بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد
فقد سألني بعض الإخوة عما في جاء في طبقات الحنابلة (1/195) أنه جاء رجل إلى أحمد بن حنبل فقال له نكتب عن محمد بن منصور الطوسي ؟
فقال الإمام أحمد : إذا لم تكتب عن محمد بن منصور فعمن يكون ذلك مراراً !
فقال له الرجل : إنه يتكلم فيك فقال أحمد رجل صالح ابتلي فينا فما نعمل” انتهى
فقال لي : يقال إن الخلاف الذي بين الحلبي وبازمول من باب الخلاف الشخصي ؟
ولماذا : لا تتجاوزون الخلاف وتتحد كلمتكم ؟
فأجبته عن هذا الكلام بما يلي :
أولاً : ليس الخلاف بين الحلبي وبازمول !
بل الخلاف بين الحلبي والحق فالحلبي بمنهجه الجديد يخالف منهج السلف الصالح ويخالف العلماء السلفيين.
ثانياً : ليس الخلاف بين الحلبي وأهل الحق لأجل المصالح الشخصية .
فأهل الحق لم ينازعوا الحلبي في أموال ولا في زعامات ولا في كراسي ولا غيرها من أمور الدنيا !!!
وإنما أهل الحق يخالفون الحلبي في مسائل متعددة تتعلق بالمنهج السلفي والأصول منها :
تزكيته لأهل البدع والأهواء بالهوى والعقل .
طعنه في أهل السنة السلفيين .
تقعيده قواعد باطلة فاسدة تخالف منهج السلف الصالح .
عدم اقتناعه بالمنهج السلفي؛ إذ أنه يرد الحق ومنهج السلف الصالح بعدم اقتناعه، فما من قضية يخاصمه أهل السنة بمنهج السلف الصالح إلا ويردها الحلبي بهذه العبارة تهرباً من إلزامه وإفحامه فالظاهر أنه غير مقتنع بمنهج السلف الصالح في هذه المسائل .
إلى غير ذلك من الباطل .
ثالثاً : الظاهر أن كلام محمد بن منصور الطوسي في الإمام أحمد لا يتعلق بالحق والمنهج السلفي فلذلك لم يلتفت له الإمام أحمد كما هي عادة السلف؛ في الخصومة لأجل الدنيا لا يلتفون إليها ولكن الخصومة في الدين لا يتساهلون فيها؛ فقد لقي ثورٌ الأوزاعيَ فمد إليه ثور يده فأبى الأوزاعي أن يمد يده إليه وقال يا ثور إنه لو كانت الدنيا كانت المقاربة ولكنه الدين يقول لأنه كان قدرياً”
رابعاً : وأما المطالبة بتجاوز الخلاف وإتحاد الكلمة فهذا نوجهه للحلبي ونقول له : اتقِ الله، وعد إلى الحق، اترك ما أنت عليه من باطل؛ لتتحد كلمتنا في الحق وبالحق وعلى الحق .
أما العلماء السلفيون فلا يمكن أن تتحد كلمتهم مع الباطل ولا أهله.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أخوكم
أحمد بن عمر بازمول
الجمعة
17 – من ذي الحجة – عام 1430هـ