ما صح من الأحاديث والآثار في قرءاة سورتي الإخلاص لفضيلة د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله

ما صح من الأحاديث والآثار الواردة
في قراءة وفضائل سورتي الإخلاص
{قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد}
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار
أما بعد :
فقد جمعت كل ما وقفت عليه من الخبر مما ورد فيه ذكر قراءة سورتي الإخلاص في نص واحد سواء كان في الصلاة أم في خارجها في بحث مستقل بعنوان ((جونة القناص بجمع ما ورد في قراءة سورتي الإخلاص))
وقد اشتمل على الصحيح والضعيف بل والموضوع، من باب جمع الروايات، فأحببت أن اختصره باقتصاري على بعض ما ثبت (صحيح أو حسن)؛ تذكرة لنفسي ولإخواني طلاب العلم ولعامة المسلمين 
وقد سميته (( ما صح من الأحاديث والآثار الواردة في قراءة وفضائل سورتي الإخلاص ))
وقد حذفت تخريج الأحاديث والآثار، فمن أراد الوقوف على تخريجها فعليه بالأصل
 
ما ورد في فضلهما : 
– عن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ قال (( إنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَرَأَ في رَكْعَتَيْ الطَّوَافِ بِسُورَتَيْ الْإِخْلَاصِ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَقُلْ هو الله أَحَدٌ )) 
قال شيخ الإسلام اَللَّهُ ابن تيمية : لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إلَّا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُهُ , بِخِلَافِ الَّذِي فَعَلَ مَا فَعَلَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَهَذَا مِمَّا يُحَقِّقُ أَنَّ الْإِيمَانَ , وَالتَّوْحِيدَ لَا بُدَّ فِيهِمَا مِنْ عَمَلِ الْقَلْبِ , كَحُبِّ الْقَلْبِ , فَلَا بُدَّ مِنْ إخْلَاصِ الدِّينِ لِلَّهِ , وَالدِّينُ لَا يَكُونُ دِينًا إلَّا بِعَمَلٍ ; فَإِنَّ الدِّينَ يَتَضَمَّنُ الطَّاعَةَ وَالْعِبَادَةَ ; وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ U سُورَتَيْ الْإِخْلَاصِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } وَ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } 
إحْدَاهُمَا فِي تَوْحِيدِ الْقَوْلِ وَالْعِلْمِ 
وَالثَّانِيَةُ فِي تَوْحِيدِ الْعَمَلِ وَالْإِرَادَةِ ; فَقَالَ فِي الْأَوَّلِ : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ , اللَّهُ الصَّمَدُ , لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ , وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } فَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ هَذَا التَّوْحِيدَ 
وَقَالَ فِي الثَّانِي { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ , لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ , وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ , وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ , لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } فَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ مَا يُوجِبُ الْبَرَاءَةَ مِنْ عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ وَإِخْلَاصِ الْعِبَادَة انتهى
– وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن و{قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن ))
– وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلا قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حَتَّى انْقَضَتِ السُّورَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَذَا عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ وَقَرَأَ فِي الآخِرَةِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حَتَّى انْقَضَتِ السُّورَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا عَبْدٌ آمَنَ بِرَبِّهِ))
فَقَالَ طَلْحَةُ (( فَأَنَا أَسْتَحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ فِي هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ))
– قال رجل من الصحابة : كنت أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء فسمع قارئا يقرأ {قل يا أيها الكافرون} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما هذا فقد بريء من الشرك وسرنا فسمع رجلا يقرأ {قل هو الله أحد} فقال أما هذا فقد غفر له فكففت راحلتي لأنظر من هو فابشره فنظرت يمينا وشمالا فما رأيت أحداً ))
– قال ابن مسعود ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ونحن نسير فقرأ رجل من القوم {قل يا أيها الكافرون} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما صاحبكم فقد برئ من الشرك فذهبت أنظر من هو فأبشره فقرأ رجل آخر {قل هو الله أحد} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما صاحبكم فقد غفر له))
– وقال أبو مسعود (( مَنْ قَرَأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فِي لَيْلَةٍ، فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ ))
القراءة بهما في صلاة الفجر : 
– قال عمرو بن ميمون : صليت مع عمر بذي الحليفة وهو يريد مكة صلاة الفجر فقرأ بـ {قل يا أيها الكافرون} وَ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}))
قراءتهما في ركعتي الفجر : 
– عـن أبي هريرة ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}))
– وعن عبد الله بن مسعود قال ((ما أحصي ما سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}))
– وعن عبدالله بن عمر قال ((رمقت النبي صلى الله عليه وسلم أربعاً وعشرين مرة أو خمساً وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر وبعد المغرب {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}))
– وعن عَائِشَةَ قالت كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول (( نِعْمَ السُّورَتَانِ هُمَا يقرؤنها في الرَّكْعَتَيْنِ قبل الْفَجْرِ {قُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قل هو الله أَحَدٌ}))
– وعن عائشة قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يسر فيهما القراءة))
– وعن إبراهيم قال (( كان أَصْحَابُ عبد اللهِ يَقْرَؤُونَ في الرَّكْعَتَيْنِ قبل الْفَجْرِ وَالرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ{قُلْ هو اللَّهُ أَحَدٌ}
– وقال غُنَيْم بْن قَيْسٍ: كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نُنَابِذَ الشَّيْطَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ، أَوْ قَبْلَ الْغَدَاةِ بِـ: قُلْ {يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ))
– وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قال كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَقْرَءُوا فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَالرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ بِـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}))
– وقَالَ ابن سيرين (( كَانُوا يَقْرَءُونَ فِيهِمَا بِـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}))
فائدة :
قال شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تيمية : سُنّةُ الْفَجْرِ تَجْرِي مَجْرَى بِدَايَةِ الْعَمَلِ وَالْوِتْرُ خَاتِمَتَهُ 
وَلِذَلِكَ كَانَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم يُصَلّي سُنّةَ الْفَجْرِ وَالْوِتْرِ بِسُورَتَيْ الْإِخْلَاصِ 
وَهُمَا الْجَامِعَتَانِ لِتَوْحِيدِ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ وَتَوْحِيدِ الْمَعْرِفَةِ وَالْإِرَادَةِ وَتَوْحِيدِ الِاعْتِقَادِ وَالْقَصْدِ انْتَهَى
قراءتها في الركعتين بعد المغرب :
– وعن عبد الله بن مسعود قال ((ما أحصي ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}))
قراءتهما في الوتر : 
– عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بـ{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}))
– وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث فيقرأ فـي أول ركعة بـ{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وفي الثانية {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وفي الثالثة { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}))
ما جاء في قراءتهما في ركعتي الطواف : 
– عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم (( أنه كان يَقْرَأُ في الرَّكْعَتَيْنِ قُلْ هو الله أَحَدٌ وَقُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ))
– وعن يعقوب بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الطواف {قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد}))
– وعن جَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ عن أبيه أَنَّهُ كان يَسْتَحِبُّ أَنْ يَقْرَأَ في رَكْعَتَيْ الطَّوَافِ بِـ{قُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ{قُلْ هو الله أَحَدٌ}))
قراءتهما على المنبر : 
– وعن علي أنه كان يقرأ يوم الجمعة على المنبر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}))
 
 
 
 
 
 
كتبه
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الجمعة
الساعة التاسعة والنصف بعد صلاة العشاء
15 شوال 1436هــ