بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فخبر وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله رحمة واسعة – أحزن قلب كل سلفي صاحب سنة، وكل محب للخير وأهله لِمَا عرف به الرجل من تمسكه بالسنة ودفاعه عنها وعن أهلها، ورفع راية السلفية شأنه في ذلك شأنه عائلتهم الكريمة حاملة راية التوحيد والسنة – أحسبهم كذلك ولا أزكيهم على الله – وقد شهد لهم بذلك العلماء الربانيون .
وللأمير نايف مواقفه النبيلة، وتوجيهاته السديدة، وكلماته النيرة المنيفة .
وإليك موقفاً من مواقفه التي حكاها علامة اليمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى عن أمير السنة نايف بن عبد العزيز :
قدمنا إلى جدة واستقبلنا في فندق الحمراء – فجزى الله -الأمير نايف وزير الداخلية خيراً وأكرمنا غاية الإكرام – فجزاهم الله خيراً – .
وبعد ذلك طلبت مقابلته – فالحمد لله – جلسة ممتعة جلسة مع رجل عاقل وإن ذاكرته في العلم وجدت عنده حصيلة لا بأس بها – فالحمد لله – بعد هذا يقول لي : أي دولة ترغب فيها فنحن – إن شاء الله – نهيأ لك الأمور هنالك ؟
أنا لا خبرة لي بهذا قلت : أنت تختار . فاختار أمريكا .
نعم إنها متقدمة في علاج الكبد ، لم يسبقها أحد في ذلك .
بعد هذا أعجبت عند أن نقلت إلى مكة كنت في اليمن عند الباب نحو أربعة حراس ومع هذا فلسنا آمنين في بيتنا لا ليلاً ولا نهاراً – وأنا في فندق دار الأزهر بمكة بعض الليالي لا يأتيني نوم فأخرج إلى الحرم نصف الليل وحدي أشعر بنعمة وراحة ولذة ليس لها نظير ليس أخرج وحدي – والحمد لله – وأذهب وأطوف وأصلي وأبقى ما استطعت ثم أذهب إلى البيت . فهذا الأمن الذي ما شهدته في بلد إنَّ سببه هو الاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المسئولين ومن كثير من أهل البلد . وصدق ربنا عز وجل إذ يقول في كتابه الكريم في شأن أهل الكتاب ]وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ[ ويقول سبحانه وتعالى ]وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ[ وقال سبحانه وتعالى]أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ[ . فالأمن نعمة عظيمة من الله – سبحانه وتعالى – نعمة عظيمة من الله سببه الاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
لما استقامت هذه البلد – بحمد الله – مكن الله لهم مع أننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقهم البطانة الصالحة وأن يعيذهم من جلساء السوء الذين يزينون الباطل وأن يحرصوا على مجالسة أهل الخير والفضل . فينبغي أن نحمد الله – سبحانه وتعالى – كما أنه يجب على أهل هذه البلد أن يحمدوا الله – سبحانه وتعالى – فإن فيها أناساً ربما يكونون شهوانيين يطالبون بأشياء من الإباحية وغيرها ، ولكن جزى الله المسئولين خيراً فقد رأيت في جريدة : أن الأمير نايف – حفظه الله تعالى – طلب منه ترشيح المرأة .
فقال : أتريدون أن يبقى الرجل في بيته وهي تخرج؟!! لا . هذا أمر لا تحاولوا فيه.
وطلب منه الانتخابات ؟
فقال : رأيناها ليست ناجحة في البلدان المجاورة فإن الذي ينجح فيها هم أهل النفوذ وأهل الأموال .
وصدق . ثم بعد ذلك – أيضاً – هي واردة من أعداء الإسلام .
جمعية حقوق الإنسان : استقبلها كثير من الناس على ما فيها من الأباطيل لماذا ؟
لأن معناه الحدود وحشية ومعناه تعطيل الكتاب والسنة وإدخال الأنظمة من قبل أعداء الإسلام . الحكومة السعودية – وفقها الله لكل خير – استقبلتها بشرط أن تكون خاضعة للإسلام وللكتاب والسنة . هكذا – أيضاً – إقامت الحدود ، وإقامت الحدود كما يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم ]وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ[ القتل قليل في هذا البلد .وكذلك السرقة تضع سيارتك عند المسجد أو عند باب بيتك ولا يأتيها السرق ولا شيء وفي بلدان أخرى تضعها وتخرج ولا تراها بل ربما ينهبونها على الشخص وهو في سيارته ؛ فهذا هو بسبب إقامة الحدود – فجزاهم الله خيراً – . فهكذا السارق إذا علم أنه ستقطع يده فيكف عن سرقته والزاني إذا علم أنه سيجلد إذا كان بكراً أو يرمى إذا كان محصناً ، خفَّ ذلك ، لا أقول إنه لا يوجد لكنه يخف ذلك .
من ذلك – أيضاً – تمكين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد رأينا في جريدة : أن الملك فهد – حفظه الله تعالى – أعطى نحو ثلاثمائة سيارة وقال لهم : أنتم هيئة أمر بالمعروف ونحن هيئة ضبط .
– فجزاهم الله خيراً – أحسنوا في هذا إلى بلدهم وإلى أنفسهم وإلى دولتهم .
إنه يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة ولو بالكلمة الطيبة فإن أعداءها كثيرٌ من الداخل ومن الخارج وهناك شهوانيون إباحيون من الداخل ولكن الله كبتهم بتمكين هذه الدولة المباركة – والحمد لله – فيجب على كل مسلم أن يتعاون مع هذه الحكومة انتهى كلامه رحمه الله.
وكنت قد جمعت جملة من هذه الكلمات، فأحببت نشر بعضها في هذا المقال، إلى أن ييسر الله لي نشرها مع ثناء العلماء السلفيين على أمير السنة في رسالة خاصة بذلك .
فإليك بعض هذه الدرر :
قال أمير السنة – رحمه الله –
وطن حكم شرع الله في منهجه، واختار كتاب الله، وسنة نبيه r، دستوراً يحكم القول والفعل.
إن هذا الوطن الطاهر أسس كل شؤونه دون استثناء على ما توجبه الشريعة الإسلامية السمحة وتقتضيه سنة الرسول r، وقامت باعتزاز بمحاربة الظلم والجهل والفقر وأنجزت ولله الحمد ما تؤكده الشواهد فعلاً في مختلف مكونات الأمة حتى أصبحت المملكة في مكانة المضاهاة على مستوى غيرها من الأمم.
وقال أمير السنة – رحمه الله –
إنه لا شرف لهذه البلاد – أمة وقيادة – ما لم تَنْهَ عن المنكر، وتأمر بالمعروف، وإن الدولة هي التي تقوم على هذا العمل، والذي يحقق هذا الأمر، وتعمل من أجله، وهذا ليس بجديد ! بل إنه منذ أن قامت الدولة على يد المصلح محمد بن سعود، وحتى اليوم .
يجب أن يعرف الجميع داخل المملكة أو خارجها أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن أساسياً لدولة الإسلام، ويكفي أن نأخذ من هذا الاسم معناه …
يجب أن نثق أننا أقوياء بالإسلام، وما يهمنا هو أن يكون الإسلام بخير، وأكرر : أنَّ الله شرفنا في هذه البلاد بكتاب الله وسنة نبيه r، وقامت على ذلك دولةٌ سلفيةٌ صحيحةٌ. ولكن أعداؤنا لا يريدون لهذه الدولة أن تقوم أو أن يكون لها وجود .
وإسلامنا يدعو دائماًَ إلى القوة والتماسك، ونحن في وسط هذا العالم بخيره وشره .
وليعلم الجميع : أن بلادنا ولأنها دولة الإسلام وتطبق كتاب الله وسنة رسوله فهي المستهدفة في هذا العالم .
فلندرك جميعاً أننا مستهدفون في كل أمورنا !
وهناك من يريدون هدم هذه الدولة، وتفتيت شملها، حتى أن هناك من قال: كان للغرب عدو أول، وهي الشيوعية، وأنهوها، وقالوا: لنا عدو ثاني؛ وهو الإسلام ! ؟
أقول – أمام العلماء – وبكلِّ جدٍ : نحن مستهدفون في العقيدة، والوطن؛ لذلك دافعوا عن دينكم، ووطنكم، وأبنائكم، وعن الأجيال القادمة ! فمن هم قبلنا سلمونا الأمانة سليمة، ويجب أن نسلمها للأجيال القادمة، ولا نتركهم للشيطان …
يجب أن تبقى دولتنا سلفية.
وقال أمير السنة – رحمه الله –
لقد تعددت المخاطر المحيطة بإنسان هذا العصر، حيث أصبح مهددا في أمنه واستقراره ومقومات حياته ووجوده وتعالت الأصوات والنداءات محذرة من هذه الأوضاع ومطالبة بتفادي مخاطرها من خلال إعادة النظر في النظام العالمي القائم وإيجاد توازن بين مقومات الإنسان، ولا شك -أيها الإخوة- أن على المسلمين جميعاً، وفي مقدمتهم العلماء وطلبة العلم والدعاة، أن يسهموا في حل ما يعترض المجتمع الإنساني من مشكلات وأزمات، فنحن أصحاب رسالة سماوية خالدة مستخلفين في هذه الأرض لعمارتها وإقامة مجتمع بشري يسوده الأمن والاستقرار والعدل والرفاه والسلام وتعريف الآخرين بالمنهج الذي أوصى به الإسلام من خلال الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة.
أيها الإخوة : إن سلامة الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة مرهونة بسلامة فكره ومعتقده، ذلك أن الشخص الذي تزعزعت عقيدته وانحرف فكره سوف يكون عرضة للتيارات الفكرية الضالة التي تقوده إلى الهلاك والضياع، وتعرض حياته وحياة مجتمعه لمخاطر عديدة، من ذلك ما أتى به الإسلام حينما تؤثر فئة ممن ينتسبون لهذا الدين ولهذه الأمة من أفكار ووجهات منحرفة تخالف سماحة الإسلام وعدله ووسطيته التي نص عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسار عليها السلف الصالح رضوان الله عليهم والتزمت بها المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا ورفضت ما يخالفها من تلك التكتلات الحزبية وهي التي يكون فيها ولاؤه للحزب أكثر من ما يكون للعقيدة الإيمانية التي لا تفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى.
أيها الإخوة : لقد كانت العواقب مؤلمة والإساءة مريرة حينما خرجت الفئة الضالة عن تعاليم العقيدة الإسلامية وقتلوا الأبرياء وانتهكوا حرمات المسلمين وغير المسلمين ودمروا أموالهم وممتلكاتهم ظلماً وعدواناً، إساءة الى هذا الدين على النحو الذي يفوق ما كان يحلم به أعداء الدين ومخالفوه، كل ذلك حينما انحرف الاعتقاد لدى الفئة الضالة ممن ينتمون للإسلام والإسلام منهم براء. ..
ولا نستبعد أن هناك جهات معادية للإسلام بشكل عام ومعادية لدولتنا دولة السنة والدولة التي تنهج نهج السلف الصالح فنحن دولة سلفية وتعتز بهذا والسلفية ليست مذهباً … والنهج السلفي هو ما علمناه رسول الله … ودولتنا دولة السلف الصالح منذ أن قامت من مؤسسة الدولة الأولى محمد بن سعود حين وضع يده في يد الشيخ محمد بن عبدالوهاب فقامت الدولة السعودية الأولى.
وبعد الدولة الثانية التي أسسها تركي بن عبدالله حوربت حتى انتهت وجاءت الدولة الثالثة التي أسسها الملك عبدالعزيز فوحد الأمة وأول ما اهتم به هو العلم فأرسل العلماء لكل مكان كي يفقهوا الناس ويصححو كل الأمور الخطأ.
هناك من يقدح في دولتنا ويحمل نهجنا السلفي سلبيات ليست موجودة ويبحث عن سلبيات تافهة ويضخمها وهذا نقرأه حتى في صحفنا وفي بعض القنوات ويجب أن تواجه هذه الأمور بالعلم الصحيح والقادرين على الحديث في هذا الأمر ومن فقهاء الأمة.
لا يمكن أن يطلب من غير المتفقهين أن يتحدثوا بالدين وكلكم تعلمون التوجهات الموجودة في عالمنا وستبقى وعلينا أن نصحصح الصحيح ونعرّف به شبابنا ونخاف الله قبل كل شيء وأن لا نرتكب أخطاء في التمسك بنهج غير إسلامي وهناك من يرى الإسلام غاية ويعمل من أجل هذه الغاية وهناك من يخالف ذلك.
وقال أمير السنة رحمه الله
الانترنت فيه خير كثير وشر كثير فمن أراد الخير يبحث عنه ومن أراد الشر سيجده كما يجد من الفساد الشيء الكثير ويجد فيه من الفوائد، ولكنه للأسف وسيلة استعملت وأصبح لكل إنسان ما يشاء ويرمز برمز معين وهناك من يعرف هذا الشخص أو نظام عالمي ومبادئه حرية القول ولكن يجب أن يكون لدينا عقول تميز بين الغث والسمين وأن تقبل الصحيح وترفض الخطأ ويجب أن يكون هناك رد على الطرح الخاطئ حتى لا ينجرف الناس خلف آراء لا تمت للحقيقة بصلة. لكن لا تستطيع أن تتحكم في أمر ليس في يدك السلطة عليه لا سلطة علمية ولا تقنية ولا سلطة فنية انما تبذل جهود لكشف من وراء هذه الأمور ومن يتسمون في أسماء كثيرة كما سبق أن أعلنا عن مجموعة ممن يمارسون هذا العمل ويجب أن لا نهمل التصحيح ويجب أن تكون هناك مواقع تصحيح فيما يقال، تؤيد الصحيح، وترفض الخطأ وتفنده وهناك اتجاهات أصبحت تخدم أشخاصا تفتح لها مواقع وتصرف عليها الشيء الكثير وهذا لأهداف معينة وليس هناك صعوبة لكشف من وراءها أو التوجهات الفكرية فلنتعامل مع هذه التقنية بتعامل موضوعي وأن لا يثيرنا ما يكتب لأن الإنسان أعلم بالحقيقة.
وقال أمير السنة رحمه الله
يجب على الأستاذ الذي يخاطب الطلبة أن يكون من صفوة المتعلمين وحتى لا يضلوا شبابنا وليس ذلك من فراغ ولكن من واقع، هناك أفكار وأخطاء انتهجها بعض شبابنا ومن تخرج من جامعتنا، أفكار من غير النهج والسنة، ولم يغيروا في بلدانهم الشركيات وعبادة القبور والتبرك بها وجعلها وسيطا بين الإنسان وربه – أرجو من الله أن يهدينا جميعاً – ويجب أن لا يتكلم بأمور الشريعة إلا من هو مؤهل ومن يجهل عليه أن يسأل أصحاب العلم ودولتكم لم تترك مجالا إلا وتطرقت له ولكن التقنية والعلوم لا تأتي بسنة أو سنتين، تأتي بسنوات تبنى تحتاج إلى سنوات.
وفي الخــــــــــــــــــــــــتـــــــــــام :
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يثبت أمير السنة بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
وأن يبعثه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
وأن يرزقنا جميعاً الصبر والسلوان على فقده وأن يخلف الإسلام والمسلمين في مصابهم ما هو خير لهم منها .
اللهم آمين
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الأحد 27 رجب 1433هـ
00 : 6 عصراً
أخوكم المحب