صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي الحلبي الحلقة التاسعة لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة التاسعة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي – بحمد الله تعالى – والتي كشفت فيها عن بعض وسوسة الحلبي وتلبيساته في كتابه الذي سماه بـ”منهج السلف الصالح”
وقد سبق في الحلقة الثامنة مناقشة الحلبي في طعنه في بعض علماء السلفية بأسلوب ماكر، فهو لم يذكرهم بأسمائهم ولكن ذكر أموراً يعرف كل سلفي أنهالهم، وأخذ يفسرها ويهول فيها على خلاف الحق.
وقد لقيت بحمد الله تعالى قبولاً واستحساناً من كثير من العلماء وطلاب العلم، وقد انتفع بها كثير ممن كان مغتراً بالحلبي محسناً الظن به، فظهر حاله وانكشف أمره – بفضل الله أولاً وآخراً – ثم بفضل العلماء السلفيين الذين علمونا المنهج السلفي الصحيح، وحفظوه لنا من التبديل أو التحريف أو التعطيل جزاهم الله عنَّا جميعاً خيراً .
وفي هذه الحلقة – إن شاء الله تعالى – استكمل شيئاً من طعن الحلبي في العلماء السلفيين!
وأسوق لك أخي القارئ كلام الحلبي الذي يطعن فيه على علماء السنة مع الرد عليه:
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص72 ) حاشية رقم (1) ( وَقَدْ يَصِلُ الحَدُّ بِبَعْضِ الناس(!) -لِمُجَرَّدِ مُخالَفَتِهِ!- إِلى التَّشْكِيكِ بسلفية من يخالفه!! كَأَنْ يقولُ: (سَلَفِيَّتُكَ غَيْرُ سَلَفِيَّتِنا)!!
مُتَناسِياً -هَذا- غفر الله له أَنَّ السَّلَفِيَّةَ وَاحِدَة -أَبَداً-، وأنَّ مَا قَدْ يَقَعُ مِن اخْتِلافٍ بَيْنَ الأَشْخَاص: فَبِسَبَبِ سُوءِ الفَهْمِ -وَالخَلَل-، أَوْ سُوءِ التَّصَرُّفِ والعَمَل!
وَلَقَدْ ذَكَّرَتْنِي هَذِهِ الكَلِمَةُ (!) بِمَا قَالَهُ بعض الناس([1]) -قَدِيماً- بِحَقِّ شَيْخِنا الأَلْبَانِيِّ -رَحِمَهُ الله-: «سَلَفِيَّتُنا أَقْوَى مِنْ سَلَفِيَّةِ الشَّيْخِ الأَلْبَانِي»!!
فَهَذِهِ مِن تِلْكَ -سَواءً بِسَواءٍ-! وَلَكِنْ -مَعْذِرَةً!- بأسلوب آخر([2])!!
والعجَبُ يَعْظُمُ إذا عرفتَ -أخي طالبَ العلم- أنَّ قائلَ هذه الكلمةِ -غَفَرَ اللهُ لنا وله- خَرَّجَها (!) على معنى الذَّبِّ، وَالدِّفاعِ عن الشيخ الألباني!!!
ولستُ أدري كيف !؟ ولماذا؟!
ومع ذلك… فلمْ نَقِفْ عندها كثيراً! ولمْ نُدَنْدِنْ حولَها ولو يسيراً!!) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى:
1- أثار الحلبي في هذا التعليق وأراد بدسيسة الطعن ظلماً وعدواناً على الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى.
2- وهاتان المسألتان :
إحداهما جديدة (سلفيتنا غير سلفيتك)
والأخرى قديمة(سلفيتنا أقوى من الألباني)،
وقد شبه إحداهما بالأخرى، مع الفارق السحيق بين الاثنين ! كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
3- أما المسألة الأولى : فهي : قول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى لعلي الحلبي بعد نصحه وتكرار النصيحة والصبر عليه لسنوات طوال مع التحذير من مخالفة منهج السلف الصالح ! والحلبي يدافع وينافح عن منهجه الجديد، فقال له الشيخ ربيع المدخلي بكل وضوح وصراحة (سَلَفِيَّتُكَ غَيْرُ سَلَفِيَّتِنا)!!
ومعنى كلام الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى إن كان هذا المنهج الذي تسير عليه أيها الحلبي تزعم أنه منهج سلفي فهذا يعني أن سلفيتك غير السلفية المعروفة التي نسير عليها وورثناها عن السلف وتلقيناها من المشايخ السلفيين بل وأثنى عليها كبار العلماء .
والمعنى باختصار: أنك بهذا المسلك وهذا المنهج الجديد لست على منهج السلف المعروف.
وهذا واضح جداً بحمد الله .
4- فقولك أيها الحلبي :” مُتَناسِياً -هَذا- غفر الله له أَنَّ السَّلَفِيَّةَ وَاحِدَة -أَبَداً-، وأنَّ مَا قَدْ يَقَعُ مِن اخْتِلافٍ بَيْنَ الأَشْخَاص: فَبِسَبَبِ سوءِ الفَهْمِ -وَالخَلَل-، أَوْ سُوءِ التَّصَرُّفِ والعَمَل!”انتهى.
حجة عليك : فإذا كانت السلفية واحدة؛ فما تفسيرك لأعمالك التي تخالف منهج السلف.
فما أدري هل أنت فقيه أم نصف فقيه كما قاله ابن قيم الجوزية ونقلته في كتابك المسمى بمنهج السلف الصالح (ص33) :”فقيه النفس يقول ما أردت، ونصف الفقيه يقول ما قلت”
وأما قولك (وأن ما قد يقع …) فغريب جداً !
فهل ما وقع بينك وبين المشايخ السلفيين هو من بابة الاختلاف بين الأشخاص!!
ما أدري ؟
في كلامك أيها الحلبي مغالطات على طريقة الفلاسفة المغالطة.
5- ولم تكتفِ بذلك أيها الحلبي حتى رميتهم بسوء الفهم والخلل، ولم تكتف بذلك حتى رميتهم بسوء التصرف والعمل !
ما أدري يا حلبي ألا تستحي وأنت كوعل يناطح الجبال فما أوهنتها ولكن أوهنت قرنك أيها الحلبي.
لو افترضنا جدلاً أن المسألة اجتهادية فأين الأدب مع العلماء الكبار واحترام رأيهم، والرجوع إليهم، والاعتراف بفضلهم، فهم أبعد نظراً، وأعمق علماً، وأحسن توجيهاً منك لو كنت متأصلاً علمياً فكيف وأنت جمعت بين صغر السن وقلة العلم بل والهوى.
هل المشايخ السلفيون يريدون أن يختلفوا معك ؟
ليس بينك وبينهم عداء أو خصام هم دافعوا عنك كما اعترفت أنت بنفسك بذلك فيما سميته بـمنهج السلف الصالح (ص227) حاشية رقم (1)، سيأتي نقله مع مناقشتك فيه.
كيف : والمسألة ليست اجتهادية إنما هي مسألة سنة أو بدعة، مسألة حق أو باطل، مسألة التزام بمنهج السلف أو مخالفته.
فهل الدفاع عن رؤوس أهل البدع بالأكاذيب والخيانات. والتأصيل الباطل للدفاع عن هؤلاء الرؤوس وأتباعهم. والشهادة لأهل البدع مثل الإخوان المسلمين بأنهم من أهل السنة وبإطراء أهل البدع الغليظة كالشعراوي. وحرب أهل السنة بالأكاذيب والافتراءات العظيمة إلا من فَهْمِك -وَخَلَلك-، أَوْ سُوءِ تَّصَرُّفِك وعَمَلك!
6- أما المسألة الثانية فهي مسألة قديمة قد أثيرت وانتهت لكن عاد الحلبي ليفتحها بأسلوب ما كر مخادع ليطعن بها على الشيخ ربيع المدخلي ويؤلب الناس على الشيخ ربيع المدخلي؛ ليقول لطلاب العلم والعلماء : الشيخ ربيع المدخلي يطعن في الألباني بأسلوب خفي ! من خلف الباب فكلامه في الباطن طعن .
7- ولم تكتفِ بذلك حتى رددت دفاع الشيخ ربيع المدخلي عن نفسه إذ قلت أيها الحلبي (والعجَبُ يَعْظُمُ إذا عرفتَ -أخي طالبَ العلم- أنَّ قائلَ هذه الكلمةِ -غَفَرَ اللهُ لنا وله- خَرَّجَها (!) على معنى الذَّبِّ، وَالدِّفاعِ عن الشيخ الألباني!!!).
ولا أدري أيها الحلبي إلى أي مدى من التلبيس وصلت !!!
فكلام الشيخ ربيع المدخلي واضح عند أهل اللغة وعند أهل العلم :
فأفعل التفضيل تفيد اشتراك اثنين في أمر مع زيادة أحدهما على الآخر في شيء.
فسلفية الألباني رحمه الله تعالى قوية معروفة.
لكن إذا قارنا بين سلفية الألباني وسلفية أئمة الدعوة ومن على نهجهم نجدها أقوى .
8- وأما قولك (قائلَ هذه الكلمةِ -غَفَرَ اللهُ لنا وله- خَرَّجَها (!) على معنى الذَّبِّ، وَالدِّفاعِ عن الشيخ الألباني) انتهى .
فهذا تلبيس وتدليس منك لإخفاء الحقيقة؛ فالشيخ ربيع المدخلي لم يخرجها بل هذه هي الحقيقة الواضحة ولا تحتاج إلى تخريج لمعنى صحيح! لأن الشيخ ربيع المدخلي أورد هذه الجملة في سياق الثناء على الشيخ الألباني والاستفادة من علمه، مع سلفية الألباني وأهل المدينة.قال أخونا الشيخ خالد ضحوي في الجواب عمن زعم أن الشيخ ربيع المدخلي يطعن في الشيخ الألباني (ص2) :” نقول بأن الشيخ ربيع كان في مناسبة معروفة وشريط معروف قد طرح فيه سؤال حول بعض فتاوى الشيخ الألباني ورد فيه طعن خصومه وذكر جهوده العظيمة في خدمة السنة النبوية أثنى على الشيخ رحمه الله بما هو أهلٌ له.
ثم رد على من يزعمون بأن سلفية الشيخ ربيع مأخوذة من الألباني فقال مفنداً لهذه الدعوى التي لا يقصد منها الخصوم إلا الطعن، إننا عرفنا السلفية والحمد لله من قبل أن نعرف الشيخ الألباني ويقصد بذلك ما عليه علماء المنهج السلفي في هذه البلاد الطيبة وعلى رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله وتلامذته والشيخ القرعاوي رحمه الله وتلامذته.
وأن الشيخ يخالفهم في بعض الفتاوى وإن كان مجتهداً فإن الشيخ ربيع يرى أن الصواب في هذه المسائل مع علماء هذه البلاد ومن هنا قال أن سلفيتنا أقوى من سلفية الشيخ الألباني.
ولقد بلغت هذه الكلمة الشيخ الألباني وتلامذته فلم يغضبهم ذلك بل قالوا قول العقلاء المنصفين أن هذه وجهة نظر وليس فيها طعن والحمد لله”انتهى.
9- والشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى من أكثر العلماء دفاعاً عن الألباني وحباً له حتى من الذين يدعون أنهم تلاميذه وأنصاره.
قال أخونا الشيخ خالد ضحوي في الجواب عمن زعم أن الشيخ ربيع المدخلي يطعن في الشيخ الألباني (ص1):”الشيخ ربيع حفظه الله معروف عنه دفاعه المستميت عن أهل السنة جميعاً وعلى رأسهم الشيخ الألباني، فهو الذي وقف في وجه الحداد وأتباعه وهو الذي رد على عبداللطيف باشميل وحذر منه، وقد كانت أكثر ثورة هؤلاء الحدادية على الشيخ ناصر الدين الألباني، ولم نرَ من أهل الأهواء كتاباً واحداً أو شريطاً واحداً في ذبهم عن الشيخ الألباني”.انتهى.
وقد أجاب الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى بكلام واضح جداً عن هذه الفرية التي يرميه بها المغرضون أصحاب النوايا الخبيثة فقد سئل الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى : سائل يسأل يقول : سمع أنكم قلتم في شريط بصوتكم إن سلفيتنا أقوى ؛ أفضل من سلفية الألباني؟
فأجاب الشيخ – حفظه الله – : قد أجبت على هذا السؤال كرات ومرات، وهذا مثل القول بأن الألباني يطعن في الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فما هي إجابتكم عن هذه الدعوى على الشيخ الألباني ؟
ما دام أهل الأغراض يلحون في هذاالسؤال ويطلبون ترداده وقد أجبت عنه مراراً وتكراراً ، فأنا أسألكم، ما هو قولكم فيمن يقول إن الألباني يطعن في الإمام محمد بن عبد الوهاب ؟ ما عندكم إجابة ؟ أناأجبت عنكم وفندت دعوى هؤلاء ، وبينت كذبهم، وهؤلاء الذين كرروا السؤال كذابون، ليس عندهم غيرة على الألباني لا من قريب ولا من بعيد، وهم من خصومه، وخصوم منهجه،ويكررونه للفتنة هذا قصدهم،أنا أحترم الألباني؛ ما أعتقد أحد يفوقني في احترامه ، وذببت عنه ولله الحمد؛ كثيراً وكثيراً، وفي الكلمةهذه التي في الشريط الذي قلت فيه هذه الكلمة كان الشريط دفاعاً عن الشيخ الألباني، فطبعاً أهل الأهواء جعلوني بين شقي رحى من هذا الشريط :
طرف يقول : إني أغلو في الشيخ الألباني … طيب أجبنا على هذه الشبهة وبيَّنا الكذب وكذا، وكذبهم.
والطرف الثاني الشق الثاني للرحى هذه ؛ يقول : إني أنا أنتقص الألباني ، أطعن فيه فقلت هذاالكلام، فنسوا دفاعي عنه وثنائي عليه وتعلقوا بها ،افرضوا يا إخوان أني قلت سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني هذا إخراج لهمن السلفية ؟
هذا إخراج له من السلفية ؟
لا – بارك الله فيكم – لما يقول الإمام الشافعي للإمام أحمد بن حنبل ولإخوانه يقول : أنتم أعلم بالحديث مني ؛بالرجال والحديث مني ، فأخبروني بأي حديث صح كوفياً بصرياً شامياً مصرياً ؛ أخبروني بصحته لأعمل به ، هل هذا نقصٌ في الشافعي ؟ أحمد أعلم مثلاً تكلم الشافعي ولكن أحمد أعلم منه ؛ بصحة الأحاديث وبالرجال وبمعرفته بالرجال ، فهل هذا انتقاص للشافعي ؟الأمثلة كثيرة على كل حال ؛ الأمثلة كثيرة ، يعني الشيخ الألباني قال في كلامه عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب : إنه شيخ الإسلام الثاني ، في هذا الشريط أو في هذاالكلام الذي يقولون فيه : إنه طعن في الشيخ الألباني ، يا أخي ما أحد مثل شيخ الإسلام ، كم شيخ الإسلام وتلاميذه كلهم ما أحد يقول عن محمد بن عبد الوهاب ولا ابن القيم ولا ابن حجر ولا الشوكاني ولا غيرهم ممن دافع عن ابن تيمية كابن تيمية في الحلم والعلم والذكاء ولا أحد يدعي، لا أحد يدعي هذا لنفسه ولا يدعيه لغيره، ولاغيرهم ممن جاء بعد ابن تيمية في الحفظ والعلم والذكاء ما أحد ولا أحد يدعيه، ما أحد يدعي هذا لنفسه ولا يدعيه لغيره ، فالأمر … لا تنقص للإمام محمد بارك الله فيكم ، ففي هذا الكلام قال فيه الشيخ الألباني ، يقول فيه : وهو شيخ الإسلام الثاني بعد ابن تيمية ، تجاوز ابن القيم وابن كثير والمزي والذهبي ومن بعدهم من علماء السنة وجعله شيخ الإسلام الثاني ، هل هذا الذي يقول هذا الكلام ، ويطلق عليه لفظ المجدد في هذا المقام ؛ هل هذا الإنسان يتنقص الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟ في هذا الشريط ، وقد بينت منزلة الألباني وجهاده وعلمه وذبه عن السنة ومحاربته أهل البدع ، ونشره للسنة ورفع لواء السنة وو إلى آخره، قالوا يعني : كانوا يشيعون عنا إنا نحن ما عرفنا السلفية إلا من الألباني ، ونحن حزب الألباني، فأين مثل هذه الشبهة ، وأين مثل هذا الكلام ! وعرفنا السلفية قبل الشيخ الألباني ، ومن أول يوم جاء يدرسنا في الجامعة بدأنا من أول يوم نعرف فيه الشيخ ، ولا لأن سلفيتنا أقوى من سلفيته بارك الله فيكم ، طيب ؛ الشيخ الألباني ينظر لنا أننا متشددون ونحن ننظر أنه ..أنه يعني متساهل بالنسبة لمواقفناقلت هذه العبارة لا تنقصاً له ، ولماذا نحن متشددون أيش معنى هذا لما يقول هذا هل معناه أنه يتنقصنا ؟ يقول : لا .
على كل حال عقيدتنا وعقيدة الألباني شيء واحد ، ومنهجنا ومنهجه واحد ،الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني ومحمد بن عبد الوهاب وابن تيمية كلهم على عقيدة واحدة ومنهج واحد، وانتشرت دعوة الجميع في حياة الألباني وابن باز ؛ في مشارق الأرض ومغاربها لا يجد السلفيون في العالم كله تنافراً بين منهج الألباني ومنهج إخوانه ، ولكنَّ هذه الأشياء يثيرها أهل الفتن ، ومثل هذا السؤال الذي يشيعونه على الألباني وعليَّ ؛ كل هذه الأشياء إنما الهدف منها ضرب السلفيين بعضهم ببعض ، لو بلغت الألباني هذه ما هزته أبداً ، وبلغت تلاميذه ولم تهزهم! وهؤلاء الذين يرددونها أنا أعتقدهم أعداء الألباني وأعداء منهجه ، ولا يريدون بذلك إلا الفتنة ، وأنا لا أتهم السائل الآن الذي سألني إن شاء الله ، لكن ربما واجه غلطاً من هؤلاء المفسدين فسألني هذا السؤال”انتهى
وسئل الشيخ ربيع المدخلي في دفع بغي عدنان على علماء السنة والإيمان كما نقله أخونا الشيخ خالد ضحوي في الجواب عمن زعم أن الشيخ ربيع المدخلي يطعن في الشيخ الألباني (ص4رقم20) ما تعليقكم حفظكم الله على قوله الآتي – أحسن الله إليكم – :
« والله العظيم قال هذا الرجل المتكبر على الألباني قال : سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني، فكيف يرضى بالتحاكم ؟ كيف يرضى، ما يرضى ؟ ».
الجـواب :
((أقول نحن يربطنا بالألباني عقيدة ومنهج، ونحن نجلُّه ونحترمه لعقيدته وعلمه ومنهجه الصحيح، وتصديه لأهل الباطل ولأهل البدع ورميُ أهل البدع إياه عن قوسٍ واحدة ؛ لأنه تصدى لأباطيلهم، وكر عليها بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح نعرف هذا له.
وهذا الكلام الذي قلته : ” سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني ” :
قلته في خلال الدفاع عنه، ورد الطعون عليه، وهذا شريط مسجل فليسمعه من يريد أن يعرف الحقيقة وهو منتشر.
وهل عدنان يردد هذا الكلام صادقاً ؟ ومن منطلق الغيرة على السنة وعلى الألباني، أو هو استغلالٌ ماكر، إن التصاقه بالألباني استغلالٌ ماكر، فهو ليس على منهجه، وبعيد عن منهج الألباني.
لأن منهج الألباني محاربة البدع صغيرها وكبيرها، وهذا يدافع عنها ويضع القواعد لحماية أهل البدع، ويمشي مع أهل البدع ويمشي مع الحزبيين، بل يمشي في ظني مع أشد أعداء الألباني، ورأيت شيئاً في كلام عدنان يدل على هذه الصلة، ومنها أنهم يمدونه بأشرطة لا يمكن أن يعلمها، موجودة عند أناسٍ من رؤوس الحدادية الذين سبوا الألباني سباً شديداً وافتروا عليه، وأنه عدوٌ لمحمد ابن عبد الوهاب وعدوٌ لدعوته وعدوٌ لهذه الدولة و وإلى آخره، هؤلاء يمدونه بمعلومات لا يعرفها أعرف أنها من عندهم، وما سمعنا له كلمة لا في شريط ولا في كتاب يواجه بـها هؤلاء الذين يعادون الألباني.
عرضت هذه المقولة على تلاميذ الألباني.
أما تلاميذ الألباني قالوا : ” هذا لا شيء فيه “
وعدنان يريد أن يهوّل ويريد الفتنة، وهذا من الأدلة أنه يتقصد الفتنة قصداً ويتقصد التحريش تقصداً.
وإلا لو كان صادقاً في حبه واحترامه للألباني لرد على أعدائه الذين ألفوا فيه الكتب يطعنون فيه ويقولون أنه يطعن في دعوة محمد بن عبد الوهاب ويطعن ويطعن إلى آخره، ويعرفهم أسميهم له :
” با شميل، موسى الدويش، العسكر ” يرد عليهم، وغيرهم من الذين كتبوا وأعلنوا، يرد عليهم الآن إن كان صادقاً وإن كان شجاعاً، وإن كانت الدنيا فتنة، الدنيا لا تهز ظفره يرد عليهم، فإن لم يرد عليهم فهو صديقهم ومتمالىء معهم ويمدونه بالمعلومات التي أظن أنهم أمدوه بـها، فإن سكت ولم يرد عليهم فالأمر كما ذكرت أنا. )) انتهى
وقال الشيخ ربيع المدخلي :” ما ذكرته بأنني كافأت الألباني على هذا المدح أم طعنت فيه هذا كلام في غاية الظلم وهو تحريش واضح بإثارة الفتن بين السلفيين كما هو المعهود منك !
ماذا تريد بهذا الكلام؟
أنا طعنت في الألباني؟!
أنا والله ماأطعن فيه وقد تكون أنت و أمثالك تطعنون فيه في جلساتكم الخفية،أما أنا فأقدر هذا الرجل و أحترمه و أعلم فضله و درست عليه ثلاث سنوات أتلقى منه الحديث وقواعد أصول( الفقه ) و قواعد أصول الحديث و تطبيقها عملياً بما لايُعرف لمثله، أشهد له بذلك واستفدت من كتبه و من أشرطته، والناس أعداء هذا الرجل يحاربوني بما يعلمون من احترامي لهذا الرجل و تقديره… في الجامعة و في موقع ما أنا أتصور أنني و إياه واقفان فذكرت له بعض القضايا التي أنا أرى كمشايخي علماء هذه البلاد أن هذه القضية فيها كفر فقال الشيخ الألباني: أنتم عندكم شيء من التشدد.
هذه وجهة نظر من الشيخ الألباني و قولي هذا وجهة نظر، أناأومن بسلفيته و هو يؤمن بسلفيتي فإذا قلت سلفيتنا أقوى من سلفيته أعني أشد فقد يكون يرى هو أن سلفيته أقوى ولا أرى ذلك طعناً وهو لا يرى قولي هذا طعناً و لكنك أنتَ فسرته طعناً لأنك تعتبر الكلام الذي يعتقده المسلم في نفسه أنه حق تجعله طعناً فاليعرض هذا الكلام على الشيخ الألباني فإن رآه طعناً فأنامستعد ..يعذرني الألباني و أنا أعذره لأنه يرى نفسه أن سلفيته أقوى من سلفيتنا، وثق أن الألباني لن يهزه هذا التحريش، وثق أن كلامك باطل واختراعك لهذا التأريخ أنني قلته مكافأة بعد أن عدّلني ومدحني وأثنى علي وعلى كتبي([3])،أنا قلت هذا الكلام قبل أن يتكلم الألباني وقبل أن يثني عليَّ ولعله بسنوات وبشريط مسجل وكان هذا الشريط أصله أُلقي علي سؤال حول فتوى للشيخ الألباني في كفر من يسب الله أو يسب الرسول وله فيه رأيه فاعتذرت له وخالفته في الفتوى . انتهى كلام الشيخ حفظه الله.
أقول أنا أحمد بازمول : لا عطر بعد عروس كما يقال .
لكن ألفت نظرك أخي القارئ إلى موافقة الحلبي لعرعور ولمن أراد تهمة الشيخ ربيع المدخلي بتنقصه للألباني ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ولكنه الهوى هو الذي ساقك إلى مثل هذا الكلام في حق الشيخ ربيع الذي توافق فيه أهل البدع وهذا والله تعد وظلم منك في حق الشيخ ربيع – حفظه الله _.
10- ومن رد الحلبي على الحلبي :
ما قاله الحلبي في معرض القاهرة سنة 1429هـ عندما سئل عن مقولة (سلفيتنا أفضل من سلفية الألباني)
فأجابالحلبي : هذه قالها الشيخ ربيع ! وأبان عن قصده فيها ! قال نحن في السعودية كانتركيزنا على باب توحيد الألوهية بسبب ما كان في تلك البلاد من شرك ، بينما الشيخ الألباني كان تركيزه في باب الأسماء والصفات، وباب نشر السنة، فهذه المفاضلة ليست عامة وإنما مقصود بها شيء محدد ، وهذا الشيء المحدد ممكن أن نقلبه على قائله ! نقول الشيخ الألباني أيضاً سلفيته فيها ظهور أكثر من سلفيتكم، وهذا لا يحسن حقيقة ( !! ) لكن هي كلمة خرجت طار بها طائفتان : طائفة من أهل الغلو حملتها على غير مرادها،وطائفة أخرى للأسف الشديد جعلتها سبيلاً للنقض بين الشيخ ربيع والشيخ الألباني ونحن لسنا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء !! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”؟ انتهى .

ومما طعن به الحلبي على الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى مما له علاقة بمثل هذا المقام ما قاله الحلبي فيما سماه بـ(منهج السلف الصالح) (ص210) حاشية رقم (1) :”ومِن أعجبِ ما سمعتُ -قريباً-مِمَّا أَضْحَكَنِي!- عند مُناقشتي لبعض الناس([4]): قولُهُ –في وجهي- أمامِي!!- بَعْدَ أَخْذٍ وَرَدٍّ!-: (أنت لستَ مِن تلاميذ الألبانيّ!) -مُغاضِباً-!!
هكذا (قالَها!)!! أمامي !!-وهو غاضبٌ؛ وأنا ضاحِكٌ-!
فماذا تُرَاهُ قائلاً خَلْفِي؟!
مع معرفتِه الجازِمة(!) بملازمتي لشيخِنا -مُلاَزَمَةً بَرَّةً -بِحَمْدِ الله- نحواً مِن (رُبع قَرنٍ) مِن الزمان -بالدليل والبُرهان-.
… في الوقت الذي يَفْخَرُ (هُوَ!) -ويتفاخَرُ- بِالاِنْتِسَابِ لشيخِنا -وَالتَّلْمَذَةِ عليه!-! وحق له! مع كونِه لمْ يكدْ يصلُ ذَلِكَ مِنه -مَعَهُ!- إلى أقلَّ مِن رُبع (ربع القرن) -وذلك قَبْلَ نَحْوِ (نِصْفِ قَرْن)!-!!
….. وفي كتابي «سُؤالات الحلبي لشيخِه الإمام الألبانيّ» الواقِعِ -في (1200) صفحة، و(مُقَدِّمَتِهِ) البالغةِ نحواً من (70) صفحةً-: بيانٌ أطولُ..)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- كلمة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى (أنت لست من تلاميذ الألباني) هي من باب ما قاله لك أيها الحلبي (سلفيتنا غير سلفيتك) أي أنك لست على منهج الألباني تسير! كما أنك وإن كنت حضرت عند الشيخ العلامة الألباني جلسات وسمعت منه من الفتاوى، فهذه الجلسات لا تعني التتلمذ الاصطلاحي عند أهل العلم.
2- وقد طعن الحلبي في الشيخ ربيع المدخلي في هذه الكلمة؛ لأنها كشفت براءة حال الشيخ الألباني من أوحال الحلبي؛ لأن مراد الشيخ ربيع المدخلي باختصار : أنك على منهج تخالف منهج الألباني ولو ادعيت أنك من تلاميذ الألباني : كما نقلت فيما سيمته بمنهج السلف الصالح (ص179) عن صاحبك سلطان العيد قوله (وَلاَ يَغُرَّكَ انْتِسَابُهُم أَوْ تَحَزُّبُهُم لِعَالِمٍ مِنَ العُلَمَاءِ السَّلَفِيِّين؛ فَإِنَّ مَشَايِخَنا (ابْنَ بَاز، وَالأَلْبَانِيَّ، وَابْنَ عُثَيْمِين -وَغَيْرَهُم-) بُرَآءُ مِن هَؤُلاءٍِ الَّذِينَ يَتَسَتَّرُونَ بِهِم، وَيُخَالِفُونَ مَذْهَبَهُم وَطَرِيقَتَهُم، وَحِرْصَهُم عَلَى جَمْعِ كَلِمَةِ السَّلَفِيِّين) انتهى.
3- وقد أسأت الأدب كثيراً يا حلبي مع المشايخ الكبار خاصة من أحسن إليك منهم وكان معروفه واصلاً إليك ولكن لا ينتفع اللئيم بإحسان الكريم.
4- ولبست الحق بالباطل ودلست حيث زعمت أن كلمة الشيخ ربيع لك (أنت لست من تلاميذ الألباني) قالها في ساعة غضب، وصورت الموقف كأنك أنت الحليم الصبور .
ولكن واقع الأمر أنك أنت يا حلبي من كان يغضب ويصيح.
بينما الموقف كان من الشيخ ربيع غضباً لله عز وجل بسبب تهاونك وتخاذلك عن الحق ومخالفتك لمنهج السلف الصالح، كما هو شأن السلف الصالح، قال ابن رجب في فضل علم السلف على الخلف (3/31-المجموع) :”من علامات العلم النافع أن صاحبه لا يدعي العلم ولا يفخر به على أحد ولا ينسب غيره إلى الجهل إلا من خالف السنة وأهلها فإنه يتكلم فيه غضباً لله لا غضباً لنفسه ولا قصداً لرفعتها على أحد”
والعجيب : أنك تضحك مع وقوعك في هذه الأمور العظيمة كأن ذبابة وقعت على أنفك فقلت بها هكذا كما قال عَبْدُ اللَّهِ :« إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا”
أخرجه البخاري في الصحيح (5/2324رقم5949).
وأما قولك أيها الحلبي ( فماذا تُرَاهُ قائلاً خَلْفِي؟!) فهي دسيسة تطعن بها على الشيخ ربيع المدخلي الذي اعترفت أنت أنه يدافع عنك.
والشيخ ربيع يعرفه العلماء بالزهد والورع والخوف من الله عز وجل.
ولكن أيها الحلبي : أنت صاحب المجالس الذي تطعن في الشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ النجمي، وكل من يدين عرعور والمأربي وغيرهما من أوليائك.
ويصدق عليك : رمتني بدائها وانسلت
وقول الحلبي (مع معرفتِه الجازِمة(!) بملازمتي لشيخِنا -مُلاَزَمَةً بَرَّةً -بِحَمْدِ الله- نحواً مِن (رُبع قَرنٍ) مِن الزمان -بالدليل والبُرهان-. )
أقول: أين برك للألباني وأنت تدخل في مشاكل مخالفة لمنهج السلف ثم تزج الألباني فيها افتراء عليه وهو منها براء أو أخطأ فتجعل خطأه منهجاً تسير عليه!!!
ولقد أجاد الأخ معاذ الشمري في رده عليك في مقاله (براءة الأساتيذ) وسأنقل شيئاً من كلامه هنا حيث قال ” و لقد سمّيتهم بالـ ( تّلاميذ ! ) اعتبارًا لما كان ؛ وإلاّ فإنّ الخائن الأثيم ، والكذّاب اللّئيم مُنقطعُ الصّلة بمن يزعم أستاذيّته عليه ، وتلمذته بين يديه !
إذ تلميذُ الشّيخ مَن أخذ عنه وسارَ على منهجه و طريقته.
فأمّا مَن تنكّب الطّريق ، وخالف ما عليه شيخه من تدقيقٍ وتحقيق؛ فهذا أبعد النّاس عن الشّيخ ، وهو في صفّ خصومه و مناوئيه …
وأنا أقول لكم : كيف تتجرّؤون على قول : ( شيخنا ) له ؛ مع أنّكم تخالفونه في منهجه، وتقوّلونه ما ليس من، وتحرّفون كلامه ومنهجه ؟!
ألا قد صدق الشّيخ الرّبيع – سلّمه الله – لمّا قال لحلبيّكم : أنتم لستم تلاميذ الألبانيّ !
فهذا هو مراده – رحمه الله – ، وهذا هو معنى كلامه.
فإن قيل – وقد قيل – : بل الرّبيع – يحفظه الله – يُشيرُ إلى عدم ( دراسة ) القومِ – ولا سيّما الحلبيّ – على شيخنا الإمام الألبانيّ – رحمه الله – ؛ فنقول : نعم !
وشيخنا الألبانيّ – رحمه الله – سُئل في ” فتاوى رابغ : 5 ” : من هو أبرّ طلابك الّذي تنصحنا بقراءة كتبه ؟
فقال – رحمه الله – : الحقيقة أنّه ليس لي طلاّبٌ بمعنى الكلمة , ولكن ؛هناك أفرادٌ يتردّدون عليَّ – كثيرًا – – هناك في عمان – ، ويستشيرونني فيما يعترض سبيلهم من البحوث ومن تحقيقات ….
ثمّ ذكر – منهم – : الحلبيّ والهلالي ….
أقول : ولم يذكرهما ( تلاميذَ ! ) ؛ بل ( جُلساء ! )؛لأنّه سُئل – رحمه الله – – كما في ” سلسلة الهُدى و النّور : 174 ” ؛ عن ( التّلمذة ) ؛ فقال :
(( …. هذه المسألة تختلف باختلاف الأزمان ؛ أنت اليوم تعرف ( إنّو ) في دراسة بالمراسلة ، وليس بحضور التّلميذ بين يدي الشّيخ، ولذلك فهذه أمورٌ ( اصطلاحيّة ) ، ولا يترتّب من ورائها شيءٌ جوهريٌّ له قيمة.
فإذا افترضنا إنسانًا تفقّه بكتب رجلٍ من قديم الزّمان ، أو في حديثالزّمان ؛ فذلك يُمكن أن يُسمى تلميذًا لهذا الشّيخ ؛ ولو أنه ما عرفه ، ولا أدرك زمانه ، أو أدرك زمانه ولكنّه ما لقي شخصه.
المهمّ أن يتثقّف في ثقافته وأن يتفقّه بفقهه ، فيُمكن لمثل هذا أن يُقال : إنّه تلميذ فلان .
السّائل : وهل يجوز أن يقول هو عن نفسه : أنّه تلميذ فلان ؟!
الشّيخ : إذا كانوا يفهمون من قولته هذه أنّه تلميذٌ له مباشرةً ؛ فيكون تدليسًا ؛ أمّا إذا كانوا لايفهمون ذلك ؛ فلا بأس من ذلك ؛ حسب ما أوضحت- آنفًا – .
السّائل : . . . هل للشّيخ تلاميذ ؟!
الشّيخ : لي تلاميذٌ على هذه الطريقة .
السّائل : على الطريقة الأخرى ( إللّي ) هي مباشرة ؟!
الشّيخ : لا ما عندي !
السّائل : بالمرّة ! ما فيه ؟!
الشّيخ : هنا ما فيه !!! بالشّام كان فيه !!! [ أي : في سوريّا] .
السّائل : جزاك الله خير الجزاء.
الشّيخ : و إيّاك )) ا.هـ
قلت : ومن هذا الباب إكثار صدّيق حسن خان – رحمه الله – من تلقيب ( الشّوكانيّ ) – رحمه الله – بـ ( شيخنا ) ؛ مع أنّه يقول – أحيانًا – : ( شيخ شيوخنا ) ؛ حتّى قال الكتّانيّ في ” فهرس الفهارس : 2 / 1055 ” : (( . فما يوجد في كتبه من قوله في القاضي الشّوكانيّ : (شيخنا ) ؛فتجوّزٌ ، أو تدليس ! و كيف يُمكنه الأخذ عن الشّوكانيّ و هو في قُطْرٍ ، و الآخرفي غيره ؛ إلاّ أن يكون أجاز لأهل عصره ؛ و لا نتحقّقه ؟!! . . . )) ا.هـ
ولقد أنكر السّخاويّ على سِبط شيخه ابن حجرٍ – رحمهم الله – إطلاقه على بعض علماءزمانه : ( شيخنا ) ؛ فقال في ” الجواهر و الدّرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر : (3/1215) : (( و ما علمته قرأ على واحد منهما )) ا.هـ
قلت : فهذا – إذًا – اصطلاحٌ ألبانيٌّ ومدخليٌّ ( مُحْترَمٌ ) ؛ في عدم تسمية ( المُستفيد ) ( طالبًا ) و( تلميذًا ) – بإطلاقٍ – إذا لم تكن ( دراسةٌ ) بمعناها المعروف . . .
ففيمَ النّكير ؟!!!
ومَن الأَولى بذلك غير المدلّسين = الكاذبين على الشّيخ ؟!
و ( التّدليسُ أخو الكذب!)
لقد نسبوا أنفسهم للشّيخ زورًا – على الطّريقتين – !
فلا هم تلاميذ دراسةٍ – كما هو صريح كلام الشّيخ – !
و لا هم على طريقته و فقهه و منهجه !
بل هم يُخالفون طريقته ، ويمتهنون الكذب عليه ، و تحريف كلامه !!!
فالله المُستعان!
و لايُصادم هذا – أبدًا – تسمية شيخنا – رحمه الله – بعض جلسائه في الأردن ( تلميذًا ) ؛ لأنّه كذلك ؛ على ( الطّريقة الأولى ) الّتي جاءت في ( اصطلاحه ) الّذي شرحه – كما سبق- . والله أعلم))
انتهى كلام الأخ معاذ الشمري وكلامه غاية في التحرير.
وأما قول الحلبي (… في الوقت الذي يَفْخَرُ (هُوَ!) -ويتفاخَرُ- بِالاِنْتِسَابِ لشيخِنا -وَالتَّلْمَذَةِ عليه!-! وحق له! مع كونِه لمْ يكدْ يصلُ ذَلِكَ مِنه -مَعَهُ!- إلى أقلَّ مِن رُبع (ربع القرن) -وذلك قَبْلَ نَحْوِ (نِصْفِ قَرْن)!-!!)
أقول : نعم يحق له أن يفخر بذلك؛ لأنه درس عنده الحديث وأخذ عليه شرحه لبلوغ المرام، وغيره، ودرَّسه في علوم الحديث ودربه وزملاءه على دراسة الأسانيد وتخريج الأحاديث ويصحح صحيحها ويضعف ضعيفها، في الجامعة الإسلامية لمدة ثلاث سنوات، وحضر جلساته العلمية.
ويحق له الفخر فقد درس على جماعة من العلماء الأقحاح كالشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز والشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي وغيرهما ومنهم الشيخ العلامة الألباني رحمهم الله تعالى كما قال الشيخ ربيع المدخلي في النصر العزيز: ((فقد كان من حظنا جميعاً تلقي العلم على علماء لم يحصل على الأخذ عنهم إلا لقليل ممن التحق بالجامعة الإسلامية في سنواتها الأولى فكان من هؤلاء …… وفي مادة الحديث، محدث العصر المعروف بعلمه وفضله، وسعة صدره في نقاش أهل الشبه، وصاحب المنهج السليم في التصفية والتربية الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فقد غرس في قلوب طلابه حب السنة والعمل بها، والذب عنها)) انتهى
وزكاه الشيخ الألباني تزكية عجيبة قال فيها كما في الثناء البديع (18) :”باختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع”
وقال أيضاً كما في الثناء البديع (18) فيمن ينتقد الشيخ ربيعاً المدخلي والشيخ مقبلاً الوادعي رحمه الله تعالى :”فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين … إما جاهل فيعلم، وإما صاحب هوى فيستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله عز وجل إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره”.
ولم تحصل لك يا حلبي وأنت الملازم له نحواً من ربع قرن.
وقول الألباني رحمه الله تعالى في الطاعنين على الشيخين مقبل وربيع ينطبق عليك وعلى حزبك الحاقد عدنان عرعور والمغراوي والمأربي ومن سلك نهجهم الظالم المعتدي.
حيث قال رحمه الله كما في الثناء البديع (13) :” الحط على هذين الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى.
الجاهل يمكن هدايته ؛ لأنه يظن أنه على شيء من العلم، فإذا تبين العلم الصحيح اهتدى.. أما صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل، إلا أن يهديه الله ـ تبارك وتعالى ـ فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين ـ كما ذكرنا ـ إما جاهل فيُعلّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله -عز وجل- إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره”

محبكم

أحمد بن عمر بازمول

([1]) في النسخة القديمة (وَلَقَدْ ذَكَّرَتْنِي هَذِهِ الكَلِمَةُ (!) بِمَا قَالَهُ بَعْضُ المَشَايِخِ الأفاضِل)
وهذه أفضل (من بعض الناس) وفيها بيان أن المراد به شيخ وهو الشيخ ربيع كما هو معروف.

([2]) وفي النسخة القديمة (فَهَذِهِ مِن تِلْكَ -سَواءً بِسَواءٍ-! وَلَكِنْ -مَعْذِرَةً!- مِنَ البَابِ الخَلْفِيِّ!!) وهذه سوء أدب كالتي في الأصل .

([3]) وهذا الثناء ومنه قول الألباني رحمه الله : (إن الدكتور ربيع بن هادي هو حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر) قد أزعج عدنان عرعور وعصابته ومن سار في فلكهم اليوم إزعاجاً شديداً وأثار كوامن أحقادهم السوداء فشنوا الحرب الظالمة على الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى من ذلك الوقت إلى يومنا هذا.

([4]) في النسخة القديمة (لبعض المشايخ الأفاضل) .