جواب : عن معنى حديث : لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ ​​لفضيلة د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
 
أما بعد
 
فقد ورد إلي سؤال : عن حديث أبي هريرة :”لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ”.
 
ما معنى يتغيظ ؟
 
فكان الجواب :
 
الحديث أخرجه أبو طاهر المخلص وتمام في الفوائد (1/311رقم778) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ ولكن تعوذوا بالله عز وجل من شره”.
 
وصححه مرفوعاً الدوسري في الروض البسام .
 
وصححه الألباني في الصحيحة المجلد الخامس لكن ليس عنده لفظة (يتغيظ) .
 
واختلف في إسناده فأوقفه بعض الرواة :
 
أخرجه ابن معين في الجزء الثاني من ( الفوائد ) (120رقم29) عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ ولكن تعوذوا بالله من شره”.
 
وصحح إسناده موقوفاً محقق فوائد ابن معين .
 
ورجح الدارقطني في العلل (10/146) كونه موقوفاً حيث :سئل عن حديث أبي صالح عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الشيطان وتعوذوا بالله من شره”.
 
فقال : يرويه الأعمش واختلف عنه :
 
فرواه أبو صالح الحراني عبد الغفار بن داود بن عيسى بن يونس عن الأعمش مرفوعاً .
 
وغيره لا يرفعه وهو الصحيح”.
 
وبالجملة ولو كان الموقوف هو الصواب فهذا لا يعل المرفوع ؛ لأنه في حكمه .
 
وقوله (يتغيظ) هكذا في الأصول المخطوطة ، لكن جاء في نسخة (يغتبط) كما في حاشية محقق الفوائد لابن معين .
 
وقوله (يغتبط) هي المرادة ؛ لأن المعنى لا تجعلوا الشيطان يفرح ويتعاظم .
 
وهذا ما رواه رجل كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت تعس الشيطان ! فقال صلى الله عليه وسلم : لا تقل تعس الشيطان ؛ فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ، ويقول : بقوتي ! ولكن قل : بسم الله ؛ فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب”.
 
أخرجه أحمد في المسند (5/59 ، 71) وأبو داود في السنن (رقم4982) وقوى إسناده ابن كثير في التفسير (4/576) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (ص746)
 
والله أعلم
 
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
 
 
 

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
الإخوة الفضلاء
 
 
السلام عليكم ورحمة الله وربركاته
 
 
جزاكم الله خيراً
 
 
وبعد :
 
 
فإن قيل : لو كان الصواب (يتغيظ) فما توجيه المعنى ؟
 
 
فالجواب : الذي يظهر – والله أعلم – أن المعنى سيكون : لا تسبوا الشيطان فإنكم إذا تركتم سبه يتغيظ أي يغضب وينتفخ قهراً وهيجان ، والغضب معروف .
 
 
وأما على رواية (يغتبط) فكما سبق : يفرح ويتعاظم بسبه …
 
 
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا جميعاً من أهل الحديث ، وأن يحشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً
 
 
محبكم : أحمد بازمول