فوائد
من مقال الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي
** وقفات مع تلبيسات وجهالات عبد الحميد الجهني
في مقاله [كشف الخفاء عن مسألة محدثة استقوى بها الإرجاء – الحلقة الثانية] **
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فيلحظ القارئ الكريم أن شيخنا الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى في مقالاته وكتبه كلها إنما يعتمد فيها على الدليل من الكتاب والسنة الثابتة ومنهج السلف الصالح مستنيراً بأقوال أئمة الهدى والعلم .
ويشهد الله أني أقول هذا الكلام تديناً لا تعصباً وتزلفاً لأحد.
ولكنه الحق الذي يجب أن يقال في حق هذا الإمام الذي بذل نفسه لخدمة الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح والذب عنها .
وفي مقال شيخنا الإمام ربيع المدخلي حفظه الله تعالى المعنون له بــ((وقفات مع تلبيسات وجهالات عبد الحميد الجهني في مقاله [كشف الخفاء عن مسألة محدثة استقوى بها الإرجاء – الحلقة الثانية] – الحلقة الثانية)) فوائد كثيرة – وكل مقالاته كذلك – ! وبعض هذه الفوائد مستنبطة من كلامه حفظه الله تعالى .
فأحببت أن أبرز جملة منها في هذا الملخص :
فوائد مستخرجة ومستنبطة
من مقال الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي
** وقفات مع تلبيسات وجهالات عبد الحميد الجهني
في مقاله [كشف الخفاء عن مسألة محدثة استقوى بها الإرجاء – الحلقة الثانية] **
الحدادية التكفيرية ومنهم الجهني الحدادي : يبنون أقوالهم على الكذب والعناد والمكابرة والمجازفات والتهويلات وتحميل الكلام ما لا يحتمل !
لا يبعد أن الصحابة رضي الله عنهم الذين رووا أحاديث فضل التوحيد وأحاديث الشفاعة أن يكونوا ممن لا يكفرون تارك الصلاة ……. ووجهه : أن أحاديث الشفاعة بعمومها يدخل فيها تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً ؛ فمن رواها لم يستثنِ منها تارك الصلاة ! وهذا استنباط دقيق !
أن أهل السنة السابقين واللاحقين – المكفرين لتارك الصلاة وغير المكفرين – يعظمون قدر الصلاة ومكانتها ويحكمون على تاركها بالفسق، والقتل، وشدة الإثم، ولا يقبلون له شهادة ولا رواية.
من لا يكفر تارك الصلاة من أهل السنة لا يوصف بالإرجاء؛ لأنه قول من أقوال أهل السنة !
ولم يصف أهل السنة الذين لا يكفرون تارك الصلاة بالإرجاء إلا الحدادية التكفيرية القطبية .
أن الاختلاف بين أهل العلم في تارك الصلاة وقع بين أهل العلم من عهد التابعين .
الإمام الزهري وغيره من التابعين لا يكفرون تارك الصلاة !
عدم العلم بالشيء ليس بعلم فلا يحتج بعدم العلم استقلالاً.
أن أهل السنة يحترم بعضهم بعضاً مع الإنصاف والأدب !
أهل الحق وإن اختلفوا فلا يطعن بعضهم ببعض؛ لأن كل طرف يدرك أن الطرف الذي يخالفه مجتهد يريد الحق لا الهوى .
الخوارج الحدادية ليسوا من أهل السنة وهم أشد المحاربين لأهل السنة ولمنهجهم وأصولهم ! والخوارج الحدادية أفجر في خصومتهم لأهل السنة من الخوارج السابقين!!
عبد الحميد الجهني حدادي مسفسط جاهل يتكلم بغير علم وهو صاحب مخالفة للعلماء، ويطعن في أهل السنة حقًّا ! بغيًا منه وعدوانًا؟!
سلف الحدادية التكفيرية الجدد : الخوارج وغيرهم الذين يقولون في أهل السنة الذين لا يكفرون تارك الصلاة تكاسلًا بأنهم مرجئة، ويقولون: هذا يؤدي إلى أن الإيمان قول بلا عمل.
أهل السنة السابقون واللاحقون بريئون من هذه الفرقة الحدادية ومن أقوالها الباطلة وأصولها الفاسدة القائمة على البغي والجهل والهوى القاتل!
فمن قال بأن منهج السلفيين ومنهج محمود الحدادي واحد إلا أنهم اختلفوا في التطبيق فهو كاذب فاجر !
كما ادعى بدر بن طامي العتيبي أن منهج الحدادي موافق لمنهج الإمام ربيع المدخلي إلا أنهم اختلفوا في التطبيق !
ومن فجور الحدادية قول بعضهم : إنه لا توجد فرقة تسمى بالحدادية ولا يعرف طائفة توصف بهذا الوصف ! وفي الوقت نفسه يصفون أهل السنة بأنهم مرجئة !!
وهو يعنون بذلك أن الحدادية هم أهل السنة !! وأن السلفيين هم المرجئة العصرية فقبح الله ما أشد إفكهم وبهتانهم وضلالهم وانحرافهم !!
فيالها من مقولة ظالمة فاجرة !!
مسألة عدم تكفير تارك الصلاة ليست محدثة !
ووصفها بأنها محدثة فيه تبديع لها ولأهلها، وأنها بدعة ضلالة .
أن دعوى الإجماع على كفر تارك الصلاة لا تثبت.
أن أهل الجدال بالباطل لا تنفعهم الأدلة والبراهين .
أن عبد الحميد الجهني الجهول يرمي جمهور أهل السنة بمخالفة الإجماع الثابت ومخالفة الإجماع الثابت كفر، فجمهور أهل السنة كفار على تقرير هذا الجهول الظالم.
لا يلزم من عدم تكفير تارك الصلاة أن الإيمان قول بلا عمل؛ بدليل أن السلف لم يكفروا في مسألة ترك الزكاة أو الصيام أو الحج .
أن الحدادية التكفيرية : كذبة تَتَقَّول على أهل السنة بما لم يخطر ببالهم.
أهل السنة السلفيون ليسوا بحاجة إلى أن يرجعوا إلى أهل البدع عموماً والحدادية الخوارج الجهلاء خصوصاً !
الحدادية التكفيرية تستند إلى الإجماع الكاذب كحال المريسي والأصم وأمثالهما !
الأدلة من القرآن والسنة تؤيد عدم تكفير تارك الصلاة !
الحدادية الخوارج التكفيريون الجدد منهجهم يتناقض مع الخوارج السابقين في تكفير من أطلق الكتاب والسنة تكفيره !
والحدادية الجدد يخالفون إجماع الخوارج السابقين !!
أهل السنة يطلقون الكفر على ما جاء في السنة فيمن قال لأخيه يا كافر أو في قتال المسلم لأخيه أو من قال مطرنا بنوء كذا وعلى تارك الصلاة ويقولون إنه كفر دون كفر! ويمنعهم من إطلاق الكفر الأكبر الكتاب والسنة .
أحاديث الشفاعة منعت جمهور أهل السنة من تكفير تارك الصلاة .
وقول جمهور أهل السنة بعدم تكفير تارك الصلاة هو الراجح؛ لأنه يجمع بين الأدلة كلها ولا يأخذ بعضها ويدع البعض الآخر.
فهو قول مبني على قاعدة : أن الجمع بين الأدلة أولى من الترجيح .
وقاعدة : أن العمل بالدليلين أولى من إهمال أحدهما .
أن العلماء يستدل على أقوالهم ولا يستدل بأقوالهم ؛ فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه الكرام !
أن أحاديث الشفاعة ومن مات على لا إله إلا الله غالبها أو كلها بعد نزول الفرائض .
أحاديث فضل التوحيد، وأحاديث الشفاعة دليل لأهل السنة الذين لا يكفرون تارك الصلاة لأنها بعمومها يدخل فيها تارك الصلاة .
دعوى الحدادية التكفيرية الإجماع على كفر تارك الصلاة يتضمن إنكار أحاديث الشفاعة وفضل التوحيد ! وتؤدي هذه الدعوى إلى الطعن في الصحابة والتابعين وجمهور أهل السنة الذين لا يكفرون تارك الصلاة .
وكفى بهذا دليلاً على شناعة قولهم وبطلانه ومخالفة لأصول الشريعة !!
من لا يكفر تارك الصلاة يقول بما تدل عليه الأدلة من شدة عقوبة تارك الصلاة وأنه كافر كفراً أصغر لا يخرجه من الإسلام .
أن هذا المنهج الصحيح لا يؤمن به الخوارج ولا الروافض، والحدادية تسير على منهج هؤلاء الضالين.
أهل السنة السلفيون ليسوا مقلدين للأشاعرة أهل الكلام كما يقوله أهل الإفك الحاقدين على أهل السنة.
نقل أئمة السنة عن أهل العلم مقبول معتمد ! ومن يطالب بالأسانيد لهذا النقل فهو جهول مكابر !
إيراد العالم للدليل وعدم معارضته بالأدلة الأخرى يدل على أنه يقول به !
ينبغي التفريق بين كلام العالم وبين كلام المتعالمين الجهال فيؤخذ بكلام العالم ولا يلتفت لكلام الجهال !
لا يلزم التكفير من القول بقتل تارك الصلاة !
ذهب الإمام مالك والإمام الشافعي إلى عدم تكفير تارك الصلاة !
وأما الإمام أحمد رحمه الله فله أقوال في تارك الصلاة:
– تارة يكفره !
– وتارة لا يكفره!!
– وفحول أصحاب الإمام أحمد يرجحون عدم التكفير .
ينبغي فهم كلام الأئمة على وجهه وعدم تحميل كلامهم ما لا يحتمل كما تفعله الحدادية التكفيرية الكذبة الفجرة في الخصومة كحال ابن جرجيس!
دقة العلماء في عباراتهم ففرق بين قولهم تارك الصلاة وقولهم حكم المرتد.
الجهني الحدادي المسكين يبالغ في الثناء على من يوافقه ! فإذا جاء عنه ما يخالفه نسي وتجاهل تلك الإشادة والمبالغة بل طعن في قوله ! فما أشبه هذا الفعل بحال اليهود : خيرنا وابن خيرنا ! وشرنا وابن شرنا !!
قد يُخْطِئ العالم في نقله عن العالم إذا كان بخلاف ما في كتبه مسطور ثابت؛ فنقولات أهل العلم عند التعارض تعرض على ميزان النقد العلمي الصادق .
لخصها
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الأحد الموافق 21/شوال/1435هـ
الساعة 00 : 6 عصراً