من الدعوة إلى الله, أماإذا كان الاختلاط معهم من أجل المؤانسة معهم, والمصاحبة لهم, بدون دعوة, و بدون بيان, فهذا لا يجوز .
فلا يجوز للإنسان أن يخالط المخالفين إلا على وجه فيه فائدة شرعية, من دعوتهم إلى الإسلام الصحيح, وتوضيح الحق لهم لعلهم يرجعون, كما ذهب ابن مسعود رضي الله عنه إلى المبتدعة الذين في المسجد, ووقف عليهم وأنكرعليهم بدعتهم.
وابن عباس -رضي الله عنهما- ذهب إلى الخوارج وناظرهم ودحض شبههم, ورجع من رجع.
فالمخالطة لهم إذا كانت على هذا الوجه فهي مطلوبة, وإن أصروا على باطلهم وجب اعتزالهم ومنابذتهم, وجهادهم في الله . انتهى
وعلق الحلبي على قول العلامة ربيع المدخلي (فإن جاءني أحد منهم إلى بيتي : نَاصَحْتُه، وَبَيَّنْتُ لَهُ الحَقّ)
بقوله في حاشية رقم (1) ( مَعَ أَنَّ الإِمَامَ أَحْمَدَ بن حَنْبَل -رَحِمَهُ الله- رَفَضَ زِيارَةَ داوُد بن عَلِي الظَّاهِرِيِّ لَهُ، وَدُخُولَهُ عَلَيْه!
كَمَا فِي «تَارِيخ بَغْدَاد» (8/373) -فِي خَبَرٍ يُكَرِّرُهُ الكَثِيرُونَ دُونَ حُسْنِ فَهْم!-.
… وَلَكِنَّهُ تَغَيُّر الزَّمَان، وَالنَّظَرُ فِي المَصَالِح…
وَهُمَا أَصْلاَن مُهِمَّان؛ يَغِيبَانِ عَنِ الكَثِيرِين؛ مِن الـمُتَحَمِّسِين بِالبَاطِل!) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يعلم أن استدلاله بقصة الإمام أحمد مع الرافضي منقوض مردود، بموقف الإمام أحمد من رفض دخول داود الظاهري عليه، فحاول التشكيك بالاستدلال بموقف الإمام أحمد مع داود الظاهري، ورمى بعض المشايخ السلفيين بعدم حسن الفهم، محاولاً تصويرهم في صورة التناقض والتخالف مع منهج السلف الصالح .
– واستنتج الحلبي من قصة الإمام أحمد ومجالسته للرافضي، ومنع الإمام أحمد لداود الظاهري من الدخول عليه : أن ذلك من الإمام أحمد بسبب تغير الزمان والنظر في المصالح !
أقول : وهو استنتاج باطل لوجوه منها :
الأول : أن النصوص الشرعية عامة وواضحة وظاهرة في هجر أهل البدع والتحذير منهم، دون استثناء زمان أو ربطها بمصلحة كما يدعيه الحلبي فزعمه أن ذلك بسبب تغير الزمان والنظر في المصالح يعتبر تحكماً وتدخلاً في النصوص الشرعية . بل حكى الإجماع جماعة من أهل العلم كالصابوني والبغوي على هجر أهل البدع والأهواء .
ثم ما الذي أدرى الحلبي أي الموقفين من الإمام أحمد كان أولاً !
موقفه من مجالسة الرافضي أم موقفه من هجر داود الظاهري !
قال الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى كما في الفتاوى الجلية (2/52رقم17) في المبتدعة بدع مفسقة : هؤلاء ينظر في المصلحة بين كونِهم يهجرون أو لايهجرون، ولاشك أنَّ الهجر أولى، ولو كان الهجر بعدم الانبساط إليهم، والكلام معهم وهو ما يسمَّى بالهجر الجميل؛ هذا الذي يظهر لي في هذه المسألة.
وأهل العلم يرجحون بين المصالح والمفاسد المترتبة على الهجر وعدمه، فإذا كانت المصالح المترتبة على عدم الهجر أحسن بحيث يتمكن من الدعوة لهم، والنصيحة وبيان المساوئ لما هم عليه من العقيدة الباطلة، وكل هذا بشرط أن يأمن الانخداع بِهم، فإن لَم يأمن الانخداع بِهم وجب عليه أن يهجرهم، ويبتعد عنهم، ومعنى الانخداع بأن تنطلي عليك بعض أفكارهم فتستحسنها وهي قبيحة، وتبيحها وهي محرمة، وبالله التوفيق انتهى .
وقال الشيخ صالح الفوزان في ظاهرة التبديع والتفسيق (74) : ” كون عنده شيء من الحق، فهذا لا يبرر الثناء عليه أكثر من المصلحة، ومعلوم أن قاعدة الدين ” إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح”، وفي معاداة المبتدع درء مفسدة عن الأمة ترجح على ما عنده من المصلحة المزعومة إن كانت ولو أخذنا بهذا المبدأ لم يضلل أحد، ولم يبدع أحد؛ لأنه ما من مبتدع إلا وعنده شيء من الحق، وعنده شيء من الالتزام”
وسئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى في رد شبهات المائعين والذب عن السلفيين (رقم7) : هل هجر أهل البدع والتضييق عليهم وعدم مخالطتهم بإطلاق كما نقل السلف ودوّن الأئمة في كتبهم ؟ أم هو على التفصيل وينظر كل شخص إلى المصلحة والمفسدة وكل يرجع إلى عقله مما يؤدي إلى التمييع؟
فأجاب الشيخ حفظه الله تعالى: لقد قال شيخ الإسلام رحمه الله ينظر إلى المصلحة فيها، والسلف ما قالوا هذا وشيخ الإسلام جزاه الله خيراً قال هذا وهو اجتهاد منه فإذا أخذنا بقوله، فمن هو الذي يميز المصالح من المفاسد ؟
فهل الشباب وصلوا إلى هذا المستوى ؟ الشباب إذا راعى المصلحة فليبدأ بمراعات مصلحة نفسه وليحافظ على ما عنده من الخير ويتبع منهج السلف ولا يعرض عقيدته ومنهجه للضياع كما حصل لكثير من الشباب الذين تلاعب بهم الإخوان المسلمون والقطبيون وأهل البدع وقالوانراعي المصالح والمفاسد ثم كل هذه الأمور تهدر ولا يوجد عندهم مراعاة المصالح والمفاسد، وعلى رأس المصالح التي يجب مراعاتها المحافظة على الشباب من أن يتخطفهم أهل البدع بشبهاتهم. فالشاب الناشئ عليه أن لا يخالط أهل البدع وأن يحافظ على عقيدته والعالم الناصح له أن يدعو هؤلاء وأن ينصحهم وأن يبين لهم الحق ويقيم عليهم الحجة ليرجعوا إلى دين الله الحق، وأما الجاهل الذي قد يتعرض للضياع فيقذفون بالشبهة عليه فيتغير قلبه ويزيغ ثم يرتمي في أحضانهم وقد عرفنا هذا من كثير وكثيرممن كانوا مساكين بادئين بالسير في طريق السلف فاعترضهم هؤلاء بشباكهم فاجتاحوهم واجتالوهم عن منهج السلف الصالح والعاقل من اعتبر بغيره فلنأخذ عبرة من هؤلاء انتهى.
وسئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى في رد شبهات المائعين والذب عن السلفيين (رقم8) : يا شيخ إذا الواجب علينا أن نعمل بقول السلف وليس بقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله خاصة في زماننا هذا الذي صار فيه الجلوس لأهل البدع شعاراً للعلم والله المستعان ؟
فأجاب حفظه الله : الذي يقوله السلف هو الأحوط بالتجربة والواقع، والمصلحة والمفسدة إذا أدركها العالم فليستخدمها، أما الصغير مايستطيع , إذا أدركها العالم المحصن لا بعض العلماء قد يكون ضعيف الشخصية فتخطفه البدع كما حصل لعدد كثير من الأكابر خطفتهم البدع بسهولة فهناك صنفان من العلماءعالم تأكد من نفسه أن عنده قوة حجة وقوة شخصية وأنه يستطيع أن يؤثر في أهل البدعولا يؤثرون فيه فهذا يخالطهم على أي أساس يأكل ويشرب ويضحك معهم ؟ لا . يخالطهم للنصيحة يأتي إلى مساجدهم إلى مدارسهم يأتي إلى أسواقهم ويعطيهم الحق ويناظرهم إن كان يستطيع المناظرة ويقيم عليهم الحجة .أما الضعيف المسكين من العلماء لا، وكذلك الشاب الناشئ المعرض للضياع . لا بارك الله فيكم فهذا ما يمكن أن يجمع به ما بين مايقوله شيخ الاسلام بن تيمية وما يقوله السلف رضي الله عنهم جميعاً انتهى
وقال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى : .. ثم إني أقول إنهذه المصلحة التي يتحدثون عنها وأسرفوا في الحديث عنها , و حرفوا المصالح بارك الله فيكم ولبسوا فيها حتى أهملوا مصلحة الشاب , الذي يخاف عليه من مخالطة أهل البدع , أهملوا مصلحته , وقذفوا به في أوساط أهل البدع , فضل كثير من الشباب , المغرورالمخدوع , بمثل هذه الشبهات أوقعوا كثيراً ممن كان في دائرة السلفيةأوقعوهم بمثل هذه الترهات في حبائل ومصائد أهل البدع, فانحرف الكثير والكثيرمنهم , لاسيما من انحرف بواسطة الأحزاب العصرية الضالة التي سبق وصفها , على كل حال من يميز بين السنة و البدعة فليأمر بالمعروف ولينهَ عن المنكر وليحذر من البدع هذا أولاً .
وثانياً قضية الهجران في صالحك فاهجر لأنك تخاف على نفسك من مخالطة أهل البدع يفسدونك, ويحرفونك, عن منهج الله الحق, فالمصلحة الواضحة هنا أن تحتفظ بدينك, و تحتفظ بعقيدتك, وتحافظ على سلامة دينك ؛ هذه المصلحة يجب أن توضع في الاعتبار, وأن يعرفها الشباب فقد كان يراعيها كبار الأئمة , من أمثال أيوب وابن سيرين ؛ فكان أحدهم لا يطيق مخالطة أهل البدع , ولا سماع كلامهم , حتى إن أهل البدع ليأتونهم ويقولون لهم ” اسمعوا منا ولو كلمة ” فيقولون “لا ! ” فيعتب عليهم” لماذا لا تسمعون ؟ فيقول أحدهم ” إن قلبي بيد الله و ليس بيدي فإني أخاف أن يقذف هذا في قلبي شراً فلا أستطيع الخلاص منه ” .
فإذا قلنا بالمصالح و المفاسد , فيجب ان نراعي المصالح و المفاسد المتعلقة بالشباب أنفسهم و الذين يخاف عليهم من الاختلاط بأهل البدع أن يوقعوهم في الشر , فيجب أن ننتبه لهذا والتي يدندنون حولها , ولعلها مصالح أهل البدع أنفسهم ومفاسدهم في حد تصورهم هم ! فالمصلحة عندهم ما يخدم دعوتهم , والمفسدة ما يهدم دعوتهم ولو كان حقاً, فقد يريدون بالمصالح و المفاسد هذا ما يرونه هو مصالح يخدم دعوتهم , وما يرونه من مفاسد ولو كان حقاً إذاكان يعود على دعوتهم بالهدم, ونحن نقول إن المصالح والمفاسديجب أن يراعى فيها جانب الشباب , فهل من مصلحته الاختلاط بأهل البدع؟ أو من مصلحتهم الحذر منهم و هجرانهم والابتعاد عنهم و ترك المخالطة للأقوياء الأشداء الذين ثبتت جدارتهم و قدرتهم على زلزلة أهل البدع ودحض شبهاتهم ! فتبقى المخالطة لهؤلاء ويبقى من يخاف عليه بعيداً بعيداً بعيداً عنهم , حذراً منهم أشدالحذر …, إذا كان يحترم عقيدته , ومنهجه , فالمصلحة في الدرجة الأولى , يجب أن تراعى فيها جانب الشباب الذي يخاف عليه من الانحراف , فلما نسيت هذا المصلحة , وأنساهم إياها دعاة الضلال , وأهدروا هذه المصلحة , جر ذلك كثيراً من الشباب إلى الارتماء في أحضان البدع , أرجو أن تدركوا هذا , فإذا قيل لكم مصالح مفاسد , قولوا لهم يجب أن نراعي في هذا جانب الشباب الذييخاف عليه من مخالطة أهل البدع فإننا قد استفدنا من تجاربطويلة ومريرة وقعت من شباب كانوا على منهج السلف فضلوا بمثل هذا الدعايات الظالمة التي لا يميز فيها المصلحة من المفسدة, وقد يراد من المفسدة والمصلحة ما يفسد دعوتهم أو يصلحها على حسب ما يعتقدونه هم لا على حسب شرع الله تبارك وتعالى انتهى.
وقال الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى في الجليس الصالح والجليس السوء (26-محاضرة مفرغة) : بعض الناس يكرر أن الهجر لأجل مصلحة المهجور فإذا لم يكن صلاح للمهجور فلا هجر ! هذا غير صحيح أبداً !!! فإن الهجر ينظر فيه إلى الجانبين, ينظر فيه إلى صلاح المهجور وإلى صلاح الهاجر, صلاح المهجور بعودته واستقامته على الحق ورجوعه إليه, وصلاح الهاجر, إذا لم يستطع إعادة هذا الإنسان إلى الحق فلا أقل من أن يسلم هو, وإذا لم يستطع عُذِرَ, أما إن هجر لمصلحة نفسه يكون ضعيفاً ويخشى أنه إن خالط هذا الشخص يأتيه بالشبه والتلبيسات التي يضل بسببها؛ فهو يريد السلامة لنفسه, فالسلامة رأس مال لا يعدلها شيء , فكيف يقال إنه فقط لأجل المهجور وإذا لم يكن يستفيد المهجور فلا هجر !!!! هذا غير صحيح ! وكتب السلف واضحة كلها بهذا , ترد على هذا القول وعلى صاحب هذه المقالة , فلا إفراط ولا تفريط .. انتهى .
وقد وقفت على كلمة جيدة في الرد على من يخصص الهجر بمصلحة المهجور فقط دون النظر لمصلحة الهاجر للشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحيم البخاري، وقد اختصرتها ما بين القوسين مع زيادة يسيرة جداً (( فالهجر عبادة دينية شرعية، والشرع كله مبني على المصالح ودرء المفاسد، والمصالح في هجر المبتدع متعددة الجوانب فهناك :
مصلحة دينية عامة من تحقيق العبودية لله ومن تحقيق الولاء للإيمان والمؤمنين والبراء من الكفر والكافرين والبدعة والمبتدعين . وتحقيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
مصلحة خاصة : وهي على قسمين :
مصلحة تعلق بالمهجور ومصلحة تتعلقبالهاجر
المصلحة المتعلقة بالهاجر : إن خشي على نفسه الفتنة فله أن يهجر كل من يخشى على نفسه من مخالطه وهذا الذي يسمي ماذا بالهجر الوقائي .
والمصلحة المتعلق بالمهجور : أن يهجره ليردعه عن باطله ولينفر الناس عنه حتى لا يتابعوه على ضلاله وليرجع للحق .
فالحلبي وأمثاله من التراثيين يدندن فقط على مصلحة المهجور ونسي أو تناسى وجهل أو تجاهل بقية أنواع الهجر .
ثم لو تأملت كلام العلماء في هجر أهل البدع ومراعاة مصلحته في الهجر تجد أن مرادهم إذا كان المهجور ينتفع بالنصيحة ويرجى قبوله للحق وإلا لو كان معانداً داعياً إلى ضلاله فهم يرون الهجر وجوباً .
فالقاعدة الشرعية ” أنه إذا تعارضت المصلحة الخاصة مع المصلحة العامة قدمت المصلحة العامة”
وقد يسقط الهجر للعجز عنه لكن ليس من كل الوجوه لا يسقط من كل الوجوه إنكارك بقلبك وهجرانك لبدعته هذه لازم ليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان وهذا من الهجر يجب أن تقوم به ديانةً ولا يجوز لك أن يتخلف عنك هذا ومعلوم أن الأمر يسقط مع العجزوعدم القدرة .
فالهجر الكلي يكون بالتحذير والانفصال التامين .
والهجر الجزئي يكون بترك الكلام والسلام ولا يشترط فيه التحذير
ويستخدم الهجر الجزئي عند الضعف أو عند عدم القدرة أو عند وجود مانع شرعي ما هو مانع دنيوي مادي أعطوك صاروا سلفيين تركوك صاروا خلفيين
لابد أننفرق بين الإيقاع وبين الأمر : الإيقاع لا يشترط فيه القوة ومن شرط ذلك فقط غلط
وهذا المعنى يستعمل في أهل البدع وأهل الفسق والفجور )) انتهى .
الثاني : أن موقف السلف من قبل الإمام أحمد : من الصحابة ومن بعدهم ممن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا : ثابتٌ في هجر أهل البدع والتحذير والتنفير منهم مع اختلاف الأزمنة .
قال الشيخ العلامة زيد المدخلي حفظه الله في العقد المنضد الجديد في الإجابة على مسائل في الفقه والمناهج و التوحيد (1/209) : الحذرمن مجالسة أهل البدع أو مجالستهم ومدافع عنهم …وهكذا يتعين الحذر من كل صاحب فسق مجاهر و مبتدع داع إلى بدعته. ورحم الله الفضيل بن عياض حيث قال :لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة.
و قال أيضا : ” من جلس مع صاحب بدعة فاحذره , آكل عند اليهود و النصارى أحب إلي من أن آكل عند صاحب بدعة .
قلت :و ما ذلك إلا لشدة خطر البدع و المبتدعين في كل زمان ومكان أعاذنا الله من زيغهم وانحرافهم و هدى الله الجميع إلى سواء السبيل… انتهى
الثالث : أن موقف الإمام أحمد من هجر أهل البدع وبالأخص الرافضة واحد ثابت لم يتغير، وأقواله وأفعاله مشهورة متواترة عنه .
بل كانت له مواقف مع من خالف الحق ولو كان من العلماء المحدثين والفقهاء، وقد سبق نقل موقفه من الكرابيسي كما نقله ابن هانئ النيسابوري في مسائله (2/154رقم1865) عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال : ” أخزى الله الكرابيسي لا يجالس ولا يكلم ولا تكتب كتبه ولا نجالس من جالسه، وذكره بكلام كثير ” انتهى
والكرابيسي كان من العلماء الفقهاء المحدثين لكنه خالف منهج السلف في مسألة اللفظ فحذر منه الإمام أحمد مباشرة ونهى عن مجالسته ومجالسة من يجالسه .
وموقفه من الإمام علي بن المديني معروف مشهور .
وبهذا يظهر أن الهجر كله مصالح وأن الإمام أحمد لم يجامل ويداهن على حساب دينه كصنيع الحلبي .
وأما رمي الحلبي لبعض المشايخ السلفيين بعدم حسن الفهم لموقف الإمام أحمد مع داود الظاهري، ومحاولته لتصويرهم في صورة التناقض والتخالف مع منهج السلف الصالح فهذا من سوء أدبه الذي تعودنا عليه، ولا يستغرب من مثله، وقد ظهر أن أقوال العلماء وأفعالهم متمشية متوافقة مع منهج السلف الصالح .
ولكن نقول للحلبي أنت وقعت في أمرين معاً :
الأول : سوء الفهم للنصوص الشرعية والآثار السلفية .
والثاني: سوء القصد حيث لويت أعناق النصوص؛ لتخرج منها بنتيجة تجويز مجالسة أهل البدع والأهواء فالله وحده حسيبك .
وسيأتي إن شاء الله بيان فقه قصة الإمام أحمد مع داود الظاهري .
علق الحلبي على قول العلامة ربيع المدخلي (وَلاَ أَعْرِفُ أَحَداً مِنَ العُلَماءِ قَالَ لِي: أَنْتَ تُجَالِسُ أَهْلَ البِدَع! وَلاَ أَحَدٌ رَدَّ عَلَيَّ مِنَ العُلَمَاءِ فِي هَذا الأَمْر)
بقوله (ص30) في الحاشية رقم (1) (( مع أن الشيخ عبيد الجابري سدده الله ذكر في الموقف الحق من المخالف بعض المبتدعة بأسمائهم ثم قال : ” … مع أني أشهدكم : لو أرادوا زيارتي ما مكنتهم من زيارتي والله لا يدخلون بيتي إن شاء الله – مستعد أن أمكن حمير آبائهم ولا أمكنهم من زيارة بيتي !!! )) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يحاول ضرب أقوال العلماء بعضها ببعض، متلاعباً بعقول القراء، موهماً لهم أن هذا الكلام بينه تناقض ! وإنما التناقض في عقل الحلبي الركيك أو في مقصده الفاسد .
– فليس بين كلام الشيخ ربيع المدخلي والشيخ عبيد الجابري تخالف أو تناقض، ولكن كما سبق تقريره، فلكلٍ مقامه ولكلٍ ما يناسبه .
– فمن كان يرجى قبوله للحق يناصح ويبين له الحق، ومن عرف عنه التلاعب والغموض والإصرار على الباطل يهجر .
– وكلام الشيخ عبيد الجابري كان في مقام من ظهر منه التلاعب وعدم قبول الحق حتى حذَّر منه العلماء لا فيمن ترجى توبته وقبوله للحق .
– وكلام الشيخ عبيد الجابري واضح لكن الحلبي حذف منه جملاً تظهر خلاف مراده، ولم يشر إلى الحذف تدليساً وتلبيساً !!! وإليك نص كلامه كاملاً: فقد قال الشيخ عبيد الجابري ( …. مَع أَنَّهُأُشْهِدُكُم لَو أَرَادُوا زِيَارَتِي مَا مَكَّنْتُهُم مِنْ زِيَارَتِي، وِاللهِلاَ يَدْخُلُون بَيْتِي إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَاللهِ أُبْغِضُهُم فِي ذَاتِاللهِ وَلا أُبَالِي هَذَا دِينٌ أَدِينُ اللهِ بِهِ فَلَو اسْتَزَارُونِي مَازُرْتُهُم وَلَو طَلَبُوا زِيَارَتِي فِي بَيْتِي وَاللهِ مَا مَكّنتُهُم،مُسْتَعِدّ أَنْ أُمَكِّنَ حَمِيرَ آبائِهِم وَلاَ أُمَكِّنهم مِنْ زِيَارَةِ بَيْتِي انتهى .
والعجيب أنك يا حلبي نقلت كلاماً للشيخ عبيد فيه أنه لا مانع من مناصحة أهل البدع إذا كانت النصيحة تفيدهم وتؤثر فيهم إلا أنك لم تستفد منه أو أردت التلبيس حيث قلت فيما سميته بـمنهج السلف الصالح (ص283) حاشية رقم (1) ( قالَ الشيخُ عبيدٌ الجابريُّ -وَفَّقَهُ الله- في «أصولٌ وقواعِدُ في المنهجِ السَّلَفِيِّ»:
«النصيحةُ لها حدٌّ محدودٌ؛ فالشّخصُ المبتدعُ: إذا رأيتَ أنَّ قُرْبَكَ يُؤَثِّرُ فيه، ويكسرُ حِدَّتَهُ في البِدعة، ويقرِّبُهُ إلى السَّلَفِيَّةِ: فعليكَ به؛ كُن معه.
لكنْ؛ إذا لم يكنْ نُصحُك نافعاً له، ولا مُفيداً؛ فانفُض يديك منه، ثم -بعد ذلك- عامِلْهُ بما يستحقُّ: قد يُهجَر، وقد لا يُهجَر، ولكنَّهُ يُحَذَّرُ مِن أفكارِه.
هذا أمرٌ راجعٌ إلى (قاعدةِ النَّظَر في المفاسدِ والمصالحِ) المترتِّبةِ على ذلك». انتهى
وإليك جواباً واضحاً للشيخ عبيد الجابري في تأكيد ما سبق حيث سئل كما في ضوابط معاملة السني للبدعي (1-2) : ما حكم مخالطة وبالأخص مجالسة أهل البدع والأهواء من الإخوان والتبليغ والحزبيين على نوعَيهم المكفّرون وغير المكفرون. نعم؟
فأجاب حفظه الله تعالى : يجب على السني أن يفاصل أهل البدع وأن يبتعد منهم وأن يحذرهم، هذه القاعدة العامة في أهل البدع سواء كانوا مكفّرين أو غير مكفرين، لكن مناصحة أفراد من أهل البدع سواء كانوا إخوانيين أو تبليغيين أو سروريين، تبليغيين أو غيرهم، مناصحة أفراد منهم جُرِّب نفعها وعلى هذا فإنه في مجالسة أهل الأهواء التفصيل الآتي:
أولا: عدم مجالسة الجماعة المتميزة في أهل البدع وعدم مخالطتهم في مراكزهم ومنتدياتهم.
ثانيا: جواز مخالطة عدد يسير منهم جرب أنهم يستفيدون من المجالسة.
ثالثا: إذا كان هذا المجالس وهذا المخالط من العَلَم أو من الأعلام في السنة فإنه يجب أن يبتعد منهم ولا يأتيهم، حيث تجمعاتهم لأن يغتّربه كثير من الناس، إذا جلس إليهم الرجل العلَم في السنة المعروف بالذب عن السنة ومناصرتها فإنهم أهل البدع يلبّسون به ويتكسبون به، يلبسون به على الناس ويغرون به الناس ويتكسبون به وفي مخالطته إياهم تنفى الصبغة الشرعية، فلهذا نقول لا يجوز له، لكن إنسان أقل منه ليس بمشهور لا مانع أن يخالط قلّة قليلة يستزيرهم أو يزورهم ليبذل النصح لهم فإذا جرّب النفع وظهرت الثمار واستبان لهم الحق يستمر معهم، وإلا فليرفع يديه عنهم وليتركهم ولا يدوم معهم مداومة يتقوَّون بها، المعروف أن أهل البدع سواء كانوا قليلين أو كثيرين إذا داوم السني معهم الخلطة فإنه يغتر به غيره، وهم يتقوون به، هم يتقوون به، نعم هذا هو الأصح. انتهى.
وقال الشيخ عبيد الجابري في جناية التمييع على المنهج السلفي :
السؤال السابع:يمضي بعض الناس السنين والشهور في منا صحة أهل الأحزاب كالإخوان المسلمين والتبليغ مع مجالستهم، والحجة لمناصحتهم،فهل هذا كان عليه عمل السلف؟
فأجاب حفظه الله تعالى بقوله : المناصحة لابد أن تنتهي إلى شيءوهي إما قبول المنصوح نصيحة الناصح ورجوعه إلى الحق وسلوكه سبيل المؤمنين وانتهاج السنة; أو العناد والإصرار، لابد أن تنتهي إلى شيء، وهذا الأمر لا يستدعي التطويل أبداً، بل يظهر في جلسات هذا في الغالب، وإنمالوساغ التطويل فهونادر في حق أناس يظهر منهم اللين ويظهر منهم شيء من القرب، لكن عليهم غبش، فهؤلاءيحتاجون إلى شيء من التعاهد، أما مجالسة جميع أهل أهواء أو في مجلس يغلب عليه أهل أهواء، مجالسة ممازجة ومخالطة يعني على الدوام فهذا ليس عليه عمل السلف فيما علمناه حتى الساعة انتهى .
وبهذا ظهر أنه لا تناقض بين أقوال العلماء ومنهج السلف الصالح .
وأورد الحلبي كلام الشيخ العلامة ربيع المدخلي (30) : ” … وَانْظُرُوا إِلَى الأَعْدَاءِ فَرِحين! فَإِنَّ الدَّعْوَةَ السَّلَفِيَّةَ تَوَقَّفَت، وَضُرِبَت… ))
فعلق عليه الحلبي في الحاشية رقم (2) بقوله :
(( نعم والله فلم يبقَ للسلفيين شغل شاغل إلا تجريح بعضهم بعضاً فآلوا {كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً})) انتهى .
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يتهم السلفيين عموماً – كما هو ظاهر كلامه وقد سبق ما يؤيد هذا الظاهر من كلامه مع رده في الحلقة السابعة – بأنهم أهل تجريح حتى آل الأمر بعد أن بدعوا غيرهم إلى أن رجع بعضهم إلى بعض فجرح بعضهم بعضاً …
– وكلام العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى في مخالفة بعض المنتسبين للمنهج السلفي لمنهج السلف، ووقوعهم في أمور أضرت بالدعوة السلفية بخلاف ما يوهمه كلام الحلبي من حمل كلام الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى على غير مراده حيث حمله على معنى أن الشيخ ربيع المدخلي يذم السلفيين الذين يردون على من خالف الحق متعمداً ولو كان سلفياً، ولا شك أن هذا من تحميل الكلام ما لا يحتمله ومواقف الشيخ ربيع المدخلي وأقواله شاهدة بخلاف هذا المعنى قال الإمام ربيع السنّة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه في المحجّةالبيضاء في حماية السنّة الغرّاء : إذا جرح العالم الناقد من يستحق الجرح ببدعة، وحذر من بدعته؛فهذا من أهل العدل والنصح للإسلام والمسلمين، وليس بظالم، بل هو مؤدٍ لواجب.
فإن سكت عمن يستحق الجرح والتحذير منه فإنه يكون خائناً، غاشاً لدين الله وللمسلمين فإن ذهب ذاهب إلى أبعد عن السكوت،من الذب والمحاماة عن البدع وأهلها فقد أهلك نفسه، وجَرَّمن يسمع له إلى هوة سحيقة، وأمعن بهم في نصر الباطل ورد الحق .وهذه من خصائص وأخلاق اليهود، الذين يصدون عن سبيل الله وهم يعلمون انتهى .
– وهذه الآية للحلبي منها نصيب في منهجه الجديد ! فهو الذي تغير وتبدل، وسيأتي مزيد بيان لمطابقة حال الحلبي بما جاء ذمه في الآية .
أحمد بن عمر بازمول
الثلاثاء بعد الفجر
6 / شعـ8ـبان / 1430هـ
صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي
الحلبي | الحلقة
الثامنة عشرة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثامنة عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي والتي سأكمل فيها بإذن الله تعالى مناقشة الحلبي في الملاحظة الخامسة وهي (( الثناء والتمجيد لأهل البدعويصفهم بالموحدين فهو وإن لم يذكرهم بأسمائهم إلا أنه معروف عنه الدفاع عنهم والثناء عليهم في مجالسه وفي أشرطته من أمثال محمد حسان والمأربي والمغراوي وغيرهم )) .
ولا أطيل عليك أخي القارئ فإليك البيان من كلام الحلبي مع مناقشته بالحجة والبرهان :
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص69) : (ونحنُ -في هذا البابِ- مع كُلِّ داعٍ للسُّنَّةِ، وناصرٍ لمنهجِ السَّلَفِ -ولو أخطأ!- على مِثْلِ ما قال الإمامُ ابنُ القيِّم -رحمهُ اللهُ- في «بدائع الفوائد» (2/649-650) -لمَّا بيَّن صفاتِ أهل العلمِ والإيمانِ-
«هُم إلى اللهِ ورسوله مُتحيِّزون، وإلى مَحْضِ سُنَّتِهِ مُنْتَسِبُون.
يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ أنَّى توجَّهَتْ رَكائبُهُ، ويستقرُّونَ معه حيث
استقرَّتْ مضارِبُهُ.
لا تستفزُّهم بَدَواتُ آراء المُخْتَلِفِين، ولا تُزَلْزِلُهم شُبُهاتُ المُبْطِلِين؛ فهُم الحُكَّامُ على أربابِ المقالات، والمُمَيِّزونَ لِـما فيها مِن الحقِّ والشُّبُهات.
يردُّونَ على كُلٍّ باطِلَه، ويُوافقونَهُ فيما معه مِن الحقِّ؛ فهم في الحقِّ سِلْمُهُ، وفي الباطلِ حَرْبُه.
لا يميلون مع طائفةٍ على طائفةٍ، ولا يَجْحَدُونَ حقَّها لِـمَا قالَتْهُ مِن باطِلٍ سِواه.
بل هُم مُمْتَثِلون قولَ الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [المائدة:8].
فإذا كان قد نهى عبادَهُ أن يحملَهم بُغْضُهُم لأعدائِهم على أن لا يعدلوا عليهم -مع ظُهورِ عداوتِهم، ومخالفتهم، وتكذيبِهم لله ورسولِه-؛ فكيف يسوغُ لِـمَنْ يدَّعِي الإيمانَ أنْ يحملَهُ بُغْضُهُ لطائفةٍ مُنْتَسِبَةٍ إلى الرسولِ تصيبُ وتُخطِئ على أن لا يعدلَ فيهم، بل يُجَرِّدُ لهم العداوةَ وأنواعَ الأذى؟!
ولعلَّهُ لا يدري أنَّهُم أَوْلَى بالله ورسولِه، وما جاء به مِنه -عِلماً، وعملاً، ودعوةً إلى الله على بصيرة، وصَبْراً مِن قومِهم على الأذى في الله، وإقامةً لحُجَّةِ الله، ومعذِرةً لِـمَن خالفَهم بالجَهْلِ!-.
لا كَمَن نَصَبَ مقالةً صادرةً عن آراءِ الرِّجال، فدَعا إليها، وعاقَبَ عليها، وعادَى مَن خالَفَها بالعصبِيَّةِ وحَمِيَّةِ الجاهليَّة».
… (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)؟! ) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يعظم نفسه وينزلها فوق درجتها وهذا واضح في مواضع من كتابه، وهنا من قوله (ونحن …) .
– والحلبي يزعم أنه يعمل ويتعاون مع كل داعٍ للسنة وناصر لمنهج السلف، ولو أخطأ، وهذا ليس على إطلاقه فإن الخطأ إذا كان غير متعمد ولم يصر عليه أو يعاند فهذا لا يؤثر خطؤه على مكانته مع رد الخطأ . لكن إن كان الخطأ صدر منه وعاند وأصر عليه فإن هذا لا ينفعه كونه ناصراً للسنة وداعياً لمنهج السلف في مسائل أخرى ويدل عليه موقف الإمام أحمد رحمه الله تعالى من الكرابيسي ومن أهل السنة الذين تابعوه، قال أبو جعفر محمد بن الحسن بن بدينا سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فقلت : يا أبا عبد الله ، أنا رجل من أهل الموصل ، الغالب على أهل بلدنا الجهمية ، وفيهم أهل سنة نفر يسير محبوك ، وقد وقعت مسألة الكرابيسي فأفتنتهم، قول الكرابيسي : لفظي بالقرآن مخلوق ، فقال لي أبو عبد الله : « إياك! إياك! إياك! إياك! وهذا الكرابيسي ، لا تكلمه ، ولا تكلم من يكلمه ، أربعاً مراراً ، قلت : يا أبا عبد الله فهذا القول عندك ما يتشعب منه يرجع إلى قول جهم ؟ قال : « هذا كله قول جهم » . أخرجه الحربي في رسالة في أن القرآن غير مخلوق (36رقم3) وابن بطة في الإبانة (1/329رقم129-الجهمية) والخطيب في تاريخ بغداد (8/65) .
– ثم يقال للحلبي : هل هؤلاء الذين تدافع عنهم من أمثال عرعور والمغراوي والمأربي ومحمد حسان والحويني هل هؤلاء من الناصرين للمنهج السلفي ! ألا تتقي الله في أقوالك !؟ ألا تستحي من العلماء السلفيين وطلاب العلم الذين يعرفون حالهم وحالك معهم، فوصفك لهم بأنهم دعاة للسنة وناصرون لها من المغالطة والكذب الصراح .
– وأما كلام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى فقد كان كلامه في سياق الرد على طائفتين من أهل البدع في مسألة المحبة والإرادة في أفعال الرب سبحان الله وتعالى وعدم التفريق بينهما ثم ذكر قول أهل السنة الحق الوسط الخيار ثم قال : وهذا بَيِّن بحمد الله عند أهل العلم والإيمان مستقر في فطرهم ثابت في قلوبهم يشهدون انحراف المنحرفين في الطرفين وهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء بل هم إلى الله تعالى ورسوله متحيزون … انتهى
فهل أنت يا حلبي لست لهؤلاء ولا لهؤلاء من أهل البدع !
ومن رد الحلبي على الحلبي :
ما نقله الحلبي في كتابه المسمى بــمنهج السلف الصالح (ص63) :
قَالَ الشَّيْخُ عُبَيد الجَابِرِي -وَفَّقَهُ المَوْلَى- فِي «أُصُول وَقَواعِد فِي المَنْهَجِ السَّلَفِيّ»:
«إِنْ كَانَ هَذا المُخالِفُ أُصُولُهُ سُنَّةٌ، وَدَعْوَتُهُ سُنَّةٌ، وَكُلُّ مَا جَاءَ عَنْهُ سُنَّةٌ: فَإِنَّ خَطَأَهُ ُرَدُّ، وَلاَ يُتابَعُ عَلَى زَلَّتِه، وَتُحْفَظُ كَرامَتُه.
وَإِنْ كَانَ ضَالاًّ مُبْتَدِعاً، لاَ يَعْرِفُ لِلسُّنَّةِ وَزْناً، وَلَمْ تَقُمْ لَهَا -عِنْدَهُ- قَائِمَةٌ، مُؤَسِّساً أصُولَهُ عَلى الضَّلالَة: فَإِنَّهُ يُرَدُّ عَلَيْهِ كَمَا يُرَدُّ عَلى المبتدعة الضُّلاَّل، وَيُقَابَلُ بِالزَّجْر، وَالإِغْلاَظ، وَالتَّحْذِير مِنْه؛ إِلاَّ إِذَا تَرَتَّبَ مَفْسَدَةٌ أَكْبَرُ عَلَى هَذا التَّحْذِير» ..
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص112-115) عند كلامه عن خبر الثقة والتشكيك فيه بتفلسفه : (( وَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ سَمِعْتُ الطَّعْنَ وَالغَمْزَ بِبَعْضِ أَهْلِ العِلْم، أَوْ طُلاَّبِ العِلْم -مِن بعضِ أفاضِل المشايخ!-؛ فَلَـمَّا كُنْتُ أَتَثَبَّتُ وأَسْتَعْلِمُ؛ يَكُونُ الجَوابُ: (حَدَّثَنا فُلاَنٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ)! -أو نحو هذا الكلامِ-!
ثم إذا به : بلا خطام ! ولا زمام !!
وقد قيل قديماً :
فما آفة الأخيار إلا غواتها وما آفة الأخبار إلا رواتها
… فكيف إذا اجتمعا .
وكم – وكم – عانينا – وغيرنا – من أهل التحريش والتشويش !! البلاء تلو البلاء !!….
وَلَقَدْ حَصَلَ مَرَّةً -أَمَامِي- شَيْءٌ مِنْ ذَلِك -مِنْ قِبَلِ (بعض الناس!) -؛ فكان اتِّهَامٌ -مِنْهُ- لِبَعْضِ مَنْ أَعْرِفُ بِالسُّنَّةِ وَالسَّلَفِيَّةِ -مُنْذُ سِنِين-؛ حَيْثُ قال -فيه-: إنَّهُ تَكْفِيرِيٌّ!!! وَأَنَّهُ يَجْتَمِعُ مَعَ التَّكْفِيرِيِّين -وَذَكَرَ اسمَ واحد منهم !
فَاتَّصَلَ بِي -بَعْدُ- بِقَدَرِ الله- هَذَا الَّذِي اتُّهِمَ تَكْفِيرِيًّا -نفسُهُ-؛ فَسَأَلْتُهُ -مُعاتِباً – عَن اجْتِمَاعِهِ مَع (فُلاَن) التَّكْفِيرِيّ ؟!
فَقَال: «وَاللَّـهِ؛ لاَ أَعْرِفُ فُلاناً، وَلَمْ أَسْمَع بِهِ؛ فضلاً عن أنْ ألْتَقِيَ بِه»!
…….
فَأَيْنَ هُوَ ذَاكَ (الثِّقَةُ) -إِذَن-؟!
وما حَدُّ (الثِّقَة)؟!
بَلْ مَا حَالُهُ؟!
وَمَا مآلُهُ؟!
ومن ذا تعلم حجم الجناية التي يرتكبها (البعض) ممن يشار إليهم بالبنان ! في هدم أهل السنة الأعيان، ونقض ما هم عليه من بنيان ! بتبديعهم بلا برهان بل ثقة بأهل الزور والبهتان في بعض الأحيان !!)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يرمي العلماء السلفيين الأتقياء الورعين بأنهم يقبلون الغيبة والنميمة من الفساق أو المجهولين ليس في عامة الناس ولكن في أهل العلم وطلاب العلم، ولا شك أن هذا قدح في دينهم وأمانتهم وفي عقولهم أيضاً . وكفى بهذا الكلام قبحاً وعدم خشية لله أن يسلط لسانه في ثلب السلفيين ورميهم بالفواقر ! في الوقت الذي يدافع فيه عن أهل البدع والأهواء بالأيدي والحوافر !
– والحلبي يدعي أن العلماء يقبلون خبر الثقة، وهو في الحقيقة خبر لا سند ولا أصل له، وهذا عجيب؛ لأن قول العالم (حدثنا فلان وهو ثقة) إسناد ونسبة الخبر لناقله فهذا من الزمام والخطام بخلاف من ينسب القول لشخص ولم يسنده فهذا الذي يقال فيه خبر بلا زمام ولا خطام، وهذا يعرفه صغار طلبة الحديث .
– والحلبي يزعم أن بعض المشايخ السلفيين عندهم من البطانة من يستحق أن يوصف بأنه غاوٍ ضال، وأن الأخبار التي تصل المشايخ السلفيين رواتها غير مقبولين . فرمى طلاب العلماء بهذا الوصفين القبيحين !!! ولا شك أن هذا سوء أدب منه، وقدح غالٍ منه، لا يستغرب من أمثاله ممن يريد أن يدافع عن نفسه ويلصق التهم بغيره، وقد سبق في الحلقة (الثامنة) رد هذه الفرية وكشف زيفها، وبيان أن المشايخ السلفيين إنما يلتف حولهم طلاب العلم الثقات ويعتمدون على من عرفوا صدقه وأمانته، وأنهم لا يقبلون منهم إلا بالحجة والبرهان، فمن أخبرهم منهم بخبر وقفوا على مصدره، وسألوا عن ألفاظه ومن شهده منهم كما هو معلوم مشهور عنهم .
وقول الحلبي (فَاتَّصَلَ بِي -بَعْدُ- بِقَدَرِ الله- هَذَا الَّذِي اتُّهِمَ تَكْفِيرِيًّا -نفسُهُ-؛ فَسَأَلْتُهُ -مُعاتِباً – عَن اجْتِمَاعِهِ مَع (فُلاَن) التَّكْفِيرِيّ ؟!
فَقَال: «وَاللَّـهِ؛ لاَ أَعْرِفُ فُلاناً، وَلَمْ أَسْمَع بِهِ؛ فضلاً عن أنْ ألْتَقِيَ بِه»!)
أقول : وقول الحلبي (وَلَقَدْ حَصَلَ مَرَّةً -أَمَامِي- شَيْءٌ مِنْ ذَلِك -مِنْ قِبَلِ (بعض الناس!)انتهى .
في النسخة المتداولة القديمة (( وَلَقَدْ حَصَلَ مَرَّةً -أَمَامِي- شَيْءٌ مِنْ ذَلِك -مِنْ قِبَلِ -بَعْضِ أَفَاضِلِ المَشَايِخ-؛ )) .
وهذا يدل على أن مقصود الحلبي بهذه التهمة بعض المشايخ السلفيين لا بعض الشباب السلفي .
ثم عادة أهل البدع عدم الاعتراف ببدعتهم بل يتهمون من نقل قولهم بأنه كذب عليهم فهاهو معبد الجهني يكذب من نقل عنه قوله في القدر كما أخرج عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (2/416رقم911) والعقيلي في الضعفاء (4/218) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/323-324) من طريقين عن طاووس أنه قال لمعبد الجهني أنت الذي تفتري على الله فقال له معبد يكذب علي ” .
– والقصة التي ذكرها الحلبي التي صدرت من بعض الناس، فلا ندري – إن صدق الحلبي في القصة – من هو هذا البعض، وهل مثله يتحمل المشايخ تبعته ! ولا ندري من هو الذي يعرفه الحلبي بالسنة فقد عهدناه يزكي من ليس أهلاً للتزكية بل يزكي المبتدعين والمنحرفين والتكفيريين كما سيأتي فمثله لا يعتمد قوله .
– ولماذا لا يكون هذا الذي اتصل هو الكاذب لا سيما وهو يخالط أهل الأهواء ويتأكل بدينه في خدمتهم !
– والإمام أحمد بن حنبل لما جاءه داود الظاهري وأخبره بأنه تاب لم يقبل منه، واعتمد قول الإمام محمد بن يحيى الذهلي. قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى : من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآنأو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف.
ومثال ذلك ماجاء عن ابن عمر – رضي الله عنه – حين سئل عن القدرية قال : (( فإذا لقيت أولئكفأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني )) رواه مسلم
قال شيخ الإسلامرحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (1/254) : طريقة السلف والأئمةأنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل. ويراعون أيضا الألفاظ الشرعية , فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً . ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه.
ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة أيضاً , وقالوا : إنما قابل بدعة ببدعة ورد باطلاً بباطل …
وقدم داودالأصبهاني الظاهري بغداد وكان بينه وبين صالح بن أحمد حسن , فكلم صالحا أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه , فأتى صالح أباه فقال له : رجل سألني أن يأتيك . قال : مااسمه ؟ قال : داود. قال : من أين ؟ قال : من أهل أصبهان , قال : أي شئ صنعته ؟ قالوكان صالح يروغ عن تعريفه إياه , فما زال أبو عبد الله يفحص عنه حتى فطن فقال : هذاقد كتب إليَ محمد بن يحي النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني . قال : يا أبت ينتفي من هذا وينكره , فقال أبو عبد الله : محمد بن يحي أصدق منه , لاتأذن له في المصير إلي تاريخ بغداد (8/374) انتهى .
وقول الحلبي (فَاتَّصَلَ بِي -بَعْدُ- بِقَدَرِ الله- هَذَا الَّذِي اتُّهِمَ تَكْفِيرِيًّا -نفسُهُ-؛ فَسَأَلْتُهُ -مُعاتِباً – عَن اجْتِمَاعِهِ مَع (فُلاَن) التَّكْفِيرِيّ ؟!)
في النسخة القديمة المتداولة زيادة فَاتَّصَلَ بِي -بَعْدُ- بِقَدَرِ الله- هَذَا الَّذِي اتُّهِمَ تَكْفِيرِيًّا -نفسُهُ-؛ فَسَأَلْتُهُ -مُعاتِباً غاضِباً- عَن اجْتِمَاعِهِ مَع (فُلاَن) التَّكْفِيرِيّ ؟!))
فما أدري لماذا حذف الحلبي قوله (مغاضباً) !
ولماذا يستنكر الحلبي على بعض المشايخ السلفيين غضبه لله عز وجل .
– وقول الحلبي (فَأَيْنَ هُوَ ذَاكَ (الثِّقَةُ) -إِذَن-؟!
وما حَدُّ (الثِّقَة)؟!
بَلْ مَا حَالُهُ؟!
وَمَا مآلُهُ؟!)
أقول : يشكك الحلبي في الثقات من السلفيين لأنهم أخبروا بما ثبت عندهم وما سمعوا ورأوا من أفعال وأقوال المخالفين فلا أدري ما موازينه ومقاييسه التي يسير عليها إذا شكك في أخبار الثقات !!
ولا أدري هل الحلبي ينفي وجود الثقة أو يشكك في الثقات !
وهل وصل به الحال لدرجة أنه أصبح لا يفرق بين الثقة الصادق العدل، وبين غير الثقة أم أنه يريد أن يصل إلى التشكيك في أخبار الثقات العدول؛ ليحمي أهل البدع من الطعن فيهم بالحق والعدل، ويحمي نفسه من المؤاخذة على المخالفات الشرعية التي يقع فيها .
ولا أدري لأي أمر يريد أن يصل به الحلبي .
والعجيب أن الحلبي لا يقبل أخبار المشايخ الثقات فيمن يزكيهم من أهل البدع .
فيحق لنا نحن أن نسأل الحلبي من الثقة عندك !
والعجيب أن الحلبي قَبِلَ خبر المتهمين بالتكفير حيث قلت (فَاتَّصَلَ بِي -بَعْدُ- بِقَدَرِ الله- هَذَا الَّذِي اتُّهِمَ تَكْفِيرِيًّا -نفسُهُ-؛ فَسَأَلْتُهُ -مُعاتِباً – عَن اجْتِمَاعِهِ مَع (فُلاَن) التَّكْفِيرِيّ ؟!
فَقَال: «وَاللَّـهِ؛ لاَ أَعْرِفُ فُلاناً، وَلَمْ أَسْمَع بِهِ؛ فضلاً عن أنْ ألْتَقِيَ بِه»!)
فما أدري أي ميزان من العلم يسير عليه الحلبي !!
خاصة وأن الحلبي يزكي من ليس أهلاً للتزكية !!
وقد سئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى في رد شبهات المائعين والذب عن السلفيين (رقم3 ) : من هو الثقة ؟ حيث صار بعض المائعين يردد أن الثقة ليس له وجود وأن إخواننا السلفيين يدورون بين الكذابين والمتروكين والمغفلين ؟
فأجاب حفظه الله تعالى بقوله : الذي يقول هذا من أهل البدع والضلال والأهواء ومن المحاربين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال : لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم . قال الإمام أحمد : إن لم يكن أهل الحديث فلا أدري من هم. فإذا لم يكن أهل الحديث الآن وأهل السنة والمنهج السلفي هم الثقات العدول الصادقون فمن غيرهم الروافض ؟!! الخوارج ؟!! المعتزلة ؟!! الأحزاب الضالة ؟!! من هم القاديانية ؟!! هؤلاء أهل ضلال .
وأنا أوصي الشباب السلفي أن يلتزموا بمنهج السلف ويثبتوا عليه ويتحلوا بالصدق في حال الرضا وفي حال الغضب وعلى كل حال. قيل لحفص بن غياث ألا ترى أهل الحديث وما هم فيه قال : هم خير الناس .
وأنا اعتقد أن السلفيين هم خير الناس عقيدة ومنهجاً وعبادة وأخلاقاً رغم أنوف الحاقدين والطاعنين والمفترين انتهى .
– وقول الحلبي ( ومن ذا تعلم حجم الجناية التي يرتكبها (البعض) ممن يشار إليهم بالبنان ! في هدم أهل السنة الأعيان، ونقض ما هم عليه من بنيان ! بتبديعهم بلا برهان بل ثقة بأهل الزور والبهتان في بعض الأحيان !!)) انتهى
أقول : الحلبي يصف من بدعهم أهل السنة السلفيون : بأهل السنة الأعيان .
بل قال الحلبي (ص189) : ( إنما كلامنا لدعاة السنة الأصحاب ) انتهى
بينما يصف أهل السنة السلفيين بأنهم ظلمة بل يعتمدون على أخبار الكذبة والفجرة من أهل الزور والبهتان، وحتى يعمل لنفسه مخرجاً قال (في بعض الأحيان) وهذا خلاف ما نعرفه وما نشاهده من مواقف أهل العلم السلفيين فلا يعتمدون إلا على الثقات ولا يؤاخذون إلا بما ثبت عندهم وصح بلا مدافع بخلاف ما ترميهم به أيها الحلبي عاملك الله بما تستحق !!!
قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي في ( الموقف الصحيح من أهل البدع): ابن عمر لمَّا بلغه أن قوماً يتقفرون العلم ويقولون أن لا قدر، قال: أبلغهم أنني منهم بَراء، وأنهم مني بُرءاء، لم يفتح ملف وتحقيقات وإلى آخره كما يفعل الآن أهل البدع، يقذفون الناس ظلماً وعدواناً، فإذاثبت لك شيء من ضلالهم وتكلمت وحذرت منه قالوا: ما يتثبت، نعوذ بالله من الهوى ولو يأتي ألف شاهد على ضال من ضلالهم لا يقبلون شهادتهم، بل يسقطونها، ألف شاهد عدل،على ضال من ضلاَّلهم لا يقبلون شهادته؛ فضيعوا الإسلام وضيعوا شباب الإسلام بهذه الأساليب الماكرة نسأل الله العافية .
ابن عمر لما أخبره واحد، و الثاني يسمع فقط؛ صدقه لأنه مؤمن، عدل،وثقة، وديننا يقوم على أخبار العدول، من قواعده قبول أخبار العدول، فإذا نقل لك الإنسان العدل كلاماً فالأصل فيه الصحة، ويجب أن تبني عليه الأحكام، وحذر الله من خبرالفاسق، فإذا إنسان معروف بالفسق وجاءك بخبر لا تكذبه، تَثَّبَت؛ لأن هناك احتمالاًأن يكون هذا الفاسق في هذا الخبر صادق، تَثَّبَت لا بأس، أما الآن العدل تلو العدل، والعدل تلو العدل يكتب ويشهد ما يُقبل كلامه، ويَنقل كلام الضال بالحروف ما تقبل شهادته، يقولون حاقد، فهذه من الأساليب عند أهل البدع و الفتن في هذا الوقت- نسأل الله العافية- لا يعرفها الخوارج، ولا الروافض، ولا أهل البدع في الأزمان الماضية،وجاءوا للأمة بأساليب وقواعد ومناهج وفتن ومشاكل وأساليب؛ إذا جمعتها –والله – مايبقى من الدين شيء، إذا جمعت أساليبهم وقواعدهم لا يُبقون من الإسلام إلا ما شاء الله، ومنهاأخبار العدول يريدون أن يسقطوها، ومنهج السلف في نقد أهل البدع يسقطونه بطرق خبيثة، يسموها بالعدل والموازنة بين السيئات والحسنات إلى أخره، وإذا أخذت بهذا المنهج صار أئمتنا كلهم فاسقين، غير عدول، ظالمين، فَجَرَة على هذا المنهج الخبيث … . انتهى
ومن رد الحلبي على الحلبي ما نقله الحلبي في منهجه (ص140) عن شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (1/547) أنه قال : أهل السنة يخبرون بالواقع ويأمرون بالواجب فيشهدون بما وقع ويأمرون بما أمر الله ورسوله انتهى .
وقول الحلبي (وقد قيل قديماً :
فما آفة الأخيار إلا غواتها وما آفة الأخبار إلا رواتها)
أقول : نقول للحلبي من قال قديماً قال نفسه :
وكن خير راو غير غاو بثمرها … تريك مقاليد المعالي هداتها
فما آفـــــة الأخيار إلا غواتها … وما آفة الأخبار إلا رواتها
فكيف إذا اجتمعتا فيك !
وأما أهل السنة الأعيان عند الحلبي فهم جماعة من المبتدعة والمنحرفين عن المنهج السلفي وسأورد لك أيها القارئ الكريم كلام الحلبي الذي ينص فيه على أسماء هؤلاء الأعيان ثم أنقل لك بعدها جملة من كلام أهل العلم فيهم :
قال الحلبي في جلسة له : …. الأخ محمد حسان؛ أخونا الشيخ محمد حسان .
وأخونا الشيخ أبو إسحاق الحويني
فأنا أقول: هؤلاء سلفيون أقولها بمليء فمي هؤلاء سلفيون ليسوا تكفيريين وليسوا قطبيين ولا يخالفوننا في أولياء الأمور ولا يتكلمون في الطعن بعلماء أهل السنة … انتهى
وسئل الحلبي عن أبي إسحاق الحويني ومحمد حسان ويعقوب ؟
فكان من جوابه : هؤلاء الحقيقة أنا أقول وأعلنها بوضوح وصراحة أنهم وخاصة أبو إسحاق وبالدرجة الثانية الأخ محمد حسان أنهم سدوا ثغرة وبينوا للناس شيء من العقيدة وبينوا للناس السنة، لكن وقعوا في أمور ووقعوا في أخطاء ووقعوا في أغلاط … انتهى
وقال الحلبي : محمد حسان قبل عشر سنوات شئنا أم أبينا ليس محمد حسان اليوم وقد فتحت الفضائيات وله جهود في نشر العقيدة والدعوة وله تأثير واضح في كل البلاد الإسلامية على الأقل في باب هداية عامة الناس وكما قلنا الدعوة السلفية ليست فقط دعوة التحذير من سيد قطب وإن كنا نحذر من سيد قطب وليست الدعوة السلفية هي دعوة التحذير من ابن لادن فقط وإن كنا نحذر من ابن لادن ليست هي الدعوة التحذير من التكفير فقط وان كنا نحذر من التكفير الدعوة
فمحمد حسان الآن وقد فتحت له الفضائيات ورزقه الله نشاطا ونرى عموم دعوته للعقيدة ولربط الناس بالكتاب والسنة وللنقل عن العلماء ابن باز والعثيمين والشيخ الألباني وتعظيمهم انتهى
قال الحلبي : (( نحن ننتقد أبا الحسن، وننتقد المغراوي فيما أخطأوا فيه، ونحن بيَّنَّا ما عندهم من ملاحظات … لكن قد تكون نقطة الخلاف أنَّنا مع ملاحظاتنا على أبي الحسن، وعلى المغراوي، وقد واجهناهما في بعض الأمر؛ أنَّنا لا نخرجهم من السلفية ))
وسئل الحلبي عن محمد حسان؟ وأبي إسحاق الحويني؟ وأبي الحسن المأربي؟ والمغراوي ؟
فقال : في كل واحد منهم بأنه سلفي
وسئل الحلبي عن المغراوي كما في تنبيه الفطين (67) : هل لا زلت تقول إنه سلفي ؟
فقال الحلبي : ولا زلت، ولا زلت … أما أن يقال تكفيري، والله أنا أعتقد أنه ليس تكفيري انتهى .
أعيان الحلبي من أهل السنة وكلام العلماء فيهم
مشايخ الأردن
قال الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى : هؤلاء معدودون من السلفيين؛ ولكن نقل عنهم أنَّهم يؤيدون أبا الحسن، ويؤيدون المغراوي، ويزكونهم، ومن يزكي المغراوي التكفيري ؛ فإنَّ عليه ملاحظات، ولا نستطيع أن نقول فيه أنَّه يؤخذ عنهم العلم . انتهى .
عدنان عرعور
قال الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى : عدنان عرعور يظهر منه أنه حزبي، ويأوي الحزبين، ويتكلم على السلف، ويريد جرح السلفيين، ويريد أن يقدح في السلفيين، لكنه يحامي عن المبتدعين انتهى .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى : هو أصلاًما هو بعالم هو جاء للمملكة – السعودية – مثل الحرفي أو محترف ثمَّ أظهر ما عنده … أنصح الشباب السلفي بمقاطعته وعدم حضوردروسههو وأمثاله انتهى .
وقال الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله تعالى : أَنا نَصيحَتي لكُم أنَّكُملا تَشتَغلُونَ بِكلامِه ولا بِقواعدِه ولا تَلتفتُونَ إلى ماعندَهُ، لأنَّ عندَه تخليط، وأنا سبقَ وأناِطَّلعتُ على شيءٍ من كلامِه وَرَأيتُ فيهِ كلاماً مَا يَصلح ولا يَنبَغي، ولهذاينبَغياجتنابُ يعني كلامه وعدمالاهتمَامِ والاشتغالِ بهِ،والإنسَان يَشتغل بِكَلامالعُلمَاء المحقِقين مثل أشرطَة الشيخ ابنُ باز والشيخ العُثيمين وأشرطَة الشيخالفَوزَان وأشرطَة الشَيخ عَبد العزيز آل الشيخ وغيرهم منَ المشَايخ المعتمدين والمأمون جانبهم . وأما الأخ عدنان عرعور فأنا سبق وأن اطلعت على شيء من كلامه ورأيت أنعنده تخليط ما يصلح أن يلتفت إليهولا أن يشتغل بكلامه، … والله ما ينبغي أن تحضروادروسه …. مادام أن هذا وضعه ما يصلح أن تحضر دروسه انتهى
وقال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى : ثبتعندنا أنّ عدنان عرعور هذا قطبيٌ محترق، وبضاعته في أوروبا وفي أمريكا – يعني فيالغرب – هي نشر فكر سيد قطب، ويعاونه في هولندا أحمد سلاّم، أظنه شامياً انتهى.
وقال الشيخ عبيد الجابري : الشيخ علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الشامي الأثري يزكيمن ليس أهلا للتزكية، بل يزكي ضُلالاً عُرِفَ ضلالهم، مثل عدنان عرعور …انتهى
محمد المغراوي
قال فيه الشيخ ابن عثيمين عن المغراوي : هذا رجل ثوري، هذا رجل ثوري … انتهى
وقال الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى : إنََّ الفكر الذي سجَّلهالمغراوي في هذه الوريقات؛ ما هو إلاَّ فكرٌ سروري ؛ تكفيري خارجي … للمغراوي … أخطاءتبين ارتباطه بالحزبيين المعاصـرين، وارتباط الحزبيين المعاصرين بالخوارج السابقين؛ الذين يكفرون المسلمين بالمعاصي، والبدع، ويخرجونهم من الإسلام بذلك، وبالتالييحكمون عليهم بالخلود في النار … اتَّضح بهذا أنَّ المغراوي تكفيري انتهى .
وقال رحمه الله تعالى أيضاً : الذي أعرفه عن محمد المغراوي أنه تكفيري، وأبوإسحاق الحويني كذلك، وهو من أصدقاء أبي الحسن ومناصريه انتهى .
وقال الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى : محمد المغراويالذي كُتِبَ في مخالفاته لمنهج السلف ثلاثة كتب حيث بَيَّنَت هذيانه بالتكفير والردة والعجول والحكم على كثير من المصلين الحاجين لبيت الله الحرام المكثرين منهذه العبادات بأن ما عندهم شعرة من الإسلام وبُيِّنَت له مخالفات أخري … انتهى
وسئل فضيلة الشيخ الوالدربيع بن هادي المدخلي : يقولون يعني مثلاً الشيخ أباالحسن والشيخ علي حسن ما داموا يزكون المغراوي فنحن نأخذ بقولهم ؟
فأجاب حفظه الله تعالى بقوله : اسمع لا قيمة لتزكيتهم والجرح واضح … انتهى
وقال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى : مخلط الرجل ما يصلح بارك الله فيك !الرجل مخلط !
المغراويهداه الله قد أصبح يخلط أخيراً؛ لأنه في الحقيقة أضر به اتصاله بإحياء التراثالقطبية واتصاله بالحركيين في السعودية عندنا انتهى .
أبو الحسن المأربي
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى :
– لو تمكن من دعوةأهل السنة في اليمن لبطش بها.
– حذروا من أبي الحسن … أخشى على الدعوة من أبيالحسن .
– دعوا عنكم أبا الحسنفوالله لو قد اشتد ساعده ما بالى بأحـد ولو خالف أهـل السنّة جميعاً فدعوه عنكم فلنيضر الدعوة ولن يضر الله شيئاً..
– .. أبوالحسن داهية يستعمل الذكاء لا الزكاء ويجعل له خطوة إلىالخلف .
– هذا الرجل سيفرقدعوة أهل السنّة انتهى .
وقال الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى : بناءً على الأخبار المؤكدة التي بلغتناعن أبي الحسن المصري المأربي من إعلانه للبدع وإثارته الفتن في اليمن ورميه للسلفيين بأنهم حدادية ودفاعه عن المبتدعة كسيد قطب والمغراوي وغير ذلك مما لايتسـع المقام لبسطه فإني أُؤيد هجره والتحـذير منه ومنعه من التدريس حتى لا يتأثر الآخرون ببدعه وبالله التوفيق انتهى
وقال في الفتاوى الجلية (2/70) : قد تقرر عندي مؤخراً أن أبا الحسن مبتدع ! وهذا ما أدين الله به وأقرره وبالله التوفيق انتهى .
قال الشيخ عبدالله الغديان حفظه الله تعالى لما سئل عن بعض أقوال أبي الحسن المأربي في الصحابة : هذا رجل مفتون، وقليل أدب وسفيه ” .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى : اتركوا هذا الرجل وادعوا إلى منهج أهل السنة والجماعة انتهى .
وسئل الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى عمن يقول : إن الأصل في محمد حسان وأبي إسحاق الحويني وأبي الحسن المصري : الأصل فيهم أنهم سلفيون ؟
فأجاب حفظه الله تعالى: مَن قال الأصل إنهم سلفيون؟!
الأصل فيهم أنهم من الإخوان، وتربية الإخوان.
والله أنا أرى أنهم مبتدعة؛ لأنه أصله ما هو سلفي بارك الله فيك انتهى .
وقال الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى : داعية فتنة وملبس ، شر أهل البدع “.
أبوالحسن من شر أهل البدع وأتباعه من شر الأتباع، إنه ماكر وخبيث وكذاب ودسيسة.. تلك الأصول التي انضم بها إلى ركب أهل الأهواء .
على كل حال نحن عرفناأبا الحسن ظالماً ومخالفاً لمنهج السلف وثائراً على السلفيين هذا في الحقيقة معاند شديد العناد ويرفق عناده بحروب وفتن .. كثير التلبيس والتأويلات الفاسدة
…ولقدوجدنا أبا الحسن خرّج أُصولاً وأنشأ أُصولاً فاسدة في الذب عن أهل البدع…انتهى
وقال الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله تعالى : هذا الرجل متلاعب انتهى .
وسئل الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى كما في محاضرة الجليس الصالح والجليس السوء (ص16رقم2) هذا يقول ما قولكم في أبي الحسن المأربي وما نصيحتكم لمن لا يزال يدافع عنه ويلتمس له الأعذار ؟
الجواب: هذا عجيب ! هذا الرجل لو كان هذا الكلام الآن يأتي في أول أمره , لقلت ربما الأمور لا تزال ملتبسة , أما الآن فربما تكون عند السائل , الله أعلم , أما أنا فأقول : إن كثيرا من إخواننا السلفيين قد عرفوا حال هذا الرجل , بل هو الآن مع الجماعات الحزبية كلها , ويقول ويقول، ويقول, مما هو مسجل في أشرطته , وهذا بالأمس كان يُنْكِره ثم جاء به اليوم بلسانه , فنسأل الله العافية والسلامة , الأمور التي كان يُنْكِرها بالأمس على أصحاب الدعوات الحزبية , هو الآن يقولها ويبررها لأصحابها ويلقي فيها المحاضرات , بل ويزور هذه الجماعات والجمعيات الحزبية إن في اليمن أو غيرها , فهذا رجل ضل بعد هدى وضل بعد علم , وأنا أعرفه لا يستح من الكذب , فالشاهد هذا حاله ومن لم يرد الله به الخير فما نملك نحن له شيئا , نسأل الله العافية والسلامة وأقاويله الأخيرة المسجلة في اليمن أطلبوها لا تأخذوها مني أطلبوها في أشرطته المتأخرة ترون هذا الكلام تسمعونه فيها , نسأل الله السلامة والعافية انتهى .
– وقال حفظه الله تعالى :
– نحذِّر من هذاالرجل في أنحاء المعمورة لأنه إخواني المنهج …
– أقول إن هذا الرجل بناءً على كلامه هذا زائغٌ منحرفٌ عن الطريق السلفي ….. وأنصح إخوتيالذين يبلغ إليهم صوتي في أنحاء المعمورة كلها بأنه لا يجوز لهم أن يجلسوا مع هذاالرجل ولا يجوز لهم أن يسمعوا لهذا الرجل ولا يجوز لهم أن يدافعوا عن هذا الرجل ولايجوز لهم أن يستمعوا إليه في أشرطته لأنه والله قد ضلل على كثير من الناس …
… فالرجل عنده لسَن وعنده مغالطات أوتي علماً ولم يؤتفهماً وأوتي ذكاءً ولم يؤتَ زكاءً..انتهى .
وقال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى : هذا الرجل إخواني لعاب مكّار مدسوس في دعوة أهل السنة في اليمن .
…إن الرجل ليس من أهل السنة في منهجه، فمنهجه فاسد والذي أتيقنه من حال الرجل أنه إخوانيٌّجلد ماكر لعاب مدسوس بين مشايخ السنّة وطلاب العلم في اليمن حتى يفرق كلمتهم ويجعلهم أحزاباً وشيعاً..
ولهذا كانت منا المفاصلةوالمقاطعة والحذر منه والتحذير منه وهجره حتى يتوب.. انتهى
أبو إسحاق الحويني
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى : عبدالرحمن عبد الخالق، وأبي إسحاق الحويني، هذان يُعتبران من المبتدعة انتهى .
قال الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى : الذي أعرفه عن محمد المغراوي أنه تكفيري، وأبوإسحاق الحويني كذلك، وهو من أصدقاء أبي الحسن ومناصريه انتهى .
وقال الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى : أنا من سنوات ما أجيب، أريد أن أتريث في أمره،أريد أن أناقشه، أرسلت له مناصحات، لكن كما هو، ما يزداد إلا بعداً عن المنهج السلفي وتلاحمًا مع القطبيين، فهذا حاله، هذا حاله الآن، هو يدعي أنه من أهل السنّة ويقترب من أهل البدع، ويعاشرهم، ويتلاحم معهم انتهى .
وسئل الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى عمن يقول : إن الأصل في محمد حسان وأبي إسحاق الحويني وأبي الحسن المصري : الأصل فيهم أنهم سلفيون ؟
فأجاب حفظه الله تعالى: مَن قال الأصل إنهم سلفيون؟!
الأصل فيهم أنهممن الإخوان، وتربية الإخوان.
والله أنا أرى أنهم مبتدعة؛لأنه أصله ما هو سلفي بارك الله فيك انتهى .
وقال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى : أسمع من الثقات أنه مع جمعية إحياء التراث الحركية السياسية، وغيرها من أهل الأهواء، ولا أعرف له وجهًا ونصيحة للسلفيين !!! هذا قولي فيه انتهى
وسئل الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي : ما قولكم في الشيخ أبي إسحاق الحويني،وهل تنصحون بسماع أشرطته ودروسه؟
فأجاب حفظه الله تعالى : أقول : لا ! لا يُنصح بسماعأشرطته ولا بدروسه انتهى .
محمد حسان
سئل الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى عمن يقول : إن الأصل في محمد حسان وأبي إسحاق الحويني وأبي الحسن المصري : الأصل فيهم أنهم سلفيون ؟
فأجاب حفظه الله تعالى: مَن قال الأصل إنهم سلفيون؟!
الأصل فيهم أنهم من الإخوان، وتربية الإخوان.
والله أنا أرى أنهم مبتدعة؛لأنه أصله ما هو سلفي بارك الله فيك انتهى .
وقال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى : الرجل سفيه، وقح فاسد المنهج انتهى
ومن رد الحلبي على الحلبي :
قال الحلبي في محاضرته الجرح والتعديل أصول وضوابط :
(القاعدة الأولى) هي ( أن المتكلمين في الرجال لهم شروط وصفات ) وليس كل ذي قلم، أو أيُّ ذي لسان يحقّ له أن يتكلم في هذا العلم، أو أن يكون منه بسبب …. فليس الأمر مشاعا لكل أحد ؛ وإنما لا يقوم به إلا من اتصف بالصفات العالية، وكانت فيه الشروط الغالية .
إذن : أولصفات المتكلم في الرجال في هذا العلم أن يكون :
خلياً عن الأهواء
أن يكون ذاأمانة
أن يكون ذا علم
أن يكون ذا تأنٍ
أن يكون ذا بصيرة .
أنيكون ذا نظر دقيق، وفهم عميق؛ وإلا فإن كل نقص في هذه الصفات يكون نقصاً في : أحكامه، في أقواله انتهى.
أقول: هذه الصفات لا تتوفر في الحلبي .
ومن رد الحلبي على الحلبي :
موقف الحلبي من أبي إسحاق : فقد قال الحلبي في تقعيد وتأصيل من الشيخ الحلبي لمنهج الجرح والتعديل :
( إذا قالأبو إسحاق الحويني في محمد عبد المقصود وفوزي السعيد وربعهم من التكفيريين الجهلة الذين يطعنون بنا وبمشايخنا, ويتهموننا بالإرجاء قال إنهم علماء, فهذا يدل على جهله ويدل على ابتداعه, ويدل على أنه على وشك الخروج من السلفية التي لم يُعرف إلا بها ولن ندعوا له وننتصر له إلا بسببها, فإذا خرج منها وناوئ أشياخها وأهلها أبناءهافالحق والله أغلى منه وأغلى من ألف مثله, والله ناصر دينه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين) انتهى
وقال الحلبي : الأخ أبو إسحاق الحويني من إخواننا طلبة العلم الحديثي الذين كنا نتمنى لهم مستقبلاً واعداً ومشرقاً, وكان قد ذكره شيخنا في السلسلة الصحيحة واصفاً إياه مع آخرين بأنه من إخواننا الأقوياء في هذا العلم … لكن, أبى أبو إسحاق إلا أن ينقل نفسه من قائمة أهل الحديث ليضعها في قائمة الوعاظ والقصاص…وللأسف. فلم نرَ له ولم نسمع منه ولا عنه علماً حديثياً ولا عملاً إسنادياً منذ سنوات وسنوات ونراه يتنقل هنا وهناك ويكثر أشرطته ومجالسه لكن في الوعظ والقصص الذي قد يتقنه الجهلةأكثر من إتقان أهل العلم وطلبته له.
فنسأل الله أن يرده إلى أهل الحديث رداًسالماً إنه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين)) انتهى .
ثم تراجع الحلبي بأسلوب مضحك حيث قال :
قلت هذا قديماً ! بل قلت ما هو أشدمنه!! ولكن الظروف اليوم تغيرت ! وأحوال بعض الدعاة تغيرت أيضاً
وأهل السنةأعرف الناس بالحق وأرحمهم بالخلق . لقد جالسنا الشيخ أبا إسحاق قبل بضعةأشهر؛ ورأينا تغيراً إيجابياً عنده والفضل لله تعالى . فهل نصر على رأي لنا نرىخلافه في الواقع!؟ ولقد ذكرت لأبي إسحاق مواجهة ما نقلته عني هنا فيه! ورأيت أن وضعه الصحي أكبر جواب على إشكالنا…. فهو الآن في ظرف صحي لا يسمح له بأكثرمما يعطي:تدريساً ووعظاً . شافاه الله وعافاه )) انتهى
أقول : أبو إسحاق الحويني لم يتراجع عن باطله بل هو يزداد سواء عند أهل العلم لكن الحلبي يتلاعب في أحكامه جرحاً وتعديلاً حسب مصالحه لا المصالح الشرعية فالله حسيبه .
وما أدري أي أسلوب علمي رصين، وأي حجة وبرهان متين يستعمله الحلبي في كلامه على الناس تعديلاً وتجريحاً .
أترك الجواب للقارئ الفطين لا المسكين !
وقد سبق الرد على ثنائه عليهم وعلى جهودهم .
علق الحلبي في (ص114) الحاشية رقم (2) على قوله (فأين هو ذاك الثقة إذن) بقوله
(( وَهَذَا يَفْتَحُ لَنَا -لِزاماً- بَابَ التَّفْرِيقِ بَيْنَ (خَبَر الثِّقَة)، وَ(حُكْم الثِّقَة)!!
وَمَنْ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُما فَقَدْ غَلِطَ غَلَطاً شَنِيعاً…
فَهَلْ يَسْتَوِي خَبَرُ الثِّقَةِ عَن (فُلاَن) أَنَّهُ: (مَوْجُود)؛ كَالحُكْمِ عَلَى هَذا الـ (مَوْجُود)
بِأَنَّهُ (مُبْتَدِع)!!
فَكَيْفَ إِذَا تَعَارَضَ (حُكْم الثِّقَة) مَعَ (حُكْمِ ثِقَةٍ) -آخَرَ-؟!
وَمَا السَّبِيلُ إِذَا تَعَارَضَ (حُكْمُ الثِّقَة) مَعَ مَا يَعْرِفُهُ المُتَلَقِّي عَنْهُ الحُكْمَ مِنْ حُكْمٍ يُخَالِفُهُ؟!
هل كُلُّ ذلك سواءٌ؟!
لاَ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً…
ومِن أعْجَبِ ما رأيتُ -قريباً-: ردٌّ كَتَبَهُ بعضُ الصِّغار – هَدَاهُم اللهُ العَلِيُّ الجَبَّار- في هذه المسألةِ -وَغَيْرهِا!-مُشَرِّقاً ومُغَرِّباً!-، حاشداً -مِنْ ضِمْنِ ذَلِك- الأدلَّةَ (!) على (وُجوب قَبُول خَبَر الثِّقة)!
ويعلمُ (المِسْكِين!) والجزاء من جنس العمل ! أنَّ هذا ممَّا لا يَخْفَى على صِبْيان الكتاتِيب، وَلاَ يَحْتَاجُ مثلَ هَذَا الحَشْد العَجِيب!!
فأهلُ السُّنَّة -في هذا- على قولٍ مؤتلف -غيرِ مُختلِف-…
لكنَّهُ لمْ يُدْرِكْ – وأرجو أن يدرك – مَناطَ المسألةِ، وبُعْدَ غَوْرِها!!!
ولو تأمَّلَ هَذَا (النَّاقِدُ!) -مثلاً- كلامَ شيخِ الإسلام في «درء التَّعارض» (7/464):
«ومعلومٌ أنَّ (الحُكْمَ) بين النَّاسِ في عقائدِهم وأقوالِهم أعظمُ مِن الحُكْمِ بينَهم في
مَبايعِهم وأموالِهم»:
مَعَ ضَمِيمَةِ كَلاَمِ الإِمَامِ ابْنِ حَزْمٍ فِي «الإِحْكَام فِي أُصُولِ الأَحْكَام» (1/123-طَبْعَة زَكَرِيَّا عَلِي يُوسُف):
«وَلاَ يَصِحُّ الخَطَأُ فِي (خَبَرِ الثِّقَة) إِلاَّ بِأَحَدٍ ثَلاَثَةِ أَوْجُه:
1- إِمَّا تَثَبُّتُ الرَّاوِي، وَاعْتِرافُهُ بِأَنَّهُ أَخْطأ.
2- وَإِمَّا شَهَادَةُ عَدْلٍ عَلَى أَنَّهُ سَمِعَ الخَبَرَ مَعَ رَاوِيهِ، فَوَهِمَ فِيهِ فُلاَنٌ.
3- وَإِمَّا بِأَنْ تُوجِبَ (المُشَاهَدَةُ) أَنَّهُ أَخْطأَ»:
لَكَرَّ عَلَى مَقَالِهِ -كُلِّهِ- بِالرَّفْض، وَقَابَلَ مَا خَطَّتْهُ يَدَاهُ -جَمِيعَهُ- بِالنَّقْض!
لَكِنَّهُ الجَهْلُ وَالهَوَى…
وَمِنْ كَلاَمِ الإِمَامِ ابْنِ نَاصِر الدِّين الدِّمَشْقِي -رَحِمَهُ الله- فِي بَيَانِ شُرُوطِ المُتَكَلِّمِ فِي الرِّجَال- في «الرَّدّ الوافِر» (ص14):
«.. أَنْ يَكُونَ عَارِفاً بِالأَسْبَابِ الَّتِي يُجَرَّحُ بِهَا الإِنْسَان؛ وَإِلاَّ: لَمْ يُقْبَل قَوْلُهُ فِيمَن تَكَلَّم، وَكَانَ مِمَّن اغْتَابَ وَفَاةً بِمُحَرَّم» … )) انتهى .
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يسفسط في مسألة لا ينازعه فيها أحد ليصرف ذهن القارئ عن موطن الخلاف إلى موطن اتفاق ويجعل النزاع فيه . فخبر الثقة عن الشيء ليس كحكمه على الشيء : فالأول بابه النقل والثاني بابه الاجتهاد .
– والسلفيون من أكثر الناس تفريقاً في هذا الباب وإحكاماً لأصوله والناس فيه تبع لهم.
– والمشايخ السلفيون لمَّا يصدروا أحكامهم على الأشخاص والكتب والجماعات إنما يبنونها على ما ثبت لديهم من أخبار الثقات لا أحكام الثقات عندهم .
– فكم من راوٍ يقبل خبره، ولا يقبل رأيه واجتهاده فهذا أمرٌ مقرر معلوم عند أهل العلم .
– ونحن نطالب الحلبي أن يثبت لنا حكماً واحداً بناه المشايخ السلفيون – الذين يطعن فيهم – على أحكام الثقات لا أخبارهم .
– وفتح الحلبي قضية تعارض : حكم الثقة مع حكم الثقة ! ومعلوم أنه عند الاختلاف يترجح أحد الطرفين بالحجة والبرهان.
– لكن الحلبي أغلق على خبر الثقة الذي لا معارض له ! فلم يتعرض له .
– وأغلق على خبر الثقة الذي يعارضه المجروحون أمثاله فأيهما يقدم ! وهذا كما سبق ليصرف القارئ عن الحق وموطن النزاع !!!
– وسفسطته في حكم الثقة ومعرفة المتلقي عنه الحكم تقدم في قصة الإمام أحمد ما يرد عليه بها .
– وأما قولك (ومِن أعْجَبِ ما رأيتُ -قريباً-: ردٌّ كَتَبَهُ بعضُ الصِّغار ….)
أقول مراده بهذا البعض الشيخ سعد الزعتري وكتابه ( تنبيه الفطين لتهافت تأصيلات علي الحلبي المسكين )
والشيخ سعد الزعتري من إخواننا السلفيين والسلفي كبير والحزبي والمخالف للحق صغير كما قاله أهل العلم قال إبراهيم الحربي كما في شرح اعتقاد أهل السنة (1/85رقم103) للالكائي : الصغير إذا أخذ بقول رسول الله والصحابة والتابعين فهو كبير والشيخ الكبير إن أخذ بقول أبي حنيفة وترك السنن فهو صغير انتهى .
وقال البربهاري في شرح السنة (96رقم104) : إنما العالم من اتبع العلم والسنن، وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير العلم والكتب .
والشيخ سعد الزعتري ألزمك بظاهر كلامك، الذي يفهم منه ما أنكرته هنا، فالحلبي يقرر الشيء ثم ينفيه ويجادل ويماحل ولا يعلن ولا يعترف بخطئه كما هو متعود منه فبالأمس قال عن مسألة الجرح والتعديل لا أصل لها في الكتاب والسنة ثم قال خطأ لفظي ثم خطأ من رد عليه خطأه …..
وأنا أدعو القراء أن يقرؤا هذا الموطن من تنبيه الفطين (13-26) ويحكموا بالحق بينهما.
قال شيخ الإسلامرحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (1/254) : طريقة السلف والأئمةأنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل. ويراعون أيضا الألفاظالشرعية , فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً . ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه.
ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلىالبدعة أيضاً , وقالوا : إنما قابل بدعة ببدعة ورد باطلاً بباطل انتهى
فأنت لا تزال مسكيناً والجزاء من جنس العمل !
وليتأمل القارئ الكريم : كيف أن الحلبي يلمز ويطعن في السلفيين ! في الوقت الذي يكيل الثناء للمنحرفين المخالفين لمنهج السلف !!
وقوله (لكنَّهُ لمْ يُدْرِكْ – وأرجو أن يدرك – مَناطَ المسألةِ، وبُعْدَ غَوْرِها!!!)
في النسخة القديمة المتداولة (لكنَّهُ لمْ يُدْرِكْ -ولا أظنُّه سيُدْرِكُ- مَناطَ المسألةِ، وبُعْدَ غَوْرِها!!!)
أقول : هكذا متهكماً ساخراً من السلفيين في الوقت الذي هو أبٌ حنون على الحزبيين والمخالفين .
ثم إن الحلبي نقل كلام ابن حزم في طروء الخطأ في خبر الثقة وليس هو محل الخلاف والنقاش وإنما نقاشنا وخلافنا معه : أن الأصل في خبر الثقة هو القبول ويدل عليه قول ابن حزم في المحلى (1/51) : ليسَ في العالَم إلا عدْلٌ أو فاسقٌ. فحرم تعالى علينا قبول خبر الفاسق، فلم يبق إلا خبر العدل. وصحَّ أنَّه هو المأمور بقبولنذارته، وأمَّا المجهول فلسنا على ثقةٍ من أنَّه على الصفة التي أمر الله تعالى معهابقبول نذارته، وهي التفقه في الدين؛ فلا يحلُّ لنا قبول نذارته حتى يصح عندنا فقههفي الدِّين، وحفظه لما ضبط عن ذلك وبراءته من الفسق، وبالله تعالىالتوفيق انتهى
وما نقلته يا حلبي من قول لشيخ الإسلام مع ضميمة قول ابن حزم وابن ناصر الدين الدمشقي هو حجة عليك لا لك فهذا الذي يسير عليه أهل العلم وهذا الذي يقررونه ولكنك أنت مفترٍ على عباد الله .
فالعلماء السلفيون لا يحكمون إلا بالعدل، ويقبلون خبر الثقات إلا إن تبين لهم خطؤه فيردونه ولا يجرحون إلا بما يجرح مثله !
لكنك يا حلبي تريد أن تدعي أن بعض العلماء السلفيين فيه غفلة ولا يفرق بين خبر الثقة وحكم الثقة ! فيأخذون أحكام الثقات عندهم على أنها أخبار .
وهذه فرية قد سبق ردها فالله حسيبك في ظلمك وسوء أدبك مع العلماء السلفيين .
والعجيب أن الحلبي لا يقبل خبر الثقة ويرده فيمن عرف حاله وكشف عواره ممن خالط أصحاب البدع وقال بقولهم، فمثل هؤلاء لا يصح أن يعامل معاملة الثقة الذي ثبتت عدالته أصلاً، بل هو على أقل تقدير ممن لم تثبت عدالته، فهذا يعتمد في حقه الجرح المجمل على المختار، فما بالك بجرح مفسر ليس مع المعدل ما يدفعه به سوى السفسطة
ورد خبر الثقة يؤدي إلى إسقاط كلام الأئمة فيالجرح والتعديل، ويؤدي إلى العبث والتلاعب بأصل معتبر عند أهل العلم ألا وهو قبول خبر الثقة .
وعدم قبول خبره قاعدة للدفاع عن أهل البدع وضلالاتهم ولمحاربة أهل السنة الذين انطلقوا من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
ومنهج “لا يلزمني”، ومنهج “لا يقنعني”، يهدم هذا المنهج الذي لا يقوم الإسلام إلا به، ولا تقوم حياة في دينهم ودنياهم إلا به.
فعلى المسلمين وعلى السلفيين في كل مكان أن يعرفوا حقيقة ما عليه أهل الفتن الذين أصّلوا الأصول الهدّامة ويعرفوا أخلاقهم ودوافعهم وغاياتهم الخطيرة.
وعلى من انخدع بهم وبمكرهم وبأصولهم أن يتوب إلى الله، ويتمسك بالحق وبالمنهج، ويحترم أهل الحق والصدق والأمناء.
فإنّ أهل الباطل يضرونه ولن يغنوا عنه عند الله شيئاً.
وسأسوق لك أخي الكريم بعضاً من كلام العلماء في قبول خبر الثقة وما يتعلق به مما يرد به على الحلبي :
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى : بعض الدعاة يتهم داعية آخر فإذا قيل له في ذلك قال حدثني رجل معروف بعلمه وعدله فإذا قلت له تثبت قال التثبت فيما إذا كان الناقل فاسقاً فما رأيكم في هذا ؟
الجواب : هذا صحيح كلام صحيح ما حدث في الظاهر أنه إذا أخبرك رجل ثقة لاحاجة إلى التثبت لأن الله قال ” يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ” لكن قد يكون الإنسان ثقة ولكن له هوى فتضعف الثقة من هذه الناحية انتهى .
الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى
قال الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي في الفتاوى الجلية (2/33رقم5) : نرجو من فضيلتكم أن توضحوا لنا هذه الأمور: ما رأيكم في قول بعض الشباب أنا لا أقبل قول أي أحد أنَّ فلانًا منالناس مبتدع أو حزبي إلاَّ إذا كنت سمعت منه شخصيًّا ؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله : يقول الله تعالى: ﴿يَأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُواقَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ (الحجرات : 6)
ومقتضى هذا الأمر أنَّه يجب التبيُّن في خبرالفاسق.
أمَّا خبرالعدل، فإنَّه يؤخذ به، فكيف إذا كان المخبرون جماعةً، ومن خيرة المجتمع، وأعلاه وأفضله علمًا وعدالةً، فإنَّه يجب، ويتحتم الأخذ به، ومن ردَّه فإنَّما يردُّه لهوىفي نفسه؛ لذلك فهو مدان، ويعتبر حزبيًّا بِهذا الرد، فهو يلحق بِهم، ويعد منهم، وبالله التوفيق انتهى .
الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى
سئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى في رد شبهات المائعين والذب عن السلفيين (رقم2) : ما منهج السلف في مسالة قبول خبر الثقة ؟
فأجاب حفظه الله تعالى بقوله : منهج السلف والقرآن والسنة على قبول خبر الثقة ووجوب بناء الأحكام عليها إذا كان اثنان يشهدان على أن فلان قتل فلان فعلى الحاكم أن يحكم بالحكم الشرعي وهو القصاص منالقاتل . وتثبت عقود النكاح بشهادة رجلين ثقتين وتثبت عقود المعاملات والديون وغيرها بناء على شهود عدلين ثقتين أو رجل وامرأتان. فهؤلاء يخربون قواعد الشريعةويصادمون نصوص الكتاب والسنة بأقوالهم الضالة المضلة.والمعتزلة هم الذين كانوايشترطون التعدد في الرواة أما أهل السنة فلا انتهى .
سئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى في رد شبهات المائعين والذب عن السلفيين (رقم5) : ما هو رأيكم فيمن يقول إننا لا نأخذ جرحاً من عالم متأهل لذلك في رجل حتى يبين لنا أدلته ويفسر الجرح وإلا فيرمى به، فهل هذا طريقةالسلف أم يكتفون بأنه إذا قال فيه أحمد جهمي أو مبتدع فينشرونه بين الناس؟
فأجاب الشيخ حفظه الله تعالى بقوله: إذا كان هذا الرجل مثل عدنان عرعور وأمثاله فيقبل فيه الكلام بدون سؤال،وإذا كان المتكلم فيه مثل الألباني وابن باز وممن اشتهرت عدالتهم وطار في العالمصيتهم النظيف فهؤلاء لا يقبل فيهم الكلام ولا يقبل فيهم الجرح. وإذا أخطؤا في شيءمعين فإننا ندرك أن العالم مهما بلغ من الثقة والعدالة والأمانة لابد أن يخطئ وإذاكان الكلام في خطأ حصل منه فهذا ننظر ونتأمل إن وجدنا الأمر كما قالوا قبلناوقلنا أخطأ وله أجر . أما أن يرمى بالبدعة والضلال فلا نقبل من أحد أبداً .
أماهؤلاء الفجرة أمثال عدنان عرعور لا يقبل فيهم الكلام من العلماء العدول ؟ !!
يقبل فيهم ولا يبحث عن شيء أبداً وإذا جرح عالم شخصاً ولم يعارضه عالم مثله في هذا الشخص فالواجب قبول جرحه.
وإذا لم نأخذ به لا تقوم الحقوق لا تقوم حراسة الدين ولا غيره . فهؤلاء يريدون أن يضيعوا الإسلام وقواعده وأصوله الثابتة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم انتهى
سئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى في رد شبهات المائعين والذب عن السلفيين (رقم6) : هل يلزم الرجل أن يقبل نقل الثقة وحكمه أم نقله فقط ؟
فأجاب حفظه الله تعالى : خبر الثقة الأصل فيه القبول إلا إذا خالف العدول كما في الروايةالشاذة، وأما الأصل فيه القبول ولا يجوز تكذيب المسلم ورد ما عنده من الحق . وإذاما سلكنا هذا المنهج لأبطلنا كثيراً من شرائع الإسلام .
لو جلس رجل يعلمني من الكتاب والسنة, لو قال لي قال رسول الله في صحيح البخاري كذا أكذبه ؟! لا . لمايقول لي فلان مبتدع أقول لا ؟!
هذا المذهب الذي يسموه بالتثبت مذهب كاذب . التثبت الذي لا يريد الوصول للحقيقة وإنما يريد رد الحق فيرد الحق ولا يتثبت فيتخذ هذه حجة وليس ممن يتثبت ليصل إلى الحق والحقيقة وإنما ليرد الحق.
ولهذا نراهم يردون أخبار متواترة من علماء أجلاء تتخذ فتواهم وأحكامهم وأخبارهم ويردونها بهذا المعول الذي ظاهره معول إسلامي وهو معول هدام ومعول شيطاني انتهى
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بازمول
يوم الاثنين
الموافق 19/شعـ 8 ـبان
1430هجرية
من تلبيسات الحلبي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أما بعد :
فمن تلبيس الحلبي في ثنائه على أهل البدع استدلاله في ثنائه عليهم بأنَّ لهم تأثيراً على العامة !
هكذا استدل الحلبي بالتأثير على العامة دون الالتفات إلى سلامة المنهج والمعتقد ! ودون الالتفات إلى كونهم على علم وحق أم لا ؟
فالعبرة عند أهل العلم السلفيين بالعلم الشرعي، لا بمجرد التأثير، والقدرة على جذب الناس، قال الشيخ ابن عثيمين كما في وصايا وتوجيهات لطلاب العلم (364) لسليمان أبا الخيل ” الواجب أن تنظروا إلى العلم؛ لأن العلم هو الأصل، وأما القدرة على التأثير وعلى الدعوة فهذا باب آخر، فكم من إنسان جاهل في ميزان أهل العلم يعني في علم الشريعة لكن عنده قوة تأثير حينما يتكلم بوعظ أو ما أشبه ذلك، فالواجب على الإنسان أن لا يأخذ دينه إلا ممن هو أهل للأخذ منه، كما قال بعض السلف : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم” ولا يكفي الإنسان أن يكون قوي الحجة عظيم البيان، فالواجب أن ينظر إلى ما عنده من العلم وما عنده من السلوك” انتهى .
وقال الشيخ صالح الفوزان في ظاهرة التبديع والتفسيق (73) : لا يجوز تعظيم المبتدعة والثناء عليهم، ولو كان عندهم شيء من الحق؛ لأن مدحهم والثناء عليهم يروج بدعتهم، ويجعل المبتدعة في صفوف المقتدى بهم من رجالات هذه الأمة. والسلف حذرونا من الثقة بالمبتدعة، وعن الثناء عليهم، ومن مجالستهم، والمبتدعة يجب التحذير منهم، ويجب الابتعاد عنهم، ولو كان عندهم شيء من الحق، فإن غالب الضُلاَّل لا يخلون من شيء من الحق؛ ولكن ما دام عندهم ابتداع، وعندهم مخالفات، وعندهم أفكار سيئة، فلا يجوز الثناء عليهم، ولا يجوز مدحهم، ولا يجوز التغاضي عن بدعتهم؛ لأن في هذا ترويجاً للبدعة، وتهويناً من أمر السنة، وبهذه الطريقة يظهر المبتدعة ويكونون قادة للأمة – لا قدَّر الله – فالواجب التحذير منهم” انتهى
وأمَّا زعم الحلبي بأن أهل البدع الذين أثنى عليهم سلفيون !!! فقد بيَّنْتُ في الحلقة الثامنة عشرة وفي غيرها من الحلقات بأن هذا من تلاعب الحلبي وتغييره للحقائق !
فالله وحده حسيبه .
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بازمول
صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي
الحلبي | الحلقة
التاسعة عشرة والأخيرة
لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة التاسعة عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي وهي الحلقة الأخيرة – بحمد الله تعالى – والتي سأكمل فيها بإذن الله تعالى مناقشة الحلبي في الملاحظة الخامسة وهي (( الثناء والتمجيد لأهل البدع ويصفهم بالموحدين فهو وإن لم يذكرهم بأسمائهم إلا أنه معروف عنه الدفاع عنهم والثناء عليهم في مجالسه وفي أشرطته من أمثال محمد حسان والمأربي والمغراوي وغيرهم )) .
ولا أطيل عليك أخي القارئ فإليك البيان من كلام الحلبي مع مناقشته بالحجة والبرهان :
1- قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص139-140) :
(المسألة الحادية عشرة : بين العقيدة والمنهج) :
” وخلاصة القول بعدالإشارة إلى وجود الاختلاف السني المذكور في ضبط الفرق بين العقيدة والمنهج : المنهج سياج العقيدة وحصنها المنيع، فلو حصل أن أحداً كان ذا عقيدة سلفية في نفسه ولكنه منحرف في منهجه حزبياً كان أم غيره، فإن الشيء الأقوى فيه منهجاً أو عقيدة هوالذي سيسيطر عليه، ويؤثر فيه بحيث لا يستمر كما يقال في حالة انعدام الوزن التي يعيشها.
فإما أن يؤثرمنهجه على عقيدته فيؤول مبتدعاً مكشوفاً .
وإما أن تؤثرعقيدته على منهجه فيصبح سلفياً معروفاً.
وإن الأخيرةلأحب إلينا من الأولى ولذلك ندعو ونجد ونصبرونتصبر).
أقول مستعيناً بالله تعالى :
التفريق بين المنهج والعقيدة واعتبار أن المنهج لا يؤثر إذا صحت العقيدة هو : أحد التأصيلات التي اعتمد عليها الحلبي في منهجه الجديد في تزكية أهل البدع والمنحرفين وقد منَّ الله عليَّ بهدمه في الحلقة الأولى من صيانة السلفي وبيان ضلاله وانحرافه عن الحق فاقرأه غير مأمور !
2- قال الشيخ العلامة المدخلي في نصيحته التي نقلها الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص250) (( وَإِنَّ الشِّدَّةَ -الَّتِي نَشَأَتْ هَذِهِ الأَيَّام- لَيْسَتْ مِن السَّلَفِيَّةِ في شَيْءٍ.
والدَّلِيلُ: أَنَّهَا صَارَتْ سِهَاماً مُسَدَّدَةً إِلَى نُحُورِ دُعَاةِ السُّنَّةِ -بِحَقٍّ-، وَيَسْعَى أَهْلُهَا إِلَى إِسْقَاطِ هَؤُلاءِ الدُّعَاةِ، وَإِبْعَادِهِمْ عَن سَاحَة الدَّعْوَةِ؛ بِحُجَّةِ أنَّهُمْ مُمَيِّعُونَ))
فعلق الحلبي على قول الشيخ ربيع (مميعون) حاشية رقم (3) بقوله :
((وَهِيَ الَّتِي نُرْمَى بِهَا -اليَوْم!- مِنَ (البَعْضِ!)- بِسَبَبِ مُخالَفَتِنَا (الاجْتِهادِيَّة) فِي عَدَمِ الحُكْمِ عَلَى بَعْضِ الأَعْيَانِ -مِن (أهل السُّنَّة) المواقعين لبعض الخطأ، أو البدعة- بِأًَنَّهُم مُبْتَدِعَة!!
وإذْ نَفْعَلُ ذلك -أحياناً-؛ فمِن باب الرِّضا بالسَّلامةِ، وَاحْتِمَالِ الخطأِ -وَلَوْ بالعفوِ-!
ورحِمَ اللهُ الإمامَ الليثَ بنَ سعدٍ -القائلَ-: «إذا جاء الاختلافُ أخَذْنَا فيه بالأحوَطِ» -كما في «جامع بيان العلم» (1696)-.
و«استعمالُ التَوَقِّي أَحْوَطُ مِن فَرَطات الأقدام» -كما في «أدب المفتي والمستفتي» (1/12)
-لابنِ الصَّلاح-.
وهذانِ النصَّانِ يُنَزَّلاَنِ فيما إذا تساوت الحُجَجِ، ولم يظهر الراجحُ؛ فكيف إذا ظَهَرَ الراجحُ، ثُمَّ أُلْزِمَ صاحبُهُ بنقيضِه!!؟؟
وانظُر فائدةً حولَ (الاحتياط) في «زاد المعاد» (2/196)، وإغاثة اللهفان (1/162) والروح (ص256) .
وَقَارِنْ بِمَا تَقَدَّمَ (ص94).
فَأَيْنَ ذاكَ الغُلُوّ: مِنْ مَنْهَجِ السَّلَف ذي السَّدادِ والعُلُوّ؟!
وَاللَّـهِ، وَتَاللَّـهِ، وَبِاللَّـهِ: لَيْسَ هَذا مِنْ مَنْهَجِ السَّلَفِ فِي شَيْءٍ.
وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ بَيِّنَةٌ علميَّة، أو حُجَّةٌ شرعيَّة أَنَّ مُخالَفَةَ أَحَدٍ لِأَحَدٍ فِي الحُكْمِ عَلَى سُنِّيٍّ وَقَعَ فِي بِدْعَةٍ: أنَّهُ -بِذا- يُبَدَّع!! فلْيأْتِنا بها؛ وَنَحْنُ لِلْحَقِّ مُذْعِنُون ولأنواره منقادون .
وَلَيْسَ بَيْنَنا وَبَيْنَ الحَقِّ عَدَاوَة -وَاللهُ يَشْهَد-، وملائكتُهُ يشهدون… )) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي أورد كلام الشيخ العلامة ربيع المدخلي والذي يرد به على الحدادية الذين يرمون الأبرياء من السلفيين بالتمييع، ونزل الحلبي نفسه منزلة السلفيين الأبرياء ونزل السلفيين الصادقين النصحاء الأمناء منزلة الحدادية الذين يرمون الأبرياء ! وقد سبق في الحلقة رد هذه الفرية التي يلصقها الحلبي بالسلفيين .
– ومراده بـ(البعض) بعض المشايخ السلفيين كما سبق بيانه من الحلقة (الخامسة إلى الحلقة التاسعة) .
– والحلبي يزعم أن رميه بالتمييع بسبب الاختلاف بينه وبين المشايخ السلفيين في الحكم على بعض الأشخاص : هو يراهم من أعيان أهل السنة وقعوا في خطأ أو بدعة ! والسلفيون يرونهم مبتدعة منحرفين .
– ويزعم الحلبي أنه يرى تزكيتهم وعدم تبديعهم (مِن باب الرِّضا بالسَّلامةِ، وَاحْتِمَالِ الخطأِ -وَلَوْ بالعفوِ-!).
أي حتى لا يقع في غيبتهم والقدح فيهم !
فلا أدري ما هذا التصوف الذي يقع فيه الحلبي ! وما قاده لمثل هذا الورع البارد في سبيل الدفاع عن أهل البدع والأهواء، فقد سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان ” لقد تفشَّى بين الشّباب ورعٌ كاذبٌ، وهو أنهم إذاسمعوا النّاصحين من طلبة العلم أو العلماء يحذّرون من البدع وأهلها ومناهجها،ويذكرون حقيقة ما هم عليه، ويردُّون عليهم، وقد يوردون أسماء بعضهم، ولو كان ميِّتًا؛ لافتتان الناس به، وذلك دفاعًا عن هذا الدّين، وكشفًا للمتلبّسين والمندسّين بين صفوف الأمّة؛ لبثِّ الفرقة والنّزاع فيها، فيدَّعون أنّ ذلك من الغيبة المحرَّمة؛ فما هو قولُكم في هذه المسألة ؟
فأجاب حفظه الله تعالى : الحمد لله القاعدة في هذا التّنبيه على الخطأ والانحراف، وتشخيصُه للناس، وإذا اقتضى الأمر أن يصرَّحَ باسم الأشخاص، حتى لا يُغتَرَّ بهم، وخصوصًاالأشخاص الذين عندهم انحراف في الفكر أو انحراف في السّير والمنهج، وهم مشهورون عند الناس، ويُحسِنون بهم الظّنّ؛ فلا بأس أن يُذكَروا بأسمائهم، وأن يُحذَّرَ منهم.
والعلماء بحثوا في علم الجرح والتّعديل، فذكروا الرُّواة وما يُقالُ فيهم من القوادح، لا من أجل أشخاصهم، وإنما من أجل نصيحة الأمة أن تتلقّى عنهم أشياءفيها تجنٍّ على الدِّين أو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالقاعدة أولاً أن يُنَبَّهَ على الخطأ، ولا يُذكرَ صاحبُه، إذا كان يترتَّب على ذكره مضرَّةٌ، أو ليس لذكره فائدة، أمّا إذا اقتضى الأمر أن يصرَّحَ باسمه لتحذير الناس منه؛ فهذا من النّصيحة لله وكتاب ورسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم، خصوصًا إذا كان له نشاط بين الناس، ويحسنون الظّنّ به، ويقتنون أشرطته وكتبه، لا بدّ من بيان وتحذير الناس منه؛ لأنّ في السُّكوت ضررًا على الناس؛ فلا بدّ من كشفه، لا من أجل التّجريح أو التّشفّي، وإنما من أجل النّصيحة لله وكتابه ورسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم انتهى .
– ولم يكتف الحلبي بالاحتياط حتى جعله الراجح من القول حيث قال (وهذانِ النصَّانِ يُنَزَّلاَنِ فيما إذا تساوت الحُجَجِ، ولم يظهر الراجحُ؛ فكيف إذا ظَهَرَ الراجحُ، ثُمَّ أُلْزِمَ صاحبُهُ بنقيضِه!!؟؟ ) انتهى .
– ولا شك أن تنظير الحلبي لهذه المسألة بهذه الصورة يدل على أحد أمرين لا ثالث لهما:
1- إما جهله بعلم الحديث .
2- وإما مكره وتلاعبه بمسائل الدين والشرع .
وللأسف : أحلاهما مر، لكن ليس للحلبي من أحدهما مفر !
إذ لو فتح هذا الباب لدخل جماعات من أهل البدع في أهل السنة، ولطعن في أهل السنة بأنهم لا يخافون الله ولا يراقبونه فيمن يجرحون ويطعنون ! وكفى بهذا الأمر ضلالاً وانحرافاً عن الحق !
– وتلاعب الحلبي بمسائل الشرع هو أن يأتي للمسألة ويقلب الحق فيها إلى باطل باستدلاله بالمتشابهات والعمومات تاركاً مسلك أهل العلم في المسألة !!
– وهنا يوافق الحلبي منهج الكوثري في الرجال حيث يستدل الكوثري بالاختلاف في الرجل على تضعيفه وإن كان الراجح أنه ثقة، قال الكوثري في أحمد بن صالح المصري (مختلف فيه) فعلق عليه المعلمي في التنكيل (1/112) بقوله : اقتصارك في صدد القدح في الرواية على قولك في الراوي (( مختلف فيه )) ظاهر في أنه لم يتبين لك رجحان أحد الوجهين … وقد لجأ الأستاذ إلى هذه القاعدة وزاد عليها وبالغ واتخذها عكازة يتوكأ عليها في رد كلام كثير من الأكابر وتخطى ذلك إلى رد روايتهم وتعداه إلى الطعن فيهم” انتهى
أقول : والحلبي لجأ إلى توثيق أهل البدع والأهواء ورد كلام العلماء الراجح لاختلافهم في الرجل جرحاً وتعديلاً مع إمكانية ترجيح أحد الجانبين .
وإذا تقرر ما سبق تعلم عدم مصداقية قول الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص12) حاشية (رقم3) (.. لسنا نحتج بالاختلاف من حيث هو ولسنا نهون الحق بسببه … فتأملوا أيها المحبون ولا تطيش بكم خيالات الظنون !!) انتهى .
فالواجب عليك أيها الحلبي أن تطلب الراجح من الخلاف ولا تغتر بالخلاف في الشخص وتجعله سبباً لرد الجرح مطلقاً : سئل الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى : بعض الدعاة لا تُعرَف لهم سلفية وقد حُذِّرَ منهم، فما زال هناك من يجالس أولئك الدعاة بحجة أنه لم يُجرَّح بجرحٍ مفصّل وقد زُكّوا من قبل الشيخ العَبَّاد وغيره فانقسم الأخوة بين مُجرِّحٍ ومُعدِّل بسبب أُولئك الدعاة فما قولكم لهم؟
فأجاب الشيخ العلامة ربيع المدخلي بقوله : قولي يجب على هذا الشخص الذي يفترق حوله الناس ولا يُزكِّي نفسه بإبراز المنهج السلفي وإنما يعتمد على تزكية فلان وفلان، وفلان وفلان ليسوا بمعصومين في تزكياتهم فقد يُزكّون بناءً على ظاهر حال الشخص الذي قد يتملقهم ويتظاهر لهم بأنه على سلفية وعلى منهجٍ صحيح وهو يبطن خلاف ما يظهر ولو كان يبطن مثل ما يظهر لظهر على فلتات لسانه وفي جلساته وفي دروسه وفي مجالسه فإن الإناء ينضح بما فيه وكل إناء بما فيه ينضحُ فإذا كان سلفياً فلو درَّس أيّ مادة ولو جغرافية أو حساب لرأيت المنهج السلفي – بارك الله فيك- ينضح في دروسه وفي جلساته وغيرها، فأنا انصح هذا الإنسان الذي لا يُظهر سلفيته ويكتفي بالتزكيات أن يُزكّي نفسه بالصدع بهذا المنهج في دروسه في أيّ مكانٍ من الأمكنة فإن الأمة بأمس الحاجة إلى الدعوة إلى هذا المنهج السلفي، فإذا كان هذا الشخص -بارك الله فيكم- من هذا النوع الذي قلت أنه يعتمد على التزكيات ولا يُزكِّي نفسه فإن هذا يضرُّ نفسه بكتمان العلم وكتمان العقيدة وكتمان هذا المنهج وأخشى أن تصدق عليه الآيات التي في كتمان العلم وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن أعظم المنكرات وأقبحها وشرها عند الله البدع التي تتفشى في أوساط الأمة ثم كثير من الناس يأتون إلى التزكيات ولا يواجه هذا الواقع المظلم بما عنده مما يزعمه أنه على المنهج السلفي مكتفياً بتزكيات من لا يعرف حقيقته ووافقه وهو لا تُزكيه أعماله ولا مواقفه ولا تشهد له بأنه سلفي فيلجأ إلى هذه الوسائل الدنيئة للاحتيال على بعض الناس والتملق لهم حتى يحصل على التزكية ويكتفون بهذا ويذهبون ليتهم يَكُفُّون بأسهم وشرهم عن أهل الحق والسنة فيذهبون فيتصيّدون أهل السنة بهذه التزكيات فتكون مصيدة فيُضيِّعون بها شباباً كثيراً ويحرفوهم عن المنهج السلفي وأنا اعرف من هذا النوع كثيراً وكثيراً من الذين يسلكون هذا المسلك السيئ فنسأل الله العافية بأن يُزكّوا أنفسهم بأعمالهم وأن يجعل من أعمالهم شاهداً لهم بالخير والصلاح وبالمنهج السلفي انتهى .
وسئل الشيخ عبيد الجابري كما في أسئلة مدينة أغادير : هناك جماعة من الإخوة كانوا على موقف من أبي الحسن المأربي , ثم لما صدر ثناء الشيخ عبد المحسن العباد حفظه اللهوبعض طلبة العلم في المملكة عندكم وفي الأردن خاصة على المأربي هذا ! يعني تراجع أولئك الإخوة عن موقفهم ذاك , فأصبحوا يذبون عن المأربي ولماَّ يمضي وقت حتىتراجعوا عن موقفهم في المغراوي أيضاً, وربما عرعور؛ لأنهم أصبحوا يقولون بأنه يجب إعادة النظر في كل من جرحه الشيخ ربيع حفظه الله !!! فالسؤال شيخنا حتى لا يتكررهذا بالنسبة لإخواننا السلفيين , نسأل الله أن يثبتنا , نريد منكم شيخنا قاعدة سلفية وضابطاً سلفياً لثبات الموقف وعدم تزعزعه عند اختلاف العلماء في تجريح شخص وتعديله ؟
فأجاب حفظه الله تعالى : إنه ليس غريباً أن يختلف علماء السنة فيشخص من الأشخاص جرحاً أو تعديلاً , فالذي جَرحَهُ جَرحَهُ بِبَيِّنَةٍ , والذي عَدَّلَهُ قد يكون عنده بَيِّنَةٌ سابقة , ولكن في مثل هذا , في مثل هذه الحال ؛ الواجب على طلاب العلم السلفيين الحاذقين أن ينظروا في الدليل الذي استدل به الجارح على جرحه , فإن الدعوة لابد أن يكون عليها بَيِّنَة , وبالنسبة لأبي الحسن المأربي فإن الذي جرحه من أهل العلم قرأوا له وسمعوا صوته وشافهوه بالمناصحة , فلما لجلج وأصر على ماكان عليه ؛ قالوا كلمتهم التي تبرأ بها الذمة , قالوا كلمتهم فيه التي تبرأ بها الذمة إن شاء الله تعالى , بقي من عدَّلَهُ فمن عدَّله فهو عدله على الأصل , الأصل فيه عنده السلامة , لم يظهر له ما ظهر للمُجَرِّح , لم يظهر له ما ظهرللمُجَرِّح , وأنا أقول لهؤلاء الإخوة الذين ذكرتهم أو أشرت إليهم في سؤالك ؛ إن لم يلزموا القاعدة السلفية الصحيحة وهي أن المُثْبِتَ مقدم على النَّافي , ومن أتى بدليل مُقدم على من لم يأت بدليل فسوف يتراجعون عن كل شيء وما أظنهم يقفون عندحَدًّ , سوف يزكون حسن البنا وسوف يزكون سيد قطب وسوف يزكون محمد عبده , وجمال الدين الأفغاني وغيرهم من أساطين والمودودي والندوي وغيرهم من أساطين الضلال , سوف يزكون بناء على هذا , لأنهم يتبعون أناساً يعدلون ولا ينظرون في جرح الجارح , والذيأنصح به أبناءنا عندكم ومن تبلغه هذه الرسالة أن يقبلوا على العلم وأن يلزموا العلماء الحاذقين المعروفين بصحة المعتقد وصحة المنهج وأن يحذروا من حذر منه العلماء وأقاموا الدليل على جرحه ومن عدل ذلك المجروح بناء على الأصل هذا لاتَقِلُّ مرتبته عندنا , لكن مادام سنياً , إذا كان المعدل سنياً فإنه لا تقل مرتبته عند المجرحين وهو على ما هو عليه من الفضل والسابقة في العلم وقدم صدق في الدعوة إلى الله لكن قوله لا يعتبر , لا يعتبر شيئاً جانباً ما قام الدليل على جرحه انتهى .
بل لا يجوز التوقف لمن ظهر له الحق : فقد سئل الشيخ العلامة أحمد النجمي رحمه الله تعالى في الفتاوى الجلية (2/72رقم29) ما حكم أهل السنة الواقفين فِي الفتن بين أهل الأهواء، وأهل السنة ؟
فأجاب رحمه الله تعالى : من كان من طلبة العلم، ووقف وقوف حيرةٍ، وارتباك لا يدري مَنْ مِنَ الفئتين على الحق، ومن على الباطل فهو يعلَّم، ويبيَّن له ما عند أهل الأهواء من بُعدٍ عن الحق، ومعاداة لأهله، ومن أصرَّ بعد البيان، فهو يلحق بأهل الأهواء انتهى .
وإذا توفرت في الشخص الشروط وانتفت الموانع حكم عليه بما يليق به قال الشيخ عبيد الجابري كما في أسئلة مدينة أغادير : … أما المخالف نفسه الذي صدرت منه المخالفة فإننا نحتاج فيه أو في الحكم عليه , نحتاج للحكم عليه إلى أمرين :
الأمر الأول : دلالة الشرع على مخالفته , فلا نجاوز فيه حكم الشرع ولا نقصر دونه .
والأمر الثاني : انطباق الوصف على هذا المخالف المعين ؛ انطباق الوصف عليه وانطباق الوصف عليه لا بد فيه من اجتماع الشروط وانتفاء الموانع انتهى .
وأما قول الحلبي (وانظُر فائدةً حولَ (الاحتياط) في «زاد المعاد» (2/196)، وإغاثة اللهفان (1/162) والروح (ص256) )
فهذا من تلاعبه ومن محاولة صرف القارئ عن الحق، إذ يعزو لهذه الكتب وكأن ما فيها يوافق مشربه ومنهجه الرديء، وعادة الحلبي أنه ينقل النص الذي يوافقه ولو كان لصفحات فلماذا هنا يحيل لمراجع ولم ينقل نصاً واحداً .
أقول الجواب ستراه من كلام ابن قيم الجوزية في كشف حقيقة الاحتياط المشروع والاحتياط الذي هو من قبيل الوسوسة وتلبيس الشيطان فإليك البيان :
قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (2/212) ” الِاحْتِيَاط إنّمَا يُشْرَعُ إذَا لَمْ تَتَبَيّنْ السّنّةُ فَإِذَا تَبَيّنَتْ فَالِاحْتِيَاطُ هُوَ اتّبَاعُهَا وَتَرْكُ مَا خَالَفَهَا؛ فَإِنْ كَانَ تَرْكُهَا لِأَجْلِ الِاخْتِلَافِ احْتِيَاطًا، فَتَرْكُ مَا خَالَفَهَا وَاتّبَاعُهَا، أَحْوَطُ وَأَحْوَطُ .
فَالِاحْتِيَاطُ نَوْعَانِ
احْتِيَاطٌ لِلْخُرُوجِ مِنْ خِلَافِ الْعُلَمَاءِ
وَاحْتِيَاطٌ لِلْخُرُوجِ مِنْ خِلَافِ السّنّةِ
وَلَا يَخْفَى رُجْحَانُ أَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ … انتهى .
وقال ابن قيم الجوزية في إغاثة اللهفان (1/162) : فصل في الجواب عما احتج به أهل الوسواس
وينبغي أن يعلم أن الاحتياط الذي ينفع صاحبه ويثيبه الله عليه : الاحتياط في موافقة السنة وترك مخالفتها فالاحتياط كل الاحتياط في ذلك وإلا فما احتاط لنفسه من خرج عن السنة بل ترك حقيقة الاحتياط في ذلك
قال شيخنا : والاحتياط حسن ما لم يفض بصاحبه إلى مخالفة فإذا أفضى إلى ذلك فالاحتياط ترك هذا الاحتياط
وبهذا خرج الجواب عن احتجاجهم بقوله “من ترك الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه” وقوله : “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك” وقوله “الإثم ما حاك في الصدر” فهذا كله من أقوى الحجج على بطلان الوسواس فإن الشبهات ما يشتبه فيه الحق بالباطل والحلال بالحرام على وجه لا يكون فيه دليل على أحد الجانبين أو تتعارض الأمارتان عنده فلا تترجح في ظنه إحداهما فيشتبه عليه هذا بهذا فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى ترك المشتبه والعدول إلى الواضح الجلي ” انتهى .
وقال ابن قيم الجوزية في الروح (256) ” الفرق بين الاحتياط والوسوسة : أن الاحتياط الاستقصاء والمبالغة في إتباع السنة وما كان عليه رسول الله وأصحابه من غير غلو ومجاوزة ولا تقصير ولا تفريط فهذا هو الاحتياط الذي يرضاه الله ورسوله وأما الوسوسة فهي ابتداع ما لم تأت به السنة ولم يفعله رسول الله ولا أحد من الصحابة زاعماً أنه يصل بذلك إلى تحصيل المشروع وضبطه …. وقد كان الاحتياط بإتباع هدى رسول الله وما كان عليه أولى بهم فإنه الاحتياط الذي من خرج عنه فقد فارق الاحتياط وعدل عن سواء الصراط والاحتياط كل الاحتياط الخروج عن خلاف السنة ولو خالفت أكثر أهل الأرض بل كلهم” انتهى
ثم أليس الاحتياط السلامة من تزكية المشبوهين والمجروحين حفاظاً على سلامة الدين
أخرج الدارقطني (1/49-تنزيه الشريعة) والحاكم في المدخل إلى الصحيح (1/110) والبيهقي في دلائل النبوة (1/45) والخطيب في الكفاية (44) والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/91رقم1268) ومن طريقه ابن عساكر (54/393) من طريقين عن أبي بكر محمد بن خلاد الباهلي قال : أتيت يحيى مرة فقال لي : أين كنت ؟فقلت : كنت عند ابن داود فقال إني لأشفق على يحيى من ترك هؤلاء الرجال الذين تركهم فبكى يحيى وقال لأن يكون خصمي رجل من عرض الناس شككت فيه فتركته أحب إلي من أن يكون خصمي النبي صلى الله عليه وسلم ويقول بلغك عني حديث سبق إلى قلبك انه وهم فلم حدثت به .
قال الدارقطني (1/48-تنزيه الشريعة) قبل إيراده لأثر يحيى القطان : إن توهم متوهم أن التكلم فيمن روى حديثاً مردوداً غيبة له يقال له ليس هذا كما توهمت وذلك أن إجماع أهل العلم على أن هذا واجب صيانة للدين ونصيحة للمسلمين انتهى
وقال السخاوي في فتح المغيث (3/356) ولقد أحسن الإمام يحيى بن سعيد القطان في جوابه لأبي بكر ابن خلاد … انتهى .
فهل ما وقع فيه الحلبي يعتبر من الاحتياط أم من باب الوسوسة والتلبيسات بل وخلاف السنة، فالرد على المخالف ممن مخالفته ظاهرة للعيان هو من باب تحقيق السنة، ومن باب العمل بالأمر الظاهر الجلي لا لأمر خفي .
– وقول الحلبي ( فَأَيْنَ ذاكَ الغُلُوّ: مِنْ مَنْهَجِ السَّلَف ذي السَّدادِ والعُلُوّ؟!
وَاللَّـهِ، وَتَاللَّـهِ، وَبِاللَّـهِ: لَيْسَ هَذا مِنْ مَنْهَجِ السَّلَفِ فِي شَيْءٍ.
وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ بَيِّنَةٌ علميَّة، أو حُجَّةٌ شرعيَّة أَنَّ مُخالَفَةَ أَحَدٍ لِأَحَدٍ فِي الحُكْمِ عَلَى سُنِّيٍّ وَقَعَ فِي بِدْعَةٍ: أنَّهُ -بِذا- يُبَدَّع!! فلْيأْتِنا بها؛ وَنَحْنُ لِلْحَقِّ مُذْعِنُون ولأنواره منقادون .
وَلَيْسَ بَيْنَنا وَبَيْنَ الحَقِّ عَدَاوَة -وَاللهُ يَشْهَد-، وملائكتُهُ يشهدون… )) انتهى
أقول: الحلبي يعتبر العمل بالراجح والأخذ بخبر الواحد من الغلو في التجريح ومن الانحراف عن منهج السلف! ولا يعتبر تمييعه لمنهج السلف وتضييعه لقواعده من الغلو في التعديل بالباطل والانحراف عن منهج السلف الصالح .
صحيح أيها الحلبي : إن سلفك غير سلفنا !
وإن سلفيتك التي تسير عليها ليست السلفية التي سار عليها علماؤنا السابقون واللاحقون !!
فوالله وبالله وتالله ما تقوله ليس من منهج السلف في شيء بل خلافه تماماً بلا ريب وشك !
وقول الحلبي (وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ بَيِّنَةٌ علميَّة، أو حُجَّةٌ شرعيَّة أَنَّ مُخالَفَةَ أَحَدٍ لِأَحَدٍ فِي الحُكْمِ عَلَى سُنِّيٍّ وَقَعَ فِي بِدْعَةٍ: أنَّهُ -بِذا- يُبَدَّع!! فلْيأْتِنا بها؛ وَنَحْنُ لِلْحَقِّ مُذْعِنُون ولأنواره منقادون )
أقول : لقد تشبع الحلبي بالتدليس والتلبيس حتى صارت له ملكة فيهما .
فمن خالف في هذه المسألة : فأهل السنة السلفيين لا يبدعون سنياً وقع في بدعة بالخطأ ولكن ينكرون الخطأ ويناصحونه فإن استجاب وإلا ألحق بأهل البدع هذا إن كان حيا ًويمكن مناصحته فإن مات بينوا الخطأ واعتذروا له .
ولكن خلافنا معك أيها الحلبي في أهل البدع الذين تزعم أنهم أهل سنة وعقيدة ومنهج سلفي!
فإن من يصف أهل البدع بهذه الأوصاف مع علمه بحالهم فإنه يلحق بهم ويعتبر منهم شاء أم أبى !
وهذا هو موطن الخلاف بين مشايخنا السلفيين وبين منهجك الجديد الأفيح الواسع : تزكية أهل البدع واعتبارهم أهل السنة !
وإذعانك للحق إنما هو مجرد دعوى نريد منك يا حلبي تطبيقاً عملياً واضحاً جلياً
فكم ناصحك أهل العلم في مسائل شتى وفي مناسبات عدة ولكن أنت لا ترعوي ولا ترجع إلى الحق فالله حسيبك ! وكم وكم بينوا لك الحق بالأدلة والبراهين فلا ترفع رأساً بذلك بل ما تزداد إلا عتواً وتمادياً في الأباطيل وإصراراً على منهجك الباطل وأصولك الفاسدة .
وقول الحلبي ( وَلَيْسَ بَيْنَنا وَبَيْنَ الحَقِّ عَدَاوَة -وَاللهُ يَشْهَد-، وملائكتُهُ يشهدون…)
أقول : كيف لا تعادي الحق وأنت تخالفه وتحاربه وتأوله بخلاف المراد به !
وبينك وبين أهل الحق عداوة وجفوة !
3- قال الشيخ العلامة المدخلي في نصيحته التي نقلها الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص264-265) (( فَكَيْفَ إِذَا كَانَ المُحَذَّرُ مِنْهُ مِن حَمَلَةِ العِلْمِ، وَمِنَ الدُّعَاةِ إِلَى المَنْهَجِ السَّلَفِيِّ؟!
فكيفَ إذا كان ضِدَّ أَهْل البِدَعِ والأَحْزَابِ -جَمِيعِهَا- مِن إِخْوَانِيَّةٍ عَالَمِيَّةٍ، وَالقُطْبِيِّينَ، وَالسُّرُورِيِّينَ، وَالتَّكْفِيرِيِّينَ-وَغَيْرِهِمْ -؟!! ))
فعلق الحلبي على قول الشيخ ربيع (والتكفيريين) حاشية رقم (1) بقوله ((
وهذا ما نَشَأْنا عليه -في الرَّدِّ على هؤلاء-، وعُرِفنا به، ومُؤلَّفاتُنا -فِي رَدِّ بَاطِلِ هَؤُلاَءِ- دالَّةٌ عليه -بحمد الله-.
بل انتقَدَنا أُناسٌ (!) بسبب كثرة الردّ والنقد! -وَلَمْ نَأْبَهْ بِهِم-…
ويأتي آخرون -في آخِر الزمن!- لِيتَّهِمُونا بمُداهنة هؤلاء، ومُوافقة ما عندهم من بلاء!!
عنزة ولو طارت!!! فإلى الله المُشْتَكى مِنْ سُوءِ صَنائِعِهِم، وَقَبِيحِ فَعَائِلِهِم… )) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– ليس هذا ما نشأت عليه يا حلبي ولكن هذا ما عرفته وتبين لك، وإلا كنت تزكي وتدافع عن سيد قطب وتجالس أهل البدع – ولا زلت – ألست القائل أيها الحلبي في كتابك المسمى بـحق كلمة ص21 ( كنت متأثراً عاطفياً جداً بسيد قطب وأسلوبه بل أدل على ظلاله وأرشد إلى كلامه وأتلمس له المعاذير في القليل والكثير …) انتهى
– ثم أليس قد تبرأت من المنهج السلفي الذي كنت تسير عليه، واعتبرته شدة وغلظة، فتبرأت منه قولاً وفعلاً : أما قولاً فقد سبق في الحلقة السادسة إثباته وأما فعلاً فكتابك الجديد وقواعدك الجديدة التي تسير عليها هي إبطال لمنهجك السابق …فأنت {كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً} .
– وهل إقامة الحجة والبرهان على فساد ما أنت عليه يعتبر اتهام أم أنك ترى أنه لا تضر مع سلفيتك بدعة ولا مخالفة !!
– ثم هل يلام من وجه الاتهام مستنداً على قرائن ! سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : يشترط بعض الناس في جرح أهل البدع وغيرهم أن يثبت الجرح بأدلة قطعية الثبوت ؟
– فأجاب رحمه الله تعالى : هذا ليس بصحيح اهـ .
– وقال العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى في الفتاوى الجلية (2/176) : الاتهام ينقسم إلى قسمين :
1- قسم لا يكون له مستند يستند إليه، ويوجب ذلك الاتهام؛ لا بقرينة ولا بشيء صريح فهذا هو الذي يحرم على المتهِم فيه أن يتهم بغير قرينة، فهذا ينصح ويجب عليه أن يتقي الله عز وجل، ويترك الكلام الذي يكون فيه تنقص للناس أو اتهام لهم بغير حق؛ لأن هذا لا يجوز فالاستطالة في عرض أخيه بغير حق لا تجوز. والغيبة هي ما قصد به التنقص لأخيه؛ لكن إن قصد بالغيبة حماية للدين وذباً عنه، فإن عرض المسلم يجوز من أجل هذا الغرض، وقد تبين مما ذكر أن الفارق هو أن يكون المقصود بالكلام الذب عن الدين والدفاع عنه . أما إذا كان تنقصاً للشخص، وإظهار معايبه بغير حق؛ فهذا هو الغيبة المحرمة.
2- قسم آخر يستند إلى قرينة أو قرائن، فهذا لا يلام من قاله، فمثلاً لو أن واحداً ممن ينتمون إلى منهج أهل السنة والجماعة، وطريقة السلف رؤي وهو يمشي مع الحزبيين أو يجالسهم ويضاحكهم، ويدافع عنهم ويخترع الأصول الباطلة للدفاع عنهم ! ونصح فلم يقبل النصيحة، ففي هذه الحالة إذا اتهم بأنه حزبي، فالاتهام له مبرر، يضاف إلى ذلك ما إذا كان هذا الرجل يدافع عن الحزبيين في كلامه، فإن القرينة تعظم، وتتأيد ويتبين من خلالها قوة الاتهام، ومن ذلك ما قاله بعض السلف : من ستر علينا بدعته لم تخف علينا ألفته . انتهى بتصرف
4- قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص283) حاشية رقم (1)
(( قالَ الشيخُ عبيدٌ الجابريُّ -وَفَّقَهُ الله- في «أصولٌ وقواعِدُ في المنهجِ السَّلَفِيِّ»:
«النصيحةُ لها حدٌّ محدودٌ؛ فالشّخصُ المبتدعُ: إذا رأيتَ أنَّ قُرْبَكَ يُؤَثِّرُ فيه، ويكسرُ حِدَّتَهُ في البِدعة، ويقرِّبُهُ إلى السَّلَفِيَّةِ: فعليكَ به؛ كُن معه.
لكنْ؛ إذا لم يكنْ نُصحُك نافعاً له، ولا مُفيداً؛ فانفُض يديك منه، ثم -بعد ذلك- عامِلْهُ بما يستحقُّ: قد يُهجَر، وقد لا يُهجَر، ولكنَّهُ يُحَذَّرُ مِن أفكارِه.
هذا أمرٌ راجعٌ إلى (قاعدةِ النَّظَر في المفاسدِ والمصالحِ) المترتِّبةِ على ذلك».
قلتُ: وَهَذَا كَلاَمٌ دَقِيق؛ بَلْ غَايَةٌ فِي التَّحْقِيق.
ولكننا نتساءل حول (بعض الناس!) أين التطبيق مع الأسف العميق ؟!!
… فكيف إذا كان هذا الأمرُ ليس بحقِّ (مبتدعٍ)، وإنَّما هو في حقِّ سُنِّيٍّ وَقَعَ في خطأ أو بِدعة -حَسْبُ-؟!
ومِن المُقَرَّر -عند مُحَقِّقِي عُلَمَاءِ أهل السُّنَّة-: أنَّهُ ليس كُلُّ مَن وَقَعَ في بِدعةٍ صار مُبتدعاً…
إلَّا عند غُلاة التَّبْدِيع، والمُتشدِّدين -بغيرِ حقّ- في التجريح! )) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يطعن في الشيخ عبيد الجابري بأنه يؤصل هذا التأصيل ولا يطبقه بل بين قوله وبين تطبيقه بعد عميق ! وكفى بهذا القول طعناً فيك أيها الحلبي !
– ويعني بذلك أنه قرر هنا جواز مخالطة المبتدع قولاً وفي حكمه على من خالط سنياً وقع في بدعة رماه بالتمييع والتضييع .
– بينما كلام الشيخ عبيد وفعله متطابقان غير مختلفين، فكلامه كان فيمن يظهر منه إرادة الخير، وترجى توبته أما من كان حاله غارقاً في أوحال دعوة أهل الباطل فمثله تنفض اليد من دعوته، ومما ينقض كلام الحلبي أن كلام الشيخ عبيد الجابري كان جواباً لسؤال عن تأثر الشباب بشبه أهل البدع، وفصَّل فيه الشيخ عبيد الجواب لكن الحلبي اختصر منه ما يروق له ويقوي كلامه وحذف منه ما يرد عليه ويضعف استدلاله وإليك كلام الشيخ عبيد الجابري : … لا تُعَرِّضُوا أنفسكم لأهل الشبه، لا تحاول أن تُعَرِّض نفسك وتقول أنا أنظر إلى ما عند هؤلاء، لا، لا، لا؛ كَثِّر سواد أهل السنة واعتصم بالله ثم بهم، انضم إليهم، كن معهم، دَع عنك هؤلاء ما أنت مسؤول، ولا تفكر في يوممن الأيام أنك تَحْرِف الإخوانيين أو التبلغيين أو الصوفيين إلى السنة؛ هذا فيما يظهر لنا مما جرت به السُّنَّة في قدرة البشر مستحيل، هذه السنة الكونية؛ لكن نُصْح أفراد يمكن، ونفع الله بنصح أفراد؛ فابتعدوا عن مجالس هؤلاء فإنها وخيمة، والساحةالنظيفة التي هي أفضل من سبائك الذهب : ساحة أهل السنة والجماعة، ليس فيها كدر، ليس فيها إلا السنة : قال الله وقال رسوله قال الصحابة …
ثم ـ أيضـًا ـ إذاعرضت لهؤلاء شبه بُلِيت بها فَرُدَّها فوراً، وإن لم تستطع فاسأل أهل العلم، قالتعالى : ] فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [ اسأل أهل العلم .
فالحقيقة نحن نعاني منصِنْفَين ـ أو ثلاثة ـ من شباب السلفية، ومِن خلالهم جاء التفكك والضعف:
الصنف الأول : صنف لا يَسْتَقِر؛ فتجده كل يوم في جهة؛ فهو أشبه بحامل الكشكول ـ يعني : الكرّاسة العامة ـ ما يتحرَّز عن أي مجلس إخواني تبليغي صوفي؛ والنتيجة بلبلة الأفكار، بل وبعضهم انسلخ وانحرف عن السنة وتَمَيَّع، وبعضهمـ والعياذ بالله ـ أصابته حَيْرة لا يدري ماذا يصنع وانتابته الوساوس والقلق والتشويش الفكري .
الصنف الثاني : صنف متعجل، قرأ شيئاً من الكتب فتصدّر؛يعني ما ارتبط بأهل العلم حتى ينبت فكره ويشتدَّ ساعده ويعرف أصول العلم الذي درسه والمنهج الذي ينتهجه . وهذا كثيرًا ما سبَّب النُّفرة بين الشباب؛ لأنه يُصدرُأحكاماً لا يعرف كيف يُصدرها … وكانوا قديماً لا يجرؤ التلميذ على التعليم والفتوى حتى يستأذن مشايخه ـ يأذن منهم إذنـًا ـ، بل ويُحدِّدُون له المكان الذي يجلس فيه؛ هذا توقيرٌ عظيم جدا، تَرَبَّى السلف على هذا، تربى منهم اللاحق والسابق …
الصنف الثالث : صنفٌ ـ في الحقيقة ـ ما عندهم فرقان، مايستطيع أن يستوعب، عندهم نية طيبة فقط؛ فيمكن أن يَرِد عليه عدة مشارب في اليوم الواحد؛ هو من حيث معتقده طيب ومن حيث محبته للسلفية طيبة، لكنه ليس عنده فرقان حتى يعرف من يُوالي ومن يُعادي ومن يستنكر له ومن يُوسِّع له صدره؛ وهذا ـ أيضاً ـ بَلِيَّة على السلفيين، قد يقوى به المبتدعة من حيث لا يشعر، يَقُوون به؛ فلا بد من الفرقان، النصيحة مقبولة ولا بد منها، لكن ـ يا أبنائي ـ النصيحة لها حد محدود؛فالشخص المبتدع إذا رأيت أنَّ قربك يؤثر فيه ويكسرُ حِدّته في البدعة ويقرِّبُه إلى السلفية فعليك به، كن معه، لكن إذا لم يكن نُصحك نافعا له ولا مُفيداً فانفُضْ يديك منه، ثم بعد ذلك عامله بما يستحق : قد يُهجر، وقد لا يُهجر، ولكنه يُحْذَر منأفكاره؛ هذا أمر راجع إلى قاعدة النظر في المفاسد والمصالح المترتبة على ذلك؛ المهم أنه لا بد أن يكون عند السلفي فرقان يعرف من يوالي، ويعرف من يعادي، ويعرف من يُقِوِّي شوكته من الناس ومن يُكَثِّر سوادَهم .
بل يمكن أن يكون هناك صنف رابع : يوجد من الشباب من يُحِبُّ المنهج السلفي ولكن لا يسلكه في دعوته، هو ينتسب للسلفية هكذا ويحب السلفيين، لكنه قد يقع في بعض المخالفات البدعية، بحجة أنه يريد أن يقرِّب هؤلاء . أبدًا ما كان السلف على هذا ـ بارك الله فيكم ـ، السلف يَصْدَعُون بالمنهج السلفي، ولا يرون كرامةَ عين لمن تَنَكَّر له انتهى
ولعل حال الحلبي أشبه بالصنف الرابع .
قول الحلبي (وإنَّما هو في حقِّ سُنِّيٍّ وَقَعَ في خطأ أو بِدعة -حَسْبُ-؟!)
في النسخة المتداولة القديمة (وإنَّما هو بحقِّ سُنِّيٍّ وَقَعَ في بِدعة -حَسْبُ-؟!)
أقول : يلاحظ في الحلبي أنه يكرر وقع في خطأ ويساويها بمن وقع في البدعة عمداً !
وأهل العلم يفرقون بينهما فمن كان متعمداً حذروا منه ومن كان خطأ فإنهم ينبهونه ويطالبونه بالرجوع؛ لأن الخطأ لا يسلم منه أحد إلا إن خالف الحق وعاند وأصر على باطله فهنا تحول من كونه خطأ إلى كونه مخالفة للحق معاندة فهذا يدخل تحت قوله تعالى {فليحذر الذين يخالفون عن أمره}
5- قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى في نصيحته التي نقلها الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص288)
((وَلَـمَّا طُعِنَ فِي طَالِبِ العِلْمِ الجَزَائِرِيِّ -هذا -بِالمُيُوعَة: جَاءَتِ الفِتَنُ، واشْتَعَلَتْ نِيرَانُ الفُرْقَةِ الَّتِي أَوْقَفَتِ الدَّعْوَةَ وَدَمَّرَتْهَا، وَجَعَلَتْ بَأْسَ أَهْلِهَا بَيْنَهُمْ!))
علق عليه الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله
(( فَكَيْفَ إِذَا قِيلَ -فِيه- سَاقِطٌ؟! مِسْكِينٌ؟! ضَائِعٌ، مُتَفَلْسِف؟!
وبسببِ ماذا؟!
بسبب مُخالفةِ حُكْمٍ بالبدعةِ – ضمن اجتهاد سني سائغ – على شخصٍ، أَوْ أَشْخَاصٍ!
وكيف وقد ألحق بهذا الطالب الجزائري : سعوديون وشاميون ومصريون ؟! )) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– كلام الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى رداً على من يطعن بالباطل في أهل الحق ومن غير حجة ولا دليل كالحدادية بل هو يرد عليهم .
– والشيخ ربيع لا يعني بذلك من طعن فيمن خالف الحق بالحجة والبرهان .
– فمن ساوى بين أهل السنة وأهل البدعة، وأدخل من حارب المنهج السلفي ونصر المنهج الحزبي القطبي الإخواني فلا شك أنه مميع ضائع متفلسف ساقط .
– وأما دعوى الحلبي أن مخالفته لأهل العلم ضمن اجتهاد سائغ فقد تقدم الرد عليه وبيان أن هذا اجتهاد غير مقبول؛ لأنه رد للحق الواضح ونصرة للباطل وأهله .
– وقوله (على شخصٍ، أَوْ أَشْخَاصٍ!)
أقول : بل وعلى جمعيات أيضاً .
وهذا اعتراف من الحلبي أنه لم يكتف بالدفاع عن محمد حسان بل هناك آخرون من أمثال العرعور والمغراوي والمأربي والحويني وغيرهم … وقد سبق بيان ما يتعلق بهم
وقول الحلبي (وكيف وقد ألحق بهذا الطالب الجزائري : سعوديون وشاميون ومصريون ؟! )
أقول: هنا يسوي الحلبي بين السلفيين والحداديين ! وقد صرح به في كتابه كما في (ص305) وقد سبق رد هذه الفرية كما في الحلقة العاشرة .
ومن سار على منهجك يا حلبي المميع الضايع المتفلسف الساقط يلحق بك وبه مطلقاً من أي البلاد كان ! فالعلماء السلفيون يردون على أهل الباطل باطلهم من أي البلاد كانوا، ولا يفرقون بين عربي أو عجمي إلا بالتقوى هذا ميزانهم .
وهذا بخلاف ما أراد الحلبي أن يطعن في بعض العلماء السلفيين وذلك في تعليقه على قول الشيخ ربيع فقد وَقَعَ هَذا الطَّعْنُ -بِالمُيُوعَةِ!- -فِعلاً- فِي بَعْضِ أَفاضِلِ طَلَبَةِ العِلْم الجَزائِرِيِّين؛ مِمَّن كَانَ الرِّفْقُ بِهِ أَوْلَى؛ لأَنَّ الشِّدَّةَ عَلَيْهِ زَادَت القَضِيَّةَ تَأَزُّماً.
علق الحلبي على قول الشيخ (طلبة العلم الجزائريين) بقوله
فَهَلِ (الشَّامِيُّون) غَيْرُ (الجَزَائِرِيِّين)؟!
و(المِصْرِيُّونَ) غَيْرُ (السُّعُودِيِّين)؟!
و(القَرِيبُون) غَيْرُ (البَعِيدِين)؟!
وَمَا ضَوابِطُ كُلٍّ؟!؟
أم أنَّ المَنَاطَ واحدٌ، والثمرةَ واحدةٌ؟!
راجياً -مِن صميم قلبي- أنْ لا يكونَ للعنصريَّةِ -المقيتة-، و(الإقليميَّةِ) -البغيضةِ- في (الدعوة السلفية) -أو بعض حَمَلَتِها- موقعُ قَلَم، أو موضعُ قَدَم!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قاعدة المحبة (ص133) فلا يفرق بين المؤمنين لأجل ما يتميز به بعضهم عن بعض مثل الأنساب والبلدان … بل يعطى كل من ذلك حقه كما أمر الله ورسوله” .
وقال في مجموع الفتاوى (28/422) : ” فمن تعصب لأهل بلدته أو مذهبه أو طريقته أو قرابته أو لأصدقائه دون غيرهم كانت فيه شعبة من الجاهلية حتى يكون المؤمنون كما أمرهم الله تعالى معتصمين بحبله وكتابه وسنة رسوله”
أمْ أنَّ الأمرَ(!) على معنى النَّصّ القرآني: (ولولا رهطك لرجمنك) !!؟؟ انتهى .
هكذا يرمي الحلبي بعض المشايخ السلفيين بالعنصرية المقيتة أو يحاول التشكيك في نزاهتهم وورعهم وتقواهم !
بل قال الحلبي في تعليقه على فتوى الشيخ النجمي رحمه الله تعالى التي حذر فيها ممن يثني على المأربي والمغراوي : (( ونؤازر مشايخنا في كلِّ مكان ؛ لايمنعنا منهم جغرافية، ولاحدود، ولا ألوان، ولا أسماء، ونعتقد أنَّ الولاء والبراء على المنهج والعقيدة )) انتهى
وهذا ما يدندن عليه أتباعك في منتداك حيث يحاولون أن يجعلوا من أحاديث وفضائل الشام أنها منزلة عليهم وأنهم أولى بها … وقد رددتها في الحلقة الثامنة.
وأما استدلاله بالآية فهو استدلال باطل بل منكر من القول؛ لأن العلماء السلفيين لا يقدمون أحداً على الله عز وجل ولا يحابون أحداً فمن خالف الحق متعمداً حذروا منه ولو كان أقرب قريب ومن سار عليه أحبوه ولو كان من أرض بعيد!
لأنهم على مثل ما قال شعيب عليه السلام لقومه { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) }.
وقد سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى : الآن كلما رد عالم على آخر أخطأ قالوا : هذا كلام الأقران يطوى ولا يروى، ما رأيكم في هذه القاعدة ؟ وهل هي على إطلاقها ؟
فأجاب الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله : أنا بينت لكم، يجب بيان الحق،يجب بيان الحق ورد الخطأ، وما نجامل أحداً، ما نجامل أحداً، نبين الخطأ وندل على الحق الذي يقابله، وليس لنا شأن بفلان أو علان، نعم.
فلا يجوز السكوت، لأننا لوتركنا هذا الخطأ والخطأ الثاني والخطأ الثالث كثرت الأخطاء وصار الناس يظنون أن سكوت العلماء عنها يعتبرونه حجة.
فلابد من البيان، لاسيما إذاكان هذا الذي أخطأ قدوة -يتخذه الناس قدوة- أو له رئاسة فالأمر أخطر، فيبين، يبين خطأه … لئلا- يغتر به، نعم.
ما يقال تطوى ولا تروى !! ما يقال هذا ! هذا كلام باطل، التي تروى ويُرَدُّ عليها، والذي يزعل يزعل والذي يرضى يرضى، لأن هدفنا الحق، وليس هدفنا التعرض للأشخاص أو التنقص للأشخاص انتهى
وقول شيخ الإسلام الذي نقله الحلبي من قاعدة المحبة (ص133) ( فلا يفرق بين المؤمنين لأجل ما يتميز به بعضهم عن بعض مثل الأنساب والبلدان … بل يعطى كل من ذلك حقه كما أمر الله ورسوله” )
أقول : حذف الحلبي بعض جملة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والمحذوف هو قول شيخ الإسلام ( … مثل الأنساب والبلدان والتحالف على المذاهب والطرائق والمسالك والصداقات وغير ذلك بل يعطى …)
فلا أدري لماذا حذف الحلبي هذه الكلمات !
هل خشي أن تصدق على من فرق بين السلفيين لأجل تحالفه مع أهل البدع والأهواء كجمعية إحياء التراث الإسلامي وزبائنها من شتى الأقطار ومحاربة من ينكر أباطيلهم وضلالاتهم بالحجج والبراهين فمن هو المتعصب الأعمى !
6- قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص305) حاشية رقم (1) ((
وَإِنِّي عَلَى (مِثْلِ) اليَقِينِ -وأرجو أنْ لا يكونَهُ!- أَنَّهُم سَيُشْهِرُونَ فِي وَجْهِي(!) سَكَاكِينَ التَّشْكِيك! وَخَناجِرَ الطَّعْن!! وَبَنَادِقَ التَّبْدِيع!!!
وَسَيَقُولُون:
«هَذَا تَغَيَّرَ مَنْهَجُهُ»!
«هَذَا يُدَافِعُ عَن المُبْتَدِعَة»!
«هَذَا يُسْقِطُ العُلَمَاء»!
«هَذَا يَطْعَنُ بِالسَّلَفِيِّين»!
«هذا يناصر الحزبيين»!!
«هَذَا يُقَعِّدُ قَوَاعِدَ بَاطِلَة»!
«… مُبْتَدَعَة»!
«… فَاسِدَة»!
….
بل وقد يصلُ الأمرُ بهؤلاء المجرحين – تهويشاً، وتحطيباً، وتحطيماً -إلى أن يقولوا (!):
«يُدافعُ عن سيِّد قُطُب!»!
… كُلُّ ذَلِكَ لأَنِّي خَالَفْتُهُم فِي تَبْدِيعِهِم وَتَضْلِيلِهِم لِـ(بعضِ) مَنْ أَدِينُ اللهَ -تَعَالَى- بِأَنَّهُ سُنِّيٌّ ذو أخطاءٍ، وَهُمْ يَقُولُون: بَلْ مُبْتَدِع -بلا تَأَنٍّ وَلاَ استِثْناء-!!
مَعَ أَنَّ الأَصْلَ فِي الإِنْكَار -إن كان ولا بُدَّ!- أَنْ يَكُونَ مِنِّي عَلَيْهِم!! وَلَكِنْ…
وَلَقَدْ تَقَدَّمَ -فِي مَواضِعَ عِدَّة مِنْ هَذا الكِتَاب- بَيَانُ نَقْضِ هَذا الإِلْزَام، وَمَا يُبْنَى عَلَيْهِ مِن كَلاَم، وَخِصَام!
وهذه -كُلُّها- فعائلُ وخِصالٌ لا يقومُ بها إلَّا أهلُ الغُلُوِّ!
فمَن وَصَفَ (هؤلاء) بسَبَبِ غُلَوائهم، وتشدُّدِهم-بـ(أفراخ الحدَّاديَّة): لم يُبْعِدْ!! )) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– قول الحلبي (وَسَيَقُولُون : «هَذَا تَغَيَّرَ مَنْهَجُهُ»! …. «هَذَا يُدَافِعُ عَن المُبْتَدِعَة»! …..)
أقول : الله أكبر ! لقد لخصت حالك وخصالك في هذه الفقرات !
– ومن أعجب الأمور التي رأيتها في الحلبي عند كتابتي لصيانة السلفي من وساوسه وتلبيساته أنه يقول الباطل من القول ويزعم أنه ما قاله أو ما قصده أو ما وقع فيه أصلاً ونسي أو تناسى ! وجهل أو تجاهل : أن الحق أبلج والباطل لجلج !
– فقولك يا حلبي : «هَذَا تَغَيَّرَ مَنْهَجُهُ»!
– أقول : هذا ما وقع منك واعترفت به أنت ! ويصدقه كتابك ولسان حالك وواقعك أم أنك لا تفقه واقعك الخاص بك !!!
– وقولك يا حلبي : «هَذَا يُدَافِعُ عَن المُبْتَدِعَة»!
– أقول : فمن يدافع عن عرعور والمغراوي والمأربي والحويني وغيرهم : يدافع عن المبتدعة بلا شك .
– وقولك يا حلبي : «هَذَا يُسْقِطُ العُلَمَاء»!
– أقول : هذا ما تحاوله من إسقاط بعض كبار علماء السلفيين ممن كشفوا عوارك وجهلك وتخبطاتك ومخالفاتك لمنهج السلف الصالح . وقد أثبت ذلك في حلقات الصيانة (الخامسة إلى التاسعة) . بل في نفس المكان هنا رميتهم بأنهم أفراخ الحدادية!
أما قلت لكم بأن الرجل غريب جداً وأصبح التلبيس عنده أسهل من شرب الماء !
ورميك لبعض العلماء السلفيين بأنهم أفراخ الحدادية هو ظلم منك شديد! ثم نسيت نفسك وحزبك بأنكم أفراخ الحزبية وجنود لها في حرب السلفيين حقاً ! وكتابك وموقعك يشهدان بذلك ! ومواقفك السابقة واللاحقة تشهد عليك بذلك ! ولقد فقتم الحدادية والحزبية في الكذب والفجور في الخصومة والشراسة في ذلك !
– وقولك يا حلبي : «هَذَا يَطْعَنُ بِالسَّلَفِيِّين»!
– أقول : هذا الذي أثبته – بفضل الله – في صيانة السلفي في الحلقة العاشرة .
– وقولك يا حلبي : «هذا يناصر الحزبيين»!!
– أقول : نعم فمن أثنى عليهم ودافع عنهم وطعن في السلفيين وزكى جمعية إحياء التراث وجمعية دار البر وغيرهم لا شك أن هذا فيه نصرة لهم وخذلان لأهل السنة السلفيين !
– وقولك يا حلبي : «هَذَا يُقَعِّدُ قَوَاعِدَ بَاطِلَة»! «… مُبْتَدَعَة»!«… فَاسِدَة»!
– أقول : هذا ما أثبته بحمد الله في الحلقات الأولى إلى الرابعة في صيانة السلفي وفي غيرها من الحلقات حين أرد عليك تقعيداتك الباطلة وقواعدك المبتدعة وتأصيلاتك الفاسدة !
– فيصدق على كلامك هذا هنا المثل القائل : كاد المريب أن يقول خذوني !
– وقول الحلبي ( … كُلُّ ذَلِكَ لأَنِّي خَالَفْتُهُم فِي تَبْدِيعِهِم وَتَضْلِيلِهِم لِـ(بعضِ) مَنْ أَدِينُ اللهَ -تَعَالَى- بِأَنَّهُ سُنِّيٌّ ذو أخطاءٍ، وَهُمْ يَقُولُون: بَلْ مُبْتَدِع -بلا تَأَنٍّ وَلاَ استِثْناء-!!)
أقول : سبق بيان أن من يراه سنياً هو مبتدع ولكن الحلبي يدلس ويلبس في الكلام، وهل يقول عاقل إن هؤلاء العلماء – ليس واحداً فقط – بل مجموعة عندما يبدعون شخصاً أو أشخاصاً كلهم يخطئ ويصيب هذا الحلبي الذي لا يقارن بعلمهم وعمرهم! فالفارق بينهم سحيق عميق عند أهل العلم والتحقيق !
– وقول الحلبي : ( مَعَ أَنَّ الأَصْلَ فِي الإِنْكَار -إن كان ولا بُدَّ!- أَنْ يَكُونَ مِنِّي عَلَيْهِم!! وَلَكِنْ…
وَلَقَدْ تَقَدَّمَ -فِي مَواضِعَ عِدَّة مِنْ هَذا الكِتَاب- بَيَانُ نَقْضِ هَذا الإِلْزَام، وَمَا يُبْنَى عَلَيْهِ مِن كَلاَم، وَخِصَام!
وهذه -كُلُّها- فعائلُ وخِصالٌ لا يقومُ بها إلَّا أهلُ الغُلُوِّ!
فمَن وَصَفَ (هؤلاء) بسَبَبِ غُلَوائهم، وتشدُّدِهم-بـ(أفراخ الحدَّاديَّة): لم يُبْعِدْ!! )) انتهى
– أقول : مراد الحلبي أن العلماء الذين أنكروا عليه دفاعه وثناءه على أهل البدع والأهواء ووصفوه بأنه ضايع مميع ساقط متفلسف قد أخطئوا في حقه وفي تطبيق القاعدة لأنهم ألزموه بلازم من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع !
وهذا فيه سوء أدب منه، وتجاوز لقدره وحده، وعدم معرفته بآداب طالب العلم مع العلماء ولا منزلة العلماء، فمثله ممن لم يتدرج في العلم الشرعي، ولم يتأصل بالأصول العلمية !
وقد تقدم في الحلقة السابعة نقض اتهامه للعلماء بأنهم يلزمون بهذا اللازم . وبيان باطله.
وتقدم في الحلقة الحادية عشرة نقض تهمته برمي الشباب السلفي بأنهم أفراخ الحدادية : ولكني هنا أقول : بل الظاهر أنه يرمي بعض المشايخ السلفيين أيضاً بأنهم أفراخ الحدادية ولا شك أن هذه تهمة شنيعة وقولة فظيعة تدل على صدق مقولة من قال «هَذَا يُسْقِطُ العُلَمَاء»!
فاعتبروا يا أولي الأبصار
وقد سبق في الحلقة الحادية عشرة وفي غيرها نقض هذه الفرية الشنيعة …
عودٌ على بدء :
فأحمد الله عز وجل أن أتم عليَّ نعمته بإنهاء الرد على الأباطيل والتلبيسات التي وقع فيها الحلبي .
وقد ظهر للشباب السلفي الصادق في سلفيته الانحرافات التي وقع فيها الحلبي عن منهج السلف.
وقد شرحت وبينت في حلقات صيانة السلفي (من الحلقة الأولى إلى الحلقة التاسعة عشرة) – بفضل الله تعالى – ما كنت ذكرته في مقال (التحذير السلفي من كتاب منهج السلف الصالح لعلي الحلبي) من ملاحظات وهي :
1- تأصيل وتقعيد قواعد على خلاف منهج السلف الصالح في التعامل مع أهل البدع والأهواء.
2- الطعن في علماء السلفية الذين لا يشك أحد في علمهم وورعهم وتقواهم بأسلوب ماكر، فهو لم يذكرهم بأسمائهم ولكن ذكر أموراً يعرف كل سلفي أنها لهم، وأخذ يفسرها ويهول فيها على خلاف الحق.
3- الثناء والتمجيد لأهل البدع ويصفهم بالموحدين على قاعدة عدم التلازم بين المنهج والعقيدة فهو وإن لم يذكرهمبأسمائهم إلا أنه معروف عنه الدفاع عنهم والثناء عليهم في مجالسه وفي أشرطته من أمثال محمد حسان والمأربي والمغراوي.
4- دفاعه عن جمعية إحياء التراث وجمعية البر بدبي دفاعاً مستميتاً .
5- وصفه للشباب السلفي في هذا الكتاب وفي غيره بأوصاف لم يصفهم بها أهل البدع والأهواء : فقد نزل عليهم الوصف بأقبح البهائهم (كالخنزير)، وبأنهم (مصاصو دماء) ، وبأنهم كالذباب.
6- ما اشتمل عليه الكتاب من دسائس خبيثة يحاول فيها مسوده – سود الله وجوه أهل البدع – ضرب السلفيين بعضهم ببعض، وضرب السلفيين بولاة أمرهم.
7- ما اشتمل عليه الكتاب من شدته على السلفيين، وخنوعه وتماوته ورحمته وشفقته على أهل البدع والأهواء.
ومع التنبيه إلى أن الملاحظة السادسة والسابعة لم أفردهما بالبيان؛ اكتفاء بما مرَّ في الحلقات من مواضع متعددة لأمثلة عليهما توضح وتكشف حال الحلبي فيهما ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وختاماً أقول : أنا لم أبدع الحلبي إلى الآن انتظاراً لكلمة العلماء فيه .
ولا يعني عدم تبديعي له : أن الحلبي يعتبر سلفياً أو أنه ممن يؤخذ عنه العلم .
فإني أقول : بعدم أخذ العلم عنه كما قال شيخنا النجمي رحمه الله تعالى ووافقه على ذلك أهل العلم وطلابه .
وأقول وأعلنها صريحة واضحة : إذا لم يتراجع الحلبي عن ترهاته ومخالفاته لمنهج السلف الصالح فإنه يستحق أن يلحق بمن يزكيهم ويدافع عنهم من أهل البدع ولا كرامةكما حكم بذلك السلف على من هو أكثر منه علماً بل وأسلم منه حالاً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين