بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وقُولُوا قَولاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ومَن يُطِعْ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوزًا عَظِيمًا }.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فلا يزال أهل السنة في صراع مع أهل البدعة؛ لأنه صراع بين الحق وأهله أولياء الرحمن وبين الباطل وشيعته جنود الشيطان !
وصراع أهل الباطل يمتاز بالمكر والخديعة والكذب والافتراء؛ لأنهم عدموا الدليل الصحيح، والحجة والبرهان على افتراءاتهم ! فسلكوا هذه الأساليب الملتوية القذرة في تشويه الحق ونصرة الباطل !
ومن تلكم الأساليب القذرة : قذف السلفيين بأنهم أهل فرقة واختلاف، ويفرقون الجماعة !
فهذا لا يصح أن يوصف به عوام السلفيين؛ لأنهم على النهج المستقيم يسيرون !
فكيف يصح إطلاق هذا الوصف المشين على حامل لواء الجرح والتعديل وأحد أئمة السلفيين في هذا العصر العلامة المجاهد ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى !
إن هذه الاطلاقات الجائرة والأساليب الملتوية القذرة لا تصدر إلا من أهل البدع والأهواء!!!
لذا كان من أبرز علامات أهل البدع الطعن في أهل السنة والأثر، قال أبو حاتم الرازي رحمه الله :” وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر “.
وقال الطحاوي رحمه الله “: وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين -أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر- لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل”.
فالمبتدعة يبغضون أهل السنة وينظرون إليهم بعين الاحتقار ويرمونهم بأوصاف السوء – كذباً وافتراءاً – ولا يضرهم ما وصفهم به هؤلاء الحاقدون كما لم يضر الحق تكالب الباطل وأهله عليه، وكما لم يضر السحاب نباح الكلاب، ولا الفرات أن بال بعض الكلاب فيه .
وإن شيخنا الإمام العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي لمن أحرص الناس حفاظاً على المنهج السلفي والسلفيين، وعلى جمع كلمتهم على الحق، وعلى المودة والألفة، ونزع فتيل الفرقة والاختلاف، يصبر على المخالف – ما دام يظهر رغبته في الحق والرجوع إليه – السنوات الطوال حتى يمن الله عليه بالرجوع للحق فيشكر على ذلك، أو يستبين حاله ومعاندته وإصراره على الباطل فيكشف أمره ويرد باطله ويظهر عواره .
ومَنْ ردَّ الحق وعاند، ولجَّ في باطله وعاود، لا يستغرب منه أن يرمي الناصحين المخلصين بمثل هذه الافتراءات الفواقر !
وإني لأجزم بأن شيخنا العلامة ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى – ليس بحاجة للدفاع عنه، وبيان إمامته في العلم والدين؛ فشهادة أهل العلم الكبار له بذلك مغنية ومسكتة لكل ذي حقد دفين.
ودعوة الشيخ العلامة ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى – إلى المنهج السلفي علماً وعملاً وتطبيقاً : ظاهرة للعيان لا ينكرها إلا أعمى البصيرة .
ودعوته لجمع كلمة السلفيين على الحق، وتحقيق المودة والائتلاف، ونبذ الفرقة والاختلاف، لمن الأمور التي يقر بها القاصي والداني، ولا يشكك فيها إلا مضيع للحق أو متشدد غالي .
ولو أردت أن أسرد الشواهد على هذا الأمر لطال المقام ولكن حسبي أن أعدد بعضها فمن ذلك :
دعوته للاعتصام بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح .
دعوته إلى الألفة ونبذ الفرقة في دروسه ومحاضراته وتوجيهاته بل وفي كل مناسبة.
دعوته إلى ذلك في مؤلفاته ورسائله، ولا أدل على ذلك من رسالة (الحث على المودة والائتلاف).
سير الشيخ العلامة ربيع المدخلي على المنهج السلفي، ودعوته إليه مما يؤدي لجمع الكلمة ونبذ الفرقة .
إصلاحه – حفظه الله تعالى – بين كثير من المتخاصمين ونزع فتيل الخلاف بينهم.
وقوفه – حفظه الله تعالى – في وجه الفتن وإظهار الحق فيها .
صبره على المخالفين ونصحه لهم وإعانتهم للرجوع للحق .
كتابة النصائح والتوجيهات والإرشادات .
وسأكتفي بكلمة واضحة صريحة تبين المنهج السلفي الذي يسير عليه الشيخ العلامة ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى – وهذا الكلمة المتكلم بها هو الشيخ العلامة ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى – حيث سئل السؤال التالي : يردد بعض من عندنا هنا في الرياض أنكم قد رددتم على بعض الحركيين رداً كلامياً وكتابياً هل ناصحتموهم قبل الرد؟
فأجاب الشيخ – حفظه الله تعالى -: هذا شيء معروف ومشهور أني أناصح وحتى الحدادية المغلفة تجعل هذا عيباً وهذا تمييعاً قاتلهم الله، والله ما نفعل هذا إلا حِفَاظاً على السلفيين والله ما بدي أن تسقط شعرة سلفية، إذا إنسان انتمى إلى المنهج السلفي وقال أنا سلفي وعاشر السلفيين ووقع في أخطاء ولو كبيرة أنا لا أسكت عنه ولله الحمد أناصحه شفوياً كتابياً بقدر ما أستطيع فأول من ناصحته عبد الرحمن عبد الخالق يمكن ناصحته والإخوان المسلمين.
وعبد الرحمن عبد الخالق … راح الكويت بارك الله فيكم وسمع له سمعة طيبة وكنا نشجعه ونفرح بتلاميذه ما شعرنا إلا الفكر الإخواني في منهجه وفي كتابته فكنت أكتب له مناصحات كتبت له كتابين كل كتاب من خمس صفحات بالتفصيل بالأخطاء التي وقعت منه جاء المدينة وما يأتي مرة إلا وأذهب إليه في بيت أخيه وأناصحه وأخذه إلى بيتي وأناصحه وأخذه في السيارة وأناصحه,وأبين له أخطار هذا المنهج الذي يسير عليه، وأضرب له الأمثال لناس كانوا على السلفية فلما دخلوا في السياسة انحرفوا وعاقبة تلاميذهم صاروا علمانيين بسبب هذا الإغراق في السياسة بارك الله فيكم، وناصحته، وناصحته وهو أصغر مني سنا وألقى منه الاحترام والتقدير وأنه سيقبل رأيي، ولكن ألاحظ عليه أن الرجل ماشي على خط معين صبرت سنوات طويلة مستمر في المناصحة، ويجيئني تلاميذه وأصدقاؤه ويقولون اصبر عليه وناصحه معليش، وأنا ما أبغي أفرق، لما وصل إلى درجة انه يطعن في العلماء، عميان جاثمين على صدر الأمة بارك الله فيك، ويمدح الأحزاب، ويرى الدخول في الأحزاب جهاد، والتعددية الحزبية من الجهاد، و…و… إلى آخره، ويطعن في المنهج السلفي ويقول هذا يعني هذه سلفية تقليدية لا تساوي شيئاً، ويصف علمائها بأنهم طابور من المحنطين …
الحداد ناصحته، باشميل ناصحته، وفريد ناصحته، وجالستهم وناصحتهم، والله كنت حريصاً عليهم ألا يخرجوا من المنهج السلفي … فأبوا إلا التمرد والخروج والحماقات بارك الله فيكم، ورد على الحداد بعض الناس، وهب الحداد بعُجره وبُجره وأكاذيبه وافترائه يضرب ويضرب بطريقة والله شبهتها بطريقة صدام في تدمير آبار الكويت، يحرق الكتب ويحرق أهلها بالكذب والفجور بارك الله فيك .
عدنان عرعور ست سنوات، أبو الحسن سبع سنوات، ما واحد إلا وأناصحه كتابياً وشفوياً، حريصاً على جمع الكلمة، وإذا رأيت اثنين من السلفيين يختلفون أحاول أن أؤلف بينهم، وأصالح دائما بين السلفيين، يفترقون في أندونيسيا أصالح بينهم، في فلسطين أصالح بينهم، في المغرب أصالح بينهم، في أي مكان أصالح بينهم بارك الله فيكم، قصدي أن لا يختلف السلفيون … وأناصح بعضهم بعضاً، وإذا انتسب إلى السلفية ثم عاند أرد عليه، فإذا عجزت من المناصحة وكذا أرد عليه نصحاً لله وأسال الله أن يرزقنا الإخلاص في ذلك ليس تشفياً من فلان وفلان .
فالح الحربي نصحته سنوات وسنوات، وأخيراً كتبت له رسالة سرية بيني وبينه وأبى أن يرد، وبعدين وزعوها بغير رضاي، بعد شهر ونصف أو شهرين، وراح يحاربنا هذه الحرب الفاجرة الظالمة القائمة على الكذب وعلى الفجور، كلهم يريدون الفرقة يا إخوان، لهم خطط ماشيين عليها لابد أن ينفذوها ولذلك لن يرجع أبداً عن خطه الذي رُسم له، فأرد عليه، اللوم علي ولاّ عليهم …عليهم والله الألباني يرد رأساً، أحيانا يناصح وابن باز يرد رأساً وأحيانا يناصح، أنا أبغي أناصح، أناصح متفرغ لهذا الشيء، لجمع كلمة السلفيين ولحماية المنهج السلفي، وبهذه المناسبة أنا أحيانا أذكر هذه الأشياء لأني أواجه أخطاراً، أواجه أكاذيب وإشاعات.
طالب العلم والعالم إذا اضطر أن يذكر أسبقيته في العمل في مواجهة وتحطيم الكذابين له ذلك وأمر مشروع … ونحن الآن إذا ذكرنا شيئا من جهودنا لهذا الغرض، والله ما نبغي… وإنما قمع وردع هؤلاء الفجرة الذين يرموننا بما نحن بُرَاء منه، لا يحاربونا إلا بالكذب ما واحد من هؤلاء عبد الرحمن أبو الحسن المغراوي الحداد فالح ما يقدرون يحاربون لأنهم على الباطل، ما يستطيعون أن يحابوا الحق».انتهى
ولا شك أن من يرمي السلفيين بالتفرقة فقد شابه الحزبيين وأهل البدع الذين يرمون السلفيين بالتفرقة فقد سئل الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله: فضيلة الشيخ نرجو بيان كلمة مختصرةٍ جدًّا حول ما يشيعه بعض الحزبيين عن أهل المنهج السلفي، وافترائهم عليهم,وأنَّ السلفيين جاءوا بالتفريق لكلمة المسلمين، وذلك عندما بينوا حال بعض الجماعات الإسلامية ومنظريها، والَّتِي خالفت نَهج الأنبياء والمرسلين، وما كان عليه سلفنا الصالح من العقيدة الحقة، والدعوة السليمة الموافقة لِمَا فِي كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نرجو منكم يا شيخنا الرد على شبهة هؤلاء الضلال -كفانا الله شر الأفاكين- وجزاكم الله خيرًا؟
فأجاب – رحمه الله تعالى – بقوله: «… منهج السلف الصالح هو منهج واضح لا غبار عليه، ولا قصور فيه ولا لبس؛ بل هو واضح لكل أحد؛ منهج السلف الصالح هو الدعوة إلى كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فهم السلف الصالح من الصحابة، والتابعين، وأئمة الحديث أهل السنة والجماعة؛ الذين ورثوا هذا الدين عن نبيهم، وعن صحابة نبيهم -صلوات الله وسلامه عليه وﭫ-؛ هذا هو المنهج الذي يدعو إليه السلفيون.
ومن زعم بأن السلفيين هم الذين جاءوا بالتفريق، وهم الذين جاءوا باختلاف الكلمة، فقد كذب، وافترى فرية يسأله الله سبحانه وتعالى عنها,فوالله ما جاء بتفريق الكلمة إلاَّ أصحاب الحزبيات؛ الذين جاءوا ببدع، وهم الذين جاءوا بِهذا، وهم الذين سببوا التفرقة، ولكن عندما يتكلم متكلمهم أو يكتب كاتبهم، فيرمي السلفيين بأنَّهم هم الذين فرقوا، فإنه قد وقع فيما قيل: رمتني بدائها وانسلت، وهذا قلب للحقائق، وسيسأل الله عن هذا الكلام من قاله، ويعلم الله عالم الغيب والشهادة الذي يعلم السر وأخفى من السر، فهو يعلم من الذي جاء بالتفرقة ومن الذي جاء باختلاف الكلمة، ومن الذي سبب هذا، وما يقوله، وينتحله بعض الناس في السلفيين، فما هذا إلاَّ صدٌ عن سبيل الله، ورميٌ للسلفيين بما ليس فيهم، والخصومة بيننا وبين الحزبين بين يدي الله؛ لابد أن نجتمع في الخصومة نحن وإياهم، والله سبحانه وتعالى يقول: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} . نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يحب ويرضى,وأن يكفيهم شر هؤلاء الحزبيين؛ الذين يَضلون، ويُضِلون، ونسأل الله أن يعين أهل المنهج السلفي على الصبر، وعلى التمسك بدينهم، الدين الحق “.
وإن من العجب العجاب، ومن الغرائب المستقبحة عند ذوي الألباب : أن يرمي يحيى الحجوري ومن قبله الحلبي : العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي بأنه سبب للتفريق والاختلاف الواقع بين السلفيين !
والسؤال الذي ينبغي أن يوجه لهذين المعاندين الممعنين في الباطل :
ما أسباب الفرقة والاختلاف ؟
وبالجواب سيظهر : من المتسبب الحقيقي لهذه الفرقة والاختلاف والموقد لها !!!
إن من أسباب الفرقة والاختلاف :
مخالفة الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة.
وجود أهل البدع والأهواء والمنحرفين عن الحق .
من يدافع عن أهل البدع والأهواء والمخالفين ويؤصل القواعد والأصول للدفاع عنهم .
عدم نصرة الحق وأهله وتخذيلهم.
زرع الفتن وتفريق الصف السلفي وضرب السلفيين بعضهم ببعض لتفرقتهم ابتداء من فتنة عدنان عرعور إلى المغراوي إلى المأربي إلى الحلبي، إلى الحدادية والحجوري .
الطعن في علماء السنة، وتهمة السلفيين الأبرياء ورميهم بالفواقر .
تأليف الكتب وفتح المواقع وتسجيل الأشرطة للطعن في السلفيين وتسليط السفهاء الأراذل وحدثاء الأسنان على السلفيين سباً وشتماً وقدحاً بالكذب والزور والبهتان .
إلى غيرها من الأسباب .
فهذه بعض الأسباب المؤدية للفرقة والاختلاف وكلها متوفرة في منهج الحلبي والحجوري !
ومنهج الشيخ العلامة ربيع المدخلي لا يمت إلى هذه الأمور بصلة، بل منهج الشيخ ربيع المدخلي قائم على محاربة هذه الفتن والأمور المخالفة لمنهج السلف الصالح .
فوالله – الذي لا إله إلا هو – ما عرف السلفيون : الشيخ العلامة المحدث المجاهد حامل راية الجرح والتعديل إمام السنة في زمنه ربيع بن هادي عمير المدخلي – حفظه الله تعالى – إلا صادقاً ناصحاً مصلحاً مُؤَّلِفَاً بين السلفيين في شتى بقاع العالم ويسعى بكل ما أوتي من قوة إلى قطع أسباب الخلاف والفرقة بين السلفيين وكتبه ومواقفه خير دليل على ذلك .
ولا ينكر هذا الأمر إلا من أشرب قلبه الهوى والحسد والكبر نعوذ بالله من هذه الأخلاق الرديئة .
ويشابه قول الحلبي المميع الفاجر في الخصومة : قول الحجوري المتشدد الفاجر في الخصومة حيث قال – وبئس ما قال : فإننا لا ندري ما موجب إشعال الشيخ ربيع حفظه الله للفتنة في الدعوة السلفية باليمن منذ عدد سنين ؟! بالتحريش بين دعاتها ! والتثوير والعصبية مع هذا ضد هذا ! بأفعال عجيبة، وددنا أنه وفقه الله اجتنبها؛ لأنها بعيدة كل البعد عن أفعال علماء الهدى الحريصين على سلامة المؤمنين من الفتن الذين نحسبه إن شاء الله منهم، وأشبه ما تكون بأفعال من يسمون بالسياسيين السائرين على ذلك المبدأ الخاطئ، (فرق تسد). انتهى
فقد وقعا في الكذب الواضح المبين وهما يعرفان- وكل العقلاء والفضلاء والشرفاء – أن الشيخ ربيع على خلاف ما يقولان
ولكن قد سلك الرجلان مسلك من قال الله تعالى فيه { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}
ومسلك من قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :” أَرْبَعُ خِلاَلٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا : مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النَّفَاقِ” .
وصدق عليهم المثل السائر: رمتني بدائها وانسلت .
والناظر لحال الحلبي وأوحاله، وحال الحجوري وفجوره يجد أنهما مما يصدق عليهما قول المولى عز وجل {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} وإليك شيئاً من البيان لوجه المشابهة بين هذين الرجلين الفاجرين في الخصومة :
الوجه الأول :
الحلبي يتظاهر بالأدب والأخلاق الفاضلة !!
وكذا الحجوري في شريطه النصح الرفيع يتظاهر بالأخلاق الفاضلة !!!
وهما في وادٍ والأخلاق الفاضلة في واد آخر .
الوجه الثاني :
الحلبي في موقعه يطعن في أهل السنة كالشيخ ربيع والشيخ عبيد وغيرهما من أهل العلم والفضل وطلاب العلم ويشن الحروب ضدهم هو وزبانيته !!
وكذا الحجوري يسلط السفهاء على العلماء الأكابر وطلاب العلم.
والطعن في أهل الأثر من علامة أهل البدع.
الوجه الثالث :
الحلبي وأوباشه يتهمون الشيخ ربيع بتفريق السلفيين وإثارة المشاكل بينهم !!
وكذا الحجوري وأغماره السفهاء الجهلاء الساقطون في أحضان فحش اللسان !!!
وحقيقة الأمر أن الحلبي والحجوري هما اللذان يثيران المشاكل في كثير من البلدان بين السلفيين ويسعون في تفرقة الصف السلفي وتأليبهم على علمائهم وتشكيكهم فيهم !!!
فالشكاوى من آثارهما المدمرة كثيرة وموثقة !!!!
الوجه الرابع :
الحلبي يقلب الحقائق بالسفسطة والجدل العقيم فيجعل الباطل حقاً والحق باطلاً !!
وكذا فعل الحجوري حيث جعل المصلح مفسداً والمفسد مصلحاً !!!
ومن كلام الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم : إِنَّ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنِينَ خَدَّاعَةً يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيَتَكَلَّمُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ.
قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟
قَالَ صلى الله عليه وسلم :” الفاسق يَتَكَلَّمُ فِى أَمْرِ الْعَامَّةِ”.
الوجه الخامس :
الحلبي يتظاهر بالرجوع للحق والبحث عنه ، وهو يلج في الباطل ويوغل فيه !!
وكذا الحجوري يتظاهر بالتمسك بالحق والتسليم له وهو ألد الخصام !!!
وفي الختام :
أذكر الحلبي والحجوري بقول عالمين جليلين يحاول الحلبي والحجوري التمسح بهما وهم في منأى عنهما !!!
قال العلامة الألباني – رحمه الله تعالى – :
” الحط على هذين الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين :
إما من جاهل .
أو صاحب هوى.
الجاهل يمكن هدايته ؛ لأنه يظن أنه على شيء من العلم، فإذا تبين العلم الصحيح اهتدى..
أما صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل، إلا أن يهديه الله ـ تبارك وتعالى ـ
فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين ـ كما ذكرنا ـ
إما جاهل فيُعلّم!
وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله -عز وجل-
إما أن يهديه
وإما أن يقصم ظهره”
-قال العلامة مقبل الوادعي – رحمه الله تعالى – :
“مِنْ أبصر الناس بالجماعات وبدخن الجماعات في هذا العصر الأخ الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله-، مَن قال له ربيع بن هادي إنه حزبي فسينكشف لكم بعد أيام إنه حزبي، ستذكرون ذلك، فقط الشخص يكون في بدء أمره متستراً ما يحب أن ينكشف أمره لكن إذا قوي وأصبح له أتباع، ولايضره الكلام فيه أظهر ما عنده، فأنا أنصح بقراءة كتبه و الاستفادة منها -حفظه الله تعالى”.
وقال رحمه الله : “وأنا أنصح الأخوة بالاستفادة من كتب أخينا الشيخ ربيع بن هادي –حفظه الله تعالى- فهو إن شاء الله [بصير] بالحزبيين، ويخرج الحزبية بالمناقيش، قال بعضهم: إنّ بعض المحشين على الكشاف يخرج الاعتزال بالمناقيش، هذا –أيضاً- يخرج الحزبية بالمناقيش، أنا أنصح بالاستفادة من كتبه، وكذلك بالاستفادة من أشرطته” .
والسؤال الآن :
أليس ذم العلامة الألباني والعلامة مقبل لمن يطعن في الشيخ ربيع يصدق على الحلبي والحجوري ومن سار على طريقتهما ودربهم المشين .
وأقول للحلبي والحجوري : إن كنتما صادقين في حبكما لهذين العالمين الجليلين فاحترما كلامهما
نعوذ بالله من الهوى والردى .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الجمعة
9 جمادى الآخرة 1434هــ
الساعـــــــ 40 : 3 ــــة صباحاً