بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
فقد وقفت على مقال بعنوان من فضلكم لا تتعجلوا للأستاذ سمير المبحوح، وهو مقال جيد في مقصوده لأن الطعن في السلفيين بغير حجة : ظلم مبين ومنهج حدادي حزبي غير رصين
لكن وقفت في مقاله على بعض الاطلاقات أردت إتماماً للفائدة بيانها :
فأقول مستعيناً بالله تعالى :
قولك ( فالواجب على طالب العلم إذا سمع بذلك الخطأ أن يسأل هل ثبت ذلك عنه أم لا ؟ وإن ثبت ذلك عنه , هل هو أهل للنصيحة ؟ وهل عنده من العلم الشرعي الذي يؤهله للرد عليه ؟ أم هو التقليد والتشفي وتتبع الزلات , ونحن نعلم جميعاً علم اليقين ما في أحد من ذوي العلم الموثوق بعلمهم من أصحاب العقيدة الصحيحة والمنهج السليم أن يخالف ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عن عمد وقصد , لأن الكل منهم يسعى لإتباع الحق .
وإذا كان حالهم هكذا , فالواجب كف الألسنة عن أهل العلم الذين قاموا بواجب التعليم والدعوة إلى الله على منهج السلف الصالح , ولكن القول إذا كان مخالفاً للحق , فيذكر القول دون التعرض لقائله بسب أو شتم أو لعن أو تجريح , يذكر القول ويرد عليه بعلم وأدب إذا كان ممن يحسنون ذلك ) .
أقول: هذا الكلام يصح في العلماء وطلاب العلم السلفيين الذين لا يعرفون بمخالطة أهل الباطل وتزكيتهم، ولم يعرفوا بمواقفهم المخذلة للسلفيين .
أما من عرف عنه التلاعب بالمنهج السلفي وعرف عنه مجالسة أهل الأهواء ومناصرتهم مع مناصحة العلماء له فلا يصح تنزيل هذا الكلام عليه .
ثم لماذا تحمل من رد على الخطأ أن مقصوده التشفي مطلقاً دون التفصيل فالعلماء يفرقون بين النصيحة والتعيير .
أما ظاهر كلامك فكأن مقصود من رد عليهم مطلقاً التشفي والتقليد وتتبع الزلات : وهذه للأسف شنشنة الحزبيين ومن يردون الحق بالباطل .
قولك ( أما أن نتقصد دعاة المنهج السلفي بالتجريح والتبديع والتفسيق , ممن شهد لهم أئمة الدعوة السلفية في هذا العصر ) ابن باز , الألباني , ابن عثيمين , رحمهم الله جميعاً ) . بالاستقامة على السنة وبصحة عقيدتهم وسلامة منهجهم لمجرد هفوة أو زلة , فهذا منهج باطل ما أنزل الله به من سلطان )
أقول : إن كان قصدك فيمن وقع في الخطأ دون تعمد ودون إصرار مع ما عرف به من سلفية واستقامة فصحيح يناصح ولا يبدع؛ لأنه إن شاء الله سيعود إلى الحق.
وإن كان قصدك فيمن وقع في الخطأ مع إصراره وتعمده وإن كان يتظاهر بالسلفية فلا يصح قولك فيه.
وتزكية العلماء لحاله حين كان يظهر السلفية قولاً وعملاً أما إن خالف المنهج السلفي فلا تنفعه تزكية العلماء .
فالرجل تزكيه أعماله وأقواله السلفية كما قال الشيخ العلامة حامل راية الجرح والتعديل .
خذ مثلاً عندك علي بن حسن الحلبي
أظهر السلفية وأثنى عليه بعض أهل العلم لكن هل هو ثابت على المنهج الذي لأجله زُكي أم لا ؟
هل تنفعه التزكيات وهو يعترف بتغير منهجه ويعتبر المنهج الذي بسببه أثنى عليه العلماء منهجاً غالياً متشدداً ؟
ثم إن كلام الشيخ العلامة حامل راية الجرح والتعديل الذي نقلته أيها الأستاذ إنما هو في مقام رده على الحدادية الغاليين لا على السلفيين الذين يسيرون على الحق وإليه يدعون الخلق .
فآمل من الأستاذ سمير المبحوح أن يراجع مقاله؛ لأني أشم منه رائحة منهج الحلبي لكن بأسلوب خفي إذ خلاصة مقاله الطعن في السلفيين بأنهم أصحاب منهج غالٍ أو منهج ظالم .
خاصة وأنه نزل على السلفيين كلام العلامة حامل راية الجرح والتعديل الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى في الحدادية . وتأمل قولك أيها المبحوح (فمتى يعقل الغلاة المتنطعون هذا المنهج الرباني فيشغلوا أنفسهم في طلب العلم النافع على أيدي العلماء الربانيين , ولا يتعجلوا في إصدار الأحكام الجائرة الظالمة على دعاة المنهج السلفي) انتهى
وإن كان مقصودك بمقالك أناساً معينين فينبغي أن تحترس أن يدخل في مقالك من ليس من أهله حتى لا يكون مقالك رداً عليك بظلمك لإخوانك السلفيين من طلاب العلم الذين يردون الباطل بالحجة والبرهان لا بالظنون ولا بالتهم بل بالإثباتات الواضحة من كلام المردود عليه سواء صوتياً أو مكتوباً .
وكتبه
أبوعمر
أحمد بن عمر بن سالم بازمول