من أعاجيب الحلبي رميه لبعض المشايخ السلفيين بأنهم لا يعقلون

من أعاجيب الحلبي رميه لبعض المشايخ

السلفيين بأنهم لا يعقلون

لفضيلة الشيخ د أحمد بازمول حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
 
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فقد تجرأ الحلبي كثيراً على بعض العلماء السلفيين الكبار، ورماهم بالفواقر والدواهي، بل رماهم بما لم يرمِهم به أهل البدع والأهواء ! في الوقت الذي يتشقق لسانه ويقولها بملئ فيه ثناء ومدحاً لأهل الأهواء البدع – ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم – كما مرَّ معك أخي القارئ الكريم في حلقات صيانة السلفي من الحلقة الخامسة وما بعدها .
لكن من أعاجيب طعن الحلبي في أهل العلم رميه لهم بأنهم ممن لا يعقلون ! ولا أدري أين عقل الحلبي حين يكتب هذا الكلام القبيح ! أم أنه الحقد الدفين والبغض لأهل السنة السلفيين ! : حيث قال فيما سماه بــمنهج السلف الصالح (ص146) في معرض كلامه عن من يتتبع العثرات ويشتغل بعيوب الناس : 
(وسيدرك كل عاقل ولا أقول كل عالم ! فساد ما عليه هؤلاء من طريقة، تخالف الحق والحقيقة ولو بعد حين! فانتظروا يا صالحي المؤمنين … ) انتهى 
وقال في (ص148) : ( أما لك عقل أيها المتربص )
وعلق عليه في الحاشية (رقم1) بقوله (انتقد الحافظ الذهبي بعض أحكام الحافظ العقيلي صاحب الضعفاء على إمامته قائلاً له : أما لك عقل يا عقيلي ؟! …) انتهى 
وقال في (ص242) حاشية (رقم1) (أين هم عقلاء العلماء حتى يجتثوا هذه الفتنة من جذورها؛ قبل أن ننظر حولنا فلا نرى غيرنا !!!) انتهى 
أقول مستعيناً بالله تعالى : 
– الحلبي يرمي بعض المشايخ السلفيين المشهود لهم عند العلماء الكبار بالعلم والحكمة والعقل والجهاد في سبيل نصرة السنة وأهلها بأنهم لا يعقلون . 
– مما يدل على أن الحلبي قد حاف وجار في مقولته هذه التي يرمي بها العلماء الكبار ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . 
– وقد أثنى الله على العلماء ووصفهم بأنهم يعقلون أمره قال سبحانه { وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } (العنكبوت: 43)
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره : { إِلا الْعَالِمُونَ } أي: أهل العلم الحقيقي، الذين وصل العلم إلى قلوبهم.
وهذا مدح للأمثال التي يضربها، وحثٌّ على تدبرها وتعقلها، ومدح لمن يعقلها، وأنه عنوان على أنه من أهل العلم، فعلم أن من لم يعقلها ليس من العالمين.
والسبب في ذلك، أن الأمثال التي يضربها اللّه في القرآن، إنما هي للأمور الكبار، والمطالب العالية، والمسائل الجليلة، فأهل العلم يعرفون أنها أهم من غيرها، لاعتناء اللّه بها، وحثه عباده على تعقلها وتدبرها، فيبذلون جهدهم في معرفتها.
وأما من لم يعقلها، مع أهميتها، فإن ذلك دليل على أنه ليس من أهل العلم، لأنه إذا لم يعرف المسائل المهمة، فعدم معرفته غيرها من باب أولى وأحرى انتهى .
– لذلك كان العاقل هو من عقل عن الله أمره، كما قال وكيع بن الجراح :”العاقل من عقل عن الله u أمره، وليس من عقل تدبير دنياه”. أخرج ابن أبي الدنيا في العقل وفضله (51رقم40) وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (8/370) من طريقين عن أحمد بن أبي الحواري عن وكيع بن الجراح . وإسناده صحيح . 
وهذا هو حال العلماء السلفيين بحمد الله تعالى .
– وقد سبق أن الحلبي يرمي بعض شيوخ الفتوى بالتسرع ! وقد نقضت قوله كما في الحلقة الثامنة . 
 
 
أخوكم
 
أحمد بن عمر بن سالم بازمول