الحلقة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فلا يخفى على كل مسلم ومسلمة أن العبادة لا يقبلها الله تعالى إلا بشرطين :
– الأول : الإخلاص : أي أن تقصد وتريد بعملك الثواب من الله لا رياء ولا سمعة ولا طلباً لأمر دنيوي .
– الثاني : المتابعة : أي تعمل كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل وتترك ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم تركه من المنهيات .
والخلل والنقص في العبادة يرجع لعدة أسباب منها :
– الجهل بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال .
– أو البدع المحدثات بحيث يظن الظان أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعله وهو لم يفعله .
– انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
– متابعة العامة دون الرجوع للعلماء والتعلم منهم . وعامة الناس مثله في عدم العلم إلا ما رحم الله ولذلك جهل كثير من الناس أحكام دينهم فطرأ وحصل التغير .
وقد لاحظ هذا التغير والنقص والخلل الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه لاحظ التغيير والنقص في الصلاة وهي تؤدى خمس مرات في اليوم والليلة كما روت ذلك أم الدرداء حيث قالت دخل علي أبو الدرداء وهو مغضب فقلت ما أغضبك ؟ فقال : والله ما أعرف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا أنهم يصلون جميعاً.
فإذا كان هذا التغير في الصلوات الخمس المؤداة في اليوم والليلة على الدوام فكيف بغيرها من العبادات !
وإذا كان هذا في زمن كان فيه الصحابة موجودين فكيف بمن بعده !
بل فكيف بأكثر من ألف وأربعمائة سنة !!
لذلك كتبت موضوعاً بعنوان ( ما لا يصح في الصيام ) بينت فيه الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ثم أذكر السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا أمر مهم : ألا وهو تعلم السنة الصحيحة مع تعلم ما يخالفها وما لا يصح فعله؛ لأن بعض الناس قد يفعل أمراً يظنه مشروعاً وهو ليس بمشروع .
وقد قدمته في إذاعة القرآن الكريم قبل أكثر من ست سنوات، ولا زالت الحاجة لطرح هذا الموضوع موجودة بل ومُلِحَّة خاصة مع طلب الإخوة لقراءة الموضوع .
فرأيت أن أنزل الموضوع في حلقات في فترة شهر رمضان المبارك – إن شاء الله تعالى – واللهَ اسأل أن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
واسأله أن ينفع به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأن يرزقنا إتباع سنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأن يبعدنا عن الشرك والبدع والمعاصي والسيئات .
وأن يحفظ بلادنا من كل سوء، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وأن يحفظ ولاة أمرنا ويوفقهم لكل خير ، وأن يبعدهم عن كل شر ، وأن يحفظ بهم البلاد والعباد إنه سميع قريب مجيب الدعاء .
أخوكم المحب
د/ أحمد بن عمر بن سالم بازمول