إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده و رسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، أما بعد:
فرحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لمصاب عظيم على أهل السنة، نسأل الله أن يخلف عليهم في مصابهم ما هو خير منه، فموت الرجل من أهل السنة خطب جلل، وأمر غير سهل ولكن الصبر والرضا بقضاء الله وقدره.
قال أيوب : ” إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي “
وقال حماد بن زيد : ” حضرت أيوب السختياني وهو يغسل شعيب بن الحبحاب، وهو يقول: إن الذين يتمنون موت أهل السنة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ، والله متم نوره ولو كره الكافرون “
وإن لنرجوا الله أن يتقبله في الصالحين، وأن يرفع درجته في عليين، وأن يتجاوز عنه بمنه وكرمه، فقد كان من أهل التوحيد والسنة، محارباً للبدع والشرك بكل صوره، فجزاه الله خيراً من ملك صالح، ومؤمن مجاهد نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
قال معتمر بن سليمان : ” دخلت على أبي وأنا منكسر !
فقال: ما لك ؟
قلت: مات صديق لي !
قال: مات على السنة ؟
قلت: نعم !
قال: فلا تخف عليه”
وعليه أقول : إن من يفرح بموت هذا الملك السلفي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، فاتهمه في دينه فلن يكون إلا واحد من هؤلاء :
رافضي : قد أغاظه رحمه الله بنصر السنة ومحبة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .
أو خارجي : قطع دابره بحملاته التطهيرية ضد الخوارج الإرهابيين وإحباط مخططاتهم التخريبية بهجمات استباقية !
أو إخواني مفلس : قد أفسد عليه خريفه العربي ومنعه التسلط على آبار النفط التي أحتلوها في شتى البلاد بحجة تغيير ظلم الحكام .
أو ليبرالي أو علماني : حطم ملكنا رحمه الله أصنام الكفر التي أرادوا نصبها في أرض الرسالة و النبوة .
ومن تراه محزونا مكروبا لموته -رحمه الله -فذاك السلفي المهتدي والذي بسنة نبيه مقتدي الذي عرف مكانة التوحيد وذاق طعمه في هذا البلد الآمن وعرف قدر حاكمه السني المجاهد.