بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الحادية عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي – بحمد الله تعالى – والتي كشفت فيها عن بعض وسوسة الحلبي وتلبيساته في كتابه الذي سماه بـ”منهج السلف الصالح”
وقد سبق في الحلقة العاشرة مناقشة الحلبي في طعنه في الشباب السلفي ورميهم بأقبح الأوصاف وتشبيههم بأقبح البهائم (الخنزير) وما يستقبح من الحشرات (الذباب).
وقد لقيت بحمد الله تعالى قبولاً واستحساناً من كثير من أهل العلم وطلاب العلم، وقد انتفع بها كثير ممن كان مغتراً بالحلبي محسناً الظن به، فظهر حاله وانكشف أمره – بفضل الله أولاً وآخراً – ثم بفضل العلماء السلفيين الذين علمونا المنهج السلفي الصحيح، وحفظوه لنا من التبديل أو التحريف أو التعطيل فجزاهم الله عنَّا جميعاً خيراً .
وفي هذه – إن شاء الله تعالى – استكمل شيئاً من طعن الحلبي في الشباب السلفيين الذين عاب عليهم الحلبي امتثالهم لمنهج السلف في رجوعهم للعلماء وسؤالهم عن انحرافات من يدافع عنهم الحلبي وعن بعض ما وقع فيه الحلبي من انحرافات وتأصيلات مخالفة لمنهج السلف الصالح، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وإليكم البيان :
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (156) (وفي جامع بيان العلم وفضله (656) لابن عبد البر عن الفضيل بن عياض قوله :
ما من أحد أحب الرئاسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير..
نعم (تتبع عيوب الناس! وكره أن يذكر أحد بخير!! كأنه جرب فيه ! فتراه يلاحقه يسأل عنه يتتبعه لا يهدأ إلا بنقضه ولا يرتاح إلا بإسقاطه ولا ينعم إلا بإخراجه إنها الأدواء الدفينة
إنها الأمراض الخزينة إنها البلاءات المتراكبة الأليمة ولا يجوز لأحد أن يكابر المحسوس، أو أن يستعلي على الموجود المشاهد فهذا كله واقع (ما له من دافع) شاء من شاء وأبى من أبى !!)) انتهى .
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– يكثر الحلبي وأتباعه الخوض في من المرجع ومن له الصدارة ومن يحل مكان الألباني وفلان وفلان وهذا من أكبر الأدلة على ما في نفوسهم من طلب الرئاسة، ويتوجه كلام الحلبي منه إليه .
– وسل نفسك عمن انزعج وهب لتربع الرئاسة وإسقاط من انتشر جهاده وثناء كبار العلماء عليه ولا سيما العلامة الألباني الذي أثنى على الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى بأنه حامل لواء الجرح والتعديل بحق فمن ذلك اليوم : شرعوا ومنهم الحلبي في إسقاط القائمين جماعات وأفراداً ولا سيما الشيخ ربيع المدخلي حسداً مهلكاً وبغياً مدمراً .
– وسل نفسك أيها الحلبي ما تقوم ببثه في قلوب الشباب في دول الغرب من طعنات غادرة في العلماء السلفيين وفي الشباب السلفي، لتصرفهم عن العلماء السلفيين وعن الحق، وحتى لا ينفضوا من حولك .
– المشايخ السلفيون والشباب السلفي بحمد الله تعالى من أبعد الناس عن حب الصدارة والرئاسة، ولا أدل على ذلك أنهم لا يطلبونها ولا يسعون إليها، فقاعدتهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).
– أما الأمراض التي تتكلم عنها فهي عند من لم يثني ركبه عند العلماء، وتصدر قبل أوانه، وسعى لسحب كراسي الصدارة لنفسه.
– وأما دعواك أن هذا الحال الذي تندبه محسوس فهذا من تهويلك للأمور، ومن افتراءاتك على العلماء والشباب السلفيين فالله حسيبك.
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (179) حاشية رقم (4) (( وَيَأْتِي وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلاَءِ (الهُوج!) -جَاهِلٌ لَجُوج!- لِيَعْكِسَ القَضِيَّة، وَيَزِيدَ فِي البَلِيَّة
-قَائِلاً أو ناقلاً بِحُمْقٍ بِالِغٍ، وَجَهْلٍ دَامِغٍ-: (الأَلْبَانِي بَريءٌ مِنْ تَلاَمِيذِه)!!!
هَكَذا -خَبْطَ لَزْقٍ-كَمَا يُقَال-!!
وَالتَّارِيخُ شَاهِدٌ لاَ يَكْذِبُ؛ لَكِنَّ المُعَاصَرَةَ حِرْمَان!!)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– ما هذا الأدب الرفيع الذي تتفوه به أيها الحلبي، وأنت المنكر للشدة، والمنادي بالرفق واللين، فهلا اعتبرت هذا القائل في مرتبة قريبة من أهل البدع الذين تدافع عنهم وتعتبرهم أنهم أهل السنة .
– أولست القائل أيها الحلبي فيما سميته بـمنهج السلف الصالح (245) (( اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- يعلمُ أنَّ فِرعونَ لن يتذكَّرَ، ولن يخشَى، وأنَّ خاتمتَهُ الكُفْرُ؛ ومَعَ ذلك أَمَرَ هذين النبيَّيْنِ الكريمَيْن، بالقولِ اللَّيِّنِ، والكلمة الطيِّبة -تعليماً للأمَّة، وإرشاداً لدُعاتِها- : فليسَ مِن (داعٍ) خيراً مِن هذا النبيِّ الكَرِيم، وأخيهِ… وليسَ مِن (مدعوٍّ) أكفَرَ مِن (فرعونَ) الكَفُور -وَذَوِيه-…)) انتهى
فلماذا لم تتعامل مع هذا الرجل بمثل ما تقول : أليس هذا من مخالفة القول للفعل .
أليس هذا من الكيل بمكيالين والوزن بميزانين .
في مقام أهل الأهواء والمخالفين للحق تستخدم هذا الأمر وفي مقام غيرهم تهاوش وتهارش .
– معروف من تقصده وواقعكم وواقع منتداكم يؤكده، وبعدكم عن الألباني منهجاً وأخلاقاً جلي واضح، فهو ينصر من يقول الحق، وأنتم تحاربونه، وهو يتحرى الحق وأنتم تخذلونه، وتنصرون خصومه، وهو عفيف نزيه، وأنتم تتهالكون على أموال من جند نفسه لتمزيق وتشتيت السلفيين في مشارق الأرض ومغاربها، وأنتم من أنصاره والمدافعين عنه فكم هي الأبعاد والمسافات بينكم وبين الألباني ومنهجه وأخلاقه ونزاهته !
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (179) حاشية رقم (4) (( كَمْ -وَكَمْ- كُنَّا نَسْمَعُ شَيْخَنا الإِمَامَ الأَلْبَانِيَّ -رَحِمَهُ الله- يَقُول: (مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم) …
وَ(ثِمَارُ!) أُولَئِك -كَمَا يَشْهَدُ (وَيُشَاهِدُ) كُلُّ عَاقِل- عَوْسَجٌ وَحَنْظَل!!
وَنَحْنُ عَنْ ذَا -بِحَمْدِ الله- بِأَبْعَدِ مَنْزِل..
بَلْ مَا غَاظَهُم (!) مِنَّا -ووجَّه زَنَابِيرَهُم (أَيْ: دبابيرَهم) علينا!- إِلاَّ عَدَمُ سُلُوكِنَا مَسَالِكَهُم الرَّدِيَّة، وَصَنَائِعَهُم الغَضَبِيَّة، وَطَرَائِقَهُم (الحِزْبِيَّة)
وَقَدْ قِيلَ -قَدِيماً-: (لاَ تُثِيرُوا الزَّنَابِير؛ فَتَلْدَغَكُم، وَلاَ تُخَاطِبُوا السُّفَهَاء؛ فَيَشْتِمُوكُم) -كَمَا فِي «تَفْسِير الرَّازِي» (2/134). انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– هذا من الحلبي طعن في بعض العلماء السلفيين وفي الشباب السلفيين ! أما العلماء السلفيون فجعل ثمار دعوتهم عوسج (الشوك) وحنظل (مر المذاق) ووصفهم بأنهم حقدوا عليه لعدم سلوكه مسالكهم الردية وتصرفاتهم الغضبية ومناهجهم الحزبية في النسخة القديمة زيادة بعد وطرائقهم الحزبية: (مَنْ لَمْ يَكُنْ َمَعَنا؛ فَهُوَ ضِدّنا)!!. ولا شك أن هذا طعن شنيع فظيع من هذا المدعي العاق وهذا المخالف لمنهج السلف، الرامي بنفسه في أحضان أهل البدع والأهواء .
– صدق الألباني وكذبت أيها الحلبي فمن ثمارهم تعرفونهم : فالعلماء السلفيون جزاهم الله خيراً علموا الشباب السنة وألفوا بين قلوبهم وأبعدوهم عن البدعة والفرقة والخلاف ، علموهم نصرة الحق، ورد الباطل، علموهم الإتباع وعدم الابتداع والتعصب والتقليد الأعمى.
– لكن هذه الصفات التي رميتهم بها هي بك وبأتباعك يا حلبي أليق، وأصدق، وألصق وأوفق: فأنت الذي زرعت الشوك في طريق السلفيين وفرقت بينهم، ولقد تحققت مرارة منهجك الجديد المخالف لمنهج السلف، فهذه بعض ثمارك! وأما غضبك وثورتك فها هي تبدو من أشداقك وها أنت وأتباعك ترمي كل من لم يكن معكم بالباطل والضلال.
– ووصف الحلبي الشباب السلفي بالزنابير أي الدبابير وهذا ما سمعته يقوله للشيخ العلامة ربيع المدخلي في مكالمة هاتفية مع الشيخ خالد عبد الرحمن المصري فيقول الحلبي (( أنا لا أرد عليك يا شيخ ربيع أنا أرد على الدبابير الذين حولك ))
هكذا يقول الحلبي بكل سفاهة وعدم احترام : الشيخ ربيع حوله دبابير، ألهذه الدرجة ترمي الشيخ ربيع المدخلي بالغفلة والسذاجة بأن حوله دبابير ولا يدركهم، وتدركهم أنت أيها القزم.
ومما قاله الحلبي في تلك المكالمة الهاتفية كلمة خطيرة جداً : عن أصل أهل السنة بأن أخبار الآحاد تفيد العلم وهو من الأصول العظيمة : فقد شبهه الحلبي بأنه مثل جنس العمل من المتشابه !
فيا له من بعد عن منهج السلف ! وعن منهج الألباني الذي يحاول الحلبي الالتصاق فيه !
– ثم الشباب الذين حول الشيخ ربيع المدخلي بحمد الله تعالى معروفون بالعلم والأخلاق المستقيمة أحسبهم كذلك ولا أزكي على الله أحداً، وقد سبق رد هذه الفرية في (الحلقة الثامنة)
نقل الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (180) عن سلطان العيد قوله (( احْرِص عَلَى إِظْهَارِ فَضَائِلِ إِخْوَانِك، وَادْعُ لَهُمْ بِظَهْرِ الغَيْب، وَتَجَنَّب أُسْلُوبَ بَعْضِ الحَمْقَى؛ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ أَخُوهُ السَّلَفِيُّ بَادَرَ لِيَصْعَدَ عَلى كَتِفَيْهِ قَائِلاً: فُلاَنٌ عَلَيْهِ مُلاحَظَات! ))
فعلق عليه الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله ((وقد كَثُرُوا وتكاثَرُوا!!!)).
وفي نصيحة الشيخ العلامة ربيع المدخلي التي نقلها الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (244) (( وَلَيْسَتْ شِدَّتُهُمْ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ -كَمَا يَفْعَلُهُ الآنَ بَعْضُ المُرَاهِقِينَ المَشْبُوهِينَ ))
فعلق عليه الحلبي في الحاشية رقم (3) بقوله (( هُمْ كَذَلِكَ -وَالله-: مُراهِقُون، مَشْبُوهُون!!
وَقَدْ بَدأُوا يَكْثُرُونَ -وَيَتَكاثَرُون!-؛ وَذَلِكَ لَـمَّا وَجَدُوا تَرْحِيباً بِهِم، وَتأْيِيداً لَهُم مِنْ قِبَلِ بَعْضِ أَفَاضِلِ أَهْلِ العِلْمِ، فَبَاضُوا، وَفَرَّخُوا! وتعاظموا وشمخوا !!!
وَلَسْتُ بِحَاجَةٍ لِذِكْرِ الأَسْماءِ (!) -هُنا-؛ فَإِنَّ سَاحَاتِ (الإِنْتَرْنِت) تَعُجُّ بِصَفْحَاتِهِم، وَقَبِيحِ صِفاتِهِم..
فانْظُرْ: تَرَ!
فَلاَ لِلسُّنَّةِ (هؤلاء) نَصَرُوا، وَلاَ لِلبِدْعَةِ -بصنيعِهم!- كَسَرُوا..
بَلْ أَعَانُوا -وَاللَّـهِ- أَهْلَ البِدَعِ عَلَى أَهْلِ السُّنَّة!!
فضلاً عن سُكوت (كثيرٍ) منهم عن (أهل البدع)، وانشِغالِهم -ليلَ نهارَ- بتعقُّب أهل السُّنَّة، والتعصُّبِ عليهم!!
ولو لَزِمُوا جادَّةَ الشرع لأفلحوا، وأنْجَحُوا…
هدانا اللهُ وإياهم سواءَ السَّبيل…)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– مراد الحلبي بأن السلفيين بهذا الوصف قد كثروا وتكاثروا؛ لأن الحلبي صرح بأنه يريد بهذا الكتاب السلفيين لا غيرهم كما فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (309-310) بل صرح أنه أراد بعض المشايخ السلفيين حيث قال ((وَلْيُعْلَمْ أَنَّ كَلاَمِي -كُلَّهُ- إِنَّمَا هُوَ مُوَجَّهٌ (لِأَهْلِ السُّنَّة)، وَ(لِدُعَاةِ مَنْهَجِ السَّلَف)، وَلِحَمَلَةِ هَذِهِ (العَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة المُبَارَكَة)- إِذَا أَخْطَأَ وَاحِدُهُم، أَوْ زَلَّ بَعْضُهُم-….))
والعجيب أن الحلبي لا يعتبر هذا من التتبع والتصيد للعثرات ولا من القيل والقال ونقل الأقاويل.
– وقد سبق رد هذه الفرية التي زعمها الحلبي على الشباب السلفي، وأنهم بحمد الله تعالى استجابوا لتوجيه وتربية العلماء لهم .
– والحلبي لم يفرق بين السلفيين والحدادية وجعلهم من باب واحد، مكراً ودهاءاً ظلماً وافتراءاً فالله حسيبه .
– لم يكتف الحلبي بالطعن في الشباب السلفي حتى جعل السبب فيما هم عليه بعض المشايخ السلفيين الذين رماهم بأنهم يؤيدون حال هؤلاء الشباب المذمومين ويرحبون بهم، حتى باضوا وفرخوا وعظموا وشمخوا على حد تعبيره.
وهذا ظلم عظيم للمشايخ السلفيين، فهم بحمد الله من أبعد الناس عن إقرار أهل الباطل، وهم من أكثر المشايخ حرصاً على دعوة الحق، وعلى نشرها وتربية الشباب عليها.
– والعجيب أن الحلبي نقل أقوال المشايخ السلفيين في كتابه هذا مواطن عديدة كثيرة فيها ما يرد هذه الفرية على وجهه.
– ولكن هذا من الحلبي دسيسة ومكر؛ ليقول هؤلاء المشايخ يؤصلون الحق بالقول، ويطبقون الباطل بالفعل، ولا ريب أن هذا ظلم عظيم لهم وقد سبق الرد على افتراءاته وما أكثرها في (الحلقة السادسة) .
– والحلبي بهذا الكتاب نقول له بالحق كما قاله للسلفيين بالباطل (( فَلاَ لِلسُّنَّةِ (يا حلبي) نَصَرت، وَلاَ لِلبِدْعَةِ!- كَسَرت..بَلْ أعنت وناصرت وقويت -وَاللَّـهِ- أَهْلَ البِدَعِ عَلَى أَهْلِ السُّنَّة!! فضلاً عن سُكوتك عن (أهل البدع)، وانشِغالِك-ليلَ نهارَ- بتعقُّب أهل السُّنَّة، والتعصُّبِ (المهلك) عليهم!! ولو لَزِمت جادَّةَ الشرع لأفلحت، وأنْجَحت… هدانا اللهُ وإياهم سواءَ السَّبيل…)) انتهى
– ولسنا بحاجة لذكر الأمثلة فكتابك المسمى بـ(منهج السلف) والمنح الصحيحة ومنتداك ومقالات أتباعك طافحة بالشواهد على ذلك .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (232) في الحاشية (… فَهَذِهِ (فِلِسْطِينُ) -السَّلِيبُ- لاَ يَتَجاوَزُ عَدَدُ السَّلَفِيِّينَ فِيها بِضْعَ عَشَرات!! -فوقَ مَا يُعانُونَهُ مِنْ سَطْوَةِ المُحْتَلّ، وتربُّص العَدُوِّ، وَغَضْبَةِ المُخالِف، وَفِتْنَةِ التَّحَزُّب.. و.. و-.
فَإِنَّ الفُرْقَةَ ضَرَبَتْهُم، بَلْ أَهْلَكَتْهُم، وشتَّتَتْهُم!! حَتَّى وَصَلَ الأَمْرُ ببعضِ المُتنافِرين إِلَى مراكز الشُّرْطَة! بَلْ إِلَى الوِشَايَةِ بإخوانهم إِلَى اليَهُود المُحْتَلِّين!!ةواستعدائهم عليهم بالكذب المشين – !!
وَمَا ذَلِكَ إِلاَّ بِسَبَبِ الغَفْلَةِ عَنْ هَذِهِ الأُصُولِ العِلْمِيَّةِ العَالِيَة، وَالَّتِي لَن يُدْرِكَهَا الهُوج، وَلا المُجَادِلُ اللَّجُوج، أَو الأَحْمَقُ المَمْجُوج!!!))
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يتباكى على حال السلفيين في فلسطين وكأنه بمعزل عما حصل لهم، ولم تكن له يد خفية في تفريقهم وتشتيتهم، وتأجيج نار الفتنة بينهم
في الوقت الذي كان الشيخ ربيع المدخلي يجتهد في جمع كلمتهم ولمِّ شملهم وإطفاء الفتنة بينهم.
– وما أدري أين أخلاق الحلبي التي ينادي بها، وأين الكلمات العاليات الغاليات التي يبحث عنها الحلبي كما في منهجه (82)
– وأين الحلبي من قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الذي نقله في منهجه (85) (( الواجبُ فِيمَنْ صَدَرَ منه ما يُنْتَقَدُ عليه: أَنْ يُدافِعَ الإِنْسَانُ عَنْ أَخِيه إِذَا سَمِعَ مَنْ يَنْتَقِدُهُ فِي هَذا، وَيَقُول: لَعَلَّهُ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ الأمرُ! لعلَّهُ تأوَّله))! وعلق عليه الحلبي بقوله (( هذا يقوله أصحاب النفوس الرضية – حسب -. وأما غيرهم فبالعكس !!))
– فهذا من رد الحلبي على الحلبي .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (256) في الحاشية رقم (2) ((بعض المتعصبة لا يقبلون ألبتة إما حالاً أو مقالاً أن يخطأ أمامهم إمامهم بينما لو خطئ أبو بكر وعمر أو أبو حنيفة والشافعي لكان هذا عندهم من أسهل ما يكون)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يرمي السلفيين بالتعصب المقيت، بل يرميهم بدعوى أنهم ينزلون مشايخ منزلة المعصوم، وزعم وكذب والله أن هذا لسان حالهم أو مقالهم وقد سبق رد فريته عليه في (الحلقة الخامسة) .
– لكن في هذا الكلام زاد الحلبي الفرية فادعى أنهم يرضون بسهولة تخطئة الخليفتين الإمامين أبي بكر وعمر وبتخطئة العلماء كأبي حنيفة والشافعي ولا يرضون ولا يقبلون أن يخطئ شيخهم وإمامهم. وهذا إفك مبين وافتراء عظيم تفوه به لسانه وجرى به قلمه فالله حسيبه.
– وقد سبق في (الحلقة الخامسة) أن العلماء السلفيين يربون الشباب السلفي على عدم التعصب لهم، وإذا رأوا خطأ منهم لا يقبلونه بل يردونه كائناً من كان، مع احترام الصحابة رضوان الله عليهم ومعرفة منزلتهم.
– لكن هذا الوصف بالحلبي وأتباعه في منتداه أليق, وأصدق : فكل أقوال الحلبي ومواقفه الظالمة عندهم حق وصواب! ويتحزبون لكل من تحزب له من أهل الباطل وليس عند السلفيين الذين تشوههم شيء من ذلك!
– ألم تعتبر أيها الحلبي وصف الصحابة بالغثائية ليس سباً في حقهم رضوان الله عليهم، وتستدل عليه بالحديث : ماذا فعل أتباعك طبلوا وزمروا لك ودافعوا عنك وثاروا لأجلك ولم يغضبوا للصحابة الكرام. وأتباع الحلبي يعظمونه ويغلون فيه !
– والسلفيون يعظمون مقام الصحابة رضوان الله عليهم ويحترمونهم، وهم القدوة عندهم وهم السلف الذين يسيرون على منهجهم القويم. ويحترمون السلفيين السابقين واللاحقين.
– أما الحلبي فلم يرفع رأساً بمنهج السلف، بل افترى عليهم ونسب إليهم ما لم يقولوه، بل ما قالوا بخلافه، وليس هذا بغريب على الحلبي، فقد نسب للإمام الألباني أشياء لم يقلها ولم تجرِ على لسانه ولم يكتبها أصلاً .
والحلبي وأتباعه ومن يدافع عنهم يسعون جادين في إسقاط بعض العلماء السلفيين فيا بعد ما بين الفريقين !
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (307) في الحاشية عن بعض الشباب السلفي (( فمَن وَصَفَ (هؤلاء) بسَبَبِ غُلَوائهم، وتشدُّدِهم-بـ(أفراخ الحدَّاديَّة): لم يُبْعِدْ!!
وهذا الوصفُ يُشبه -جدًّا- ما قاله -في هذا الصنف!- فضيلةُ الشيخ ربيع بن هادي
-حفظهُ اللهُ- في مجلس لَهُ عُنْوانُهُ «الحُبّ في الله والاعتصام بحبله»:
«يوجد عند بعض الشّباب السلفيّ شِدَّةٌ تُشبه (الحدَّادِيَّة)!!
فهذه تُتْرَك…».
ثم قال -في المجلس نفسِه-:
«إذا سقط الواحدُ مِنَّا يكونُ أخوه له مثلَ الطبيب؛ يأخذ هذا المريضَ إلى المستشفى، يُعالجُه باللُّطْفِ والحِكمة.
هُناك أناسٌ عندهم شِدَّة وحِدَّة؛ إذا سَقَطَ الإنسانُ: أجهزوا عليه -مع الأسف الشديد-!
ابتعِدوا عن هذه الشِّدَّة المُهْلِكة، وعن التَّساهل المضيِّع للحَقّ، وتراحَموا فيما بينكم، وتناصحوا بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة..».
قلتُ:
بل (منهم) يا فضيلة الشيخ مَن يُجْهِزُ على (مُخالِفِهِ) قبل السُّقوط!!
ومنهم بالعكس ! من يسقطه تحسساً وتجسساً ثم يجهز عليه .
هدانا اللهُ وإياكُم، وإيَّاهم -سواءَ السَّبِيلِ- ))
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– لم يكتف الحلبي بالأوصاف الشنيعة التي رمى بها الشباب السلفي، ولم يكتف بتشبيههم بالحدادية حتى رماهم بأفراخ الحدادية فالله حسيبه.
– وسبب كون الشباب السلفي أفراخاً للحدادية عند الحلبي أن عندهم شدة وغلواً فيما زعم الحلبي! وهي نفس الفرية التي رمى بها بعض العلماء السلفيين وقد سبق الرد عليه في هذه الفرية في (الحلقة الخامسة)
– ولعل الحلبي لو أنصف لوصف أتباعه في منتداه وغيره بأنهم أشد من الحدادية فيما هم عليه من غلو وشدة على السلفيين.
– وأما قول الشيخ العلامة ربيع ((يوجد عند بعض الشّباب السلفيّ شِدَّةٌ تُشبه (الحدَّادِيَّة)) انتهى فهو لم يصفهم بالحدادية مطلقاً أو بأنهم أفراخ الحدادية، وإنما شبه شدة بعض السلفيين بشدة الحدادية، ومعلوم أن التشبيه لا يقتضي مطابقة المشبه بالمشبه به من كل وجه. ومراد الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ما وقع فيه بعض السلفيين المتأثرين بفتنة فالح الحربي، حتى شابهوا في شدتهم الحدادية، ولكن بحمد الله لما تميزت الأمور وعرف الحق، ترك السلفيون تلك الشدة المذمومة. وتركوا فالحاً ومنهجه.
– وأما قول الشيخ العلامة ربيع المدخلي(( هُناك أناسٌ عندهم شِدَّة وحِدَّة؛ إذا سَقَطَ الإنسانُ: أجهزوا عليه -مع الأسف الشديد-!)) فمراده الحدادية أنفسهم ومنهجهم الباطل لذلك قال بعدها للشباب السلفي محذراً لهم من هذا المنهج الباطل (( ابتعِدوا عن هذه الشِّدَّة المُهْلِكة، وعن التَّساهل المضيِّع للحَقّ، وتراحَموا فيما بينكم، وتناصحوا بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة..)).
– والشيخ ربيع المدخلي حفظه الله بكلامه هذا يقرر الحق الوسط الخيار العدل فكما أن الشدة المذمومة مرفوضة كذلك التساهل والتضييع والتمييع للحق مرفوض، فليتك يا حلبي انتفعت بهذا الكلام الصادر من هذا الإمام رغم أنفك وأتباعك ومن تدافع عنهم، فأنتم ترفعون راية الشدة على الشيخ ربيع وإخوانه أكثر من الحدادية! في الوقت الذي ترفعون فيه راية التمييع لصالح أهل التحزب والباطل! فما أشد تناقضكم!
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (309-310) (( … وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ الحَقِّ عَدَاء، بَلْ حُبٌّ -واللـهِ- وَوَلاَء..
مَعَ التَّذْكِير -خِتَاماً- بِمَا قَالَهُ سَمَاحَةُ أُسْتَاذِنا الشَّيْخ عَبْد العَزِيز بِن بَاز -رَحِمَهُ الله- فِي «مَجْمَوع الفَتَاوَى» (8/376)-لَهُ-:
«هَذَا العَصْرُ عَصْرُ الرِّفْقِ، وَالصَّبْر، وَالحِكْمَة؛ وَلَيْسَ عَصْرَ الشِّدَّة.
النَّاسُ أَكْثَرُهُم فِي جَهْل، فِي غَفْلَةٍ، وَإِيثَارٍ لِلدُّنْيَا.
فَلاَ بُدَّ مِنَ الصَّبر، وَلاَ بُدَّ مِنَ الرِّفْق؛ حَتَّى تَصِلَ الدَّعْوَة، وَحَتَّى يُبَلَّغَ النَّاسُ، وَحَتَّى يُعَلَّمُوا».
«فالحاجةُ إلى السَّماحةِ، والصَّبْر عامَّةٌ لجميع بني آدَمَ؛ لا تقومُ مصلحةُ دينِهم، ولا دُنياهم
إلَّا بها».
كما قال شيخُ الإسلامِ في «مجموع الفتاوى» (28/24).
قلتُ:
وهذه الكلماتُ الغاليات، العاليات: لا تتعارضُ -ألْبَتَّةَ- مَعَ ما يمكنُ أن يكونَ قد صَدَرَ مِنِّي في هذا الكتاب- مِن بعضِ (خَشِنِ) الكلامِ، أو شيءٍ مِن (شدَّةٍ) في المَلام؛ فذلك -واللـهِ- مِن حِرْصِي عَلَى أَنْ أَهُزَّ قلوبَ مَن يُمارسُ هذا الغُلُوَّ، أو يراهُ ويأنَسُ به، أو يسكُتُ عنه؛ فضلاً عَمَّن يُشَجِّعُهُ!
(لعله يتذكر أو يخشى).
فلئنِ استمَرَّ هذا النَّفَسُ -هكذا- في (الدعوة السلفية)؛ فعليها العَفاءُ والسَّلام!
وكيفما كان الأمرُ -والحمدُ لله- فلم يَصِلْ (شديدُ) كلامي، و(خَشِنُ) لفظي في أقصاه: إلى أنْ:
أُبَدِّعَ…
أو أُسْقِطَ..
أو أسْتَأْصِلَ..
أو أُضَلِّلَ…
حتى لا يُقالَ فيَّ -بالباطلِ-: أنِّي أطعَنُ في السَّلَفِيِّين!
فالسَّلَفِيُّون -كغيرِهم مِن بني آدم- يُخطئون ويُصيبون!
فكيف يكونُ نقدُ بعضِ سُلوكيَّاتٍ منهم -أو مِن بعضِهم- طعْناً فيهم؟!! (سبحانك هذا بهتان عظيم)
بل إنِّي أرى أنَّ السُّكوتَ عن أخطاءِ بعضِنا بعضاً -نحن السَّلَفِيِّين- قد يُدخِلُنا في مُشابهةِ مَن قال اللهُ -تعالى- فيهم -مُبَكِّتاً لهم-: (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)…
وهذه -ساعتئذٍ- الطامَّةُ الكُبرى!
نعم؛ بالرِّفْقِ، واللِّين، والكلمةِ الطَّيِّبة -ما استطَعْنا إلى ذلك سبيلاً-….
وَلْيُعْلَمْ أَنَّ كَلاَمِي -كُلَّهُ- إِنَّمَا هُوَ مُوَجَّهٌ (لِأَهْلِ السُّنَّة)، وَ(لِدُعَاةِ مَنْهَجِ السَّلَف)، وَلِحَمَلَةِ هَذِهِ (العَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة المُبَارَكَة)- إِذَا أَخْطَأَ وَاحِدُهُم، أَوْ زَلَّ بَعْضُهُم-….
لاَ لِمُبْتَدِعٍ شَقِيّ، وَلاَ لِضَالٍّ غَيْرِ تَقِيّ..
لاَ تَرْوِيجاً لِبِدْعَة، وَلاَ دِفَاعاً عَنْ مُبْتَدِعَة!!…)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يزعم أنه يحب الحق وليس بينه وبين الحق عداء نقول له : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) فارجع للحق وتب من باطلك وتبرأ من أهل الباطل وانصر الحق واعتذر لأهله؛ فليس المحبة بمجرد الكلام بل لابد من مطابقة الفعال، وإلا خالف قولك فعلك وكذبه.
– وأما استدلال الحلبي بكلام الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله تعالى فهو من تلبيسه وتدليسه، فما رأيت عملاً وكلاماً يخالف كلام الشيخ ابن باز مثل كلام الحلبي في هذا الكتاب وفي منتداه من أقواله وأقوال أتباعه!
ولما رأى الحلبي أنه وكلامه الظالم الغالي في وادٍ وكلام ابن باز في وادٍ آخر: ذهب يتلاعب ويستر سوءته بهذه المغالطات والتمييعات التي لا تنطلي إلا على من يقلده التقليد الأعمى ويتعصب له .
– ومما يبطل استدلال الحلبي أن تعلم أخي القارئ أن كلام الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى إنما هو في التعامل مع الجهلة من عامة الناس، وأهل المعصية والغفلة لا أن يكون الرفق مع المعاندين المخالفين للحق لذلك قال رحمه الله تعالى (( النَّاسُ أَكْثَرُهُم فِي جَهْل، فِي غَفْلَةٍ، وَإِيثَارٍ لِلدُّنْيَا )) انتهى
– ومما يدل عليه ما قاله الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في رسالته: “الأدلة الكاشفة” لأخطاء بعض الكتاب : الشريعة الكاملة جاءت باللين في محله، والشدة في محلها. فلا يجوزللمسلم أن يتجاهل ذلك ؛ ولا يجوز أيضا أن يوضع اللين في محل الشدة، ولا الشدة فيمحل اللين. ولا ينبغي أيضا أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللينفقط،ولا أنها جاءت بالشدة فقط؛ بل هي شريعة حكيمة كاملة، صالحة لكل زمانومكان، ولإصلاح كل أمة؛ ولذلك جاءت بالأمرين معاً”
– وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى أيضاً في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (5/202) : الواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، أو جمعية ونصح الجميع؛ بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده، ودعاإليه نبينا صلى الله عليه وسلم،ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لايعلمها إلا الله، فإن الواجب التشهير به والتحذير منهم من عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله بإتباعه في قوله جل وعلا {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون }ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولاً وأعداءالإسلام من الإنس ثانياً؛ لأن اتفاق كلمةالمسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل مصلحةالمسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن ، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوةبينهم ، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلالة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه” انتهى
– وسئل الشيخ ابن باز – رحمه الله – في شرح فضل الإسلام (10) : الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟
فأجاب سماحته: نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم هو داع إليهم، هو من دعاتهم نسأل اللهالعافية” انتهى
– وقول الحلبي (( وهذه الكلماتُ الغاليات، العاليات: لا تتعارضُ -ألْبَتَّةَ- مَعَ ما يمكنُ أن يكونَ قد صَدَرَ مِنِّي في هذا الكتاب- مِن بعضِ (خَشِنِ) الكلامِ، أو شيءٍ مِن (شدَّةٍ) في المَلام؛ فذلك -واللـهِ- مِن حِرْصِي عَلَى أَنْ أَهُزَّ قلوبَ مَن يُمارسُ هذا الغُلُوَّ، أو يراهُ ويأنَسُ به، أو يسكُتُ عنه؛ فضلاً عَمَّن يُشَجِّعُهُ!)) انتهى
أقول : ما هذا التلاعب بعقول الناس، وما المغالطة التي ترتكز عليها يا حلبي في نفي التعارض بين فعالك القبيحة مع ما ذمه الإمام ابن باز.
فإذا كان الشيخ الإمام ابن باز يطلب الرفق واللين مع العامة الجهلة ومع أهل الغفلة فكيف لا يطلب الرفق واللين مع أهل السنة السلفيين بل هذا ما صرح به الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في مواطن ونقلته أيها الحلبي ولكنه التلبيس والتدليس، وسأنقل كلام الشيخ الإمام ابن باز من كتابك المسمى بـمنهج السلف الصالح؛ ليقف القارئ الكريم على مدى تلاعب الحلبي وتلبيساته العلمية حتى غدا لا يوثق بكلامه ولا بأفعال، ولا يؤتمن مثله على مسائل العلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال الحلبي في (ص62) (( وَهَذا -كُلُّهُ- عَيْنُ مَا أَرْشَدَ إِلَيْهِ سَمَاحَةُ أُستاذِنا الشَّيْخ عَبْد العَزِيز بن بَاز فِي «مَجْمُوع الفَتَاوَى» (7/313)- بِقَوْلِهِ- فِي بَيَانِ صِفَةِ الرَّدِّ، وَالنَّقْد- : «فَيَكُونُ ذَلِكَ بِأَحْسَنٍ عِبَارَةٍ، وَأَلْطَفِ إِشَارَةٍ؛ دُونَ تَهَجُّم، أَوْ تَجْرِيح، أَوْ شَطَطٍ فِي القَوْلِ يَدْعُو إِلَى رَدِّ الحَقِّ، أَو الإِعْراض عَنْه.
وَدُونَ تَعَرُّضٍ لِلأَشْخَاص، أو اتِّهَامٍ لِلنِّيَّات، أَوْ زِيادَةٍ فِي الكَلاَم لاَ مُسَوِّغَ لَهَا» انتهى .
ونقل الحلبي (ص99) كلام الشيخ عبد المحسن العباد في وصف منهج الشيخ ابن باز (( كَانَ ذَا مَنْهَجٍ فَذٍّ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّـهِ، وَتَعْلِيمِ النَّاسِ الخَيْرَ، وَأَمْرِهِم بِالمَعْرُوفِ، وَنَهْيِهِم عَنِ المُنْكَر، يَتَّسِمُ بِالرِّفْقِ واللِّينِ فِي نُصْحِهِ، وَرُدُودِهِ الكَثِيرَةِ عَلَى غَيْرِه:
مَنْهَجٌ سَدِيدٌ: يُقَوِّمُ أَهْلَ السُّنَّةِ، وَلاَ يُقاوِمُهُم.
وَيَنْهَضُ بِهِم، وَلاَ يُناهِضُهُم.
وَيَسْمُو بِهِم، وَلاَ يَسِمُهُم.
مَنْهَجٌ يُجَمِّعُ، وَلاَ يُفَرِّقُ.
وَيَلُمُّ، وَلاَ يُمَزِّق.
وَيُسَدِّدُ، وَلاَ يُبَدِّد.
وَيُيَسِّرُ، وَلاَ يُعَسِّر….))
وعلق عليه الحلبي بقوله (( كِدْنا لا نَرَى شيئاً مِن هذه السِّماتِ العزيزاتِ -لا قِلَّةً ولا كَثْرَةً- فيما عايَشْنَا وشاهَدْنا-! بل المُشاهَدُ -والعِياذُ بالله-: أضْدادُها. والمُعَايَنُ: نقائضُها. والملموسُ المحسوسُ: عكسُها … فَإِلَى مَتَى؟! إِلَى مَتَى؟! )) انتهى
أقول : هذا يصدق عليك أيها الحلبي بحق وعدل وإنصاف لا على السلفيين شيوخاً وطلاباً. وقد سبق التعليق على هذه الجملة في (الحلقة الثامنة)
ونقل الحلبي في (ص245) قول الإمام ابن باز (( وَهَذا -كُلُّهُ- لاَ يَمْنَعُ مِنْ نَصِيحَةِ مَنْ أَخْطأَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، أَو الدُّعَاةِ إِلى اللَّـهِ فِي شَيْءٍ مِن عَمَلِهِ، أَوْ دَعْوَتِهِ، أَوْ سِيرَتِهِ.
بَلْ يَجِبُ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الخَيْرِ، وَيُرْشَدَ إِلَى الحَقِّ بِأُسْلُوبٍ حَسَن؛ لاَ بِاللَّمْزِ، وَسُوءِ الظَّنِّ، وَالأُسْلُوبِ العَنِيف؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُنَفِّرُ مِنَ الحَقِّ أَكْثَرَ مِمَّا يَدْعُو إِلَيْه.
وَلِهَذا؛ قَال -عَزَّ وَجَلَّ- لِرَسُولَيْهِ مُوسَى وَهَارُونَ -لَـمَّا بَعَثَهُما إِلى أَكْفَرِ الخَلْقِ فِي زَمَانِه-: (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) [طه:44]-».
كَمَا هُوَ نَصُّ كَلاَمِ سَمَاحَةِ أُسْتَاذِنا الشَّيْخ ابْنِ بَاز -نفسِه-رَحِمَهُ الله- فِي «فَتَاوِيه» (2/350)
قلتُ (القائل هو الحلبي) : وفي هذه الآيةِ الكريمةِ عبرةٌ بالغةٌ:
فاللهُ -عَزَّ وجَلَّ- يعلمُ أنَّ فِرعونَ لن يتذكَّرَ، ولن يخشَى، وأنَّ خاتمتَهُ الكُفْرُ؛ ومَعَ ذلك أَمَرَ هذين النبيَّيْنِ الكريمَيْن، بالقولِ اللَّيِّنِ، والكلمة الطيِّبة -تعليماً للأمَّة، وإرشاداً لدُعاتِها – :
فليسَ مِن (داعٍ) خيراً مِن هذا النبيِّ الكَرِيم، وأخيهِ…
وليسَ مِن (مدعوٍّ) أكفَرَ مِن (فرعونَ) الكَفُور -وَذَوِيه-…)) انتهى
أقول: وفي حالك عبرة وعظة فيمن يخالف قوله فعله، وفيمن يدعي الصدق والنصح والإرشاد، وهو عن هذا من أبعد العباد .
وقول الحلبي (( قد صَدَرَ مِنِّي في هذا الكتاب- مِن بعضِ (خَشِنِ) الكلامِ، أو شيءٍ مِن (شدَّةٍ) في المَلام ))
أقول : ليت الصادر منك قول خشن وبحق! ولكنه جمع بين السب والشتم والقذف بالتهم الباطلة والمناهج الفاسدة بالظلم والافتراء والاعتداء ليس مع عامة الناس فأعراضهم محفوظة عندكم ولا سيما الشعب الأردني الذي ترفعه إلى مصاف السلفيين ولكن مع أولياء الله من العلماء السلفيين وأتباعهم .
وقول الحلبي في سبب شدته مع السلفيين (( فذلك -واللـهِ- مِن حِرْصِي عَلَى أَنْ أَهُزَّ قلوبَ مَن يُمارسُ هذا الغُلُوَّ، أو يراهُ ويأنَسُ به، أو يسكُتُ عنه؛ فضلاً عَمَّن يُشَجِّعُهُ! ))
أقول : وقعت في أشد مما حاولت الفرار منه؛ فلئن أردت أن يتساهل السلفيون مع أهل الانحراف والمخالفة، فقد شددت على أهل السنة السلفيين شدة بالباطل والافتراء .
ثم إذا طالبت أنت اللين والرفق مع المخالفين أليس السلفيون أولى بذلك منك من أولئك المخالفين .
وقول الحلبي (( وكيفما كان الأمرُ -والحمدُ لله- فلم يَصِلْ (شديدُ) كلامي، و(خَشِنُ) لفظي في أقصاه: إلى أنْ: أُبَدِّعَ…أو أُسْقِطَ..أو أسْتَأْصِلَ..أو أُضَلِّلَ…))
– أقول : هنا يرمي الحلبي بعض العلماء السلفيين بالشدة والتهمة بالتبديع بلا حق. وأنهم قالوا كلاماً خشناً .
– ورماهم بمنهج الاستئصال والتضلل بالباطل، وقد سبق في (الحلقة السابعة ) رد هذه الفرية الحلبية فحسبه الله .
– ثم العلماء لم يبدعوك أيها الحلبي؛ بل ترفقوا معك، وناصحوك، وطالبوك بالرجوع فها هو الشيخ عبيد الجابري يقول في آخر أجوبته لأسئلة رائد المهداوي (( فأنا أنصح أخانا الشيخ علي أن يعود إلى أهل الحديث فيسلك مسلكهم،ويبتعد عن أهل الحزبيات والبدع فإنهم لا يألون جهداً في التفريق بينه وبين إخوانه،وسيوغرون صدره وصدر الآخرين بغضاً وعداوةً وحقداً وحسداً، أنصحه أن يعود إلى إخوانهأهل السنّة، وأن يدع هذه العبارات الفلسفيّة والقواعد التي مبناها على القياسالفاسد، والله وبالله وتالله إني ناصحٌ له، وإلى الآن ما تكلمت فيه كما أتكلم في أهل البدع أعيذه بالله من ذلك )) انتهى
– ولكن لا يظن الحلبي أنه ناجٍ من الإلحاق بمن يدافع عنهم وينافح لأجلهم من أهل الأهواء والبدع، فإن لم يتراجع ولم يتب فهو منهم كما حكم بذلك السلف في أناس وقعوا في أقل مما وقع فيه الحلبي بكثير .
وقول الحلبي (( مِن حِرْصِي عَلَى أَنْ أَهُزَّ قلوبَ مَن يُمارسُ هذا الغُلُوَّ، أو يراهُ ويأنَسُ به، أو يسكُتُ عنه؛ فضلاً عَمَّن يُشَجِّعُهُ ))
– أقول: أنت لم تهز القلوب بل أنت دمرتها وذبحتها بغير سكين، فالظلم شديد على الحر، وتأباه النفوس الأبية .
– أنت لا تزال يا حلبي ترميهم وترمي المشايخ السلفيين بالغلو وبعدم إنكارهم بل بتشجيع المشايخ السلفيين لحالهم وقد سبق الرد عليك والله حسيبك.
– ثم رميك لهم بالغلو والاستئصال والتضليل وأمثال هذه العبارات، وتشبيهك لهم بالخنازير والذباب هي أشد من التبديع .
– وتبين من تكذيبكم للحق وردكم للصدق وطعنكم في العلماء والسلفيين وغلوكم في التمييع والتجريح والسب أنت ومن يناصرك على الباطل ولا يستنكرون ذلك ولا لبعضهم بعضاً منكرين : أنكم قد أوغلتم في الباطل وحرب أهل السنة أشد على السلفيين من الحدادية وعموم الحزبيين وفقتموهم في التحزب والتعصب وبلواكم على السلفية والسلفيين شديد .
– والله من ورائكم محيط وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
ملاحظة
ليلاحظ القارئ الكريم أن الحلبي في طعنه في بعض العلماء السلفيين وبعض الشباب السلفي يخطو خطى عرعور والمغراوي والمأربي وغيرهم من أهل الأهواء الذين يطعنون في أهل السنة ويرمونهم بما هم منه براء .
وبهذه الحلقات يظهر لكل منصف أن الحلبي غلا في الطعن والتجريح في بعض العلماء السلفيين والشباب السلفي .
وأن العلماء السلفيين بريئون من الغلو في التجريح الذي يرميهم به الحلبي وأتباعه.
وأن تقسيم العلماء السلفيين إلى متشددين ومعتدلين ! تقسيم باطل؛ إذ أنهم يقصدون بالمتشددين المشايخ السلفيين الذين ردوا على مخالفات وضلالات عرعور والمغراوي والمأربي والحلبي وجمعية إحياء التراث .
ونقول لهؤلاء قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين !
فاثبتوا لنا بالحجة والبرهان : تشدد هؤلاء المشايخ في منهجهم وأقوالهم وأحكامهم.
فالحلبي حاول جاهداً وأجلب بخيله ورجله ليرميهم بالغلو في التجريح فرجع بخفي حنين !!!
ونقول لهم أيضاً : هل نصرة الحق ورد الباطل بالحجة والبرهان يعتبر تشددا وغلواً !
ولو كنتم صادقين : ماذا تعتبرون كلام الحلبي الذي طعن به في بعض المشايخ السلفيين والشباب السلفي بالافتراءات والتقول عليهم ؟
هل هو من الاعتدال أم التشدد ؟
هل هو من الصدق والأمانة أم خلافهما ؟
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الحادية عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي – بحمد الله تعالى – والتي كشفت فيها عن بعض وسوسة الحلبي وتلبيساته في كتابه الذي سماه بـ”منهج السلف الصالح”
وقد سبق في الحلقة العاشرة مناقشة الحلبي في طعنه في الشباب السلفي ورميهم بأقبح الأوصاف وتشبيههم بأقبح البهائم (الخنزير) وما يستقبح من الحشرات (الذباب).
وقد لقيت بحمد الله تعالى قبولاً واستحساناً من كثير من أهل العلم وطلاب العلم، وقد انتفع بها كثير ممن كان مغتراً بالحلبي محسناً الظن به، فظهر حاله وانكشف أمره – بفضل الله أولاً وآخراً – ثم بفضل العلماء السلفيين الذين علمونا المنهج السلفي الصحيح، وحفظوه لنا من التبديل أو التحريف أو التعطيل فجزاهم الله عنَّا جميعاً خيراً .
وفي هذه – إن شاء الله تعالى – استكمل شيئاً من طعن الحلبي في الشباب السلفيين الذين عاب عليهم الحلبي امتثالهم لمنهج السلف في رجوعهم للعلماء وسؤالهم عن انحرافات من يدافع عنهم الحلبي وعن بعض ما وقع فيه الحلبي من انحرافات وتأصيلات مخالفة لمنهج السلف الصالح، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وإليكم البيان :
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (156) (وفي جامع بيان العلم وفضله (656) لابن عبد البر عن الفضيل بن عياض قوله :
ما من أحد أحب الرئاسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير..
نعم (تتبع عيوب الناس! وكره أن يذكر أحد بخير!! كأنه جرب فيه ! فتراه يلاحقه يسأل عنه يتتبعه لا يهدأ إلا بنقضه ولا يرتاح إلا بإسقاطه ولا ينعم إلا بإخراجه إنها الأدواء الدفينة
إنها الأمراض الخزينة إنها البلاءات المتراكبة الأليمة ولا يجوز لأحد أن يكابر المحسوس، أو أن يستعلي على الموجود المشاهد فهذا كله واقع (ما له من دافع) شاء من شاء وأبى من أبى !!)) انتهى .
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– يكثر الحلبي وأتباعه الخوض في من المرجع ومن له الصدارة ومن يحل مكان الألباني وفلان وفلان وهذا من أكبر الأدلة على ما في نفوسهم من طلب الرئاسة، ويتوجه كلام الحلبي منه إليه .
– وسل نفسك عمن انزعج وهب لتربع الرئاسة وإسقاط من انتشر جهاده وثناء كبار العلماء عليه ولا سيما العلامة الألباني الذي أثنى على الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى بأنه حامل لواء الجرح والتعديل بحق فمن ذلك اليوم : شرعوا ومنهم الحلبي في إسقاط القائمين جماعات وأفراداً ولا سيما الشيخ ربيع المدخلي حسداً مهلكاً وبغياً مدمراً .
– وسل نفسك أيها الحلبي ما تقوم ببثه في قلوب الشباب في دول الغرب من طعنات غادرة في العلماء السلفيين وفي الشباب السلفي، لتصرفهم عن العلماء السلفيين وعن الحق، وحتى لا ينفضوا من حولك .
– المشايخ السلفيون والشباب السلفي بحمد الله تعالى من أبعد الناس عن حب الصدارة والرئاسة، ولا أدل على ذلك أنهم لا يطلبونها ولا يسعون إليها، فقاعدتهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).
– أما الأمراض التي تتكلم عنها فهي عند من لم يثني ركبه عند العلماء، وتصدر قبل أوانه، وسعى لسحب كراسي الصدارة لنفسه.
– وأما دعواك أن هذا الحال الذي تندبه محسوس فهذا من تهويلك للأمور، ومن افتراءاتك على العلماء والشباب السلفيين فالله حسيبك.
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (179) حاشية رقم (4) (( وَيَأْتِي وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلاَءِ (الهُوج!) -جَاهِلٌ لَجُوج!- لِيَعْكِسَ القَضِيَّة، وَيَزِيدَ فِي البَلِيَّة
-قَائِلاً أو ناقلاً بِحُمْقٍ بِالِغٍ، وَجَهْلٍ دَامِغٍ-: (الأَلْبَانِي بَريءٌ مِنْ تَلاَمِيذِه)!!!
هَكَذا -خَبْطَ لَزْقٍ-كَمَا يُقَال-!!
وَالتَّارِيخُ شَاهِدٌ لاَ يَكْذِبُ؛ لَكِنَّ المُعَاصَرَةَ حِرْمَان!!)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– ما هذا الأدب الرفيع الذي تتفوه به أيها الحلبي، وأنت المنكر للشدة، والمنادي بالرفق واللين، فهلا اعتبرت هذا القائل في مرتبة قريبة من أهل البدع الذين تدافع عنهم وتعتبرهم أنهم أهل السنة .
– أولست القائل أيها الحلبي فيما سميته بـمنهج السلف الصالح (245) (( اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- يعلمُ أنَّ فِرعونَ لن يتذكَّرَ، ولن يخشَى، وأنَّ خاتمتَهُ الكُفْرُ؛ ومَعَ ذلك أَمَرَ هذين النبيَّيْنِ الكريمَيْن، بالقولِ اللَّيِّنِ، والكلمة الطيِّبة -تعليماً للأمَّة، وإرشاداً لدُعاتِها- : فليسَ مِن (داعٍ) خيراً مِن هذا النبيِّ الكَرِيم، وأخيهِ… وليسَ مِن (مدعوٍّ) أكفَرَ مِن (فرعونَ) الكَفُور -وَذَوِيه-…)) انتهى
فلماذا لم تتعامل مع هذا الرجل بمثل ما تقول : أليس هذا من مخالفة القول للفعل .
أليس هذا من الكيل بمكيالين والوزن بميزانين .
في مقام أهل الأهواء والمخالفين للحق تستخدم هذا الأمر وفي مقام غيرهم تهاوش وتهارش .
– معروف من تقصده وواقعكم وواقع منتداكم يؤكده، وبعدكم عن الألباني منهجاً وأخلاقاً جلي واضح، فهو ينصر من يقول الحق، وأنتم تحاربونه، وهو يتحرى الحق وأنتم تخذلونه، وتنصرون خصومه، وهو عفيف نزيه، وأنتم تتهالكون على أموال من جند نفسه لتمزيق وتشتيت السلفيين في مشارق الأرض ومغاربها، وأنتم من أنصاره والمدافعين عنه فكم هي الأبعاد والمسافات بينكم وبين الألباني ومنهجه وأخلاقه ونزاهته !
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (179) حاشية رقم (4) (( كَمْ -وَكَمْ- كُنَّا نَسْمَعُ شَيْخَنا الإِمَامَ الأَلْبَانِيَّ -رَحِمَهُ الله- يَقُول: (مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم) …
وَ(ثِمَارُ!) أُولَئِك -كَمَا يَشْهَدُ (وَيُشَاهِدُ) كُلُّ عَاقِل- عَوْسَجٌ وَحَنْظَل!!
وَنَحْنُ عَنْ ذَا -بِحَمْدِ الله- بِأَبْعَدِ مَنْزِل..
بَلْ مَا غَاظَهُم (!) مِنَّا -ووجَّه زَنَابِيرَهُم (أَيْ: دبابيرَهم) علينا!- إِلاَّ عَدَمُ سُلُوكِنَا مَسَالِكَهُم الرَّدِيَّة، وَصَنَائِعَهُم الغَضَبِيَّة، وَطَرَائِقَهُم (الحِزْبِيَّة)
وَقَدْ قِيلَ -قَدِيماً-: (لاَ تُثِيرُوا الزَّنَابِير؛ فَتَلْدَغَكُم، وَلاَ تُخَاطِبُوا السُّفَهَاء؛ فَيَشْتِمُوكُم) -كَمَا فِي «تَفْسِير الرَّازِي» (2/134). انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– هذا من الحلبي طعن في بعض العلماء السلفيين وفي الشباب السلفيين ! أما العلماء السلفيون فجعل ثمار دعوتهم عوسج (الشوك) وحنظل (مر المذاق) ووصفهم بأنهم حقدوا عليه لعدم سلوكه مسالكهم الردية وتصرفاتهم الغضبية ومناهجهم الحزبية في النسخة القديمة زيادة بعد وطرائقهم الحزبية: (مَنْ لَمْ يَكُنْ َمَعَنا؛ فَهُوَ ضِدّنا)!!. ولا شك أن هذا طعن شنيع فظيع من هذا المدعي العاق وهذا المخالف لمنهج السلف، الرامي بنفسه في أحضان أهل البدع والأهواء .
– صدق الألباني وكذبت أيها الحلبي فمن ثمارهم تعرفونهم : فالعلماء السلفيون جزاهم الله خيراً علموا الشباب السنة وألفوا بين قلوبهم وأبعدوهم عن البدعة والفرقة والخلاف ، علموهم نصرة الحق، ورد الباطل، علموهم الإتباع وعدم الابتداع والتعصب والتقليد الأعمى.
– لكن هذه الصفات التي رميتهم بها هي بك وبأتباعك يا حلبي أليق، وأصدق، وألصق وأوفق: فأنت الذي زرعت الشوك في طريق السلفيين وفرقت بينهم، ولقد تحققت مرارة منهجك الجديد المخالف لمنهج السلف، فهذه بعض ثمارك! وأما غضبك وثورتك فها هي تبدو من أشداقك وها أنت وأتباعك ترمي كل من لم يكن معكم بالباطل والضلال.
– ووصف الحلبي الشباب السلفي بالزنابير أي الدبابير وهذا ما سمعته يقوله للشيخ العلامة ربيع المدخلي في مكالمة هاتفية مع الشيخ خالد عبد الرحمن المصري فيقول الحلبي (( أنا لا أرد عليك يا شيخ ربيع أنا أرد على الدبابير الذين حولك ))
هكذا يقول الحلبي بكل سفاهة وعدم احترام : الشيخ ربيع حوله دبابير، ألهذه الدرجة ترمي الشيخ ربيع المدخلي بالغفلة والسذاجة بأن حوله دبابير ولا يدركهم، وتدركهم أنت أيها القزم.
ومما قاله الحلبي في تلك المكالمة الهاتفية كلمة خطيرة جداً : عن أصل أهل السنة بأن أخبار الآحاد تفيد العلم وهو من الأصول العظيمة : فقد شبهه الحلبي بأنه مثل جنس العمل من المتشابه !
فيا له من بعد عن منهج السلف ! وعن منهج الألباني الذي يحاول الحلبي الالتصاق فيه !
– ثم الشباب الذين حول الشيخ ربيع المدخلي بحمد الله تعالى معروفون بالعلم والأخلاق المستقيمة أحسبهم كذلك ولا أزكي على الله أحداً، وقد سبق رد هذه الفرية في (الحلقة الثامنة)
نقل الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (180) عن سلطان العيد قوله (( احْرِص عَلَى إِظْهَارِ فَضَائِلِ إِخْوَانِك، وَادْعُ لَهُمْ بِظَهْرِ الغَيْب، وَتَجَنَّب أُسْلُوبَ بَعْضِ الحَمْقَى؛ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ أَخُوهُ السَّلَفِيُّ بَادَرَ لِيَصْعَدَ عَلى كَتِفَيْهِ قَائِلاً: فُلاَنٌ عَلَيْهِ مُلاحَظَات! ))
فعلق عليه الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله ((وقد كَثُرُوا وتكاثَرُوا!!!)).
وفي نصيحة الشيخ العلامة ربيع المدخلي التي نقلها الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (244) (( وَلَيْسَتْ شِدَّتُهُمْ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ -كَمَا يَفْعَلُهُ الآنَ بَعْضُ المُرَاهِقِينَ المَشْبُوهِينَ ))
فعلق عليه الحلبي في الحاشية رقم (3) بقوله (( هُمْ كَذَلِكَ -وَالله-: مُراهِقُون، مَشْبُوهُون!!
وَقَدْ بَدأُوا يَكْثُرُونَ -وَيَتَكاثَرُون!-؛ وَذَلِكَ لَـمَّا وَجَدُوا تَرْحِيباً بِهِم، وَتأْيِيداً لَهُم مِنْ قِبَلِ بَعْضِ أَفَاضِلِ أَهْلِ العِلْمِ، فَبَاضُوا، وَفَرَّخُوا! وتعاظموا وشمخوا !!!
وَلَسْتُ بِحَاجَةٍ لِذِكْرِ الأَسْماءِ (!) -هُنا-؛ فَإِنَّ سَاحَاتِ (الإِنْتَرْنِت) تَعُجُّ بِصَفْحَاتِهِم، وَقَبِيحِ صِفاتِهِم..
فانْظُرْ: تَرَ!
فَلاَ لِلسُّنَّةِ (هؤلاء) نَصَرُوا، وَلاَ لِلبِدْعَةِ -بصنيعِهم!- كَسَرُوا..
بَلْ أَعَانُوا -وَاللَّـهِ- أَهْلَ البِدَعِ عَلَى أَهْلِ السُّنَّة!!
فضلاً عن سُكوت (كثيرٍ) منهم عن (أهل البدع)، وانشِغالِهم -ليلَ نهارَ- بتعقُّب أهل السُّنَّة، والتعصُّبِ عليهم!!
ولو لَزِمُوا جادَّةَ الشرع لأفلحوا، وأنْجَحُوا…
هدانا اللهُ وإياهم سواءَ السَّبيل…)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– مراد الحلبي بأن السلفيين بهذا الوصف قد كثروا وتكاثروا؛ لأن الحلبي صرح بأنه يريد بهذا الكتاب السلفيين لا غيرهم كما فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (309-310) بل صرح أنه أراد بعض المشايخ السلفيين حيث قال ((وَلْيُعْلَمْ أَنَّ كَلاَمِي -كُلَّهُ- إِنَّمَا هُوَ مُوَجَّهٌ (لِأَهْلِ السُّنَّة)، وَ(لِدُعَاةِ مَنْهَجِ السَّلَف)، وَلِحَمَلَةِ هَذِهِ (العَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة المُبَارَكَة)- إِذَا أَخْطَأَ وَاحِدُهُم، أَوْ زَلَّ بَعْضُهُم-….))
والعجيب أن الحلبي لا يعتبر هذا من التتبع والتصيد للعثرات ولا من القيل والقال ونقل الأقاويل.
– وقد سبق رد هذه الفرية التي زعمها الحلبي على الشباب السلفي، وأنهم بحمد الله تعالى استجابوا لتوجيه وتربية العلماء لهم .
– والحلبي لم يفرق بين السلفيين والحدادية وجعلهم من باب واحد، مكراً ودهاءاً ظلماً وافتراءاً فالله حسيبه .
– لم يكتف الحلبي بالطعن في الشباب السلفي حتى جعل السبب فيما هم عليه بعض المشايخ السلفيين الذين رماهم بأنهم يؤيدون حال هؤلاء الشباب المذمومين ويرحبون بهم، حتى باضوا وفرخوا وعظموا وشمخوا على حد تعبيره.
وهذا ظلم عظيم للمشايخ السلفيين، فهم بحمد الله من أبعد الناس عن إقرار أهل الباطل، وهم من أكثر المشايخ حرصاً على دعوة الحق، وعلى نشرها وتربية الشباب عليها.
– والعجيب أن الحلبي نقل أقوال المشايخ السلفيين في كتابه هذا مواطن عديدة كثيرة فيها ما يرد هذه الفرية على وجهه.
– ولكن هذا من الحلبي دسيسة ومكر؛ ليقول هؤلاء المشايخ يؤصلون الحق بالقول، ويطبقون الباطل بالفعل، ولا ريب أن هذا ظلم عظيم لهم وقد سبق الرد على افتراءاته وما أكثرها في (الحلقة السادسة) .
– والحلبي بهذا الكتاب نقول له بالحق كما قاله للسلفيين بالباطل (( فَلاَ لِلسُّنَّةِ (يا حلبي) نَصَرت، وَلاَ لِلبِدْعَةِ!- كَسَرت..بَلْ أعنت وناصرت وقويت -وَاللَّـهِ- أَهْلَ البِدَعِ عَلَى أَهْلِ السُّنَّة!! فضلاً عن سُكوتك عن (أهل البدع)، وانشِغالِك-ليلَ نهارَ- بتعقُّب أهل السُّنَّة، والتعصُّبِ (المهلك) عليهم!! ولو لَزِمت جادَّةَ الشرع لأفلحت، وأنْجَحت… هدانا اللهُ وإياهم سواءَ السَّبيل…)) انتهى
– ولسنا بحاجة لذكر الأمثلة فكتابك المسمى بـ(منهج السلف) والمنح الصحيحة ومنتداك ومقالات أتباعك طافحة بالشواهد على ذلك .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (232) في الحاشية (… فَهَذِهِ (فِلِسْطِينُ) -السَّلِيبُ- لاَ يَتَجاوَزُ عَدَدُ السَّلَفِيِّينَ فِيها بِضْعَ عَشَرات!! -فوقَ مَا يُعانُونَهُ مِنْ سَطْوَةِ المُحْتَلّ، وتربُّص العَدُوِّ، وَغَضْبَةِ المُخالِف، وَفِتْنَةِ التَّحَزُّب.. و.. و-.
فَإِنَّ الفُرْقَةَ ضَرَبَتْهُم، بَلْ أَهْلَكَتْهُم، وشتَّتَتْهُم!! حَتَّى وَصَلَ الأَمْرُ ببعضِ المُتنافِرين إِلَى مراكز الشُّرْطَة! بَلْ إِلَى الوِشَايَةِ بإخوانهم إِلَى اليَهُود المُحْتَلِّين!!ةواستعدائهم عليهم بالكذب المشين – !!
وَمَا ذَلِكَ إِلاَّ بِسَبَبِ الغَفْلَةِ عَنْ هَذِهِ الأُصُولِ العِلْمِيَّةِ العَالِيَة، وَالَّتِي لَن يُدْرِكَهَا الهُوج، وَلا المُجَادِلُ اللَّجُوج، أَو الأَحْمَقُ المَمْجُوج!!!))
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يتباكى على حال السلفيين في فلسطين وكأنه بمعزل عما حصل لهم، ولم تكن له يد خفية في تفريقهم وتشتيتهم، وتأجيج نار الفتنة بينهم
في الوقت الذي كان الشيخ ربيع المدخلي يجتهد في جمع كلمتهم ولمِّ شملهم وإطفاء الفتنة بينهم.
– وما أدري أين أخلاق الحلبي التي ينادي بها، وأين الكلمات العاليات الغاليات التي يبحث عنها الحلبي كما في منهجه (82)
– وأين الحلبي من قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الذي نقله في منهجه (85) (( الواجبُ فِيمَنْ صَدَرَ منه ما يُنْتَقَدُ عليه: أَنْ يُدافِعَ الإِنْسَانُ عَنْ أَخِيه إِذَا سَمِعَ مَنْ يَنْتَقِدُهُ فِي هَذا، وَيَقُول: لَعَلَّهُ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ الأمرُ! لعلَّهُ تأوَّله))! وعلق عليه الحلبي بقوله (( هذا يقوله أصحاب النفوس الرضية – حسب -. وأما غيرهم فبالعكس !!))
– فهذا من رد الحلبي على الحلبي .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (256) في الحاشية رقم (2) ((بعض المتعصبة لا يقبلون ألبتة إما حالاً أو مقالاً أن يخطأ أمامهم إمامهم بينما لو خطئ أبو بكر وعمر أو أبو حنيفة والشافعي لكان هذا عندهم من أسهل ما يكون)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يرمي السلفيين بالتعصب المقيت، بل يرميهم بدعوى أنهم ينزلون مشايخ منزلة المعصوم، وزعم وكذب والله أن هذا لسان حالهم أو مقالهم وقد سبق رد فريته عليه في (الحلقة الخامسة) .
– لكن في هذا الكلام زاد الحلبي الفرية فادعى أنهم يرضون بسهولة تخطئة الخليفتين الإمامين أبي بكر وعمر وبتخطئة العلماء كأبي حنيفة والشافعي ولا يرضون ولا يقبلون أن يخطئ شيخهم وإمامهم. وهذا إفك مبين وافتراء عظيم تفوه به لسانه وجرى به قلمه فالله حسيبه.
– وقد سبق في (الحلقة الخامسة) أن العلماء السلفيين يربون الشباب السلفي على عدم التعصب لهم، وإذا رأوا خطأ منهم لا يقبلونه بل يردونه كائناً من كان، مع احترام الصحابة رضوان الله عليهم ومعرفة منزلتهم.
– لكن هذا الوصف بالحلبي وأتباعه في منتداه أليق, وأصدق : فكل أقوال الحلبي ومواقفه الظالمة عندهم حق وصواب! ويتحزبون لكل من تحزب له من أهل الباطل وليس عند السلفيين الذين تشوههم شيء من ذلك!
– ألم تعتبر أيها الحلبي وصف الصحابة بالغثائية ليس سباً في حقهم رضوان الله عليهم، وتستدل عليه بالحديث : ماذا فعل أتباعك طبلوا وزمروا لك ودافعوا عنك وثاروا لأجلك ولم يغضبوا للصحابة الكرام. وأتباع الحلبي يعظمونه ويغلون فيه !
– والسلفيون يعظمون مقام الصحابة رضوان الله عليهم ويحترمونهم، وهم القدوة عندهم وهم السلف الذين يسيرون على منهجهم القويم. ويحترمون السلفيين السابقين واللاحقين.
– أما الحلبي فلم يرفع رأساً بمنهج السلف، بل افترى عليهم ونسب إليهم ما لم يقولوه، بل ما قالوا بخلافه، وليس هذا بغريب على الحلبي، فقد نسب للإمام الألباني أشياء لم يقلها ولم تجرِ على لسانه ولم يكتبها أصلاً .
والحلبي وأتباعه ومن يدافع عنهم يسعون جادين في إسقاط بعض العلماء السلفيين فيا بعد ما بين الفريقين !
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (307) في الحاشية عن بعض الشباب السلفي (( فمَن وَصَفَ (هؤلاء) بسَبَبِ غُلَوائهم، وتشدُّدِهم-بـ(أفراخ الحدَّاديَّة): لم يُبْعِدْ!!
وهذا الوصفُ يُشبه -جدًّا- ما قاله -في هذا الصنف!- فضيلةُ الشيخ ربيع بن هادي
-حفظهُ اللهُ- في مجلس لَهُ عُنْوانُهُ «الحُبّ في الله والاعتصام بحبله»:
«يوجد عند بعض الشّباب السلفيّ شِدَّةٌ تُشبه (الحدَّادِيَّة)!!
فهذه تُتْرَك…».
ثم قال -في المجلس نفسِه-:
«إذا سقط الواحدُ مِنَّا يكونُ أخوه له مثلَ الطبيب؛ يأخذ هذا المريضَ إلى المستشفى، يُعالجُه باللُّطْفِ والحِكمة.
هُناك أناسٌ عندهم شِدَّة وحِدَّة؛ إذا سَقَطَ الإنسانُ: أجهزوا عليه -مع الأسف الشديد-!
ابتعِدوا عن هذه الشِّدَّة المُهْلِكة، وعن التَّساهل المضيِّع للحَقّ، وتراحَموا فيما بينكم، وتناصحوا بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة..».
قلتُ:
بل (منهم) يا فضيلة الشيخ مَن يُجْهِزُ على (مُخالِفِهِ) قبل السُّقوط!!
ومنهم بالعكس ! من يسقطه تحسساً وتجسساً ثم يجهز عليه .
هدانا اللهُ وإياكُم، وإيَّاهم -سواءَ السَّبِيلِ- ))
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– لم يكتف الحلبي بالأوصاف الشنيعة التي رمى بها الشباب السلفي، ولم يكتف بتشبيههم بالحدادية حتى رماهم بأفراخ الحدادية فالله حسيبه.
– وسبب كون الشباب السلفي أفراخاً للحدادية عند الحلبي أن عندهم شدة وغلواً فيما زعم الحلبي! وهي نفس الفرية التي رمى بها بعض العلماء السلفيين وقد سبق الرد عليه في هذه الفرية في (الحلقة الخامسة)
– ولعل الحلبي لو أنصف لوصف أتباعه في منتداه وغيره بأنهم أشد من الحدادية فيما هم عليه من غلو وشدة على السلفيين.
– وأما قول الشيخ العلامة ربيع ((يوجد عند بعض الشّباب السلفيّ شِدَّةٌ تُشبه (الحدَّادِيَّة)) انتهى فهو لم يصفهم بالحدادية مطلقاً أو بأنهم أفراخ الحدادية، وإنما شبه شدة بعض السلفيين بشدة الحدادية، ومعلوم أن التشبيه لا يقتضي مطابقة المشبه بالمشبه به من كل وجه. ومراد الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ما وقع فيه بعض السلفيين المتأثرين بفتنة فالح الحربي، حتى شابهوا في شدتهم الحدادية، ولكن بحمد الله لما تميزت الأمور وعرف الحق، ترك السلفيون تلك الشدة المذمومة. وتركوا فالحاً ومنهجه.
– وأما قول الشيخ العلامة ربيع المدخلي(( هُناك أناسٌ عندهم شِدَّة وحِدَّة؛ إذا سَقَطَ الإنسانُ: أجهزوا عليه -مع الأسف الشديد-!)) فمراده الحدادية أنفسهم ومنهجهم الباطل لذلك قال بعدها للشباب السلفي محذراً لهم من هذا المنهج الباطل (( ابتعِدوا عن هذه الشِّدَّة المُهْلِكة، وعن التَّساهل المضيِّع للحَقّ، وتراحَموا فيما بينكم، وتناصحوا بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة..)).
– والشيخ ربيع المدخلي حفظه الله بكلامه هذا يقرر الحق الوسط الخيار العدل فكما أن الشدة المذمومة مرفوضة كذلك التساهل والتضييع والتمييع للحق مرفوض، فليتك يا حلبي انتفعت بهذا الكلام الصادر من هذا الإمام رغم أنفك وأتباعك ومن تدافع عنهم، فأنتم ترفعون راية الشدة على الشيخ ربيع وإخوانه أكثر من الحدادية! في الوقت الذي ترفعون فيه راية التمييع لصالح أهل التحزب والباطل! فما أشد تناقضكم!
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (309-310) (( … وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ الحَقِّ عَدَاء، بَلْ حُبٌّ -واللـهِ- وَوَلاَء..
مَعَ التَّذْكِير -خِتَاماً- بِمَا قَالَهُ سَمَاحَةُ أُسْتَاذِنا الشَّيْخ عَبْد العَزِيز بِن بَاز -رَحِمَهُ الله- فِي «مَجْمَوع الفَتَاوَى» (8/376)-لَهُ-:
«هَذَا العَصْرُ عَصْرُ الرِّفْقِ، وَالصَّبْر، وَالحِكْمَة؛ وَلَيْسَ عَصْرَ الشِّدَّة.
النَّاسُ أَكْثَرُهُم فِي جَهْل، فِي غَفْلَةٍ، وَإِيثَارٍ لِلدُّنْيَا.
فَلاَ بُدَّ مِنَ الصَّبر، وَلاَ بُدَّ مِنَ الرِّفْق؛ حَتَّى تَصِلَ الدَّعْوَة، وَحَتَّى يُبَلَّغَ النَّاسُ، وَحَتَّى يُعَلَّمُوا».
«فالحاجةُ إلى السَّماحةِ، والصَّبْر عامَّةٌ لجميع بني آدَمَ؛ لا تقومُ مصلحةُ دينِهم، ولا دُنياهم
إلَّا بها».
كما قال شيخُ الإسلامِ في «مجموع الفتاوى» (28/24).
قلتُ:
وهذه الكلماتُ الغاليات، العاليات: لا تتعارضُ -ألْبَتَّةَ- مَعَ ما يمكنُ أن يكونَ قد صَدَرَ مِنِّي في هذا الكتاب- مِن بعضِ (خَشِنِ) الكلامِ، أو شيءٍ مِن (شدَّةٍ) في المَلام؛ فذلك -واللـهِ- مِن حِرْصِي عَلَى أَنْ أَهُزَّ قلوبَ مَن يُمارسُ هذا الغُلُوَّ، أو يراهُ ويأنَسُ به، أو يسكُتُ عنه؛ فضلاً عَمَّن يُشَجِّعُهُ!
(لعله يتذكر أو يخشى).
فلئنِ استمَرَّ هذا النَّفَسُ -هكذا- في (الدعوة السلفية)؛ فعليها العَفاءُ والسَّلام!
وكيفما كان الأمرُ -والحمدُ لله- فلم يَصِلْ (شديدُ) كلامي، و(خَشِنُ) لفظي في أقصاه: إلى أنْ:
أُبَدِّعَ…
أو أُسْقِطَ..
أو أسْتَأْصِلَ..
أو أُضَلِّلَ…
حتى لا يُقالَ فيَّ -بالباطلِ-: أنِّي أطعَنُ في السَّلَفِيِّين!
فالسَّلَفِيُّون -كغيرِهم مِن بني آدم- يُخطئون ويُصيبون!
فكيف يكونُ نقدُ بعضِ سُلوكيَّاتٍ منهم -أو مِن بعضِهم- طعْناً فيهم؟!! (سبحانك هذا بهتان عظيم)
بل إنِّي أرى أنَّ السُّكوتَ عن أخطاءِ بعضِنا بعضاً -نحن السَّلَفِيِّين- قد يُدخِلُنا في مُشابهةِ مَن قال اللهُ -تعالى- فيهم -مُبَكِّتاً لهم-: (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)…
وهذه -ساعتئذٍ- الطامَّةُ الكُبرى!
نعم؛ بالرِّفْقِ، واللِّين، والكلمةِ الطَّيِّبة -ما استطَعْنا إلى ذلك سبيلاً-….
وَلْيُعْلَمْ أَنَّ كَلاَمِي -كُلَّهُ- إِنَّمَا هُوَ مُوَجَّهٌ (لِأَهْلِ السُّنَّة)، وَ(لِدُعَاةِ مَنْهَجِ السَّلَف)، وَلِحَمَلَةِ هَذِهِ (العَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة المُبَارَكَة)- إِذَا أَخْطَأَ وَاحِدُهُم، أَوْ زَلَّ بَعْضُهُم-….
لاَ لِمُبْتَدِعٍ شَقِيّ، وَلاَ لِضَالٍّ غَيْرِ تَقِيّ..
لاَ تَرْوِيجاً لِبِدْعَة، وَلاَ دِفَاعاً عَنْ مُبْتَدِعَة!!…)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
– الحلبي يزعم أنه يحب الحق وليس بينه وبين الحق عداء نقول له : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) فارجع للحق وتب من باطلك وتبرأ من أهل الباطل وانصر الحق واعتذر لأهله؛ فليس المحبة بمجرد الكلام بل لابد من مطابقة الفعال، وإلا خالف قولك فعلك وكذبه.
– وأما استدلال الحلبي بكلام الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله تعالى فهو من تلبيسه وتدليسه، فما رأيت عملاً وكلاماً يخالف كلام الشيخ ابن باز مثل كلام الحلبي في هذا الكتاب وفي منتداه من أقواله وأقوال أتباعه!
ولما رأى الحلبي أنه وكلامه الظالم الغالي في وادٍ وكلام ابن باز في وادٍ آخر: ذهب يتلاعب ويستر سوءته بهذه المغالطات والتمييعات التي لا تنطلي إلا على من يقلده التقليد الأعمى ويتعصب له .
– ومما يبطل استدلال الحلبي أن تعلم أخي القارئ أن كلام الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى إنما هو في التعامل مع الجهلة من عامة الناس، وأهل المعصية والغفلة لا أن يكون الرفق مع المعاندين المخالفين للحق لذلك قال رحمه الله تعالى (( النَّاسُ أَكْثَرُهُم فِي جَهْل، فِي غَفْلَةٍ، وَإِيثَارٍ لِلدُّنْيَا )) انتهى
– ومما يدل عليه ما قاله الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في رسالته: “الأدلة الكاشفة” لأخطاء بعض الكتاب : الشريعة الكاملة جاءت باللين في محله، والشدة في محلها. فلا يجوزللمسلم أن يتجاهل ذلك ؛ ولا يجوز أيضا أن يوضع اللين في محل الشدة، ولا الشدة فيمحل اللين. ولا ينبغي أيضا أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللينفقط،ولا أنها جاءت بالشدة فقط؛ بل هي شريعة حكيمة كاملة، صالحة لكل زمانومكان، ولإصلاح كل أمة؛ ولذلك جاءت بالأمرين معاً”
– وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى أيضاً في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (5/202) : الواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، أو جمعية ونصح الجميع؛ بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده، ودعاإليه نبينا صلى الله عليه وسلم،ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لايعلمها إلا الله، فإن الواجب التشهير به والتحذير منهم من عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله بإتباعه في قوله جل وعلا {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون }ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولاً وأعداءالإسلام من الإنس ثانياً؛ لأن اتفاق كلمةالمسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل مصلحةالمسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن ، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوةبينهم ، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلالة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه” انتهى
– وسئل الشيخ ابن باز – رحمه الله – في شرح فضل الإسلام (10) : الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟
فأجاب سماحته: نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم هو داع إليهم، هو من دعاتهم نسأل اللهالعافية” انتهى
– وقول الحلبي (( وهذه الكلماتُ الغاليات، العاليات: لا تتعارضُ -ألْبَتَّةَ- مَعَ ما يمكنُ أن يكونَ قد صَدَرَ مِنِّي في هذا الكتاب- مِن بعضِ (خَشِنِ) الكلامِ، أو شيءٍ مِن (شدَّةٍ) في المَلام؛ فذلك -واللـهِ- مِن حِرْصِي عَلَى أَنْ أَهُزَّ قلوبَ مَن يُمارسُ هذا الغُلُوَّ، أو يراهُ ويأنَسُ به، أو يسكُتُ عنه؛ فضلاً عَمَّن يُشَجِّعُهُ!)) انتهى
أقول : ما هذا التلاعب بعقول الناس، وما المغالطة التي ترتكز عليها يا حلبي في نفي التعارض بين فعالك القبيحة مع ما ذمه الإمام ابن باز.
فإذا كان الشيخ الإمام ابن باز يطلب الرفق واللين مع العامة الجهلة ومع أهل الغفلة فكيف لا يطلب الرفق واللين مع أهل السنة السلفيين بل هذا ما صرح به الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في مواطن ونقلته أيها الحلبي ولكنه التلبيس والتدليس، وسأنقل كلام الشيخ الإمام ابن باز من كتابك المسمى بـمنهج السلف الصالح؛ ليقف القارئ الكريم على مدى تلاعب الحلبي وتلبيساته العلمية حتى غدا لا يوثق بكلامه ولا بأفعال، ولا يؤتمن مثله على مسائل العلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال الحلبي في (ص62) (( وَهَذا -كُلُّهُ- عَيْنُ مَا أَرْشَدَ إِلَيْهِ سَمَاحَةُ أُستاذِنا الشَّيْخ عَبْد العَزِيز بن بَاز فِي «مَجْمُوع الفَتَاوَى» (7/313)- بِقَوْلِهِ- فِي بَيَانِ صِفَةِ الرَّدِّ، وَالنَّقْد- : «فَيَكُونُ ذَلِكَ بِأَحْسَنٍ عِبَارَةٍ، وَأَلْطَفِ إِشَارَةٍ؛ دُونَ تَهَجُّم، أَوْ تَجْرِيح، أَوْ شَطَطٍ فِي القَوْلِ يَدْعُو إِلَى رَدِّ الحَقِّ، أَو الإِعْراض عَنْه.
وَدُونَ تَعَرُّضٍ لِلأَشْخَاص، أو اتِّهَامٍ لِلنِّيَّات، أَوْ زِيادَةٍ فِي الكَلاَم لاَ مُسَوِّغَ لَهَا» انتهى .
ونقل الحلبي (ص99) كلام الشيخ عبد المحسن العباد في وصف منهج الشيخ ابن باز (( كَانَ ذَا مَنْهَجٍ فَذٍّ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّـهِ، وَتَعْلِيمِ النَّاسِ الخَيْرَ، وَأَمْرِهِم بِالمَعْرُوفِ، وَنَهْيِهِم عَنِ المُنْكَر، يَتَّسِمُ بِالرِّفْقِ واللِّينِ فِي نُصْحِهِ، وَرُدُودِهِ الكَثِيرَةِ عَلَى غَيْرِه:
مَنْهَجٌ سَدِيدٌ: يُقَوِّمُ أَهْلَ السُّنَّةِ، وَلاَ يُقاوِمُهُم.
وَيَنْهَضُ بِهِم، وَلاَ يُناهِضُهُم.
وَيَسْمُو بِهِم، وَلاَ يَسِمُهُم.
مَنْهَجٌ يُجَمِّعُ، وَلاَ يُفَرِّقُ.
وَيَلُمُّ، وَلاَ يُمَزِّق.
وَيُسَدِّدُ، وَلاَ يُبَدِّد.
وَيُيَسِّرُ، وَلاَ يُعَسِّر….))
وعلق عليه الحلبي بقوله (( كِدْنا لا نَرَى شيئاً مِن هذه السِّماتِ العزيزاتِ -لا قِلَّةً ولا كَثْرَةً- فيما عايَشْنَا وشاهَدْنا-! بل المُشاهَدُ -والعِياذُ بالله-: أضْدادُها. والمُعَايَنُ: نقائضُها. والملموسُ المحسوسُ: عكسُها … فَإِلَى مَتَى؟! إِلَى مَتَى؟! )) انتهى
أقول : هذا يصدق عليك أيها الحلبي بحق وعدل وإنصاف لا على السلفيين شيوخاً وطلاباً. وقد سبق التعليق على هذه الجملة في (الحلقة الثامنة)
ونقل الحلبي في (ص245) قول الإمام ابن باز (( وَهَذا -كُلُّهُ- لاَ يَمْنَعُ مِنْ نَصِيحَةِ مَنْ أَخْطأَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، أَو الدُّعَاةِ إِلى اللَّـهِ فِي شَيْءٍ مِن عَمَلِهِ، أَوْ دَعْوَتِهِ، أَوْ سِيرَتِهِ.
بَلْ يَجِبُ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الخَيْرِ، وَيُرْشَدَ إِلَى الحَقِّ بِأُسْلُوبٍ حَسَن؛ لاَ بِاللَّمْزِ، وَسُوءِ الظَّنِّ، وَالأُسْلُوبِ العَنِيف؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُنَفِّرُ مِنَ الحَقِّ أَكْثَرَ مِمَّا يَدْعُو إِلَيْه.
وَلِهَذا؛ قَال -عَزَّ وَجَلَّ- لِرَسُولَيْهِ مُوسَى وَهَارُونَ -لَـمَّا بَعَثَهُما إِلى أَكْفَرِ الخَلْقِ فِي زَمَانِه-: (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) [طه:44]-».
كَمَا هُوَ نَصُّ كَلاَمِ سَمَاحَةِ أُسْتَاذِنا الشَّيْخ ابْنِ بَاز -نفسِه-رَحِمَهُ الله- فِي «فَتَاوِيه» (2/350)
قلتُ (القائل هو الحلبي) : وفي هذه الآيةِ الكريمةِ عبرةٌ بالغةٌ:
فاللهُ -عَزَّ وجَلَّ- يعلمُ أنَّ فِرعونَ لن يتذكَّرَ، ولن يخشَى، وأنَّ خاتمتَهُ الكُفْرُ؛ ومَعَ ذلك أَمَرَ هذين النبيَّيْنِ الكريمَيْن، بالقولِ اللَّيِّنِ، والكلمة الطيِّبة -تعليماً للأمَّة، وإرشاداً لدُعاتِها – :
فليسَ مِن (داعٍ) خيراً مِن هذا النبيِّ الكَرِيم، وأخيهِ…
وليسَ مِن (مدعوٍّ) أكفَرَ مِن (فرعونَ) الكَفُور -وَذَوِيه-…)) انتهى
أقول: وفي حالك عبرة وعظة فيمن يخالف قوله فعله، وفيمن يدعي الصدق والنصح والإرشاد، وهو عن هذا من أبعد العباد .
وقول الحلبي (( قد صَدَرَ مِنِّي في هذا الكتاب- مِن بعضِ (خَشِنِ) الكلامِ، أو شيءٍ مِن (شدَّةٍ) في المَلام ))
أقول : ليت الصادر منك قول خشن وبحق! ولكنه جمع بين السب والشتم والقذف بالتهم الباطلة والمناهج الفاسدة بالظلم والافتراء والاعتداء ليس مع عامة الناس فأعراضهم محفوظة عندكم ولا سيما الشعب الأردني الذي ترفعه إلى مصاف السلفيين ولكن مع أولياء الله من العلماء السلفيين وأتباعهم .
وقول الحلبي في سبب شدته مع السلفيين (( فذلك -واللـهِ- مِن حِرْصِي عَلَى أَنْ أَهُزَّ قلوبَ مَن يُمارسُ هذا الغُلُوَّ، أو يراهُ ويأنَسُ به، أو يسكُتُ عنه؛ فضلاً عَمَّن يُشَجِّعُهُ! ))
أقول : وقعت في أشد مما حاولت الفرار منه؛ فلئن أردت أن يتساهل السلفيون مع أهل الانحراف والمخالفة، فقد شددت على أهل السنة السلفيين شدة بالباطل والافتراء .
ثم إذا طالبت أنت اللين والرفق مع المخالفين أليس السلفيون أولى بذلك منك من أولئك المخالفين .
وقول الحلبي (( وكيفما كان الأمرُ -والحمدُ لله- فلم يَصِلْ (شديدُ) كلامي، و(خَشِنُ) لفظي في أقصاه: إلى أنْ: أُبَدِّعَ…أو أُسْقِطَ..أو أسْتَأْصِلَ..أو أُضَلِّلَ…))
– أقول : هنا يرمي الحلبي بعض العلماء السلفيين بالشدة والتهمة بالتبديع بلا حق. وأنهم قالوا كلاماً خشناً .
– ورماهم بمنهج الاستئصال والتضلل بالباطل، وقد سبق في (الحلقة السابعة ) رد هذه الفرية الحلبية فحسبه الله .
– ثم العلماء لم يبدعوك أيها الحلبي؛ بل ترفقوا معك، وناصحوك، وطالبوك بالرجوع فها هو الشيخ عبيد الجابري يقول في آخر أجوبته لأسئلة رائد المهداوي (( فأنا أنصح أخانا الشيخ علي أن يعود إلى أهل الحديث فيسلك مسلكهم،ويبتعد عن أهل الحزبيات والبدع فإنهم لا يألون جهداً في التفريق بينه وبين إخوانه،وسيوغرون صدره وصدر الآخرين بغضاً وعداوةً وحقداً وحسداً، أنصحه أن يعود إلى إخوانهأهل السنّة، وأن يدع هذه العبارات الفلسفيّة والقواعد التي مبناها على القياسالفاسد، والله وبالله وتالله إني ناصحٌ له، وإلى الآن ما تكلمت فيه كما أتكلم في أهل البدع أعيذه بالله من ذلك )) انتهى
– ولكن لا يظن الحلبي أنه ناجٍ من الإلحاق بمن يدافع عنهم وينافح لأجلهم من أهل الأهواء والبدع، فإن لم يتراجع ولم يتب فهو منهم كما حكم بذلك السلف في أناس وقعوا في أقل مما وقع فيه الحلبي بكثير .
وقول الحلبي (( مِن حِرْصِي عَلَى أَنْ أَهُزَّ قلوبَ مَن يُمارسُ هذا الغُلُوَّ، أو يراهُ ويأنَسُ به، أو يسكُتُ عنه؛ فضلاً عَمَّن يُشَجِّعُهُ ))
– أقول: أنت لم تهز القلوب بل أنت دمرتها وذبحتها بغير سكين، فالظلم شديد على الحر، وتأباه النفوس الأبية .
– أنت لا تزال يا حلبي ترميهم وترمي المشايخ السلفيين بالغلو وبعدم إنكارهم بل بتشجيع المشايخ السلفيين لحالهم وقد سبق الرد عليك والله حسيبك.
– ثم رميك لهم بالغلو والاستئصال والتضليل وأمثال هذه العبارات، وتشبيهك لهم بالخنازير والذباب هي أشد من التبديع .
– وتبين من تكذيبكم للحق وردكم للصدق وطعنكم في العلماء والسلفيين وغلوكم في التمييع والتجريح والسب أنت ومن يناصرك على الباطل ولا يستنكرون ذلك ولا لبعضهم بعضاً منكرين : أنكم قد أوغلتم في الباطل وحرب أهل السنة أشد على السلفيين من الحدادية وعموم الحزبيين وفقتموهم في التحزب والتعصب وبلواكم على السلفية والسلفيين شديد .
– والله من ورائكم محيط وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
ملاحظة
ليلاحظ القارئ الكريم أن الحلبي في طعنه في بعض العلماء السلفيين وبعض الشباب السلفي يخطو خطى عرعور والمغراوي والمأربي وغيرهم من أهل الأهواء الذين يطعنون في أهل السنة ويرمونهم بما هم منه براء .
وبهذه الحلقات يظهر لكل منصف أن الحلبي غلا في الطعن والتجريح في بعض العلماء السلفيين والشباب السلفي .
وأن العلماء السلفيين بريئون من الغلو في التجريح الذي يرميهم به الحلبي وأتباعه.
وأن تقسيم العلماء السلفيين إلى متشددين ومعتدلين ! تقسيم باطل؛ إذ أنهم يقصدون بالمتشددين المشايخ السلفيين الذين ردوا على مخالفات وضلالات عرعور والمغراوي والمأربي والحلبي وجمعية إحياء التراث .
ونقول لهؤلاء قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين !
فاثبتوا لنا بالحجة والبرهان : تشدد هؤلاء المشايخ في منهجهم وأقوالهم وأحكامهم.
فالحلبي حاول جاهداً وأجلب بخيله ورجله ليرميهم بالغلو في التجريح فرجع بخفي حنين !!!
ونقول لهم أيضاً : هل نصرة الحق ورد الباطل بالحجة والبرهان يعتبر تشددا وغلواً !
ولو كنتم صادقين : ماذا تعتبرون كلام الحلبي الذي طعن به في بعض المشايخ السلفيين والشباب السلفي بالافتراءات والتقول عليهم ؟
هل هو من الاعتدال أم التشدد ؟
هل هو من الصدق والأمانة أم خلافهما ؟