الحلبي يرمي بعض المشايخ السلفيين بأنهم أصحاب قاموس متشدد في الجرح والتعديل ​​لفضيلة د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله

 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
 
أما بعد
 
فهذه طعنة أخرى جديدة ولكنها شديدة يطعن بها الحلبي على بعض المشايخ السلفيين الذين امتثلوا وطبقوا منهج السلف الصالح
 
على قدر وسعهم وطاقتهم ولكنها لم ترق للحلبي وحاول أن يصطاد بها في الماء العكر؛ ليقول للشباب حال هؤلاء المشايخ السلفيين متناقض متهافت !
 
ولكن هيهات يا حلبي فمن سار على الحق وامتثله فحاله من أشرف الأحوال استقامة واعتدالاً وصدقاً وعدلاً .
 
لكن هذا التناقض والتهافت نراه في مسلكيات من تدافع عنهم وتؤصل لهم التأصيلات الباطلة بل حتى حالك أيها الحلبي أصبح متردياً بين أوحال الباطل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
 
وإليك أخي الكريم كلام الحلبي مع مناقشته :
 
 
جاء فيما سماه الحلبي بـــمنهج السلف الصالح (ص225) حاشية رقم (2) قول الشيخ ربيع المدخلي (فلا هذا المقلد في الفقه ولا ذاك المقلد في العقيدة يصلح للنقد والجرح والتعديل والتبديع والتضليل).
 
فعلق عليه الحلبي بقوله (أين هذا التعديل اليوم في قاموس متشددي الجرح والتعديل؟!
 
كدت أن لا أراه إلا في كتاب أو ليس بصواب!!
 
وما قد يكاد يكون من ذلك موجوداً اليوم فقد ينقض غداً كما نقض بالأمس!!
 
وما حال إخوان الأمس أعداء اليوم وللأسف الشديد عن الناظر ببعيد!
 
وليس هذا برشيد ولا سديد …
 
وأذكر جيداً أنني نصحت قديماً بعض الناس حول شخص كان يزكيه جداً وكنا نعرف عنه انحرافاً منهجياً واضحاً !!
 
فقال مغاضباً : كعادته هو سلفي أكثر منكم!!
 
فأي حالتيه أقرب للصواب وأبعد عن العجلة والارتياب؟!
 
وقد قال الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين (2/156) :”الغضب غول يغتال العقل كما تغتاله الخمر”) انتهى .
 
أقول مستعيناً بالله تعالى :
 
أولاً : بل أنا أقول : انظر يا حلبي إلى قاموس شتائمك للمشايخ السلفيين، في الوقت الذي تكيل فيه المدح لأهل البدع والأهواء وتزعم أنك تخاف الله في تبديعهم وتأخذ بالأحوط.
 
فأيهما أحوط إن كنت صادقاً : الطعن في المختلف فيه(كما تزعم)، أم في الثقات الذين لم يختلف فيهم أهل العلم .
 
ما هذا المنهج المنحرف الذي تسير عليه أيها الحلبي !
 
ثانياً: الجرح والتعديل وصفان شرعيان، أمانة يؤتمن عليهما أهل العلم، فهل تريد من أهل العلم أن يزكوا أهل الأهواء والبدع جزافاً، ويفتح الباب .
 
ثم التعديل للشخص : إنما يكون بناء على أفعاله وأقواله : فمن قال خيراً وعمل خيراً زكي وأثنى عليه أهل العلم.
 
أما من خالف الحق فكيف يزكى .
 
ثالثاً: في الوقت الذي تنكر فيه وجود التعديل، أو تقلله، تتناقض فتقع فيما فررت منه، فأنت تقول في تعديل المشايخ السلفيين (ليس بصواب)، فتأمل هذا المنهج المنحرف الذي تسير عليه وهذا التناقض العجيب.
 
رابعاً : أما قولك (متشددي الجرح والتعديل) فهذه دعوى ترمي بها بعض المشايخ السلفيين من أمثال الشيخ النجمي رحمه الله تعالى والشيخ ربيع المدخلي والشيخ عبيد الجابري؛ لأنهم هم المقصودون بردك وسبابك .
 
وهؤلاء عند أهل العلم الكبار : من أئمة الجرح والتعديل في هذا العصر المقبول قولهم بدليله، والذين يرجع إليهم لسؤالهم.
 
خامساً : وقولك (وما قد يكاد يكون من ذلك موجوداً اليوم فقد ينقض غداً كما نقض بالأمس!!
 
وما حال إخوان الأمس أعداء اليوم وللأسف الشديد عن الناظر ببعيد!)
 
أقول: يا حلبي: هل حال إخوان الأمس مثل حالهم اليوم
 
إن كان الجواب نعم حالهم واحد لم يتغير فيصح قولك واستعجابك وتأسفك !
 
ولكن هيهات؛ لأن إخوان الأمس خالفوا منهجهم اليوم فها أنت تعترف بمخالفتك لمنهجك بالأمس كما في الحلقةالسادسة.
 
ثم هل تؤمن الفتنة على الحي أما قال ابن مسعود رضي الله عنه :” لا يُقَلِّدَنَّ أحدكم دِينَهُ رَجُلاً فَإِنَ آمَنَ آمَنَ وَإِنْ كَفَرَ كَفَرَ وَإِنْ كُنْتُمْ لا بُدَّ مُقْتَدِينَ فَاقْتَدُوا بِالْمَيِّتِ فَإِنَ الْحَيَّ لا يُؤْمَنُ عليه الْفِتْنَةُ” أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (9/152رقم8764).
 
وأنت أقرب مثال :
 
كنت بالأمس مع السلفيين فأثنى أهل العلم على ظاهرك.
 
واليوم تخالف منهج السلف الصالح وتطعن في بعض العلماء السلفيين فرد عليك العلماء وطلاب العلم بالحجة والبرهان .
 
وقولك في وصف حال المشايخ (وليس هذا برشيد ولا سديد …)
 
أقول: الحال السديد الرشيد، هو حال من تابع السلف الصالح عقيدة ومنهجاً.
 
والحال غير السديد ولا الرشيد بل المتردي العنيد هو حال من أتى بمنهج مخترع جديد، ولم يكتفِ بذلك حتى ادعى أنه منهج السلف الصالح، وهم منه براء.
 
فانظر: هداك الله لرشدك وسدد حالك ووقاك بطانة السوء: من أليق بهذا الوصف !!!
 
وقولك (وأذكر جيداً أنني نصحت قديماً بعض الناس حول شخص كان يزكيه جداً وكنا نعرف عنه انحرافاً منهجياً واضحاً !!
 
فقال مغاضباً : كعادته هو سلفي أكثر منكم!!
 
فأي حالتيه أقرب للصواب وأبعد عن العجلة والارتياب؟!
 
وقد قال الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين (2/156) :”الغضب غول يغتال العقل كما تغتاله الخمر”).
 
أقول: مرادك ببعض الناس: الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، ومرادك بمن زكاه: فالح الحربي.
 
لكن : قولك : نعرف عنه انحرافاً منهجياً واضحاً : يقال لك أولاً : لماذا لم ترد عليه وتفضحه؛ لأنك عرفت ومن عرف حجة على من لم يعرف.
 
ثانياً : أنت تغالط : ما مقصودك بانحرافه المنهجي الواضح: هل هو انحراف يضلل به الرجل، ومع ذلك يزكيه المشايخ السلفيون فهذا لا شك أنه كذب صراح.
 
وحال فالح قديماً معروفة حيث كان يظهر السلفية والدفاع عنها والرد على المخالفين وكان المشايخ يعاملونه على ما ظهر منه، وباطنه يوكلونه إلى الله، بل ممن أثنى عليه الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله.
 
لكن هل تعني التزكية : العصمة من الخطأ مستقبلاً!!!
 
هل التزكية: صك غفران عندك أيها الحلبي.
 
وقول الشيخ ربيع عن فالح: إنه سلفي أكثر منكم؛ لأن فالحاً الحربي كان يظهر الذب عن السنة وأهلها والطعن فيمن يخالفهما.
 
بخلاف حال الحلبي وأخوانه الذين كانت لهم مواقف سيئة خاصة في الفتن والمحن حيث وقفت أيها الحلبي مع عرعور والمغراوي والمأربي ضد السلفيين !
 
ثم لما خالف فالح الحربي المنهج السلفي بطعنه في أناس معروفين بالسلفية بدون حجة، أنكر عليه مشايخ المدينة الشيخ ربيع وإخوانه، وكرروا نصحهم له على امتداد سنوات، فلا يزداد إلا تمادياً في منهجه وأحكامه التي يقذفها بدون بيان ولا أسباب توجب ما يقول، ثم أخيراً كتب الشيخ ربيع نصيحته المشهورة.
 
فانقلب هذا الرجل بحربه على الشيخ ربيع وإخوانه طعناً ظالماً وتشويهاً، وألّب عليهم جهالاً وسفهاء يطعنون فيهم ويسقطونهم، فتصدى الشيخ وإخوانه لهذا البغي والظلم.
 
أفيعاب الشيخ وإخوانه المتمسكين بالمنهج السلفي اعتدالاً وأخلاقاً، أو يعاب ذلك الشخص المنحرف المجازف؟
 
أليس هذا من الأدلة الكثيرة على أن العلماء السلفيين لا يكيلون بمكيلين ولا يَزِنُون بميزانين ولا يلعبون على الحبلين، فالمخالف للحق ولو كان أخاً لهم إذا أصر وعاند بينوا حاله للناس وحذروا منه .
 
أما قولك : فقال مغاضباً (كعادته هو سلفي أكثر منكم!!)
 
أقول : الشيخ ربيع بن هادي المدخلي معروفٌ عند أهل العلم بحلمه وشفقته ورحمته حتى على المخالف، وقد سبق بيان ذلك .
 
لكن: يغضب كما يغضب العلماء على من خالف الحق، قال ابن رجب في فضل علم السلف على الخلف (3/31-المجموع) :”من علامات العلم النافع أن صاحبه لا يدعي العلم ولا يفخر به على أحد ولا ينسب غيره إلى الجهل إلا من خالف السنة وأهلها فإنه يتكلم فيه غضباً لله لا غضباً لنفسه ولا قصداً لرفعتها على أحد”.
 
فغضب الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى منك لسوء تصرفك، وحالك في الدعوة إلى الله ودفاعك عن جمعية إحياء التراث وعن أهل البدع في ذاك المجلس وفي غيره.
 
ومن رد الحلبي على الحلبي قولك فيما سيمته بـمنهج السلف الصالح (ص 9) عن كتاب النصيحة للشيخ ربيع المدخلي (… فَقَدْ كَتَبَهَا بِنَفْسِيَّةٍ هادِئَةٍ وَقَلَمٍ مَضْبُوط، لَيْسَ عَلَيْهَا شَدٌّ، وَلاَ جَذْبٌ، وَلا ضُغُوط . فَخَرَجَتْ -وَالحَمْدُ لله- مُؤَصَّلَةً تَأْصِيلاً عِلْمِيًّا رَائِقا، وَمُحَقَّقَةً تَحْقِيقاً مَنْهَجِيًّا فَائِقا) انتهى .
 
قلت : كل كتب الشيخ بهذه الصورة عند أهل العلم المنصفين لكن :
 
………………… وعين السخط تبدي المساوئ
 
أما ذكرت في كتاب الرد البرهاني (ص53) حاشية رقم (1) وأنت تدافع عن نفسك ما رماك به محمد شقرة من الغضب ورفع الصوت في مجلس حصل لك بقولك (وما فسح لي المجال فيه وهو قليل ، كنت أرده بقوة وأعلو فيه بحق.
 
وليس يزعجني البتة ذلك الغمز بي من قبل فضيلة الشيخ سدده الله في مقدمته (ص7) إشارة إلى الأصوات والأوداج !!
 
فمن أبواب كتاب العلم المشهورة من صحيح البخاري (3- من رفع صوته بالتعليم)، و(28- الغضب في الموعظة والتعليم) … انتهى .
 
فما بالك يا حلبي تنكر على الشيخ ربيع المدخلي غضبه في العلم وفي الموعظة ما أثبته لنفسك بلا إزعاج!
 
أم أنه الكيل بمكيالين والوزن بميزانين واللعب بالحبلين.
 
ثم أخيراً يا حلبي : كفى بالطعن في العلماء السلفيين طعناً بالقائل.
 
محبكم
 
أحمد بن عمر بازمول