إبطال شبهة من ادعى أن العلماء الكبار كانت مجالسهم تخلو من الردود | الجزء الثاني ​​لفضيلة د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
 
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
 
 
 
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
 
 
 
أما بعد :
 
 
 
فهذه تكملة لما سبق أن أجبت عليه في المقال السابق والذي كان بعنوان
 
 
 
(إبطال شبهة من ادعى أن العلماء الكبار كانت مجالسهم تخلو من الردود)
 
 
 
 
وقبل أن أدخل في الموضوع : أشكر جميع الأخوة في هذا المنتدى وفي المنتديات الأخرى على إثراء الموضوع بتعليقاتهم ونقولهم فهي مفيدة فجزاكم الله خيراً .
 
 
 
عودٌ على بدء :
 
فمن الأجوبة :
 
 
 
أن هؤلاء المخالفين يتكلمون ويطعنون في أهل السنة السلفيين !
 
 
 
فكيف نسكت عنهم !
 
 
 
فمن الغريب أن يطالب أهل الحق بالسكوت !
 
 
 
 
 
وهم يطبل لهم وينفخون !!
 
 
 
أليس الأولى بك – أيها الفاضل – أن توجه هذا الطلب لأولئك الذين يطعنون في أهل السنة ويصفونهم بالغلو وأنهم جراحون وما تركوا أحداً إلا وتكلموا فيه .
 
 
 
ويرمون السلفيين بأنهم لا يرون أحداً سلفياً إلا هم .
 
 
 
أين قوله عليه الصلاة والسلام “انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً !
 
 
 
إن يك ظالماً فاردده عن ظلمه ! وإن يك مظلوماً فانصره”
 
 
 
فهل هذا نصر للمظلومين أم انتصار للظالم !
 
 
 
وهل هذا كف للظالمين أم إعانة لهم على المظلومين ؟
 
 
 
لا !
 
 
 
لم نكن نتوقع منك هذا !!
 
 
 
والله لو جاءت من غيرك لما التفتنا إليها !
 
 
 
فنسأل الله أن يصلحنا ويهدينا للصواب .
 
 
 
ومنها :
 
 
 
أنهم يؤصلون أصولاً تخالف المنهج السلفي فهل يسع من علم بهذه الأصول أن يسكت أم أن يبين الحق ويحذر الناس منها ؟
 
 
 
إن قلت : انصح ووجه دون تشهير أو رد علني !
 
 
 
فالجواب :
 
 
 
لابد أن تعلم أن من خالف الحق علناً فليس يلزم الراد أن ينصحه ابتداء بل يرد الباطل ويظهر الحق .
 
 
 
ويدل عليه قصة ابن عمر !
 
 
 
قال يحيى بن يعمر : كان أول من تكلم في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوفق الله لنا عبد الله بن عمر داخلاً في المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي !
 
 
 
فقلت : أبا عبد الرحمن : إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم يزعمون أن لا قدر والأمر أنف ؟
 
 
 
فقال : إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وهم برآء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر “.
 
 
 
فهل نصحهم ابن عمر قبل أن يتكلم فيهم ؟
 
 
 
أم أنه تكلم فيهم بل تبرأ منهم !
 
 
 
ألا يسعنا ما وسع السلف الصالح !
 
 
 
هذا أولاً .
 
 
 
وثانياً : من قال أنه لم ينصح ولم يطالب بالرجوع !
 
 
 
فقد نصح لكنه أصر على باطله وتهجم على إخوانه وتجرأ عليهم !!!
 
 
 
فما هو قولك ؟
 
 
 
فيمن أصر على باطله ولم يرجع !
 
 
 
لا : لا نحتاج لقولك
 
 
 
عندنا منهج السلف مشهور معروف :
 
 
 
من أصر على باطله فإنه يضلل ويهجر !
 
 
 
أم أن هذا لم يمر عليك في تلك المجالس التي حضرتها للعلماء الكبار !
 
 
 
فلماذا هذه القواعد التي تحمي المخالفين للحق ؟
 
 
 
وتجعل السلفيين في موقف المخالفين للحق ؟
 
 
 
ويطعن فيهم ويؤلب عليهم المجتمع !
 
 
 
ويقال : لا تسمعوا لهم ولا تلتفتوا لكلامهم إلى غير ذلك !!!
 
 
 
هل هذا يعقل أن يكون جزاء الصادقين من إخوانكم السلفيين الناصحين أن يعاملوا معاملة المخالفين للحق !
 
 
 
ويكونوا في قفص الاتهام !
 
 
 
لا أدري ما أقول : سوى : أن تعلم أيها الفاضل : أننا لا نبالي ما يحصل لنا ونعامل به في ذات الله تعالى وفيما يرضي ربنا عز وجل
 
 
 
فلو سخط الناس كلهم علينا ويرضى الله عنا
 
 
 
فلا نهتم أبداً
 
 
 
وإذا رضي الناس كلهم ! وسخط الله علينا !
 
 
 
فالويل لنا وأي شقاء سنكون فيه
 
 
 
فاعلم أننا – بإذن الله – صابرون .
 
 
 
اسأل الله أن يثبتني ومشايخي وإخواني السلفيين على الحق إلى أن نلقاه
 
 
 
ومنها : أن العلماء فيما سبق عندما كانوا يردون على المخالف :
 
 
 
كانوا يجدون من ينصرهم ومن يؤازرهم بعد فضل الله تعالى !
 
 
 
وكان طلاب العلم يحترمون علماءهم ويقبلون قولهم !!
 
 
 
وما كانوا يصنعون مثل ما يصنع هؤلاء من التشغيب والتهويل والصراخ والعويل والتعصب لرد الحق والاستكبار عن قبوله !!!
 
 
 
وكان المردود عليه يخمد وتندفع شبهته ولا تقوم له قائمة لعدم النصير أو لقلتهم بخلاف المردود عليهم اليوم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ويجدون من الأنصار لهم لا أقول من العوام والأوباش فقط فهذا أمر طبيعي
 
 
 
ولكن للأسف الشديد – في هذه الأيام وهذا من الغربة التي نعايشها – يجد المخالفون لهم نصيراً ومؤازراً !
 
 
 
ليس من أتباعهم !!
 
 
 
بل ممن هو معنا على الخط السلفي ونحسبه من رجال هذا المنهج فيالها من غربة شديدة عظيمة لأهل الحق فالله المستعان .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
أخوكم المحب
 
 
أحمد بن عمر بازمول
 
 
الاثنين 50 : 1 صباحاً
 
 
21 ذو القعدة 1433هــ

 

 

 
وما أجمل ما قاله الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/166) :
 
 
” والله عم الفساد وظهرت البدع وخفيت السنن وقَلَّ القَوَّال بالحق !
 
بل لو نطق العالم بصدق وإخلاص : لعارضه عدة من علماء الوقت ولمقتوه وجهلوه !!!
 
 
فلا حول ولا قوة إلا بالله” انتهى
 
 
وإذا كان هذا كلام الذهبي قبل أكثر من ستمائة سنة
 

 

فماذا عسى أن يقول السلفيون اليوم