قواعد وفوائد ترفع الهمم من كتاب مرحباً يا طالب العلم ​​لفضيلة د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} 
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} 
أما بعد :
 
فهذه مجموعة من الفوائـــــــــد والضوابـــــــط والقواعــــــــــد العلميـــــــــــة المستخرجة والمستنبطة من كتاب شيخنا الإمام الوالد ربيع بن هادي عمير المدخلي- حفظه الله تعالى- (( مرحبا يا طالب العلم )) ، وهي سلسلة من المحاضرات بعنوان : (( قواعد وفوائد ترفع الهمم من كتاب مرحبًا يا طالب العلم )) 
ألقيتها على إخواني وأخواتي طلاب وطالبات العلم بمعهد الميراث النبوي شهر ربيع الثاني عام 1438هجري . 
 
ورغبة في نشر العلم وتعميم الفائدة العلمية في هذا الموضوع المهم الذي يحتاجه طلاب وطالبات العلم ، خصوصًا من عـــــــــالِمٍ مثل شيخنا الإمام ربيع المدخلي -حفظه الله تعالى- قمت بنشرها في موقع معهد الميراث النبوي وبعض المواقع السلفية الأخرى كشبكة البينة السلفية . 
وسيكون – بإذن الله تعالى – نشر هذه الفوائد والقواعد في حلقات ؛ لتسهل قراءتها ، ونشرها في برامج التواصل ، وقد راعيت فيها الاختصار وعدم الإطالة .
وقبل الشروع في استخراج واستنباط الفوائد والقواعد : أحببت أن أقدمها بأمرين : 
الأمر الأول : شيء من سيرة شيخنا ووالدنا الإمام العلَّامة ربيع بن هادي عمير المدخلي -حفظه الله تعالى- المتعلقة بتعامله مع طلاب العلم .
الأمر الثاني : شيء من الفوائد المتعلقة بطالب العلم شحذًا للهمة وتحفيزًا لشباب الأمة بتحصيل العلم الشرعي .
البـــــــــــــــــاب الأول :
 
شيء من سيرة شيخنا ووالدنا الإمام ربيع المدخلي -حفظه الله تعالى- :
هذا الجانب العملي من حياة شيخنا – حفظه الله تعالى – مشهورٌ وواضحٌ عند طلابِ العلم ؛ لأنهم يرون أفعال شيخنا مطابقةً لأقواله وما يدعُو إليه من السنة ومنهج السلف الصالح . 
ولا أستطيع أن أوفي هذا الجانب حقه في هذا المقال المختصر ؛ لأن هذا الموضوع يحتاج إلى مجلد ؛ بل مجلدات تبرز كثيرًا من هذه الجوانب المهمة في حياة شيخنا الإمام .
وحسبي أن أذكر بعض الجوانب التي تشير إلى ما وراءها من معانٍ وحكم 
فمن ذلك : أن شيخنا ووالدنا الإمام ربيع المدخلي : يربي طلابه على تقوى الله وعلى الخوف من الله وأن يحذروا من عقوبة ربهم وغضبه ويرجو رحمته وفضله فهو في هذا كما يحث الوالد أبناءه .
وشيخنا – حفظه الله تعالى – كثيرًا ما ينادي طلابه بقوله : يا ولدي ، يا ابني ؛ بصوت يشعر منه السامع الصدق والنصح .
ومن ذلك : أنه يتحمل كثيرًا من المشقة والتعب الشديد في سبيل نصرة المنهج السلفي والحفاظ على السلفيين ويحترق ألمًا وحزنًا على ما يصيب المسلمين من ضرر في دينهم وأنفسهم وأموالهم. 
ويَحزن على أي سلفي انحرف وسلك مسلك أهل الأهواء والبدع .
ومن ذلك : أن ردود شيخنا على المبتدعة بمختلف فرقهم من روافض وصوفية وأشاعرة ومرجئة وخوارج وحدادية تكفيريين وغيرهم ؛ نصيحةً لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ، وذبًا عن المنهج السلفي ، وحماية للمسلمين من الضلال والانحراف .
ومن ذلك : فرحُه بتوبة من تاب ومسامحته إذا كان ممن تكلم في الشيخ واغتابه وطعن فيه ؛ بل ويدعو له بالثبات والتوفيق ويوصيه بلزوم المنهج السلفي ويحذره من أهل الأهواء والبدع. 
ومن ذلك : أنه يُسَرُّ ويفرح برؤية طلابه كفرحه برؤية أبنائه وأحفاده، وهذا الشعور يلمسه طلابه ؛ ليس في اللقاء الأول ، بل في كل لقاء ولو تكرر في الأسبوع الواحد . 
فكثيرًا ما نسمع منه : مرحبًا ، أهلًا وسهلًا ، حياكم الله ، تفضلوا ، ونحوه من الترحيب. 
ومن ذلك : أنه يسأل عن حال طلابه ، فإذا زاره شخص من أي بلد يسأله شيخنا : 
– من أي بلد أنت ؟
 
– فيقول على – سبيل المثال – : من المغرب العربي .
 
– فيسأله شيخنا : هل تعرف فلانًا ؟ كيف هو وكيف أحواله ؟ 
فإذا أخبره بأمر طيب : سُرَّ شيخنا ورؤي الفرح والسرور على وجهه كأنما أُخبِر بحال ابن له .
وإذا أخبره بأمر سيء : أسِف الشيخ ورؤي الحزن على وجهه كأنما أُخبِر بحال ابن له . 
ومن ذلك : أن يتفقد طلابه ويسأل عنهم إذا غابوا عنه مدة ! فيقول : فلان أين هو ؟ ما حاله عساه بخير . 
فإذا أخبر عن حاله حمد الله ودعا له بالخير . 
وإذا لم يعرفوا حاله ! طلب من طلابه أن يسألوا عنه ويطمنوه عليه. 
وقد يتصل شيخنا بنفسه على طلابه يعزيهم في مصابهم إن بلغه الخبر.
ومن ذلك : أنه يعين المحتاجين من طلابه ويقضي حوائجهم قدر استطاعته ويسعى لما فيه خير وصلاح لهم .
ومن ذلك : أنه ينصح طلابه ويصبر عليهم ويتجاوز عن ما يصدر من بعضهم من خطأ في حقه ويتنازل عن حقه الشخصي ؛ بل يسامحه ويدعو له ، إلا في حقوق الله فإن شيخنا يغضب لحقوق الله. 
ومن ذلك : أنه يكرم ضيوفه من طلاب العلم بتقديم الشراب والطعام إذا حضر وقت الغداء أو العشاء، ولا يقبل عذر من اعتذر منهم عن الطعام إلَّا لأمر ضروري .
وفي رمضان كان الدرس يبدأ بعد العصر بساعة تقريبًا ويستمر إلى قرب المغرب ، ثم يصعد الشيخ لغرفته ، وتمد سفرة الطعام لجميع الطلاب الحاضرين ، وقد ملئت بالطعام والشراب .
ومن ذلك : أنه إذا زاره طالب علمٍ مسافِرٍ، عرض عليه أن ينام عنده ويأمر بتقديم الفراش له بعد أن يتناول معه العشاء .
ومن ذلك : أنه يفتح مكتبته لطلاب العلم ، يبحثون ويراجعون ويستفيدون ، بل كان يجمع الكتب لطلاب العلم ، فكان يحرُص على شراء الجديد ، وكان يتكرر عنده الكتاب ، فيقول : أريدها لطلاب العلم ينتفعون من هذه النسخ إذا احتاجوا لها . 
ومن ذلك : اعتذاره لمن لَمْ يستطع مساعدته أو استقباله لظرف طارئ فيعتذر له ويقول : سامحني يا ولدي لا أستطيع كذا وكذا ، الآن ونحو ذلك . 
ومن ذلك : أنه يحث دائمًا على التآخي بين السلفيين ، ويحث على المودة والألفة والأخوة وصبر الأخ على أخيه السلفي، ويسعى لإزالة أسباب الخلاف بين السلفيين ووأده ويجمع بينهم على خير وسنة ، وكثيرًا ما يستقبل شيخنا الطرفين المتنازعين ويصلح بينهم ويزيل فتيل الخلاف ، وكم كنا نرى الفرح والسرور في وجهه إذا تصالح السلفيون فيما بينهم . 
ومن ذلك : نصائحه القيمة وتوجيهاته النافعة المستمرة لأبنائه السلفيين في مشارق الأرض ومغاربها سواء كانت مباشرة أو بالنقل عبر الهاتف ، سواء كانت مفردة في محاضرة أو أثناء الدروس والتأليف ولو جمعت فإنها تأتي في مجلدات .
ومن ذلك : ما يبذله من وقت لطلاب العلم إجابةً عن أسئلتهم وحلًا لإشكالاتهم وإعانةً لموضوعاتهم إلى غير ذلك . 
وأما الباب الثاني 
فهو : شيء من الفوائد المتعلقة بطالب العلم شحذًا للهمة وتحفيزًا لشباب الأمة بتحصيل العلم الشرعي .
من الفوائد : أن الترحيب بطالب العلم وإكرامه والإحسان إليه : مشروع بدليل الكتاب والسنة والآثار السلفية : 
فمن ذلك : قوله تعالى وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ : فيه حسن التعامل مع طالب العلم ؛ قال ابن قيم الجوزية ” قال أكثر المفسرين هو سائل المعروف والصدقة لا تنهره إذا سألك فقد كنت فقيرًا فإما أن تطعمه وإما أن ترده ردًا لينًا .
قال الحسن : أَمَا إنه ليس بالسائل الذي يأتيك ولكن طالب العلم . 
وهذا قول يحيى بن آدم قال : إذا جاءك طالب العلم فلا تنهره .
والتحقيق أن الآية تتناول النوعين” انتهى .
وقال السعدي ” أي: لا يصدر منك إلى السائل كلام يقتضي رده عن مطلوبه، بنهر وشراسة خلق، بل أعطه ما تيسر عندك أو رُده بمعروف وإحسان.
وهذا يدخل فيه السائل للمال، والسائل للعلم. 
ولهذا كان المعلم مأمورًا بحسن الخلق مع المتعلم، ومباشرته بالإكرام والتحنن عليه، فإن في ذلك معونة له على مقصده، وإكرامًا لمن كان يسعى في نفع العباد والبلاد” انتهى 
وقال أبو سعيد الخدري ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم” يعني : طلبة الحديث “
وكان أبو سعيد الخدري يقول ” مرحبًا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاؤوه في العلم “
وقال صفوان بن عسال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متكئ في المسجد على برد له أحمر، فقلت له : يا رسول الله! إني جئت أطلب العلم ، فقال صلى الله عليه وسلم ” مرحباً بطَالبِ العلمِ … ” 
وقال عامر بن إبراهيم قال ” كان أبو الدرداء إذا رأى طلبة العلم قال : مرحبًا بطلبة العلم، وكان يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بكم ” . 
ومن الفوائد : أن مرحبًا : أي نزلت مكانًا واسعًا . وفيها الترحيب بطالب العلم والفرح بقدومه
قال ابن فارس : ” (رحب) : الراء والحاء والباء أصل واحد مطرد، يدل على السعة. من ذلك الرحب. ومكان رحب. وقولهم في الدعاء: مرحبا: أتيت سعة”
ومعنى كلمة وصية : أي ما عهد إلينا النبي صلى الله عليه وسلم أن نعمله. 
ومن الفوائد : أنه قد وردت في طالب العلم أدلة كثيرة تدل على مكانته وتحث على احترامه وتقديره : 
فمن ذلك : أن طالب العلم كالمجاهد في سبيل الله : 
عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول” من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله ومن دخله لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له” 
قال ابن حبان ” ذكر التسوية بين طالب العلم ومعلمه وبين المجاهد في سبيل الله “
ومن ذلك : أن طالب العلم تحفه الملائكة وتحبه : 
وعن زر : قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي قال: ما جاء بك؟ قال: جئت أنبط العلم قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “ما من خارج يخرج من بيته يطلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع”
وعن صفوان بن عسال قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو متكئ في المسجد على برد له أحمر، فقلت له: يا رسول الله! إني جئت أطلب العلم، فقال صلى الله عليه وسلم ” مرحبًا بطَالبِ العلمِ، إن طالبَ العِلم لتحفُّه الملائكةُ وتظلٌّه بأجنحتِها، ثمّ يركبُ بعضُهم بعضًا، حتّى يبلغُوا السَّماء الدُّنيا؛ من حبِّهم لما يَطلُب” 
قال ابن قيم الجوزية :
” الطريق التي يسلكها إلى الجنة جزاءً على سلوكه في الدنيا طريق العلم الموصلة إلى رضا ربه ووضع الملائكة أجنحتها له تواضعًا له وتوقيرًا وإكرامًا لما يحمله من ميراث النبوة ويطلبه . 
وهو يدل على المحبة والتعظيم فمن محبة الملائكة له وتعظيمه تضع أجنحتها له ؛ لأنه طالب لما به حياة العالم ونجاته ففيه شبه من الملائكة وبينه وبينهم تناسب …. فإذَا طلب العبد العلم فقد سعى في أعظم ما ينصح به عباد الله فلذلك تحبه الملائكة وتعظمه حتى تضع أجنحتها له رضًا ومحبة وتعظيمًا …. 
ففي هذا الحديث حف الملائكة له بأجنحتها إلى السماء وفي الأول وضعها أجنحتها له ؛ فالوضع تواضع وتوقير وتبجيل والحف بالأجنحة حفظ وحماية وصيانة ، فتضَمَّن الحديثان تعظيم الملائكة له وحبها إياه وحياطته وحفظه فلو لم يكن لطالب العلم إلا هذا الحظ الجزيل لكفى به شرفًا وفضلًا”
ومن ذلك : أن طالب العلم يسهل له طريق الجنة بطلبه للعلم : 
عن أبي هريرة قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ” من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سهل الله له به طريقًا من طرق الجنة “
قال ابن قيم الجوزية 
” قد تظاهر الشرع والقدر على أن الجزاء من جنس العمل فكما سلك طريقًا يطلب فيه حياة قلبه ونجاته من الهلاك سلك الله به طريقًا يحصل له ذلك “
ومن ذلك : دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لطالب العلم وسامعه بالنضرة :
قال ابن قيم الجوزية 
” النبي صلى الله عليه وسلم دعا لمن سمع كلامه ووعاه وبلغه بالنضرة وهي البهجة ونضارة الوجه وتحسينه ففي الترمذي وغيره من حديث ابن مسعود عن النبي قال ” نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة أئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم …
ولو لم يكن في فضل العلم إلا هذا وحده لكفى به شرفًا فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لمن سمع كلامه ووعاه وحفظه وبلغه وهذه هي مراتب العلم 
أولها وثانيها : سماعه وعقله .
فإذا سمعه وعاه بقلبه ؛ أي عقله واستقر في قلبه كما يستقر الشيء الذي يوعى في وعائه ولا يخرج منه ، وكذلك عقله هو بمنزلة عقل البعير والدابة ونحوها حتى لا تشرد وتذهب ولهذا كان الوعي والعقل قدرًا زائدًا على مجرد إدراك المعلوم .
المرتبة الثالثة : تعاهده وحفظه حتى لاينساه فيذهب .
المرتبة الرابعة : تبليغه وبَثُّه في الأمة ليحصل به ثمرته ومقصوده وهو بثه في الأمة …
فمن قام بهذه المراتب الأربع دخل تحت هذه الدعوة النبوية المتضمنة لجمال الظاهر والباطن فإن النضرة هي البهجة والحسن الذي يكساه الوجه من آثار الإيمان وابتهاج الباطن به وفرح القلب وسروره والتذاذه به فتظهر هذه البهجة والسرور والفرحة نضارة على الوجه ولهذا يجمع له سبحانه بين البهجة والسرور والنضرة …
والمقصود أن هذه النضرة في وجه من سمع سنة رسول الله ووعاها وحفظها وبلغها فهي أثر تلك الحلاوة والبهجة والسرور الذي في قلبه وباطنه “
ومن الفوائد : أنه قد يكون طالب العلم أفهم من المُبَلِّغ : 
قال ابن قيم الجوزية 
” وقوله “رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ” تنبيه على فائدة التبليغ وأن المبلَّغ قد يكون أفهم من المبلِّغ فيحصل له في تلك المقالة ما لم يحصل للمبلغ .
أو يكون المعنى : أن المبلَّغ قد يكون أفقه من المبلِّغ فإذا سمع تلك المقالة حملها على أحسن وجوهها واستنبط فقهها وعلم المراد منها “
ومن الفوائد : نقض شبهة من يقول : إن العلماء السلفيين أشد الناس والآخرين عندهم رفق ولين .
ومعنى هذه الشبهة : أن العلماء السلفيين الذين يؤخذ عنهم العلم، فيهم شدة، ويصعب التعامل معهم، بخلاف الآخرين من أهل البدع والأهواء والمتعالمين الجهال، فأخلاقهم جميلة، وفيهم رفق ولين. 
وهذه الشبهة باطلة من وجوه: 
الأول : أن العلماء الربانيين يتأدبون بالآداب الشرعية، وبالأخلاق المرعية، وهم ورثة الأنبياء، ومع ذلك فهم بشر، يصيبون ويخطئون، يفرحون ويغضبون
الثاني : أن أهل العلم أهل مروءة وتقوى وخشية لله u، فلذلك يظهر عليهم الخشوع، ولا يضحكون كثيرًا، ولا يلعبون أو يتمازحون مع عامة الناس كالسفهاء .
الثالث : أنهم يغضبون لله لا لأنفسهم .
الرابع : أنهم يغضبون لجهل الناس عليهم، وسوء أدبهم في التعامل معهم.
الخامس : أن يُعلم أن أهل السنة يحاول الشيطان تنفير الناس عنهم ولو بإظهارهم في مظهر الشدة، بخلاف أهل البدع، فإن الشيطان يخليهم ويظهرهم في مظهر الخشوع وحسن الخلق يصطاد بهم .
 
 
 
 
كتبه 
أخوكم المحب 
 
أبو عمر أحمد بن عمر بن سالم بازمول
 
الاثنين 
25 ربيع الثاني 1438هجري

الساعة
07:27