بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فهذه وقفات يسيرة أشارك فيها أخي أبا عبيدة منجد الحداد في رده على الحلبي الذي ضل عن سواء الصراط وانحرف عن المنهج السلفي وتقلب في ظلمات البدع والضلال ونصر الباطل ورد الحق بالمغالطة والمكابرة والمعاندة .
نسأل الله السلامة والعافية .
قال المتفلسف الحلبي :
للعلامة حامل راية الجرح والتعديل ربيع المدخلي (( سيُضِلُّك مَن حولك؟! ))
أقول :
أولاً : لا شك أن هذا من سوء أدبك مع العلماء الكبار علماء السنة والأثر !
قال الطحاوي في عقيدته (( وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين – أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر – لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل))
وما أشبه حالك بحال الغزالي الذي قال فيه الإمام الألباني – رحمه الله تعالى – في تحريم آلات الطرب (30) وكأنه يخاطبك أيها الحلبي بهذا الكلام لاشتراكك مع الغزالي في الانحراف والضلال الذي يرد عليه الإمام الألباني رحمه الله تعالى :
(( فاعرف نفسك أيها الشيخ تعرف ربك !
وتأدب بتأديب رسول الله صلى الله عليه و سلم “ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه” التعليق الرغيب (1/66)
فاعرف أيها الشيخ وأنت على حافة قبرك قدر علماء الحديث والسنة وفقهاء هذه الأمة ولا تشذ عنهم قيد شعرة مغتراً بجدلك وقلمك وكتابتك
ونبينا صلوات الله وسلامه عليه يقول “إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ” متفق عليه
وأنت تعلم يقيناً أن الحياة المادية بله الحياة الدينية لا تستقيم في مجتمع إذا لم يعتمد أفراده في كل علم على ذوي الاختصاص منهم !
ولا حاجة لضرب الأمثلة على ذلك فالأمر بدهي جداً
فلا يرجع مثلاً من كان يريد معرفة صحة حديث أو فقهه إلى كاتب أو داعية إسلامي لا يدري ما الحديث وما الفقه ولا يدري أصولهما ولا المصادر التي يجب الرجوع إليها أو يدري ولا يتمكن من ذلك لسبب أو آخر كما قيل :
وإذا لم تر القمر بازغاً فسلم لأناس رأوه بالأبصار
فلا أنت منهم وما أظن يبلغ بك الكبر أو المكابرة أن تنكر ذلك ولا أنت سلمت لهم
بل نصبت نفسك للرد عليهم مع الاستهزاء بأقوالهم والسخرية بهم
كأنك لم تعلم أو علمت ولم تؤمن بمثل قوله صلى الله عليه و سلم “الكبر بطر الحق وغمص الناس” الصحيحة (134و1626) .
وقوله ” ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه” الصحيحة (1802)
وقوله ” لو لم تكونوا تذنبون خشيت عليكم أكثر من ذلك : العجب ” الصحيحة (658) فاخش ما خشي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا كنت من الهالكين
هذه نصيحة أوجهها إليك والدين النصيحة وأنت على حافة قبرك مثلي وإلى كل من سلك سبيلك في الخروج على المحدثين والفقهاء وما أكثرهم في هذا الزمان …)) انتهى
فهلا انتفعت بهذه النصيحة من هذا الإمام الذي وصف الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى بقوله (( إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه )) انتهى
ومن لؤمك مع من صبر عليك واستقبلك وأحسن إليك أملاً في رجوعك للحق.
لكن يصح فيك وينطبق عليك :
إِذا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الكَرِيمَ مَلَكْتَهُ وإنْ أَنْتْ أَكْرَمْ اللَّئيمَ تَمَرَّدَا
ومن الشواهد المتتايعة – وما أكثرها – على ضلالك : الطعن في أهل الأثر .
قال أبو حاتم (( علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر))
أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/179)
ثانياً : لقد أضللت نفسك يا حلبي ومن حولك
وصدق فيك ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا”
ثالثاً : أنت تريد أن تطعن في الشيخ العلامة ربيع المدخلي فما استطعت إلى ذلك سبيلاً فطعنت بمن حوله بالبهتان والكذب – ولا دليل لديك على إفكك سوى الكذب الذي أصبح شعارك ودثارك وصار يجري في دمك – ؛ لتتوصل بذلك إلى الطعن في الشيخ العلامة ربيع المدخلي نفسه !
فما أشبه حالك أيها الحلبي بالرافضة الطاعنين في صحابة رسول الله ليتوصلوا بذلك إلى الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عبد الله بن مصعب قال : قال لي أمير المؤمنين المهدى يا أبا بكر ما تقول فيمن ينقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال قلت : زنادقة .
قال : ما سمعت أحداً قال هذا قبلك ؟
قال قلت : هم قوم أرادوا رسول الله بنقص فلم يجدوا أحداً من الأمة يتابعهم على ذلك فتنقصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء وهؤلاء عند أبناء هؤلاء
فكأنهم قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصحبه صحابة السوء !
وما أقبح بالرجل أن يصحبه صحابة السوء
فقال : ما أراه إلا كما قلت ))
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (10/174-175)
ولهذا ذكر الطحاوي في عقيدته إحسان القول في الصحابة ثم أردفه بذكر العلماء السلفيين بالجميل
قال الشيخ العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى ((ذِكْرُ العلماء بسوء هو من جنس ذكر الصحابة بسوء، ولهذا أتْبَعَ الطحاوي ذكر الصحابة بذكر العلماء))
رابعاً : من حول الشيخ العلامة ربيع المدخلي طلاب علم يستفيدون منه علماً وأدباً ويتلقون عنه المنهج السلفي الحق .
وقد تخرج على يديه طلاب علم هم الآن علماء مشهود لهم .
خامساً : طلبة الشيخ العلامة ربيع المدخلي يكتبون مقالات وردوداً يدمغون بها بدعك وضلالك وشبهاتك !
فهم خير لك من أتباعك الذين يطبلون لك ويزمرون لباطلك فيضلونك وتضلهم ويضل بعضكم بعضاً !
سادساً : من حول الشيخ العلامة ربيع المدخلي مشهورون بطلب العلم ومعروفون عند أهل العلم بالسنة والمنهج السلفي .
سابعاً : إن خروجك من بيت الشيخ العلامة ربيع المدخلي وعدم دخولك فيه مرة أخرى -بفضل الله تعالى – على الشيخ العلامة ربيع المدخلي – لهو من الأدلة على أن من حول الشيخ العلامة ربيع المدخلي هم الشرفاء الأمناء السلفيون الصادقون لا أمثالك من الجبناء الخونة المنقلبين على أعقابهم .
ثامناً : أنت خالفت قول النبي صلى الله عليه وسلم في الجليس الصالح والجليس السوء فجعلت أثر الجليس الصالح كأثر الجليس السوء.
ومن قلبك للموازين وتلبيسك وتدليسك : جعلت مجالسة أهل الأهواء والبدع والضلال من المصالح ومنهج السلف الصالح .
أي انتكاسة هذه !
ومن أين جاءتك !
وممن هي !
ولمَ الآن !
وكيف وصلت بك إلى هذا الحد .
وأي انقلاب في مفاهيمك !
وكيف تصحح !
وهل يكون ذلك !
ألا تتوب إلى الله من إفكك وحربك للسلفيين !!!
ومتى ذلك !
وإلا فإلى الله وحده نشكوك
ونتوجه إليه بأن يكفينا شرك وضلالك وبهتانك
حسبنا الله ونعم الوكيل
وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بازمول
الجمعة 00 : 9 ضحى
22 رمضان 1433هـ