بسم الله الرحمن الرحيم
اخلص نيتك أيها السلفي
واتبع الحق ولا تلتفت للخلق فتقدم قولهم على الحق
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي ت795هـ في فتح الباري (6/406) :
(( إن أئمة الإسلام المجتمع عليهم إنما قصدوا اتباع ما ظهر لهم من الحق وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن لهم قصد في غير ذلك رضي الله عنهم .
ثم حدث بعدهم من كان قصده أن تكون كلمة فلان وفلان هي العليا، ولم يكن ذلك قصد أولئك المتقدمين ))
التعليق :
يوضح لنا الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم في مسائل العلم عموماً وفي المسائل الخلافية خصوصاً.
ومنهجهم هو : اتباع الحق، والبحث عنه، وليس اتباع الخلق .
وهذا هو الواجب على كل مسلم ظهر له الحق وعرفه بدليله أن يتبع الحق ولو خالف قول كائن من كان من العلماء .
ولم يكن قصد السلف ولا منهجهم : نصرة فلان أو فلان من الأئمة أو المتبوعين فضلاً عمن دونهم
أن الخلف بعضهم وقع في فخ التقليد والتعصب للشيوخ فذهب ينصر قولهم ويدافع عن رأيهم ولو خالف الدليل
وبعض الخلف يدافع عن الشيوخ بقصد إعلاء كلمتهم لا إعلاء الحق ونصرة الحق
وهذا تخبط من ذاك المتعصب للشيوخ .
وبعض الخلف يظهر نصرة الحق وهو إنما نصره لأنه تبع لشيخه ومن يعظمه لا لأنه الحق وهذه النية لا تنفع صاحبها بل تضره
ويظهر وينكشف حال هؤلاء في المسائل التي يخالفها شيخه ويكون الحق بخلاف قول شيخه فينصر شيخه لا الدليل .
الحق واحد وهو وحي من الله لا يجوز للمسلم أن يتركه لقول أحد كائناً من كان
قال ابن كثير ت774هجري في الأحكام الكبير (1/55) : (( السنة … مقدمة على قول كل قائل، وحجة على كل عالم وجاهل ))
والباطل له بهرجة وزخرف من القول لا يجوز للمسلم أن يلتفت إليه ولا يخدع به ولو وافق قول أحد العلماء كائناً من كان
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الاثنين غرة جمادى الأولى 1440هجري